Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

مجموع رسائل ابن رجب
مجموع رسائل ابن رجب
مجموع رسائل ابن رجب
Ebook728 pages5 hours

مجموع رسائل ابن رجب

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يضم الكتاب مجموع عدد من الرسائل التى طبعت قديما ولم تعد متداوله بين طلاب العلم و رسائل أخرى أعيد تحقيقها بسبب انه لم يلق العنايه التى يستحقها و رسائل لم تطبع من قبل
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateMar 5, 1902
ISBN9786448126281
مجموع رسائل ابن رجب

Read more from ابن رجب الحنبلي

Related to مجموع رسائل ابن رجب

Related ebooks

Related categories

Reviews for مجموع رسائل ابن رجب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    مجموع رسائل ابن رجب - ابن رجب الحنبلي

    الغلاف

    مجموع رسائل ابن رجب

    الجزء 3

    ابن رجب الحنبلي

    795

    يضم الكتاب مجموع عدد من الرسائل التى طبعت قديما ولم تعد متداوله بين طلاب العلم و رسائل أخرى أعيد تحقيقها بسبب انه لم يلق العنايه التى يستحقها و رسائل لم تطبع من قبل

    رسالة بعنوان: نور الاقتباس في مشكاة وصية النبي صلّى الله عليه وسلم لابن عباس ولها أربع نسخ خطية:

    الأولى: ضمن مجموع فاتح باستانبول برقم (5318) وهي آخر المجموع ويحتوي هذا المجموع عَلَى (18) رسالة وتقع في (47) ورقة، وهي مكتوبة في سنة 893 هـ بخط عيسى بن علي بن محمد الحوراني الشافعي.

    الثانية: نسخة جامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية ورقمها (4161 - مجاميع) وتقع في (32) ورقة، وهي من مصورات. مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى برقم (663) وهي من أقدم النسخ حيث كتبت سنة 816 هـ.

    الثالثة: هي نسخة تشستربتي برقم (4951) ضمن مجموع تبدأ فيه من ص 248: ص321 وبها نقص في آخرها حوالي ثلاث ورقات، وقد نسخت في السابع والعشرين من شهر المحرم سنة 816 هـ واسم ناسخها هو علي بن أحمد المقرئء الدمشقي.

    الرابعة: هي نسخة المكتبة المركزية بجامعة الملك سعود وهي برقم (1637/ 8) ضمن مجموع، وتبدأ من ص176 - ص228 وهي منسوخة سنة 1333هـ واسم ناسخها هو عبد الله بن إبراهيم الربيعي.

    وأما النسخ المطبوعة التي استفدت منها فهي نسخة بتحقيق الشيخ محمد بن ناصر العجمي حفظه الله طبعة دار البشائر الإسلامية سنة 1410 هـ وهي جيدة، والثانية بتعليق عز الدين النجار طبعة المدني بالقاهرة سنة 1400 هـ وبها نقص حوالي ثلث الكتاب، وقد اعتمد عَلَى الطبعة الماجدية المطبوعة بمكة بتعليق الشيخ عبد الرحمن أبي حجر سنة 1347 هـ، وبالنسختين أخطاء مطبعية كثيرة وسقط بعض الكلمات بل والأسطر فلا يعتمد عليهما في القراءة.

    4 - فضائل الشام

    ولهذه الرسالة نسخة خطية واحدة وهي نسخة بلدية الإسكندرية ورقمها (1351 - د) (1) وهي من مصورات معهد المخطوطات العربية بالقاهرة برقم (368 - تاريخ) وتقع في (56) ورقة.

    وجاء في نهايتها: "وهذا آخر ما وجد بخط المصنف عفا الله عنه وغفر له ورضي عنه ونفع به آمين.

    بأصله ما صورته:

    عَلَّقَهُ لنفسه العبد الفقير إِلَى ربه اللطيف علي بن محمد بن إبراهيم العفيف الحنبلي الجعفري، عفا الله عنه وغفر لوالديه ولمشايخه وإخوانه، بمنه وكرمه، وذلك في رابع عشر من صفر سنة ثمانمائة، والحمد لله وحده وصلى الله عَلَى سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. وحسبنا الله ونعم الوكيل. وكان الفراغ من هذه الأحرف البالية باليد الفانية في أواخر شهر جمادى الأولى المنتظم في سلك سنة ثلاث وعشرين وألف من الهجرة المحمدية عَلَى صاحبها الصلاة والسلام".

    وبهذه النسخة الخطية كلامًا بخط المصنف منقول من جامع الخلال ومن كتاب الترحم للجوزجاني ... إلخ فرأيت نقله للاستفادة وهو. ليس ضمن

    فضائل الشام

    لابن رجب رحمه الله. والنسخة الخطية للكتاب مليئة بالتصحيف والتحريف حتى يظن القارئ أن الَّذِي كتبها لم يكن له دراسة بعلم الرجال ولا الحديث ولا البلدان وقد صوبت الأخطاء قدر الاستطاعة. وأما النسخة المطبوعة فهي بتحقيق سامي جاد الله وبتقديم فضيلة الشيخ عبد الله السعد حفظه الله وقد بذل المحقق جهدًا كبيرًا في ضبط الكتاب إلا أنَّه لم يتمكن من قراءة بعض الكلمات والعبارات في نسخته المصورة فاجتهد في توقعها، وهي واضحة في نسختي ولله الحمد فقمت بتصويبها وهي قليلة.

    5 -

    رسالة استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس

    وقد حصلت عَلَى نسخة خطية واحدة للكتاب مصورة من الامبروريانا بإيطاليا برقم (197) وبها سقط من أول عبارة: ويذكر بالآء الله حتى انشرحت القلوب بمحبته أعظم انشراح ... إِلَى عبارة: وأمنحهم رياض قدسي في الباب التاسع، استدركته من المطبوعة طبعة دار الفتح".

    وهي من مصورات دار الكتب المصرية مصورات خارج الدار برقم (47883). والعجيب أن نسخة دار الصحابة بطنطا زعم صاحب الدار أنَّه اعتمد عَلَى نفس نسختنا الخطية، وهو لم يقترب منها بتاتًا، وذلك لعدم تنبيهه على السقط الموجود بها، وعند المقابلة اتضح لي أنَّه اعتمد عَلَى نسخة دار الفتح فقط. وأما محققها فهو رجل فاضل اجتهد في تخريجها وضبطها اجتهادًا كبيرًا وهو الشيخ/ مجدي قاسم حفظه الله، وقد استفدت منه في مواضع كثيرة فجزاه الله عنا خيرًا.

    ولا أنسى أن أذكر أن لكتاب استنشاق نسيم الأنس عدة نسخ خطية لم تصلني منها نسختان بجامعة الملك سعود ورقمهما فيها (1817/ 7) في (36) ورقة و (1637/ 1) في (26) ورقة من منسوخات القرن الثالث والرابع عشر الهجري. ونسختان في مكتبة دار الإفتاء السعودية بالرياض برقم (527) في (18) ورقة و (633) في (27) ورقة. وفي مكتبة الأوقاف العامة ببغداد برقم (4754/ 3 - مجاميع) في (32) ورقة (1).

    ولعلي أحصل عليهم أو عَلَى بعضهم في طبعات الكتاب التالية إن شاء الله. (1) انظر تصانيف الحافظ ومؤلفاته في كتاب منهج الحافظ ابن رجب في العقيدة لعلي الشبل ص 91.

    عملي في هذا الكتاب وما تمتاز به طبعتنا

    1 - قمت بمقابلة النسخ الخطية لكل رسالة وإثبات الفروق التي بينها في الهامش وبجوارها كلمة نسخة بنفس طريقة المجلدين السابقين.

    2 - قمت بتخريج آيات الكتاب العزيز وعزوها إِلَى مواضعها من كتاب الله، ووضعت الترقيم في هذا المجلد بجوار الآيات، وكذلك ترقيم صفحات المخطوط.

    3 - قمت بتخريج الأحاديث المرفوعة، وأضع رقمًا عند عزو الحافظ ابن رجب للكتاب فمثلاً: حينما يقول: رواه أحمد وأبو داود الترمذي فإني أضع فوق عزو أحمد رقم (1)، وفوق عزو أبي داود رقم (2)، وفوق عزو الترمذي رقم (3) ثم أنقل في الحاشية الجزء والصفحة عند أحمد وعند الإطلاق يكون العزو للمسند، أما إن كان في غير المسند، فأذكر اسم الكتاب، كفضائل الصحابة لأحمد مثلا، ثم أنقل كلام الترمذي عَلَى الأحاديث إن كان له كلام. وليتنبه القارئ الكريم أن قول الترمذي عن حديث غريب سواء هو أو أبو نعيم في الحلية أو غيرهما من علماء العلل، فإنما يعني الضعف غالبًا في الإسناد، فحينما يكون في إسناد الترمذي عطية الصغار أو شهر بن حوشب أو غيرهما من الضعفاء فإنَّه يقول: غريب، وإذا وصف العُلَمَاء المتأخرون حديثًا بالغرابة فإنما يعنون في الغالب غرابة المتن ونكارته ومنهم: الذهبي وابن كثير وابن رجب.

    4 - قمت بنقل كلام علماء العلل عَلَى الأحاديث المرفوعة المعلة وأذكر أحيانًا كلام الدارقطني في اختلاف السند، وكلام ابن عدي والعقيلي وأبي حاتم الرازي وأبي زرعة وغيرهم في إعلال الحديث.

    5 - الأحاديث التي خارج الكتب الستة، وضمن ما أورده الهيثمي في مجمع الزوائد، أنقل كلامه غالبًا.

    6 - انقل غالبًا كلام الطبراني عَلَى الأحاديث في المعجم الأوسط -وهو من الكتب التي تعني بالغريب من الأحاديث، وبتفردات الرواة، ولهذا يجب أن ينظر للمعجم الأوسط عَلَى أنَّه ضمن كتب العلل، وكذلك كلامه في المعجم الصغير، وكذلك كلام البزار.

    7 - عند العزو للطبراني في المعجم الكبير فإنني أذكر رقم الجزء وبعده رقم الحديث.

    8 - قمت بنقل معنى بعض الكلمات الغريبة من معاجم اللغة.

    9 - هناك بعض عناوين ليست في الأصول الخطية التي بين يدي، ولكنني وضعتها تسهيلاً عَلَى القارئ، وقد اقتبست من رسالة التوحيد العناوين التي وضعها محققها.

    10 - قمت بالتنبيه عَلَى بعض أخطاء الناسخين خاصة في مخطوطة فضائل الشام.

    11 - قمت بوصف النسخ الخطية التي اعتمدت عليها في التحقيق، وتصوير نماذج منها.

    12 - تكلمت عَلَى بعض أسانيد الأحاديث المرفوعة كلامًا موجزًا، خاصة الضعيف منها، ولم أجعل ذلك منهجًا.

    13 - استفدت من أحكام الشيخ الألباني -رحمه الله - عَلَى بعض الأحاديث.

    14 - اتبعت طريقة النص المختار في التحقيق.

    شكر وتقدير

    أشكر كل من ساهم في إخراج هذا المجلد، وأخص منهم الأخ الفاضل/ أحمد المرشدي صاحب مركز الصفا للكمبيوتر عَلَى ما بذله هو والإخوة العاملين بالمكتب من جهد في كتابة هذا المجلد.

    كما أشكر الأخ/ طلال الطرابيلي، والأخ/ أحمد سالم، والأخ/ محمد فاضل، والأخ/ مكرم مسعد، والأخ/ إبراهيم الحماحمي عَلَى جهدهم في المقابلات والمراجعات فجزاهم الله عنا خيرًا.

    ولأخي الحبيب/ عصام الدين سعد صاحب دار الفاروق الحديثة -حفظه الله - جزيل الشكر عَلَى طبعه للكتاب وعلى اهتمامه بطبع كتب التراث المحققة تحقيقًا جيدًا خاصة الجديد منها.

    ثناء الهيئات العلمية وملاحظاتها عَلَى مجموع رسائل ابن رجب

    قال الباحثون في ثمرات المطابع عن مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي. جمع رسائل الحافظ ابن رجب -رحمه الله - في مجموع واحد عمل من الأعمال النافعة لأنها تيسر عَلَى طلبة العِلْم مؤونة جمع وحفظ الرسائل المتفرقة خاصة وأنها طبعت في أزمان متفاوتة.

    وقالوا:

    والحافظ ابن رجب رحمه الله من الأئمة المحققين الذين اجتمعت فيهم أدوات الاجتهاد بكمل صورها -كنا قد تعرضنا لشيء من ذلك في قراءة حول رسالته أحكام الاختلاف في رؤية هلال ذي الحجة ونشرت بالموقع.

    وإضافة إِلَى ذلك فقد برع بشكل واضح في الحديث عن أمور الزهد والرقائق، واعتنى ببيان ذلك من خلال شروحه النبوية، وقد تضمن هذا المجموع طائفة منها، مما يجعل القارئ لكتبه يشعر أنَّه يتنقل في روضة غناء تفيض بالعلم والحكمة، ولعل ذلك من ثمار تلمذته عَلَى شيخه المحقق الجليل شمس الدين ابن قيم الجوزية، الَّذِي يمثل قمة شامخة ومعلمًا بارزًا من معالم العِلْم والدين.

    والملاحظات:

    1 - لم يشر محقق هذا المجموع إِلَى ما سبق طبعه من هذه الرسائل، ويبدو أنَّه لم يطلع عَلَى بعض الطبعات بل كان اعتماده كليًّا عَلَى المخطوطات (1).

    2 - وقع في الفصل الأخير من رسالة الفرق بين النصيحة والتعيير (1) بل أشرت إِلَى استفادتي من بعض الرسائل المطبوعة والكتب المطبوعة كما في (1/ 8) من المقدمة فقلت: كما استفدت من الرسائل المطبوعة بتحقيق الدكتور آل فريان، والأخ أشرف عبد المقصود، والشيخ محمد عمرو عبد اللطيف، وسعد الحمدان،= ص 417 من هذه الطبعة ما يلي:

    ومن يلي بشيء من هذا الأذى والمكر فليتق الله [ويستعن] (1) به ويصبر، فإن العاقبة للتقوى.

    وفي الحاشية رقم (1): في جميع النسخ: ويستعين. وأجريناه عَلَى عمل العطف عَلَى المجزوم. اهـ كلام المحقق.

    وكان الأولى إثبات ما في جميع النسخ -وهي ثلاث - لا سيما - أن المقرر في النحو العربي - أنَّه إذا وقع بعد جواب الشرط فعل مضارع مقرون بالفاء أو الواو جار فيه ثلاثة أوجه: الجزم عَلَى العطف، والرفع عَلَى الاستئناف، والنصب بأن مضمرة وجوبًا بعد واو المعية الواقعة في جواب الشرط المشبه للاستفهام، وقد قرئ بالأوجه الثلاثة فعل (يذرهم) في قولى تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ} [الأعراف: 186]، وعسى أن يستدرك المحقق ذلك في طبعة قادمة.

    3 - لم يصنع المحقق فهارس مفصلة للموضوعات، ولا فهارس للآيات والأحاديث، ولعله أخر ذلك إِلَى حين فراغه من تحقيق بقية الرسائل التي بين يديه (1)، لكننا نؤكد عَلَى أهمية إكمال هذا المشروع بفهرسته بالفهارس اللازمة. =ومحمد ناصر الدين العجمي، وإبراهيم العرف، وسامي جاد الله، ومحمود الحداد وغيرهم، فجزاهم الله عنا خيرًا. اهـ ولم أرد تطويل المقدمة بذكر طبعات الكتاب السابقة، وذلك يتطلب تبيين ما في هذه الطبعات من مميزات وعيوب، وفي ذلك تطويل عَلَى القارئ.

    (1) سوف أقوم بعمل فهارس تفصيلية للكتاب إن شاء الله بعد الفراغ من تحقيق بقية الرسائل.

    نماذج من صور بعض مخطوطات رسائل ابن رجب

    صورة المخطوط

    صورة الورقة الأولى من رسائل فضل علم السلف نسخة فاتح باستانبول

    صورة المخطوط

    صورة الورقة الأخيرة من رسائل فضل علم السلف نسخة فاتح باستانبول

    صورة المخطوط

    الورقة الأولى من رسائل فضل علم السلف دار الكتب المصرية (62 - تعليم تيمور)

    صورة المخطوط

    الورقة الأخيرة من رسائل فضل علم السلف دار الكتب المصرية (62 - تعليم تيمور)

    صورة المخطوط

    فضل علم السلف الوجه الأول من الورقة الأولى من نسخة تشيستربيتي والورقة الأخيرة من نفس النسخة

    صورة المخطوط

    الورقة الأولى من رسائل فضل علم السلف نسخة دار الكتب المصرية مباحث إسلامية - طلعت) والوجه الأخير من نفس النسخة

    صورة المخطوط

    فضل علم السلف الصفحة الأولى من نسخة الأوقاف العراقية والصفحة الأخيرة من نفس النسخة

    صورة المخطوط

    فضل علم السلف الصفحة الأولى من نسخة جامعة الملك سعود والصفحة الأخيرة من نفس النسخة

    صورة المخطوط

    نسخة فاتح باستانبول الورقة الأولى من رسائل التوحيد أو تحقيق كلمة الإخلاص

    صورة المخطوط

    نسخة فاتح باستانبول الورقة الأخيرة من رسائل التوحيد أو تحقيق كلمة الإخلاص

    صورة المخطوط

    صورة الغلاف من رسالة التوحيد أو تحقيق كلمة الإخلاص نسخة جامعة ابن سعود والصفحة الأولى والأخيرة من نفس النسخة صورة المخطوط

    الوجه الأول من رسالة نور الاقتباس نسخة فاتح باستانبول والوجه الأخير من نفس النسخة

    صورة المخطوط

    الورقة الأولى من رسالة نور الاقتباس نسخة تشيستربيتي والورقة الأخيرة من نفس النسخة

    صورة المخطوط

    الورقة الأولى من نسخة جامعة برنستون من رسالة نور الاقتباس والورقة الأخيرة من نفس النسخة

    صورة المخطوط

    الورقة الأولى من رسالة نور الاقتباس نسخة جامعة الملك سعود والورقة الأخيرة من نفس النسخة

    صورة المخطوط

    الورقة الأولى من رسالة فضائل الشام

    صورة المخطوط

    الورقة الثانية من رسالة فضائل الشام

    صورة المخطوط

    الورقة الأخيرة من رسالة فضائل الشام

    صورة المخطوط

    صورة ما ألحقه ابن رجب بعد نهاية رسالة فضائل الشام صورة المخطوط

    غلاف رسالة استنشاق نسيم الأنس نسخة الامبروزيانا والورقة الأولى من نفس النسخة

    صورة المخطوط

    الورقة الأخيرة من رسالة استنشاق نسيم الأنس

    صورة المخطوط

    المنتقى من استنشاق نسيم الأنس انتقاء ابن عبد الهادي نسخة مكتبة سوهاج وهي من مصورات معهد المخطوطات العربية بالقاهرة (512 حديث)

    مَجْمُوع رَسَائِلْ الحَافِظْ ابْنِ رَجَب الحَنْبَلِيِّ

    زِين الدِّين أَبِي الفَرَج عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن رَجَب الحَنْبَلِيّ

    (736 - 795هـ)

    رَسَائِلُ جَمَعَتْ عُلُوماً شَتَّى فِي التَّوحِيدِ وَالفِقْهِ وَالتَّفْسِيرِ وَالحَدِيثِ

    وَالزُّهْدِ وَالأَدَبِ وَالمَوَاعِظِ وَالرَّقَائِقِ وَالسِّيَرِ وَالتَّارِيخِ

    جَمِيع الرَّسَائِل حُقِّقَتْ عَلَى نُسخٍ خطيَّة أَصْلِيَّة

    دِرَاسَة وَتَحْقِيق

    أَبِي مُصْعَبْ طَلْعَتْ بْن فُؤَادٍ الحلْوَانِيّ

    النَّاشِرُ

    الفَارُوقُ الحَدِيثَة لِلطِّبَاعَةِ وَالنَّشْرِ بسم الله الرحمن الرحيم

    فضل علم السلف على علم الخلف

    بسم الله الرحمن الرحيم

    رب أعن يا كريم

    الحمد لله رب العالمين، وصلى لله عَلَى محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا.

    أما بعد؛ فهذه كلمات مختصرة في معنى العِلْم، وانقسامه إِلَى علم نافع وعلم غير نافع، والتنبيه عَلَى فضل علم السَّلف عَلَى علم الخلف.

    فنقول وبالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله:

    قد ذكر الله -تعالى - في كتابه العِلْم تارة في مقام المدح، وهو العِلْم النافع، وذكر العِلْم تارة في مقام الذم، وهو العِلْم الَّذِي لا ينفع.

    فأما الأول فمثل قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9]، وقوله: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18]، وقوله: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114] وقوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]، وما قص الله سبحانه من قصة آدم وتعليمه الأسماء وعرضهم عَلَى الملائكة وقولهم: {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 32]، وما قص الله سبحانه من قصة موسى -عليه السلام - وقوله للخضر: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66] فهذا هو العِلْم النافع.

    وقد أخبر عن قوم أنهم أوتوا علماً ولم ينفعهم علمهم، فهذا علم نافع في نفسه لكن صاحبه لم ينتفع به، قال تعالى:

    {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5]، وقال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} [الأعراف: 175 - 176]، وقال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ...} الآية [الأعراف: 169] وقال: {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: 23].

    وعلى تأويل من تأول الآية عَلَى علم عند من أضله الله.

    وأما العِلْم الَّذِي ذكره الله -تعالى - عَلَى جهة الذم له، فقوله في السحر: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [البقرة: 102] وقوله: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [غافر: 83] وقوله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 7].

    ولذلك جاءت السنة بتقسيم العِلْم إِلَى نافع وغير نافع، والاستعاذة من العِلْم الَّذِي لا ينفع، وسؤال العِلْم النافع.

    ففي صحيح مسلم (1) عن زيد بن أرقم أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يقول: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا.

    وخرّجه أهل السنن من وجوه متعددة (2) عن النبي صلّى الله عليه وسلم وفي بعضها: وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ.

    وفي بعضها (3): «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ». (1) برقم (2723).

    (2) أخرجه أحمد (3/ 255)، وأبو يعلى (2845) عن أنس.

    وأخرجه أحمد (2/ 167) والنسائي (8/ 255) عن عبد الله بن عمرو.

    وأخرجه أحمد (2/ 340، 365) وأبو داود (1548)، والنسائي (8/ 263، 284)، وابن ماجه (3837) عن أبي هريرة.

    (3) أخرجه أحمد (2/ 167)، والترمذي (3482) عن عبد الله بن عمرو، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن عمرو.

    وأخرجه أحمد (4/ 381) في عبد الله بن أبي أوفي.

    وأخرجه أحمد (3/ 283)، والنسائي (8/ 263) عن أنس.

    وأخرجه أحمد (2/ 340، 365)، وأبو داود (1548)، والنسائي (8/ 263)، وابن ماجه (3837) عن أبي هريرة.

    وخرج النسائي (1) من حديث جابر أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ِلْمًا نَافِعًا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا (يَنْفَعُ) (*)».

    وخرّجه ابن ماجه (2) ولفظه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ».

    وخرّجه الترمذي (3) من حديث أبي هريرة أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يقول: «اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا».

    وخرج النسائي (4) من حديث أنس أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يدعو: «اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَارْزُقْنِي عِلْمًا تَنْفَعُنِي بِهِ.

    وخرج أبو نعيم (5) من حديث أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ إِيمَانًا دَائِمًا، فرب إيمان غير دائم، وَأَسْأَلُكَ وَعِلْمًا نَافِعًا، فرب علم غير نافع».

    وخرج أبو داود (6) من حديث بريدة عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ جَهْلًا.

    وإن صعصعة بن صوحان فسر قوله: إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ جَهْلًا، أن يتكلف العالم إِلَى علمه ما لم يعلم فيجهله ذلك. (1) في الكبرى برقم (7867).

    وهذا الحديث مما فات المزي عزوه للنسائي في الكبرى في تحفة الأشراف (1/ 357) رغم أنَّه أتى بنفس السند، ولم يعزه إلا لابن ماجه، فلتنبه لذلك.

    (*) ينتفع به: نسخة.

    (2) برقم (3843) عن جابر.

    (3) برقم (3599) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

    (4) في الكبرى برقم (7868).

    (5) في الحلية (6/ 179) بلفظ: "اللهم إني أسألك إيمانًا دائمًا، وهديًا قيمًا، وعلمًا نافعًا.

    (6) برقم (5012).

    ويفسر أيضاً: بأن العِلْم الَّذِي يضر ولا ينفع جهل؛ لأنّ الجهل به خير من العِلْم به؛ فإذا كان الجهل به خيرًا منه فهو شر من الجهل، وهذا كالسحر وغيره من الجهل، وهذا كالسحر وغيره من العلوم المضرة في الذين أو في الدُّنْيَا.

    وقد رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تفسير بعض العلوم التي لا تنفع.

    ففي مراسيل أبي داود (1) عن زيد بن أسلم قال: قيل: يا رسول الله، ما أعلم فلانًا! قال: بم؟ قالوا بأنساب الناس، قال: علم لا ينفع وجهالة لا تضر.

    وخرّجه أبو نعيم في كتاب رياضة المتعلمين من حديث بقية عن ابن جريج عن أبي هريرة مرفوعًا.

    وفيه أنهم قالوا: أعلم الناس بأنساب العرب، وأعلم الناس بالشعر، وبما اختلفت فيه العرب. وزاد في آخره: الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ مَا خَلاَهُنَّ فَهُوَ فَضْل: آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ (2).

    وهذا الإسناد لا يصح، وبقية دلسه عن غير ثقة.

    وآخر الحديث خرجه أبو داود (3) وابن ماجه (4) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا: الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ فَضْل: آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي وفيه ضعف مشهور.

    وقد ورد الأمر بأن يتعلم من الأنساب ما نوصل به إِلَى الأرحام، من حديث أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ» (1) في كتاب الأدب - باب ما جاء في العصبية وتعلم النسب برقم (511).

    (2) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العِلْم (2/ 23) من طريق بقية به

    وقال (2/ 24): في إسناد هذا الحديث رجلان لا يحتج بهما وهما سليمان وبقية .. الخ.

    (3) برقم (2885).

    (4) برقم (54).

    خرجه الإمام أحمد (1) والترمذي (2).

    وخرّجه حميد بن زنجويه من طريق آخر عن أبي هريرة مرفوعًا: «تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ ثم انتهوا، وَتَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ مَا تُعْرِفُونَ بِهِ كِتَابَ اللهِ ثُمَّ انْتَهُوا، وَتَعَلَّمُوا مِنَ النُّجُومِ مَا تَهْتَدُونَ بِهِ فِي ظُلُمَاتِ الْبِرِّ وَالْبَحْرِ ثُمَّ انْتَهُوا" (3) وفي إسناد رواته: ابن لهيعة، وخرج أيضاً من زواية نعيم بن أبي هند قال: قال عمر: تعلموا من النجوم ما تهتدون به في بركم وبحركم ثم أمسكوا، وتعلموا من النسبة ما تصلون به أرحامكم، وتعلموا ما يحل لكم من النساء ويحرم عليكم ثم انتهوا (4).

    وروى مسعر عن محمد بن عبيد الله قال: قال عمر بن الخطاب: تعلموا من النجوم ما تعرفون به القبلة والطريق.

    وكان النخعي لا يرى بأسًا أن يتعلم الرجل من النجوم ما بهتدي به.

    ورخص في تعلم منازل القمر أحمد وإسحاق، نقله عنهما حرب، زاد إسحاق: ويتعلم من أسماء النجوم ما يهتدي به. (1) (2/ 374).

    (2) برقم (1979) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.

    (3) أخرج شطره الأول ابن عدي في الكامل (2/ 12) إِلَى قوله: أرحامكم.

    وفي إسناده بشر بن رافع الحارثي، نقل ابن عدي تضعيف أحمد والنسائي له، وقول ابن معين: شيخ كوفي وهو ثقة .... يحدث بمناكير. ونقل الخلاف بين العُلَمَاء هل بشر بن رافع هذا واحد أو اثنان، وأن الَّذِي وثقه ابن معين كوفي بينما صاحب الترجمة يمني من قبيلة بلحارث أشهر قبائل نجران. والله أعلم.

    قال ابن عدي: وبشر بن رافع وأبو الأسباط إن كلانا اثنين، فلهما غير ما ذكرته، وكان أحاديث بشر بن رافع أنكر من أحاديث أبي الأسباط وأخرج شطره الأخير ابن عبد البر في جامع بيان العِلْم وفضله (1474).

    (4) وأخرجه هناد في الزهد (997) من طريق عمارة بن القعقاع قال: قال عمر: تعلموا من النجوم ما تهتدون بها وتعلموا من الأنساب ما تواصلون به. وأورد شطره الأول الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 187) وقال: رواه حرب الكرماني.

    وكره قتادة تعلم منازل القمر، ولم يرخص ابن عيينة فيه، ذكره حرب عنهما.

    وقال طاوس: رب ناظر في النجوم ومتعلم حروف أبي جاد ليس له عند الله خلاق.

    خرجه حرب، وخرّجه حميد بن زنجويه من رواية طاوس عن ابن عباس (1).

    وهذا محمول عَلَى علم التأثير لا علم (التسيير) (*) فإن علم التأثير باطل محرم، وفيه ورد الحديث المرفوع: «مَنِ اقْتَبَسَ شعبة مِنَ النُّجُومِ فقد اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ» خرجه أبو داود (2) من حديث ابن عباس مرفوعًا.

    وخرج أيضاً (3) من حديث قبيصة مرفوعًا «الْعِيَافَةُ وَالطِّيَرَةُ وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ» والعيافة: زجر الطير، والطرق: الخط في الأرض.

    فعلم تأثير النجوم باطل محرم، والعمل بمقتضاه كالتقرب إِلَى النجوم، وتقريب القرابين لها كفر.

    وأما علم التسيير فإذا تعلم منه ما يحتاج إِلَيْهِ للاهتداء ومعرفة القبلة، والطرق كان جائزًا عند الجمهور.

    وما راد عليه فلا حاجة إِلَيْهِ وهو يشغل عما هو أهم منه، وربما أدى التدقيق فيه إِلَى إساءة الظن بمحاريب المسلمين في أمصارهم. كما وقع ذلك كثيرًا من أهل هذا العِلْم قديمًا وحديثًا، وذلك يفضي إِلَى اعتقاد خطأ الصحابة والتابعين في صلاتهم في كثير من الأمصار، وهو باطل.

    وقد أنكر الإمام أحمد الاستدلال بالجدي، وقال إِنَّمَا ورد ما بين المشرق والمغرب قبلة يعني: لم يرد اعتبار الجدي ونحوه من النجوم. (1) وعزاه أيضاً المناوي في فيض القدير (4/ 17) لحميد بن زنجويه عن ابن عباس.

    (*) التعبير: نسخة.

    (2) برقم (3905).

    (3) برقم (3907).

    وقد أنكر ابن مسعود عَلَى كعب قوله: إن الفلك تدور. وأنكر ذلك مالك وغيره، وأنكر الإمام أحمد عَلَى المنجمين قولهم أن الزوال يختلف في البلدان.

    وقد يكون إنكارهم أو إنكار بعضهم لذلك؛ لأن الرسل لم تتكلم في هذا وإن كان أهله يقطعون به، وإن الاشتغال به ربما أدى إِلَى فساد عريض.

    وقد اعترض بعض من كان يعرف هذا عَلَى حديث النزول ثلث الليل الآخر (1)، وقال: ثلث الليل يختلف باختلاف البلدان فلا يمكن أن يكون النزول في وقت معين.

    ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام قبح هذا الاعتراض، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو خلفاءه الراشدين لو سمعوا من يعترض به لما ناظروه، بل بادروا إِلَى عقوبته أو إلحاقه بزمرة المخالفين المنافقين المكذبين.

    كذلك التوسع في علم الأنساب هو مما لا يحتاج إِلَيْهِ، وقد سبق عن عمر وغيره النهي عنه. مع أن طائفة من الصحابة والتابعين كانوا يعرفونه ويعتنون به.

    وكذلك التوسع في علم العربية لغة ونحوًا، وهو مما يشغل عن العِلْم الأهم، والوقوف معه يَحرِمُ علماً نافعًا. وقد كره القاسم بن مخيمرة علم النحو، وقال: أوله شغل وآخره بغي، وأراد به التوسع في معرفة اللغة وغريبها وأنكر عَلَى أبي عبيد توسعه في ذلك وقال: هو يشغل عما هو أهم منه.

    ولهذا يقال: إن العربية في الكلام كالملح في الطعام. يعني: أنَّه يؤخذ منها ما بصلح الكلام كما يؤخذ من الملح ما يصلح الطعام، وما راد عَلَى ذلك فإنَّه يفسده.

    وكذلك علم الحساب يحتاج منه إِلَى ما يعرف به حساب (ما ينتفع) (*) من قسمة الفرائض والوصايا والأموال التي تقسم بين المستحقين لها، والزائد عَلَى ذلك مما لا ينتفع به إلا في مجرد رياضة الأذهان وصقالها لا حاجة إِلَيْهِ ويشغل (1) أخرجه البخاري (1145)، ومسلم (758).

    (*) في المطبوع: يقع.

    عما هو أهم منه.

    وأما ما أُحدث بعد الصحابة من العلوم التي توسع فيها أهلها وسموها علومًا، وظنوا أن من لم يكن عالماً بها فهو جاهل أو ضال، فكلها بدعة. وهي من محدثات الأمور المنهي عنها، فمن ذلك ما أحدثته المعتزلة من الكلام في القدر وضرب الأمثال لله، وقد ورد النهي عن الخوض في القدر.

    وفي (صحيحي) (*) ابن حبان (1) والحاكم (2) عن ابن عباس مرفوعًا: لَا يَزَالُ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُوَافِيًا وَمُقَارِبًا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا فِي الوِلْدَانِ وَالْقَدَرِ.

    وقد رُوي موقوفًا، ورجح بعضهم وقفه. وخرج البيهقي (3) من حديث ابن مسعود مرفوعًا: " «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا»، وقد رُوي من وجوه متعددة في أسانيدها مقال.

    ورُوي عن ابن عباس أنَّه قال لميمون بن مهران: إياك والنظر في النجوم، فإنها تدعو إِلَى الكهانة، وإياك والقدر فإنَّه يدعو إِلَى الزندقة، إياك وشتم أحد من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فيكبك الله في النار عَلَى وجهك (4) وخرّجه أبو نعيم مرفوعًا (5) ولا يصح رفعه.

    والنهي عن الخوض في القدر يكون عَلَى وجوه: (*) صحيح: نسخة.

    (1) برقم (6724 - إحسان).

    (2) في المستدرك (1/ 33) وقال: هذا حديث صحيح عَلَى شرط الشيخين، ولا نعلم له علة ولم يخرجاه.

    (3) وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 10448)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 108).

    وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش تفرد به عنه مسهر. وانظر الصحيحة للألباني برقم (34).

    (4) أخرجه اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة (1134).

    (5) وأخرجه السهمي في تاريخ جرجان (ص 429) وذكر ابن حجر في اللسان (1/ 298) أن هذا الخبر منكر.

    منها: ضرب كتاب الله بعضه ببعض فينزع المثبت للقدر بآية والنافي له بأخرى ويقع التجادل في ذلك. وهذا قد رُوي أنَّه وقع في عهد النبي صلّى الله عليه وسلم وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - غضب من ذلك ونهى عنه (1). وهذا من جملة الاختلاف في القرآن والمراء فيه، وقد نهى عن ذلك (2).

    ومنها: الخوض في القدر إثباتًا ونفيًا "بالأقيسة العقلية، كقول القدرية: لو قدر وقضى ثم عذب كان ظالمًا، وقول من خالفهم: إن الله جبر العباد عَلَى أفعالهم، ونحو ذلك.

    ومنها: الخوض في سر القدر، وقد ورد النهي عنه، عن علي وغيره من السَّلف، فإن العباد لا يطلعون عَلَى حقيقة ذلك.

    ومن ذلك -أعني: محدثات الأمور - ما أحدثه المعتزلة، ومن حذا حذوهم من الكلام في ذات الله -تعالى - وصفاته بأدلة العقول وهو أشد خطرًا من الكلام في القدر؛ لأنّ الكلام في القدر كلام في أفعاله، وهذا كلام في ذاته وصفاته.

    (وانقسم) (*) هؤلاء إِلَى قسمين:

    أحدهما: من نفى كثيرًا مما ورد به الكتاب والسنة من ذلك لاستلزامه عنده التشبيه بالمخلوقين، كقول المعتزلة: لو رُوي لكان جسمًا؛ لأنّه لا يرى إلا في (جهة) (**).

    وقولهم: لو كان له كلام يسمع لكان جسمًا. ووافقهم من نفى الاستواء، فنفوه لهذه الشبهة، وهذا طريق المعتزلة والجهمية.

    وقد اتفق السَّلف عَلَى تبديعهم وتضليلهم، وقد سلك سبيلهم في بعض الأمور كثير ممن انتسب إِلَى السنة والحديث من المتأخرين. (1) أخرجه مسلم (2666) عن عبد الله بن عمرو.

    (2) وبهذا المعنى حديث أخرجه أحمد (2/ 286) وأبو داود (4603) وغيرهما من حديث أبي هريرة أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: المراء في القرآن كفر.

    (*) وتقسم: نسخة.

    (**) وجهة: نسخة.

    والثاني: من (رام) (*) إثبات ذلك بأدلة العقول التي لم يرد بها الأثر، ورد عَلَى أولئك مقالتهم، كما هي طريقة مقاتل بن سليمان ومن تابعه كنوح بن أبي مريم، وتابعهم طائفة من المحدثين قديمًا وحديثًا، وهو أيضاً مسلك الكَرَّامية، فمنهم من أثبت لإثبات هذه الصفات الجسم، إما لفظًا وإما معنى، ومنهم من أثبت لله صفات لم يأت بها الكتاب والسُّنَّة كالحركة وغير ذلك مما هي عنده لازم الصفات الثابتة.

    وقد أنكر السَّلف عَلَى مقاتل قوله في رده عَلَى جهم بأدلة العقل، وبالغوا في الطعن عليه، ومنهم من استحل قتله، منهم مكي بن إبراهيم شيخ البخاري وغيره.

    والصواب ما عليه السَّلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل، ولا يصح عن أحد منهم خلاف ذلك ألبتة، خصوصًا الإمام أحمد، ولا خوضًا في معانيها ولا ضرب مثل، الأمثال لها.

    وإن كان بعض من كان قريبًا من زمن أحمد فيهم من فعل شيئًا من ذلك اتباعًا لطريقة مقاتل، فلا يقتدى به في ذلك، وإنَّما الاقتداء بأئمة الإسلام كابن المبارك ومالك والثوري والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد ونحوهم.

    وكل هؤلاء لا يوجد في كلامهم شيء من جنس كلام المتكلمين فضلا عن كلام الفلاسفة، ولم يدخل ذلك في كلامه من سلم من قدح وجرح. وقد قال أبو زرعة الرازي: كل من كان عنده علم فلم يصن علمه واحتاج في نشره إِلَى شيء من الكلام

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1