Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل
التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل
التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل
Ebook799 pages4 hours

التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعتبر كتاب التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل من الكتب القيمة لدى للباحثين والأساتذة في فروع علم الحديث الشريف؛ حيث يندرج ضمن نطاق علوم الحديث الشريف والفروع قريبة الصلة من علوم فقهية وسيرة وغيرها من فروع الهدي النبوي.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateFeb 12, 1902
ISBN9786397281505
التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل

Read more from ابن كثير

Related to التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل

Related ebooks

Related categories

Reviews for التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل - ابن كثير

    الغلاف

    التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل

    الجزء 1

    ابن كثير

    774

    يعتبر كتاب التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل من الكتب القيمة لدى للباحثين والأساتذة في فروع علم الحديث الشريف؛ حيث يندرج ضمن نطاق علوم الحديث الشريف والفروع قريبة الصلة من علوم فقهية وسيرة وغيرها من فروع الهدي النبوي.

    التكميل في الجرح والتعديل

    ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل

    لابن كثير الدمشقي حقوق الطبع محفوظة

    الطبعة الأولى 1432هـ الموافق2011م - المركز الرئيس: اليمن - صنعاء

    ت: 733702792 - 00967

    ص. ب: صنعاء (4173)

    البريد الإلكتروني: Shady_noaman@hotmail.com سلسلة أعمال حديثية

    تنشر لأول مرة (3)

    التَّكْميل

    في الجَرْح والتَّعْدِيل

    ومَعْرِفة الثِّقَات والضُّعفاء والمجَاهِيل

    تصنيف الحافظ

    أبي الفداء إسماعيل بن عُمر بن كَثير الدمشقي

    المتوفى سنة774هـ

    (ينشر لأول مرة)

    دراسة وتحقيق

    د. شادي بن محمد بن سالم آل نعمان

    (المجلد الأول) بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

    فبين يديك أخي القارئ الكريم أحد أهم الأعمال التي تندرج تحت مشروعنا الذي أطلقنا عليه اسم «مشروع سلسلة أعمال حديثية تنشر لأول مرة»، والذي عمدنا فيه إلى إخراج كنوز تراثية لا تزال قابعة في عالم «ألَّا مطبوع»، فنزيح عنها-بحول الله وقوته - غبار الزمان، ونكشف الستار عن مكنونها وخباياها، لنخرجها إلى عالم «المطبوع» في حُلَّةٍ قشيبة-بعون الله وتوفيقه - ليعم الانتفاع بها بين أهل العلم وطلابه.

    أما المجموعة الأولى من أعمال هذه السلسلة فهي:

    1 - «قضاء الوطر من نزهة النظر» للَّقاني المالكي، طبع عن المكتبة الأثرية بالأردن في ثلاثة مجلدات.

    2 - «الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» للحافظ ابن قطلوبغا، طبع عن مركز النعمان ودار ابن عباس في تسعة مجلدات.

    3 - «التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل» للحافظ ابن كثير، وهو الذي بين يديك.

    4 - «تجريد الأسماء والكنى» للفراء، في مجلد.

    5 - «شرح ألفية العراقي» للعيني، في مجلد.

    6 - «شرح الأجهوري على قسم الضعيف» من ألفية العراقي.

    7 - «مفتاح السعيدية في شرح الألفية الحديثية» لابن عمار المالكي، في مجلد.

    8 - «بهجة المحافل وأجمل الوسائل في التعريف برواة الشمائل» للقاني المالكي، في مجلدين.

    9 - «ذيل لب اللباب في الأنساب» لابن العجمي، في مجلد.

    وأنا أعمل بِجِدٍّ في هذا المشروع بإزاء مشروعي الآخر «موسوعة العلامة الألباني» والذي صدر منه العمل الأول «جامع تراث الألباني في العقيدة» في تسعة مجلدات، سائلاً المولى عز وجل أن يُنْعِم عليِّ بالأسباب المعينة على إنجاز هذه الأعمال وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتي يوم ألقاه.

    وكما عودنا الإخوة القُرَّاء فقد قدمنا لهذا العمل بمقدمة نافعة نعدها مدخلاً جيدًا لمن رام حسن الاستفادة، والله من وراء القصد.

    وكتب

    د. شادي بن محمد بن سالم آل نعمان

    صنعاء اليمن حرسها الله

    في يوم الأحد 13/ 5/1432هـ

    الموافق 17/ 4/2011م

    ت: 733702792 - 00967

    Shady_noaman@hotmail.com

    شكر وعرفان

    يسرني في هذا المقام أن أتقدم بشكر خاص إلى أخي الكريم فهد علي صالح اللحجي الذي ساعدني في بعض المراحل الهامة في ضبط النص فبذل جهداً مشكوراً جزاه الله خيرا.

    كما أتوجه بالشكر إلى أخي الكريم فؤاد الزيلعي الذي قام بجهد كبير كعادته في صف وتنسيق وإخراج الكتاب.

    وإلى الإخوة الأفاضل حسن الزيلعي وحسين الوعوعي اللذين شاركا في مراحل المقابلة والمراجعة جزاهما الله خيرا.

    والحمد لله أولا وآخراً وظاهراً وباطناً.

    مقدمة الدراسة

    المبحث الأول ترجمة الحافظ ابن كثير

    (1)

    اسمه ونسبه ولقبه وكنيته

    هو: إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن زرع القرشي، البَصْرَوي الأصل، الدمشقي النشأة.

    لقبه: عماد الدين.

    كنيته: أبو الفداء.

    مولده ونشأته:

    ولد الحافظ ابن كثير بمجدل القرية من أعمال مدينة بصرى شرقي دمشق سنة (701هـ)، وكان أبوه خطيباً بها. (1) مصادر ترجمته: «الدرر الكامنة»: (1/ 445) و «ذيل تذكرة الحفاظ» للحسيني: (ص38) و «شذرات الذهب»: (6/ 230) و «ذيل طبقات الحفاظ» للسيوطي: (ص238) و «الرد الوافر» لابن ناصر الدين: (ص92) و «المنهل الصافي» لابن تغري بردي: (ص177) و «البدر الطالع» ترجمة رقم (95) و «طبقات المفسرين» للأدنروي: (ص260) و «إنباء الغمر»: (1/ 45) و «معجم المؤلفين»: (2/ 283) و «الأعلام» للزركلي: (1/ 230).

    وقومه كانوا ينتسبون إلى الشرف، وكان أبوه شهاب الدين أبو حفص عمر بن كثير من العلماء والخطباء والفقهاء وله عناية باللغة والشعر والأدب.

    طلبه للعلم وشيوخه:

    بدأ ابن كثير الاشتغال بالعلم على يد شقيقه عبد الوهاب، وكانت دمشق آنذاك تزخر بحركة علمية فريدة فأقبل الحافظ ابن كثير على حفظ القرآن فختمه سنة (711هـ)، كما عُني بالتفسير والتاريخ والقراءات.

    وقد حظي الحافظ ابن كثير بِثُلَّة من الشيوخ لم يحظَ بهم غيره كان لهم أكبر الأثر في بروزه العلمي، ومن أهمهم:

    1. برهان الدين الفزاري.

    2. كمال الدين ابن قاضي شهبة.

    3. كمال الدين ابن الزملكاني.

    4. أبو الحجاج المزي.

    5. شمس الدين الذهبي.

    6. شيخ الإسلام ابن تيمية.

    7. علم الدين البرزالي.

    8. أبو حفص عمر بن الفاكهاني.

    تلاميذه:

    تخرج بالحافظ ابن كثير ثلة من الأئمة والحفاظ الذين يشهد علمهم لفضل شيخهم ومكانته العلمية، ومن أشهرهم:

    1. الحافظ زين الدين العراقي.

    2. وولده أبو زرعة العراقي.

    3. ابن الجزري المقرئ.

    مؤلفاته:

    ترك الحافظ ابن كثير ثروة قَيِّمَةً من المؤلفات البديعة النافعة، بل صَنَّفَ مكتبة إسلامية خاصة به في شتى الفنون، وقَلَّما تَسَنَّى هذا لأحد غيره، وصارت كتبه هي الأشهر في كل فن.

    ففي التفسير صنف «تفسير القرآن العظيم»، وفي التاريخ «البداية والنهاية»، وفي السيرة «الفصول في اختصار سيرة الرسول»، وفي مصطلح الحديث «اختصار علوم الحديث»، وفي الحديث النبوي «جامع المسانيد والسنن»، وفي الجرح والتعديل «التكميل»، وغير ذلك.

    ثناء العلماء عليه:

    قال الحافظ الذهبي: وسمعت مع الفقيه، المفتي، المحدث، ذي الفضائل عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الشافعي ...

    وقال تلميذه ابن حجي: كان أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث، وأعرفهم بتخريجها ورجالها، وصحيحها وسقيمها ...

    وقال الحافظ أبو زرعة العراقي: كان كثير الاستحضار للمتون والتفسير والتاريخ، حسن الخلق، كثير التواضع، منتصباً للإفادة ...

    وقال الحافظ ابن حجر: كان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة، سارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع بها الناس بعد وفاته ...

    وفاته:

    توفي الحافظ ابن كثير بعد حياة حافلة بالعلم في يوم الخميس، في الخامس عشر من شعبان سنة 774هـ، ودفن بجوار شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية.

    المبحث الثاني التعريف بكتاب «التكميل» من خلال كلام مصنفه عليه

    كثيراً ما يستعينُ الباحث بمقدمة المصنف على كتابه لتلمُّس منهجه فيه، والخوض من خلالها في باقي ملامح منهجه، ولما لم نقف على مقدمة الحافظ ابن كثير على كتابه هذا لم نملك إلا أن نُعَرِّف بالكتاب من خلال بعض النقولات التي تحدث فيها الحافظ ابن كثير عن كتابه، ثم سننتقل لبيان منهجه فيه من خلال ما ظهر لنا من صنيعه في الكتاب.

    أما أول هذه النقولات: فهو قول الحافظ ابن كثير في النوع الحادي والستين من كتابه «اختصار علوم الحديث» (1) «معرفة الثقات والضعفاء من الرواة وغيرهم» وهو يسرد بعض المصنفات في هذا الفن:

    «وتهذيب» شيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي، و «ميزان» شيخنا أبي عبد الله الذهبي، وقد جمعت بينهما، وزدتُ في تحرير الجرح والتعديل عليهما في كتاب، وسميته «التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهل» وهو من أنفع (1) (2/ 664 - 665).

    شيء للفقيه البارع وكذا للمحدث».

    وفي هذا النقل بيان واضح لموضوع كتابه هذا وهو الجمع بين كتابي «تهذيب الكمال» و «ميزان الاعتدال» مع زيادة تحرير عليهما.

    وسيأتي تفصيل ذلك في المبحث التالي.

    أما النقل الثاني فهو ما قاله الحافظ ابن كثير في مقدمة كتابه الموسوعي «جامع المسانيد والسنن» (1) بعد أن نبه على أهمية علم الجرح والتعديل:

    «وقد جمعت في ذلك كتاباً حافلاً كافياً كافلاً كاملاً لأشتات ما تفرق في غيره، وسميته بـ «التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل» في عدة عشر مجلدات، هو كالمقدمة بين يدي كتابي هذا حيث قد جمعته أيضاً من كتب الإسلام المعتمدة في الأحاديث الواردة عن رسول الله ... ».

    ويستفاد من هذا النقل أن الحافظ أراد في كتابه هذا:

    أ-أن يجمع فيه ما تفرق في غيره من كتب التراجم، وأن يكون كافياً في ذلك.

    ب-أنه جعله في عشرة مجلدات.

    جـ-أنه أراده أن يكون كالمقدمة بين يدي كتابه «جامع المسانيد والسنن».

    -ويظهر لي أن وصف كتاب «التكميل» بأنه جاء كافياً كاملاً فيه نوع مبالغة بالنظر إلى غيره من المصنفات التي توسعت في الترجمة لمن ليسوا في «تهذيب (1) (1/ 57).

    الكمال» كـ «لسان الميزان» للحافظ و «الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» لابن قطلوبغا، بخلاف صنيع الحافظ ابن كثير حيث لم يتوسع في جمع التراجم التي ليست في «تهذيب الكمال».

    -أما كون هذا الكتاب مقدمة بين يدي كتاب «جامع المسانيد والسنن» فيظهر لي أن المقصود بذلك أنه لما كان الحكم على متون الأحاديث يعتمد على النظر في رجال أسانيدها أراد المصنف أن يقدم بين يدي كتاب «جامع المسانيد والسنن» - والذي عمد فيه إلى جمع كمٍّ كبير من الأحاديث النبوية - كتاباً خاصاً في أجل علوم الإسناد: الجرح والتعديل.

    أما النقل الثالث عن الحافظ ابن كثير، فهو ما قاله في آخر كتاب «التكميل»:

    «وكنت قد ابتدأت في جمع هذا الديوان قبل سنة ثلاثين وسبعمائة فَكمُل في تسع مجلدات-هذا آخرها - في ليلة النصف من شعبان سنة أربع وأربعين وسبعمائة .. ».

    ويستفاد من هذا النقل:

    1. أنه استغرق في تصنيف الكتاب أكثر من (14) عامًا، حيث ابتدأه قبل سنة (730هـ) وانتهى منه سنة (744هـ).

    2. أن الكتاب وقع في تسعة مجلدات، ويظهر أنه أراد أنه وقع في (9) مجلدات من غير كتاب الكنى والنساء والمبهمات، حيث قال في آخر كتاب الأسماء: «وهذا آخر المجلد التاسع من كتاب التكميل ولله الحمد»، فيتفق بهذا النقل هنا مع ما نقلناه عنه من مقدمة «جامع المسانيد» حيث ذكر أنه وقع في عشر مجلدات.

    أما النقل الأخير عن الحافظ ابن كثير فهو ما قاله بعد انتهائه من كتاب الأسماء وقبل شروعه في «أبواب الكنى» من «تكميله»:

    «وفرغت من كتابة هذا المجلد يوم السبت وقت أذان العصر مستهل شعبان المبارك سنة أربع وأربعين وسبعمائة بالمدرسة النجيبية الجوانية ولله الحمد .. ».

    وفيه بيان موضع-أو أحد مواضع - تصنيفه لهذا السفر العظيم، وتاريخ الانتهاء من المجلد التاسع.

    المبحث الثالث منهج الحافظ ابن كثير في «التكميل»

    ظهر لي من خلال صنيع الحافظ ابن كثير في كتابه «التكميل» أن منهجه يدور على ثلاثة محاور:

    الأول: التراجم التي نقلها من «تهذيب الكمال».

    الثاني: زياداته في هذه التراجم.

    الثالث: التراجم التي لم تقع في «تهذيب الكمال» وزادها ابن كثير في كتابه.

    وسأتكلم على كلِّ محور من هذه المحاور على حدة:

    أولاً: منهج الحافظ ابن كثير في تراجم «تهذيب الكمال»:

    يتلخص منهج الحافظ ابن كثير في سياق التراجم التي نقلها من «تهذيب الكمال» في التالي:

    1. استقصاء تراجم «تهذيب الكمال»، فلم يَفُتْه إلا الشيء اليسير من باب الوهم-كما سيأتي التنبيه عليه-، وقد يتطرأ أن يكون بعض ذلك إنما هو من أخطاء النساخ.

    2. يسوق اسم المترجم كاملاً في الغالب كما هو في «تهذيب الكمال»، وإذا ذكر الحافظ المزي في أثناء الترجمة ما يتعلق بالاسم يدرجه الحافظ ابن كثير في رأس الترجمة.

    3. ينتقي الحافظ ابن كثير من شيوخ وتلاميذ المزي الأشهر أو الأكبر مِمَّن ذُكر في «تهذيب الكمال».

    إلا أنني قد لاحظت توسعه في نقل أسماء الشيوخ والتلاميذ في الأبواب الأخيرة من الكتاب خاصة أبواب الكنى فيكاد يستقصي جميع من ذكرهم المزي، ولعل دافعه لذلك هو كثرة الاشتباه في الكنى الواردة في الأسانيد، واستقصاء الشيوخ والتلاميذ والحالة هذه يُعين الباحث على الوقوف على تراجمهم.

    4. ينتقي الحافظ ابن كثير بعض أقوال الأئمة جرحاً وتعديلاً في المترجَمين ولا يستقصي ذلك.

    5. كما أنه لم يلتزم ذكر سنة وفاة المترجَم وإن كان الغالب على منهجه إيرادها وإيراد الاختلاف فيها إن وُجد.

    لذا فقد فاق الحافظُ ابنُ حجر في «تهذيبه» الحافظَ ابنَ كثير في النقطتين الرابعة والخامسة وهما من أهم أركان الترجمة، ولا يستطيع الباحث أن يستغني بكتاب ابن كثير عن الرجوع إلى أصله «تهذيب الكمال» إذا أراد الوقوف على كُلِّ ما قيل في الراوي وعلى سنة وفاته، بخلاف كتاب الحافظ ابن حجر الذي يُغني الباحث في ذلك أحياناً كثيرة.

    ثانياً: زيادات الحافظ ابن كثير في تراجم «تهذيب الكمال»:

    أما زيادات الحافظ ابن كثير في تراجم «تهذيب الكمال»، فقد:

    1. زاد الحافظ ابن كثير أقوالاً في الجرح والتعديل لم يوردها المزي في كتابه، بل ولا استدركها الحافظ ابن حجر في «تهذيبه» وكثيراً ما ينقل هذه الزيادات من «ميزان الذهبي» وتُعدُّ هذه الميزة من أهم الإضافات العلمية التي قدمها لنا ابن كثير في كتابه هذا.

    2. يذكر أحياناً شيوخاً أو تلاميذ للراوي لم يذكرهم المزي في كتابه.

    3. قد يضيف فوائد تاريخية هامة إذا اقتضى الأمر، كما في ترجمة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ونعيم بن حماد.

    4. قد ينتقد بعض الأقوال الواردة كما في ترجمة موسى بن يسار.

    5. قد ينبه على فوائد عقدية كما في ترجمة هشام بن عمار.

    6. وقد يضيف تحريراً حول وفاة راوٍ كما في ترجمة وهب بن منبه، ويحيى بن محمد بن يحيى الذهلي.

    7. يُكثر من زيادة وصف الرواة بـ «شيخ».

    8. يميز زياداته-أحياناً - بـ «قلتُ».

    هذا وقد اعتنيت في حاشية التحقيق بتمييز زيادات الحافظ ابن كثير في كتابه محاولاً الاستقصاء في ذلك إلا ما نَدَّ عني.

    ثالثاً: زيادات الحافظ ابن كثير على «تهذيب الكمال»:

    ونقصد بها تلك التراجم التي ليست من شرط المزي فزادها الحافظ ابن كثير من غير «تهذيب الكمال»، ونلخص منهجه الذي ظهر لنا من خلال التحقيق في التالي:

    1. اعتمد الحافظ ابن كثير على موردين رئيسين في زياداته على «تهذيب الكمال» أولهما نص عليه فيما سبق من النقل عنه والآخر ظهر لي من صنيعه، وهما: «ميزان الاعتدال» للحافظ الذهبي، و «الإكمال في ذكر من له رواية في مسند أحمد» للحسيني، وقد نص في ثنايا بعض التراجم على نقلِهِ منه.

    2. إلا أنه لم يَسْتَقصِ تراجم هذين الكتابين وإن كان قد أتى على أكثر ما فيهما، فأغفل على سبيل المثال-من بداية الموضع الذي وقفنا عليه من كتابه إلى آخر حرف الميم-هذه التراجم من «الإكمال» فلم يذكرها:

    - معاذ التيمي المكي.

    - معاوية بن معتب، عن عُمر.

    - معاوية بن معبد.

    - معاوية الليثي.

    - معبد بن قيس.

    - معروف الأزدي.

    - معقل بن مقرن المزني.

    - معن بن نضلة.

    - المغيرة بن حذف.

    - المنذر بن الزبير.

    - منصور بن أذين.

    - منيب، عن عمه.

    - مهاجر بن الحسن.

    - وغيرها.

    كما أغفل من «ميزان الاعتدال» هذه التراجم:

    - معاذ بن نجدة.

    - معاوية بن حماد.

    - معاوية بن طويع.

    - معاوية بن عبد الله.

    - معاوية بن عبد الرحمن.

    - معاوية بن عطاء.

    - معاوية بن معبد.

    - معاوية بن موسى.

    - معبد بن جمعة.

    - معروف بن محمد.

    وقد فاتته تراجم أخرى كثيرة، وهو خلاف ما يوحيه قوله عن التهذيب والميزان «جمعت بينهما»، حيث يوحي استقصاء كل ما في الميزان كما استقصى ما في التهذيب لكن صنيعه يخالف ذلك.

    3. إذا نقل من «الإكمال» فإنه يتقيد بلفظه غالباً ولا يتصرف، أما في نقله من «الميزان» فلاحظت أنه لا يتقيد بكلام الذهبي بل يرجع إلى الأصول التي نقل منها ويزيد عليه أحياناً.

    4. يخرج الحافظ ابن كثير -نادراً - في زياداته على «التهذيب» عن هذين الموردين فينقل من كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، وظهر لي أنه يعتني بنقل الرواة الذين وصفوا بالجهالة من كتابه، ويظهر أن هذا تكميلاً لصنيع الذهبي في «الميزان» حيث ذكر في مقدمته أن كتابه سيحتوي «على خلق كثير من المجهولين ممن ينص أبو حاتم الرازي على أنه مجهول، أو يقول غيره: لا يعرف أو فيه جهالة أو يجهل ... »، فاستدرك الحافظ ابن كثير في كتابه بعض من فات الذهبي.

    5. أما التراجم التي خرج فيها الحافظ ابن كثير عن الموارد المتقدمة فقليلة جداً.

    المبحث الرابع الرُّموز

    1. تابع الحافظ ابن كثير الحافظ المزي في رموزه التي وضعها لرجال «تهذيب الكمال»، والتزم إيرادها في تراجمهم.

    2. أما الرموز التي يذكرها المزي للشيوخ والتلاميذ والتي تبين موضع رواية الراوي عن شيخه أو رواية التلميذ عنه فوجدتُ قصوراً في إثباتها في النسخة التي بين يدي، ولا أدري هل إغفالها من أوهام الناسخ أم المصنف، وقد ترددتُ في إثبات الرموز من الأصل «تهذيب الكمال»، لكن رأيت أن أقتصر على إثبات ما أُثبت في النسخة مع التنبيه على ذلك.

    3. أما الرواة الذين زادهم الحافظ ابن كثير من «الإكمال» فقد رمز لهم (أ) إشارة إلى إخراج أحمد لروايتهم في مسنده، وهو الرمز ذاته الذي استخدمه الحسيني في «تذكرته» ومن بعده الحافظ في «تعجيل المنفعة».

    4. لم يُرمز لبعض رواة «الإكمال» في النسخة فنبهت على ذلك في مواضعه من الحاشية.

    5. أما الرواة الذين ليسوا في التهذيب ولا الإكمال فلا يرمز لهم.

    المبحث الخامس الإصطلاحات

    لم يستخدم الحافظ ابن كثير اصطلاحات خاصة في كتابه تستحق الإشارة سوى أنه يطلق وصف «شيخنا» على الحافظ المزي.

    المبحث السادس الأوهام

    لا يخلو كتاب سوى كتاب الله عز وجل من أوهام وقصور يكتنفه في بعض المواضع، ومن أوهام الحافظ ابن كثير التي وقفت عليها في هذا الكتاب:

    1. فاتته بعض تراجم «تهذيب الكمال» فلم يوردها، وقد نبهنا على ذلك في موضعه من حاشية التحقيق.

    2. يتابع الحُسيني أحياناً على أوهامه في «الإكمال» بِعَدِّ من ليس من زيادات «مسند أحمد» على رجال الكتب الستة زائداً، كما في ترجمة «ابن علاثة عن مسلمة الجهني»، وانظر كذلك ترجمة «ابن عبد خير».

    3. يتصحف الاسم على المصنف أحياناً فيكرره في موضعين خطأ، كما في ترجمة «أبو عَمرو البجلي» حيث ذكره قبل موضعه في «أبو عمر البجلي» خطأ.

    4. رمز لمن أخرج له عبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه بـ (أ) والأولى أن يرمز له (عب) كما هو صنيع الحسيني في «التذكرة»، فانظر ترجمة «أبو غيلان الشيباني».

    5. يستدرك على المزي ما ليس على شرطه فيما ظهر لنا، كما في ترجمة «أبو قعيس».

    المبحث السابع الإضافة العلمية التي نرجو أن نكون قدمناها بنشر هذا الكتاب

    تتلخص أهم الإضافات العلمية لهذا العمل في:

    1. أنه أوقفنا على زيادات هامة على ما ذكره المزي من أقوال الأئمة في الجرح والتعديل، وبعضها مما لم يستدركه حتى الحافظ ابن حجر في تهذيبه.

    2. أبرز هذا الكتاب براعة الحافظ ابن كثير-وهو الحافظ المتفنن في شتى العلوم - أبرز براعته في فن التراجم وإسهامه فيه، ليوضع جانباً إلى جنب في مكتبته الخاصة من مصنفاته التي لا تستغني عنها المكتبة الإسلامية في سائر الفنون، فتفسيره في علوم التفسير، و «البداية والنهاية» في التاريخ، و «جامع المسانيد» في السنة النبوية، و «اختصار علوم الحديث» في المصطلح، و «التكميل» في فن الجرح والتعديل ..

    3. إبراز نوع مميز من أنواع التصنيف في فن التراجم.

    4. أوقفنا عملنا في التحقيق على بعض أخطاء مطبوعة «تهذيب الكمال» فنبهنا عليها في حاشية التحقيق، وغالبها أخطاء طباعية أو أوهام لا يخلو منها عمل كبير، فلا يُطعن بحال من الأحوال في جودة هذه الطبعة واستفادة الباحثين منها، وقد استفدت منها في عملي كثيراً وكان تعويلي عليها.

    5. كما أوقفنا على أخطاء وتصحيفات وتحريفات كثيرة في مطبوعة كتاب «الإكمال» للحسيني، وطبعته سيئة (1).

    إلى غير ذلك من الإضافات والفوائد التي ستظهر للناظر في هذا العمل. (1) أقصد الطبعة التي بتحقيق الدكتور قلعجي، وللكتاب طبعة أخرى جيدة بتحقيق عبد الله سرور لكنها ليست بين يدي الآن.

    مقدمة التحقيق

    المبحث الأول توثيق نسبة هذا الكتاب إلى مصنفه

    لا يشك الناظر في صحة نسبة هذا الكتاب إلى الحافظ ابن كثير، حيث صَرَّح هو نفسه بنسبته إليه فيه وفي غيره من مصنفاته (1). كما عزا إليه في غير موضع من كتبه (2).

    لذا فلم يتردد مَنْ ترجم له أو ذكر كتابه هذا في نسبته إليه كالسخاوي في «الإعلان بالتوبيخ» (3)، والحسيني في «ذيل تذكرة الحفاظ» (4)، وابن العماد في «الشذرات» (5) والشوكاني في «البدر الطالع» (6) وحاجي خليفة في «كشف الظنون» (7)، والكتاني في «الرسالة المستطرفة» (8) وغيرهم. (1) انظر النقولات التي نقلناها عنه في المبحث الأول من مقدمة الدراسة.

    (2) انظر «البداية والنهاية»: (10/ 23) و «اختصار علوم الحديث»: (2/ 553، 637).

    (3) (ص221).

    (4) (ص38).

    (5) (6/ 230).

    (6) ترجمة رقم (95).

    (7) (1/ 418).

    (8) (ص206).

    المبحث الثاني توثيق اسم الكتاب

    سمى الحافظ ابن كثير كتابه هذا في عدة مواضع من كتبه: «التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل» (1).

    فتابعه على هذه التسمية السخاوي في «الإعلان بالتوبيخ» (2)، والحسيني في «ذيل تذكرة الحفاظ» (3)، والشوكاني في «البدر الطالع» (4) وغيرهم.

    إلا أنه سماه في آخر كتابه هذا (5): «التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل» وهي التسمية التي أُثبتت على طُرة النسخة مما دَلَّ على أن ما ذكره في غيره من الكتب إنما هو اختصار لاسم الكتاب؛ لذا فقد اعتمدنا هذه التسمية في نشرتنا للكتاب. (1) «جامع المسانيد»: (1/ 57) و «مختصر علوم الحديث»: (2/ 664 - 665).

    (2) (ص221).

    (3) (ص38).

    (4) ترجمة رقم (95).

    (5) (ق240/ب).

    أما الكتاني في «الرسالة المستطرفة» (1) فسماه: «التكميل في أسماء الثقات والضعفاء والمجاهيل» وهو تجوز.

    وسماه حاجي خليفة في «كشف الظنون» (2): «التكملة في أسماء الثقات والضعفاء» وهو خطأ. (1) (ص206).

    (2) (1/ 471).

    المبحث الثالث وصف النسخة الخطية المعتمدة في التحقيق

    -لم نقف إلا على القطعة الأخيرة من مخطوط هذا الكتاب تبدأ بمن اسمه معاذ وتنتهي بآخر الكتاب.

    -وأهم ما يميز هذه النسخة أنها مقابلة على نسخةٍ بخط مصنفها الحافظ ابن كثير، كما أثبت الناسخ ذلك في حواشيها كما في (ق 140/ب)، و (142/أ) و (144/ب) و (147/أ)، وأنها قد نُسِخَ أكثرها في حياة مصنفها كما سيأتي.

    - هي من محفوظات دار الكتب المصرية.

    - تحمل رقم (24227 - ب).

    - وتقع في (240) ورقة.

    - مسطرتها (25) سطراً في الصفحة.

    - خطها مشرقي جميل.

    - اعتنى ناسخها برسم الاسم الأول من المترجم بالحمرة وبرسم مميز ليبرزه.

    - كما أثبت رموز التراجم فوق الاسم المترجم.

    - ناسخ هذه النسخة هو محمد بن سليمان بن أبي بكر بن محمد بن حامد بن محمود، الشمس، أبو عبد الله الحراني، المولود سنة (750هـ) والمتوفى سنة (840هـ)، قال عنه السخاوي في «الضوء اللامع»: (4/ 31) كتب بخطه الكثير ... ووصفه بأنه كان خيراً مديماً للتلاوة حافظاً لكثير من التاريخ والشعر.

    - وقد فرغ من نسخ هذا الكتاب في سلخ ذي القعدة سنة (774هـ)، أي بعد وفاة الحافظ ابن كثير بشهرين حيث توفى الحافظ ابن كثير في شعبان، إلا أن الناسخ قد نسخ أكثر هذا الكتاب في حياة المصنف حيث انتهى من الجزء قبل الأخير منه في جمادى الأولى من السنة المذكورة.

    - كتب على طُرَّة هذه النسخة: «الأخير من التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل» لإسماعيل بن كثير القرشي البصروي الشافعي رحمه الله.

    - أول هذه النسخة: «بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر وأعن يا كريم. من اسمه معاذ ... ».

    - وآخرها: وكان الفراغ من هذا الكتاب في سلخ ذي القعدة سنة أربع وسبعين وسبعمائة.

    - يظهر من الإصلاحات والإلحاقات في النسخة أنها نسخة مُجَوَّدَة مصححة.

    - إلا أن هذا لم يمنع من وقوع بعض الأخطاء، كما وقع فيها بعض السقط-وهو نادر - وقد صححنا ذلك بالرجوع إلى الموارد التي استقى منها المصنف.

    المبحث الرابع منهجي في التحقيق

    إذا كانت ثمرة تحقيق المخطوطات هي: إظهارها مطبوعةً، مضبوطةً، خاليةً نصوصها من التصحيف والتحريف، مخدومةً في حلةٍ قشيبة، تيسر سبل الانتفاع بها، وذلك على الصورة التي أرادها مؤلفوها، أو أقرب ما يكون إلى ذلك، فقد بذلت ما في وسعي في تحقيق كتاب «التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل» وضاعفت الجهد في خدمته خدمةً تليق بمكانته على النحو التالي:

    1 -

    تنظيم مادة النص:

    قمت بتنظيم مادة النص وذلك بإثبات كل ما يعين على تجليته وإيضاحه من تقسيمه إلى فقرات، مع تحديد بداية الأسطر ونهايتها، فأجعل اسم الراوي وكنيته ونسبته ولقبه وما يلحق ذلك في فقرة مستقلة، ثم الشيوخ والتلاميذ في فقرة، ثم الأقوال فيه، ثم سنة وفاته.

    وأثبت أثناء ذلك علامات الترقيم من فواصل وغيرها، وتحديد الجمل الاعتراضية، وغير ذلك مما يخدم النص ويعين على فهمه.

    2 -

    ضبط المُشْكِل والمُشْتَبَه والأنساب:

    اعتنيت بضبط الُمشْكِل من الأسماء والألقاب والبلدان والأنساب بالحركات، وقد تحريت ذلك في أسماء المترجَمين خاصة.

    3 -

    إثبات الصواب في النص:

    من منهجي أنني إذا تأكدت من خطأ الكلمة المثبتة في الأصل فإنني أنبه عليها في الحاشية مع إثبات الصواب مكانها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1