Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

التفسير البسيط
التفسير البسيط
التفسير البسيط
Ebook721 pages6 hours

التفسير البسيط

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعتبر كتاب التفسير البسيط – الواحدي من المؤلفات القيمة لدى الباحثين في مجال علوم القرآن والتفسير على نحو خاص، وعلوم الدعوة والعلوم الإسلامية بوجه عام حيث يدخل كتاب التفسير البسيط – الواحدي في نطاق تخصص العلوم القرآنية وعلوم التفسير ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل أصول الفقه، والدعوة، والعقيدة
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateApr 12, 1901
ISBN9786387883801
التفسير البسيط

Read more from الواحدي

Related to التفسير البسيط

Related ebooks

Related categories

Reviews for التفسير البسيط

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    التفسير البسيط - الواحدي

    الغلاف

    التفسير البسيط

    الجزء 13

    الواحدي

    468

    يعتبر كتاب التفسير البسيط – الواحدي من المؤلفات القيمة لدى الباحثين في مجال علوم القرآن والتفسير على نحو خاص، وعلوم الدعوة والعلوم الإسلامية بوجه عام حيث يدخل كتاب التفسير البسيط – الواحدي في نطاق تخصص العلوم القرآنية وعلوم التفسير ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل أصول الفقه، والدعوة، والعقيدة

    (5) قال ابن الأنباري في الإيضاح 2/ 663: (قال اليزيدي: {وَيَذَرَكَ} منصوب على معنى: {لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} وليذرك وآلهتك) اهـ. وقال السمين في الدر 5/ 423: (في النصب وجهان: أظهرهما أنه على العطف على {لِيُفْسِدُوا}، والثاني: النصب على جواب الاستفهام) اهـ.

    (6) أخرج الطبري 9/ 25، 26، وابن أبي حاتم 5/ 1538 من طرق جيدة عن ابن عباس أنه قرأ: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} بكسر الألف، وقال: (إنما كان فرعون يُعْبدَ ولا يَعْبُد) = ولا يَعبد) (1)، وبه قرأ الضحاك وابن مسعود والشعبي وابن أبي إسحاق (2).

    قال الزجاج: (والمعنى: ويذرك وربوبيتك فـ (إلاهتك) بمنزلة ربوبيتك) (3). وقرأ العامة {وَآلِهَتَكَ} على جمع إله مثل إزار وآزرة، وقد مرّ مستقصًى شرحه في أول الكتاب (4)، وعلى هذه القراءة فقد روي عن ابن عباس أنه قال: (كان فرعون صنع لقومه أصناماً صغاراً، وأمرهم بعبادتها، وقال: أنا ربكم ورب هذه الأصنام، فذلك قوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (5) [النازعات: 24]، ونحو ذلك قال الزجاج، فقال: (إن فرعون كان له أصنام يعبدها قومه تقرباً إليه) (6). = اهـ وأخرج أبو عبيد في فضائل القرآن ص 172، القراءة بسند جيد، وانظر: الدر المنثور 3/ 200.

    (1) ذكره عن ابن الأنباري السمين في الدر 5/ 424، وانظر: تفسير الرازي 14/ 211.

    (2) ذكرها الثعلبي في الكشف 6/ 7 ب، 6/ 8 أعن ابن مسعود وابن عباس وابن أبي إسحاق والضحاك والشعبي، وذكرها البغوي 3/ 267، والخازن 2/ 273، عن ابن مسعود وابن عباس والشعبي والضحاك وذكرها عن ابن مسعود وابن عباس أكثرهم. انظر: مختصر الشواذ ص 55، والمحتسب 1/ 256، وابن عطية 6/ 43، وابن الجوزي 3/ 244، والبحر 4/ 367 وهي قراءة مجاهد كما أخرجه الطبري 9/ 26 بسند جيد.

    (3) لم أقف عليه في معانيه، وذكره عن الزجاج ابن الجوزي في زاد المسير 3/ 244.

    (4) انظر: البسيط تفسير البسملة من الفاتحة.

    (5) ذكره الثعلبي في الكشف 6/ 7 ب، وابن الجوزي 3/ 244، وذكره الواحدي في الوسيط 1/ 221 من رواية الكلبي عن ابن عباس.

    (6) معاني الزجاج 2/ 367.

    وقال الحسن: (كان فرعون يعبد الأصنام) (1)، فعلى هذا كان يَعبد ويُعبد. وقال السدي: (كان يعبد ما يستحسن من البقر، وكانوا إذا رأوا بقرة حسناء، أمر قومه أن يعبدوها، وعلى ذلك أخرج السامري عجلاً) (2)، ونحو هذا روي عن سليمان التيمي (3).

    وقوله تعالى: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ}. قال ابن عباس: (كان فرعون قد ترك قتل أبناء بني إسرائيل، فلما أتاه موسى بالرسالة -وكان من أمره ما كان - أمر بإعادة القتل عليهم، فذلك قوله: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ} (4).

    قال أهل المعاني: (إنما دعي فرعون إلى قتل موسى، لكنه لم يطمع في ذلك لما رأى من قوة أمره وعلوّ شأنه، فعدل عن ذلك إلى إضعاف بني إسرائيل بقتل أبنائهم واستحياء نساءهم للمهنة والخدمة) (5).

    وقوله تعالى: {وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ}، قال ابن عباس: (يريد: وإنا على ذلك قادرون) (6).

    128 - قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ}، وهم الذين اتبعوه وآمنوا به. قال ابن عباس: (لما آمنت السحرة اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل)، {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا} (وذلك أنهم شكوا إلى موسى إعادة (1) أخرجه الطبري 9/ 25، وابن أبي حاتم 5/ 1538 من عدة طرق جيدة، وذكره الثعلبي 6/ 7 ب، والماوردي 2/ 248، والبغوي 3/ 267.

    (2) أخرجه الطبري 9/ 25 بسند جيد.

    (3) أخرج ابن أبي حاتم 5/ 1538 بسند جيد، وذكره النحاس في معانيه 3/ 65.

    (4) ذكره الثعلبي في الكشف 6/ 8 أ، والواحدي في الوسيط 1/ 221، والبغوي 3/ 267.

    (5) انظر: تفسير الماوردي 2/ 248، والرازي 14/ 211، 212.

    (6) ذكره الواحدي في الوسيط 1/ 221.

    قتل أبنائهم، فقال موسى: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا} على ما يفعل بكم). قاله ابن عباس (1).

    وقوله تعالى: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}. هذا إطماع من موسى قومه في أن يورثهم الله أرض فرعون وقومه، أي: يعطيهم بعد إهلاكهم، وذلك معنى الإرث، وهو جعل الشيء للخلف بعد السلف.

    وقوله تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}. قال ابن عباس: (أي: الجنة لمن اتقى الله في الآخرة) (2).

    وقال غيره: (العاقبة (3) هاهنا النصر والظفر) (4)، ومعنى العاقبة: ما تؤدي إليه البادئة (5) من خير أو شر، إلا أنه إذا قيل: العاقبة له فهو في الخير (6).

    129 - قوله تعالى: {قَالُوا أُوذِينَا}. قال ابن عباس: (أي: بالقتل الأول، {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا} بالرسالة، {وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} بإعادة القتل (1) ذكره الثعلبي في الكشف 6/ 8 أ، والبغوي 3/ 267 - 268، وأخرج الطبري 9/ 27 بسند ضعيف عن ابن عباس قال: (لما آمنت السحرة اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل) اهـ.

    (2) تنوير المقباس 2/ 119، وذكره الواحدي في الوسيط 1/ 221.

    (3) في: (ب) (وقال غيره معنى العاقبة)، وهو تحريف.

    (4) هذا قول الثعلبي في الكشف 6/ 8 أ، والبغوي 3/ 267، وانظر: الماوردي 2/ 249، والظاهر من الآية مجموع الأمرين النصر والظفر والجنة.

    (5) في: (ب) (التادية).

    (6) انظر: تهذيب اللغة 3/ 2504، واللسان 5/ 3022 (عقب)، وقال الراغب في المفردات ص 575: (العاقبة إطلاقها يختص بالثواب وبالإضافة قد تستعمل في العُقوبة) اهـ.

    عليهم والإتعاب في العمل). {قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ}، قال (1): (وعسى من الله واجب) (2)، قال سيبويه: (عسى (3) طمع وإشفاق) (4). قال الزجاج: (وما طمع الله عز وجل فيه فهو واجب، وهو معنى قول المفسرين: عسى من الله واجب) (5).

    وقوله تعالى: {أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ}، يعني: فرعون وقومه. {وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ}، قال ابن عباس: (يملككم ما كان يملك فرعون) (6).

    وقوله تعالى: {فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}. قال أبو إسحاق: (أي: يرى ذلك بوقوع ذلك منكم؛ لأن الله لا (7) يجازيهم على ما يعلمه منهم، إنما يجازيهم على ما يقع منهم) (8)، وهذه الآية تسلية من موسى لقومه بما وعدهم عن ربه من إهلاك فرعون وقومه وجعلهم بدلاً منهم ليعملوا بطاعته، ثم حقق الله ذلك، فغرق فرعون وقومه واستخلفهم في ديارهم وأموالهم. (1) لفظ: (قال) ساقط من (ب).

    (2) تنوير المقباس 2/ 120، وأخرج البيهقي في سننه 9/ 13 بسند جيد عنه قال: (كل عسى في القرآن فهي واجبة) اهـ. وذكره السيوطي في الإتقان 2/ 241.

    (3) في (ب): (وعسى).

    (4) الكتاب 4/ 233.

    (5) معاني الزجاج 2/ 367، وانظر: مجاز القرآن 1/ 225.

    (6) ذكره الواحدي في الوسيط 1/ 222 بلا نسبة، ونقل ابن الجوزي 3/ 246 عن ابن عباس أنه قال: (أرض مصر) اهـ.

    (7) لفظ: (لا) ساقط من (ب).

    (8) معاني الزجاج 2/ 367.

    130 - قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ} الآية. السنين: جمع السنة (1)، وقد ذكرنا (2) كيف كانت السنة في الأصل والاختلاف فيها عند قوله: {لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259].

    قال أبو علي الفارسي: (السنة على معنيين؛ أحدهما: يراد بها الحول والعام، والآخر: يراد بها الجدب، وهو (3) خلاف الخصب، فمما أريد به الجدب هذه (4) الآية، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم سنين كسني يوسف (5)، وقول عمر -رضي الله عنه-: (إنا لا نقطع في عام السنة) (6). أي: في عام الجدب. (1) انظر: العين 4/ 8، والجمهرة 1/ 135، وتهذيب اللغة 2/ 1782، والصحاح 6/ 2235، والمجمل 2/ 474، ومقاييس اللغة 3/ 103، والمفردات ص 429، واللسان 4/ 2127 (سنة).

    (2) انظر: البسيط النسخة الأزهرية 1/ 156 أ.

    (3) لفظ: (هو) ساقط من (ب).

    (4) في (ب): (في هذه الآية).

    (5) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الاستسقاء، باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - رقم (1006)، ومسلم رقم (675) عن أبي هريرة رضي الله عنه، كتاب المساجد، باب: استحباب القنوت، وأخرجه البخاري برقم (4821) كتاب التفسير، باب: يغشى الناس في تفسير سورة الدخان، ومسلم رقم (2798) كتاب صفة الجنة والنار، باب: الدخان، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

    (6) الأثر أخرجه عبد الرزاق في المصنف 10/ 242، وابن أبي شيبة 5/ 516 (28577) بسند ضعيف عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (لا يقطع في عذق، ولا في عام السنة) اهـ، وأورده الحافظ في تلخيص الحبير 4/ 70 وقال: (أخرجه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني في جامعه عن أحمد بن حنبل وقال: سألت أحمد عنه فقال: العذق النخلة وعام سنة عام المجاعة، فقلت لأحمد تقول به؟ قال: إي لعمري) اهـ، وذكره الألباني في إرواء الغليل 8/ 80 وقال: (ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة) اهـ.

    وقول حاتم (1):

    فإنَّا نُهِينُ المالُ منْ غَيْرِ ظنَّهٍ ... ولا يَشْتَكِينا في السنينَ ضَرِيرُها

    أي: لا يشتكينا الفقر في المحل لأنا نسعفه ونكفيه، ولما كانت السنة يعني بها الجدب اشتقوا منها كما يشتق من الجدب فقيل: أسنتوا كما يقال: أجدبوا) (2). قال الشاعر (3):

    وَرِجالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ

    وقالوا في جمع السنة: سنون وسنين، وإنما جمعت هذا الجمع للنقصان الذي لحقها، وقد مرّ بيان هذا في هذا الكتاب (4).

    قال أبو زيد: (وبعض العرب يقول: هذه سنين ورأيت سنيناً فيعرب النون) (5). (1) ديوانه ص62، والبحر المحيط 4/ 369، والدر المصون 5/ 427، وفي الديوان (وما) بدل (ولا).

    (2) الحجة لأبي علي 2/ 369 - 372.

    (3) الشاهد لعبد الله بن الزِّبَعْرَى في ديوانه ص 53، والصحاح 5/ 2058 (هشم)، والقرطبي 7/ 264، واللسان 4/ 2111 (سنن)، ولمطرود بن كعب الخزاعي في الاشتقاق ص 13، وتهذيب اللغة 4/ 3764 (هشم) ولبنت هاشم بن عبد مناف في العين 3/ 405، والمبهج لابن جني ص 60، واللسان 8/ 4668 (هشم) وبلا نسبة في النوادر لأبي زيد ص 167، والكامل للمبرد 1/ 209، والمقتضب 2/ 311، 315، وسر صناعة الإعراب 535، والرازي 14/ 214، والبحر 4/ 369، والدر المصون 5/ 427، وصدره:

    عَمْرُو العُلاَ هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ

    وعمرو هو ابن هاشم جد النبي - صلى الله عليه وسلم - سمي هاشمًا؛ لأنه هشم الخبز فجعله ثريدًا، ومسنتون: أي أصابتهم سنة وقحط وعجاف: هزل وضعف. انظر: حاشية ديوان عبد الله بن الزبعرى ص 52 - 54.

    (4) انظر: البسيط النسخة الآزهرية 1/ 73 أو 156 أ

    (5) تهذيب اللغة 2/ 1782 وزاد: (وبعضهم يجعلها نون الجمع فيقول: هذه سنون،= ونحو ذلك قال الفراء (1)؛ فمن ذلك قول الشاعر (2):

    دَعَاني مِنْ نَجْدٍ فَإنَّ سِنِينَهُ ... لَعِبْنَ بِنَا شِيبًا وَشَيَّبْننَا مُرْدًا

    وقال أبو إسحاق: (السنين في كلام العرب: الجدوب، يقال: مستهم السنة، [ومعناه: جدب السنة] (3) وشدة السنة) (4).

    قال عطاء عن ابن عباس في قوله: {أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ}، (يريد: بالجوع) (5).

    وقال الفراء: ({بِالسِّنِينَ} بالقحط والجدوبة عاماً بعد عام) (6).

    قال ابن عباس (7) وقتادة (8) والمفسرون (9): (السنون لأهل البوادي، {وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ} لأهل القرى). = ورأيت سنين، وهذا هو الأصل لأن النون نون الجمع والسنة سنة القحط) اهـ.

    (1) معاني الفراء 2/ 92 وفيه: (وهي لغة كثيرة في أسد وتميم وعامر وأنشدني بعض بني عامر) ثم ذكر الشاهد.

    (2) الشاهد للصمة بن عبد الله القشيري في ديوانه ص 60 وبلا نسبة في مجالس ثعلب ص 147، 266، والحجة لأبي علي 2/ 374، والتكملة لأبي علي ص 503، وأمالي ابن الشجري 2/ 261، والرازي 14/ 214، واللسان 7/ 4346 (نجد)، والدر المصون 5/ 426، والشاهد: (فإن سنينه) حيث نصب سنين بالفتحة ولم يعاملها معاملة المذكر السالم في نصبها بالياء انظر: الخزانة 8/ 58.

    (3) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).

    (4) معاني الزجاج 2/ 368 وفيه: (وشدة السنة ونقص الثمرات) اهـ.

    (5) تنوير المقباس 2/ 120 وفيه: (بالقحط والجوع عامًا بعد عام) اهـ.

    (6) معاني الفراء 1/ 392.

    (7) لم أقف عليه.

    (8) أخرجه الطبري 9/ 29، وابن أبي حاتم 5/ 1542 بسند جيد.

    (9) انظر: الكشف للثعلبي 6/ 9 أ، والبغوي 3/ 268 والرازي 14/ 214.

    وقال الزجاج: (إنما (1) أخذوا بالضر لأن أحوال الشدة ترق القلب وترغب فيما عند الله وفي الرجوع، ألا ترى إلى قوله: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 67]، وقوله: {وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ}) (2) [فصلت: 51].

    وقوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}، قال ابن عباس: (يريد: كي تتعظوا) (3).

    وقال أهل المعاني: (في العل) من الله تعالى أن معناه: أنه عاملهم معاملة الشاك إظهاراً للعدل بعد معرفته وعلمه أنَّهم يذّكرون أم لا. كما جاء الابتلاء والاختبار من الله تعالى للعبد على هذا التقدير) (4).

    131 - قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ}، قال ابن عباس (5) والمفسرون (6): (معنى {الْحَسَنَةُ} يريد بها: الغيث والخصب والثمار والمواشي والألبان والسعة في الرزق، والعافية والسلامة).

    وقوله تعالى: {قَالُوا لَنَا هَذِهِ}. أي: أنَّا مستحقوه (7) على العادة التي (1) في (ب): (وإنما).

    (2) معاني الزجاج 2/ 368.

    (3) سبق تخريجه.

    (4) نقل هذا القول الرازي 14/ 215، عن الواحدي، وقال الطبري 9/ 28 في تفسير الآية: (يقول: عظة لهم وتذكيرًا لهم لينزجروا عن ضلالتهم ويفزعوا إلى ربهم بالتوبة) اهـ، وانظر: معاني النحاس 3/ 67.

    (5) تنوير المقباس 2/ 120، وذكره الرازي في تفسيره 14/ 215.

    (6) انظر: تفسير الطبري 9/ 29، وأخرج عن مجاهد وابن زيد من طرق جيدة نحوه، وانظر: معاني الزجاج 2/ 368، وتفسير السمرقندي 1/ 563، والثعلبي 6/ 9 أ، والماوردي 2/ 251.

    (7) انظر: تفسير غريب القرآن ص 179، وتأويل مشكل القرآن ص 391.

    جرت لنا من نعمنا وسعة أرزاقنا في بلادنا, ولم يعلموا أنه من الله فيشكروا عليه، ويقوموا بحق النعمة فيه.

    وقوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} يريد: القحط والجدب والمرض والبلاء والضرّ، {يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ}، أي: يتشاءموا، وقالوا: إنما أصابنا هذا الشر بشؤم موسى وقومه، والتطير: التشاؤم في قول جميع المفسرين (1).

    وقوله تعالى: {يَطَّيَّرُوا} هو في الأصل يتطيروا، فأدغمت التاء في الطاءة لأنهما من مكان واحد من طرف اللسان وأصول الثنايا (2).

    وقوله تعالى: {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ}. قال ابن عباس: (يريد شؤمهم عند الله) (3)، يريد من قبل الله، أي: إنما جاءهم الشؤم بكفرهم بالله وجرأتهم (4) عليه.

    وقال الكلبي: (يقول إن الذي أصابهم هو من الله) (5)، وهذا قول (1) انظر: تفسير الطبري 9/ 29، وأخرجه من طرق جيدة عن مجاهد وابن زيد. وانظر: معاني النحاس 3/ 568، وتفسير السمرقندي 1/ 563، والثعلبي 6/ 9 أ، والماوردي 2/ 251.

    (2) هذا قول الزجاج في معانيه 2/ 368.

    (3) ذكره الواحدي في الوسيط 1/ 223، والبغوي 3/ 269 بلفظ: (شؤمهم عند الله ومن قبل الله). وأخرج الطبري 9/ 30 بسند جيد عن ابن عباس قال: (يقول مصائبهم عند الله) اهـ. وفي رواية قال: (الأمر من قبل الله) اهـ، وذكره الثعلبي 6/ 9 أ، والبغوي 3/ 269 عنه أنه قال: (طائرهم ما قضى الله عليهم وقدر لهم) اهـ.

    (4) في (ب): (وجرأتهم على الله عليه)، وهو تحريف.

    (5) تنوير المقباس 2/ 120.

    أكثر المفسرين (1) في الطائر أن معناه هاهنا: الشؤم، ومثل هذا قوله تعالى في قصة ثمود وتشاؤمهم بنبيهم: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ} [النمل: 47].

    قال الفراء: (كما تشاءمت اليهود بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، فقالوا (2): غلت أسعارنا، وقلت أمطارنا مُذْ أتانا) (3).

    قال الأزهري: (وقيل للشؤم: طائر وطَيْر وطِيَرة؛ لأن العرب كان من شأنها عِيَافَةُ الطير وزجرها، والتَّطيُّر ببارحها، وبِنَعيق غربانها، وأخذها ذات اليسار إذا أثاروها، فَسَمَّوا الشؤم طَيْراً وطائِراً وطِيَرَة لتشاؤمهم بها.

    ثم أعلم الله تعالى على لسان رسوله أن طِيَرَتهم باطلة فقال: لا طِيَرة ولا هام (4)، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - (5) يتفاءل ولا يَتَطَير (6)، وأصل الفأل الكلمة (1) انظر: تفسير الطبري 9/ 29، 30، ومعاني الزجاج 2/ 368 - 369، والنحاس 3/ 68، وتفسير السمرقندي 1/ 563، والماوردي 2/ 251.

    (2) لفظ: (فقالوا) ساقط من (أ).

    (3) معاني الفراء 1/ 392.

    (4) حديث متفق عليه. أخرجه البخاري رقم (5770) كتاب الطب، باب: لا هامة، ومسلم رقم (2220) كتاب السلام، باب: لا عدوى ولا طيرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر اهـ. والهامة: طائر معروف. وقيل إن عظام الميت وروحه تنقلب هامة تطير، والصفر: داء يأخذ البطن. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي 14/ 310.

    (5) في (أ): (عليه السلام).

    (6) أخرج البخاري رقم (5757) كتاب الطب، باب: الفأل. ومسلم رقم (2223 - 2224) كتاب السلام، باب: الطيرة والفال، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: = الحسنة يَسمعُها عليل فيتأول فيها ما يدل على برئه، والطيرة مضادة للفأل، وكانت العرب مذهبها في الفأل والطِّيَرة واحد (1)، فأثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - الفأل واستحسنه، وأبطل الطِّيَرة ونهى عنها) (2).

    وقال أبو عبيدة في قوله: {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ}: (أي: حظهم) (3)، وهذا معنى ما روي عن ابن عباس أنه قال: (طائرهم ما قُضِي عليهم وقُدر لهم) (4).

    والعرب تقول: أطرت المال وَطيَّرته بين القوم فَطَار لكل (5) منهم سَهْمُه، أي: صار له (6). ومنه الحديث: أطره خُمراً بين نسائك (7) أي: = لا طيرة وخيرها الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم. وفي رواية لمسلم قال: أحب الفأل الصالح وأخرجا عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح الكلمة الحسنة اهـ.

    (1) في (أ): (واحدًا).

    (2) تهذيب اللغة 3/ 2150 (طير).

    (3) مجاز القرآن 1/ 226 وفيه: (مجازه إنما طائرهم وتزاد (ألا) للتنبيه والتوكيد، ومجاز طائرهم حظهم ونصيبهم) اهـ.

    (4) سبق تخريجه.

    (5) في (ب): (فطار لكل واحد منهم سهمه).

    (6) النص من تهذيب اللغة 3/ 2150.

    (7) أخرج مسلم في صحيحه رقم (2071) كتاب اللباس والزينة، باب: استعمال إناء الذهب والفضة، وأبو داود 4/ 322 رقم (4043)، والنسائي 8/ 197 - 198 كتاب الزينة، باب: ذكر الرخصة للنساء في لبس السيراء، وباب النهي عن لبس الإستبرق، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلة سيراء فبعث بها إلى فلبستها، فعرفت الغضب في وجهه فقال: إني لم أبعثها إليك لتلبسها، إنما بعثت بها إليك لتشققها خمرًا بين النساء. وفي رواية: (فأمرني = فرقة، وطائر كل واحد ما يطير له أي: يخصه، ومنه قول لبيد:

    تَطِيرُ عَدَائِدُ الأشْرَاكِ شَفْعاً ... وَوِتْراً والزَّعَامَةُ لِلْغُلَامِ (1)

    الأشراك: الأنصباء واحدها شرك أي: قسم المال للذكر مثل حظ الأنثيين فطارت الأنصاب شفعاً ووتراً لمستحقيها، وخلصت الرئاسة للذكور من الأولاد (2)، وليس هذا من باب الشؤم والتطير في شي، وكلا القولين قد حكاه الزجاج؛ فقال في قوله: {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ}: (ألا إنما الشؤم الذي يلحقهم هو الذي وعدوا به في الآخرة لا (3) ما ينالهم في الدنيا).

    [قال: (وقال بعضهم (4): {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} حظهم، والمعنى واحد) (5)، فجعل تفسير قوله: {عِنْدَ اللَّهِ} ما وعدوا في الآخرة مما ينالهم في الدنيا] (6)، يريد: أن جميع ما يصيبهم في الدنيا والآخرة هو من الله تعالى، وجعل معنى القولين في الطائر واحداً وإن اختلف الأصلان؛ لأن المعنى فيهما: ما يصيبهم من شرّ وضرّ. = فأطرتها بين نسائي) اهـ. وحلة سيراء: أي: مضلعة بالحرير، وأطرتها: أي قسمتها بأن شققتها بينهن، أفاده الخطابي في حاشية سنن أبي داود.

    (1) ديوانه ص 200، وتهذيب اللغة 3/ 2150، والدر المصون 5/ 429، وتطير: أي تخرج، والعدائد: المال والميراث وقيل: الأنصباء. والأشراك: الشركاء، والزعامة: الرياسة والحظ من المغنم.

    (2) هذا من تهذيب اللغة 3/ 2150.

    (3) في النسخ: (إلى ما ينالهم في الدنيا)، وهو تحريف.

    (4) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن 1/ 226.

    (5) معاني الزجاج 2/ 369.

    (6) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).

    وقوله تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}. قال الكلبي (1): (يعني: أهل مصر لا يعلمون أن الذي أصابهم من الله تعالى (2).

    132 - قوله تعالى: {وَقَالُوا} يعني: آل فرعون لموسى {مَهْمَا تَأْتِنَا}؛ اختلف النحويون (3) في أصل {مَهْمَا} على قولين:

    أحدهما: أن أصلها (ما ما) الأولى هي (ما) الجزاء، والثانية: هي التي (4) تزاد توكيداً للجزاء، كما تزاد في سائر حروف الجزاء كقولهم: أمَّا ومتى وكيفما (5)، قال الله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ} [الأنفال: 57] وهو كقولك: إن تثقفنهم، ثم أبدلوا من ألف (ما) الأولى هاء (6) كراهة لتكرار اللفظ فصار (مهما)، هذا قول الخليل (7) ومذهب البصريين.

    وقال الكسائي: (الأصل مه (8) التي بمعنى: الكف، أي: اكفف دخلت على (ما) التي للجزاء كأنهم قالوا: اكفف ما تأتنا به من آية) (9). (1) لم أقف عليه.

    (2) لفظ: (تعالى) ساقط من (أ).

    (3) انظر: تأويل مشكل القرآن ص 532، والأصول لابن السراج 2/ 159 و220، وحروف المعاني للزجاجي ص 20، والصاحبي ص 275، ومغني اللبيب 1/ 330.

    (4) لفظ: (التي) ساقط من (ب).

    (5) في النسخ: (كقولهم: أما، ومتى ما وكيفما). وأصل النص في تهذيب اللغة 4/ 3460 وفيه: (مثل إنما ومتى وكيفما).

    (6) في (ب): (ما)، وهو تحريف.

    (7) انظر: الكتاب 3/ 59 - 60، والعين 3/ 358.

    (8) في (ب): (الأصل فيه التي بمعنى الكف)، وهو تحريف.

    (9) ذكره الثعلبي في الكشف 6/ 9 ب عن الكسائي، وقال سيبويه في الكتاب 3/ 60 بعد ذكر قول الخليل السابق: (وقد يجوز أن يكون مَهْ كإذ ضم إليها ما) اهـ.

    قال الزجاج: (والتفسير الأول هو الكلام، وعليه استعمال الناس) (1). وقال بعضهم: (هي كلمة على حيالها يجازى بها فيجزم ما بعدها على تقدير إن) (2).

    133 - قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ}. اختلفت الرواية عن ابن عباس في تفسير {الطُّوفَانَ}؛ فقال في رواية عطاء: (الموت (3)) (4) قال: (وكل طوفان في القرآن هو الغرق سوى هذا) (5). وهو قول مجاهد (6).

    وروي ذلك مرفوعاً، أخبرناه العروضي رحمه الله قراءة وسعيد بن العباس القرشي (7) كتابة قالا: أبنا (8) الأزهري، أبنا المنذري عن أبي بكر الخطابي (9) عن محمد بن يزيد (10)، عن يحيى بن يمان (11) عن المنهال بن (1) معاني الزجاج 2/ 369، ونحوه قال الأزهري في تهذيب اللغة 4/ 3460 قال: (والقول الأول أقيس) اهـ. وانظر: البيان 1/ 371، والتبيان ص 387.

    (2) انظر: إعراب النحاس 1/ 633، والمشكل 1/ 299، وغرائب الكرماني 1/ 419، والدر المصون 5/ 431.

    (3) في (ب): (هو الموت).

    (4) لم أقف عليه عن ابن عباس، وإنما ذكره أكثرهم من قول عطاء بن أبي رباح، وقد أخرجه الطبري 13/ 51 من عدة طرق جيدة عن عطاء، وذكره النحاس في معانيه 3/ 69، والثعلبي في تفسيره 6/ 9 ب، والماوردي 2/ 251 عن عطاء.

    (5) لم أقف عليه.

    (6) تفسير مجاهد 1/ 244، وأخرجه الطبري 9/ 31 من عدة طرق جيدة.

    (7) لفظ: (القرشي) ساقط من (ب).

    (8) في (ب): (أخبرنا الأزهري أخبرنا المنذري).

    (9) لم أستطع معرفته بعد طول بحث.

    (10) محمد بن يزيد بن كثير العجلي أبو هشام الرفاعي الكوفي، قاضي المدائن، إمام، فقيه، مقرئ، محدث، صدوق، فيه لين. توفي سنة 248 هـ. انظر: الجرح والتعديل 8/ 129، وتاريخ بغداد 3/ 375، وسير أعلام النبلاء 12/ 153، وميزان الاعتدال 4/ 68، وتهذيب التهذيب 3/ 735.

    (11) يحيى بن يمان العجلي أبو زكريا الكوفي، إمام، عابد، مقرئ، محدث، = خليفة (1) عن الحجاج (2) عن الحكم بن ميناء (3) عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الطوفان الموت (4).

    وقال في رواية الضحاك (5): (الطوفان الغرق). = صدوق، يخطئ، وتغير بآخر عمره. توفي سنة 189 هـ.

    انظر: تاريخ بغداد 14/ 120، وسير أعلام النبلاء 8/ 356، وميزان الاعتدال 4/ 416، وتهذيب التهذيب 4/ 401.

    (1) المنهال بن خليفة العجلي، أبو قدامة الكوفي، ضعيف، روى عن عطاء بن أبي رباح، وحجاج بن أرطأة وغيرهما، وروى عنه وكيع وعبد الله بن المبارك وغيرهما.

    انظر: الجرح والتعديل 8/ 357، وميزان الاعتدال 4/ 191، وتهذيب التهذيب 4/ 162، وتقريب التهذيب ص 547 (6917).

    (2) حجاج بن أرطأة بن ثور النخعي أبو أرطأة الكوفي، القاضي، إمام، فقيه، صدوق، كثير الخطأ والتدليس، توفي سنة 145 هـ.

    انظر: الجرح والتعديل 3/ 153، وتاريخ بغداد 8/ 230، وسير أعلام النبلاء 7/ 68، وميزان الاعتدال 1/ 458، وتهذيب التهذيب 1/ 356.

    (3) الحكم بن ميناء الأنصاري المدني من أولاد الصحابة، روى عن بلال وعائشة وابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وغيرهم، وهو إمام ثقة. انظر: الجرح والتعديل 3/ 127، وتهذيب التهذيب 1/ 470، وتقريب التهذيب ص 176 (1463).

    (4) هذا حديث ضعيف، أخرجه الطبري 9/ 31، 32، وابن أبي حاتم 5/ 1544، والأزهري في تهذيب اللغة 3/ 2154، وذكره ابن كثير في تفسيره 2/ 268، وقال: (هو حديث غريب)، وذكره السيوطي في الدر 3/ 519 وزاد نسبته (إلى أبي الشيخ وابن مردويه). وضعفه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى في حاشية الطبري لضعف المنهال بن خليفة العجلي.

    (5) قوله: وقال، أي: ابن عباس رضي الله عنهما وقد أخرجه الطبري 9/ 31، وابن أبي حاتم 5/ 1545 بسند ضعيف.

    وقال في رواية أبي ظبيان (1): (الطوفان أمر من أمر الله [طاف] (2) بهم) ثم قرأ: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ} (3) [القلم: 19].

    وروي عنه أيضاً أنه قال: (الطوفان هو الماء؛ أرسل الله عليهم السماء) (4)، وهذا القول اختيار الفراء فقد قال: (أرسل الله عليهم [السماء] (5) سبتاً (6) فلم تقلع ليلاً ولا نهاراً، فضاقت بهم الأرض من تهدم بيوتهم وشغلهم عن ضياعهم فسألوه أن يرفع عنهم فرفع فلم يتوبوا) (7)، وهذه الأقوال غير خارجة عن مذهب أهل اللغة (8)؛ فقال الليث (9): (الطوفان الماء الذي يغشى كل مكان، وشبه العجاج ظلام الليل بذلك فسماه طوفاناً حيث يقول:

    وَعمَّ طُوفَانُ الظلامِ الأثأبَا (10) (1) أبو ظبيان هو حصين بن جندب بن عمرو بن الحارث الجنبي الكوفي، إمام، تابعي، ثقه، فقيه، روى عن جرير بن عبد الله، وأسامة بن زيد، وابن عباس وغيرهم، توفي سنة 90 هـ. انظر: طبقات ابن سعد 6/ 224، والجرح والتعديل 3/ 190، وسير أعلام النبلاء 4/ 362، وتهذيب التهذيب 1/ 441.

    (2) لفظ: (طاف) ساقط من (أ).

    (3) أخرجه الطبري 9/ 31، وابن أبي حاتم 5/ 1544 بسند لا بأس به.

    (4) أخرجه الطبري 9/ 32، ص 61، وابن أبي حاتم 5/ 1545 من عدة طرق جيدة.

    (5) لفظ: (السماء) ساقط من (ب).

    (6) أي أسبوعًا من السبت إلى السبت.

    (7) معاني الفراء 1/ 392.

    (8) انظر: المنجد لكراع ص 255، والبارع ص 682، والصحاح 4/ 1397، والمجمل 2/ 589، ومقاييس اللغة 3/ 432، والمفردات ص 532، واللسان 5/ 2723 (طوف).

    (9) النصر في العين 7/ 458.

    (10) ملحق ديوان العجاج 2/ 268، والمنجد ص 255، والبارع ص 682، = وقال أبو إسحاق: (الطوفان من كل شيء ما كان كثيراً محيطاً مطيفاً بالجماعة كلها كالغرق الذي يشمل المدن الكثيرة، يقال له: طوفان، وكذلك القتل الذريع طوفان، والموت الجارف طوفان) (1) انتهى كلامه.

    وهو فعلان (2) من الطواف (3)؛ لأنه يطوف حتى يعم، قاله الأخفش، قال: (وواحدته في القياس طوفانة) (4). وأنشد:

    غيَّرَ الْجِدَّةَ من آياتها ... خُرُقُ الرِيحِ وطُوفَانُ المَطَرْ (5)

    وقال أبو العباس: (الطوفان مصدر مثل الرجحان والنقصان، ولا حاجة به إلى أن نطلب له واحداً) (6).

    وأكثر المفسرين على أن معناه هاهنا: المطر الكثير (7)، فقد قال ابن = وتهذيب اللغة 3/ 2154،والصحاح 4/ 1397، والمجمل 2/ 589، ومقاييس اللغة 3/ 432، واللسان 5/ 2724 (طوف)، والدر المصون 5/ 433، وأوله:

    حتَّى إذا مَا يَوْمُهَا تَصَّبْصَبَا

    وفي العين قال: (الأثأب: شجر شبه الطرفاء إلا أنه أكبر منه) اهـ.

    (1) معاني الزجاج 4/ 164، وتهذيب اللغة 3/ 2154.

    (2) وعليه يكون اسم جنس كقمح وقمحة وشعير وشعيرة، أفاده السمين في الدر 5/ 432.

    (3) في (ب): (من الطوف)، وهو تحريف.

    (4) معاني الأخفش 2/ 308 وزاد فيه: (وهي من طاف يطوف) اهـ.

    (5) البيت لحسيل بن عرفطة الأسدي، شاعر جاهلي، في النوادر لأبي زيد ص 77، وتفسير الطبري 9/ 32، والماوردي 2/ 252، وبلا نسبة في تهذيب اللغة 3/ 2154، والصحاح 4/ 1397، والمنصف 2/ 228، وتفسير ابن عطية 6/ 49، واللسان 5/ 2724، والبحر 4/ 373، والدر المصون 5/ 433.

    (6) تهذيب اللغة 3/ 2154، وجعله السمين في الدر 5/ 432، من قول المبرد في آخرين.

    (7) انظر: مجاز القرآن 1/ 226، وتفسير غريب القرآن ص 180، ومعاني النحاس 3/ 69، وتفسير المشكل ص 86.

    عباس وسعيد بن جبير وقتادة ومحمد بن إسحاق (1): (لما أبى (2) فرعون وقومه الإيمان دعا عليهم موسى، فقال: يا رب إن عبدك فرعون بغى وعتا، وإن قومه قد نقضوا عهدك، رب فخذهم بعقوبة، فأرسل الله عليهم السماء بالماء فامتلأت بيوت القبط ماء حتى قاموا في الماء إلى تراقيهم من جلس منهم غرق، ولم يدخل بيوت بني إسرائيل من الماء قطرة، ودام ذلك عليهم سبعة أيام، فقالوا لموسى: ادع لنا ربك يكشف عنا فنؤمن لك، فدعا ربه فرفع عنهم الطوفان، فلم يؤمنوا، فأنبت الله لهم في تلك السنة ما لم ينبته قبل ذلك من الكلأ والزرع، فقالوا: هذا ما كنا (3) نتمنى وما كان ذلك الماء إلا نعمة علينا، فبعث الله عليهم الجراد) وهو معروف، والواحدة: جرادة (4) ونبت مجرود قد أكل الجراد زورقه (5).

    [وقال اللحياني: (أرض جَرِدَة ومَجرُودَة قد لحسها الجراد) (6) وإذا (1) أخرجه الطبري في تفسيره 9/ 34، من عدة طرق جيدة عن ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة والسدي ومحمد بن إسحاق، وأخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1550 من عدة طرق جيدة عن ابن عباس، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/ 2/ 234، بسند جيد عن قتادة.

    (2) في (ب): (لما أتى)، وهو تصحيف.

    (3) لفظ: (كنا) ساقط من أصل (أ)، وملحق بالهامش.

    (4) الذكر والأنثى فيه سواء يقال: جرادة ذكر وجرادة أنثى، كنملة وحمامة، مشتق من الجَرْد، أفاده السمين في الدر 5/ 434.

    (5) زورقه: أي: خضرته، انظر: اللسان 3/ 1827 (زرق).

    وفي أصل (أ): (زورقها ثم صحح إلى زورقه)، ولعله ورقه، وفي (ب): (ونبت مجرود قد أكل الجراد والزرع) اهـ. وعند الرازي 14/ 218: (ونبت مجرود قد أكل الجراد ورقه) اهـ.

    (6) تهذيب اللغة 1/ 573 (جرد).

    أصاب الجراد الزرع] (1) قيل: جُرِد الزرع، وأصل هذا كله من الجَرْد وهو: أخذك الشيء من الشيء جرفاً وسحقاً، ومن هذا يقال للثوب الذي قد ذهب زِئْبِرُه (2): جَرْد، وأرض جَرْداء: لا نبات فيها، ومكان أجْرَد (3).

    قالوا: (فأكلت الجراد عامة زروعهم (4) وثمارهم حتى إن كانت لتأكل الأبواب والسقوف حتى تقع دورهم ولا تدخل بيوت بني إسرائيل فعجّوا وأعطوا موسى عهد الله لئن كشف الله ذلك أن يؤمنوا، فدعا موسى فكشف الله الجراد بعد ما أقام عليهم سبعة أيام، وكان قد بقيت من غلاتهم بقية. فقالوا: قد بقي لنا ما هو كافينا فما نحن بتاركي ديننا، فبعث الله عليهم القُمّل).

    واختلفوا فيه. فقال ابن عباس في رواية عطاء: (هو الدبى) (5) [ومثل ذلك روى الوالبي عنه (6). (1) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).

    (2) الزئبر، بالكسر مهموز: ما يعلو الثوب الجديد ويظهر من درز الثوب. انظر: اللسان 3/ 1799 (زأبر).

    (3) انظر: العين 6/ 75 - 77، والمنجد ص 165، والجمهرة 1/ 446، والصحاح 2/ 455، والمجمل 1/ 186، ومقاييس اللغة 1/ 452، والمفردات ص 191، واللسان 1/ 587 (جرد).

    (4) في (ب): (زرعهم).

    (5) ذكره الواحدي في الوسيط 1/ 228 من رواية عطاء عن ابن عباس.

    (6) أخرجه الطبري 9/ 32، 33 من عدة طرق جيدة عن علي بن أبي طلحة، وعطية العوفي، والضحاك عن ابن عباس، وأخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1546 من طرق عن عكرمة والضحاك عن ابن عباس.

    وهو قول مجاهد (1) والسدي وقتادة (2) والكلبي (3) قالوا: (القمل الدبى (4): الصغار التي لا أجنحة لها] (5)).

    وقال عكرمة: (هي بنات الجراد) (6). وهذا القول هو اختيار الفراء قال: (القُمّل الدبا التي لا أجنحة لها) (7).

    وقال (8) في رواية سعيد بن جبير: (القُمّل: هو السوس الذي يخرج من الحنطة). وهو قول الحسن وسعيد بن جبير قالا (9): (القُمّل: دواب سود صغار) (10). وهو قول الليث في القُمَّل. قال: (هو الذّر الصغار) (11). (1) تفسير مجاهد 1/ 244.

    (2) أخرجه الطبري 9/ 33 من طرق جيدة عن مجاهد وقتادة والسدي، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/ 2/ 234 بسند جيد عن قتادة.

    (3) تنوير المقباس 2/ 121. وذكره هود الهواري في تفسيره 2/ 38 - 39، والثعلبي 6/ 10 أ، والواحدي في الوسيط 1/ 228، والبغوي 3/ 270.

    (4) الدبى: قال في اللسان 3/ 1325 (دبى): (الدبى الجراد قبل أن يطير، وقيل: هو أصغر ما يكون من الجراد والنمل، وقيل: هو نوع يشبه الجراد) اهـ.

    (5) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).

    (6) أخرجه الطبري 9/ 33 بسند ضعيف.

    (7) معاني الفراء 1/ 392، وانظر: الزاهر 1/ 222.

    (8) قوله: (وقال) أي ابن عباس، وقد أخرجه الطبري 9/ 32، وابن أبي حاتم 5/ 1547 بسند جيد عنه.

    (9) في (ب): (قال)، وهو تحريف.

    (10) أخرجه الطبري 9/ 33 بسند ضعيف عن سعيد بن جبير والحسن، وأخرجه الطبري 9/ 33، عن سعيد بن جبير بسند جيد من وجه آخر.

    (11) تهذيب اللغة 3/ 3047، وانظر: العين 5/ 176.

    وقال ابن السكيت: (القُمَّل شيء يقع في الزرع ليس بجراد فيأكل السنبلة وهي غضة قبل أن تخرج، فيطول الزرع ولا سنبل له) (1)، [قال] (2) الأزهري: (وهذا هو الصحيح) (3). وذكره عطاء (4).

    قالوا: (فتتبع القُمّل ما بقي من حروثهم وأشجارهم فأكله ولحس الأرض كلها) هذا على قول من قال: إنه الدبى، ومن قال: إنه السوس، فقال سعيد بن جبير: (كان الرجل يخرج عشرة أقفزة (5) إلى الرحى فلا يرد منها إلا ثلاثة أقفزة).

    وقال أبو عبيدة (6) والأخفش (7): (القُمل عند العرب: الحمنان وهي ضرب من القردان). وروى أبو عبيد عن أبي الحسن العدوي (8): (القمل (1) تهذيب اللغة 3/ 3047.

    (2) لفظ: (قال) ساقط من (ب).

    (3) تهذيب اللغة 3/ 3047، وانظر: الجمهرة 2/ 974، والصحاح 5/ 1805، والمجمل 3/ 734، ومقاييس اللغة 5/ 29، والمفردات ص 684، واللسان 6/ 3743 (قمل).

    (4) ذكره ابن أبي حاتم 5/ 1547، والثعلبي 6/ 10 أ، والبغوي 3/ 270 عن عطاء الخرساني قال: (هو القَمْل) اهـ.

    (5) القفيز: من المكاييل معروف، وهو مكيال تتواضع الناس عليه. انظر: اللسان 6/ 3701 (قفز)، والأثر أخرجه الطبري 9/ 34 بسند جيد فيه: (فكان الرجل يخرج عشرة أجربة إلى الرحى فلا يرد منها ثلاثة أقفزة) اهـ.

    (6) مجاز القرآن 1/ 226.

    (7) ذكره الثعلبي 6/ 10 أعن الأخفش ولم أقف عليه في معانيه.

    (8) أبو الحسن الأعرابي العدوي، لعله علي بن الحسن بن عبيد بن محمد الشيباني أبو الحسن المعروف بابن الأعرابي البغدادي، صاحب أدب ورواية للأخبار، روى عن أبي خالد يزيد بن يحيى الخزاعي وأبي العتاهية الشاعر وغيرهم، انظر: تاريخ بغداد 11/ 373، واللباب لابن الأثير 1/ 74.

    دواب صغار من جنس القردان إلا أنها أصغر منها، واحدتها قُمَّلة) (1) ويؤكد

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1