Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

صحيح وضعيف تاريخ الطبري
صحيح وضعيف تاريخ الطبري
صحيح وضعيف تاريخ الطبري
Ebook707 pages5 hours

صحيح وضعيف تاريخ الطبري

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

قال المحقق: فكان تقسيمنا لتاريخ الطبري كالآتي: أولاً: صحيح تأريخ الطبري (قصص الأنبياء وتاريخ ماقبل البعثة). ضعيف تأريخ الطبري (قصص الأنبياء وتاريخ ماقبل البعثة). ثانياً: صحيح السيرة النبوية (تاريخ الطبري). ضعيف السيرة النبوية (تاريخ الطبري). ثالثاً: صحيح تاريخ الطبري (تاريخ الخلافة الراشدة). ضعيف تاريخ الطبري (تاريخ الخلافة الراشدة). رابعاً: صحيح تاريخ الطبري (تتمة القران الهجري الأول). ضعيف تاريخ الطبري (تتمة القران الهجري الأول). خامساً: صحيح تاريخ الطبري (تتمة تاريخ الخلافة في عهد الأمويين). الضعيف والمسكوت عنه تاريخ الطبري (تتمة تاريخ الخلافة في عهد الأمويين). سادساً: تاريخ الطبري (الصحيح والضعيف والمسكوت عنه). تاريخ الخلافة في عهد العباسيين. سابعاً: رجال تاريخ الطبري جرحاً وتعديلاً.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateNov 5, 1900
ISBN9786469634796
صحيح وضعيف تاريخ الطبري

Read more from الطبراني

Related to صحيح وضعيف تاريخ الطبري

Related ebooks

Reviews for صحيح وضعيف تاريخ الطبري

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    صحيح وضعيف تاريخ الطبري - الطبراني

    الغلاف

    صحيح وضعيف تاريخ الطبري

    الجزء 8

    الطبري، أبو جعفر

    310

    قال المحقق: فكان تقسيمنا لتاريخ الطبري كالآتي: أولاً: صحيح تأريخ الطبري (قصص الأنبياء وتاريخ ماقبل البعثة). ضعيف تأريخ الطبري (قصص الأنبياء وتاريخ ماقبل البعثة). ثانياً: صحيح السيرة النبوية (تاريخ الطبري). ضعيف السيرة النبوية (تاريخ الطبري). ثالثاً: صحيح تاريخ الطبري (تاريخ الخلافة الراشدة). ضعيف تاريخ الطبري (تاريخ الخلافة الراشدة). رابعاً: صحيح تاريخ الطبري (تتمة القران الهجري الأول). ضعيف تاريخ الطبري (تتمة القران الهجري الأول). خامساً: صحيح تاريخ الطبري (تتمة تاريخ الخلافة في عهد الأمويين). الضعيف والمسكوت عنه تاريخ الطبري (تتمة تاريخ الخلافة في عهد الأمويين). سادساً: تاريخ الطبري (الصحيح والضعيف والمسكوت عنه). تاريخ الخلافة في عهد العباسيين. سابعاً: رجال تاريخ الطبري جرحاً وتعديلاً.

    القول في خلق آدم - عليه السلام -

    112 / ب - وكان مما حدث في أيام سلطانه وملكه خلق اللهُ تعالى ذكره أبانا (1) ضعيف.

    لقد ذكر الطبري رحمه الله روايات كثيرة في هذا الباب استغرقت الصفحات (1/ 81) إلى (1/ 88) ويبدو أن تلك الروايات لم تصل إلى درجة يحتج بها الطبري ولذلك قال في نهاية هذه الروايات:

    (عندما تحدث عن الأسباب المحتملة لإخراج إبليس من رحمة الله وإبعاده عنها): ولا يُدرَكُ علم ذلك إلَّا بخبر تقوم به الحجة ولا خبر في ذلك عندنا كذلك، والاختلاف في أمره على ما حكيناه ورويناه. (تأريخ الطبري 1/ 88).

    قلنا: ولقد ذكرنا جميع هذه الروايات في قسم الضعيف ونود أن نذكر هنا الروايات:

    فقد أخرج رحمه الله نماذج من روايات الطبري هذه منها ما تذكر أن إبليس كان رئيس ملائكة سماء الدنيا، أو أنه كان خازنًا من خزنة الجنة، أو أنه كان يدبر أمر السماء الدنيا ... إلخ تلك الروايات).

    ثم عقب الحافظ ابن كثير قائلًا: وقد روى في هذا آثارًا كثيرة عن السلف وغالبها من الإسرائيليات التي تُنقل ليُنظر فيها، والله أعلم بحال كثير منها.

    ومنها ما يقطع بكذبه لمخالفته الحق الذي بأيدينا، وفي القرآن غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان وقد وضع فيها أشياء كثيرة وليس لهم من الحفاظ المتقنيين الذي ينفون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين. كما لهذه الأمة من الأئمة العلماء والسادة الأتقياء البررة النجباء، من الجهابذة النقاد والحفاظ الجياد، الذين دوّنوا الحديث وحرّروه وبينوا صحيحه من حسنه من ضعيفه من منكره وموضوعه ومتروكه ومكذوبه، وعرفوا الوضاعين والكذابين والمجهولين. وغير ذلك من أصناف الرجال، كل ذلك صيانة للجناب النبوي والمقام المحمدي - خاتم الرسل وسيّد البشر، عليه أفضل التحيات والصلوات والتسليمات - أن يُنسب إليه كذب أو يتحدث عنه بما ليس منه.

    فرضي الله عنهم وأرضاهم، وجعل جنات الفردوس مأواهم وقد فعل. (تفسير القرآن العظيم 5/ 2171). ا. هـ.

    آدم أبا البشر؛ وذلك لما أراد جلّ جلاله أن يطلع ملائكته على ما قد علم من انطواء إبليس على الكِبْر ولم يعلمه الملائكة، وأراد إظهار أمره لهم حين دنا أمره للبوار، وملكه وسلطانه للزوال، فقال عزّ ذكره لما أراد ذلك للملائكة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} فأجابوه بأن قالوا [له]: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}! فروي عن ابن عباس: أن الملائكة قالت ذلك كذلك للذين قد كانوا عهدوا من أمر الجنّ الذين كانوا سكان الأرض قبل ذلك، فقالوا لربهم جلّ ثناؤه لما قال لهم: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} أتجعلُ فيها من يكون فيها مثل الجن الذين كانوا فيها، فكانوا يسفكون فيها الدماء ويُفسدون فيها ويعصونك، ونحن نُسَبِّحُ بحَمْدك ونُقَدّس لك، فقال الربّ تعالى ذكره لهم: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، يقول: أعلم ما لا تعلمون من انطواء إبليس على التكبر، وعزْمِه على خلافه أمري، وتسويل نفسه له الباطل واغتراره، وأنا مبدٍ ذلك لكم منه لتروْا ذلك منه عِيانًا.

    وقيل أقوال كثيرة في ذلك، قد حكينا منها جُمَلًا في كتابنا المسمى: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، فكرهنا إطالة الكتاب بذكر ذلك في هذا الموضع (1). (1: 89).

    113 - فلما أراد الله - عَزَّ وَجَلَّ - أن يخلق آدم - عليه السلام - أمر بتربته أن تؤخذ من الأرض، كما حدثنا أبو كُريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة عن أبي رَوْق، عن الضحّاك، عن ابن عباس، قال: ثم أمر -يعني: الربّ تبارك وتعالى - بتربة آدم فرفعت، فخلق الله آدم من طينٍ لازب - واللازب الَّلزِج الطيِّب - من حَمَإ مَسْنونٍ، مُنتن، قال: وإنما كان حَمَأ مسنونًا بعد التراب، قال: فخلق منه آدم بيده (2). (1: 89/ 90).

    114 - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السُّديّ - في خبر ذكره - عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة الهَمْدَانيّ، عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي، قال: (1) ضعيف.

    (2) هذا إسناد ضعيف جدًّا.

    قالت الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَال إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)} يعني من شأن إبليس، فبعث الله جَبرئيل - عليه السلام - إلى الأرض ليأتيَه بطين منها، فقالت الأرض: إني أعوذ بالله منك أن تنقص مني شيئًا وتَشينني، فرجع ولم يأخذ، وقال: يا ربّ! إنها عاذت بك فأعذتُها، فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها. فرجع، فقال كما قال جَبرئيل، فبعث ملك الموت فعاذت منه، فقال: وأنا أعوذ بالله أن أرجع، ولم أنفذ أمره، فأخذ من وجه الأرض، وخلَط فلم يأخذ من مكان واحد، وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين، فصعد به فبَلَّ التراب حتى عاد طينًا لازبًا - واللازب هو يلتزق بعضه ببعض - ثم تُرك حتى تغير وأنتن، وذلك حين يقول: {مِنْ حَمَإ مَسْنُونٍ} [الحجر: 26]، قال: مُنْتِن (1). (1: 90).

    115 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب القُمِّيّ عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، قال: بعث ربّ العزة عزّ وجلّ إبليس، فأخذ من أديم الأرض، من عذبها ومِلْحها، فخلق منه آدم، ومن ثَمَّ سُمّيَ آدم، لأنه خلق من أديم الأرض، ومن ثَمَّ قال إبليس: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء: 61]، أي هذه الطينة أنا جئتُ بها (2). (1: 91).

    116: حدثنا ابن المثنَّى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شُعْبة عن أبي حَصِين، عن سعيد بن جُبَير، قال: إنما سُمِّي آدم لأنه خُلق من أديم الأرض (3). (1: 91).

    117 - حدثني أحمد بن إسحاق الأهوازيّ، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا مِسْعَر عن أبي حَصيِن، عن سعيد بن جُبَير، قال: خُلِق آدم من أديم الأرض فُسمِّي آدمَ (4). (1: 91).

    118 - حدثني أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا (1) إسناده ضعيف جدًّا وقال الطبري نفسه عن هذا الإسناد: ولا أظنه صحيحًا، وذكره ابن كثير ضمن حديث طويل جدًّا وقال: لبعض هذا السياق شاهد في الأحاديث.

    (2) إسناده ضعيف جدًّا وفي متنه نكارة ولا نحسبه إلَّا من ابن حميد الرازي فهو متهم بالكذب.

    (3) مرسل ضعيف.

    (4) مرسل ضعيف.

    عمرو بن ثابت عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ رضي الله عنه، قال: إن آدم خُلِق من أديم الأرض، فيه الطيِّب والصالح والرديء، فكلّ ذلك أنت راءٍ في ولده الصالحَ والرديء (1). (1: 91).

    118 / أ - وذكر: أن الله تعالى ذكره لما خَمَّرَ طينة آدم تركها أربعين ليلة، وقيل أربعين عامًا جسدًا ملقى (2). (1: 92).

    ذكر من قال ذلك:

    119 - حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عُمارة عن أبي رَوْق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: أمر الله تبارك وتعالى بتربة آدم فرفعت، فخلق آدمَ من طين لازب من حمإ مسنون. قال: وإنما كان حمأ مسنونًا بعد التّراب؛ قال: فخلق منه آدم بيده، قال: فمكث أربعين ليلة جسدًا ملقىً، فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله، فيصلصل فيصوّت، قال: فهو قول الله تبارك وتعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ}؛ يقول: كالشيء المنفرج الذي ليس بمصمت، قال: ثمّ يدخل في فيه ويخرج من دُبُره، ويدخل في دُبُره ويخرج من فيه، ثم يقول: لست شيئًا للصلصلة، ولشيء ما خُلقتَ، ولئن سُلِّطتُ عليك لأهلكنَّك، ولئن سُلّطتَ عليّ لأعصينك (3). (1: 92).

    120 - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حَمّاد؛ قال: حدثنا أسباط عن السدّيّ - في خبر ذكره - عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مُرّة الهَمْدَانيّ عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال الله للملائكة: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [ص: 71، 72]؛ فخلقه الله عزّ وجلّ بيديه لكيلا يتكبر إبليس عنه ليقول حين يتكبر: تتكبّرُ عمّا عملتُ بيدي ولم أتكبّر أنا عنه! فخلقه بشرًا، فكان جسدًا من طين أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة، فمرت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه، وكان أشدّهم فزعًا إبليس، فكان يمرّ به فيضربه فيصوّت الجسد كما يصوّت (1) مرسل ضعيف.

    (2) ضعيف.

    (3) إسناده ضعيف جدًّا.

    الفخّار تكون له صلصلة، فذلك حين يقول: {مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ}، ويقول: لأمر ما خُلقت. ودخل من فيه وخرج من دُبُره، فقال للملائكة: لا ترهبوا من هذا؛ فإن ربكم صَمَدٌ وهذا أجوف، لئن سلطت عليه لأُهلكنّه (1). (1: 93).

    121 - وحدثنا عن الحسن بن بلال، قال: حدثنا حمَّاد بن سلمة عن سليمان التَيميِّ، عن أبي عثمان النهْدِيّ، عن سلْمان الفارسيّ، قال: خمّر الله تعالى طينة آدم - عليه السلام - أربعين يومًا، ثم جمعه بيديه، فخرج طيّبُه بيمينه، وخبيثه بشماله، ثم مسح يديه إحداهما على الأخرى، فخلط بعضَه ببعض، فمن ثمَّ يخرج الطيّب من الخبيث، والخبيث من الطيّب (2). (1: 93).

    122 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: يقال - والله أعلم: خلق الله آدم، ثم وضعه ينظر إليه أربعين يومًا قبل أن ينفخ فيه الروح، حتى عاد صلصالًا كالفخّار، ولم تمسّه نار، قال: فلما مضى له من المدَّة ما مضى وهو طين صلصال كالفخّار؛ وأراد - عَزَّ وَجَلَّ - أن ينفخ فيه الروح؛ تقدّم إلى الملائكة فقال لهم: إذا نفختُ فيه من روحي فقَعُوا له ساجدين (3). (1: 93/ 94). (1) هذا إسناد ضعيف جدًّا ولم يحتج الطبري نفسه بهذا الإسناد، وقد أخرج غير واحد من الأئمة نحوه من حديث أبي هريرة مرفوعًا: (إن الله خلق آدم من تراب ثم جعله طينًا ثم تركه حتى إذا كان حمًا مسنونًا خلقه وصوره ثم تركه حتى إذا كان صلصالًا كالفحار: قال: فكان إبليس يمر به يقول: لقد خلقت لأمر عظيم. ثم نفخ الله فيه الروح، ونظر في خياشمه فعطس فلقاه الله حمد ربه، فقال الرب: يرحمك ربك). ثم قال: هذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع.

    (الإتحاف / ح 8786) وانظر مجمع الزوائد للهيثمي إذ قال: وفيه إسماعيل بن رافع.

    قال البخاري ثقة مقارب الحديث، وضعفه الجمهور (ح / 130747) وانظر المسند (11/ 6580).

    قلنا: وإسماعيل هذا ضعفه الأكثرون، وقال النسائي: متروك الحديث وقال ابن عدي: وأحاديثه كلها مما فيه نظر إلَّا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء (1/ 119).

    قلنا: وبعض الحديث صحيح فلعل إسماعيل هذا أدرج بعضًا في بعض والله أعلم.

    (2) إسناده مرسل ضعيف.

    (3) إسناده ضعيف جدًّا.

    فلما نفخ فيه الروح أتته الروح من قبَل رأسه (فيما ذكر عن السَّلَف قبْلنا: أنهم قالوه).

    ذكر من قال ذلك:

    123 - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السديّ - في خبر ذكره - عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرّة الهمْدانيّ، عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي: فلما بلغ الحين الذي أراد الله عزّ وجلّ أن ينفخ فيه الروح قال للملائكة: إذا نفختُ فيه من روحي فاسجدوا له، فلما نفخ فيه الروح فدخل الروح في رأسه؟ عطَس، فقالت الملائكة: قل الحمد لله، فقال: الحمد لله، فقال الله عزّ وجلّ له: رحمك ربّك. فلما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام، فوثب قبل أن تبلغ الروح على رجليه عَجْلان إلى ثمار الجنة، فذلك حين يقول: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}، {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إلا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}، {أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} فقال الله له: {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ، قال: أنا خير منه، لم أكن لأسجدَ لبشر خلقته من طين، قال الله له: {فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ} -يعني: ما ينبغي لك - {أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ}، والصَّغَار الذلّ (1). (1: 94).

    124 - حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عُمارة عن أبي رَوْق، عن الضَّحاك، عن ابن عباس، قال: فلما نفخ الله عزّ وجلّ فيه -يعني في آدم - مِنْ روحه أتت النفخة من قِبَل رأسه، فجعل لا يجري شيء منها في جسده إلَّا صار لحمًا ودمًا، فلما انتهت النفخة إلى سرته نظر إلى جسده فأعجبه ما رأى من حسنه، فذهب لينهض فلم يقدر، فهو قول الله عزّ وجلّ {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}، قال: ضجرًا لا صبر له على سراء ولا ضراء، قال: فلما تمت النفخة في جسده عطَس فقال: الحمد لله رب العالمين، بإلهام الله، فقال: يرحمك الله يا آدم، ثم قال للملائكة الذين كانوا مع إبليس خاصة دون الملائكة الذين في السموات: اسجدوا لآدم، فسجدوا كلّهُم أجمعون إلَّا إبليس (1) إسناده ضعيف جدًّا كذلك ولم يصحح الطبري نفسه هذا الإسناد.

    أبى واستكبر، لما كان حدَّث به نفسه من كبره واغتراره، فقال: لا أسجد، وأنا خير منه وأكبر سنًّا، وأقوى خَلْقًا، {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}، يقول: إن النار أقوى من الطين، قال: فلما أبى إبليس أن يسجد أبلسه الله تعالى، أيأسه من الخير كله، وجعله شيطانًا رجيمًا عقوبة لمعصيته (1). (1: 95).

    125 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق، قال: فيقال - والله أعلم -: إنه لما انتهى الروحُ إلى رأسه عطس فقال: الحمد لله، قال: فقال له ربه: يرحمك ربّك، ووقعت الملائكة حين استوى سجودًا له، حفظًا لعهد الله الذي عهد إليهم، وطاعة لأمره الذي أمرهم به، وقام عدوّ الله إبليس من بينهم، فلم يسجد متكبرًا متعظمًا بغيًا وحسدًا، فقال: {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} إلى قوله: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ}، قال: فلما فرغ الله تعالى من إبليس ومعاتبته وأبى إلَّا المعصية أوقع الله تعالى عليه اللعنة، وأخرجه من الجنة (2). (1: 95).

    125 / أ - وقال آخرون: بل إنما عُلِّم اسمًا خاصًّا من الأسماء، قالوا: والذي عُلِّمه أسماء الملائكة (3) (1: 98).

    ذكر من قال ذلك:

    126 - حدثني عبدة المرْوَزيّ، قال: حدثنا عمار بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه، عن الربيع، قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}، قال: أسماء الملائكة (4). (1: 99).

    وقال آخرون مثلَ قولِ هؤلاء في أن الذي علّم آدم [من] الأسماء [اسمًا] خاصًّا من الأشياء؛ غير أنهم قالوا: الذي عُلّم من ذلك أسماء ذريته.

    ذكر من قال ذلك:

    127 - حدثني يونس، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله (1) إسناده ضعيف جدًّا.

    (2) إسناده ضعيف جدًّا.

    (3) ضعيف.

    (4) ضعيف.

    عزّ وجلّ: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}، قال: أسماء ذريته، فلما عَلَّم الله آدم الأسماء كلّها عرض الله عزّ وجلّ أهلَ الأسماء على الملائكة، فقال لهم: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، وإنما قال ذلك عزّ وجلّ للملائكة - فيما ذكر - لقولهم إذ قال لهم: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} فعرض - بعد أن خلق آدم - عليه السلام - ونفخ فيه الروح، وعلمه أسماء كلّ شيء - مما خلق من الخلق - عليهم، فقال لهم: أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين أنّي إن جعلت منكم خليفتي في الأرض أطعتموني وسبّحتموني وقدستموني ولم تعصوني، وإن جعلته من غيركم أفسد فيها وسفك، فإنكم إن لم تعلموا ما أسماؤهم وأنتم مشاهدوهم ومعاينوهم، فأنتم بألّا تعلموا ما يكون من أمركم - إن جعلتُ خليفتي في الأرض منكم، أو من غيركم إن جعلته من غيركم، فهم عنْ أبصاركم غُيَّبٌ لا ترونهم ولا تعاينونهم، ولم تخبروا بما هو كائن منكم ومنهم - أحْرَى (1). (1: 99).

    وهذا قول رُوي عن جماعة من السلف.

    ذكر بعض من رُوي ذلك عنه:

    128 - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثني عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسْباط عن السُّدِّي - في خبر ذكره - عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة الهمْدانيّ، عن عبد الله بن مسعود - وعن ناسٍ من أصحاب النبي: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أن بني آدم يُفْسدون في الأرض ويسفكون الدماء (2). (1: 100).

    129 - حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عُمارة عن أبي رَوْق، عن الضحاك، عن ابن عباس: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}: إن كنتم تعلمون لِمَ أجْعَلُ في الأرض خليفة (3). (1: 100). (1) ضعيف.

    (2) ضعيف.

    (3) إسناده ضعيف جدًّا.

    129 / أ - وقد قيل: إن الله جلّ جلاله قال ذلك للملائكة لأنه جلّ جلاله لما ابتدأ في خلق آدم؛ قالوا فيما بينهم: لِيخلقْ ربُّنا ما شاء أن يخلُق، فلنْ يخلُقَ خلقًا إلَّا كنّا أعلم منه، وأكرمَ عليه منه، فلما خلق آدمَ - عليه السلام - وعلَّمَه أسماءَ كلِّ شيء عرَض الأشياء التي علّم آدم أسماءها عليهم، فقال لهم: أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين في قيلِكم: إنّ الله لم يخلق خلقًا إلَّا كنتم أعلمَ منه، وأكرم عليه منه (1). (1: 100).

    130 - حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين بن داود، قال: حدثني حجاج عن جرير بن حازم، ومبارك عن الحسن وأبي بكر عن الحسن وقتادة، قالا: قال الله عزّ وجلّ للملائكة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} قال لهم: إني فاعل، فعَرضوا برأيهم، فعلّمهم علمًا وطوى منهم علمًا علِمه لا يعلمونه، فقالوا بالعلم الذي علّمهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} - وقد كانت الملائكة علمت من علم الله تعالى: أنه لا ذنب عند الله تعالى أعظم من سفك الدماء - {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَال إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، فلما أخذ تعالى في خلق آدم - عليه السلام - همست الملائكة فيما بينهم، فقالوا: ليخلقْ ربُّنا عزّ وجلّ ما شاء أن يخلق، فلن يخلُقَ خَلقًا إلَّا كنا أعلمَ منه، وأكرمَ عليه منه، فلما خلقه ونفخ فيه من روحه أمرهم أن يسجدوا له لما قالوا، ففضّله عليهم، فعلموا: أنهم ليسوا بخير منه، فقالوا: إن لم نكن خيرًا منه، فنحن أعلمُ منه، لأنا كنّا قبله، وخلِقت الأمم قبله، فلما أعجبوا بعلمهم ابتلوا، فعلّم آدم الأسماء كلّها ثم عرضهم على الملائكة فقال: أنبئوني بأسماء هؤلاء، إن كنتم صادقين أنّي لم أخلق خلقًا إلَّا كنتم أعلمَ منه، فأخبروني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. قالا: ففزع القوم إلى التوبة، وإليها يفزع كل مؤمن، فقالوا: {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَال يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَال أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}. لقولهم: لِيخلقْ ربنا ما شاء، فلن يخلُقَ خلقًا أكرمَ عليه منّا، ولا أعلم منا، قال: علّمه اسْمَ كل شيء: هذه الخيل، وهذه البغال، والإبل، والجن، والوحش، وجعلَ يسمِّي كلَّ شيء باسمه، وعرضت عليه أمة أمة، قال: {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيبَ (1) ضعيف.

    السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}، قال: أمّا ما أبدوْا؛ فقولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}، وأمّا ما كتموا؛ فقولهم بعضهم لبعض: نحن خير منه وأعلم (1). (1: 101/ 102).

    131 - حدثنا عمار بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه، عن الربيع بن أنس: {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَال أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} إلى قوله: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} قال: وذلك حين قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} إلى قوله: {وَنُقَدِّسُ لَكَ}. قال: فلما عرفوا أنه جاعل في الأرض خليفة قالوا بينهم: لن يخلق الله تعالى خلْقًا إلَّا كنا نحن أعلمَ منه وأكرمَ عليه، فأراد الله تعالى أن يخبرهم أنه قد فضّل عليهم آدم، وعلّمه الأسماء كلها؛ وقال للملائكة: أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} إلى {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}، فكان الذي أبدوْا حين قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}، وكان الذي كتموا بينهم [قولهم]: لن يخلق ربّنا خلقًا إلَّا كنَّا نحن أعلم منه وأكرم، فعرفوا أن الله عزّ وجلّ فضّل عليهم آدم في العلم والكرم (2). (1: 102/ 103).

    131 / أ - فلما ظهر للملائكة من استكبار إبليس ما ظهرَ، ومن خلافه أمر ربه ما كان مستترًا عنهم من ذلك، عاتبه ربه على ما أظهر من معصيته إياه بتركه السجود لآدم، فأصرّ على معصيته، وأقام على غيه وطغيانه - لعنه الله - فأخرجه من الجنة، وطرده منها، وسلبه ما كان أتاه من ملك السماء الدنيا والأرض، وعزله عن خَزْن الجنة فقال لهُ جلّ جلاله: {فَاخْرُجْ مِنْهَا} يعني من الجنة {فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}، وهو بعد في السماء لم يهبط إلى الأرض (3). (1: 103).

    132 - وأسكن الله عزّ وجلّ حينئذ آدم جنّته؛ كما حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حمَّاد، قال: حدثنا أسباط عن السديّ - في خبر ذكره - عن (1) هذا إسناد مرسل ولم نجد رواية مرفوعة صحيحة تبين ما كان الملائكة تكتمها، ولا طريق لنا إلى ذلك إلَّا الصحيح والله أعلم.

    (2) إسناده ضعيف.

    (3) لم يصح في حديث مرفوع أنه عليه اللعنة كان ملك السماء الدنيا وما إلى ذلك.

    أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مزة الهمْدَانيّ عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب رسول الله: فأخرِج إبليس من الجنة حين لُعن وأسكِن آدم الجنة، فكان يمشي فيها وحشيًّا ليس له زوج يسكن إليها، فنام نومة فاستيقظ؛ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه، فسألها: ما أنت؟ قالت: امرأة، قال: ولمَ خلقت؟ قالت: لتسكن إليّ، قالت له الملائكة ينظرون ما بلغ علمه: ما اسمها يا آدم؟ قال: حوّاء، قالوا: لم سميت حواء؟ قال: لأنها خلقت من شيء حيّ، فقال الله تعالى: {يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيثُ شِئْتُمَا} (1). (1: 103/ 104).

    133 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، قال: لما فرغ الله تعالى من معاتبة إبليس؛ أقبل على آدم - عليه السلام - وقد علّمه الأسماء كلها، فقال: {يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} إلى {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}، قال: ثم ألقى السِّنَة على آدم - فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التوراة وغيرهم من أهل العلم - عن عبد الله بن العباس وغيره، ثم أخذ ضِلَعًا من أضلاعه من شقه الأيسر، وَلأم مكانها لحمًا، وآدم - عليه السلام - نائم لم يهبّ من نومته، حتى خلق الله تعالى من ضِلَعه تلك زوجه حواء، فسوّاها امرأة ليسكن إليها، فلما كشف عنه السِّنة وهبّ من نومته رآها إلى جنبه، فقال: فيما يزعمون والله أعلم لحمي ودمي وزوجتي، فسكن إليها، فلما زوّجه الله عزّ وجلّ وجعل له سكنًا من نفسه؛ قال له قُبُلًا: {يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} (2). (1: 104).

    134 - حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله عزّ وجلّ: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} قال: حواء من قُصَيرَي آدم، وهو نائم فاستيقظ فقال: أثا بالنَّبَطية، امرأة (3). (1: 104).

    135 - حدثنا المثنَّى قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شِبْل، عن ابن (1) هذا إسناد لم يصححه الطبري نفسه وهو كذلك غير صحيح.

    (2) شيخ الطبري هنا ضعيف وقد أبان أنه أخذ هذا التفسير من الإسرائيليات.

    (3) ضعيف.

    أبي نَجِيح، عن مجاهد مثله (1). (1: 105).

    القول في ذكر امتحان الله تعالى أبانا آدم - عليه السلام - وابتلائه إياه بما امتحنه به من طاعته، وذكر ركوب آدم معصية ربه بعد الذي كان أعطاه من كرامته وشريف المنزلة عنده، ومكَّنه في جنته من رغد العيش وهنيئه، وما أزال ذلك عنهُ، فصار من نعيم الجنة ولذيذ رغد العيش إلى نَكد عيش أهل الأرض وعلاج الحراثة والعمل بالمَساحي والزراعة فيها

    فلما أسكن الله عزَّ وجلّ آدم - عليه السلام - وزوجه أطلق لهما أن يأكلا كلّ ما شاءا أكله من كل ما فيها من ثمارها، غير ثمر شجرة واحدة ابتلاءً منه لهما بذلك، وليمضي قضاء الله فيهما وفي ذريتهما، كما قال عَزّ وجَلّ: {وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ}، فوسوس لهما الشيطان حتى زين لهما أكل ما نهاهما ربُّهما عن أكله من ثمر تلك الشجرة، وحسّن لهما معصية الله في ذلك، حتى أكلا منها؛ فبدت لهما من سوْآتهما ما كان مُوَارى عنهما منها (2). (1: 106).

    136 - فكان وصول عدوّ الله إبليس إلى تزيين ذلك لهما ما ذكر في الخبر الذي حدثني موسى بن هارون الهمدانيّ، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السديّ - في خبر ذكره - عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرّة الهمْداني، عن ابن مسعود - وعن أناس من أصحاب النبي، قال: لما قال الله - عَزَّ وَجَلَّ - لآدم: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ}؛ أراد إبليس أن يدخل عليهما الجنة فمنعه الخَزَنة، فأتى الحية؛ وهي دابة لها أربع قوائم، كأنها البعير؛ وهي كأحسن الدوابّ فكلمها أن تدخله في فمها حتى تدخل به إلى آدم، فأدخَلته في فمها، فمرّت الحية على الخزَنة [فدخلت] وهم لا يعلمون، لِمَا أراد الله عزّ وجلّ من الأمر، (1) ضعيف.

    (2) ضعيف.

    فكلّمه من فمها ولم يُبال كلامه، فخرج إليه فقال: {يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى}، يقول: هل أدلك على شجرة إن أكلت منها كنتَ مَلِكًا مثل الله تبارك وتعالى أو تكونا من الخالدين فلا تموتان أبدًا، وحلف لهما بالله إني لكما لمن الناصحين، وإنما أراد بذلك أن يبديَ لهما ما توارى عنهما من سوءاتهما بهَتْك لباسهما، وكان قد علم أن لهما سَوْءَةً لما كان يقرأ من كتب الملائكة، ولم يكن آدم يعلم ذلك، وكان لباسهما الظُّفْر، فأبى آدم أن يأكل منها، فتقدمت حواء فأكلت، ثم قالت: يا آدم كُلْ؛ فإني قد أكلتُ، فلم يضرّني، فلما أكل؛ بدت لهما سوءاتهما، وطفقا يَخْصفان عليهما من ورق الجنة (1). (1: 106/ 107).

    137 - حدثنا ابن حُميد، قال: حدثنا سَلَمة عن ابن إسحاق، عن ليث ابن أبي سُلَيم، عن طاووس اليمانيّ، عن ابن عباس، قال: إن عدوّ الله إبليس عرَض نفسه على دوابّ الأرض؛ أيها تحمله حتى تدخل به الجنة حتى يكلّم آدم وزوجه، فكلّ الدواب أبي ذلك عليه، حتى كلّمَ الحية، فقال لها: أمنعُك من بني آدم، فأنت في ذمتي إن أنت أدخلتني الجنة، فجعلته بين نابَين من أنيابها ثم دخلت به، فكلمهما من فمها وكانت كاسية تمشي على أربع قوائم، فأعراها الله تعالى وجعلها تمشي على بطنها، قال: يقول ابن عباس: اقتلوها حيث وجدتموها، وأخْفِروا ذمة عدوّ الله فيها (2). (1: 107).

    138 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عمر بن عبد الرحمن بن مُهْرِب، قال: سمعت وهب بن منبّه يقول: لما أسكن الله تعالى آدم وزوجته الجنة، ونهاه عن الشجرة، وكانت شجرة غصونُها متشعب بعضها في بعض، وكان لها ثمر تأكله الملائكة لخلدهم، وهي الثمرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته، فلما أراد إبليس أن يستزلّهما دخل في جوف الحية، وكان للحية أربع قوائم، كأنها بُختيّة من أحسن دابة خلقها الله تعالى، فلما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها إبليس، فأخذ من الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته، فجاء بها إلى حواء، فقال: انظري إلى هذه الشجرة، ما أطيب (1) إسناده ضعيف جدًّا وهو من الإسرائيليات.

    (2) إسناده ضعيف جدًّا.

    ريحها، وأطيب طعمها، وأحسن لونها! فأخذت حوّاء فأكلت منها، ثم ذهبت بها إلى آدم، فقالت: انظر إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها، وأطيب طعمها، وأحسن لونها! فأكل منها آدم، فبدت لهما سوءاتهما، فدخل آدم في جوف الشجرة، فناداه ربُّه: يا آدم، أين أنت؟ قال: أنا هذا يا ربّ، قال: ألا تخرج؟ قال: أستحي منك يا ربّ، قال: ملعونة الأرض التي خلقت منها لعنة حتى يتحول ثمارها شوكًا! قال: ولم يكن في الجنة ولا في الأرض شجرة كانت أفضل من الطلح والسِّدر. ثم قال: يا حوّاء! أنت التي غرَرْتِ عبدي، فإنك لا تَحملين حَمْلًا إلَّا حملتِه كرهًا، فإذا أردت أن تضعِي ما في بطنك أشرفتِ على الموت مرارًا. وقال للحية: أنت التي دخل الملعون في بطنك حتى غرّ عبدي، ملعونة أنت لعنة حتى تتحول قوائمُك في بطنك، ولا يكنْ لك رزق إلَّا التراب، أنتِ عدوّة بني آدم وهم أعداؤك، حيث لقيت أحدًا منهم أخذتِ بعقبهِ، وحيث لقيَك شدَخ رأسك.

    قيل لوهب: وما كانت الملائكة تأكل؟ قال: يفعل الله ما يشاء (1). (1: 108).

    139 - حدثنا القاسم بن الحسن، قال: حدثنا الحسين بن داود، قال: حدثني حجاج عن أبي معشر، عن محمد بن قيس، قال: نهى الله تعالى آدم وحواء أن يأكلا من شجرة واحدة في الجنة، ويأكلا منها رغدًا حيث شاءا، فجاء الشيطان فدخل في جوف الحيّة، فكلّم حواء، ووسوس إلى آدم فقال: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إلا أَنْ تَكُونَا مَلَكَينِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} قال: فقطعت حوّاء الشجرة فدمِيت الشجرة، وسقط عنهما رياشهما الذي كان عيهما، {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} لمَ أكلتها وقد نهيتك عنها؟ قال: يا ربّ أطعمتْني حواء. قال لحواء: لم أطعمتِه؟ قالت: أمرتْني الحية، قال للحية: لم أمرتِها؟ قالت: أمرَني إبليس، قال: ملعونٌ مدحورٌ! أما أنت يا حواء؛ فكما أدميتِ الشجرة تَدْمَينَ في كلّ هلال، وأما أنتِ يا حية؛ فأقطعُ قوائمك (1) هذا إسناد مرسل ومثل هذا الكلام يحتمل أن يكون مرفوعًا فلا يحتج به، بل إلى الإسرائيليات أقرب.

    فتمشين جريًا على وجهك، وسيشدَخ رأسكَ مَنْ لقيَك بالحجر، اهبطوا بعضكم لبعض عدو (1). (1: 109).

    140 - حدثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قال: حدثني محدّث: أن الشيطان دخل الجنة في صورةِ دابة ذات قوائم، فكان يُرَى: أنه البعير، قال: فَلُعِن، فسقطت قوائمه فصار حيّة (2). (1: 109).

    141 - حدثت عن عمار، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه، عن الربيع قال: وحدثني أبو العالية؛ قال: إنّ من الإبل ما كان أولها من الجنّ. قال: فأبيحت له الجنة كلّها -يعني: آدم - إلَّا الشجرة، وقيل لهما {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ}، قال: فأتى الشيطان حواء فبدأ بها، فقال: نُهيتما عن شيء؟ قالت: نعم، عن هذه الشجرة، فقال: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إلا أَنْ تَكُونَا مَلَكَينِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}. قال: فبدأتْ حواء فأكلمتْ منها، ثم أمرت آدم فأكل منها. قال: وكانت شجرة، مَنْ أكل منها أحدث، قال: ولا ينبغي أن يكون في الجنة حَدَثٌ، قال: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ}، قال: فأخرج آدم من الجنة (3). (1: 109/ 110).

    142 - حدثنا ابن حُميد، قال: حدثنا سَلَمة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم: أن آدم - عليه السلام - حين دخل الجنة ورأى ما فيها من الكرامة، وما أعطاه الله منها؛ قال: لو أنا خُلّدنا! فاغتمز فيها منه الشيطان لما سمعها منه، فأتاه من قِبَل الخُلْد (4). (1: 110).

    143 - حدثنا ابن حُميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، قال: حُدّثتُ: أن أول ما ابتدأهما به من كيده إياهما أنه ناح عليهما نياحة أحزنتْهما حين سمعاها، فقالا له: ما يُبْكيك؟ قال: أبكي عليكما، تموتان فتفارقان ما أنتما فيه من النعمة والكرامة. فوقع ذلك في أنفسهما، ثم أتاهما فوسوس إليهما، فقال: (1) هذا إسناد مرسل ضعيف.

    (2) إسناد مرسل ضعيف.

    (3) هذا إسناد ضعيف ولم يببن الطبري الواسطة بينه وبين عمار.

    (4) إسناده ضعيف جدًّا.

    يا آدم هل أدلُّك على شجرة الخلد وملك لا يبلى؟ وقال: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إلا أَنْ تَكُونَا مَلَكَينِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}، أي: تكونان ملَكين أو تخلدان، أي إن لم تكونا ملكين في نعمة الجنة فلا تموتان يقول الله عزّ وجلّ: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} (1). (1: 110/ 111).

    144 - حدثني يونس، قال أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله سبحانه وتعالى: {فَوَسْوَسَ}: وسوس الشيطان إلى حواء في الشجرة حتى أتى بها إليها، ثم حسّنها في عين آدم، قال: فدعاها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1