Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

رواية عيسى و السماء
رواية عيسى و السماء
رواية عيسى و السماء
Ebook209 pages1 hour

رواية عيسى و السماء

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

رواية عيسى و السماء. تأليف محمد بدر...... رواية رواية عيسى و السماء رواية رائع وجميلة..... تتحدث هذه الراوية عن امال التي أحبت ابن الجيران عيسى وما حدث بينهما خلال هذا الحب الجميل...... حمل هذا الرواية الأكثر من رائع وشاركها مع أصدقائك ومن تحب ......
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2014
ISBN9786459837763
رواية عيسى و السماء

Related to رواية عيسى و السماء

Related ebooks

Reviews for رواية عيسى و السماء

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    رواية عيسى و السماء - محمد بدر

    رواية عيسى والسماء

    أشعر بالتهامات الموت ولا أرى بعيني غير السراب وفقدان الطريق، فلا حسست يوما بسعادة الحب والحنين كما افتقدت كل شيء وما من شيء بقى غير الحرمان حيث أصبح يحتويني وبسببه جف جسدي، فما معنى الحياة إن لم أذق شيئا فيها غير مرارتها وماسيها، حتى وإن أتاني الموت باسطا يديه يبشرني بجنات أنعم فيها بالخلود، فهناك الكثير من الناس ينعمون في حياتهم وخلودهم بعد الموت فأي عدل هذا.

    امال لأول مرة أسمعك تقولين هذا.. ألم تكوني لي أما وأبا وأختا وصديقة مخلصة، فأين إيمانك وأين صبرك؟؟

    اللعنة على الإيمان وألف لعنة على الصبر، ما عدت أحتمل فقد ضاق صدري ولم أجد مخرجا غير هذا. فاعذريني حبيبتي.

    من يراك تتكلمين هكذا يقول إنك تجاوزتي من العمر خمسين عاما وأنت عمرك ثلاثون فأنت مازلتي في ريعان الشباب.

    الشباب مرحلة لم أعشها قط ولم أحس بأحاسيسها ولا حتى أعرف ما هو إحساس المراهقون.. ولكن دعينا من هذا.. ماذا كنتي تودين إخباري به عشية؟

    وصمتت ابتهال ورسم على وجهها ابتسامة صغيرة وبدأ وجهها بالاحمرار تدريجيا، فلاحظت الأخت الأكبر الخجل الذي امتلكها وقالت:

    ألهذا الحد من الخجل.

    فهزت رأسها بالإيجاب متشابكة اليدين على فخذيها واحتوى امال الاندهاش والرغبة العالية في الاستطلاع والفضول وقالت:

    أخبريني بكل ما حدث ولا تنس شيئا أيا كان حتى ولو كان همسة إحساس.. هيا.. هيا تكلمي ولن أقاطعك أبدا.

    وكانت الأخت الصغيرة التي تبلغ من العمر ما يناهز الثاني والعشرين بدأت تمتلك قواها وتستجمع أحاسيسها استعدادا لتروي ما عندها وقالت:

    بداية الشقة التي أمامنا التي كانت كما كان يظن الجميع في العمارة أن صاحبها هجرها أو قد نسيها، فاليوم عند فتحي لباب الشقة رأيت شابا واقفا أمام باب هذه الشقة وكأنه يفتح الباب فاندهشت وأردت أن أعرف من هو . ولم أفكر كثيرا فأوصدت الباب بشدة لجذب انتباهه، وبالفعل استدار لي معتليا الوجه ابتسامة خفيفة وعندما وقعت عينيا في عينيه السوداوين الواسعتين بدأت يداي ترتجفان وبدأ جسدي يملاءه القشعريرة وبدأت أتفحص جسده بداية من شعره الناعم الداكن السواد مارة بملامح وجهه البشوشة المضيئة بالنور الشمسي الذهبي ونظرت إلى صدره الواسع الذي يسكنه عضلات بسيطة تكفي لجسد رياضي شديد العصب مفتول الذراعين، وكلما عاودت النظر في عينيه أشعر وكأنني في دنيا أخرى تملئها الطمأنينة والحنان والأمان والحب.. وأنا في ظل هذا الهيام والضياع وفقدان السيطرة التي هي غير عادتي استيقظت على صوته الدافئ وهو يقول:

    معذرة يا انستي

    بل ورددها كثيرا حيث أنني كنت في دنيا غير الدنيا . وأخيرا تمالكت نفسي من الروح التي تسودها وقلت له:

    من أنت؟

    وقال وهو في تمام الهدوء والسكون والثقة العالية:

    أنا صاحب هذه الشقة أي جارك الذي لم يره أحد من قبل ولا يعرفه أحد من قبل في هذه العمارة بل هذه المنطقة بأكملها.

    أتقصد أنك مجهول؟

    ولم أعرف لماذا قلت هذه الكلمة الحمقاء، ولكنه تعجب قليلا وردد الكلمة مرة أخرى محركا شفتيه بابتسامة خفيفة ناحية اليسار قليلا، ثم قلت له عن أسف:

    اعتذر عن هذه الكلمة.

    لا عليكي . فمن الحين سأسكن هذه الشقة وسأكون جاركم فأرجو ألا يضايقكم هذا.

    ما من ضيق سيحدث إن شاء الله.

    أنا اسمي عيسى.

    وهنا شعرت بالارتجال والارتجاف في جسدي وقلت في عدم اتزان:

    معذرة لابد أن أذهب حالا.

    كما تشائين وأرجو ألا أكون عطلتك.

    طوال هذه اللحظات كانت يداي ترتجفان بشدة والقشعريرة تملأ جسدي ولا أدري إن كان وجهي إحمر خجلا أم لا، ولكن جسدي بأكمله أصابته رعشة وما أجملها من رعشة فهي كانت تصيبني بالابتسام الدائم في وجهه الملائكي.

    وخيم الصمت على المكان حتى تكاد تسمع دقات القلب، وبعد برهة قالت امال:

    لأول مرة أسمعك تتحدثين عن شخص بل لم يكتفي بكي الأمر على مجرد التحدث عنه فقط إلا أنكي قمتي بوصفه بشكل ساحر لدرجة أنني متشوقة أن أرى هذا الملاك . وكل ما عندي لأقوله لكي أن من الواضح أنك أحببتيه من النظرة الأولى، أم هناك رأي أخر؟

    يا ليت الأمر ثبت على هذا النحو فقط ولكنه امتد إلى حد بعيد يفوق الخيال.. منذ أن رأيته لم أكف عن تخيله أمامي في الشارع أو في الجامعة أو في مكان التقائنا أمام الشقة، بل وتخطى الأمر هذا كله حيث أنني رأيته في منامي وهو باسطا يده اليمنى لي فتقدمت نحوه فلثم يدي وتحسس وجهي ورفعه إليه برفق ومال عليه بوجهه ولمس شفتي بشفتيه وأخذنا نتبادل القبلات وشعرت بأنفاسه وهي تلتف حول عنقي وهمس في أذني قائلا بصوت منغمس بالدفء والحنان:

    إن الحب لا يكفي لهمسه من همسات العاشقين فهو كلمة فقيرة لا تكفيني لوصف نهر حبك الذي أتمنى فيه الخلود.

    وذاب عقلي كالثلج في الصحراء تاركة له جسدي يفعل به ما يشاءه .

    واستلقت ابتهال على السرير تائهة غير متوازنة وأمامها أختها جالسة على كرسي خشبي متأرجح سابحة في هذا الشعور الذي لم تجربه ولم تحسه من قبل مغمضة العينين ويتأرجح الكرسي بها شيئا فشيئا، وصمتت الأختان لبرهة طويلة من الزمن وبعدها قالت امال:

    ما كل هذا الذي تحسينه . وأين ذلك الرجل الذي جعلكي تنسين طموحك وكبريائك الذي كنتي تتكلمين عنه.

    لا أعرف فأنا لم أره منذ ذلك الوقت أي حوالي ثلاث أيام.. ترى أين هو فهو ليس بالشقة لأنني أراقبها منذ ذلك الحين.

    أحدث كل هذا وأنا لا أدري طوال هذه الأيام .

    توجهت امال نحو الشرفة وتبعتها أختها ووقفتا صامتتين تنظران إلى السماء، وذبح الصمت بصوت ابتهال وهي تقول:

    إن الفجر قد أوشك على البزوغ وها أنا أرى كثير من النجوم اللامعة التي تتغير ألوانها في عيني واحدة تلو الأخرى ويعتليها سماء صافية، يبدو أن اليوم سيكون حافلا بخروج مشاعرنا الدفينة التي تكمن في نواة قلوبنا الدفيئة فاليوم هوائه حاملا لكل أحاسيس ومشاعر الحب، ويتطاير النسيم حول كل عاشقين ويحرسهما أسهم كيوبيد فإنه اليوم المناسب للتقرب وتقديم الحب والإخلاص والوفاء لكل حبيب.

    ومرة أخرى قطع الكلام الصمت وتوجهت الأختان نحو السرير للنوم.

    امتلأت الأرض بضجيج اذان الظهر التي قتلت برماح وأسهم من أشعة الشمس المحرقة المتناثرة الانتشار على أسطح ونوافذ وأبواب وتراب عزبة ناصر بمسطرد، إذا بعينين شحوبتين تتفتح بسكون جفنين ملتهبين أرقا بضجر مصحوب بعدم نوم وسهر مؤلم كئيب يلوذه صمت مريب بتفكير غامض كالجلمود ورأس مفككة الجمجمة وعقل يكاد يورم من شدة التفكير بأفكار كالحياة والموت والحساب والعقاب والجنة والنار وأي دين صحيح الإسلام بقرانه أم المسيحية بإنجيلها أم الإلحاد أم غيرهم، وبدأ جسد يتحرك من رقاد كرقاد القبور مملوء داخلا بالام كالام الحساب متفرع اليدين والقدمين على كلا الجانبين، إذا بصوت ممزق صادر من سرير صغير يصلح لفرد واحد يعتليه هذا الجسد المشئوم، واكتملت العينين تفتحا رئيسة لوجه غضوب غير راضي عن نفسه ذات جبين مستوي وحاجبين ليسا بالكثيفين وبشرتين يصلحان للنضارة ولكنهما ليسا كذلك الحين وأنف ساكنة فوق شارب غير موجود وذقن مدبب، ووقعت العينين كعادتهما على رؤية سورة الإخلاص أعلى الحائط فوق نافذة خشبية ولكنه وجدت اختلاف ألا وهو إن كلمات السورة قد سكنها التراب وامتزج بأحرف الكلمات التي كان لونها ذهبيا على الطراز القديم، ورفع الجزء العلوي من الجسد لجلس الصحواء ممددا القدمين محدقا النظر بالسورة القرانية لبضع لحظات ثم نفر وأخفض وجهه ونظر للأرض ذات البلاط القديم الأبيض المنقط بالحبيبات السوداء وقام الجسد بأكمله مترنحا يخطو خطوة بخطوة سامعا صوت أقدامه داخل رأسه ثم بسط ذراعيه على مصرعيهما مائلا الظهر والرأس إلى الوراء وشد جسده قليلا للتمطع حتى يفيقه من الترنح والكسل ورنا إلى الغرفة طويلا سابحا بنظره على حيطانها حيث الطلاء القديم الذي يكاد أن لا يبين لونه من شدة القدم والمكتب المتلاصق للسرير ناحية اليسار الذي يعتليه صفوفا وأعمدة من الكتب المتربة والايات القرانية التي تعتلي كل حائط من الحوائط الأربعة فاية الكرسي فوق المكتب وسورة الإخلاص فوق النافذة وسورة ياسين فوق الجدار الأطرش والحائط الأخير فيه دولاب خشبي صغير ذات اللون البني الداكن الملتصق ببابه ورقة تحتوي على سورة الناس أما السقف الذي لا يبان بياض لونه من كثرة خيوط العناكب والتراب وغيرها من الحشرات وأخيرا باب الغرفة المكتوب عليه من الخارج ادخلوها بسلام امنين وابتسم ساخرا وتوجه إلى الحمام ذات الجلسة الإفرنجية البيضاء والبانيو القديم والسيراميك اللبني حيث أن الحمام يبدو عليه التجديد وتأخر الرجل داخله ثم خرج وارتدى قميصا مقلما وبنطلون جينز أزرق داكن وحذاء أسود ووضح على الرجل الهندمة والأناقة وأخذ نظرة على الغرفة مرة أخرى وكأنه يودعها وخطى من داخل لغرفة إلى خارجها بخطوات إلى الوراء حتى عتبة الباب ونظر أمامه مودعا للصالة الكبيرة التي يعتلي حائطها الكبير صورة العذراء ورضيعها وأسفله منضدة مستطيلة بنية اللون موضوع فوقها شمع وبجواره كتاب الإنجيل يسكنه التراب وأكمل النظر في هذه الصالة ومحتوياتها من أنتريه قديم وسجادة وكرسي صغير كان له، وودع الغرفة الأخرى التي كان لا يدخلها إلا مرات معدودة ولكنه رنا إليها طويلا فحسب دون أن يكون شيئا في ذهنه، وأخذ يتقدم خطوة تلو الأخرى متجها نحو باب الشقة ذات الضلفتين ولكنه أعاد النظر مرة أخرى إلى صورة العذراء والرضيع واتجه نحوها لينظر عن كثب ووقف أمامها وقال:

    ماذا أيتها السيدة ماذا؟؟؟؟؟

    ثم خرج مسرعا من الشقة ونزل على درجات السلم حيث الشقة في الطابق الثالث وهو على درجات الطابق الثاني قابله الطفل الجميل الناعم الشعر الذي لا يتعدى الثماني سنوات عبد الرحمن مبتسما له وقال:

    إزيك يا عيسى.. عامل إيه؟

    فقابله عيسى بابتسامة محركا شفتيه ناحية اليسار قليلا ثم بسط يده اليمنى على رأسه وقام بحراك شعره يمينا ويسارا ثم أكمل نزوله لنهاية الدرج مصوبا عينيه إلى الأمام فوجد والدا الطفل عبد الرحمن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1