Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

البحث عن السيد قاف
البحث عن السيد قاف
البحث عن السيد قاف
Ebook261 pages1 hour

البحث عن السيد قاف

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الحدسُ هو كُل ما يملك، والإشارات جميعها تسيرُ في اتجاهٍ آخر!

في هذه الرواية:

مشهدُ كمشاهد السينما الأمريكية تحدث فيه جريمةُ متعددة الأسباب والدوافع، لكن القاتل الحقيقي ينجح في إخفاء هويته بإتقان.
مهمةُ أخيرة لضابط ينوي التقاعد، لكن ضميره يجبره على إيجاد الخيط الذي يقوده لحل القضية.
فتاة بريئة تدفع ثمن أطماع الآخرين ورغبتهم في التغلب على تصاريف القدر للاستيلاء على كل شيئ.
يقضي فارس أيامه الأخيرة في العمل، بين أوراق قضية مُعقدة إلى أقصى حد، بداية من العثور على فتاة تعمل في إحدى دور النشر الجديدة متوفاة في منزلها، ومرورًا بالخطابات التي حكت فيها كل ما حدث، عدا أهم شيئ.. هل أنهت حياتها بيدها؟ أم تسلل أحدهم ليتولى فعل ذلك نيابةً عنها؟

تتسع الدائرة لتشمل الجميع، زوجها، صديقتها، رجل ُمجذوب عاشق لها، وأحد المؤلفين الذي ربطته بها علاقةً قوية في آخر فترات حياتها، حتى أن الماضي يتدخل ويقول كلمته ويضفي حدثًا غامضًا آخر على الأحداث المتلاحقة منذ بداية التحقيق. روايةُ سينمائية مثيرة ذات حبكة مشوقة بدايةً من المشهد الأول وحتى النهاية المفاجئة تمامًا.
Languageالعربية
Release dateMar 31, 2024
ISBN9789778063103
البحث عن السيد قاف

Related to البحث عن السيد قاف

Related ebooks

Related categories

Reviews for البحث عن السيد قاف

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    البحث عن السيد قاف - محمد فؤاد عيسى

    البحــــــث

    عن السيد قاف

    مُحَمَّد فُؤَاد عِيسَى: البحـث عن السيد قاف، رواية

    الطبعة العربية الأولى: يناير ٢٠٢٢

    رقم الإيداع: ٤٨٨٩/٢٠٢٢ - الترقيم الدولي: 3 - 310 - 806 - 977 - 978

    جَميــع حُـقـــوق الطبْــع والنَّشر محـْــــفُوظة للناشِر

    لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة

    بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.

    © دار دَوِّنْ

    عضو اتحاد الناشرين المصريين.

    عضو اتحاد الناشرين العرب.

    القاهرة - مصر

    Mob +2 - 01020220053

    info@dardawen.com

    www.Dardawen.com

    مُحَمَّد فُؤَاد عِيسَى

    البحــــــث

    عن السيد قاف

    رواية

    إهداء إلى فَارِسِ الْمَدِينَةِ

    «محمد خان»

    «أنا شوية هَمّ على غُلب..

    شوية دقات في القلب بتقولِّلي إن أنا لسه عايش»

    أول صفحة من مذكرات بليغ حمدي

    فارس

    بعد الكارثة

    الصدمة..

    تحبسُ الأنفاس.. تُشتِّتُ العقول.. تُغيِّر من حالٍ إلى حالٍ في جزءٍ من الثانية.. إذ تختلف الصدمات باختلاف المواقف..

    دخل إيهاب إلى شقته بعد يوم طويل من العملِ الشاق بين المستشفى والعيادة.. كانت الإضاءة خافتة إلى الحد الذي لم يستطع إيهاب معه أن يرى موضع قدمه.. نورٌ ضعيف ينبعث من الغرفة الصغيرة، والتي كان بابها غير مُقفَل بإحكام.

    دخل يتحسس مفتاح الإضاءة حتى يخلع نعلَيه قبل أن يدخل إلى غرفته ليبدل ملابسه ويجلس فيشاهد التلفاز ثم يغلبه النوم كعادته كل يوم.

    استقبل رسالة عبر الواتس آب.. جلس على أقرب كرسي يقرؤها، وأثناء ذلك -وعلى غير العادة- نادى على زوجته مريم.. لكنه لم يتلقَّ منها أي رد.. فأكمل قراءة الرسالة وهو يتحرك باتجاه غرفته.. نادى عليها مرة أخرى وهو يعلم أنها لن تجيبه، فقد تشاجرا في الليلة السابقة بسبب مسألة الإنجاب.. فهو مصمم بشدة على أن يؤجل هذا الأمر.. بينما ترغب هي في تحقيق حلم الأمومة، بيد أن العلاقة بينهما لا تشجع أن يُرزقا بأطفال.

    لم يعد حريصًا على صحته ولياقته- فقد كان يُلَقَّب بالطاووس - طبيب النساء والتوليد الذي كان دائم الاهتمام بمظهره ولياقة بدنه؛ أصبح اليوم مُثقلًا بالدهون غير راغب في أن يصبح أبًا.. على يده يخرج من بطون الأمهات عشرات الحيوات التي خلقها الله، وبيده أيضًا قد يكون سببًا في منع خروج روحٍ منه إلى الدنيا.

    حين دخل إلى غرفة المعيشة التي اتخذها في تلك الأيام مكان إقامته الدائمة.. وجد التلفاز مفتوحًا لكن على الوضع الصامت.. بدأ في تغيير ملابسه.. أثناء ذلك أمسك هاتفه واتصل بها فلم تجِبه.. تحرك ناحية المطبخ وهو يحاول الاتصال بها مرة أخرى.. وعند مروره بالردهة متجهًا إلى المطبخ سمع أنين الهاتف على وضع الصامت.. كانت الغرفة مظلمة، دخلها وأضاء النور.. مشى بخُطًى يحُفُّها القلق يتتبع مصدر صوت اهتزاز الهاتف.. حتى وجد مريم نائمة على ظهرها تُحدِّق إلى السقف.. أسرع إليها يتفحصها.. كانت صدمة بالنسبة إليه أن يرى زوجته في تلك الوضعية الغريبة.. عينان حمراوان تحدقان إلى الأعلى وفمٌ مفتوح.. بدأ في محاولة إفاقتها معتقدًا أنها غارقة في النوم أو على أسوأ تقدير فاقدة للوعي.. الصدمة جعلته لا يتحقق من النبض ليعرف إن كانت حية أم ميتة!!

    لمح بجوارها شريط دواء العلاج النفسي التي كانت قد توقفت عن تناوله منذ فترة.. فحص النبض فلم يجد أي إشارة لعلامات الحياة.. حاول إنعاش القلب إلا أنه لم يجد أي استجابة.

    أمسك هاتفها بسرعة يتفحصه قبل أن يهاتف الإسعاف لتحضر إليه.

    * * *

    ركن فارس سيارته عند مدخل العمارة القاطن بها إيهاب وزوجته مريم داخل إحدى «الكومباوندات» في مدينة السادس من أكتوبر.. نزل من السيارة وبدأ يدقق النظر في المبنى من الخارج، ثم في المباني المحيطة به.. كانت قوة من قسم الشرطة قد سبقته إلى المكان للحفاظ على مسرح الأحداث كما هو.. وصل بعد نصف ساعة مصطحبًا معه الطبيب الشرعي لمعاينة الجثة.

    صعد فارس ومعه الطبيب عبر السلم متجنبًا الصعود عبر المصعد الكهربائي.. رغبةً منه في تأمُّل درجات السلم وحائط العمارة من الداخل.. إجراءات معتادة يقوم بها كرئيس مباحث عند حدوث جرائم قتل!

    بدت المنطقة هادئة بشكلٍ كبير.. الشوارع مضاءة.. بعض البنايات ما زالت تحت الإنشاء، جميع المحال قد أُغلقت في هذا التوقيت من الليل إلا من الصيدلية الوحيدة التي تخدم المنطقة كلها.

    دخل إلى الشقة.. رأى إيهاب جالسًا ثابت الملامح لا يبدو عليه شيء.. اقترب منه وعرَّفَه بنفسه.. استقبله إيهاب بقليلٍ من الاهتمام، ثم جلس مكانه مرة أخرى، بينما تحرك فارس في أرجاء الشقة للمعاينة.

    تقدم الطبيب الشرعي لمعاينة الجثة.. أخرج دفترًا صغيرًا من جيبه وهو بالقرب من الفراش الممدة عليه جثة مريم.. نزع الغطاء ليرى وجهها.. بدا كما لو كانت نائمة.. لا نبض يسري في العروق ولا أثر لوجود حياة.

    دوَّنَ ملاحظاته في الدفتر الصغير الذي معه وعاد مرة أخرى لمعاينة الجثة بنظرة سريعة.

    في تلك الأثناء كان فارس يتَنَقَّل بين غرف الشقة لملاحظة أي شيء قد يبدو غير مألوف.. دخل إلى غرفة المعيشة ووجدها مليئة بالملابس وغير منظمة.. أكمل معاينته ودخل إلى غرفة الأطفال، كان الأثاث مكونًا من سرير متوسط الطول ودولاب به بعض الملابس وبعض الأغطية.. لاحظ أن غطاء السرير غير مرتب وأن السجادة غير موضوعة في مكانها الطبيعي.

    طلب من المصور الجنائي أن يلتقط صورة للغرفة بأكملها.

    دخل إلى المطبخ وبدأ في معاينة محتويات القمامة فوجدها فارغة إلا من كيسي شاي جاف يبدو أنهما قد استخدماه من قبل.. طلب من الطبيب الشرعي الاحتفاظ بهما.

    لاحظ أن حوض المطبخ خالٍ من أي أوانٍ أو أكواب، لا أثر لبقايا طعام.. بدا المطبخ مهجورًا لا يدخله أحد.

    تحقق من خزانة الملابس، فوجد أسفل الملابس المخزنة حقيبة جلد سوداء، وجد بداخلها مسودات لمجموعة من الأعمال الأدبية التي لم تُنشَر بعد.. كانت الأعمال مطبوعة على ورق أبيض ومُغلفة بغلاف شفاف يظهر أسفله الاسم وعنوان العمل، له تكعيبة بلاستيكية ليبدو ككتاب، تلك الأعمال كانت مريم تعمل عليها من أجل الإصدار، نما بداخله رغبة للاطلاع فبدأ في تصفح أحد الأعمال مقلبًا الأوراق في عجالة، فلاحظ وجود بعض التعليقات في الهامش بالقلم الأحمر، استنتج أنها بخط مريم، أخذ يستعرض الأوراق فوجد ورقة مكتوبًا بها:

    (رواية المكان لمروان خالد ورواية داخل الإناء لهيثم رسلان.. إعادة توجيه.. )

    ثم استرق البصر لباقي الورقة فقرأ جملة بداخل دائرة (دراما نفسية معقدة)، أمسك بهاتفه المحمول والتقط صورة للورقة ليحتفظ بها.

    في تلك الأثناء حضر والد مريم وأخوها إلى المكان.. دعاهما فارس للحديث وقد بدا عليهما الانهيار عند سماع خبر موتها.

    تعرَّف فارس على والد مريم، رجل الصناعة درويش الأدهم الذي يُعد من أهم رجال صناعة القماش في مصر.

    درويش له ولدان وبنت.. أحدهما سافر إلى الخارج بعد أن اتُّهِم في قضية قتل خطأ.. كان ذلك منذ عام.

    كان الأب -على غير العادة- يكسو ملامحه الضعف والوهن والحزن الشديد.. وهو المشهور بملامح القوة والصلابة.

    لمح فارس في الأفق مشاحنات سوف تبدأ بين زوج مريم وأخيها، فأمر بإخلاء الشقة فورًا ووضع الشمع الأحمر على الباب.

    نقلت سيارة الإسعاف الجثة إلى المشرحة.. حاول درويش أن يمنع ذلك عن طريق معارفه.. حيث طلب أن تُنقل إلى قصره ليتمم مراسم الدفن.. إلا أن طلبه قوبل بالرفض.

    أخبر فارس إيهاب أن يحضر معه لاستكمال المحضر في القسم.. تحرك درويش خلف سيارة الإسعاف إلى المشرحة، بينما أصر ابنه أن يحضر التحقيق مع إيهاب.

    جلس الطبيب الشرعي بجوار فارس في السيارة وتبادلا أطراف الحديث عن القضية.. توقف فارس عن السرد حين قاطعه الطبيب قائلًا:

    - فيه نقطة مهمة.. الجثة اتنقلت من مكانها.. هي ماماتتش في أوضة النوم!!

    بعد عامَين

    وتنفَّسَ الصُّبح

    بدأت أشعة الشمس تغطي الأرض، كان ضوؤها يتسلل إلى الشقة التي كانت غارقة في الظلام طوال الليل.. تسللت عبر فتحات ضيقة من خلال شرفة الصالة لتضيء جزءًا بسيطًا من الشقة الواسعة، وكان جسد فارس مُمدَّدًا على الأريكة أمام التلفاز في غرفة المعيشة، أمامه منضدة مُتناثر عليها أطباق وبها ما تبقى من أطعمة ظلَّت هكذا لأيامٍ في انتظار أن ينعم عليها فارس حتى تلقى مصيرها الطبيعي.

    على الجهة الأخرى من الغرفة ملابسه مُلقاة على أحد المقاعد ويبدو أنها أيضًا لم تبرح مكانها منذ فترة كبيرة.. المنظر العام يدل على فوضى عارمة تجتاح الغرفة.. أو بالأحرى تجتاح حياته.

    بين أروقة الشقة ينتقل في هدوء وهو يحك رأسه محاولًا استيعاب بداية اليوم.. منذ أن حرَّك جفونه تأثُّرًا بضوء الشمس وهو يحاول إدراك ذلك.

    وقف يدفع جفنَيه لكي يرى بوضوح الأوراق المبعثرة على الأرض وعلى زوايا سطح المكتب والتي تحمل بداخلها محاولات فكرية درامية تضعه على بداية الطريق الذي يأمل أن يحقق فيه مراده.

    البداية لم تكُن وردية وممهدة كما توقع، بل العكس تمامًا.. فمنذ أن ترك خدمته في الشرطة تعثر مرات ومرات.. يجاهد كيلا يسقط، فيسقط معه حلمه القديم.. ولولا بقية من مقاومة ودفعه لنفسه لفسدت خطته التي يرسمها ويراها مُجسَّدة أمام عينيه.

    متجولًا في أركان الشقة متأملًا الفراغ الذي تركه كلٌّ من زوجته وابنه الوحيد، حاول أن يلملم شتات نفسه ليبدأ مرة أخرى في إعادة كتابة فكرته التي تسكن عقله منذ فترة.

    وقف أمام عدد من الصور المتراصة داخل براويز كلاسيكية فوق منضدة في وسط الصالة أُعِدَّت خصيصًا حتى تحمل أجمل ذكرياته مع زوجته وابنه آدم الذي تجاوز عمره الثامنة.

    في الزاوية كانت تقبع له صورة بالزيِّ العسكري يظهر فيها بمظهر جاد وصارم، وقف يحدق بتركيز على الرتبة المعلقة على كتفيه.. يضع السيجارة في فمه ويتذكر الأيام التي مضت منذ أن تخرج في كلية الشرطة، ليبدأ صراعه النفسي بين ما يريده هو وما يفرضه عليه مجتمعه.. مجتمع الأهل والزوجة والأصدقاء.

    قرارٌ اتخذه في وقت قوة كلَّفه حياته الأسرية.. منذ اليوم الأول الذي علمت فيه زوجته أنه ترك الخدمة؛ اندفعت لتطلق كلمات كالرصاص تهاجمه على فعلته هذه.. واستقر بهما الأمر بعد شهرَين إلى أن انفصلا نهائيًا؛ على أن يظل آدم معها.. ليعلم فيما بعد من أحد أصدقائه أن زوجته السابقة وابنه قد غادرا البلاد إلى دولة الإمارات.. دولة الأحلام التي سعت إليها زوجته لكي تلتحق بفرع الشركة التي تعمل بها هناك لتختار حياة رغدة تحقق فيها ما تريد.. أما هو؛

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1