Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

المجنون
المجنون
المجنون
Ebook64 pages21 minutes

المجنون

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هذا أول الكتب التي نشرها جبران خليل جبران اللغة الإنكليزية وقد ضم بين طياته خمسًا وثلاثين حكاية وقصيدة. في المجنون القصص اللاذعة التي يتهكم بعيدة المغزى تجسد المرارة والخيبة والنقمة على وجود الخبث والجهل والتحجر، وقد جعل بطله مجنونًا ليتهرب من المنطق، فلا أحد يعاتب المجنون، أو كما قال جبران لأن الجنون أول خطوة نحو التّجرد، وهو يساعد كما في عرف المدرسة السريالية، على إدراك ما وآراء نقاب العقل من أسرار. يتناول الكتاب موضوعًا واحدًا، وهي مشكلة الذات بعلاقتها بنفسها وبالآخرين، بالكون وبالله، وهذا الموضوع اجتماعي وميتافيزيقي، والكتاب يمثّل السائر على نفسه وعلى تقاليد مجتمعه وقيمه والمتحرر فيها، ويضم المجنون مجموعة أمثال ترمز إلى التّحرر ونبذ التّقاليد، والسّمو الرّوحي والتّوق إلى الكمال وذلك بلغة مبسطة تعتمد الدرامى المؤثرة والاستعارات والتشابيه الدقيقة الطريفة. ولا بدَّ لقارئ جبران من أن يتوقف مليًّا أمام ما تزخر به أعمالُه من إشارات إلى مفهوم "الجنون"، ومن شخصيات أطلق عليها صفة "المجنون". فالمجنون عنده يرتبط بالاختلاف عما هو سائد، وبعدم قبول الواقع وما يفرضه من ابتعاد عن المواصفات التي تليق بحياة الإنسان، باعتباره ممثلاً للألوهية على الأرض؛ ومن ثَمَّ بالرغبة في التمرد على هذا الواقع، ورفض الشرائع والتقاليد الظالمة التي يفرضها، وبالطموح إلى بناء عالم آخر، أكثر إنسانية وجمالاً وعدالة – ولو بالوهم وحده.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2017
ISBN9786351272433
المجنون

Read more from جبران خليل جبران

Related to المجنون

Related ebooks

Related categories

Reviews for المجنون

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    المجنون - جبران خليل جبران

    كيف صرتُ مجنونًا

    هذه قصتي إلى كل من يودّ أن يعرف كيف صرتُ مجنونًا: في قديم الأيام قبل ميلاد كثيرين من الآلهة نهضتُ من نومٍ عميق فوجدتُ أن جميع براقعي سُرِقَت، -البراقع السبعة التي حبكتُها وتقنعتُ بها في حيواتي السبع على الأرض - فركضتُ سافر الوجه في الشوارع المزدحمة صارخًا بالنّاس، «اللصوص! اللصوص! اللصوص الملاعين!» فضحك الرجال والنساءُ مني وهربَ بعضهم إلى بيوتهم خائفين مذعورين.

    وعندما بلغت ساحة المدينة إذ بفتىً قد انتصب على أحد السطوح وصرخَ قائلًا: «إن هذا الرجل مجنون أيها الناس!» وما رفعتُ نظري لأراه حتى قبلت الشمس وجهي العاري فالتهَبتْ نفسي بمحبةِ الشّمس ولم أعُد بحاجة إلى براقعي. وكأنما أنا في غيبوبةٍ صرخت قائلًا: «مباركون، مباركون أولئك اللّصوص الذين سرقوا براقعي».

    هكذا صرت مجنونًا، ولكنني قد وجدت بجنوني هذا الحرية والنّجاة معًا، حرية الانفراد، والنّجاة من أن يُدرِك الناس كياني؛ لأن اللذين يدركون كياننا إنما يستعبدون بعض ما فينا.

    ولكن لا أفخرَنَّ كثيرًا بنجاتي، فإن اللص وإن كان في غيابة السجن فهو في مأمنٍ من أقرانه اللصوص.

    ***

    الله

    عندما ارتعشَتْ شفتاي بالنُطق لأول مرةٍ، صعدتُ إلى الجبلِ المقدس وناديتُ الله قائلًا: «إنني عبدُك يا ربي، مشيئتك الخفيةُ شريعتي، وسأظلُّ خاضعًا لكَ سحابةَ الحياة».

    فلمْ يُجبني الله، بل مرَّ كعاصفةٍ هوجاءَ واختفى عن ناظرَيَّ.

    وبعد ألف سنةٍ صعدتُ ثانيةً إلى الجبلِ المقدسِ وخاطبتُ الله قائلًا: «أنا جِبلةُ يَديكَ يا خالقي، من تراب الأرض صنعتني وبنفخةٍ من روحكَ العُلويةِ أحييتني. فأنا مدينٌ لك بكُليتي».

    فلم يُجبني الله، وكألفٍ من الأجنحة الخاطفةِ اجتازَ بي عابرًا.

    وبعد ألف سنةٍ صعدتُ إلى الجبل المقدس أيضًا وناجيتُ الله ثالثةً قائلًا: «يا أبتاه القدوس، أنا ابنك الحبيب. بالرأفة والمحبة ولدتني، وبالمحبة والعبادة سأرثُ ملكوتك".

    فلم يجبني الله في هذه المرة أيضًا. وكالضباب الذي يغشى قصِيَّ التلال توارى عن عينَيَّ.

    وبعد ألف سنةٍ صعدتُ إلى الجبلِ المقدسِ وخاطبتُ الله رابعةً قائلًا: «يا إلهي الحكيم العليم، يا كمالي ومحجَّتي. أنا أُمسُك وأنت غدي.

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1