عرائس المروج
()
About this ebook
Read more from جبران خليل جبران
الأجنحة المتكسرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسابق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأرواح المتمردة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدمعة وابتسامة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمواكب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيسوع ابن الإنسان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعواصف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشعلة الزرقاء رسائل حب إلى مي زيادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمجنون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمناجاة أرواح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبدائع والطرائف Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to عرائس المروج
Related ebooks
الأجنحة المتكسرة: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمناجاة أرواح: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمناجاة أرواح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمنثور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمحب والمحبوب والمشموم والمشروب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأرواح المتمردة: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدعاء الكروان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالثمرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالنبي: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظلمات وأشعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنشودة المطر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآلهة الأرض: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسوانح فتاة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsللقصيدة ظل آخر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحُرُوفُ مِنْ نَبْضِ وَطَنٍ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب: عباس حافظ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاولاد الأبالسة: محمد شعبان عبد الله Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظلمات وأشعة: مي زيادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطيب السمر في أوقات السحر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخريدة القصر وجريدة العصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنطولوجيا السرد التعبيري 2017: أنطولوجيا السرد التعبيري, #2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب: مصطفى صادق الرافعي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsباقات غار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمقامات الزينية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرادوبيس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتغريدة النصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحديث القمر: مصطفى صادق الرافعي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن أعماق رحلة أخيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأن تكون هامشيًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for عرائس المروج
0 ratings0 reviews
Book preview
عرائس المروج - جبران خليل جبران
الإهداء
«مع حبّ طفل قويّ إلى ماري اليزابت هاسكل».
«إلى التي تحدّق إلى الشمس بأجفان جامدة، وتقبض على النار بأصابع غير مرتعشة، وتسمع نغمة الروح»
جبران
رماد الأجيال والنار الخالدة
(1) توطئة (في خريف 16) قبل الميلاد
سكن الليل، ورقدت الحياة في مدينة الشمس[|(1)|]، وأُطفئت السرج في المنازل المنتثرة حول الهياكل العظيمة القائمة بين أشجار الزيتون والغار[|(2)|]، وطلع القمر، فانسكبت أشعته على بياض الأعمدة الرخاميّة المنتصبة كالجبابرة، تَخفِرُ[|(3)|] في هدوء الليل مذابح الآلهة، وتنظر تيهًا[|(4)|] وإعجابًا نحو بروج لبنان الجالسة في الوَعْرِ[|(5)|] على جبهات الروابي البعيدة.
في تلك الساعة المملوءة بسحر الهدوء الموحدة بين أرواح النيام وأحلام اللانهاية، جاء ناثان ابن الكاهن حيرام، ودخل هيكل عشتروت[|(6)|] حاملًا مشعلًا، وبيد مرتجفة أنار المسارج وأوقد المباخر، فتصاعدت روائح المر واللبان، ووشحت تمثال المعبودة بنقاب لطيف يشابه برقع الأماني المحيط بالقلب البشري، ثمّ ركع أمام المذبح برقوق العاج، ورفع يديه ونظر نحو العلاء، ومن عينيه تستدرّ الدموع، وبصوت تخفضه الغصّات الأليمة، تقطعه اللوعة القاسية صرخ قائلًا:
رحماكِ يا عشتروت العظيمة -رحماكِ يا ربّة الحب والجمال، ترأَّفي بي - وأزيلي يد الموت عن حبيبتي التي اختارتها نفسي بمشيئتك... لقد نبتتْ[|(7)|] أعاصير الأطباء ومساحيقهم، وباطلًا ضاعت تعازيم الكهّان والعرّافين، ولم يبقَ لي غير اسمك المقدّس عونًا مساعدًا، فاستجيبي تضرّعاتي، وانظري انسحقاق قلبي وتوجّع عواطفي، وأبقي شطر نفسي حيًّا بجانبي، لنفرح بأسرار محبتك، ونسعد بجمال الشبيبة المعلنة خفايا مجدك.
من هذه الأعماق أصرخ إليكِ يا عشتروت المقدّسة. من وراء ظلمة هذا الليل أستجير[|(8)|] بحنانك. فاسمعيني أنا عبدك ناثان ابن الكاهن حيرام الذي وقف عمره على خدمة مذبحك -قد أحببت صبية من بين الصبايا - واتخذتها رفيقة فحسدتنا عرائس الجان[|(9)|] ونفثنَ[|(10)|] في جسدها اللطيف لهاث علة غريبة، ثم بعثنَ رسول المنايا ليقودها إلى مغاورهنّ السحرية، وهو الآن رابض بقرب مضجعها، يزمجر كالنمر الجائع، مخيمًا عليها بأجنحته السوداء، مادًّا مقابضه[|(11)|] الخشنة ليغتالها من بين ضلوعي. من أجل ذلك جئت إليك متذللًا، فارحميني وأبقيها زهرة لم تفرح بعدُ بجمال صيف الحياة، وطائرًا لم يكمل تغريدة مسرّته لمجيء فجر الشبيبة، أنقذيها من بين أظفار الموت فنبتهج بأغاني مدائحك، مقدّمين المحروقات[|(12)|] لمجد اسمك، ناحرين الضحايا على مذبحك، مالئين بالخمر القديمة والزيت المطيّب آنية خزائنك، فارشين بالورود والياسمين رُواق[|(13)|] هيكلك، محرقين البخور والعود الذكي الرائحة أمام تمثالك. خلّصينا يا ربّة المعجزات، ودعي المحبة تغلب الموت، فأنتِ ربة الموت والمحبة.
وسكت دقيقة كانت فيها لوعته تسيل دموعًا وتتصاعد تنهدًا. ثم عاد فقال: «أواه! لقد تضعضعت أحلامي يا عشتروت المقدسة، وذابت حشاشتي[|(14)|] ومات قلبي في داخلي، والتهبت دموعي في عيني، فأحييني بالرأفة وأبقي لي حبيبتي». ودخل إذ ذاك عبد من عبيده واقترب منه ببطء، وهمس في أذنه هذه الكلمات: «لقد فتحت عينيها يا سيدي، ونظرت حول مضجعها، فلم ترَك ثم نادتك بلجاجة[|(15)|] فجئت لأدعوك إليها».
فقام ناثان ومشى مسرعًا والعبد يتبعه. ولما بلغ صرحه[|(16)|] دخل حجرة العليلة، وانحنى فوق سريرها آخذًا يدها النحيلة بين يديه مقبّلًا شفتيها مرارًا، كأنه يريد أن ينفخ في جسدها السقيم حياة جيدية من حياته، فحوّلت نحوها وجهها الغارق بين المساند الحريرية وفتحت أجفانها قليلًا، وظهر