Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

رسائل علمية إيمانية: الفَهم العِلمي الصحيح للحياة يكونُ أول خُطوة على طريق النجاح
رسائل علمية إيمانية: الفَهم العِلمي الصحيح للحياة يكونُ أول خُطوة على طريق النجاح
رسائل علمية إيمانية: الفَهم العِلمي الصحيح للحياة يكونُ أول خُطوة على طريق النجاح
Ebook338 pages1 hour

رسائل علمية إيمانية: الفَهم العِلمي الصحيح للحياة يكونُ أول خُطوة على طريق النجاح

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

تحمِلُ رسائلُ الكتاب رؤيَةَ المؤلف لأسبابِ ومقوِّمات تحقيق النَّجاح مِن خلال الفَهْم العِلمِي الصَحيح لواقِع الحياة، وقُدِّمَت في إطار علمي وديني مثير، قَيِّم وغَنِيٍّ عالي التركيز، تمَّ اختيارُه بعنايَة لتقديمِهِ لكلِّ الباحثينَ عن إجاباتٍ لتساؤلات مُحَيِّرَة تَشغَلُ بالَ الكثيرين، وذلكَ في رسائلَ منفَصِلة تُجَارِي سرعةَ إيقاعِ الحياةِ العصرية، وجاءَت بالكثير مِن التَشريح الدقيق لِمَا يختَلِجُ الإنسانَ مِن خواطِر ومشاعِر بهدَف كَبْحِ جِمَاح وغُرور النَّفْس عند اعتقادِ البَعض بِتَمَكُّنِ البَشَريَّة، وبيان أنَّ الفَضلَ كل الفَضلِ للهِ وحده، وأَنَّ اللهَ خيرٌ حافظًا . كما نجَحَ المؤلفُ وتمَكَّنَ ببَراعَة مِن التقريب بين رسالَتَي العِلم والدين بأسلوبٍ فَرِيد ومشَوِّق غَير مَسبوق يُخاطِب العقلَ والقلبَ في آنٍ واحد، ويَملأُ النفسَ بالطمأنينة والإيمان مِن خلال التدعيم النَفْسِي في ساعات الشِّدَّة والإحباط وصولًا لتعزيزِ الإرادة والثَّبات على اليَقين، ممَّا يفتَحُ آفاقًا للنجاح بثقةٍ ووَعْيٍ كامِلَين، وقد تمَّ إعدادُ الكتابِ كي يكونَ مَرجِعًا مُعِينًا ورفيقًا دائِمًا للقارئ يَرجِعُ إليهِ وقتَ الحاجَة، وهَدِيَّةً مختارَةً تُقدَّمُ لكلِّ عَزيز.
Languageالعربية
Release dateJun 30, 2022
ISBN9789948817727
رسائل علمية إيمانية: الفَهم العِلمي الصحيح للحياة يكونُ أول خُطوة على طريق النجاح
Author

أكرم محمد العماوي

أكرم محمد العماوي، مِن مواليد مدينة الخَليل الفلسطينية، حيثُ المسجد الإبراهيمي الشريف. نَشأَ في أُسرةٍ محافِظَة لوالِدَين مِن قرية (المَسْمِيَّة) أصلاً، الواقِعة جنوب مدينة يافا الساحلية. عاشَ الكاتب كسائِرِ أبناءِ فلسطين كافَة أحداث النزوح والشّتات، وتلَقَّى تعليمَه الأساسي في الأردن في ظِلِّ حرصٍ شديد مِن والدَيه على رسالةِ التعليم الذي تحقَّقَ بفضلِ الله لكافةِ إخوَة المؤلف وأخَواته. أَكمَلَ تعليمهُ الجامعي في إحدى الجامعات الأوروبية، وحصلَ على شَهادة الماجستير في الهندسة. ومِن هواياتِه الرسم التجريدي وكِتابَةُ الشِّعر الحَديث. ورِثَ الكاتب عن والدِه دوامَ التَّفكُّر في عظمَة اللهِ وقدرَتِه، وكانَ للأبِ المُلهِم الأثرُ الكبير في صقلِ شخصيتِه، فأحبَّ البَحثَ والقراءةَ في صِغَرِه، ودائماً ما أَثارَت كافة التخصصات والاكتشافات العلمية فُضولَهُ خلالَ كافة مراحِل حياتِه.

Related to رسائل علمية إيمانية

Related ebooks

Reviews for رسائل علمية إيمانية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    رسائل علمية إيمانية - أكرم محمد العماوي

    رسائل علمية إيمانية

    الفَهم العِلمي الصحيح للحياة

    يكونُ أول خُطوة على طريق النجاح

    أكرم محمد العماوي

    Austin Macauley Publishers

    رسائل علمية إيمانية

    نبذة عن الكاتب

    الإهداء

    حقوق النشر©

    شكر وتقدير

    المقدمة

    مَظاهِرُ الكَون

    خُصوصِيَّة كوكَبِ الأَرض

    السَّمَاءُ صلبَة

    العِلمُ والبَحثُ العِلمي

    التّغَيُّرات والتّقَلُّبات المناخِيَّة

    الاكتِشافات والاختِراعات العِلمِيَّة

    العَقلُ الباطِنُ

    حَقيقَةُ الألوان

    العَقلُ والوَحي

    أشكالُ المَرجِعيَّة في التَّفكير البَشرِي

    مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً

    آليَّة عَمَلِ الدِّمَاغ

    التَّأَدُّبُ معَ الله

    أَبعَادُ التَّقليدِ ومَحاذيرُه

    أَموَاجُ الهِجرَة البَشرِيَّة عَبرَ العُصور

    نَحنُ أَوْلَى بالصِّدق

    قَبُولُ العَمل وأسبابِ الأَجرِ والثَّواب

    قِصَّة ومَوْعِظَة

    التَعليمُ وتحَدِّيات العَصر

    بِصلاحِ الآباءِ يحفظُ اللهُ الأبناء

    بالشُّكْرِ تَدُومُ النِّعَم

    بِعَملِكَ تُحَقِّقُ أَهدافَك

    عندَما تَعْتَصِرُ القَلبَ الهُمومُ

    إِخْلاصُ النِّيَّةوصِدقُالتوَكُّلِ على الله

    مَوَاعِظُ وعِبَر

    الحَياةُ امتِحَانٌ

    لا عَودَةَ عَنِ الخُشوع

    حُسْنُ الخَاتِمَة

    نبذة عن الكاتب

    أكرم محمد العماوي، مِن مواليد مدينة الخَليل الفلسطينية، حيثُ المسجد الإبراهيمي الشريف.

    نَشأَ في أُسرةٍ محافِظَة لوالِدَين مِن قرية (المَسْمِيَّة) أصلاً، الواقِعة جنوب مدينة يافا الساحلية.

    عاشَ الكاتب كسائِرِ أبناءِ فلسطين كافَة أحداث النزوح والشّتات، وتلَقَّى تعليمَه الأساسي في الأردن في ظِلِّ حرصٍ شديد مِن والدَيه على رسالةِ التعليم الذي تحقَّقَ بفضلِ الله لكافةِ إخوَة المؤلف وأخَواته.

    أَكمَلَ تعليمهُ الجامعي في إحدى الجامعات الأوروبية، وحصلَ على شَهادة الماجستير في الهندسة.

    ومِن هواياتِه الرسم التجريدي وكِتابَةُ الشِّعر الحَديث.

    ورِثَ الكاتب عن والدِه دوامَ التَّفكُّر في عظمَة اللهِ وقدرَتِه، وكانَ للأبِ المُلهِم الأثرُ الكبير في صقلِ شخصيتِه، فأحبَّ البَحثَ والقراءةَ في صِغَرِه، ودائماً ما أَثارَت كافة التخصصات والاكتشافات العلمية فُضولَهُ خلالَ كافة مراحِل حياتِه.

    الإهداء

    إهداء لروح الوالد وروح الوالدة، تغمَّدَهما اللهُ برحمتِه، وأسكنَهما فَسيحَ جنَّاتِه.

    حقوق النشر©

    أكرم محمد العماوي 2022

    يمتلك أكرم محمد العماوي الحق كمؤلف لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948817734 (غلاف ورقي)

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948817727 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلب:MC-10-01-9639863

    التصنيف العمري:E

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقًا لنظام التصنيف العمري الصادر عن المجلس الوطني للإعلام.

    الطبعة الأولى 2022

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد ]519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    202 95 655 971+

    شكر وتقدير

    كل الشكر والتقدير للمدرِّسين في مراحل التعليم الأساسي، وللأُسرَة الكريمَة، ولكلِّ مَن ساهَمَ في نَشرِ هذا الكِتاب.

    المقدمة

    ونحن ننظُرُ لِمَا يُحيطُ بنا من كَونٍ شاسِعٍ، يبدو وكَأَنَّ لا نهايةَ لهُ، تَتَنازَعُنا العديدُ من الأفكارِ والتوقعات بينَ احتياجاتِ الإنسانِ المادية والروحية وبين مدَى الخَيالِ العِلمي وقدراتِ الإنسان الحقيقية، ناهيكَ عن تَساؤلاتٍ لا حدودَ لها تَسْكُنُ أَعماقَ أحلامِنا وأَحاسيسِنا ولا تُنْتَظَرُ لها يوماً إِجابات، كَما وتَجتاحُ كلَّ مُمْعِنٍ للنَّظرِ الكثيرُ من المشاعِر بينَ تعظيمٍ وشكرٍ للخالق البارئ وبينَ التّسليم التّام لقُدرَتهِ وعظمتِه.

    ومع مرورِ الأيام يضعُ كلٌّ منَّا خطوطاً عريضَة يُطِلُّ من خلالِها على الحياةِ، وتتَحَدَّدُ بها طريقةُ فَهمِهِ لها وإدراكُهُ لمُجرياتِها، تمهيداً لتكوين رؤيةٍ خاصة بِنَا تضيءُ لنا معالمَ الطريق، مُتَّخِذينَ من مجموعِ المشاهداتِ والدراساتِ والأَفكارِ والمعتقداتِ أَساساً لذلك إِضافَةً للفِطْرَةِ وكُلِّ ما أحاطَ بِنا من موروثِ العاداتِ والتقاليدِ الاجتماعية، وصولاً لاختيارِ كلٍّ منا مَساراً يَرَاهُ مناسباً لتحقيق طموحاتِه.

    يطمئِنُّ قلبُ المُؤمِنِ إلى أَنَّ الخالقَ سبحانه وتعالى وَضَعَ لِكُلِّ ما يحيطُ بنا من قِوَى مُطْلَقَة قوانينَ تحكمُها وتَحميها من الفَوضَى، وأَنَّه مع عدمِ إِمكانية مغادرَةِ الكونِ لِرَصدِهِ ودراستِه ونحن في مكانٍ ما خارجَه إِلَّا أَنَّهُ بمَقدورِنا إدراكُ الكونِ ونحن بَعْضٌ مِنْه، متأَثرونَ بهِ ومؤثرونَ فيه، نُعطيهِ ونأخذُ منهُ، ونعيشُ كلَّ ما فيهِ من سرورٍ وألَم، راضينَ عن كلِّ ما تحققَ لنا من نجاحاتٍ أو قد أصابَنا من إخفاقات، مستَعينينَ على ذلك بما حمَلَتهُ لنا آياتُ كتابِ اللهِ العظيم من العِلمِ والنَّبأ اليَقين وبما أنزَلهُ الوَحي على سيدِ المرسلينَ عليه أَفضَلُ الصلاةِ والتسليم.

    ونحن إذ نطلبُ من اللهِ السَّدادَ في القولِ والعَملِ لنَا ولِكافَّةِ الباحثينَ عن إضاءَةِ حياتِهِم بالمَعرِفة، لِمَا لها من تأثيرٍ كبير في صَقْلِ مختلَفِ نواحي حياتِنا المادية والروحية، فإننا نُقبِلُ على الحياةِ بكلِّ ما فيها من جمالٍ وبما يتخَلَّلها من أفراحٍ وآلام دونَ مَلَلٍ مُفَوِّضينَ أَمرَنا للهِ تعالى، فلا يتسَلَّلُ لِقَلبِ أَحدٍ ندَمٌ على ما فاتَهُ ولا حَسرَةٌ على ما فَقَدَ، واثِقينَ بأَنَّ أَمْرَ المؤمنِ لا مَحالَةَ كُلُّهُ خَيْر، ومؤمنين بأَنَّ هناكَ حياةً أُخرى تُسَوَّى بها الأمور، وأَنَّ الحياةَ الدنيا ليست دارَ بقاء، إِنَّما محطةٌ للتَّزَوُّدِ والإعدَاد لِمنْ أَرادَ الفوزَ والنَّجَاةَ.

    فإننا نستَعينُ باللهِ العزيزِ الرحيم على تيسيرِ مَعَانٍ مُضيئَة هادِفة تفتحُ نافذةً على الحقيقة، تخَاطِبُ العقلَ والقلبَ في آنٍ واحِد، وتُمَكنُنا من إيصالِ رسائلَ علمِيَّة إيمانيَّة لكلِّ قلبٍ مشتاق، سَعياً لتقديمِ كلِّ ما فيهِ توفيرٌ للوقتِ والجُهد للباحثينَ عن الحَقيقة، كَي يكونَ أمامَ الجيلِ الشاب متَّسَعٌ من الوقت في قادِمِ الأَيام للبناءِ على ما توفَّرَ بين يديهِ من تجَارِبِ الآخرين، ومِن ذلك استِحضَارُ معَانِي عَظَمةِ الخالقِ المبدِع لبعضٍ من آياتِ عظمةِ الله الموجودَة في ذاتِ الإنسان والأخرى المنتشِرَة في كلِّ مكانٍ من حولِنا على امتِدادِ هذا الكون، وبَيانِ ما فيها من اليَقين الذي تطمَئِنُّ بهِ القلوب، وتزْدادُ بهِ النُّفوسُ ثقةً وإيماناً، والإرادةُ عَزيمَةً وثباتاً على مَسارِهَا في تحقيق الآمالِ وبلوغِ الأهداف، ولِتَكونَ دعوةً للكثيرينَ لمغادَرَةِ العَيشِ في الظَّلام، ومُرْشِداً مُعيناً للأبناء في مواصَلةِ شَقِّ طريقهِم وتجَاوزِ ما قد يتَعرَّضُ له البعضُ من إِخفاقات، وتفتَحُ أمامَهم آفاقاً جديدةً للنجاحِ وبَياناً وحُجَّةً على المُشَكِّكين، داعينَ اللهَ أَن يتقَبَّلَ منَّا هذا العَمَلَ، وأَن يغفِرَ لوالدينا ويرحَمَهُم رحمَةً واسعَة، وأَن نَلقاهُم في عِلِّيِّين، وأَن يُتِمَّ عافيتَهُ علينا وعلى كلِّ مَن تَصِلهُ رسائل هذا الكتاب.

    أكرم العـــماوي

    مَظاهِرُ الكَون

    إِنَّ الجَمالَ البَادِي على وجوهِ الأَشياءِ في هذا الكون مُستَمِرٌّ، ولا بُدَّ مِن أنَّ الحقيقةَ الأبديَّة المُطْلَقة تكمُنُ في داخلِ هذهِ السُّطوح والقُشور المرئيَّة مِن مَظاهر الكَون، والبحثُ عن أسرارِ الكون كذلك مستَمِرٌ بدوافعَ وأدواتٍ عِلمية إضافةً لدوافع الإنسانِ وفضولِه الفِطري لتحقيقِ الأَهداف التي تضمَن تيسيرَ العيشِ، وتُسهِمُ في تحقيقِ الرفاهيَّة للبشرية، وفيها توفيرٌ للوقتِ والجهد، وقد تُمَكِّنُ مِن القَفزِ عن مساراتٍ علمية حاليَّة جاريَة مِن خلالِ اكتشافاتٍ يُستَدَلُّ بها، وتُغنِي عن انتظارِ النتائج المستقبلية المتوقَّعة للأبحاثِ العلمية.

    لكن عند استعراضِ العلوم التي نجحَ المختصُّونَ مِن علماءِ الفضاءِ والجيولوجيا في التوَصُّلِ إِليها، نجِد أنَّها في مُجْملها لَم تتَعَدَّ طَورَها النظري بَعْدُ، وكلُّ ما فيها يشيرُ إلى أنَّ الكونَ المُدْرَكَ والمَعروف ما هوَ إلَّا جزءٌ مِن الكَون الفِعلِي، وأنَّ الكونَ الحقيقي قد يكونُ أكبرَ مِن الكونِ المَرْصودِ علمياً بمئاتِ أو ملياراتِ المَرّات، كمَا لَم يَأتِ أَحَدٌ بما يُشيرُ إلى أَنَّ للكَونِ حُدوداً؛ لأَنَّ مثلَ هذا القَوْل يتَطَلَّبُ الإجابةَ على سؤالِ: ماذا يوجدُ بعدَ تلكَ الحُدود؟

    وكيفَ لنا توقُّع تَوَفُّرِ تصَوُّر شامِل ومعلوماتٍ حاسِمة عن الكَون في الوقتِ الذي لَم تكتَمِل لنا فيه معرفَةُ حتى الصورَة الفِعلِية التي هي عليها مكوِّناتُ وطبقاتُ الأرضِ التي نعيشُ عليها، حيثُ إنَّ مُجْمَلَ معرفتِنا العلمية الحَقيقية عنها لا تتعدَّى حدودَ قِشرَتِها البالغِ سمْكُها مِن ٣٠ إلى ٦٠ كيلو متراً، وكلُّ ما زادَ عن ذلك ما زالَ يدخلُ في طَورِ العلومِ النظرية، خاصَّةً ما تعلَّقَ بمَركَزِها الضارِبِ في العُمق والذي يَبعُدُ عن سطحِها الذي نتَنَقَّلُ عليه 6371 كيلو متراً }ما يعادل رحلة سبع ساعاتِ سَفَرٍ بسرعةِ الطائراتِ المدنية{ الأمر الذي لا يتركُ مجالاً حتى للتفكير في طريقةٍ لمُلامَسَة هذه الأَعماق السَّحيقَة، فلَم يتعَدَّ أَعمقُ حَفْرٍ في قِشرتِها تمَكَّنَ الإنسانُ من بُلوغِهِ وأنجِزَ في روسيا ١٢ كيلو متراً، حيث وصلَت درجةُ الحرارةِ الناتجةِ عن الحَفرِ إلى ٣٠٠ درجة مئوية، وكانَ من الصعوبةِ بمَكان إيجادُ معادنَ وأدواتِ حَفرٍ أكثرُ قدرةً على التحمُّلِ للمضِي قُدُماً في الحَفرِ إلى أَبعَدَ من ذلكَ، إضافة إلى أَنَّ تَكرارَ انهيارِ الحَفْر على هذا العمق لِضَعْف الصخور وبَدْءِ ذَوَبانها أدَّى إلى إنهاءِ المشروع وإغلاقِه، وبذلكَ أُسْدِلَ السِّتَار على مُهِمَّةٍ بَدَت وكأَنّها مُستَحيلة، وقد مضَى على ذلكَ نحوُ خمسينَ عاماً، ولَم يُعِدْ أَحدٌ مُنذُ ذلك الوقت تَكرارَ المحاوَلَة لعدَمِ جَدواها بما توفَّرَ مِن إمكاناتٍ علمية آنِيَّة، وفي انتظارِ مزيدٍ من التطوُّرِ العِلمي لتجاوزِ التَّحدِّياتِ التقَنِيَّة والفَنيّة الراهِنَة لمثل هذه المحاولاتِ والأبحاث.

    والنَّفَاذُ إلى أبْعَدَ من ذلك كَمَا في كلِّ اكتشافٍ عِلمِي بحاجةٍ إلى سُلطانٍ منَ اللهِ وإِذْنِه، وقد رَأَيْنا كيف أَنَّ بعضَ الاكتشافاتِ ألحَقَت أيضاً بالإنسانِ ضَرَراً جرَّاءَ سوءِ استخدامِ ما نتَجَ عنها واستغلالها مِن قِبَلِ آخرين لتحقيقِ أهدافٍ بعيدةٍ عن منفعَةِ البشرية، قالَ تعالى:

    ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ

    الآية [33] من سورَةِ الرحمن

    ورُغْمَ كلِّ القفَزاتِ العلميةِ النوعية التي تحقَّقَت على الأرض في شتَّى العلوم الحياتِية واستمرارِ الكثيرِ مِن الدراسات المُثيرَة والبُحوثِ الواعِدَة الجَديرَة بالتقديرِ والاهتمام، وخاصَّةً ما تعلَّقَ منها بعلومِ الرَّصد والاتصالات، إِلَّا أنَّها عجزَت عن مُلامسَةِ أو تسجيلِ أيّ إشاراتٍ لحقائق كثيرة هامَّة نؤمنُ بها، كالرُّوحِ والملائكة المكَرَّمين، أو لكائناتٍ حيَّةٍ أخرَى تَقْطُنُ كوكبَ الأرض، وعندنا – نحنُ المسلمين – بها الخبرَ اليَقين، كالجِنِّ، أو قومِ يأجوجَ ومَأجوج، فَلَم تُقَدِّمْ لنا شيئاً عن ذلك ولا عن غيرِها مِن كثيرٍ مِن حقائق قائِمَة، لكنها ما زالت مجهولة على صعيدِ الاكتشافات والعلوم الحياتية التي تمَّ التَّوَصُّلُ إليها مِن خلالِ البحوثِ والتجارِب حسبَما اقتَضَتهُ متَطَلبات تسيير شؤونِ الحياة البشريَّة على هذهِ الأرض، وَوَفقاً لاحتياجات استخدام تطبيقاتِها، وقد لا تُسْعِفُ على كوكَبٍ آخَرَ، ممَّا يؤكِّدُ بما لا يَدَعُ مجالاً للشَّكِ أنَّ ما نَدورُ بفَلَكِهِ ونعيشهُ من علومٍ واكتشافات ما هو إلَّا جُزئِيَّة عِلميَّة في حدودِ ما أَذِنَ اللهُ بِهِ في هذه المرحَلة من حياة البشرية، وأنَّ هناكَ سَقفاً لكلِّ التوقُّعات والاكتشافاتِ المستقبلية مِن حقائِقِ الوُجود تحدِّدُه دائماً طبيعةُ الإنسانِ وحُدودُ إمكاناتِ الإدراك التي أرادَها الخالقُ جَلَّ جَلالُه لنا، بيدِهِ مقاليدُ السمواتِ والأرض، وهو العليم الخبير.

    فقد حدَّدَ سبحانهُ وتعالى للإنسانِ سَمْعَهُ بتردُّداتٍ مُعيَّنَة، وبَصَرَهُ برؤيةِ أطوالٍ مَوجِيَّة من الطيفِ الضوئي محَدَّدَةٍ أيضاً تُلَبِّي احتياجاتَنا، وتمكِّنُنَا مِن عيشِ الحياةِ بلا ضرَرٍ ولا ضِرار، وَكانَ دائماً لا بُدَّ مِن الوَحي السَّماوي عبرَ العُصور لاطِّلاع الإنسان على الحقيقة المُطلَقَة، حيثُ إنَّ العقلَ والخَيالَ العِلمي وكافَّة البحوث والدراسات العلمية تبقى مرتبطَةً بالواقِعِ المَحسوسِ والمشاهَدات، فلا تَرقَى يوماً إلى الشُمولِيَّة المطْلَقة، ويبقى المجهولُ هو العاملُ الحاسِم الذي يتحكَّمُ في النتائجِ بعيداً عن التوقُّعات.

    لذلك كانت آياتُ القرآنِ العظيم وكلُّ ما جاءَ بهِ الوَحي دائماً هُم المصداقيَّة الوَحيدَة للوَصْفِ الصحيح للقَضايا الأساسيّة ومنها الكونُ والحياةُ الآخرَة،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1