Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

Zionism, Islam and the West
Zionism, Islam and the West
Zionism, Islam and the West
Ebook490 pages12 hours

Zionism, Islam and the West

Rating: 1 out of 5 stars

1/5

()

Read preview

About this ebook

Zionism, Islam and The West is a wide-ranging, thoroughly referenced examination of the Zionist factor in world affairs. Bolton  traces the role Zionism has played in shaping the present global tumult in the name of 'the war on terrorism'. Examining the ideology of Zionism, Bolton questions the common assumption and misrepr

Languageالعربية
Release dateFeb 21, 2019
ISBN9781912759965
Zionism, Islam and the West
Author

Kerry Bolton

Kerry Bolton holds doctorates in Historical Theology and Theology; Ph.D. (Hist. Th.), Th.D. as well as in other areas. He is a contributing writer for The Foreign Policy Journal, and a Fellow of the Academy of Social and Political Research in Greece. His papers and articles have been published by both scholarly and popular media, including the International Journal of Social Economics; Journal of Social, Political, and Economic Studies; Geopolitika; World Affairs; India Quarterly;and The Initiate: Journal of Traditional Studies. His work has been translated into Russian, Vietnamese, Italian, Czech, Latvian, Farsi and French. Arktos has also published his book, Revolution from Above: Manufacturing 'Dissent' in the New World Order, which deals with the secret collusion between the forces of Communism and Wall Street during the years when it was supposed that they were bitter rivals.

Related to Zionism, Islam and the West

Related ebooks

Reviews for Zionism, Islam and the West

Rating: 1 out of 5 stars
1/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    Zionism, Islam and the West - Kerry Bolton

    محتويات

    تقديم

    توطئة

    المقدمة

    تناغم المعاداة للسامية مع الصهيونية

    جذور الصراع العالمي الحالي

    الوطنيون الألمان اليهود

    الوجه الأحمر لإسرائيل

    التحالف بين الصين والصهيونية

    مقاطعة خطاب أحمدي نجاد بالأمم المتحدة

    التلاعب بالإسلام واستغلاله

    أندرز بريفيك: المخدوع الجديد

    ماذا وراء براءة المسلمين؟

    الهجوم على سوريا، خطط له تقريبا منذ عقدين

    الموروث الإسرائيلي في مجال اضطهاد المسيحيين

    جهاد أمريكا

    استراتيجية داعش

    حاشية من اليمين

    المؤلف في سطور

    تقديم

    يبدو في خضم العلاقات الدولية أن اطروحة صدام الحضارات قد أخذت مكان المعركة الإيديولوجية التي سادت خلال فترة الحرب الباردة. وفي الأصل، اقترحت هذه الأطروحة سنة ١٩٩٠. ففي ١٩٩٣، ظهر مقال في مجلة الفورن أفيرز، تطور فيما بعد، أي في سنة ١٩٩٦، ليصبح كتابا يهتدي به صنّاع السياسة الخارجية الأمريكية المدافعون عن هذا الطرح. ثم جاءت هجمات الحادي عشر من سبتمبر لتدعم هذه الفرضية. فهل لعب الصهاينة دورا في هذه التطورات؟ من الصعب تأكيد ذلك الآن، وكما أشار كيري بولتن وهو محقّ، يسعى الصهاينة، في الغالب، لتحقيق أجندات شتىّ تختبئ وراء أفكار جذابة. وتتضمن هذه الأفكار أحيانا أحلاما نبيلة على غرار الديمقراطية وحقوق الانسان إلخ. ومع تعاظم التطرف الاسلامي عبر العالم، من المهم جدّا أن يقرأ المسلمون هذا العمل القيّم.

    فبعض الباحثين الصهاينة-المستشرقين، المتضلعين في التاريخ والثقافة الاسلاميين، يعرفون حق المعرفة نقاط الضعف في الأربعة عشر قرن من التاريخ الاسلامي. فهم قادرون على الضغط على الزر الصحيح وفي الوقت المناسب لإثارة ردّة فعل قوّية بين المسلمين. ولهذا السبب يجب على المسلمين معرفة الصهيونية والاستشراق معرفة جيّدة وقد قدّم كيري بولتن إسهاما معتبرا بفضحه للصهيونية. إني أوصي بإلحاح أي دارس للتاريخ الثقافي والسياسي الاسلامي بقراءة هذا الكتاب.

    د. عبد الجليل أحسن،

    بروفيسور ونائب عميد،

    المعهد الدولي للفكر والثقافة الاسلاميين،

    الجامعة الاسلامية الدولية-ماليزيا

    توطئة

    مصرف، محفل، كنيس يهود هذه كلها مصطلحات يحاول المؤلف ذو الانتاج الغزير كيري بولتن، في كتابه الحادي عشر، تبيان معانيها، ضمن مراجعة شاملة وعميقة للأحداث العالمية.

    غير أن الذين يحاولون سبر أغوار الأحداث العالمية يدركون تمام الإدراك كم هي صعبة هذه المهمّة. لا يهم تدبّر الأحداث التاريخية، فكّر فقط في الصعوبة التي تعترض أيّ كان يحاول فهم الاضطرابات العالمية الحالية لسنة ٢٠١٤- آثار الاحتباس الحراري المتذبذب، ارتفاع درجة حرارة الكوكب/ الحملات المرتبطة بتغير المناخ والتي تهدد بنهاية وشيكة للحضارة إذا لم تفرض ضريبة على كل أسرة، أزمة إبولا- وقبل ذلك زكام الخنازير والطيور الخ... والحروب التي لا حصر لها ضد الإرهاب، سواء على المستوى المحلي أم الدولي والمجاعات التي لا طائل منها وطوفان المهاجرين الناتج عنها الذي يجتاح أوروبا وما يطلق عليه بلدان العالم الأول ثم الانهيار المالي العالمي المتكرر والمحدق دوما. لقد واجه بولتن كل هذه المسائل الشائكة، بما أن استعمال المصطلحات الآنفة الذكر يمنحنا، دون ريب، فهما معمقا لماهية القوى الخبيثة، إن لم نقل الشريرة بأتم معنى الكلمة، والتي تدّعي بنفاق أنها تفعل خيرا لفائدة الإنسانية.

    لقد أبلى بولتن بلاء حسنا بتوضيحه كيفية استغلال عقلية معيّنة للعملية الجدلية التلمودية-الماركسية وتعمد عن طريقها إلى إفساد تلك القيم التي تكرهها، ثم تدّعي أن لها حقّا إلهيا في قتل أي شخص يعارضها. فأعظم الأمثلة درامية على ذلك في عصرنا الحالي هو هجمات الحادي عشر من سبتمبر الارهابية ضد أمريكا.

    فرغم وضع السرد الرسمي لهذه المأساة التي وقعت على الولايات المتحدة في ١١سبتمبر ٢٠٠١، في الاطار القانوني الملموس من خلال مطالب تسديد الضمانات وتعويض الضحايا، فإنه ظل منطويا على مثالب خطيرة. فمن يلقي نظرة خاطفة على هذه المسألة، سيدرك أن البنايات لا تنهار بالطريقة التي وردت ضمن السرد ضمن الرسمي للأحداث. فعندما قابلت منذ عهد قريب سيدا يؤمن إيمانا راسخا بالقصة الرسمية، سألته عن العمارة ٧ وكيف يفترض أنها انهارت فوق أساسها ذاته. ذكر لي هذا الأخير بأن النيران كانت تشتعل لعدة ساعات داخل المبنى. فسألته أي نوع من النيران كان ذلك؟ فأجاب أنها نيران ناتجة عن احتراق الورق. عندها قلت له أن عليه في الحين تسجيل هذه الطريقة الجديدة في تقنية هدم المباني المتحكم فيها وأنه سيكون شخصا مشهورا لدى المهندسين الذين يحتاجون لإمضاء عدة أيام في تحضير بناية للهدم المتحكم فيه، فكل ما نحتاج إليه لتدمير هياكل عظيمة كهذه هو إضرام النار في الورق. عندها أدرك أن ما قاله كان شيئا لا معنى له مطلقا وبدأ الهجوم المعتاد علي واصفا إياي بمنظّر لمؤامرة.

    لقد أطلقت أحداث الحادي عشر من سبتمبر جدلية عالمية جديدة بتعويضها لتلك الجدلية السابقة شيوعية-رأسمالية السائدة بعد الحرب العالمية الثانية والتي تعطلت بسبب الشلل الاقتصادي الناتج عن الإيديولوجية المادية للجدلية الماركسية-التلمودية داخل المجتمع الذي فرضت عليه بالقوة الغاشمة.

    إني متفاجئ اليوم بوجود ماركسيين-تروتسكيين مازالوا يرغبون من جديد في فرض أيديولوجيتهم على العالم وهنا بالضبط تكمن فائدة كتاب كيري في توضيح ما يجري. فقد تبين بشكل جليّ كيف لجأ المحافظون الجدد الصهاينة في تنفيذ أجندتهم التي صاغوها بوضوح بغية رسم معالم القرن الواحد والعشرين، لقوة البنوك والمحافل الماسونية والكنائس اليهودية.

    لقد كان أوسفالد شبنغلر(Spengler) وجاك برزون (Barzun) محقّين تماما في عمليهما المتضمنين طرحا مفاده أن العالم الغربي في حالة أفول ثقافي: في عمل الأول أفول الغرب/سقوط الغرب، وفي تعليقات الثاني الجارحة ضمن مؤلفه من الأفول إلى الانحطاط:

    ٥٠٠ سنة من الحياة الثقافية الغربية ١٥٠٠ إلى الآن. كما انطوت مقالة صمويل ب. هانتنغتون الصادرة سنة ١٩٩٣: صدام الحضارات؟ تلك التي تحولت سنة ١٩٩٦ إلى كتاب لكن بدون نقطة الاستفهام: صدام الحضارات وإعادة صياغة النظام العالمي، على طرح ينص على صدام قادم بين الغرب والإسلام.

    وهناك بالضبط يصير عالم الاسلام موضع تركيز. فإذا وضعنا جانبا تفاهة الإفك الذي يجعل من عالم الإسلام كبش فداء للحادي عشر من سبتمبر، من خلال لجوء أعوان دولة اللصوص العالمية –الآلة العسكرية الأنجلو-أمريكية الأطلسية- إلى القوة الغاشمة، فقد صار واضحا تمام الوضوح بفضل الانترنت، أين تكمن ذهنية السيد-الخادم-العبد وكم كانت متوحشة وقاسية عندما فرضت حكم قانونها في مناطق كان يتعين الاستيلاء فيها على الموارد الطبيعية كالذهب والألماس والمخدرات والنفط.

    لقد أهدرت دولة اللصوص العالمية ملايينا من أرواح السكان المحليين بسب غزواتها المفسدة الاستغلالية وقد تمّ تبرير ذلك كله بجلب فضائل وقيم الليبرالية الغربية المعبّر عنها بالمصطلحات الخاوية الحالية، الحرية والديمقراطية، لتلك المناطق. وعندئذ سيصنف الذين يرفضون الإذعان لإملاءات وكلائها الآخرين، البنك العالمي وصندوق النقد الدولي على سبيل المثال، عن طريق الإهانة العلنية، كدكتاتوريين قتلة ثم يغتالون. فأي قائد وطني يجرؤ على تحرير بلاده من ربقة الاقتراض المفروض دوليا، أو يقوم بتسديد ديون بلاده تماما كي تتحرر من عبودية الاستدانة، سيتم التخلص منه. فكرّ فقط كيف دمرت ليبيا بناء على هذه الذريعة.

    عندئذ سيبدأ الاحتلال الخارجي والاستغلال في غمرة الضرورة/القيمة المزدهرة للمصلحة المركبة، أي الميزة الأساسية للاستهلاكية الغربية-العالمية، حيث الحرية الوحيدة المتبقية للأفراد هي الحرية في الذهاب للتسوق، ثم تدمير الذات.

    فإذا نظرنا إلى الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، فالنمط يعيد نفسه بشكل جد واضح أيضا، وذلك، مرة أخرى، أمرُ، قد بيّنه بولتن بشكل جيّد. تذكر كيف مثل سلوبودان ميلوسوفيتش أمام حكمة العدل الدولية لجرائم الحرب، وبما أن الحلف الأطلسي والمتآمرين معه كانوا يدركون تماما الإدراك أن الحجج التي قدمها فريق الدفاع الروسي لا تشوبها شائبة، كان لابدّ من إنهاء حياة ميلوسوفيتش، الشيء الذي حصل في ١١ مارس ٢٠٠٦ حين كان سجينا في لاهاي، بهولندا.

    إن هذا التكتيك يذكر بما كان يطبق على الألمان الذين واجهوا المحكمة العسكرية الدولية بنورنبرغ والذي تعين تصفيتهم قبل بداية المحاكمات. وعلى كل حال كلّنا يعلم أن هاينريتش هملر (Hemler) كان مكلفا بمعسكرات الاعتقال وكلّنا يعرف ماذا حصل هناك. فقد اتضح، وفق احكام المحكمة العسكرية الدولية، أن الاعترافات المستخرجة والوثائق المعروضة أثبتت بشكل لا يرق إليه شك أن الألمان استعملوا غرف الغاز المميت لقتل ملايين من اليهود- إذن ذلك هو السرد الرسمي الذي ضلّ لحد الآن محفوظا بقوة القانون في عدّة بلدان.

    ولسخرية الأقدار، يشكل هذا فرضا لمنظور غربي آخر لتاريخ العالم، أي أن دولة اللصوص المتوحشة تحكم البلدان الأنجلو-أمريكية الأطلسية وأن روسيا وعالم الإسلام، خاصة جمهورية إيران الاسلامية، يقاومون.

    وممّا زاد من غبن التحالف الأمريكي-الأوروبي، الذي نصّب حكومة أوكرانية-يهودية موالية لأوروبا، أن إسقاط الطائرة الماليزية م-ه ١٧ (MH-17) في يوليو في شرق أوكرانيا وهلاك ٢٩٨ شخص، لم يحدث كما خطط له. فبالرغم من إلقاء التهمة مباشرة على الانفصاليين الروس في أوكرانيا، ألحّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبحنكة على أن تحظى هذه المسألة بتحقيق مستوفى. لقد أعلن رئيس الوزراء الأسترالي طوني أبوت (Abott) برعونة أنه سيواجه بوتين مواجهة عنيفة خلال قمّة مجموعة العشرين التي ستنعقد بريبسبان (Brisbane) في نوفمبر ٢٠١٤، ليقول فيما بعد أنه كان يرغب في مناقشة مفعمة مع بوتين فقط.

    أن يقع الاختيار على الخطوط الجوية الماليزية لتغذية هذا الصراع الانفصالي الأوكراني، فذلك لم يكن محض صدفة، لأن ماليزيا، الدولة المسلمة، قد تجرأت على احتضان محكمتين دوليتين لجرائم الحرب، وأن يستخدم إطار محكمة نورنبرغ (Nuremberg) العسكرية الدولية لسنة ١٩٤٥-١٩٤٦ كنموذج لهاتين المحكمتين، فأمر مثير للسخرية لأن ذلك سيعزز الادعاء القائل بأن المحكمة العسكرية الدولية ليست سوى مجرد محكمة قنغر سيدان آليا كل من يمثل أمامها.

    وفي نوفمبر ٢٠١١ قامت محكمة كوالالمبور العسكرية الدولية بتجريم كل من رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير والرئيس الأمريكي جورج بوش وأدانتها غيابيا بارتكاب جرائم حرب ضد العراق. وبعدها بسنتين أي في ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣، جرّمت محكمة كوالالمبور العسكرية الدولية جنرال الجيش السابق في دولة إسرائيل، عاموس يارون لارتكابه سنة ١٩٨٢، لجرائم حرب وإبادة، ضمن المجزرة التي اقترفت في مخيمات اللاجئين بصبرا وشاتيلا.

    فلنتذكر الرحلة الجوية الماليزية المفقودة MH-730 التي اختفت في الثامن من مارس ٢٠١٤ والتي يُزعم أنها تحطمت في مكان ما في المحيط الهادي، رغم أن ميكائيل مازور (Mazur) ما زال يؤكد بأنها تحطمت في البحر وأنها تقبع الآن في القعر الصخري غير العميق لخليج تايلاند ذي الشعب المرجانية.

    قد أغامر وأقول أن إسقاط الطائرتين الماليزيتين هو الثمن الذي دفعته ماليزيا لتجرؤها على مواجهة الآلة العسكرية العالمية في موطنها بأوروبا والولايات المتحدة، بمعية كندا وأستراليا باعتبارهما عونين مساهمين، كل منها ينفذ أجندة وضعتها كيانات بولتن الثلاث: المصارف، المحافل الماسونية والكنائس اليهودية-ليس فحسب.

    فالقضية برمّتها تفوح برائحة النفاق. أليس تطبيق مبادئ المحكمة العسكرية الدولية مثلا على قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين لشنّهم حربا متواصلة على الشعب الفلسطيني أجدر بالاهتمام؟

    لقد تناولت الحملات الإخبارية العالمية الراهنة المعادية للإسلام/المعادية لإيران مسألة شنق الفتاة الإيرانية ذات السادسة والعشرين، ريحانة جباري المتهمة بقتل رجل أتهمته بمحاولة اغتصابها. لكن هناك القليل من المعلومات حول الممارسة القانونية الإيرانية التي تمكن الأطراف المتظلمة من العفو عن الشخص المُدان. فقد كنت مسرورا لمتابعة البي-بي-سي وهي تبث تقريرا حول قضية امرأة صفحت عن رجل كان قد قتل ابنها لحظات فقط قبل أن يشنق. فهذه الإضافة القانونية تُعدّ بحق ديمقراطية تعمل.

    ويمكن سماع الأصوات المحتجة، لاسيما من الولايات المتحدة، حول مثل هذه الممارسات البربرية، كالشنق أمام الملأ بواسطة رافعات متحركة. لكن لو وضع ذلك في سياقه وقورن بما تقترفه حاليا قوة داعش-الغربية في العراق وسوريا، عندئذ ستظل إيران جنّة للتماسك الاجتماعي والمدنية. أنا أقول ذلك لأني زرت إيران خلال العشرية المنصرمة وفي عدّة مناسبات والانطباع الذي خرجت به هو أن هناك توازن جيد بين الرغبة في مقاومة الماديّة ومبادئ ومتطلبات الإسلام.

    فليس من المثير إذن أن تصف المنابر الإعلامية الغربية هذا الاعدام على أنه تحريف للعدالة، متناسية بشكل مغرض كيف تحصد آلتها العسكرية عشوائيا أرواح الملايين من الأبرياء الذين اعترضوا طريقها، خدمة لأهداف السادة، الرأسماليين المفترسين، القابعين داخل المصارف والمحافل الماسونية والكنائس اليهودية.

    ويتعين التذكير بأن منظمة العفو الدولية تكون بالفعل قد ساندت أشخاصا مثل ريحانة جباري، لكنها لم تساند مثلا المحامية الألمانية سيلفيا ستولز (Stolz) التي القي عليها القبض في المحكمة عندما كانت تدافع ضمن مرافعة قانونية عن ارنست زوندل (Zündel) لتسجن حوالي ثلاثة سنوات لأنها شككت في دوغما المحرقة. ولا هي ساندت المحامي هورسن ماهلر (Mahler) الذي سيبلغ الثمانين من العمر عند استكمال عقوبته القاضية بالسجن ١٢ سنة للقذف ضدّ أرواح الأموات، تلك الفقرة ١٣٠ الشهيرة من قانون العقوبات الألماني. إذن لقد تبنت منظمة العفو الدولية وباقي وكالاتها دون خجل موقفا يتسم بالنفاق ويصبّ بشكل غير عادل في مصلحة تذكية المزيد من الغضب ضد دولة إيران الإسلامية. أنا لا أقول أن ذلك مجرد صدفة، وأن منظمة العفو الدولية غير متحيزة بل أنها هي الأخرى وكالة غربية بأتم معنى الكلمة وتمتلك أجندة دولية.

    وبالإضافة لذلك، يتعرض الأفراد المشككون في المحرقة في أوروبا والولايات المتحدة للطرد من عملهم ويسجنون لرفضهم تصديق السرد الرسمي للمحرقة ولتجرؤهم على طرح أسئلة تتناقض وتلك الرواية. ولا تحظى مثل هذه الرؤى بأي مساندة من لدن وسائل الإعلام لأن المسألة قد جُرّمت في العديد من الدول.

    فالمنابر الاعلامية الغربية التي تروّج للمحرقة ليست سوى بوقا من أبواق دولة اللصوص العالمية التي تقدس الرّبا باعتباره حجر الأساس لصحتها المجتمعية. فاعتماد الآلة الحربية على مثل هذه المنابر الإعلامية لتسويغ نشاطاتها أمر مسلم به.

    فالعالم الاسلامي، خاصة إيران، مازال يحاول الحفاظ على أخلاق عمومية لا يعتريها مثل هذا النفاق. لقد نبذ العالم الغربي، وعن قصد تلك القيم الأساسية كالثقة والنزاهة لفائدة الاستهلاكوية ولصالح شعار الحرية والديمقراطية الوهمي، حيث يشجع الأفراد على تدمير أنفسهم لكن ليس على التركيز على نقد رأسمالية دولة اللصوص- المفترسة الربوية المالية، مثلا.

    لقد أضحى الميز الإيديولوجي في الديمقراطيات الغربية صناعة في حدّ ذاتها. فلا يمكن لشكوى في نظام المحاكم أن تتقدم وتتابع إلا إذا كانت مؤسسة على العرق والجنس والإعاقة وأشياء أخرى، لكن تجرأ وقدم شكوى ضد الميز المالي، وستتأكد فورا أن ذلك قطاع مستثنى من الدعاوي. فأزمات الرهن العقاري في الولايات المتحدة حيث فقد أزيد من أربعين مليون شخص بيوتهم بسبب الممارسات الرأسمالية المفترسة، لم تؤدي إلى انهيار المصارف فهي جدّ كبير كي تنهار. بل أن تلك لمآسي الفردية التي تسببت فيها مثل تلك الانهيارات المالية لا تفسر تفسيرا مباشرا بل يلقى باللائمة على الضحايا. وباعتراف الجميع، تمت المبادرة ببعض التدابير العقابية التحذيرية ضد أفراد بعينهم في حين يتعين إتهام المنظومة برمتها.

    وبشكل أهم، يحدث ضمن كل المنظومات العالمية الوحدوية، عند إخضاع عدو خارجي بشكل أو بآخر، أن تتحول التهجمات على العموم إلى الداخل. يتضح ذلك مثلا عندما نتأمل الكيفية التي أصبحت بها قوات الشرطة في الولايات المتحدة معسكرة تحسبا لتصدع النظام الداخلي المجتمعي والسياسي. وقد لوحظ الكثير من ذلك بكندا واستراليا وبريطانيا. وأنا أتساءل لماذا يتم إرسال قوات الشرطة المحلية إلى إسرائيل كي تتمرن على وضع الحشود تحت السيطرة؟ من المؤكد أن اللوبي الإسرائيلي بأمريكا يستبق ويتحسب انتفاضة ضد سعيه الدؤوب للقوة والتحكم في الأمريكيين البسطاء.

    فالمراجعون يعرفون كل شيء عن مثل هذه الضغوط الواجب مسايرتها. وأنا في غاية السرور لرؤية كيري بولتون الذي، وعلى مرّ عقدين تقريبا من الكتابة حول مساءلة خلافية، لم يساوم قط على نزاهته الخلقية والفكرية مقابل حيز من الراحة هناك حاجة ماسة إليه.

    فريدريك توبن (Töben)، أديلايد،٩ نوفمبر ٢٠١٤.

    درس الدكتور فريدريك توبن بأستراليا ونيوزيلاندا وألمانيا وروديسيا. كما درّس بالمستويات الثالث وبالكلّيات، بما فيها كلية جامعات ديكن وفكتوريا واستراليا وبالكلية العليا للتربية بنيجيريا. سجن توبن بألمانيا بسبب وجهات نظره التاريخية الخارجة عن المألوف كما سافر كثيرا وله عدّة اتصالات أكاديمية بإيران حيث كان يحاضر. أنظر: www.toben.biz

    المقدمة

    عاش العالم حالة من الصراع المتواصل تسارعت وتيرته منذ انهيار اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. كما حذّر العميد رالف بيترز Peters، الاستراتيجي الجيوسياسي الامريكي الكبير، أن العالم سوف لن يعرف السلاّم١ حتى يخضع الكل لما يسميه الاستراتيجيون الامريكان والصهاينة بالقرن الأمريكي الجديد٢، وهو عبارة مهذبة لوصف العدوان الصهيوني والاسرائيلي.

    لقد كشف رالف بيترز عن ألوانه الصهيونية عندما تبنىّ، خلال مقابلة أجرتها معه ذا جيوش براس The Jewish Press، اكثر العواطف المعادية للمسلمين والعرب سخافة، مثلجا بذلك صدر كل يهودي متعصب، عندما صرّح بأن الامريكيين سوف لن يردوا على الإسلام بشكل كاف إلا اذا كان هناك تزايد للنشاط الإرهابي الإسلامي على التراب الوطني الأمريكي ذاته.٣

    فاثر كل كارثة عظيمة وقعت خلال مائة عام أو أزيد كان هناك دوما متعصبون يؤكدون لنا أن العالم على وشك الدخول في عصر جديد من السّلام والرخاء العالمي. لقد ورثت الولايات المتحدة الأمريكية إحساسا بمسؤولية مسيحانية من مؤسسيها الاصوليين والماسون٤، تتمثل في إعادة تجديد العالم على صورة أمريكا. لقد وضع الربوبيون٥ الماسون شعارهم على الجانب الخلفي للختم الكبير، معلنين قدوم (عالم علماني جديد). فقد رأى المتشددون أن التقوى تكمن في تكديس المال باعتباره اشارة الى رحمات الربّ وجزاء على العمل الجاد الكادح مع استثناء المساعي التافهة كالفن والموسيقى والأدب والمسرح. ولكلا الأمرين جذور يهودية: ماسونية ضمن الكتابات الصوفية اليهودية وأصولية (بيوريتانية) ضمن العهد القديم. ويلتقي هذان التياران الدغماتيان المؤسسان للولايات المتحدة في رؤية أمريكا باعتبارها صاحبة رسالة عالمية واليهود باعتبارهم شعب خاص يمثل مصدر الهام لهذه المهمة. ولهذا السبب كان هناك تحمس كبير لإنشاء دولة يهودية لدى البيوريتانيين والماسون من أعضاء الطبقات الحاكمة بالولايات المتحدة وبريطانيا وبهذه الكيفية منح البيوريتاني اللورد بلفور اسمه للإعلان المخزي الذي ألزم بريطانيا بدعم انشاء دولة يهودية في فلسطين. فالبيوريتانيون وورثتهم الحاليون داخل الاصولية المسيحية، الذين يطلق عليهم تسمية (المسيحيون- الصهاينة)، يشكلون جماعة ضغط كبرى موالية للصهيونية.

    فالماسونية الحرة، مثلها مثل اليهودية الأرثوذكسية والصهيونية تقوم على هدف مسيحاني يتمثل في إعادة بناء هيكل سليمان بالقدس (بعد هدم المسجد الأقصى) باعتباره مركزا للعالم وتدّعي أنها ورثت هذه التركة عن فرسان المعبد. وبالتالي هناك خرافة مشتركة محفزة أحيانا لمصالح متباينة ظاهريا: اليهودية الأرثوذكسية، الصهيونية الماسونية الحرة، والأصولية. وقد تم الاحتفال بشيء من هذا القبيل بالقدس سنة ١٩٩٣، حيث غطّت احدى الصحف هذا الحفل موردة ما يلي:

    لقد حضر الحفل رئيس بلدية القدس تيدي كوليك Kollek Teddy وكبير أحبار الاشكيناز، إسرائيل مايير وقد توجه كوليك إلى جمع الماسون بالقول لقد شرفتم القدس شرفا عظيما. وهذا طبيعي فالملك سليمان كان البناء العظيم للهيكل، الذي يمثل جوهر الفكرة الماسونية والذي كان عماله البناؤون أوائل الماسون.٦

    وبعد الحرب العالمية الأولى قدم الرئيس وودرو ويلسون للعالم نقاطه الأربعة عشر باعتبارها أساسا ايديولوجيا لنظام دولي قائم على عصبة الأمم.٧ وقد رأى الصهاينة واليهود المسيحانيون في عصبة الأمم إمكانية لإقامة دولة عالمية استلهمت من اليهودية. فقد صرح نوهوم سوكولو Sokolow خلال المؤتمر اليهودي الـ ١٢٢ أن عصبة الأمم فكرة يهودية لقد أنشأناها بعد قتال دام ٢٥ سنة وستصير القدس في يوم ما عاصمة لعالم السلام.٨ كما صرح الكاتب الإسرائيلي المشهور، إسرائيل زانغويل محمسا في تعصب مسيحاني:

    مع قدوم الرئيس ويلسون، بطل عصبة الأمم، إلى فرنسا، ستبدأ الحقبة الأكثر زخما في تاريخ البشرية، الحرب الحقيقية من أجل العالم.

    فإذا تمكن الجنس البشري من بناء أخوة، سيتم التعويض عن المذابح والعذاب الذي لا حدّ لهما وستحقق نبوة يهوذا الإنجيلية من تلقاء نفسها في النهاية: سيحولون سيوفهم الى محاريث ورماحهم إلى مناجل ولن ترفع أمة على أمة سيفا وسوف لن يتعلموا الحرب بعدها ابدأ، غير أن اليهودية ستحصل على أمل ضئيل تقليديا من مؤتمر السلام هذا: إعادة امتلاك فلسطين. لكن إذا جُمع بين الإنجاز الثاني وبين جعل القدس مقرا لعصبة الأمم بدلا من لاهاي الفاسدة، فان الحلمين العبريين الأكبر والأصغر سينصهران في حلم واحد، وستصير الحاضرة العبرية - نقطة التقاء الديانات العالمية الثلاث هذه - ومرة واحدة مركزا ورمزا للعصر الجديد.

    لكن اليهودي غير راض بتسجيل جرائم المسيحية، فالنقد لا يمثل سوى الجانب السلبي من الأبداع. إنه عازم على الانتصار. سوف يتحقق من اسطورة اليهودي الفاتح. وبسيف العقل سيجتث الوثني. سوف يأتي بعصبة أمم مقدسة، ألفية سلام. فكلمات أشعيا البابلي ما زالت تهتز داخل روحه.

    لقد وضعت روحي عليه ليسوس الأمم بالعدل، ولا يكلّ ولا تثبط له همّة حتى يرسخ بالعدل في الأرض وتنتظر الجزر تعاليمه.

    فالربّ الذي تمّ تأويل روحه على هذا النحو، الربّ الذي سيستخدم الشعب ليحق الحق ويسوس الأمم والذي يعمل عن طريق أتباعه المخلصين، لإقامة مملكته على

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1