زمرة الأبناء الخطرون

By Dag Heward-Mills

هذا الكتاب هدية أخرى من قلم داغ هيوارد ميلز لجميع الرعاة الذين يكلفون أنفسهم عناء قراءته، وسيجيب هذا الكتاب عن الأسئلة المتعلقة بكيفية إدارة العلاقات المعقدة بين الآباء والأبناء، ومن خلال تعاليم هذا الكتاب، سوف تتجنب اللعنة في حياتك وتجلب لنفسك البركة. إن الآباء أشخاص مميزون يقومون بتربية الأبناء
والربيبين؛ فبدون الآباء لن يكون هناك أطفال لمواصلة الخدمة لأجيال أخرى، وتنتعش دعوة الرب أو تفنى بقدرة ارتباطك بوالدك. اقرأ هذا الكتاب وتجنب اللعنة المتعلقة بإهانة الآباء وعصيانهم وإساءة العلاقة معهم.

• Language: English
• Publisher: Dag Heward-Mills
• Release date: Jun 7, 2020
• ISBN: 9781643299693

Dag Heward-Mills

Bishop Dag Heward-Mills is a medical doctor by profession and the founder of the United Denominations Originating from the Lighthouse Group of Churches (UD-OLGC). The UD-OLGC comprises over three thousand churches pastored by seasoned ministers, groomed and trained in-house. Bishop Dag Heward-Mills oversees this charismatic group of denominations, which operates in over 90 different countries in Africa, Asia, Europe, the Caribbean, Australia, and North and South America. With a ministry spanning over thirty years, Dag Heward-Mills has authored several books with bestsellers including ‘The Art of Leadership’, ‘Loyalty and Disloyalty’, and ‘The Mega Church’. He is considered to be the largest publishing author in Africa, having had his books translated into over 52 languages with more than 40 million copies in print.

Book preview

الفصل 1

كيفية التعرف على الأب

فَقَدْ يَكُونُ لَكُمْ عَشَرَةُ آلافٍ مِنَ الْمُرْشِدِينَ فِي الْمَسِيحِ، وَلكِنْ لَيْسَ لَكُمْ آبَاءُ كَثِيرُونَ! لأَنِّي أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإِنْجِيلِ.

كورنثوس الأولى 4:‏15

هبة

أن تصبح أبًا هي هبة نادرة. ليس كل رجل من رجال الله أبًا. كل من يعلم كلمة الله ليس أبًا. لم يكن جميع الواعظين الزائرين والمعلمين آباء؛ فليس كل نبي أبًا، وأوضح بولس ذلك لأهل كورنثوس.

 الأب هو عطية نادرة

سيكون هناك العديد من الأشخاص الذين سوف يسهمون في حياتك. هناك زخر من المرشدين والمعلمين لكنهم يختلفون عن الآباء. مساهمة الأب هي مساهمة شاملة. يمنحك الأب ميثاقًا كاملًا يتخطى التعليم الجيد. يهتم المعلم بتقديم درس مناسب. ويهتم النبي بخدمة قوة الله من خلال الرؤيا والأحلام وكلام العلم، إلا أن الأب يهتم بمصلحتك المتكاملة.

ولأن الأبوة تشمل الكثير، ليس هناك آباء كثيرون! فإن مراجعة مذكرات مُجهزة أيسر من منح رعاية شاملة. قد يتسم الأشخاص بالصلابة الشديدة والجحود المفرط، ولا يتمكن من التعامل معهم على المدى الطويل سوى الآباء.

هناك العديد من الرعاة والمبشرين والأنبياء، لكن النبي الأب من يمكنه العثور عليه؟ لذا قال بولس: قد يكون لديك عشرة آلاف من المرشدين لكن ليس لديك آباء كثيرون.

تكمن السمة الأساسية للأب في قدرته على إنتاج أجناسه وليس سنه. هناك شباب عدة لهم قلب الأب على عكس بعض الآراء.

غالبًا ما يصبح الأشخاص آباء في سن مبكرة. الأبناء الذين يقدمهم الأب هم دليل الأبوة. تستلزم تربية الأبناء الحب والالتزام والصبر. وفي نهاية المطاف، يبرهن الأبناء على أبوتك.

إذا قارنت خدمات كل من إيليا وإليشع، على سبيل المثال، فسوف تكتشف اختلافات بين النبي الأبوي والنبي غير الأبوي. وتصبح هذه الاختلافات واضحة عندما تتطرق إلى خدماتهم. من خلال مقارنة خدمات إيليا وإليشع، تلاحظ على الفور الاختلافات بين رجل يحظى بقلب الأب ورجل لا يحظى به.

كان إيليا وإليشع نبيَّين فاضلَين، إلا أن إيليا حظي بهبة إضافية لكونه أبًا. لذا كان له خليفة. أما إليشع، فلم يكن لديه خليفة. ولعن جيحزي الذي كان ولي العهد بعده. ولعن جيحزي عندما ارتكب خطأ يخص المال. لا يلعن قلب الأب ابنه الوحيد.

روح الأبوة هي الشيء الذي يدفع رجل الله إلى تنشئة أشخاصًا على شاكلته في الخدمة. بكل بساطة، فإن هبة الأبوة إعلان لمحبة الله. يلزم الأمر الحب لتنشئة أشخاص لا يدركون ما يُفعل لأجلهم.

ويلزم الحب من أجل تنشئة أشخاص لن يفهموك لسنوات عديدة. في الواقع، يرسل الله العديد من المعلمين الذين يخدمون حياتنا. سوف يدبرون الدروس والنقاط التي تشكل العقيدة. إلا أن الأب سيتخذ خطوات أكثر من ذلك. علاوة على تعليمك، سوف يخدم المحبة والصبر اللازمَين لجلبك إلى إرادة الله الكاملة.

المثالية الكامنة في الخادم تدفعه إلى البحث عن الكمال طوال الوقت. المثاليون والكماليون ليسوا آباء صالحين عادةً. وغالبًا لا يقدرون أن نعمة الله تنفذ ببطء في حياة المرء. ويصرون على الكمال طوال الوقت، وهذا ليس ممكنًا مع البشر.

يمكنك أن تحظى برجل الله بصفته معلمًا. كما يمكنك أن تحظى به بصفته راعيًا. وقد تحظى برجل الله بصفته نبيًّا أو مبشرًا. ومن الممكن أيضًا أن تحظى به بصفته أبًا.

نأمل أن تجد أبًا في حياتك! نأمل أن تحظى بالقدرة على الحب وعلى أن تصبح أبًا بنفسك!

الفصل 2

كيفية إدراك آباء مختلفين واستقبالهم في فصول الحياة المختلفة

سوف

يرسل لك الله آباء مختلفين في أوقات شتى.

فَقَدْ يَكُونُ لَكُمْ عَشَرَةُ آلافٍ مِنَ الْمُرْشِدِينَ فِي الْمَسِيحِ، وَلكِنْ لَيْسَ لَكُمْ آبَاءُ كَثِيرُونَ! لأَنِّي أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإِنْجِيلِ.

كورنثوس الأولى 4:‏15

سيرسل الله إليك أشخاص مختلفة بمثابة آباء لك. وأولهم هو أبوك الدنيوي الذي يجب أن تحظى به كما ينبغي. وينبغي ألا تنظر إلى أبيك الدنيوي بصفته قديم الأيام الذي فقد صلته بوقائع الحياة المعاصرة. يعوقك النظر إلى والدك البيولوجي بصفته قديم الطراز عن الاستنارة بحكمته الجليلة.

سيكون لدى هذا الأب البيولوجي حدود في الأبوة. وسيبدأ التتابع قريبًا، وسيصل الشخص القادم الذي أرسله الرب ليكون أبًا لك. وطوال فترة خدمته، سوف تحظى برعاية أبوية تحتاجها لاجتياز المرحلة القادمة في حياتك، ثم سيظهر شخص آخر سيؤدي الدور الأبوي في حياتك. ويستمر تناوب الأشخاص! تنتقل مسؤولية الأبوة من شخص إلى آخر.

هناك أشياء عديدة لا يحدثك الأب البيولوجي بشأنها. ربما ينبغي له أن يحدثك عن كل شيء لكنه لا يفعل. وبالنسبة إلى معظمنا، لم يمنحنا والدانا المشورة في كل خطوة بشأن اختيار زوجة أو زوج، حيث يدلي معظم الآباء الحقيقيين بتعليقات فقط حول أشياء مختلفة في الزواج.

وغالبًا ما تنحصر مشورتهم في الزواج في هذا الأمر. اشكر الله على الرعاة الذين غالبًا ما يتخذون هذا الدور ويرشدون الأبناء فيما يخص الزواج. وغالبًا ما يصبح الرعاة آباء بالتتابع.

في أحد الأيام، سألتني ابنتي سؤالًا قائلة: أبي، كيف يصبح الأشخاص حوامل؟

لقد صعقت من السؤال لكنني أجبت قائلًا: الله يجعلهم حوامل.

لكنها أصرت قائلة: أعلم أن الله يجعلهم حوامل، لكن كيف يحدث ذلك؟

وتمتمت بالإجابة وتمكنت من تغيير الموضوع.

وقالت لي زوجتي فيما بعد: ينبغي التحدث مع أبنائك عن الجنس.

وأجبت: لماذا ينبغي لي ذلك؟ تحدثي معهم بشأن ذلك.

وبدأنا نتجادل وقالت: أنت رب البيت، لذا أنت الوحيد المفترض أن يتحدث معهم.

ولكنني أجبت: أنتِ والدتهم وتتحدثين معهم دائمًا، لماذا لا تحدثينهم عن ذلك أيضًا؟

واستطردت قائلة: هذا واجبك، ويجب أن تؤدي دورك!

لكنني لم أوافق. واستخدمت سلطتي بصفتي رب البيت وفوضتها للتحدث مع الأبناء بشأن هذه الأشياء جميعها.

ولقد وصلنا إلى المكان الذي اضطربت فيه أبوتنا وأمومتنا. وكنا نتمنى أن يرسل الله آخرين لخدمة أبنائنا كما خدمنا أبناء الآخرين. وكنا ندعو أن يظهر الأب التالي تباعًا ويساعد على إرشاد أبنائنا إلى الأمان.

 من الضروري دائمًا التمييز من الآباء ضمن مئات المرشدين والمعلمين. يهتم الآباء بحياتك اهتمامًا كبيرًا، حتى إن مساهمتهم تتخطى أقوالهم. وستكتشف أن خدمتهم تهتم بك كليًّا. وتنطوي خدمتهم على أثر خارق واسع المدى في حياتك.

تمييز الحب والرعاية والإرشاد لأبيك السماوي المُرسل إلى حياتك هو أحد أساسيات تمييز الأب.

ويعتقد أشخاص عديدون اعتقادًا خاطئًا بأن الآية تذكر أنه لديك عشرة آلاف معلم لكن لديك أب واحد. بل يذكر الكتاب المقدس أنه ليس لديك آباء كثيرون. ويوضح بكلمات أخرى أن لديك آباء قليلين.

قال يسوع: لا تدعوا أحدًا أبًا.

وَلا تَدْعُوا أَحَداً عَلَى الأَرْضِ أَباً لَكُمْ؛ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، وَهُوَ الآبُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.

متى 23:‏9

وذلك لأنه ليس من المفترض أن يكون كل إنسان أبًا. يعجز جميع الرجال عن هذا الدور والأب السماوي وحده هو الذي يجسد ما يكون عليه الأب فعلًا.

ألم تلاحظ كيف يتنافس وبتصارع الآباء الدنيويون مع أبنائهم؟ حتى الآباء الحقيقيون قد يصيبون أبناءهم بالكثير من الألم والمعاناة.

يبغض العديد من الأشخاص آباءهم. وتُفسد حياة الكثيرين بسبب آبائهم. وهذا دليل وافٍ على أن أبوة الشخص الطبيعي محفوفة بالنقائص.

ومن ثم، فهناك حاجة إلى ما يُسمى تناوب الآباء.

ويشمل التناوب إرسال الله شخصًا تلو الآخر في مراحل مختلفة في حياتك وخدمتك. ومن الضروري تمييز الأشخاص المختلفين الذين يدخلون حياتك.

وهذا ما كان يوضحه يسوع في المثل الوارد في الإصحاح رقم 21 من سِفر متى، وفي الواقع، سوف نُدان بالطريقة التي نستنير بها بالآباء المختلفين الذين يرسلهم إلينا الله.

اسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: غَرَسَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ كَرْماً، وَأَقَامَ حَوْلَهُ سُوراً، وَحَفَرَ فِيهِ مِعْصَرَةً، وَبَنَى فِيهِ بُرْجَ حِرَاسَةٍ. ثُمَّ سَلَّمَ الْكَرْمَ إِلَى مُزَارِعِينَ وَسَافَرَ: وَلَمَّا حَانَ أَوَانُ الْحَصَادِ، أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْمُزَارِعِينَ لِتَسَلُّمِ ثَمَرَ الْكَرْمِ. فَقَبَضَ الْمُزَارِعُونَ عَلَى الْعَبِيدِ، فَضَرَبُوا أَحَدَهُمْ، وَقَتَلُوا غَيْرَهُ، وَرَجَمُوا الآخَرَ بِالْحِجَارَةِ. ثُمَّ أَرْسَلَ رَبُّ الْبَيْتِ ثَانِيَةً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ عَدَداً مِنَ الأَوَّلِينَ. فَفَعَلَ الْمُزَارِعُونَ بِهَؤُلاءِ مَا فَعَلُوهُ بِأُولئِكَ. وَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمِ ابْنَهُ، قَائِلاً: سَيَهَابُونَ ابْنِي. فَمَا إِنْ رَأَى الْمُزَارِعُونَ الاِبْنَ حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَذَا هُوَ الْوَرِيثُ! تَعَالَوْا نَقْتُلُهُ لِنَسْتَوْلِيَ عَلَى مِيرَاثِهِ. ثُمَّ قَبَضُوا عَلَيْهِ، وَطَرَحُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ، وَقَتَلُوهُ.

متى 21:‏33-39

يرسل الله آباء إلى حياتنا لا نتعرف عليهم في أغلب الأحيان. حتى إن الأشخاص يتصارعون مع آبائهم! ينبغي أن نتعلم تلقي الآباء الذين يرسلهم الله إلى حياتنا.

ما الفرق بين تلقي الأب وتلقي المعلم؟

يتضمن تلقي المعلم تلقي الدروس التي يقدمها من منطلق الكلمة. يتضمن تلقي الأب تلقي شخص ما بطريقة تجعل الخدمة المانحة للحياة تقبل عليك.

ومن الطبيعي أن يؤثر فيك الأب البيولوجي بعدة طرق، حيث يعلمك كيف تأكل، وكيف تلبس، وكيف تعيش. ويمنحك الحكمة، والمشورة، ودروسًا ضئيلة عن الحياة. ويحدد لك نموذجًا تقتدي به، ويقدمه بمثابة مصدر للإلهام والتوجيه.

قارن ذلك بمعلمي المدرسة. هؤلاء المعلمون لا يرشدوننا غالبًا بشكل شامل كما يفعل الآباء، فعندما تصادف شخصًا يؤثر في حياتك تأثيرًا واسع المدى، فمن الأرجح أنك تصادف أحد الآباء الذي قدره الله لك.

لا تخطئ وتستقبل الأب بصفته معلمًا فقط

يخطئ بعض الأشخاص من خلال استقبال آبائهم بصفتهم مجرد معلمين. ويفعلون ذلك من خلال عدم احتواء المساهمة الأبوية التي تصادف طريقهم بأسرها. من خلال تقبل جزء فقط من مساهمة هؤلاء الآباء، فإننا غالبًا نختزل دور الآباء في أنهم مجرد معلمين. هناك أشخاص دعاهم الله لي بصفة الأب، لكنني تعاملت معهم بصفتهم معلمين