Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

Jassim the Leader: Founder of Qatar (Arabic edition)
Jassim the Leader: Founder of Qatar (Arabic edition)
Jassim the Leader: Founder of Qatar (Arabic edition)
Ebook475 pages2 hours

Jassim the Leader: Founder of Qatar (Arabic edition)

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

The Gulf state of Qatar tops the Forbes list of the world's richest countries. In 2010, the country had the world's highest GDP per capita, and its reserves of oil and natural gas are vast. It has been estimated that Qatar will invest more than $120 billion in the energy sector over the next ten years. Yet Qatar has climbed to this pinnacle of wealth and influence in a remarkably short time, and from a starting point of obscurity and insignificance. This astonishing transition is the direct result of the efforts nearly 200 years ago of one visionary man - Jassim bin Muhammad Bin Thani, known as 'the Leader'.

Qatar in the 1830s was a fragmented region, a desert peninsula without security or borders, where coastal communities depended on pearling for survival, while constantly at the mercy of tribal raiders. Jassim's background in this precarious environment led to his understanding that the gap between tribal settled peoples must be bridged, and then to his harnessing of regional conflicts to create a unified Qatari state. Skilfully allying with Ottoman forces to fend off the British, Jassim established power in the newly rebuilt capital, Doha, eventually becoming the first leader of the new country.

Little known outside Qatar, Jassim's extraordinary achievement cannot be understated. By the time of his death on the eve of the First World War, both the Ottomans and the British had recognised Qatar's autonomy, and the way was open for the country he had created to move steadily forward to its enviable economic position today.

LanguageEnglish
PublisherProfile Books
Release dateFeb 27, 2020
ISBN9781782837480
Jassim the Leader: Founder of Qatar (Arabic edition)
Author

Mohamed Althani

Shaikh Mohamed A. J. Althani was born in Qatar in 1962 and took a degree in industrial management from Central Michigan University. He worked in the oil and gas industry from 1985 to 2002. From 2004 to 2006 he was the Qatari Minister for Economy and Trade. He now runs a range of businesses involved in private equity, oil consultancy and construction. He is a member of the Middle East advisory board of the London Business School.

Read more from Mohamed Althani

Related to Jassim the Leader

Related ebooks

History For You

View More

Related articles

Reviews for Jassim the Leader

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    Jassim the Leader - Mohamed Althani

    جاسـم

    القـائـد

    مؤسس قطـر

    جاسـم

    القـائـد

    مؤسس قطـر

    محمد أحمد جاسم آل ثاني

    نُشرت هذه الطبعة العربية المنقحة في عام 2022.

    طُبع لأول مرة في بريطانيا العظمى عام 2012

    في بروفايل بوكس المحدودة

    29 Cloth Fair

    London EC1A 7JQ

    www.profilebooks.com

    3 5 7 9 10 8 6 4 2

    حقوق الطبع © محمد أ. ج. آل ثاني 2022

    الطبعة الثانية.

    تم تأكيد الحقوق المعنوية للمؤلف.

    كافة الحقوق محفوظة. دون تقييد الحقوق المذكورة بموجب حقوق النشر أعلاه، لا يجوز إعادة إنتاج أو تخزين أو إدخال أي جزء من هذا الكتاب في نظام استرجاع أو نقله بأي شكل أو بأي وسيلة (إلكترونية أو ميكانيكية أو نسخ أو تسجيل أو غير ذلك)، دون إذن خطي مسبق من كلا مالك حقوق الطبع وناشر هذا الكتاب.

    الهدف من الخريطة في الصفحة xxiii هو الاسترشاد فقط، وهي ليست بديلاً عن الخرائط الرسمية. وُضعت الحدود والمواقع بحسن نية بناءً على معلومات قدمها المؤلف، والناشر غير مسؤول عن أي أخطاء قد ترد فيها.

    يتوفر سجل فهرسة لهذا الكتاب من المكتبة البريطانية.

    الترقيم الدولي 6 550 80081 1 978

    الترقيم الدولي الإلكتروني 0 748 78283 1 978

    تنضيد الطباعة في أكادية للنشر

    دار أكادية للنشر

    51/8 Brunswick Street

    Edinburgh EH7 5HT

    www.akkadiapress.uk.com

    طُبع وغُلِّف في بريطانيا لدى كلايز، بانغاي، وسافولك

    الورق الذي طُبع عليه هذا الكتاب معتمد من قبل مجلس الإشراف على الغابات © 1996. وهي هيئة مراعية لسلامة الغابات. تحمل المطبعة تسلسل عهدة مجلس الإشراف على الغابات رقم

    SGS-COC-2061

    أهدي هذا الكتاب لوالدي،

    أول من قص لي بطولة جاسم،

    ولزوجتي هنادي،

    ولأبنائنا ليان وجاسم وجود

    المحتـويـات

    الرسومات

    ملاحظات على الترجمة وتحديث لبعض الوقائع

    تمهيـد

    وصف قطـر

    خريطة قطـر

    1 مقدمة

    2 وصول آل ثاني

    3 تجارة بحاجة إلى حكومة

    4 القبائل وتشكيل الدولة

    5 والد جاسم

    6 صعود نجم جاسم

    7 قطر العثمانية

    8 وحدة قطر تحت الاختبار

    9 نهاية العثمانيين

    10 توافق الأشقاء

    11 نهاية حقبة

    الخاتمة

    نسل حكام قطر

    قائمة المراجع

    الفهرس

    الرسومـات

    خريطة لمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية بريشة أنجلو دو كونتي فريدوتشي، عام 1555 (© المتحف البحري الوطني، غرينتش، لندن)

    خريطة لمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية بريشة ريغوبرت بون، حوالي عام 1760 (© كلاسيك ايميج/ ألامي)

    صيد اللؤلؤ في الخليج العربي، حوالي عام 1870. (مكتبة صور وأفلام ميري ايفانز)

    رجال قبائل من البدو في قطر، يناير 1904. (bpk/ المتحف الاثنولوجي، SMB/ هيرمان بورخارت)

    سفينة HMS Philomel راسية في الخليج، حوالي عام 1900 (متحف الإمبراطورية البريطانية والكومنولث / صور akg/ مجموعة صور يونيفرسال)

    قارب صيد والديوان الأميري على الواجهة البحرية للدوحة، الخمسينيات. (© توب فوتو)

    صيادون على الشاطئ في الخور، السبعينيات. (© توب فوتو)

    قارب صيد لؤلؤ تقليدي عام 1985. (جون لوكربي)

    بدو يمتطون الجمال في الصحراء القطرية، السبعينيات. (جون لوكربي)

    رجال قبائل من البدو في الخمسينيات. (© توب فوتو)

    اجتماع لزعماء بدو من أواخر السبعينيات. (جون لوكربي)

    الشريط الساحلي قرب فويرط، السبعينيات. (جون لوكربي)

    قلعة الوجبة، حوالي عام 1930. (© برترام ثوماس/ الجمعية الجغرافية الملكية، لندن)

    قرية لوسيل. (بإذن من المؤلف)

    الوكرة في الثمانينيات. (جون لوكربي)

    مسجد في الدوحة، الخمسينيات. (© توب فوتو)

    كثبان رملية غرب الوكير، السبعينيات. (جون لوكربي)

    الدوحة اليوم: الكورنيش. (بإذن من المؤلف)

    كورنيش الدوحة في الليل. (بإذن من المؤلف)

    الميناء الحديث في رأس لفان. (بإذن من المؤلف)

    نصب اللؤلؤة، الدوحة. (© اريك ناثان/ أرابيان آي/ كوربيس)

    ملاحظات على الترجمة وتحديث لبعض الوقائع

    لقد أخذت مبادرة هذا الكتاب لأنني لم أجد عملاً متكاملاً يغطي سيرة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني العظيمة لتأسيس دولة من لا شيء. كانت أرض قطر اليوم مسرحاً للقبائل المتصارعة ومعبراً للسفر أو الوصول لمغاصات اللؤلؤ والرعي ولم يستطع أحد توحيد أراضيها وحمايتها إلا بعد دخول بن ثاني لها وبداية النواة الأولى من الشيخ محمد بن ثاني الذي بلور الفكرة ليحملها جاسم إلى مرحلة التنفيذ.

    قد يتساءل القراء لماذا كتبت هذا الكتاب باللغة الإنجليزية؟ والجواب أنه على الرغم من أن كل البحوث والترجمات كانت بالعربية، فضلت كتابته على شكل قصة متسلسلة بالإنجليزية لعدم وجود أي عمل محلي يشرح قصة تأسيس قطر. لقد اعتمدت في هذا العمل على مستندات رسمية استطعت جمعها على مدار أكثر من عشرين سنة، ولم أعتمد على أية أقوال أو قصص شفهية. والسبب أن القصص الشفهية كانت تتغير من راوٍ لآخر.

    ونظراً لترجمة الكتاب من الإنجليزية إلى العربية قد يجد القارىء اختلافاً في بداية الجمل أو عرض تقديم للبند يبدأ بقصة أو حادثة أجنبية والسبب هو جذب القارئ الأجنبي ليتخيل الزمان والمكان وربطه بمنطقتنا التي كانت تعاني ويلات الفقر والحروب، بينما عاش الغرب بداية نهضته التي ما زالت معنا إلى اليوم.

    تعرضت في هذا العمل لمواضيع لم يغطِها أحد، وإن كانت حساسة، إلا أنني أخذت على نفسي أن أّبينها فلا يوجد من هو معصوم عن الأخطاء، وإن سير الناجحين لا بد لها أن تمر بنكسات ثم تقف أقوى مما كانت عليه. الجميل أن نرى أن جاسم مارَسَ شتى أشكال الدهاء السياسي وحكمة الصبر عند الحاجة، والانقضاض على الأعداء في الوقت المناسب، ولذلك لم تتمكن الإمبراطوريتان البريطانية أو التركية من التحكم أو فرض هيمنتها عليه، ولم تستطع أي من دول الجوار إلغاء حقه في تأسيس دولته علماً أن هذه الدول استكثرت عليه أن تكون له أرض ودولة حيث استغلت قطر كأرض وبحر مفتوح لمصالحها.

    ومرت قطر بحصار آخر من جيرانها هو الرابع في الشكل. ونجد أن التاريخ يعيد نفسه بعد أن تحولت منطقة الخليج ودوله إلى التحضر والتقدم والرفاهية الاقتصادية، إلا أن البشر لم يتغيّروا وأثبتت هذه الأزمة المفتعلة أن رواسب التاريخ لم تُمحَ من أذهانهم.

    عندما كنت أحضر لكتابي منذ منتصف التسعينيات وحتى بداية حصار قطر، حدثت واقعتان متشابهتان أحسست فيهما أن قطر وأهلها بخير من حيث تلاحم أهل هذا البلد بقيادتهم. فعند عودة جاسم من سجنه في البحرين غدراً لمدة عام تجمَّع أهل قطر نساءً ورجالاً لاستقباله، ورأيت ذلك الحدث المشابه عند عودة سمو الأمير الوالد من العلاج في عام 1996، وعودة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد بعد سفرته الشجاعة الأولى وقطر تحت الحصار ليخاطب الأمم المتحدة عن حصار بلاده والدفاع عنها. لقد حظيت بفرصة السلام على القائدين آنذاك في مطار الدوحة وقد ملأت عينيّ الدموع لما تراءى لي من أفكار حول هذه المحبة الصادقة بين القادة الثلاثة وشعبهم، وإن تغيّر الوقت والمناسبة، ولكن هذه بركة أنعم الله بها على هذا البلد لنحافظ عليها.

    من سيقرأ الكتاب سيلاحظ أن قطر مرَّت بفترات اقتصادية صعبة وأخرى مريحة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه خلال فترة السبعينات تحسنت أسعار النفط خاصة بعد الثورة الإيرانية، وعليه تحسنت الأوضاع الاقتصادية بشكل ملحوظ، ولكن أسعاره انهارت بشكل كبير خلال منتصف الثمانينات لتسجل أطول فترة لتدني أسعار النفط حتى عام 2006. وقد عاشت قطر فترة جمود اقتصادي طويل، حيث كان إنتاج النفط المحلي يسجل حالة تراجع ولذلك وضع الغاز كمصدر وأمل قطر المستقبلي، والذي نجحت قطر فيه بكل المقاييس وقد تشرفت أن أكون أحد المؤسسين لمشروعَي قطر غاز وراس غاز وهذه الصناعة منذ عام 1985. لقد أصبحت قطر اليوم أكبر مصدر للغاز ومشتقاته وسيصبح إنتاجها مقارباً لستة ملايين برميل من النفط المقابل، علماً أن إنتاج قطر في منتصف عام 1987 كان بحدود 300 ألف برميل باليوم فقط. فقطر بخير وستبقى بخير بإذن الله.

    تمهيد

    بين إعلان على صفحتها التاسعة يروّج لبيع أطقم الأسنان، ومقالة طويلة ومركبة حول ملاكم فيكتوري متقاعد من وزن الديك، نشرت صحيفة الديلي اكسبرس البريطانية في 24 يناير 1935، خبراً عن زيارة تاريخية جرت في بريطانيا. لكن بأسلوب صحفي عصري، ودون جعل الحقائق تعيق كتابة القصة المثيرة، نشرت صحيفة اللورد بيفربروك مقالةً ملفّقة حول أول زيارة رسمية يقوم بها أمير قطري إلى بريطانيا.

    بريطانيون قلائل سمعوا بقطر. وبصراحة تامة، فإن أي مواطن قطري كان سيصعب عليه تصديق أن عنوان المقالة الرنّان ملك اللؤلؤ برفقة 84 زوجة يشير إلى رئيس دولته الذي قصد بريطانيا لحضور اليوبيل الفضي للملك جورج الخامس. لكن مع هذا، فإن المقالة مرجع تاريخي، إذ تُعد اعترافاً بقطر كدولة مستقلة ذات سيادة.

    لا شك أن القراء فاتهم معرفة هذه الحقيقة، ولا بد أنهم ذُهلوا ولامست حواجبهم جبهاتهم عندما قرأوا في المقالة أن الأمير الشيخ عبد الله بن جاسم بن محمد بن ثاني، كان يجمع في بلاطه المنجمين والراقصات والمتنبئين الذين يمتلكون موهبة النبوءة. لا أعرف بالضبط من ابتكر هذه المزاعم – ربما يكون أحد المحررين ذوي الرواتب المنخفضة في الصحيفة آنذاك، لا سيما وأن المقالة لا تحمل توقيعاً. لكن أيّاً كان كاتب المقال، فإنه لم يكن يعلم بالجهود التي بُذلت لتحويل شبه جزيرة صحراوية مقسَّمة إلى دولة ذات سيادة.

    يلزمنا قسط وافر من الخيال كي نفهم ما تطلّبه إنشاء دولة قطر وتأسيسها، علينا تخيُّل الزمن الذي سبق ظهور ناطحات السحاب والمدارس والمستشفيات والطرق والكهرباء ومكيّفات الهواء، لكن المسألة لا تتوقَّف هنا. فلإثبات العظمة الحقيقية لإنجازات الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، علينا أن نتخيّل أرضاً بلا أمن أو حدود، أرضاً كان بوسعِ البحّارة البريطانيين والجنود العثمانيين أو رجال القبائل البحرينية والبدوية تدمير قرىً كاملة فيها، وهذا ما كانوا يفعلونه بالفعل.

    باختصار، علينا أن نتخيّل منطقةً لا مكان فيها لمفهوم الوحدة سوى في مخيّلة شابٍ واحدٍ. وعلى عكس الكويت أو عُمان في بداية القرن التاسع عشر، لم يكن من المتخيَّل ظهور قطر كدولة قائمة بذاتها. لذا فإن نجاحها في تحقيق الاستقلال والدفاع عن أراضيها وتقدّمها لتصبح واحدة من أغنى الدول وأكثرها تأثيراً، بالنسبة لمساحتها الصغيرة، إنما هو شهادة وبرهان على رؤية عظيمة لرجلٍ عظيمٍ.

    وَصْفُ قَطَر

    الجيولوجيا، وضع الخرائط، والمعارف المحلية القليلة

    تمتد شبه جزيرة قطر على مساحة أحد عشر وخمسمائة ألف كيلومتر مربع تقريباً، وتبرز، بشكلها الذي يشبه الزائدة الدودية، خارج الجزيرة العربية وداخل الخليج. من ناحية التركيبة الطبيعية، يتكون سطحها من الحجر الجيري الأيوسيني السفلي والجص الذي يمتد في الجنوب والجنوب الغربي بواسطة المارل الميوسيني والحجر الجيري. أما بالنسبة للشخص العادي، فهي صحراء بسيطة منخفضة بطيتين رئيسيتين في الغرب. إنها سلسلة جبال دخان، التي حُفرت فيها أول آبار للنفط. تتعالى هذه التلال البسيطة من الساحل إلى ارتفاع يزيد قليلاً عن ستين متراً، لكنها تمتد على طول خمسين كيلومتراً على الساحل وخمسة كيلومترات في الداخل.

    في وسط قطر، هناك انتفاخ تدريجي، يُعرف باسم ارتفاع منتصف شبه الجزيرة، وهو يتألف من حجر جيري له طابع مختلف قليلاً عن ذاك الموجود في الأماكن الأخرى. في الواقع، تشكل الهضاب المستوية السطح والتلال المعرضة للحت الريحي المنتشرة على الطرف الجنوبي والخاصرة الشرقية لسلسلة جبال دخان، منظراً شديد الغرابة. هذه الريح– ريح الشمال - الشمال الغربي – هي نفسها التي تهب على معظم الجنوب الشرقي لقطر، حيث تتكون أكبر الكثبان الرملية.

    ومع أن محافظة الأحساء في المملكة العربية السعودية تتاخم شبه الجزيرة القطرية، إلا أن هناك مسطحات ملحية ضخمة تفصل بين المنطقتين. قد يكون السفر إلى هنا عملاً محفوفاً بالمخاطر، ويبدو أن التضاريس تدعم المقولة المحلية التي تزعم أن قطر كانت في السابق جزيرة. وهذا بدوره قد يفسر سبب ظهور قطر في الخرائط، إلى ما قبل ثلاثمئة عام تقريباً، وكأنها معزولة تماماً عن البر الرئيسي. لكن المعالم الجغرافية الأكثر إثارة للاهتمام في قطر ليست قرب المسطحات الملحية أو البحر الداخلي الجميل، بل في الكهوف الجوفية - الدحل - وهي الأكثر سحراً، إذ تحتوي هذه الكهوف المنهارة على برك من الماء المنعش.

    اللغة المحلية

    صحيح أن الكثير من الكلمات المستخدمة عادةً لوصف المعالم الجغرافية لدولة قطر هي باللغة العربية الفصحى، إلا أن معظمها ينطوي على معانٍ ومرادفات محلية. أحب أن أذكر في هذا السياق بعض هذه الكلمات لإعطاء القارئ فكرة عن اللهجة العامية - لغة جاسم. وهي أيضاً بمثابة توثيق للمفردات التي قد لا تستمر لعدة عقود في ظل المسيرة الحتمية نحو التنمية والحداثة.

    تُعرف المنطقة الوسطى من قطر وهي تتشكل من هضبة من الحجر الجيري، باسم بر قطر، علماً بأن كلمة بر تعني الصحراء بشتى أشكالها. في زمن جاسم كانت التلة الصخرية العالية تُسمى بزيله بينما يُطلق على التلة الصغيرة المنخفضة اسم هضِبة. وعُرفت الهضاب الغربية باسم المشعبية، والتلال الشرقية المعرضة للحت الريحي باسم القهاب، وتُعرف التلال التي تبدو على شكل أنقاض متوَّجة بغطاء من الحجر الجيري القاسي باسم البراق بسبب البريق الذي تتمتع به صخورها، ويميزها عن باقي أنواع الصخور.

    مصطلح نخش يعني الأنف ويستخدم بمعنى النتوء البارز، كما هو الحال مثلاً في الطرف المغمور من سلسلة جبال دخان في الجنوب. وهناك مصطلحان آخران استخدما في الماضي هما الجرن والطوار. الأول يعني التلة المنعزلة التي لها شكل قرن حيوان، أما الثاني فيعني الهضبة ذات القمة المسطحة.

    على غرار الكثير من دول الخليج الأخرى، غالباً ما تبدأ أسماء الأماكن بأم أو أبو - لبعض السمات الطبيعية أو الحيوانات أو بعض الأحداث القبلية. توصف بعض هذه الأماكن أيضاً باسم روضة – وهي منطقة رعي شبه دائمة مع بئر وعشب منخفض جداً يسمى نعيم. أما مناطق الرعي الأقل فائدة، المروية بقليل من المياه، فتُسمى جيري. تؤدي إلى هذه المنخفضات وهاد ضحلة صغيرة تًعرف باسم الوديان وهي منتشرة في الغرب. وتُعرف المسارات القصيرة للجداول الصغيرة التي تتمتع بغطاء نباتي متناثر باسم الشعب. وبالسير قليلاً نحو الجزء الشرقي من الهضبة الوسطى تنتشر السهول الممهدة الناعمة المعروفة باسم الرقة، مع سطح من الحجارة الدقيقة تسمى الحشو وغبار ذي لونٍ مائلٍ للحمرة يعرف باسم نقا.

    حين تهب رياح الشمال المحملة بالغبار في أرجاء شبه الجزيرة، تقتلع كل شيء يعترض طريقها، بما في ذلك حزم العشب. يمكن أن يتسبب هذا الهبوب بولادة كثيب رملي. يُطلق على هذه الترسبات الأولية اسم الرملة، وفي بعض أجزاء قطر الأخرى يُطلق عليها اسم البرثة. تتطور الرملة لتصبح كثيباً ضيقاً طويلاً يسميه رجال قبيلة آل مرة الارج، بينما يسميه العوامر الساحب، وكلتا القبيلتين تطلقان على الكثيب الرملي المرتفع والممتد اسم عرقوب.

    ينمو هذا التل الصغير بشكل تدريجي ليصبح كثيباً متوسط الحجم يعرف باسم الزبار. إذا استمر الكثيب بالتوسّع تبني الرمال في نهاية المطاف شكل هلال يُعرف لدى الجغرافيين باسم البرخان. تكون قمم هذه الكثبان الرملية دائماً متجهة نحو الشمال الغربي. في هذه المرحلة من تطوره، يصبح للكثيب الرملي ذراعان موازيان لاتجاه الرياح. يُعرف الجانب القليل الميلان المتحدب باتجاه الريح باسم ظهر الخيط، والجانب الشاهق المواجه للريح باسم السيال. في المناطق المؤدية إلى البحر، تتشابك هذه الكثبان لتشكل بحراً من الرمل يُسمى نيجيان. رغم توفر العديد من الكلمات المختلفة المستخدمة في وصف الكثبان الرملية، حين تكون التفاصيل غير ضرورية يستخدم البدو كلمة نجد- وهو الكثيب المسطح البسيط الذي لا يتميز بأي شيءٍ خاص!

    يكون الماء نادراً في مناطق الكثبان، ويطلق على الآبار المتوفرة في الصحراء الجنوبية اسم عقلة. هناك نظريتان شائعتان حول أصل هذا المصطلح. يقول البعض إن سبب التسمية يعود إلى ضحالة هذه الآبار التي لا يزيد عمقها عن طول العقال – وهو العصبة التي تثبت غترة البدوي على رأسه. ويقول آخرون إنه يشير إلى المكان الذي تتوقف فيه القبيلة وتعقل أي تشد وثاق الدواب. مهما كان أصل الكلمة، فإن البئر لم يكن يحتوي دائماً على الماء. يطلق على البرك الصخرية المؤقتة التي تتجمع في التلال اسم مشعاش. لكن هطولات الأمطار كانت تتجمع في التجاويف الجيولوجية المعروفة باسم الوعب، لفترات أطول في فصل الشتاء في شمال شبه الجزيرة.

    المفردات المستخدمة لوصف السمات الساحلية الطبيعية لقطر، باتت اليوم تُطلق على أسماء أكبر مدنها. فمنطقة اليابسة الداخلة في البحر تُسمى راس، والخليج يُسمى دوحة، والجون الضيق يُسمى خور. وتتمتع شبه الجزيرة بأكملها بمدىً صغير من مناطق المد والجزر، صغيرة بما يكفي لسحب السفن بأمان وإصلاحها وإعادة إطلاقها بأقل قدرٍ ممكن من الصعوبة. ونظراً لانخفاض الأرض، تتشكل الأحواض الملحية - السبخات - بسهولة كبيرة. وهناك شواطئ منخفضة في الداخل أيضاً تمتد من الخط الساحلي الحالي، ولا تزال تتواجد رواسب متكتلة من الأصداف، تسمى الصبان، في أماكن تبدو بعيدة جداً عن البحر.

    الخرائط

    رغم أن شبه الجزيرة تتمتع بسمات طبيعية تجعلها مادة جيدة لرسم الخرائط، فقد ظلت المعلومات المتوفرة عنها قليلة حتى فترة قريبة نسبياً. ولم يظهر مخطط الإمارة بشكل تفصيلي واضح على الخرائط إلا في القرن التاسع عشر. كانت التمثيلات الأولى تُظهر جزيرتين كبيرتين، مع عدد متباين من الجزر الأصغر المقابلة للبحرين، ونتوء صغير يبرز من البر الرئيسي في الجهة المقابلة. يظهر نهر وقرية الأحساء اللذان يصلان إلى البحر بالقرب من خليج سلوى. والإشارات المبكرة إلى قطر قليلة ونادراً ما تشير إلى أكثر من الاسم نفسه. أمّا أول جغرافي عربي ذكر شبه الجزيرة فهو ابن خرداذبة في القرن التاسع، حيث سجلها كواحدة من المحطات في الطريق المؤدي من البصرة إلى عُمان. الهمداني أيضاً ذكر قطر في القرن العاشر، لكن ضمن قائمة من الأماكن المسجلة في وصف عام لشبه الجزيرة العربية. يبدو أن قطر في هذا الوقت كانت تُعتبر نقطةً على طريق وليس وجهة مقصودة حصراً. ولكن حتى في فترات لاحقة، أي في زمن ياقوت وابن منصور في القرن الثالث عشر، ذُكرت قطر دائماً على أنها مجرد قرية أو بلدة.

    أمّا الرجل الذي ذكر اسم قطر في الغرب فهو المغامر البرتغالي بيدرو تيخيرا الذي عاش في القرن السادس عشر وكانت حياته عبارة عن مغامرة طويلة، إذ قطع نهر الأمازون بزورق خفيف، مما أثار دهشة الحامية الإسبانية في كيتو، وكان أول غربي يستخدم اسم قطر. إذ كتب يقول: في بعض السنوات يبدأ الصيد في بارهن في شهر يونيو، لكن الأعم هو أن يبدأ في شهر يوليو، ويستمر طوال شهريّ يوليو وأغسطس. ويتابع يتألف الأسطول من حوالي مئتي مركب... وعادةً ما يذهب إلى صيد الأسماك في قطر، أحد موانئ شبه الجزيرة العربية، ويقع على بعد عشرة فراسخ جنوب جزيرة بارهن.

    بعد مائة عام، وعقب استيطان آل خليفة في بلدة الزبارة الشمالية الغربية، أصبحت التفاصيل التاريخية والجغرافية متاحة بسهولة أكبر. أصبحت السواحل الشمالية الغربية والشرقية وصولاً إلى مرفأ مسيعيد الحالي، بالإضافة إلى ضفاف اللؤلؤ في قطر، معروفة ومميزة بوضوح من قبل الملاحين العرب. وبعد الهجوم الفارسي على البصرة في عام 1776، لجأ العديد من تجار المدينة إلى الزبارة، حيث شهدت المدينة ازدهاراً كبيراً لفترة من الوقت.

    ظهر المزيد من الأسماء القطرية على الخرائط التي رُسمت في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى نجل مزارع من لودينغورث، فيما أصبح يُعرف اليوم بسكسونيا السفلى. لم يتبنَّ كارستن نيبور ارتداء اللباس المحلي في رحلاته عبر اليمن وشبه الجزيرة العربية فحسب، بل أجاد أيضاً اللغة العربية، وأصبح أول رسام للخرائط في الشرق الأوسط. تتضمن خريطته التي وضعها في عام 1794 ذكراً لـ Deh Rogn، حيث تعني كلمة deh القرية وRogn تعني ركن الواقعة في الطرف الشمالي لشبه الجزيرة – وهي معلم بارز للبحارة. تُظهر خريطته الأقدم التي رسمها في عام 1765 أيضاً Huali وFaraha (الحويلة وفريحة). يوجد في البر الرئيسي Khau، الذي ربما يكون خور حسان، وكذلك خليج سلوى. وعلى خريطة الخليج التي نُشرت في كتابه Voyage en Arabie رحلة عربية، يحدد نيبور الأرض الواقعة شرق هذا المصب الخليجي قطر.

    تظهر صورة أكثر تفصيلاً لقطر على

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1