Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عالم الأنوار ج3: عالم الأنوار, #3
عالم الأنوار ج3: عالم الأنوار, #3
عالم الأنوار ج3: عالم الأنوار, #3
Ebook1,172 pages21 hours

عالم الأنوار ج3: عالم الأنوار, #3

Rating: 3.5 out of 5 stars

3.5/5

()

Read preview

About this ebook

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه محمد و اله الطيبين الطاهرين و اللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين.

هذا هو الجزء الثالث من كتابي "عالم الأنوار الجامع لاحاديث الأطهار" وهو القسم الاخير من الدفعة الأولى التي تناولت سبعة كتب هي :

تفسير الحبري

تفسير العلوي ( تفسير القمي)

تفسير العسكري (عليه السلام)

توحيد المفضل

الصحيفة السجادية

كتاب سليم بن قيس

مصباح الشريعة 

و يبدأ الكتاب من حرف اللام الى أخر حرف الياء. والله المسدد.

LanguageEnglish
PublisherAnwar Jaber
Release dateApr 17, 2018
ISBN9781386997702
عالم الأنوار ج3: عالم الأنوار, #3
Author

أنور غني الموسوي

أنور غني جابر الموسوي طبيب و فقيه محدث و شاعر و كاتب عراقي تولد مدينة بابل سنة 1973. يعمل حاليا طبيبا استشاريا و رئيس تحرير مجلتي تجديد و اركس بروس بوتري باللغة الانجليزية. يكتب باللغتين العربية و الانجليزية وظهر اسمه في العديد من المجلات و المختارات الأدبية العربية و العالمية. له اكثر من خمسين مؤلفا باللغتين العربية و الانجليزية  و نال العديد من الجوائز اهمها جائزة " افضل شاعر في العالم " لسنة 2017 عن اتحاد أمم العالم. السرد التعبيري و التعبيرية الالكترونية هي من الاسلوبيات الخاصة بكتابات و فن انور غني. المدونة الشخصية :  https://anwarjaber.wordpress.com

Read more from أنور غني الموسوي

Related to عالم الأنوار ج3

Titles in the series (2)

View More

Related ebooks

Islam For You

View More

Related articles

Related categories

Reviews for عالم الأنوار ج3

Rating: 3.6666666666666665 out of 5 stars
3.5/5

6 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عالم الأنوار ج3 - أنور غني الموسوي

    عَالَم الأنوار

    الجامع لأحاديث الأطهار

    الجزء الثاني

    أنور غني الموسوي

    1439

    المقدمة

    بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه محمد و اله الطيبين الطاهرين و اللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين.

    هذا هو الجزء الثالث من كتابي عالم الأنوار الجامع لاحاديث الأطهار وهو القسم الاخير من الدفعة الأولى التي تناولت سبعة كتب هي :

    تفسير الحبري

    تفسير العلوي ( تفسير القمي)

    تفسير العسكري (عليه السلام)

    توحيد المفضل

    الصحيفة السجادية

    كتاب سليم بن قيس

    مصباح الشريعة

    و يبدأ الكتاب من حرف اللام الى أخر حرف الياء. والله المسدد.

    اللام

    لأنسبن الاسلام نسبة لم ينسبها احد قبلي ولا ينسبها احد بعدي

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال  حدثنا ابو الحسن على بن ابراهيم بن هاشم قال:  حدثني محمد بن يحيى البغدادي رفع الحديث إلى امير المؤمنين عليه السلام انه قال لانسبن الاسلام نسبة لم ينسبها احد قبلي ولا ينسبها احد بعدي الاسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، فالتصديق هو الاقرار، والاقرار هو الاداء، والاداء هو العمل والمؤمن من اخذ دينه عن ربه إن المؤمن يعرف ايمانه في عمله وان الكافر يعرف كفره بانكاره، يا ايها الناس دينكم دينكم فان السيئة فيه خير من الحسنة في غيره، وان السيئة فيه تغفر، وان الحسنة في غيره لا تقبل. حديث محكم.

    لا بأس ان تخلط طعامك بطعام اليتيم

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال  حدثنا ابو الحسن على بن ابراهيم بن هاشم قال:  قال الصادق عليه السلام لا بأس ان تخلط طعامك بطعام اليتيم فان الصغير يوشك أن يأكل الكبير معه واما الكسوة وغيره فيحسب على كل رأس صغير وكبير كما يحتاج اليه. حديث محكم.

    لابثين فيها احقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا

    تفسير العلوي (تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال اخبرنا احمد بن ادريس عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد بن النضر بن سويد عن درست بن ابى منصور عن الاحول عن حمران بن اعين قال سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله (لابثين فيها احقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا) قال: هذه في الذين لا يخرجون من النار. حديث محكم.

    لا بل والله شر أريد بهم حين بايعوا معاوية وتركوا الحسن بن علي صلوات الله عليهما.

    تفسير العلوي (تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى عن زياد عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن الحسين بن زياد قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول في قوله (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الارض أم أراد بهم ربهم رشدا) فقال لا بل والله شر أريد بهم حين بايعوا معاوية وتركوا الحسن بن علي صلوات الله عليهما. حديث محكم.

    لا تأكلوا إلا ما ذكيتم إلا الكلاب

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال  حدثنا ابو الحسن على بن ابراهيم بن هاشم  قال: اخبرني ابى عن فضالة بن ايوب عن سيف بن عميرة عن ابى بكر الحضرمي عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال سألته عن صيد البزاة والصقور والفهود والكلاب، قال لا تأكلوا إلا ما ذكيتم إلا الكلاب، قلت فان قتله قال كل فان الله يقول وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما امسكن عليكم، ثم قال (عليه السلام) كل شئ من السباع تمسك الصيد على نفسها إلا الكلاب المعلمة فانها تمسك على صاحبها قال اذا ارسلت الكلب المعلم فاذكروا اسم الله عليه، فهو ذكاته. حديث محكم.

    لا تخلو الارض من امام قائم بحجة الله

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي   قال  قال امير المؤمنين عليه السلام: لا تخلو الارض من امام قائم بحجة الله اما ظاهر مشهور واما خائف مقهور لئلا يبطل حجج الله وبيناته . حديث محكم.

    لا تدع اليقين بالشك و المكشوف بالخفي

    مصباح الشريعة  : الطوسي عن  جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب الخجندي ، عن محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الاصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم ، ولكن في الكتاب قال: قال الصادق عليه السلام. و عن ابن طاووس و الشهيد الثاني عن الامام الصادق عليه السلام:  ( فباستظهار منا انه عن شقيق البلخي عن الامام الصادق عليه السلام بشرح الصهرشتي)  قال:  الباب التاسع و العشرون في معرفة الصحابة. قال الصادق عليه السلام: لا تدع اليقين بالشك و المكشوف بالخفي و لا تحكم ما لم تره بما تروى عنه قد عظم الله أمر الغيبة و سوء الظن بإخوانك من المؤمنين فكيف بالجرأة على إطلاق قول و اعتقاد زور و بهتان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و اله قال الله عز و جل تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَ تَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ و ما دمت تجد إلى تحسين القول و الفعل في غيبتك و حضرتك سبيلا فلا تتخذ غيره قال الله وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً و اعلم أن الله تعالى اختار لنبيه عن أصحابه طائفة أكرمهم بأجل الكرامة و حلاهم بحلية التأييد و النصر و الاستقامة لصحبته على المحبوب و المكروه و أنطق لسان نبيه محمد صلى اله عليه و اله بفضائلهم و مناقبهم و كراماتهم و اعتقد محبتهم و اذكر فضلهم و احذر مجالسة أهل البدع فإنها تنبت في القلب كفرا و ضلالا مبينا و إن اشتبه عليك فضيلة بعضهم فكلهم إلى عالم الغيب و قل اللهم إني محب لمن أحببته أنت و رسولك و مبغض لمن أبغضته أنت و رسولك فإنه لم يكلف فوق ذلك) حديث محكم الا ان سكوته عن من احدثوا حدثا فهو تقية و لا سيما ان الرواي للحديث عامي.

    لا ترائي بعملك من لا يحيي و يميت و لا يغني عنك شيئا

    مصباح الشريعة  : الطوسي عن  جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب الخجندي ، عن محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الاصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم ، ولكن في الكتاب قال: قال الصادق عليه السلام. و عن ابن طاووس و الشهيد الثاني عن الامام الصادق عليه السلام:  ( فباستظهار منا انه عن شقيق البلخي عن الامام الصادق عليه السلام بشرح الصهرشتي)  قال:  الباب الرابع عشر في الرياء. قال الصادق عليه السلام: لا ترائي بعملك من لا يحيي و يميت و لا يغني عنك شيئا و الرياء شجرة لا تثمر إلا الشرك الخفي و أصلها النفاق يقال للمرائي عند الميزان خذ ثوابا تعد ثواب عملك ممن أشركته معي فانظر من تعبد و تدعو و من ترجو و من تخاف و اعلم أنك لا تقدر على إخفاء شي ء من باطنك عليه تعالى و تصير مخدوعا بنفسك قال الله تعالى يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَ ما يَشْعُرُونَ و أكثر ما يقع الرياء في البصر و الكلام و الأكل و الشرب و المجي ء و المجالسة و اللباس و الضحك و الصلاة و الحج و الجهاد و قراءة القرآن و سائر العبادات الظاهرة فمن أخلص باطنه لله تعالى و خشع له بقلبه و رأى نفسه مقصرا بعد بذل كل مجهود وجد الشكر عليه حاصلا و يكون من يرجو له الخلاص من الرياء و النفاق إذا استقام على ذلك في كل حال.) حديث محكم.

    لا تحرص على شي ء لو تركته لوصل إليك

    مصباح الشريعة  : الطوسي عن  جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب الخجندي ، عن محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الاصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم ، و في الكتاب قال: قال الصادق عليه السلام. و عن ابن طاووس و الشهيد الثاني عن الامام الصادق عليه السلام:  ( فباستظهار منا انه عن شقيق البلخي عن الامام الصادق عليه السلام بشرح الصهرشتي)  قال:  الباب الخامس و الخمسون في الحرص. قال الصادق عليه السلام:  لا تحرص على شي ء لو تركته لوصل إليك و كنت عند الله تعالى مستريحا محمودا بتركه و مذموما باستعجالك في طلبه و ترك التوكل عليه و الرضا بالقسم فإن الدنيا خلقها الله تعالى بمنزلة الظل إن طلبته أتعبك و لا تلحقه أبدا و إن تركته تبعك و أنت مستريح قال النبي صلى الله  عليه و اله: الحريص محروم و هو مع حرمانه مذموم في أي كان و كيف لا يكون محروما و قد فر من وثاق الله تعالى عز و جل و خالف قول الله تعالى الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ و الحريص  بين سبع آفات صعبة فكر يضر بدنه و لا ينفعه و هم لا يتم له أقصاه و تعب لا يستريح منه إلا عند الموت و يكون عند الراحة أشد تعبا و خوف لا يورثه إلا الوقوع فيه و حزن قد كدر عليه عيشه بلا فائدة و حساب لا مخلص له معه من عذاب الله تعالى إلا أن يعفو الله عنه و عقاب لا مفر له منه و لا حيلة و المتوكل على الله تعالى يصبح و يمسي في كنف الله تعالى منه و هو في عافية و قد عجل الله كفايته و هيأ له من الدرجات ما الله تعالى به عليم و الحرص ما يجري في منافذ غضب الله تعالى و ما لم يحرم العبد اليقين لا يكون حريصا و اليقين أرض الإسلام و سماء الإيمان) حديث محكم.

    لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي   قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود  عن ابي جعفر (عليه السلام) في قوله لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم قل هؤلاء قوم كانوا مؤمنين صادقين ارتابوا وشكوا ونافقوا بعد ايمانهم وكانوا اربعة نفر . حديث محكم.

    لا تقولوا يا محمد ولا يا ابا القاسم لكن قولوا يا نبي الله ويا رسول الله

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود  عن ابي جعفر عليه السلام في قوله (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) يقول لا تقولوا يا محمد ولا يا ابا القاسم لكن قولوا يا نبي الله ويا رسول الله قال الله: فليحذر الذين يخالفون عن امره اي يعصون امره " ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. حديث محكم.

    لا راحة لمؤمن على الحقيقة إلا عند لقاء الله تعالى

    مصباح الشريعة  : الطوسي عن  جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب الخجندي ، عن محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الاصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم ، و في الكتاب قال: قال الصادق عليه السلام. و عن ابن طاووس و الشهيد الثاني عن الامام الصادق عليه السلام:  ( فباستظهار منا انه عن شقيق البلخي عن الامام الصادق عليه السلام بشرح الصهرشتي)  قال: الباب الرابع و الخمسون في الراحة. قال الصادق عليه السلام: لا راحة لمؤمن على الحقيقة إلا عند لقاء الله تعالى و ما سوى ذلك ففي أربعة أشياء صمت تعرف به حال قلبك و نفسك فيما يكون بينك و بين بارئك و خلوة تنجو بها من آفات الزمان ظاهرا و باطنا و جوع تميت به الشهوات و الوسواس و سهر تنور به قلبك و تصفي به طبعك و تزكي به روحك قال النبي صلى الله عليه و اله من أصبح في سربه آمنا و في بدنه معافا و عنده قوت يومه فكأنما خيرت له الدنيا بحذافيرها و قال وهب بن منبه في كتب الأولين و الآخرين مكتوب يا قناعة العز و الغنى معك فاز من فاز بك قال أبو الدرداء ما قسم الله لي ما يفوتني و لو كان في جناح ريح و قال أبو ذر ره هتك سر من لا يثق بربه و لو كان محبوسا في الصم الصياخيد فليس أحد أخسر و أرذل و أنزل ممن لا يصدق ربه فيما ضمن له و تكفل به من قبل أن خلقه و هو مع ذلك يعتمد على قوته و تدبيره و جهده و سعيه و يتعدى حدود ربه بأسباب قد أغناه الله تعالى لها) حديث محكم.و الظاهر انه من قوله (و قال وهب بن منبه في كتب الأولين الى اخر الحديث) من قول الشارح.

    لا يتمكن الشيطان بالوسوسة من العبد إلا و قد أعرض عن ذكر الله تعالى

    مصباح الشريعة  : الطوسي عن  جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب الخجندي ، عن محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الاصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم ، ولكن في الكتاب قال: قال الصادق عليه السلام. و عن ابن طاووس و الشهيد الثاني عن الامام الصادق عليه السلام:  ( فباستظهار منا انه عن شقيق البلخي عن الامام الصادق عليه السلام بشرح الصهرشتي)  قال:  الباب الخامس و الثلاثون في الوسوسة. قال الصادق عليه السلام: لا يتمكن الشيطان بالوسوسة من العبد إلا و قد أعرض عن ذكر الله تعالى و استهان و سكن إلى نهيه و نسي اطلاعه على سره فالوسوسة ما تكون من خارج القلب بإشارة معرفة العقل و مجاورة الطبع و أما إذا تمكن في القلب فذلك غي و ضلالة و كفر و الله عز و جل دعا عباده بلطف دعوته و عرفهم عداوة إبليس فقال تعالى إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا فكن معه كالقريب مع كلب الراعي يفزع إلى صاحبه من صرفه عنه كذلك إذا أتاك الشيطان موسوسا ليضلك عن سبيل الحق و ينسيك ذكر الله تعالى فاستعذ منه بربك و بربه فإنه يؤيد الحق على الباطل و ينصر المظلوم بقوله عز و جل إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ و لن يقدر على هذا و معرفة إتيانه و مذاهب وسوسته إلا بدوام المراقبة و الاستقامة على بساط الخدمة و هيبة المطلع و كثرة الذكر و أما المهمل لأوقاته فهو صيد الشيطان لا محالة و اعتبر بما فعل بنفسه من الإغواء و الاغترار و الاستكبار حيث غره و أعجبه عمله و عبادته و بصيرته و جرأته عليه قد أورثه علمه و معرفته و استدلاله بعقله اللعنة إلى الأبد فما ظنك بنصحه و دعوته غيره فاعتصم بحبل الله الأوثق و هو الالتجاء إلى الله تعالى و الاضطرار بصحة الافتقار إلى الله في كل نفس و لا يغرنك تزيينه للطاعة عليك فإنه يفتح عليك تسعة و تسعين بابا من الخير ليظفر بك عند تمام المائة فقابله بالخلاف و الضد عن سبيله و المضادة باستهوائه) حديث محكم.

    لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود  عن ابي جعفر عليه السلام قال علي بن أبي طالب عليه السلام: في قوله: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان ان الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه فيحب هذا ويبغض هذا فاما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه فمن أراد أن يعلم  حبنا فليمتحن قلبه فان شاركه في حبنا حب عدونا فليس منا ولسنا منه والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين. حديث محكم.

    لا يحل الفتيا لمن لا يصطفي من الله تعالى بصفاء سره و إخلاص علمه

    مصباح الشريعة  : الطوسي عن  جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب الخجندي ، عن محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الاصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم ، ولكن في الكتاب قال: قال الصادق عليه السلام. و عن ابن طاووس و الشهيد الثاني عن الامام الصادق عليه السلام:  ( فباستظهار منا انه عن شقيق البلخي عن الامام الصادق عليه السلام بشرح الصهرشتي)  قال:   الباب السادس في الفتيا:  قال الصادق عليه السلام : لا يحل الفتيا لمن لا يصطفي من الله تعالى بصفاء سره و إخلاص علمه و علانيته و برهان من ربه في كل حال لأن من أفتى فقد حكم و الحكم لا يصح إلا بإذن من الله عز و جل و برهانه و من حكم بالخير بلا معاينة فهو جاهل مأخوذ بجهله و مأثوم بحكمه كما دل الخبر العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء قال النبي صلى الله عليه و اله  أجرأكم على الفتياء أجرأكم على الله عز و جل أولا يعلم المفتي أنه هو الذي يدخل بين الله تعالى و بين عباده و هو الحائر بين الجنة و النار قال سفيان بن عيينة كيف ينتفع بعلمي غيري و أنا قد حرمت نفسي نفعها و لا يحل الفتيا  في الحلال و الحرام بين الخلق إلا لمن اتبع الحق من أهل زمانه و ناحيته و بلده بالنبي صلى الله عليه و اله و عرف ما يصلح من فتياه قال النبي صلى الله عليه و اله و ذلك لربما و لعل و لعسى أن الفتيا  عظيمة قال أمير المؤمنين عليه السلام لقاض هل تعرف الناسخ من المنسوخ قال لا قال فهل أشرفت على مراد الله عز و جل في أمثال القرآن قال لا قال عليه السلام إذا هلكت و أهلكت و المفتي يحتاج إلى معرفة معاني القرآن و حقائق السنن و بواطن الإشارات و الآداب و الإجماع و الاختلاف و الاطلاع على أصول ما اجتمعوا عليه و ما اختلفوا فيه ثم إلى حسن الاختيار ثم إلى العمل الصالح ثم الحكمة ثم التقوى ثم حينئذ إن قدر ) حديث محكم. و الظاهر ان من (كما دل الخبر... الى اخر الحديث)  هو من قول الشارح.

    لا يخاف ظلما ولا هضما) يقول لا ينقص من عمله شئ

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي   قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله (لا يخاف ظلما ولا هضما) يقول لا ينقص من عمله شئ واما ظلما يقول لن يذهب به. حديث محكم.

    لا يرجع إلا من محض الايمان محضا من ومحض الكفر محضا

    تفسير العلوي (تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال حدثنا ابو الحسن على بن ابراهيم بن هاشم قال:حدثني ابى عن ابن ابى عمير عن المفضل عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله تعالى ويوم نحشر من كل امة فوجا قال ليس احد من المؤمنين قتل إلا يرجع حتى يموت ولا يرجع إلا من محض الايمان محضا من ومحض الكفر محضا. حديث محكم.

    لا يركع عبد الله ركوعا على الحقيقة إلا زينه الله بنور بهائه

    مصباح الشريعة  : الطوسي عن  جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب الخجندي ، عن محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الاصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم ، و في الكتاب قال: قال الصادق عليه السلام. و عن ابن طاووس و الشهيد الثاني عن الامام الصادق عليه السلام:  ( فباستظهار منا انه عن شقيق البلخي عن الامام الصادق عليه السلام بشرح الصهرشتي)  قال: الباب الأربعون في الركوع. قال الصادق عليه السلام:  لا يركع عبد الله ركوعا على الحقيقة إلا زينه الله بنور بهائه و أظله في ظلال كبريائه و كساه كسوة صفائه و الركوع أول و السجود ثان فمن أتى بمعنى الأول صلح للثاني و في الركوع أدب و في السجود قرب و من لا يحسن للأدب لا يصلح للقرب فاركع ركوع خاضع لله عز و جل متذلل بقلبه وجل تحت سلطانه خافض لله بجوارحه خفض خائف حزين على ما يفوته من فوائد الراكعين و حكي أن ربيع بن خثيم رضي الله عنه كان يسهر بالليل إلى الفجر في ركوع واحد فإذا أصبح تزفر و قال أوه سبق المخلصون و اقطع بنا و استوف ركوعك باستواء ظهرك و انحط عن همتك في القيام بخدمته إلا بعونه و فر بالقلب من وسوسة الشيطان و خدائعه و مكايده فإن الله تعالى يرفع عباده بقدر تواضعهم له و يهديهم إلى أصول التواضع و الخضوع و الخشوع بقدر اطلاع عظمته على سرهم) حديث محكم . و الظاهر انه من قوله (فاركع ركوع خاضع ) هو قول الشارح.

    لا يزالون مختلفين في الدين إلا من رحم ربك يعني آل محمد واتباعهم

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي   قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال في قوله: لا يزالون مختلفين في الدين إلا من رحم ربك يعني آل محمد واتباعهم يقول الله ولذلك خلقهم يعني اهل رحمة لا يختلفون في الدين . حديث محكم.

    لا يزني الزانى وهو مؤمن

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال  حدثنا ابو الحسن على بن ابراهيم بن هاشم قال:  قال صلى الله عليه وآله لا يزني الزانى وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن يفارقه روح الايمان ما دام على بطنها فاذا  قام عاد اليه قيل وما الذي يفارقه قال الذي يدعه (يرعد ط) في قلبه ثم قال عليه السلام ما من قلب إلا وله اذنان على احدهما ملك مرشد وعلى الآخر شيطان مغتر  هذا يأمره وهذا يزجره

    لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله حتى يسأله عن اربع

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي   قال حدثنا على بن ابراهيم قال:  حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله حتى يسأله عن اربع خصال عمرك فيما افنيته وجسدك فيما ابليته ومالك من اين كسبته واين وضعته وعن حبنا اهل البيت. حديث محكم.

    لا يستطيعون الآلهة لهم نصرا وهم لهم أي للآلهة جند محضرون

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود  عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون) يقول لا يستطيعون الآلهة لهم نصرا وهم لهم أي للآلهة جند محضرون. حديث محكم.

    لا يعذر الله يوم القيامة احدا يقول: يا رب لم اعلم ان ولد فاطمة عليها السلام هم الولاة على الناس كافة

    تفسير العلوي (تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا عبدالكريم عن محمد بن علي عن محمد ابن الفضيل عن ابي حمزة قال قال ابوجعفر عليه السلام: لا يعذر الله يوم القيامة احدا يقول: يا رب لم اعلم ان ولد فاطمة عليها السلام هم الولاة على الناس كافة، وفي شيعة ولد فاطمة انزل الله هذه الآية خاصة يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله الآية.  حديث محكم.

    لا يعظم حرمة المؤمنين إلا من قد عظم الله حرمته على المؤمنين

    مصباح الشريعة  : الطوسي عن  جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب الخجندي ، عن محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الاصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم ، ولكن في الكتاب قال: قال الصادق عليه السلام. و عن ابن طاووس و الشهيد الثاني عن الامام الصادق عليه السلام:  ( فباستظهار منا انه عن شقيق البلخي عن الامام الصادق عليه السلام بشرح الصهرشتي)  قال: 

    الباب الثلاثون في حرمة المؤمنين. قال الصادق عليه السلام: لا يعظم حرمة المؤمنين إلا من قد عظم الله حرمته على المؤمنين و من كان أبلغ حرمة لله و رسوله كان أشد تعظيما لحرمة المؤمنين و من استهان لحرمة المؤمنين فقد هتك ستر إيمانه قال النبي صلى الله عليه و اله إن من إجلال الله إعظام ذوي القربى في الإيمان قال رسول الله صلى الله عليه و اله من لم يرحم صغيرا و لا يوقر كبيرا فليس منا و لا تكفر مسلما تكفره التوبة إلا من ذكر الله في كتابه قال الله تعالى إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و اشتغل بشأنك الذي أنت به مطالب)  حديث محكم.

    لا ينبغي للرجل ان يمتنع من جماع المرأة

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي  قال  حدثنا ابو الحسن على بن ابراهيم بن هاشم قال:  حدثني ابي عن محمد بن الفضيل عن ابي الصباح الكناني عن ابي عبدالله عليه السلام قال لا ينبغي للرجل ان يمتنع من جماع المرأة فيضاربها اذا كان لها ولد مرضع، ويقول لها لا اقربك فاني اخاف عليك الحبل فتقتلين ولدي وكذا المرأة لا يحل لها ان تمتنع عن الرجل، فتقول إني اخاف ان احبل فاقتل ولدي فهذه المضارة في الجماع على الرجل والمرأة. حديث محكم.

    لبث يونس في بطن الحوت ثلاثة ايام ونادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي   قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال لبث يونس في بطن الحوت ثلاثة ايام ونادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر ان لاإله إلا انت سبحانك (تبت اليك ط) اني كنت من الظالمين، فاستجاب الله له فاخرجه الحوت إلى الساحل ثم قذفه فالقاه بالساحل وانبت الله عليه شجرة من يقطين وهو القرع فكان يمصه ويستظل به وبورقه وكان تساقط شعره ورق جلده وكان يونس يسبح ويذكر الله الليل والنهار فلما ان قوي واشتد بعث الله دودة فاكلت اسفل القرع فذبلت القرعة ثم يبست فشق ذلك على يونس فظل حزينا فاوحى الله اليه مالك حزينا يايونس؟ قال يا رب هذه الشجرة التي كانت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست، قال يا يونس أحزنت لشجرة لم تزرعها ولم تسقها ولم تعي بها ان يبست حين استغنيت عنها ولم تحزن لاهل نينوى اكثر من مائة الف اردت ان ينزل عليهم العذاب ان اهل نينوى قد آمنوا واتقوا فارجع اليهم، فانطلق يونس إلى قومه فلما دنى من نينوى استحيى ان يدخل فقال لراع لقيه، ائت اهل نينوى فقل لهم ان هذا يونس قد جاء قال الراعي أتكذب أما تستحيي ويونس قد غرق في البحر وذهب، قال له يونس اللهم ان هذه الشاة تشهد لك انى يونس فنطقت الشاة بانه يونس، فلما اتى الراعي قومه واخبره اخذوه وهموا بضربه، فقال ان لي بيته بما اقول قالوا من يشهد؟ قال هذه الشاة تشهد؟ فشهدت انه صادق وان يونس قد رده الله اليهم فخرجوا يطلبونه فوجده فجاء وا به وآمنوا وحسن ايمانهم فمتعهم الله إلى حين وهو الموت واجارهم من ذلك العذاب. حديث محكم.

    لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون يقول لا يشعرون انك انت يوسف"

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي   قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود  عن ابي جعفر عليه السلام في قوله لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون يقول لا يشعرون انك انت يوسف اتاه جبرئيل واخبره بذلك.

    لتركبن سنة من كان قبلكم

    تفسير العلوي (تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولا تخطؤن طريقتهم شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى تعني يا رسول الله؟ قال: فمن أعني لينقض عرى الاسلام عروة عروة فيكون اول ما تنقضون من دينكم الامامة (الامانة خ ل) وآخره الصلاة.  حديث محكم.

    التى نقضت غزلها امرأة من بني تيم بن مرة يقال لها رابطة

    تفسير العلوي ( تفسير القمي):  ابو الفضل العباس بن محمد العلوي   قال:  حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن  ابي الجارود  رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال: التى نقضت غزلها امرأة من بني تيم بن مرة يقال لها رابطة (ريطة ط) بنت كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لوي بن غالب كانت حمقاء تغزل الشعر فاذا غزلت نقضته ثم عادت فغزلته فقال الله كالتي نقضت غزلها قال إن الله تبارك وتعالى امر بالوفاء ونهى عن نقض العهد فضرب لهم مثلا. حديث محكم.

    الذى جعل لكم الارض فراشا جعلها ملائمة لطبائعكم"

    تفسير الامام العسكري ( عليه السلام) : قال محمد بن على بن محمد بن جعفر بن دقاق: حدثني الشيخان الفقيهان: أبوالحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان وأبومحمد جعفر بن أحمد بن علي القمي(رضي الله عنه) قالا: حدثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي(رضي الله عنه) و  قال الشيخ أبوالفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي أدام الله تأييده: حدثنا السيد محمد بن شراهتك الحسني الجرجاني، عن السيد أبي جعفر مهتدي بن الحارث الحسيني المرعشي، عن الشيخ الصدوق أبي عبدالله جعفر بن محمد الدوريستي، عن أبيه، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله.  قال: أخبرنا أبوالحسن محمد بن القاسم المفسر الاستراباذي الخطيب(رضي الله عنه) قال: حدثني أبويعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبوالحسن علي بن محمد بن سيار قالا:   قوله عزوجل: الذى جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء ا وأنزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون

    قال الامام الحسن بن على عليهما السلام: قال الله عزوجل: الذى جعل لكم الارض فراشا جعلها ملائمة لطبائعكم، موافقة لاجسادكم، لم يجعلها شديدة الحمى والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم، ولا شديدة النتن فتعطبكم، ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في حرثكم وأبنيتكم، ودفن  موتاكم، ولكنه عزوجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به وتتماسكون، وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها من اللين ما تنقاد به لحرثكم وقبوركم وكثير من منافعكم.

    فلذلك  جعل(الارض فراشا) لكم.

    ثم قال عزوجل:(والسماء بناء ا) سقفا من فوقكم محفوظا يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم.

    ثم قال عزوجل: وأنزل من السماء ماء يعني المطر ينزله من علا  ليبلغ قلل جبالكم وتلالكم وهضابكم وأوهادكم ثم فرقه رذاذا ووابلا وهطلا وطلا  لتنشفه أرضوكم، ولم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعة واحدة فتفسد أرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم.

    ثم قال عزوجل: فأخرج به من الثمرات رزقا لكم يعني مما يخرجه من الارض رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا أى أشباها وأمثالا من الاصنام التي لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر، ولا تقدر على شئ(وأنتم تعلمون) أنها لا تقدر على شئ من هذه النعم الجليلة التي أنعمها عليكم ربكم.

    قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عزوجل:(الذي جعل لكم الارض فراشا): إن الله تعالى لما خلق الماء فجعل عرشه عليه قبل أن يخلق السماوات والارض، وذلك قوله عزوجل:(هو الذي خلق السماوات والارض في ستة أيام وكان عرشه على الماء)  [يعني وكان عرشه على الماء] قبل أن يخلق السماوات والارض.

    [قال:] فأرسل الرياح على الماء، فبخر  الماء من أمواجه، وارتفع عنه الدخان وعلا فوقه  الزبد، فخلق من دخانه السماوات السبع، وخلق من زبده الارضين [السبع] فبسط الارض على الماء، وجعل الماء على الصفا، والصفا على الحوت، والحوت على الثور، والثور على الصخرة  التي ذكرها لقمان لابنه [فقال]:(يابني إنها إن تك مثقال

    حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الارض يأت بها الله) والصخرة على الثرى، ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله.

    فلما خلق الله تعالى الارض دحاها من تحت الكعبة، ثم بسطها على الماء، فأحاطت بكل شئ، ففخرت الارض وقالت: أحطت بكل شئ فمن يغلبني؟ وكان في كل أذن من آذان الحوت سلسلة من ذهب مقرونة الطرف بالعرش، فأمر الله الحوت فتحرك فتكفأت الارض بأهلها كما تتكفأ  السفينة على وجه  الماء [و] قد اشتدت أمواجه لم تستطع الارض الامتناع، ففخر الحوت وقال: غلبت الارض التي أحاطت بكل شئ، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الجبال فأرساها، وثقل الارض بها، فلم يستطع الحوت أن يتحرك، ففخرت الجبال وقالت: غلبت الحوت الذي غلب الارض، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الحديد، فقطعت به الجبال، وليكن عندها دفاع ولا امتناع ففخر الحديد وقال: غلبت الجبال التي غلبت الحوت فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل النار، فالانت الحديد وفرقت أجزاء ه ولم يكن عند الحديد دفاع ولا امتناع.

    ففخرت النار وقالت: غلبت الحديد الذي غلب الجبال، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الماء، فأطفأ النار، ولم يكن عندها دفاع ولا امتناع، ففخر الماء وقال: غلبت النار التي غلبت الحديد، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الريح فأيبست الماء، ففخرت الريح، وقالت: غلبت الماء

    الذي غلب النار، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الانسان فصرف الريح عن مجاريها بالبنيان [ففخر الانسان] وقال: غلبت الريح التي غلبت الماء فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل ملك الموت، فأمات الانسان، ففخر ملك الموت وقال: غلبت الانسان الذي غلب الريح، فمن يغلبني؟ فقال الله عزوجل: أنا القهار الغلاب الوهاب، أغلبك وأغلب كل شئ، فذلك قوله تعالى(إليه يرجع الامر كله).

    قال: فقيل: يا رسول الله ما أعجب هذه السمكة وأعظم قوتها، لما تحركت حركت الارض بما عليها حتى لم تستطع الامتناع.

    فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أولا أنبئكم بأقوى منها وأعظم وأرحب؟ قالوا: بلى يا رسول الله صلى الله عليه وآله.

    قال: إن الله عزوجل لما خلق العرش خلق له ثلاثمائة وستين ألف ركن، وخلق عند كل ركن ثلاثمائة وستين ألف ملك، لو أذن الله تعالى لاصغرهم [ف‍]  لتقم السماوات

    السبع والارضين السبع ماكان ذلك بين لهواته  إلا كالرملة في المفازة الفضفاضة.

    فقال الله تعالى [لهم]: يا عبادي احملوا عرشي هذا، فتعاطوه فلم يطيقوا  حمله ولا تحريكه.

    فخلق الله تعالى مع كل واحد منهم واحدا، فلم يقدروا أن يزعزعوه فخلق الله مع كل واحد منهم عشرة، فلم يقدروا أن يحركوه فخلق [الله تعالى] بعدد كل واحد منهم، مثل جماعتهم فلم يقدروا أن يحركوه.

    فقال الله عزوجل لجميعهم: خلوه علي أمسكه   بقدرتي.فخلوه، فأمسكه الله عزوجل بقدرته.

    ثم قال لثمانية منهم: احملوه أنتم.

    فقالوا: [يا] ربنا لم نطقه نحن وهذا الخلق الكثير والجم الغفير، فكيف نطيقه الآن دونهم؟ فقال الله عزوجل: إني أنا الله المقرب للبعيد، والمذلل للعنيد  والمخفف للشديد، والمسهل للعسير، أفعل ما أشاء وأحكم [ب‍] ما أريد، أعلمكم كلمات تقولونها يخفف بها عليكم.

    قالوا: وما هي يا ربنا؟ قال: تقولون:(بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين).

    فقالوها، فحملوه وخف على كواهلهم كشعرة نابتة على كاهل رجل جلد قوي.

    فقال الله عزوجل لسائر تلك الاملاك: خلوا على [كواهل] هؤلاء الثمانية عرشي

    ليحملوه، وطوفوا أنتم حوله، وسبحوني ومجدوني وقدسوني، فاني أنا الله القادر على ما رأيتم و [أنا] على كل شئ قدير.

    فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أعجب أمر هؤلاء الملائكة حملة العرش في قوتهم وعظم خلقهم ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هؤلاء مع قوتهم لا يطيقون حمل صحائف تكتب فيها حسنات رجل من أمتي.

    قالوا: ومن هو يا رسول الله لنحبه ونعظمه ونتقرب إلى الله بموالاته؟ قال: ذلك الرجل، رجل كان قاعدا مع أصحاب له فمر به رجل من أهل بيتي مغطى الرأس [ف‍] لم يعرفه.

    فلما جاوزه إلتفت خلفه فعرفه، فوثب إليه قائما حافيا حاسرا، وأخذ بيده فقبلها وقبل رأسه وصدره وما بين عينيه وقال: بأبي أنت وأمي يا شقيق رسول الله، لحمك لحمه، ودمك دمه، وعلمك من علمه، وحلمك من حلمه، وعقلك من عقله، أسأل الله أن يسعدني بمحبتكم أهل البيت.

    فأوجب الله [له] بهذا الفعل، وهذا القول من الثواب مالو كتب تفصيله في صحائفه لم يطق حملها جميع هؤلاء الملائكة  الطائفين بالعرش، والاملاك الحاملين له.

    فقال له أصحابه لما رجع إليهم: أنت في جلالتك وموضعك من الاسلام، ومحلك عند رسول الله صلى الله عليه وآله تفعل بهذا ما نرى؟

    فقال لهم: أيها الجاهلون وهل يثاب في الاسلام إلا بحب محمد صلى الله عليه وآله وحب هذا؟ فأوجب الله [له] بهذا القول مثل ما كان أوجب  له بذلك الفعل والقول أيضا.

    فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ولقد صدق في مقاله لان رجلا لو عمره الله عزوجل مثل عمر الدنيا مائة ألف مرة، ورزقه مثل أموالها مائة ألف مرة، فأنفق أمواله كلها في سبيل الله، وأفنى عمره صائم نهاره، قائم ليله، لا يفتر  شيئا [منه] ولا يسأم، ثم لقي الله تعالى منطويا، على بغض محمد أو بغض ذلك الرجل الذي قام إليه هذا الرجل مكرما، إلا أكبه  الله على منخريه في نار جهنم، ولرد الله عزوجل أعماله عليه وأحبطها.

    [قال]: فقالوا: ومن هذان الرجلان يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما الفاعل ما فعل بذلك المقبل المغطي رأسه فهو هذا - فتبادر القوم  إليه ينظرونه، فاذا هو سعد بن معاذ الاوسي الانصاري -.

    وأما المقول له هذا القول، فهذا الآخر المقبل المغطي رأسه.فنظروا، فاذا هو على بن أبي طالب عليه السلام.

    ثم قال: ما أكثر من يسعد بحب هذين، وما أكثر من يشقى ممن يحل  حب أحدهما وبغض الآخر، إنهما جميعا يكونان خصما له ومن كانا له خصما كان محمد له خصما ومن كان محمد له خصما كان الله له خصما [و] فلج عليه وأوجب(الله عليه عذابه) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ياعباد الله إنما يعرف الفضل أهل الفضل.

    ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله(لسعد: أبشر)  فان الله يختم لك بالشهادة ويهلك بك أمة من الكفرة، ويهتز(عرش الرحمن)  لموتك، ويدخل بشفاعتك الجنة مثل عدد [شعور] الحيوانات كلها.  قال: فذلك قوله تعالى(جعل لكم الارض فراشا) تفترشونها لمنامكم ومقيلكم.

    (والسماء بناء) سقفا محفوظا أن تقع على الارض بقدرته تجري فيها شمسها وقمرها وكواكبها مسخرة  لمنافع عباده وإمائه.

    ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تعجبوا لحفظه السماء أن تقع على الارض، فان الله عزوجل يحفظ ما هو أعظم من ذلك.

    قالوا: وما هو؟ قال: أعظم من ذلك ثواب طاعات المحبين لمحمد وآله.

    ثم قال:(وأنزل من السماء ماء) يعني المطر ينزل مع كل قطرة ملك يضعها في موضعها الذي يأمره به ربه عزوجل.

    فعجبوا من ذلك.

    فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أو تستكثرون عدد هؤلاء؟ إن عدد الملائكة المستغفرين لمحبي علي بن أبي طالب عليه السلام أكثر من عدد هؤلاء]، وإن عدد الملائكة اللاعنين لمبغضيه أكثر من عدد هؤلاء.

    ثم قال الله عزوجل: فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ألا ترون كثرة [عدد]  هذه الاوراق والحبوب والحشائش؟ قالوا: بلى يا رسول الله ما أكثر عددها !

    قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكثر عددا منها ملائكة  يبتذلون لآل محمد صلى الله عليه وآله في خدمتهم، أتدرون فيما يبتذلون لهم؟ [يبتذلون]  في حمل أطباق النور، عليها التحف من عند ربهم فوقها مناديل النور، [و] يخدمونهم في حمل ما يحمل آل محمد منها إلى شيعتهم ومحبيهم، وأن طبقا من تلك الاطباق يشتمل من الخيرات على مالا يفي بأقل جزء منه جميع أموال الدنيا. قوله عزوجل: " وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداء كم من دون الله ان كنتم صادقين، فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين، وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها

    قال الامام  عليه السلام: فلما ضرب الله الامثال للكافرين المجاهرين الدافعين لنبوة محمد صلى الله عليه وآله والناصبين المنافقين لرسول الله صلى الله عليه وآله، الدافعين ما قاله محمد صلى الله عليه وآله في أخيه علي، والدافعين أن يكون ما قاله عن الله تعالى، وهي آيات محمد صلى الله عليه وآله ومعجزاته [لمحمد] مضافة إلى آياته التي بينها لعلي عليه السلام بمكة والمدينة، ولم يزدادوا إلا عتوا وطغيانا قال الله تعالى لمردة أهل مكة وعتاة أهل المدينة:(وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) حتى تجحدوا أن يكون محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وأن يكون هذا المنزل

    عليه [كلامي، مع إظهاري عليه] بمكة، الباهرات من الآيات كالغمامة التي كانت يظله بها  في أسفاره، والجمادات التي كانت تسلم عليه من الجبال والصخور و الاحجار والاشجار، وكدفاعه قاصديه بالقتل عنه، وقتله إياهم، وكالشجرتين المتباعدتين اللتين تلا صقتا فقعد خلفهما لحاجته، ثم تراجعتا إلى مكانهما كما كانتا، وكدعائه الشجرة فجاء ته مجيبة  خاضعة ذليلة، ثم أمره لها بالرجوع فرجعت سامعة مطيعة(فأتوا) يا معشر قريش واليهود(ويا معشر النواصب) المنتحلين الاسلام، الذين هم منه براء، ويا معشر العرب الفصحاء البلغاء ذوي الالسن.

    (بسورة من مثله) من مثل محمد  صلى الله عليه وآله، رجل  منكم لا يقرأ ولا يكتب ولم

    يدرس كتابا، ولا اختلف إلى عالم ولا تعلم من أحد، وأنتم تعرفونه في أسفاره وحضره بقي كذلك أربعين سنة ثم أوتي جوامع العلم [حتى علم] علم الاولين والآخرين.

    فان كنتم في ريب من هذه الآيات فاتوا  من مثل هذا الكلام ليبين أنه كاذب كما تزعمون.

    لان كل ماكان من عند غير الله فسيوجد له نظير في سائر خلق الله.

    وإن كنتم معاشر قراء الكتب من اليهود والنصارى في شك مما جاء كم به محمد صلى الله عليه وآله من شرائعه، ومن نصبه أخاه سيد الوصيين وصيا بعد أن قد أظهر لكم معجزاته التي منها: أن كلمته الذراع المسمومة، وناطقه ذئب، وحن إليه العود وهو على المنبر ودفع الله عنه السم الذي دسته اليهود في طعامهم، وقلب  عليهم البلاء وأهلكهم به، وكثر القليل من الطعام(فاتوا بسورة من مثله) - يعني من مثل [هذا] القرآن - من التوراة والانجيل والزبور وصحف إبراهيم عليه السلام والكتب الاربعة عشر  فانكم

    لا تجدون في سائر كتب الله سورة كسورة من هذا القرآن.

    وكيف يكون كلام محمد المتقول أفضل من سائر كلام الله وكتبه، يا معشر اليهود والنصارى.

    ثم قال لجماعتهم: وادعوا شهداء كم من دون الله ادعوا أصنامكم التي تعبدونها ياأيها المشركون، وادعوا شياطينكم يا أيها النصارى واليهود، وادعوا قرناء كم من الملحدين يا منافقي المسلمين من النصاب لآل محمد الطيبين، وسائر أعوانكم  على إرادتكم (إن كنتم صادقين) بأن محمدا تقول هذا القرآن من تلقاء نفسه، لم ينزله الله عزوجل عليه، وأن ما ذكره من فضل علي عليه السلام على جميع أمته وقلده سياستهم  ليس بأمر أحكم الحاكمين.

    ثم قال عزوجل(فان لم تفعلوا) أي [إن لم تأتوا يا أيها المقرعون بحجة رب العالمين(ولن تفعلوا) أي] ولا يكون هذا منكم أبدا(فاتقوا النار التي وقودها - حطبها - الناس والحجارة) توقد [ف‍] تكون عذابا على أهلها(أعدت للكافرين) المكذبين بكلامه ونبيه، الناصبين العداوة لوليه ووصيه.

    قال: فاعلموا بعجزكم عن ذلك أنه من قبل الله تعالى ولو كان من قبل المخلوقين لقدرتم على معارضته.

    فلما عجزوا بعد التقريع والتحدي، قال الله عزوجل(قل لئن اجتمعت الانس

    والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن، لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)

    قال الحسن بن على عليه السلام: فقلت لابي علي بن محمد عليهما السلام: كيف كانت هذه الاخبار في هذه الآيات التي ظهرت على رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة والمدينة؟ فقال: يا بني استأنف لها النهار.

    فلما كان في الغد، قال: يا بني أما الغمامة فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يسافر  إلى الشام مضاربا لخديجة بنت خويلد، وكان من مكة إلى بيت المقدس مسيرة شهر فكانوا في حمارة القيظ  يصيبهم حر تلك البوادي، وربما عصفت عليهم فيها الرياح وسفت عليهم الرمال والتراب.

    وكان الله تعالى في تلك الاحوال يبعث لرسول الله صلى الله عليه وآله غمامة تظله فوق رأسه تقف بوقوفه، وتزول بزواله، إن تقدم تقدمت، وإن تأخر تأخرت، وإن تيامن تيامنت، وإن تياسر تياسرت، فكانت تكف عنه حر الشمس من فوقه، وكانت تلك الرياح المثيرة لتلك الرمال والتراب، تسفيها في وجوه قريش ووجوه رواحلهم حتى إذا دنت من محمد صلى الله عليه وآله هدأت وسكنت، ولم تحمل شيئا من رمل ولا تراب، وهبت عليه ريحا باردة لينة، حتى كانت قوافل قريش يقول قائلها: جوار محمد أفضل من خيمة.

    فكانوا يلوذون به، ويتقربون إليه فكان الروح يصيبهم بقربه، وإن كانت الغمامة

    مقصورة عليه.وكان إذا اختلط بتلك القوافل غرباء، فاذا الغمامة، تسير في موضع بعيد منهم.

    قالوا: إلى من قرنت هذه الغمامة فقد شرف وكرم.

    فيخاطبهم أهل القافلة: انظروا إلى الغمامة تجدوا عليها اسم صاحبها، واسم صاحبه وصفيه وشقيقه.

    فينظرون فيجدون مكتوبا عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، أيدته بعلي سيد الوصيين، وشرفته بآله الموالين له ولعلي وأوليائهما، والمعادين لاعدائهما فيقرأ ذلك، ويفهمه من يحسن أن يكتب، ويقرأ من لايحسن ذلك.

    قال على بن محمد عليهما السلام: وأما تسليم الجبال والصخور والاحجار عليه فان رسول الله صلى الله عليه وآله لما ترك التجارة إلى الشام، وتصدق بكل ما رزقه الله تعالى من تلك التجارات، كان يغدو كل يوم إلى حراء يصعده، وينظر من قلله إلى آثار رحمة الله وأنواع عجائب رحمته  وبدائع حكمته، وينظر إلى أكناف السماء وأقطار الارض والبحار، والمفاوز، والفيافي، فيعتبر بتلك الآثار، ويتذكر بتلك الآيات، ويعبدالله حق عبادته.

    فلما استكمل أربعين سنة [و] نظر الله عزوجل إلى قلبه فوجده أفضل القلوب

    وأجلها، وأطوعها وأخشعها وأخضعها، أذن لابواب السماء ففتحت، ومحمد صلى الله عليه وآله ينظر إليها، وأذن للملائكة فنزلوا ومحمد صلى الله عليه وآله ينظر إليهم، وأمر بالرحمة فانزلت عليه من لدن ساق العرش إلى رأس محمد وغمرته، ونظر إلى جبرئيل الروح الامين المطوق بالنور، طاووس الملائكة هبط إليه، وأخذ بضبعه  وهزه وقال: يا محمد اقرأ.

    قال: وما أقرأ؟ قال: يا محمد(اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق - إلى قوله - مالم يعلم)  ثم أوحى [إليه] ما أوحى إليه ربه عزوجل، ثم صعد إلى العلو، ونزل محمد صلى الله عليه وآله من  الجبل وقد غشيه من تعظيم جلال الله، وورد عليه من كبير  شأنه ماركبه به  الحمى والنافض.

    يقول وقد اشتد عليه مايخافه من تكذيب قريش في خبره، ونسبتهم إياه إلى الجنون، [وأنه] يعتريه شيطان  وكان من أول أمره أعقل خليقة  الله، وأكرم براياه وأبغض الاشياء إليه الشيطان وأفعال المجانين وأقوالهم.

    فأراد الله عزوجل أن يشرح صدره، ويشجع قلبه، فأنطق الجبال والصخور والمدر، وكلما وصل إلى شئ منها ناداه: [السلام عليك يامحمد] السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يارسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، أبشر فان الله عزوجل قد فضلك وجملك وزينك وأكرمك فوق الخلائق أجمعين من الاولين والآخرين لا يحزنك قول قريش: إنك مجنون، وعن الدين مفتون، فان الفاضل من فضله [الله] رب العالمين، والكريم من كرمه خالق الخلق أجمعين، فلا يضيقن صدرك من تكذيب قريش وعتاة العرب لك، فسوف يبلغك ربك أقصى منتهى الكرامات ويرفعك إلى أرفع الدرجات.

    وسوف ينعم ويفرح أولياءك بوصيك علي بن أبي طالب عليه السلام، وسوف يبث علومك في العباد والبلاد، بمفتاحك وباب مدينة علمك علي بن أبي طالب عليه السلام، وسوف يقر عينك ببنتك  فاطمة عليها السلام، وسوف يخرج منها ومن علي: الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وسوف ينشر في البلاد دينك، وسوف يعظم اجور المحبين لك ولاخيك، وسوف يضع في يدك لواء الحمد، فتضعه في يد أخيك علي، فيكون تحته كل نبي وصديق وشهيد، يكون قائدهم أجمعين إلى جنات النعيم.

    فقلت في سري: يارب من علي بن أبي طالب الذي وعدتني به؟ - وذلك بعد ما ولد علي عليه السلام وهو طفل - أو هو  ولد عمي؟ وقال بعد ذلك لما تحرك علي قليلا  وهو معه: أهو هذا؟ ففي كل مرة من ذلك أنزل عليه ميزان الجلال، فجعل محمد صلى الله عليه وآله في كفة منه ومثل له علي عليه السلام وسائر الخلق من امته إلى يوم القيامة [في كفة]  فوزن بهم فرجح.

    ثم أخرج محمد صلى الله عليه وآله من الكفة وترك علي في كفة محمد صلى الله عليه وآله التي كان فيها فوزن بسائر امته، فرجح بهم، فعرفه رسول الله صلى الله عليه وآله بعينه وصفته.

    ونودي في سره: يا محمد هذا علي بن أبي طالب صفيي الذي اؤيد به هذا الدين، يرجح على جميع امتك بعدك.

    فذلك حين شرح الله صدري بأداء الرسالة، وخفف عني مكافحة الامة وسهل علي مبارزة  العتاة الجبابرة من قريش.

    قال على بن محمد عليهما السلام: وأما دفع الله القاصدين لمحمد صلى الله عليه وآله إلى قتله وإهلاكه إياهم كرامة لنبيه صلى الله عليه وآله، وتصديقه إياه فيه، فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان وهو ابن سبع سنين بمكة، قد نشأ في الخير نشوءا لانظير له في سائر صبيان قريش، حتى ورد مكة قوم من يهود الشام فنظروا إلى محمد صلى الله عليه وآله، وشاهدوا نعته وصفته، فأسر بعضهم إلى بعض [و] قالوا: هذا والله محمد الخارج في آخر الزمان، المدال على اليهود وسائر [أهل] الاديان، يزيل الله تعالى به دولة اليهود، ويذلهم ويقمعهم، وقد كانوا وجدوه في كتبهم [النبي] الامي الفاضل الصادق فحملهم الحسد على أن كتموا ذلك، وتفاوضوا في أنه ملك يزال.

    ثم قال بعضهم لبعض: تعالوا نحتال [عليه] فنقتله، فان الله يمحو مايشاء ويثبت لعلنا نصادفه ممن يمحو، فهموا بذلك، ثم قال بعضهم لبعض: لا تعجلوا حتى نمتحنه ونجربه بأفعاله، فان الحلية قد توافق الحلية، والصورة قد تشاكل الصورة، إن ما وجدناه في كتبنا أن محمدا يجنبه ربه من الحرام والشبهات.

    فصادفوه وآلفوه  وادعوه إلى دعوة، وقدموا إليه الحرام والشبهة، فان انبسط

    فيهما أو في أحدهما فأكله، فاعلموا أنه غير من تظنون، وإنما الحلية وافقت الحلية والصورة ساوت الصورة، وإن لم يكن الامر كذلك ولم يأكل منهما شيئا، فاعلموا أنه هو، فاحتالوا له [في] تطهير الارض منه لتسلم لليهود دولتهم.

    قال: فجاء وا إلى أبي طالب  فصادفوه ودعوه إلى

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1