معالم بلا طريق
()
About this ebook
على الرغم من وجود نُخبة عملاقة – بالمعايير العالمية – في معظم المجالات؟
وفي محاولة الإجابة يقدم المؤلف إطارًا غير مسبوق في قراءة نماذج من النُّخبة المصرية، على اختلاف أهميتهم ومجالاتهم؟ كيف اختاروا لأنفسهم طريق يساير الحضارة أو يقف أمامها!
يتسم كتاب معالم بلا طريق الرصين في تاريخ الفكر المصري المعاصر!.. بالبساطة والعمق في آنٍ. إنه يمثل بحق.. قراءة للتاريخ، وإطلالة على الحاضر، وإضاءة للمستقبل.
Related to معالم بلا طريق
Related ebooks
عرض كتاب وهم الحقيقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمحمد أعظم الخالدين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتحولات الامم والمستقبل العالمى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإسلام والغرب - نظرة جديدة إلى عصر الأزمات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحمد لطفي السيد .. معاركه السياسية والاجتماعية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشخصية مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ ما قبل التاريخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالذرة والقنابل الذرية: علي مصطفى مشرفة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالجامعة والتنمية في مصر: مكان داخل نادي المائة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص الخلافة الإسلامية والخلفاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب الاستشراق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفلسفة العلو: الترانسندنس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمرايا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشاهد على الحرب و السلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأكثر من رأي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفلسفة والسلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنقد كتاب الشعر الجاهلي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsليلة فى بطن الحوت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتكوين مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالميديولوجيا لدى ريجيس دوبريه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالنهضة العربية: في العصر الحاضر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتحرير والتنوير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذكرات كمال الملاخ: مراكب الشمس والفن والصحافة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمدينة الفاضلة عند فلاسفة القرن الثامن عشر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدَوْر اليهود في المذاهبِ الفِكْريّةِ المُعاصِرة في القرنين التّاسع عشر والعشرين الميلاديّين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحى بين الاموات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsضلالات الطريق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأظافرها الطويلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ فلاسفة الإسلام: دراسة شاملة عن حياتهم وأعمالهم ونقد تحليلي عن آرائهم الفلسفية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsموسوعة تاريخ الأفكار - ج3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for معالم بلا طريق
0 ratings0 reviews
Book preview
معالم بلا طريق - أحمد المسلماني
أحمد المسلماني: معـــالم بــلا طـــريق، كتاب
الطبعة العربية الأولى: يناير ٢٠٢٣
رقم الإيداع: ٢٧٧٩٠ /٢٠٢٢ - الترقيم الدولي: 9 - 347 - 806 - 977 - 978
جَميــعُ حُـقـــوقِ الطَبْــعِ والنَّشرِ محـْــــفُوظةٌ للناشِرْ
لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة
بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.
إن الآراء الــــواردة فــــي هـــذا الكتــــاب
لا تُعبـــر عــن رؤيـــة الناشـــر بالضـــرورة
وإنمــا تعبــر عــن رؤيــة الكــــاتب.
© دار دَوِّنْ
عضو اتحاد الناشرين المصريين.
عضو اتحاد الناشرين العرب.
القاهرة - مصر
Mob +2 - 01020220053
info@dardawen.com
www.Dardawen.com
أحمد المسلماني
معـــالم بــلا طـــريق
مصر في خمسين عامًا
إهداء
إلي.. إنجي المسلماني
المعالم.. والطريق
أحمد
مقدمة
حين وقعت الحرب العالمية الثانية.. كانت مصر تمتلك نخبةً متميزةً، كان يمكنها أنْ تستعيد أمجادَ النصف الأول من القرن التاسع عشر.. فضلاً عن أمجاد القرون الخالية.
خرجَ العالم منهكًا من جرّاء الحرب الكبرى التي استغرقتْ (٥٠) ألف ساعة، وراح ضحيتها (٧٠) مليون إنسان.. تداعتْ امبراطوريات، وانقسمت دول، وانهارت عواصم، وكانت خسائر المال والاقتصاد فوق الإحصاء، وفوق الاحتمال.
وقعت واحدةٌ من كبريات معارك الحرب في شمال غرب مصر عند العلمين، لكنّ أثر الحرب على مصر لم يكن كبيرًا. كانت مصر بعد الحرب العالمية الثانية تمتلك فرصة غير مسبوقةٍ للانطلاق.
عند نهاية الحرب العالمية الأولى سعتْ النخبة المصرية بقيادة الزعيم سعد زغلول من أجل استقلال مصر التي جرى احتلالها في بداية الحرب عام ١٩١٤، وعند نهاية الحرب العالمية الثانية كانت مصر - التي استقلت عام ١٩٢٢ - من بين الدول المؤسسة للأمم المتحدة، وهى المؤسِّسة لجامعة الدول العربية.. كبرى المنظمات الإقليمية في وسط العالم.
بعد الحرب العالمية الأولى قامت الثورة المصرية عام ١٩١٩، والتي أسفرت عن الاستقلال والدستور، وعودة الصعود من جديد.. وبعد الحرب العالمية الثانية كانت مصر تعيش ثورة ثقافية تستهدف تطوير الفكر المصري، ووضع البلاد على طريق المكانة اللائقة في السياسة والاقتصاد.
انقطعت الثورة الثقافية المصرية - ذات الطابع اليميني - التي يقودها الزعيم مصطفى النحاس، لتبدأ ثورة ثقافية جديدة عام ١٩٥٢ - ذات طابع يساري - يقودها الرئيس جمال عبد الناصر.
* * *
اهتزّت النخبة المصرية جرّاء ذلك التحول الكبير، وكان فيها من تغيّر ثم واصل، ومن بقىَ ولم يواصل.
كان بعضٌ من نخبة الحرب العالمية الأولى قد رحلَ قبل ذلك التحول الكبير، ففي عام ١٩٤٧ رحل الدكتور علي إبراهيم باشا أول عميد مصري لكلية الطب جامعة القاهرة، وفي عام١٩٥٠ رحل الدكتور مصطفى مشرفة باشا عالم الفيزياء الكبير وأول عميد مصري لكلية العلوم جامعة القاهرة. وواصلَ بعضٌ آخر بعد التحوُّل الكبير لكنهم كانوا قد استسلموا لواقع السياسة، وتصالحوا مع حقائق القوة.. وكان من بينهم الدكتور أحمد لطفي السيد الذي رحل عام ١٩٦٣، والأستاذ عباس محمود العقاد الذي رحل عام ١٩٦٤، والدكتور طه حسين الذي رحل عام ١٩٧٣.
* * *
بعد الحرب العالمية الثانية بدأ الصعود التدريجي للعديد من دول العالم.. أصبحت اليابان ثاني اقتصاد في العالم وأصبحت ألمانيا في المركز الثالث. عادت فرنسا وإيطاليا وانطلقت عواصم عديدة في أوروبا.. صعدت كوريا الجنوبية وماليزيا، وسطعت أسماء سنغافورة وتايوان. ثم كان الصعود الكبير للصين، واستئناف روسيا الاتحادية رحلة الاتحاد السوفيتي، الذي كان صرحًا.. ثم هوى.
في كلِّ تلك الرحلة كان بإمكان مصر أنْ تكون على الطريق ذاته، بل وأن تتقدَّم بعضًا مما تقدَّم. لكن ذلك لم يحدث.
ثمّة فرضية شائعة.. أنّ النخبة القديمة أو نخبة ما بعد الحرب العالمية الأولى - إذا جاز التعبير - كانت أقوى وأفضل، وأن النخبة الجديدة أو نخبة ما بعد الحرب العالمية الثانية - إذا جاز التعبير مرة أخرى - كانت أوهن وأضعف.
في هذا الكتاب أطرح فرضية أخرى.. ففي تقديري أن النخبة المصرية الممتدة من حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى ثورة يناير ٢٠١١.. كان فيها مَن كان بمقدورهم وضع مصر في إطار حركة التاريخ، لتسبقَ مصر القوى الآسيوية بخطوة للأمام. لكن هؤلاء الذين كان يمكنهم ذلك كانوا أشبه بـ«معالم بلا طريق».
بعضُهم راحَ يهدر ما يملك في إطار مشروع شخصي تضرّرت منه مصر كثيرًا، وإنْ حاز أصحابُه شهرة ونفوذًا كبيرًا.. كالمخرج يوسف شاهين، والفيلسوف إيهاب حسن، والأديب سيد قطب.
وبعضهم حاول أن يكون قريبًا من القرار، ليقدّم ما يعلم إلى من لا يعلم.. لكن لم يكن هناك من دوائر السلطة من يريد أن يعرف أو يسمع. وأصبح هؤلاء أيضًا «معالم بلا طريق».. وهكذا جرى إهدار فرص ثمينة للانطلاق.. كالدكاترة: رشدي سعيد، إبراهيم عويس، حسن فتحي، إبراهيم شحاتة، رشدي فكار، سمير أمين. كما جرى تجريف مؤسسات العلم.. ومعها فلسفة العلم، ومدرسة تاريخ العلم.. وضاع رموزها كمصطفى نظيف، وعبد الحميد صبره، ورشدي راشد.. في غياهب الطريق.
* * *
تقع سطور هذا الكتاب داخل حقل «الفكر السياسي»، ويقدم كل فصل من فصوله.. المعالم الفكرية الأساسية لصاحبه. وتشكِّل مجمل الفصول ملامحَ الفكر السياسي المصري في نصفِ قرنٍ.. ذلك الفكر الذي كان بإمكانه أن يصنع رحلة الصعود.. ولكنه لم يفعل، ولم يُرِد له الآخرون أن يفعل.
لقد كانت هذه المرحلة بمثابة عقود الفرص الضائعة، ذلك أنها كانت عقود العقول الضائعة. فالعقل هو الفرصة وما عداه يمثِّل المخاطر.. ولقد انتصرت المخاطر على الفُرص.
* * *
يتوقف هذا الكتاب عند أحد نجوم حقبة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وهو عميد العلم العربي الدكتور مصطفى مشرفة.. وذلك لما كان يمتلك من رؤية مذهلة، لم تكن تتجاوز النصف الأول من القرن العشرين فحسب، بل كان بعضها يتجاوز إلى القرن الحادي والعشرين.
* * *
لا يشمل هذا الكتاب رمزًا كبيرًا كالدكتور أحمد زويل، والذي تشرفتُ بالعمل مستشارًا معه سنواتٍ طويلة، كما تشرفتُ بتحرير وتقديم كتابه «عصر العلم».. الذي كتب مقدمته الشرفيّة الأستاذ نجيب محفوظ.
كما أنه لا يشمل تجربة الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية والمدير العام لوكالة الطاقة الذرية الأسبق. ثم إنه لا يشمل أسماءً أخرى - طوّرت أو عطلت - حركة التاريخ.. ربما يرى القراء.. أنَّهُ كان يجب التعرّض لها.
ولربما سنحت مؤلفات أخرى قادمة بمعاودة النظر في تاريخ الفكر المصري على نحو أوسع وأكبر. وحسبي من هذا الكتاب.. لفت الانتباه إلى أنَّ الحضارة هى مجموع المتحضِّرين، وأن التفوق هو مجموع المتفوقين.. وأن عدم انتظام النخبة الحضارية في مشروع وطني.. هو اعتداءٌ على النفس، وقتل بطيء للذات.. وهو من شأنه تدمير المعالم، وقطع الطريق.
* * *
سوف يُذهل القارئ من أنّ قاماتٍ مثل إبراهيم عويس، وإبراهيم شحاتة، ورشدي سعيد، وحسن فتحي.. وغيرهم، قد عاشت بيننا، ثم أفلتتْ من بين أيدينا. وحتى لا نُذهل من جديد، بإضاعة نخبة أخرى كما ضاعت سابقاتها.. جاءت سطور هذا الكتاب.
ليحفظ الله بلادنا.
والسلام على مصر ورحمة الله وبركاته
أحمد المسلماني
القاهرة ٢٠٢٢
الفصل الأول
الفيزياء والرياضيات..
مصطفى مشرّفة عميدًا للعِلم العربي
«خيرٌ للكلية أن تخرّج عالمًا واحدًا كاملاً.. من أنْ تُخرِّج كثيرين من أنصاف العلماء»
د. مصطفى مشرفة
في عام ١٩٣٩.. ومع بدايات الحرب العالمية الثانية كان الدكتور مصطفى مشرفة يجلس في حديقة المنزل مع النقراشي باشا وفارس نمرّ باشا، وبينما هم يحتسون الشاي ويتناقشون في أمور شتّى، قال الدكتور مشرفة: إن أخطر ما في العالم الآن هو تمكُّن العلماء من فلقِ نواة الذرة».
كان ذلك قبل (٦) سنوات من استخدام القنبلة الذريّة لأول مرة في التاريخ، حين ألقتها الولايات المتحدة على مدينتى هيروشيما ونجازاكي في اليابان عام ١٩٤٥.
وفي رؤية جريئة قال الدكتور مشرفة مخاطبًا حكومة النحاس باشا: يجب أن تقوم مصر بصناعة القنبلة الذرية، وذلك في إطار استراتيجية الرّدع.. إنّ الغازات السامة التي استخدمها الطليان ضدّ إثيوبيا كان سبب استخدامها أن إثيوبيا لا تملك الردّ، لكن الألمان حين ضربوا بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، لم يقوموا بضربها بالغازات السامّة، لأن بريطانيا ستردّ على ألمانيا باستخدام الغازات السامّة بالمقابل، فتحقق الرّدع. ومن هنا.. يجب على مصر أن تصنع القنبلة الذرية، ليس لضرب أحد، ولكن لمنع أى أحد من ضرب مصر.
وفي كتابه «الذرة والقنبلة الذرية» يقول مشرفة: «هذه الطاقة الذرية الهائلة.. ما تصيبنا منها، لقد قدمت دلائل على وجود اليورانيوم في صحاري مصر.. فماذا نحن فاعلون؟».
وفي رؤية استشرافية ثاقبة تحدث الدكتور مشرفة عن حتمية البحث عن الطاقة المتجددة، ففي ثلاثينيات القرن العشرين قال العالم الكبير: سوف تنفذ الطاقة من العالم، ولابد من البحث عن طاقة بديلة، من بينها الطاقة الشمسية. وما لم نصل لمصادر الطاقة البديلة فإن حروب الطاقة سوف تهدد مستقبل العالم. يقول الكاتب مصطفى أمين: حين قال مشرفة ذلك في الثلاثينيات، قال البعض: لقد فقد الدكتور مشرّفة عقله!
* * *
ولد عميد العلم العربي الدكتور على مصطفى مشرّفة في دمياط عام ١٨٩٨، ومن المثير أن