Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

حكايات شعبية سويدية
حكايات شعبية سويدية
حكايات شعبية سويدية
Ebook198 pages1 hour

حكايات شعبية سويدية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

في ليالي الشتاء الطويلة والباردة في السويد، وفي الشمال الأوروبي عموماً، لم يكن لدى الناس قديماً سوى الحكايات الخرافية كوسيلة للتسلية وتزجية الوقت. ومن الطبيعي والمتوقع أن تدور أحداث الحكايات الخرافية، أو الشعبية، في البيئة الطبيعية وعناصرها، مثل الغابات والبحيرات والأنهار والثلوج، وأكواخ الفلاحين، ومزارعهم، ومواشيهم. وتتكر

Languageالعربية
Release dateDec 9, 2023
ISBN9789198830576
حكايات شعبية سويدية

Related to حكايات شعبية سويدية

Related ebooks

Reviews for حكايات شعبية سويدية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    حكايات شعبية سويدية - غونّار كافاليوس

    مقدمة المترجم

    في ليالي الشتاء الطويلة والباردة في السويد، وفي الشمال الأوروبي عموماً، لم يكن لدى الناس قديماً سوى الحكايات الخرافية كوسيلة للتسلية وتزجية الوقت. ومن الطبيعي والمتوقع أن تدور أحداث الحكايات الخرافية، أو الشعبية، في البيئة الطبيعية وعناصرها، مثل الغابات والبحيرات والأنهار والثلوج، وأكواخ الفلاحين، ومزارعهم، ومواشيهم. وتتكرر في الحكايات الشعبية السويدية العديد من العناصر والرموز، مثل الملوك والأميرات والسحرة والأقزام والعمالقة والقوى السحرية الخارقة للطبيعة. أما العنصران الأهم اللذان يحركان الأحداث والمغامرات في تلك الحكايات فهما العمالقة والأقزام.

    والعمالقة مكوّن أساسي من مكوّنات الأساطير الشمالية، إذ يُعتقد بأنهم من أقدم المخلوقات وأشدّها قوّة. وبحسب تلك الأساطير، يتّصف العمالقة بالقوّة وضخامة البنية، خاصة الرؤوس الضخمة والأيدي الكبيرة، ويتمتعون بقوى خارقة للطبيعة، ولهم، في الوقت عينه، بعض الخصائص الحيوانية، مثل القرون والمخالب والذيول، وفيهم بعض الغباء، كما يتضح من بعض حكايات هذا الكتاب.

    ويقطن العمالقة، بحسب الأساطير، في يوتونهايم، وهو أحد العوالم التسعة في علم الكونيّات الشمالي. ولم يكن العمالقة على عداء دائم مع الآلهة الوثنية، لكنهم كانوا يشتبكون معهم ومع البشر في بعض الأحيان في صراعات وخلافات. ويمثّل العمالقة، في الأساطير الشمالية، قوى الطبيعة، مثل العواصف والجبال والبحار، في حين تمثل الآلهة النظام والقانون.

    أما القزم في الأساطير الشمالية، فهو مخلوق أصغر حجماً من العملاق، لكنه قد يتخذ هيئة وحشية ضخمة في بعض الأحيان، نظراً لما يتمتع به من قوى سحرية وخارقة للطبيعة. ويوصف القزم غالباً بأنه شرير وقبيح الشكل وذي جسم مشوّه التكوين.

    والأقزام معروفون بالخداع والاحتيال على الناس، وقد يتخذ واحدهم أشكالاً ومظاهر مختلفة، بحسب الظروف والمنطقة. ويعيش الأقزام في الغابات والأماكن النائية، ضمن مجموعات أو كأفراد. ويتفاعل الأقزام مع البشر من أجل البقاء على قيد الحياة فيحتالون عليهم بالسحر والخداع للاستيلاء على ممتلكاتهم.

    يحتوي هذا الكتاب على مجموعة منتقاة من الحكايات الشعبية السويدية التي اخترناها من بين عدد كبير جداً من الحكايات التي دوّنها المؤلفان، غونّار أولوف هيلتين-كافاليوس وجورج ستيفنز، نقلاً عن الرواة في مناطق مختلفة من السويد. وسيجد القارئ في بداية كل حكاية إشارة إلى المقاطعة التي أُخذت منها الحكاية.

    صدر كتاب «حكايات ومغامرات شعبية سويديّة» في ستوكهولم عام 1844 في جزأين، باللغة السويدية القديمة التي كانت سائدة قبل التطوير والتجديد الأخير الذي شهدته اللغة السويدية في بداية القرن العشرين ثم في منتصفه، لذلك تطلّبت ترجمة هذه الحكايات جهداً مضاعفاً واستعانة بمراجع عديدة وأساتذة وأصدقاء سويديين.

    وقد اعتُبر كتاب «حكايات ومغامرات شعبية سويديّة»، منذ صدوره باللغة السويدية، مرجعاً مهماً في مجاله، ونرجو أن تكون هذه الترجمة كذلك في المكتبة العربية التي تخلو من الحكايات الشعبية السويدية.

    سامح خلف

    أوستورب، 2023

    مقدمة المؤلفَين

    هذه المجموعة من الحكايات الشعبية هي الأولى من نوعها والتي لم يسبق نشرها في السويد. وبالتالي فإن حداثة الموضوع وأهميته تستدعي كتابة مقدمة تبيّن للقارئ الظروف الخاصة بأدب الحكايات الشعبية. لكننا رأينا أن من الأنسب تأجيل المقدمة، أو البحث، إلى الجزء الأخير من هذا العمل. إذاً، وحتى ذلك الحين، لندع هذه الحكايات تتحدث عن نفسها بأفضل طريقة ممكنة. وهنا يكفي أن نذكر في بضع كلمات وجهة النظر التي قاربنا من خلالها موضوعنا وتعاملنا معه.

    لم يكن هدفنا، ولا يمكن أن يكون، أن نقدم هنا مجموعة من الحكايات المسلية فحسب، بل أردنا لمهمتنا أن تتمثل في أن نحفظ لوطن آبائنا وأجدادنا ما تبقى من حكاياته وأشعاره التي ظلّت متداولة لدى أسلافنا لآلاف السنين، والتي رافقته من جيل إلى جيل، وذلك بصور مختلفة تعكس رؤيته الكلية للعالم القديم. وهذا التراث على وشك أن يختفي أو ينقرض تحت تأثير بزوغ عصر جديد وبروز ظروف جديدة، حتى إننا لم نعد نسمع هذه الحكايات والأصوات التي بدأت بالتلاشي سوى في المناطق النائية من البلاد. لقد كانت هذه الحكايات والمرويات ذات يوم ملكاً للشعب كلّه، والمصدر الأول لثقافة أسلافنا.

    بغض النظر عن الوريد الشعري الثري الذي يمرّ عميقاً عبر جميع تراثنا القديم، والذي يضفي أيضاً قيمة كبرى وعامة على الحكايات الشعبية، فإن الحكايات الواردة في هذا الكتاب ذات أهمية خاصة. ويمكن استخلاص الكثير من هذه الحكايات بالنسبة للراغبين في دراسة التاريخ السويدي في أساسه الأعمق، والذين يودّون التعرف إلى روح الشعب وإبداعه، ومتابعة مراحل تطوّره الداخلي. كما أن هذه الحكايات الشعبية تتيح لنا إلقاء نظرة عميقة على العصور الغابرة، حيث تعكس صورة صادقة وحيوية لعادات أسلافنا وطرائق حياتهم، وتلقي على الماضي ضوءًا لا تتيحه دوماً السجلات والوثائق المكتوبة.

    استناداً إلى هذه الآراء، سعينا قدر الإمكان للحصول على كل حكاية أصلية وأصيلة. ولهذا الغرض، قمنا بجولات ورحلات واسعة عبر مقاطعات البلاد ومناطقها الجغرافية المختلفة، ودوّنا عدداً كبيراً من الحكايات الخيالية التي رواها الناس مشافهة. وما جُمع على هذا النحو، رتّبناه ونسخناه، من دون إضافات أو تعديلات. إن التدخّل الوحيد من جانبنا تمثّل في تحديد الشكل الخارجي للسرد، والذي استدعى أحياناً، وبناء على اختلاف عمر كل راوٍ ودرجة تعليمه، إعادة صياغة الحكاية من أجل استعادة طابع البساطة الذي يميّز الحكاية الشعبية، وهو الطابع الذي يمكن العثور عليه لدى هذا أو ذاك من رواة الحكايات الشعبية الخرافية الذين عاشوا في الأيام الخوالي الجميلة.

    على الرغم من أن عملنا هذا موجّه بالدرجة الأولى إلى الباحثين أكثر من توجهه إلى الجمهور العام، نأمل أيضاً أن يحظى بالقبول نفسه لدى الجمهور، وأن يُقرأ كمادة ممتعة، سويدية من حيث الروح والمحتوى. ونرجو أيضاً أن تكون هذه الحكايات الشعبية ملائمة لتعزيز الشعور الوطني لدى مواطنينا من أجل استعادة الروح النبيلة والرائعة التي انتقلت من العصور القديمة لتزدهر في ثقافتنا الوطنية.

    ستوكهولم، نوفمبر 1844.

    1

    الفتى الذي أسقط الطفلة العملاقة في البئر

    حكاية من مقاطعة أوپلاند

    ذات مرّة في قديم الزمان كانت هناك عائلة من العمالقة تقطن كوخاً في الغابة. وكانت الأراضي المحيطة بكوخهم خصبة، بحيث كانت مواشي العملاق سمينة على الدوام. أما الناس في القرى المجاورة فلم يكن لديهم سوى بعض المراعي قليلة العشب والنبات. أزعجهم ذلك الحال فتركوا مواشيهم تسرح في بعض الأحيان في أملاك العمالقة. لكن الأمر لم ينته دائماً على خير، لأن العملاق، الذي كان عنيفاً وشديد القسوة، ما فتئ يهاجم الرعاة ويقتلهم.

    وفي مكان غير بعيد من أراضي العملاق عاشت امرأة فقيرة مع ابنها الوحيد. وكان الابن صغيراً وضعيف البنية، لكنه جريء وواسع الحيلة. وفي أحد الأيام طلب الفتى من والدته أن تصنع له ثلاثة أقراص من الجبن، فلبّت المرأة طلب ابنها. وعندما أصبحت أقراص الجبن جاهزة، كوّرهـا الفتى ودحرجها في رمـاد الموقـد، حتى بدت رمادية اللون ومثيرة للاشمئزاز. غضبت الأم عندئذٍ ووبخته لأنه أتلف نعمة الله. لكن الفتى توسّل إليها أن تهدأ وترضى؛ فهي لم تدرك ما كان يدور في رأسه من أفكار.

    في الصباح الباكر انطلق الفتى إلى الغابة مع ماشية والدته، ورعى الماشية في أراضي العملاق. وظل يسرح لا يعيقه شيء طوال النهار. وعندما حلّ المساء، جمع مواشيه استعداداً للعودة إلى بيته. ولكن العملاق علم في تلك الأثناء بزيارته فأتى مسرعاً نحوه وهو في حالة غضب شديد. والعملاق مخيف المظهر، لدرجة أن الفتى تملكه الخوف على الرغم من شجاعته. «ماذا تفعل هنا في مرعاي؟» سأل العملاق. أجاب الفتى قائلاً إنه أتى بحثاً عن مرعى لماشيته. قال العملاق: «انصرف من هنا على الفور، قبل أن أعصرك كما أعصر هذا الحجر»، ثم تناول حجراً رمادياً كبيراً كان ملقى على الأرض وعصره فتفتّت الحجر إلى ألف شظية. فقال الفتى: «أنت قوي جداً، لكنني لست أقلَّ منك قوّة، على الرغم من أنني ضئيل البنية»، ثم التقط إحدى كرات الجبن وعصرها حتى سال منها المصل. عندما رأى العملاق ذلك، تملكته دهشة شديدة، وظنّ أن ثمة خدعة ما في الأمر. تناول العملاق حجراً من الأرض مرة أخرى، وعصره فتفتّت إلى قطع صغيرة، فأخذ الفتى كرة الجبن الثانية وعصر منها السائل كما فعل من قبل. ثم تكرّرت اللعبة للمرة الثالثة، وعصر الفتى السائل من كرة الجبن الثالثة. قال العملاق عندئذٍ: «لم أكن أعتقد أنك قوي جداً. اتبعني إلى مزرعتي واخدمني بإخلاص، وسأعطيك ثلاثة مكاييل من الذهب. ولكن إذا لم تطع أمري، فسأقطع ثلاثة شرائط عريضة من ظهرك». أجاب الفتى: «تبدو لي هذه شروط جيدة؛ ولكن يجب أن أقود الآن ماشيتي إلى القرية». ثم اتفقا على اللقاء في اليوم التالي، وعلى ذلك انتهت المحادثة بينهما وافترقا.

    في اليوم الثاني قصد الفتى الغابة والتقى العملاق، بحسب الاتفاق بينهما. ثم اتجها إلى كوخ العملاق، فتبيّن للفتى أن زوجة العملاق ضخمة الحجم وشرسة المظهر لدرجة أنها أخافته أكثر من خوفه من العملاق نفسه.

    وبعد مضي فترة من الوقت، توجب أن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1