Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الكاشف
الكاشف
الكاشف
Ebook205 pages1 hour

الكاشف

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

تدور أحداث الرواية فى أقصى جنوب مصر وتحديدًا في بلاد النوبة، وتشمل الفترة الزمنية من نهاية حكم المماليك وبداية دخول العثمانيين إلى بلاد
النوبة وسيطرتهم عليها، وما شمل ذلك من أحداث تاريخية دارت في تلك المنطقة على ضفاف النيل، وكيف استطاع الكاشف مبعوث خليفة المسلمين (من سالة آل عثمان) دخول البلاد والقضاء على سلطان القبائل، ويعرض لنا الكاتب شكل الحياة في بلاد النوبة في تلك الفترة، وعادات أهلها من سكان وطوائف وقبائل وزراعة وتجارة وأسواق وصعود المماليك وانتهائهم وتبدل الزمان وتقلب الأحداث.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2019
ISBN9789771457398
الكاشف

Related to الكاشف

Related ebooks

Reviews for الكاشف

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الكاشف - مصطفى محمود عواض

    الغلاف

    الكاشف

    تأليف:

    مصطفى محمود عواض

    إشراف عام:

    داليا محمد إبراهيم

    عواض ، مصطفى محمود

    الكاشف «رواية»/ تأليف: مصطفى محمود عواض

    الجيزة: دار نهضة مصر للنشر / 2019

    192 ص ، 21 سم

    تدمك: 9789771457398

    1 - القصص العربية

    أ - العنوان

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين

    أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 978-977-14-5739-8

    رقم الإيداع: 2561 / 2019

    طبعة: يناير 2019

    تليفون: 33466434 - 33472864 02

    فاكس: 33462576 02

    Section0001.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    خدمة العملاء : 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E- mail: publishing@nahdetmisr.com

    شخصيات كثيرة لم ينصف التاريخ ذكرها،

    وأصبحوا مجرد سطور مجّ المؤرخون بعض

    نداها على عجل.

    إشارة

    ألواح قديمة مخبأة، سطرت بحروف الأجداد المنسية.

    ورواة عدة، لتلك الحقبة الزمنية.

    ومشاهد مبعثرة، ترسم الحد الفاصل بين العبودية والحرية.

    الفصل الأول:

    (القرية)

    - 1 -

    أخذ يعدو في سرعة خلف لواحق أصحابه ونباغة آثارهم(1) غير عابئ بسياط الشمس التي لاكت لحم ظهره الأسمر العاري، ولا مكترث بجمر الرمال التي عانقت بقسوة قدميه العاريتين، ولا خَجِل من بدو بعض سوءته، لم يتمكن ارتخاء إزاره البالي من إيقافه، كان همه منصرفًا إلى اللحاق بهم، والكشف عن أماكنهم التي اختبئوا وراءها، هي المرة الأولى التي يشركونه فيها معهم في لعبتهم، كان يقبل تجاهلهم له في البداية فهو يصغرهم بأعوام، ولم يكن له إلا صنيع يشفع له فارق العمر بينه وبينهم، وقد كان.

    كان آخر ما يتمناه الآن أن يتذكر القربان الذي قدمه ليكون منهم، لطالما حاول وأد هذه الذكرى وآثارها، إلا أنها لم تزل تعاوده الفينة بعد الفينة.

    سمع صرخات الأولاد تنادي باسمه من بعيد، اكتشف وقتها أن عينيه كانتا مغمضتين فرفع الستار عنها، فإذا به قد ابتعد عنهم بل عن القرية كلها، ليجد نفسه وسط القبور، مسح بكفه العرق المتفجر من مسام جلده الخشن، وحاول جمع شتات أنفاسه اللاهثة بأن ركع، وما إن تمالك نفسه حتى تهاوى قلبه الصغير على جرف صدره، حينما شعر بتلك الأنامل تطوق قدميه ثم تسحبه لأسفل الأرض، حاول الصراخ إلا أن الرمال باغتته بأن كتمت فاه، وبعد أن أدرك أنه لا نجاة استسلم جسده للغرق.

    - 2 -

    تشاركت قريتنا والقرى المجاورة قصة ابتلاع الرمال ل(سنقر)، في حزن موقوت كتداولها، ثم لم يتبق من خبره إلا ما كان باعثًا للتندر في جلسات السمر نملأ به ليالي بلادنا الطويلة، أو أنيسًا للنساء والجواري أثناء عودتهنّ حاملات لتلك القلال يطردن به ثقل الحمل وطول الطريق وحرقة الشمس.

    ثم مرت الأيام فنسينا خبره، وانشغلت القرية كلها بأخبار (الفونج)، ومصير بلادنا والحرب المنتظرة، والناس وقتها بين مؤيد ومترقب، اللهم إلا أمه المسكينة التي مسّها الجنون منذ أن وارت الرمال جسد صبيها، وافترشت الطرقات حاسرة الرأس ترثيه، ولأن في بلادنا لا يسمح بمثل هذا، فقد تطوع البعض فكفلها وحبسها عنده، إلا أنها كانت تنجح دائمًا في الفرار وتعاود ما كانت تفعله كرة أخرى، فعزفنا عنها وتركناها وشأنها، وعادت الحياة لسالف عهدها، كان صنيعها ووجودها فقط هو ما يذكرنا بقصة (سنقر).

    كان من الطبيعي ألا يعنينا شأنه، أو نكترث كثيرًا بأمه، فهم غرباء عن بلادنا، وهذا حالنا مع الغريب الطارئ، الذي لا يُعرف منبته، نعم نكرمه ونحسن إليه حتى إذا خالف أعرافنا لفظناه، بهذا المنطق كان الصغار والكبار يكتمون أنين النفس اللّوامة التي لم تزل تلقي باللّوم على الصغار بعدم الإسراع لنجدة (سنقر)، حيث شاهدوه وهو يسبح في الرمال، وعلى الكبار بعدم الإلحاح في طلب جثمانه أو ستر أمه ورعايتها.

    - 3 -

    وبعد أعوام...

    في هذه الليلة التي خلعت رداءها على السماء قبل أن يتحلى عنقها بالنجوم ويتوسط هذا العقد المنير ذلك القمر الصافي، فلا يدري المتأمل أيهما أشد جمالًا الرداء أم العقد، كان يجلس تحت تلك اللوحة الرائعة رهط(2) منا متحلقين حول تلك الشعلة، كان خروجنا في تلك الليلة استجابة لصيحة شاردة اعتدناها باقتراب الفونج من قريتنا، فقد رفعت على بعض أرض بلادنا رايات الفونج، وتقهقر سلطان الكنز.

    ورغم أن قريتي أقصى شمال بلادي، مما يجعلنا في مأمن مؤقت، إلا أننا كنا نستجيب لتلك الصيحات فنهب لحدود قريتنا لنحرسها ليالي، لا أخفيكم كان شعورًا ممتعًا يسري في النفس في تلك الليالي، يقتل ذلك الفراغ اللعين الذي ألفناه، ويجدد ألفة قد بهتتها المشاغل، كنا نقضي ساعاتها منصتين لدندنة كبرائنا عن أساطير قاداتنا ورجالنا الأوائل وكيف كانوا غمدًا ومقابر لجيوش عظيمة، يفصل بين كل قصة والأخرى بعض أغانينا على عزف الكنّارة.

    كنا نقضي الليل كله هكذا، حتى تطلع الشمس، ثم لا نلبث أن نعود لنمارس عملنا المعتاد، كان الجميع يشاركني شوقي لتلك الليالي، بمن فيهم الأطفال والعبيد.

    النساء فقط من يحرم عليهن الاقتراب من هذه المجالس ولكن لا يخفى أيضا شوقهنّ لحديثنا عنها.

    أما هذه الليلة فمختلفة عن أخواتها، ليس فقط لكونها أشد برودة، بل لذلك الصمت الذي سكن المكان إلا من تهامس البعض، لمح أحدنا شبحًا لثلاثة فرسان يتجهون نحونا.

    - إنهم الفونج.

    هكذا صاح من صاح، فبادر إليهم بعضنا، واشرأبت أعناقنا نحوهم وحاولت أعيننا هتك ستار الليل لتكشف ما هو كائن هناك، لم يمر وقت طويل حتى رأينا أحد رسلنا يعدو نحونا وهو يصيح:

    عاد سنقر ... عاد سنقر من الموت.

    - 4 -

    «أيكولا جلو متا...أبا الحصين ملم جلو متا.. أنقكوا أبنجن تو مالم جلو متا..إنجر ككوشا..ولا وي ويلكن جنإمنا...»

    هذه أنشودة أبي الحصين وسأتلو عليكم الآن من نبئه فانتبهوا:

    خرج الثعلب أبو الحصين في ليلة باحثًا عن غذائه، راجيًا أن يرجع إلى أهله بغنيمته؛ ليثبت أنه لا يلحق له غبار، وبعد بحث وجد حظيرة طير فدخلها زاحفًا وهو يكتم أنفاسه، إلا أن هذا الشَّرَك اللعين الذي نصبته المرأة العجوز الماكرة صاحبة الحظيرة قد أصابه وطوق ذيله، حاول بكل قواه الإفلات من هذا الكمين إلا أن حِيَله قد ذهبت هباءً، ولأنه لم يكن لليأس مكان في معجمه فقد حاول وحاول وحاول، وبعد صراع طويل وقبل أن تنتبه العجوز للنأمة التي صنعتها الطيور، استطاع التخلص من هذا الشَّرَك، إلا أنه في سبيل ذلك فقد ذيله، تأوه من الألم والحزن، ورجع إلى قبيلته حاملًا عارين وألمين، أما العاران: فعار فشله في مهمته، وعار تلك العاهة التي ستصاحبه باقي حياته، وأما الألمان: فألم هذه الإصابة، وألم الجوع.

    وبمجرد أن وقعت أنظار الثعالب عليه حتى تعالت ضحكات السخرية منه ومما آل إليه حاله، فاخضلَّت مسارب عينيه وانحلت عقدة صبره، وانزوى عنهم.

    ظل على ذلك حتى بث الشيطان في روعه نبتة سوء، فزور فكرته ثم خرج مناديًا فيهم: يا بني قومي، إن أهل القرية المجاورة من بني آدم زرعوا كمية كبيرة من البطيخ، وهم ينتظرون قطافها، فلنسبقهم إليها فنأمن غذاء شهور.

    فتساءلوا: وكيف لنا أن نحمل البطيخ؟!

    فأجاب: نأكل ما تيسر لنا منها هناك، أو يربط كل منكم نصيبه في ذيله.

    صمت ثم قال مصطنعًا الحزن: ولكن لا تنسوا أني صاحب الفكرة، فمن يكفيني نصيبي؟!

    تطوع الجميع لذلك، فقد استحسنوا الفكرة، وخرجوا في ليلتهم يسعون، وقد وجدوا ما قاله أبو الحصين صحيحًا، فأكلوا من البطيخ إلى أن امتلأت بطونهم، وأخذوا يسعون فسادًا في الأرض، ثم قام أبو الحصين بربط البطيخ في ذيولهم وأحكم الربط، ثم صاح: اهربوا إني ألمح قبس نار آتية من بعيد، فوثبوا ليهربوا فإذا بثقل البطيخ يحول دون ذلك، حاولوا وحاولوا حتى بترت أذيالهم.

    فابتسم أبو الحصين بعد أن صار الجميع سواء، وبدأ يغني الأنشودة السالفة: «أيكولا جلو متا...أبا الحصين ملم جلو متا.. أنقكوا أبنجن تو مالم جلو متا..إنجر ككوشا..ولا وي ويلكن جنإمنا... ».

    - 5 -

    لا أدري لماذا تذكرت تلك الأسطورة وأنا أنظر لسنقر ولرفيقيه القادمين معه، كنت أعلم أن حدسي يلهمني ما هو كائن، أو رسم عينيه الجوفاوين يتكهن لي بما أخفاه صدره.

    لم يختلف شكل سنقر كثيرًا، إلا من بعض ما يعلن عن رجولته؛ كشعر شاربه الطويل، وفتوة جسده، وطوله الفارع، ونظرة جوفاء لم أعهدها في طفولته.

    أما صاحباه فكان أحدهما عربيًّا، وأما الآخر الحليق ذو الشارب الأشقر والأعين الزرقاء الضيقة والجسد الضخم فكان صامتًا، إلا أنه يظهر من سمته وفعاله أنه كبيرهم، لم أر أحدًا على هذه الهيئة ولم أكن أظن قبل هذا اليوم أن هناك من يختلف لون شعره وبشرته عنا.

    من أي جحيم أتانا سنقر فأحضر لنا معه هذين؟!!

    ليس الغريب فقط ملامح الرجلين، بل ملابسهما أيضًا، ففي موطني، العامة والعبيد من الرجال يسيرون عراة الصدر، مكتفين بالإزار والخف، أما الخاصة فكل منهم يختص نفسه وأسرته برداء يحيط عاتقه به وعمامة تأخذ لون الرداء.

    أما النساء حرائر وإماء فيرتدين (الجرجار) وهو جلباب خفيف شفاف لونه أسود، يكشف ما تحته من ملون الثياب، وما يفرق بين الأمة والحرة هو غطاء الرأس، فالخفيف منه هو للأمة، والثقيل هو للحرة.

    أما سنقر وصاحباه فلكل منهما ثياب عجيبة، لم نر كمثلها، فسنقر كان يرتدي ملابس ثقيلة مطرزة بأشياء

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1