Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

حقيبة في يد مسافر
حقيبة في يد مسافر
حقيبة في يد مسافر
Ebook209 pages1 hour

حقيبة في يد مسافر

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

مجموعة من مقالات يحيى حقي التي تحمل الكثير من الخصائص المميـِّزة لـ أدب يحيى حقي. يشتمل هذا الكتاب على المقالات التالية: ( كلام بلا تستيف - أسئلة خبط لزق - بيت من زجاج - حديقة الأسماك - الأصل قبل الفرع - القطيع والدليل - تلك آثارنا - الزير والبرج - أحَب أجدادي عندي - هذا الهيكل العظمي - وجه يتصبب عرقـاً - لون الزمرد - القرية وبيت الفلاح - العمل والعلم - حديث البطون - الخوف في أحضان الجنة - الطريق إلى العاصمة - أسئلة - الناس .. عامة الناس - الوجه الأسود - ترجمة كلام عويص إلى كلام سهل - الحج الثقافي - من قفص الاتهام - لا تعايرني ولا أعايرك - تهمة الإباحية الجنسية - ألف ليلة وليلة - عزومة مراكبية - برودة القلب - سرعة الاشتعال وسرعة الانطفاء - اقتربت نهاية الرحلة - الجهاد والاجتهاد )
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2007
ISBN9786741364342
حقيبة في يد مسافر

Read more from يحيي حقي

Related to حقيبة في يد مسافر

Related ebooks

Reviews for حقيبة في يد مسافر

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    حقيبة في يد مسافر - يحيي حقي

    الغلاف

    حقيبة في يد مسافر

    يحيى حقي

    العنوان: حقيبة في يد مسافر

    تأليف: يحيى حقي

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 978-977-14-4018-7

    رقم الإيداع: 17139 / 2007

    طبعة: يناير 2020

    Section_2.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفون: 33466434 - 33472864 02

    فاكس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    الإهداء

    إلى عاشق مصر..

    الفنان حامد سعيد

    هدية من صديق

    يحيي حقي

    كلمة لا بد منها

    يعد الأدب قيمة في حياة الشعوب بعد أن استقر على قمة الإنجازات البشرية؛ باعتباره راصدًا لعقل ووجدان وأفكار وآمال الأمم، والمعبر الأقوى عن حيوية المجتمع في التعبير عن أفراحه وأتراحه من خلال ذلك التمازج العقلي والوجداني في الإطارات الإبداعية المختلفة، والتي يتم التعبير عنها بالعديد من القوالب الأدبية: من القصة القصيرة والرواية والمقال والمسرحية والقصيدة الشعرية والنثرية.

    لهذا نجد أن الأدب العربي كأمثاله من الآداب العالمية قد سطر لنفسه مكانة ترقى لمصاف الآداب المتميزة؛ نظرًا لحجمه ولتنوعه الإبداعي الذي أفاد البشرية بما قدم من قيم فكرية ولغوية ومعرفية وإمتاعية.

    ومن هذا المنطلق حرصت شركة نهضة مصر أن تقدم للقارئ المصري والعربي أعمال أبرز رواد الفكر والإبداع الأدبي العربي لإسهاماتهم الأدبية المتميزة؛ التي أثْرت الأدب العربي الحديث من حيث الشكل والمضمون.

    وانطلاقًا نحو إعادة إحياء أعمال كبار المفكرين والمبدعين والأدباء الذين أثْرَوا الحياة الثقافية والأدبية بإبداعاتهم خلال القرن الماضي - تقديرًا لهم، وعرفانًا بدورهم، وتعريفًا بأعمالهم لأجيال لم تلحق بهم - يسر نهضة مصر أن تقدم الأعمال الكاملة للأديب والكاتب الكبير/ يحيى حقي.

    ويأتي ظهور الأعمال الكاملة لكبار الأدباء المصريين خلال القرن العشرين مع احتفالنا بالعام السبعيني على تأسيس شركة نهضة مصر 1938 - 2008 ليتأكد هدفنا الدائم الذي تسعى إلىه الشركة منذ إنشائها وهو نهضة مصر.

    الناشر

    كلام بلا تستيف

    عشت أخيرًا - بعد انقطاع طويل - قرابة شهر على قطعة متوسطة من أرض الحضارة الأوربية في رحلة سريعة كثيرة التنقل بين باريس وشمال فرنسا، بين الحضر والريف، وكما أن المشاوير التي طحنتها على قدمي أثناء مقامي القصير - ولا تنس ممرات المتاحف - قد ضربت الرقم القياسي في حياتي الماضية كلها؛ فلذلك كانت أسئلتي لمن حولي - أسئلة خبط لزق، أريد أن تقدم لي معلومات كثيرة في برشامة أبلعها بسهولة، فالوقت ضيق وشهوتي للمعرفة عارمة، ورغم هذا العذر الشرعي فقد أحسست - كما أحس كل من حولي - بأول فارق واضح بين ابن الشرق والحضارة الأوربية التي تكره الأسئلة كرهًا شديدًا؛ لأنها تكره الاعتماد على الغير كرهًا شديدًا، فهذه الحضارة معنية - إلى حد الهوس - بجمع المعلومات وتبويبها ونشرها وبذلها للناس، في متابعة سوية منتظمة، لا نشتد لتتراخى ولا نتراخى لتشتد. خط مستقيم ليس فيه انبعاج إلى أعلى أو إلى أسفل، نبع من هذا الهوس أنك تجد مراجع سنوية لكل المقالات الصحفية، فإن أردت أن تعرف استطعت أن تعرف بنفسك: بجهدك أنت وحدك، تعرف كل ما تريد أن تعرفه، بل تعرف كل ما يمكن لإنسان أن يعرفه، بسهولة ليست بعدها سهولة، هل لي أن أسمي هذه الحالة بفن التستيف؟ نحن ولا شك نحاول التمرس علىه ولا نستطيع. فالمعلومات عندنا، رغم قلتها، غير مجمعة ولا مرتبة، وحتى لو كانت مجمعة ومرتبة فالعثور علىها من أشق الأمور، يخيل إلىنا أننا نلتذ بالتقاعس، بشيء من الفوضى، بالعناء، لنعود فنرثي للنفس، وهذا الرثاء هو قمة اللذة عندنا.

    فن التستيف من أبرز علامات الحضارة الأوربية، إنه لا يقتصر على تستيف حصيلة العلوم والفنون والآداب، كما تراه في المكتبات والمتاحف، بل نجده ابتداءً من البيت، فليس فيه قطعة أثاث زائدة أو في غير موضعها وإذا استقرت لا تتحرك من مكانها، لو أصيبت صاحبته بالعمى لاستطاعت بلا تدرب أن تقعد وترقد، بل وتطبخ بغير تحسس وبدون لخبطة أو صدام. ترى التستيف في المخزن، في المتجر، حتى في دكان القصاب.. دعني أستطرد فأضرب لك مثلاً إن يكن صغيرًا فقد أذهلني أشد الذهول. لا تستغرب إذا قلت لك إن اليد المصرية التي تناولت مني تذكرة السفر بالطائرة وأنا أغادر مطار القاهرة قطعت تذكرة الإياب بدل تذكرة الذهاب. لا أريد أن أقول إن هذه اليد بسبب هذا القطع تستحق القطع. ووضعت التذكرة في جيبي وأنا لا أرى ماذا حدث، فلما أردت العودة وقدمت تذكرتي في باريس لبنت جالسة في مركز شركة الطيران، مالكة لإرادتها، خالية من كل شيء إلا عملها، واقفة على جميع أسرار مهنتها ولوازمها، منتبهة مفتحة العينين. حازمة إلى حد البتر. كلمة ورد غطاها. بقشيشها الوحيد ابتسامة صامتة لا منادمة للسان، لاحظت على الفور الخطأ الذي حدث. وقالت لي إن تذكرة العودة مفقودة. كان لم يبق في جيبي فرنك واحد، فهالني احتمال تأخر سفري وانزعجت انزعاجًا شديدًا. ولكنها لم تنزعج أقل انزعاج، بل أدارت قرص التليفون، فجاءها الخط فورًا، ورد علىها صوت نسائي أيضًا (سأتكلم فيما بعد عن عمل جميع النساء في فرنسا) وبغير هزار أو مقدمات عن الصحة والأحوال والأشواق حكت حكايتي في سطر ونصف. ثم وضعت السماعة وقالت لي: «انتظر قليلاً» - وبعد دقائق لا تزيد على الخمس دق التليفون وتكلم الصوت النسائي البعيد وقال: «عثرنا على التذكرة المفقودة» هي عندنا، إنها في طريقها إلىك مع أحد السعاة راكبي الموتوسيكلات. ذلك أن مقر الشركة في باريس يجعل من نظامه الذي يعتمد علىه حسن الإدارة أن يتلقى من جميع فروعه في الخارج (هيهات أن تقل عن مائة فرع) كعوب دفاتر التذاكر المبيعة «فتجمعها وترتبها وتستفها» يتم هذا كله في مكتب صغير تتولاه - ربما - بنت صغيرة لا يشعر به أحد وقد تمر الشهور دون أن يطرق بابه أحد، أو يُطلب منه عون، ولكن العمل مستمر، اليوم كالأمس. كالغد، بلا انقطاع. فلو انقطع لحظة انهار الجبل، وعمت الفوضى، وهذا العمل أمكن تحقيقه لانتظام بقية الحلقات. من أول مكتب الشركة في القاهرة إلى مصلحة البريد الفرنسية، من أول الظرف الذي توضع فيه هذه التذاكر إلى الصمغ الذي يقفله إقفالاً محكمًا، من أول الأيدي المختلفة التي يتنقل بينها هذا الظرف إلى الدواليب والرفوف وكروت المراجعة في المكتب، وهكذا أمكن في غمضة عين العثور في باريس على تذكرة سفر صدرت منذ شهر في فرع من مئات الفروع لهذه الشركة في مشارق الأرض ومغاربها، يهون بجانبه العثور على إبرة في مخزن تبن.. وكنت وأنا غارق في عرق الخوف أثناء انتظاري أسأل نفسي.. ترى لو حدث هذا في القاهرة! أنت أدرى مني بالجواب.

    لو وقف الأمر عند هذا الحد لقلت إنه لم يَجِدَّ جديد على فرنسا كما عرفتها منذ 18 سنة. فخلة التستيف في حضارتها داء قديم مزمن مستعص، ولكني وجدت هذا التستيف في زيارتي الأخيرة قد قفز قفزة هائلة بفضل ظهور الآلات الإلكترونية (تستطيع أن تؤكد أنك إذا غبت عن هذه البلاد شهرًا ولا أقول سنة ثم عدت إلىها فستجد فيها جديدًا) فالعمل الذي كان من قبل يشق تستيفه أو يطول زمنه أصبح الآن يستف بأيسر جهد وفي غمضة عين بفضل هذه الآلات الإلكترونية. ولأنها ظهرت فقد اختفت مهن وسحن كثيرة طالما ألفناها، مهنة كاتب الحسابات وسحنته، القلم على الأذن، ووقاء من قماش أسود من المعصم إلى الذراع، والظهر محني على دفاتر ضخمة لا أول لها ولا آخر، ولابد من جمع أرقام في عمود طويل بصوت جهوري يتمتم ويغني معًا. يا سيدي خد عندك وتسعة يبقى ميتين وسبعة وسبعين.. أيوه يا سيدي، سبعة وسبعين.. وثمانية... إلخ إلخ.. فكل صاحب عمل - مصنع أو شركة - إن لم يكن قد استغنى عن كاتب الحسابات هذا ودفاتره فإنه يهم بذلك؛ لأنه يستطيع الآن أن يرسل بيانات عمله إلى شركة متخصصة في تشغيل الآلات الإلكترونية فيجيئه في 24 ساعة رد شارح بأدق التفاصيل لموقفه المالي، كم تتكلف مثلاً كل وحدة من بضاعة وبكم ينبغي بيعها ليكون ربح 5٪ أو 10٪ وهكذا.. هذه المهنة - مهنة تشغيل الآلات الإلكترونية.. هي في مقدمة المهن الجديدة التي ستروج من قادم. إنها من علامات العصر. وقد وجدت في الأسرة التي نزلت في ضيافتها فردين يعملان بهذه المهنة، رجلاً وسيدة - وقد تعبا مني أشد التعب وأنا أمطرهما بأسئلة عن كيف تشتغل هذه الآلات دون أن أكلف خاطري فأطلب عنها كتابًا يشرح عملها وأقرؤه - ولو طلبته لوجدت بدل الكتاب الواحد عشرات، كلها مستفة على رف مستف في مكتبة مستفة.

    أسئلة خبط لزق

    حين تعد لك المدينة بعناية كبيرة وتبيعك بثمن معتدل خريطة دقيقة واضحة ترسم مواقع شوارعها وامتدادها.. مرفقة بفهرس أبجدي تجد فيه حتمًا اسم الشارع الذي تطلبه وتحديد مكانه في الخريطة وأقرب محطات المترو والأتوبيس إلىه.

    وحين تجد في كل محطات المترو خريطة كبيرة تحتها أسماء جميع

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1