Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الفستان الأزرق المطرز
الفستان الأزرق المطرز
الفستان الأزرق المطرز
Ebook133 pages39 minutes

الفستان الأزرق المطرز

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

ابتسمت جدتي وحملت الصورة بيدها وقالت: "هذه أنا، وبجانبي ثريا الغانم.. صديقتي"، ثم أخرجت فستانا أزرق مطرزا تزين قبته عبارة "صديقتان إلى الابد"
بدا واضحا أن من خاط الثوب وطرزه شخص مبتدئ، وهو ما ذكرني بكلام جدتي حين قالت: إنها تعلمت الخياطة من ثريا. ورغم ذلك كان لهذا الفستان وقع رقيق على قلبي..
أستشعر جماله من حكاية الصداقة التي أنتجته
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2022
ISBN9789771460664
الفستان الأزرق المطرز

Related to الفستان الأزرق المطرز

Related ebooks

Reviews for الفستان الأزرق المطرز

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الفستان الأزرق المطرز - هيا صالح

    الفستان

    الأزرق

    المطرز

    تأليـف: هيا صالح

    رسوم: آية خميس

    الفستان الأزرق المطرز

    تأليف: هيا صالح

    رســــــــــوم: آية خميـــــــس

    إشراف عام: داليــــا محمــــد إبراهيـــــم

    جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 978-977-14-6066-4

    رقـــم الإيــداع: 2021/27169

    طبعـة: مايو 2022

    Section00002.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــــــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    Section00003.xhtml

    جدَّتي

    جدَّتكِ اختفت.. جدَّتكِ اختفت.. فتحتُ عيني على صوت أمِّي وهي تهزُّني لأستيقظ، واحتجتُ وقتًا لأستوعب كلماتها؛ لأنَّ حالة التوتُّر التي أصابتها انتقلت إليَّ. وما إن وعيتُ الأمر حتى قفزتُ من فِراشي وأنا أصرخ: ماذااااا؟ لا يمكن.. أين اختفتْ. بحثنا في البيت، فلم نعثر لجدَّتي على أثر، ولم نجدها في الحديقة أيضًا.

    قالتْ أمي: لم أترك مكانًا إلَّا وبحثت فيه. أحضري مفتاح السيارة بسرعة. ركضتُ إلى الداخل، ففوجئتُ بجدَّتي تصعد درَجات السلَّم قادمةً من الطابق السفليِّ.

    Section00004.xhtmlSection00004.xhtml

    جدَّتي.. أنتِ هنا! قلت وأنا ألهث.

    ردَّت: صباح النور. وأين سأذهب؟ كنتُ في المخزن. وضعتُ صندوق الكتب فيه.

    عدتُ إلى الحديقة؛ لأُطمئنَ أمِّي

    Section00004.xhtml

    التي كانت تنقر بأصابعها فوق مقدمة السيارة بقلق، فهرولتْ إلى البيت وضمَّت جدَّتي وهي تردد والدموع في عينيها: الحمد لله أنكِ بخير. ثم طلبت منها أن تجهِّز نفسها لزيارة الطبيب فورًا.

    فهمت سببَ توتُّر أمِّي وقلقها، فمنذ زمن بدأت جدَّتي تعاني من ضعف الذاكرة. لاحظتُ ذلك عندما توقفتْ في إحدى المرات عن تحريك القدْر الموضوع على النار، وجلستْ على المقعد، ووضعت رأسها بين كفيها. كنت أساعدها في إعداد الطعام، فاقتربتُ منها وقلت بصوت خفيض: جدَّتي.... هل أنتِ بخير؟. نظرتْ إليَّ، فبدت عيناها فارغتَين من أيِّ تعبير، كأنها لم تسمعني. هززتُها بلطف فلم تتفاعل معي، كأنها لا تتذكَّر مَن أكون. ناديت أمِّي فجاءت مسرعة. رافقنا جدَّتي إلى غرفتها ومددناها على السرير، وبقينا إلى جوارها. كانت فرصة كافية لأتأمل وجهها، فانتبهتُ للمرة الأولى إلى التجاعيد والخطوط التي تملؤه.

    بدأتْ جدَّتي تستعيد صلتها بالواقع بعد أن تناولت دواءً أحضرته أمي من الصيدلية. وعندما استفاقت قالتْ بصوت واهن: آسفة لأنني جعلتكما تشعرانِ بالقلق عليَّ!.

    نظرتْ أمِّي إليها كأمٍّ تنظر إلى طفلها، ثم ربتت على كتفها وهي تقول مع ابتسامة حزينة: لا داعي للأسف يا أمِّي.

    في ذلك اليوم طلبتْ أمي مني أن أكفَّ عن النظر إلى جدَّتي على أنها امرأة قوية، وقالتْ بنبرة جادَّة: "جدتك ليست بخير، إنها تحتاج إلى الرعاية.. أريد أن تفهمي ذلك جيدًا يا مليكة". لماذا يا أمي؟! ما الذي أصابها؟ سألتُها باستغراب، فقالت إن جدَّتي متعَبة، وإنه لا بدَّ من عرضها على الطبيب. لكن جدَّتي رفضت هذه الفكرة، ولم تنجح محاولات أمِّي معها.

    Section00004.xhtml

    في عيادة الطبيب

    قبل الظهيرة كُنَّا في عيادة الطبيب، انتظَرْنا وقتًا قصيرًا قبل أن يحين دَورنا، ثم دخلْنا فاستقبَلَنا بملامحه الصارمة، ونظارته السَّميكة، وشَعره الذي يختلط فيه البياض بالسواد.

    أجرى الطبيب فحوصًا روتينية لجدَّتي، ثم قال بعد أن اطَّلع على نتائجها: سأطرح عليكِ بعض الأسئلة، وأرجو أن تجيبي عنها.

    تفضَّل قالتْ جدَّتي بقلق.

    ما اسمكِ؟

    تنهدت جدَّتي تعبيرًا عن انزعاجها، فكرَّر سؤاله. نظرت أمِّي إليها تشجِّعها على الإجابة.

    قالت: اسمي سعاد.

    Section00005.xhtml

    كم عمرُك؟ سألها وهو منشغل بالكتابة على ورقة أمامه.

    قالت: أربعة وسبعون.

    Section00005.xhtml

    وما اسم ابنتك؟

    جاء جوابها سريعًا: "نورة".

    تابعَ أسئلته وهو يرصد حركاتها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1