حكايات أميرة
()
About this ebook
اللحظاتِ والأحدَاثِ الطَّارئَةِ، التي تُرشِدُكَ إلى سر الكَائنِ
البَشَري، فَفي هَذِهِ اللحظاتِ يَتضحُ كُلُّ شَيءٍ، كَمَا
تُضِيءُ الأنوارُ الكاشِفَةُ الطِّرِيقَ إلى الحَقِيقَةِ.
Related to حكايات أميرة
Related ebooks
الكثير من الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجريمة النجاة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيوم قتل الزعيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمياسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتوم ومن معه ! Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذكرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسراب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمشاعر تبحث عن مرسى: نصوص أدبية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحزان فرتر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظلمات وأشعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة وحش البحيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوعطرك يبقى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقلبك يوجعنى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحواديت بنت النظرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة الطفيل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsليالٍ عربية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحكايات حارتنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب: عباس حافظ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأخذوني بعيدًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحب في أغسطس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوقت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشيفرة منقار الصقر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمشاعر حياة: لحن المشاعر... اعزف لحن مشاعرك بنغماتك الخاصة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة حسناء المقبرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلامات الاستفهام لا تقبل القسمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة المومياء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالماساى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما يُعشق الزيتون Rating: 5 out of 5 stars5/5وادي الذئاب الأخير Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for حكايات أميرة
0 ratings0 reviews
Book preview
حكايات أميرة - عبد الحكيم محمود
حكايات أميرة
رواية لليافعين
تأليف: عبدالحكيم محمود
إشـراف عام: داليا محمد إبراهيم
813.083
م. ح. ع
محمود، عبدالحكيم، 1968 - مؤلف.
حكايات أميرة : رواية لليافعين / تأليف عبد الحكيم محمود ؛ إشراف داليا محمد إبراهيم. الجيزة : دار نهضة مصر ؛ يناير 2020.
205، أ-بص : صور ؛ 13.7×19.5سم.
يشتمل على فهرس بموضوعات الكتاب : ص.أ، ب
تدمك : 7-5835-14-977-978
تدور الرواية حول أميرة التي تفقد أسرتها كاملة تحت الأنقاض، في حادث شكل نقطة تحول في مستقبلها ؛ حيث اختارت مهنة «معلمة» كي تساعد في تشكيل مستقبل هذا الوطن، وبالفعل قامت من خلال عملها في إحدى المدارس بإعادة تأهيل الطلاب والاقتراب مـن مشاكـلهم الحياتية.
1. العنوان. 2. إبراهيم، داليا محمد (مشرف). 3. أ. القصص العربية الاجتماعية- مصر- قرن 21. ب. المدرسون. ج. التدريس. د. المدرسة والمجتمع. هـ. التوجيه المدرسي. و. المدرسون-أخلاق مهنية. ح. الطلبة- أحوال اجتماعية. ط. المدرسون-علاقات بالطلاب. ك. رعاية الطلاب. ل. الصحة المدرسية.
جميـع الحقـوق محفـوظـة © لـدار نهضـة مصــر للنشـر
يحظـر طـبـع أو نـشـر أو تصــويـر أو تخـزيـن
أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية
أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.
الترقيم الدولي: 978-977-14 -5835-7
رقـــم الإيــــداع: 26399 / 2019
طـبـعـة: ينايــــر 2020
Amira-1.xhtml21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفـــون: 33466434 - 33472864 02
فاكـــــس: 33462576 02
خدمة العملاء : 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
صباحٌ جديدٌ
عندمَا خرجتُ إلى الشُّرفةِ، كانتِ الشمسُ قدْ بزغَتْ في الأفُقِ، وتـدفَّـقـتْ أشعتُها الغــزيـرةُ على الكونِ فملأتْ أرجاءَهُ، وهبَّ على وجهي هواءٌ باردٌ في تلكَ الساعةِ المُبكرةِ منْ صباحِ ذلكَ اليومِ منْ أوائلِ الخريفِ.
... يا لَهُ مِن صباحٍ رائقٍ، تفوحُ منهُ رائحةٌ عَطِرةٌ!!
كانَ الهواءُ لطيفًا مُنعشًا، لمْ يكنْ شديدًا حتَّى يُحركَ أصغرَ أغصانِ شجرةِ الكافورِ الباسقةِ في الجهةِ المُقابلةِ لشُرفَتِي، كانَ يتدفقُ بصوتٍ خافتٍ على جميعِ الأشجارِ الساكنةِ في وداعةٍ، على جانبَيِ الطريقِ الخالِي إلَّا مِنْ بعضِ طلابِ المدارسِ الثانويةِ القريبةِ، الذينَ بَكَّروا بالخُروجِ، ورأيـتُ عصفورًا مُلوَّنَ الريشِ، يقفُ في اطمئنانٍ وثباتٍ على أحدِ الأغصانِ، ولكنْ تُرى كيفَ جاءَ إلى هُنا؟ إنَّ العصافيرَ المُلونةَ في بلادِنا لَا تَسكنُ الأشجارَ، دائمًا ما نَراهَا حَبيسةَ الأقفاصِ..
لا بُدَّ أنهُ ضاقَ بحياةِ الأَسْرِ، وقرَّرَ أنْ ينطلقَ في الفَضاءِ الرَّحْبِ، كيْ يُغردَ للحياةِ، كانَ يبسطُ جَناحَيهِ، وينشرُ ذيلَهُ كالمِرْوحةِ، وبِحـركةٍ مُدهشةٍ استدارَ إلى الشمسِ البازغةِ، وحَنَى رأسَهُ انحناءةً شديدةً، كأنَّما يؤدِّي التحيَّةَ للنهارِ الجديدِ، وأخذَ يُزقزقُ، مُنشدًا أغنيتَهُ للصباحِ، التي يُؤدِّيها كلَّ يومٍ.
نظرتُ إلى السماءِ وابتهجْتُ، لمْ تكنْ بالسماءِ أيةُ سَحابةٍ، وَلا شائبةٍ، كانتْ كَراحَتَيْ يـدٍ نظيفةٍ، تلمعُ فيهِما ماسةٌ عِملاقةٌ.
ماذا أصابَنِي في هذَا اليومِ العجيبِ؟
أشعرُ بصَدري يتَّسعُ للحياةِ، وقَدِ امتلأَ شوقًا، وأسْمعُ صوتًا يَصيحُ في داخِلِي، تقدَّمِي يا أميرةُ، إلى الحَياةِ... هيَّا.. إلى الأَمامِ.. إلى الأَمامِ.
إنَّهُ الثانِي عَشَرَ منْ أكتوبرَ.
يومُ مِيلادِي...!!!
.........
منذُ متَى لمْ أحتفلْ بذلكَ اليومِ؟
ياآآه، لقدْ مرَّتْ أعوامٌ كثيرةٌ.. كثيرةٌ.. منذُ آخرِ مرةٍ احتـفلتُ فيها!!
لمْ أكنْ أحبُّ هذا اليومَ، وكثيرًا ما تمنَّيتُ أنْ أمحُوَهُ منْ ذاكـرتِي، كنتُ في كلِّ عامٍ قبلَ أنْ يأتيَ أودُّ لوْ لمْ أجدْهُ في أوراقِ النتيجةِ!!
كنتُ أقطعُ الورقةَ التي دُوِّنَ فيها هذَا التاريخُ؛ حتَّى لَا تُصادِفَني وتُصيبَني حالةُ الدُّوَارِ اللعينةُ التي تَنتابُني عندَما أنظرُ إليها..
ولكنَّهُ رغمَ ذلكَ كانَ يأتِي!!
وعندما يأتي أهـرُبُ منهُ، أهـربُ مُستخدمةً سلاحيَ الوحيدَ.. النومَ، أنامُ حتَّى الصباحِ التالِي، كنتُ أودُّ لوْ أنامُ في الحادي عشر؛ لأبدأَ يومِيَ التالِيَ في الثالثَ عَشَرَ..
Amira-2.xhtmlكنتُ طفلةً صغيرةً وحيدةً لأبويْنِ حَنُونَيْنِ؛ أبِي مُهندسِ الكهرَباءِ الناجحِ، وأمِّي الشابَّةِ الرقيقةِ الهادئةِ، التي تعملُ بالصحافةِ.. أسرةٌ صغيرةٌ سعيدةٌ.
أعيشُ في عالمٍ سحريٍّ، كأميرةٍ صغيرةٍ، لديَّ كلُّ ما تحلُمُ بهِ فتاةٌ في السابعةِ.
كانَ يومُ ميلادِي قدْ حانَ...
وأعدَّتْ أمِّي الـزِّيناتِ اللامعةَ، والكُراتِ الحمراءَ، والبالوناتِ الملونةَ...
وأحضرَ أبي كعكةَ الميلادِ، والحَلْوَى، والشموعَ، كلُّ شيءٍ جاهزٌ فِي انتظارِ أنْ يأتيَ المساءُ؛ كيْ نُطفئَ الشموعَ، وأبدأَ عامًا جديدًا مِنْ حياتِي السعيدةِ.
ولكنْ ما حدثَ كانَ مُباغتًا وفظيعًا..!!
اهتـزَّتِ الأرضُ، وتراقـصَتِ المبانِي، وأخذَ الناسُ يتصايَحونَ في فزعٍ، ويتدافعونَ للفِرارِ..
دخلتُ في حِضنِ أمِّي المذعورةِ، لا أفهمُ ما يدورُ، لماذا هذا الذعرُ؟ ماذا يحدثُ؟ إنَّ اليومَ عيدُ ميلادِي!!
لماذا يتصايحُ الناسُ ويفرُّونَ؟
إنهُ الزلزالُ...
زلزالٌ مدمِّرٌ يَضربُ بلادِي على غيرِ العادةِ...
زلزالٌ..!!!
لمْ أسمعْ هذهِ الكلمةَ منْ قبلُ، ولا أعرفُ ما تَعنيهِ...
كانتْ ثوانيَ معدودةً، لمْ أشبعْ فيها مِنْ حِضنِ أمِّي...
آلافُ المبانِي تهدَّمتْ، ومئاتُ القَتلى دُفِنوا تحتَ الرُّكامِ، في تلكَ الساعةِ المشئومةِ.
سقطتِ العِمارةُ العاليةُ التي نسكنُها فوقَ سُكانِها، خمسةَ عَشَرَ طابقًا تساوتْ بالأرضِ، وضاعتْ تحتَها مئاتُ الأحلامِ لِمئاتِ الناسِ، وأخذتْ معَها كلَّ آمالِي في الحياةِ..
فقدتُ أمِّي وأبِي، لكنَّني لسببٍ ما نَجَوْتُ!
وأصبحتُ وحيدةً، كَرِيشةٍ في مهَبِّ الرِّيحِ، كانتِ المرةَ الأولى التي أعرفُ فيها معنى الخوفِ؛ خوفٌ ما زالتْ بقاياهُ -رغمَ كلِّ تلكَ السنينَ- تسكنُ قلبي، وتخايلُني منْ حينٍ إلى آخرَ..
كانتِ العِمارةُ السامقةُ بالأمسِ قدْ أصبحَتْ مثلَ كعكةِ الأفراحِ ذاتِ الطوابقِ، عندَما رجعتُ إلى صُورِها بعدَ أنْ كبِرتُ، تعجبتُ كيفَ قُدِّرَ لي أنْ أخرجَ مِنْ هذا الدمارِ!
رأيتُ الأسقفَ قدْ تراصَّتْ فوقَ بعضِها، بغيرِ أعمدةٍ ولَا حوائطَ..
مِنَ المُؤكَّدِ أنَّ للهِ حِكمةً في أنْ يُنجيَني أنَا وقليلًا منَ الأشخاصِ، بينما أفقدُ أعَزَّ مَنْ كانَ لِي في الوجودِ: أبِي وأمِّي!!
لعلَّهُ –سُبحانَه- قدِ ادَّخَرَني لرسالةٍ ما فِي هذا الكونِ، ربَّما لِحكمةٍ لا أعلمُها..
فما هيَ تلكَ الحكمةُ يا تُرَى؟
لقدْ كانتْ رحمتُهُ بِى كبيرةً، وكنتُ أسعدَ حظًّا منْ كثيرينَ غيري.
فلا تحفظُ ذاكرتي منْ ذلكَ اليومِ -بخلافِ الفزعِ والركامِ- إلَّا يدًا حانيةً، وقدْ مُدَّتْ لِتَنْتشِلَني، فوجدتُ نفسي بينَ ذراعينِ قويتينِ حنونينِ.. إنَّها عمَّتي الحبيبةُ فردوسُ تحتضنُني، وتُعيدُ لي أمانِيَ الذي فقدْتُهُ..
ومِنْ يومِها أصبحَ بيتُها هوَ بيتيَ، وأصبحَتْ كلَّ أهلِي.
وهَا هِيَ تُعوضُني عنْ حنانِ أبِي وأمِّي، وترعانِي بقلبٍ عطوفٍ، يَسَعُ العَالَمَ..
كانتْ وحيدةً..
وكُنتُ يتيمةً ووحيدةً..
فآنسْتُ وَحدَتَها، وملأَتْ حياتِيَ حنانًا ومَحبَّةً، وقدَّمتْ لِي كلَّ رعايةٍ ورحمةٍ، كمْ أشتاقُ الآنَ إلى حِضنِها الدافئِ المُؤنِسِ، الذي يَسَعُ العَالمَ!
ولكنَّ ذِكرى ذلكَ اليومِ الغائمةَ تـركَتْ شرخًا مؤلمًا في أعماقِ نفسي، لا يريدُ أنْ يُشفَى.
Amira-2.xhtmlهلْ علمتمْ لماذا كنتُ أهرُبُ منْ ذلكُم اليومِ؟
مرَّتْ أيَّامي رتيبةً، وسِرْتُ في طريقِ تعليمي، وتخطَّيتُ مراحِلَهُ بِلا مُشكلاتٍ..
ولكنَّ خطوطَ مُستقبلي لمْ تكنْ واضحةً أمامي..
وكانَ السؤالُ الذي يَدقُّ في رأسِي كالناقوسِ بِلا توقفٍ: مَنْ أنا؟ وماذا أريدُ أنْ أكونَ؟ كانَ سؤالًا مُلحًّا لا يُفارقُ رأسي.
وبقيَ إحساسي بأني لا بُدَّ صاحبةُ رسالةٍ، مُسيطرًا على تفكيري..
لا بُدَّ أنَّ لي رسالةً!
أنا أملكُ الذَّكاءَ، والموهبةَ الَّتي تجعلُني أختارُ لِنفسي -بِغيرِ قلقٍ- المجالَ الذي يُرضِيني، فماذا يُرضِيني؟ وماذا عليَّ أنْ أكونَ؟
إنَّني أحلُمُ بأنْ أغيِّرَ هذا العالمَ، ولكنْ كيفَ يكونُ لي ذلكَ؟
إنهَ حلمٌ مُستحيلٌ بالتأكيدِ، لا أحدَ يملِكُ أنْ يُغيرَ هذا العالمَ بكلِّ ما فيهِ من قُبحٍ وشُرورٍ، فمَا السبيلُ؟
كيفَ لي أنْ أكونَ إنسانًا نافعًا على الأقلِّ؟ ماذا أدرُسُ؟
هلْ أدرُسُ الطبَّ؛ لأكونَ طبيبةً أُداوِي جِراحَ المَرْضى، وأخففُ آلامَهمْ، وأُزيلُ عنْ كاهلِهِمْ همَّ العَجزِ، وأُنقذُ أرواحَهُمُ المُعذَّبةَ؟
أَمْ أدرسُ الهندسةَ، لأكونَ مهندسةً، أبني المبانيَ القويةَ بالعِلمِ والأمانةِ اللذينِ يحفظانِها منَ الانهيارِ، فأُنقذَ أسرًا كثيرةً منَ الدمارِ الذي أصابَ أسرتي؟
راودَنِي هذا الخاطرُ كثيرًا، خصوصًا بعدَ أنْ كبِرْتُ قليلًا، وعرَفتُ أنَّ السببَ في انهيارِ عِمارتِنا، وكثيرٍ غيرِها منَ البيوتِ والأحلامِ، كانَ -بِخلافِ وقوعِ الزلزالِ- عدمُ الأمانةِ في التصميمِ الهندسيِّ منَ المهندسِ الفاسدِ، والتنفيذُ السيئُ منَ المقاولِ الجشِعِ، فلوْ تعاملَ كلٌّ منهُما