Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

حكايات أميرة
حكايات أميرة
حكايات أميرة
Ebook265 pages1 hour

حكايات أميرة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

أرجُو أنْ يَكونَ لدَيكَ مِنَ الصبْرِ مَا يُمكنُكَ مِن انتِظَارِ
اللحظاتِ والأحدَاثِ الطَّارئَةِ، التي تُرشِدُكَ إلى سر الكَائنِ
البَشَري، فَفي هَذِهِ اللحظاتِ يَتضحُ كُلُّ شَيءٍ، كَمَا
تُضِيءُ الأنوارُ الكاشِفَةُ الطِّرِيقَ إلى الحَقِيقَةِ.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2020
ISBN9789771458357
حكايات أميرة

Related to حكايات أميرة

Related ebooks

Reviews for حكايات أميرة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    حكايات أميرة - عبد الحكيم محمود

    حكايات أميرة

    رواية لليافعين

    تأليف: عبدالحكيم محمود

    إشـراف عام: داليا محمد إبراهيم

    813.083

    م. ح. ع

    محمود، عبدالحكيم، 1968 - مؤلف.

    حكايات أميرة : رواية لليافعين / تأليف عبد الحكيم محمود ؛ إشراف داليا محمد إبراهيم. الجيزة : دار نهضة مصر ؛ يناير 2020.

    205، أ-بص : صور ؛ 13.7×19.5سم.

    يشتمل على فهرس بموضوعات الكتاب : ص.أ، ب

    تدمك : 7-5835-14-977-978

    تدور الرواية حول أميرة التي تفقد أسرتها كاملة تحت الأنقاض، في حادث شكل نقطة تحول في مستقبلها ؛ حيث اختارت مهنة «معلمة» كي تساعد في تشكيل مستقبل هذا الوطن، وبالفعل قامت من خلال عملها في إحدى المدارس بإعادة تأهيل الطلاب والاقتراب مـن مشاكـلهم الحياتية.

    1. العنوان. 2. إبراهيم، داليا محمد (مشرف). 3. أ. القصص العربية الاجتماعية- مصر- قرن 21. ب. المدرسون. ج. التدريس. د. المدرسة والمجتمع. هـ. التوجيه المدرسي. و. المدرسون-أخلاق مهنية. ح. الطلبة- أحوال اجتماعية. ط. المدرسون-علاقات بالطلاب. ك. رعاية الطلاب. ل. الصحة المدرسية.

    جميـع الحقـوق محفـوظـة © لـدار نهضـة مصــر للنشـر

    يحظـر طـبـع أو نـشـر أو تصــويـر أو تخـزيـن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 978-977-14 -5835-7

    رقـــم الإيــــداع: 26399 / 2019

    طـبـعـة: ينايــــر 2020

    Amira-1.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء : 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    صباحٌ جديدٌ

    عندمَا خرجتُ إلى الشُّرفةِ، كانتِ الشمسُ قدْ بزغَتْ في الأفُقِ، وتـدفَّـقـتْ أشعتُها الغــزيـرةُ على الكونِ فملأتْ أرجاءَهُ، وهبَّ على وجهي هواءٌ باردٌ في تلكَ الساعةِ المُبكرةِ منْ صباحِ ذلكَ اليومِ منْ أوائلِ الخريفِ.

    ... يا لَهُ مِن صباحٍ رائقٍ، تفوحُ منهُ رائحةٌ عَطِرةٌ!!

    كانَ الهواءُ لطيفًا مُنعشًا، لمْ يكنْ شديدًا حتَّى يُحركَ أصغرَ أغصانِ شجرةِ الكافورِ الباسقةِ في الجهةِ المُقابلةِ لشُرفَتِي، كانَ يتدفقُ بصوتٍ خافتٍ على جميعِ الأشجارِ الساكنةِ في وداعةٍ، على جانبَيِ الطريقِ الخالِي إلَّا مِنْ بعضِ طلابِ المدارسِ الثانويةِ القريبةِ، الذينَ بَكَّروا بالخُروجِ، ورأيـتُ عصفورًا مُلوَّنَ الريشِ، يقفُ في اطمئنانٍ وثباتٍ على أحدِ الأغصانِ، ولكنْ تُرى كيفَ جاءَ إلى هُنا؟ إنَّ العصافيرَ المُلونةَ في بلادِنا لَا تَسكنُ الأشجارَ، دائمًا ما نَراهَا حَبيسةَ الأقفاصِ..

    لا بُدَّ أنهُ ضاقَ بحياةِ الأَسْرِ، وقرَّرَ أنْ ينطلقَ في الفَضاءِ الرَّحْبِ، كيْ يُغردَ للحياةِ، كانَ يبسطُ جَناحَيهِ، وينشرُ ذيلَهُ كالمِرْوحةِ، وبِحـركةٍ مُدهشةٍ استدارَ إلى الشمسِ البازغةِ، وحَنَى رأسَهُ انحناءةً شديدةً، كأنَّما يؤدِّي التحيَّةَ للنهارِ الجديدِ، وأخذَ يُزقزقُ، مُنشدًا أغنيتَهُ للصباحِ، التي يُؤدِّيها كلَّ يومٍ.

    نظرتُ إلى السماءِ وابتهجْتُ، لمْ تكنْ بالسماءِ أيةُ سَحابةٍ، وَلا شائبةٍ، كانتْ كَراحَتَيْ يـدٍ نظيفةٍ، تلمعُ فيهِما ماسةٌ عِملاقةٌ.

    ماذا أصابَنِي في هذَا اليومِ العجيبِ؟

    أشعرُ بصَدري يتَّسعُ للحياةِ، وقَدِ امتلأَ شوقًا، وأسْمعُ صوتًا يَصيحُ في داخِلِي، تقدَّمِي يا أميرةُ، إلى الحَياةِ... هيَّا.. إلى الأَمامِ.. إلى الأَمامِ.

    إنَّهُ الثانِي عَشَرَ منْ أكتوبرَ.

    يومُ مِيلادِي...!!!

    .........

    منذُ متَى لمْ أحتفلْ بذلكَ اليومِ؟

    ياآآه، لقدْ مرَّتْ أعوامٌ كثيرةٌ.. كثيرةٌ.. منذُ آخرِ مرةٍ احتـفلتُ فيها!!

    لمْ أكنْ أحبُّ هذا اليومَ، وكثيرًا ما تمنَّيتُ أنْ أمحُوَهُ منْ ذاكـرتِي، كنتُ في كلِّ عامٍ قبلَ أنْ يأتيَ أودُّ لوْ لمْ أجدْهُ في أوراقِ النتيجةِ!!

    كنتُ أقطعُ الورقةَ التي دُوِّنَ فيها هذَا التاريخُ؛ حتَّى لَا تُصادِفَني وتُصيبَني حالةُ الدُّوَارِ اللعينةُ التي تَنتابُني عندَما أنظرُ إليها..

    ولكنَّهُ رغمَ ذلكَ كانَ يأتِي!!

    وعندما يأتي أهـرُبُ منهُ، أهـربُ مُستخدمةً سلاحيَ الوحيدَ.. النومَ، أنامُ حتَّى الصباحِ التالِي، كنتُ أودُّ لوْ أنامُ في الحادي عشر؛ لأبدأَ يومِيَ التالِيَ في الثالثَ عَشَرَ..

    Amira-2.xhtml

    كنتُ طفلةً صغيرةً وحيدةً لأبويْنِ حَنُونَيْنِ؛ أبِي مُهندسِ الكهرَباءِ الناجحِ، وأمِّي الشابَّةِ الرقيقةِ الهادئةِ، التي تعملُ بالصحافةِ.. أسرةٌ صغيرةٌ سعيدةٌ.

    أعيشُ في عالمٍ سحريٍّ، كأميرةٍ صغيرةٍ، لديَّ كلُّ ما تحلُمُ بهِ فتاةٌ في السابعةِ.

    كانَ يومُ ميلادِي قدْ حانَ...

    وأعدَّتْ أمِّي الـزِّيناتِ اللامعةَ، والكُراتِ الحمراءَ، والبالوناتِ الملونةَ...

    وأحضرَ أبي كعكةَ الميلادِ، والحَلْوَى، والشموعَ، كلُّ شيءٍ جاهزٌ فِي انتظارِ أنْ يأتيَ المساءُ؛ كيْ نُطفئَ الشموعَ، وأبدأَ عامًا جديدًا مِنْ حياتِي السعيدةِ.

    ولكنْ ما حدثَ كانَ مُباغتًا وفظيعًا..!!

    اهتـزَّتِ الأرضُ، وتراقـصَتِ المبانِي، وأخذَ الناسُ يتصايَحونَ في فزعٍ، ويتدافعونَ للفِرارِ..

    دخلتُ في حِضنِ أمِّي المذعورةِ، لا أفهمُ ما يدورُ، لماذا هذا الذعرُ؟ ماذا يحدثُ؟ إنَّ اليومَ عيدُ ميلادِي!!

    لماذا يتصايحُ الناسُ ويفرُّونَ؟

    إنهُ الزلزالُ...

    زلزالٌ مدمِّرٌ يَضربُ بلادِي على غيرِ العادةِ...

    زلزالٌ..!!!

    لمْ أسمعْ هذهِ الكلمةَ منْ قبلُ، ولا أعرفُ ما تَعنيهِ...

    كانتْ ثوانيَ معدودةً، لمْ أشبعْ فيها مِنْ حِضنِ أمِّي...

    آلافُ المبانِي تهدَّمتْ، ومئاتُ القَتلى دُفِنوا تحتَ الرُّكامِ، في تلكَ الساعةِ المشئومةِ.

    سقطتِ العِمارةُ العاليةُ التي نسكنُها فوقَ سُكانِها، خمسةَ عَشَرَ طابقًا تساوتْ بالأرضِ، وضاعتْ تحتَها مئاتُ الأحلامِ لِمئاتِ الناسِ، وأخذتْ معَها كلَّ آمالِي في الحياةِ..

    فقدتُ أمِّي وأبِي، لكنَّني لسببٍ ما نَجَوْتُ!

    وأصبحتُ وحيدةً، كَرِيشةٍ في مهَبِّ الرِّيحِ، كانتِ المرةَ الأولى التي أعرفُ فيها معنى الخوفِ؛ خوفٌ ما زالتْ بقاياهُ -رغمَ كلِّ تلكَ السنينَ- تسكنُ قلبي، وتخايلُني منْ حينٍ إلى آخرَ..

    كانتِ العِمارةُ السامقةُ بالأمسِ قدْ أصبحَتْ مثلَ كعكةِ الأفراحِ ذاتِ الطوابقِ، عندَما رجعتُ إلى صُورِها بعدَ أنْ كبِرتُ، تعجبتُ كيفَ قُدِّرَ لي أنْ أخرجَ مِنْ هذا الدمارِ!

    رأيتُ الأسقفَ قدْ تراصَّتْ فوقَ بعضِها، بغيرِ أعمدةٍ ولَا حوائطَ..

    مِنَ المُؤكَّدِ أنَّ للهِ حِكمةً في أنْ يُنجيَني أنَا وقليلًا منَ الأشخاصِ، بينما أفقدُ أعَزَّ مَنْ كانَ لِي في الوجودِ: أبِي وأمِّي!!

    لعلَّهُ –سُبحانَه- قدِ ادَّخَرَني لرسالةٍ ما فِي هذا الكونِ، ربَّما لِحكمةٍ لا أعلمُها..

    فما هيَ تلكَ الحكمةُ يا تُرَى؟

    لقدْ كانتْ رحمتُهُ بِى كبيرةً، وكنتُ أسعدَ حظًّا منْ كثيرينَ غيري.

    فلا تحفظُ ذاكرتي منْ ذلكَ اليومِ -بخلافِ الفزعِ والركامِ- إلَّا يدًا حانيةً، وقدْ مُدَّتْ لِتَنْتشِلَني، فوجدتُ نفسي بينَ ذراعينِ قويتينِ حنونينِ.. إنَّها عمَّتي الحبيبةُ فردوسُ تحتضنُني، وتُعيدُ لي أمانِيَ الذي فقدْتُهُ..

    ومِنْ يومِها أصبحَ بيتُها هوَ بيتيَ، وأصبحَتْ كلَّ أهلِي.

    وهَا هِيَ تُعوضُني عنْ حنانِ أبِي وأمِّي، وترعانِي بقلبٍ عطوفٍ، يَسَعُ العَالَمَ..

    كانتْ وحيدةً..

    وكُنتُ يتيمةً ووحيدةً..

    فآنسْتُ وَحدَتَها، وملأَتْ حياتِيَ حنانًا ومَحبَّةً، وقدَّمتْ لِي كلَّ رعايةٍ ورحمةٍ، كمْ أشتاقُ الآنَ إلى حِضنِها الدافئِ المُؤنِسِ، الذي يَسَعُ العَالمَ!

    ولكنَّ ذِكرى ذلكَ اليومِ الغائمةَ تـركَتْ شرخًا مؤلمًا في أعماقِ نفسي، لا يريدُ أنْ يُشفَى.

    Amira-2.xhtml

    هلْ علمتمْ لماذا كنتُ أهرُبُ منْ ذلكُم اليومِ؟

    مرَّتْ أيَّامي رتيبةً، وسِرْتُ في طريقِ تعليمي، وتخطَّيتُ مراحِلَهُ بِلا مُشكلاتٍ..

    ولكنَّ خطوطَ مُستقبلي لمْ تكنْ واضحةً أمامي..

    وكانَ السؤالُ الذي يَدقُّ في رأسِي كالناقوسِ بِلا توقفٍ: مَنْ أنا؟ وماذا أريدُ أنْ أكونَ؟ كانَ سؤالًا مُلحًّا لا يُفارقُ رأسي.

    وبقيَ إحساسي بأني لا بُدَّ صاحبةُ رسالةٍ، مُسيطرًا على تفكيري..

    لا بُدَّ أنَّ لي رسالةً!

    أنا أملكُ الذَّكاءَ، والموهبةَ الَّتي تجعلُني أختارُ لِنفسي -بِغيرِ قلقٍ- المجالَ الذي يُرضِيني، فماذا يُرضِيني؟ وماذا عليَّ أنْ أكونَ؟

    إنَّني أحلُمُ بأنْ أغيِّرَ هذا العالمَ، ولكنْ كيفَ يكونُ لي ذلكَ؟

    إنهَ حلمٌ مُستحيلٌ بالتأكيدِ، لا أحدَ يملِكُ أنْ يُغيرَ هذا العالمَ بكلِّ ما فيهِ من قُبحٍ وشُرورٍ، فمَا السبيلُ؟

    كيفَ لي أنْ أكونَ إنسانًا نافعًا على الأقلِّ؟ ماذا أدرُسُ؟

    هلْ أدرُسُ الطبَّ؛ لأكونَ طبيبةً أُداوِي جِراحَ المَرْضى، وأخففُ آلامَهمْ، وأُزيلُ عنْ كاهلِهِمْ همَّ العَجزِ، وأُنقذُ أرواحَهُمُ المُعذَّبةَ؟

    أَمْ أدرسُ الهندسةَ، لأكونَ مهندسةً، أبني المبانيَ القويةَ بالعِلمِ والأمانةِ اللذينِ يحفظانِها منَ الانهيارِ، فأُنقذَ أسرًا كثيرةً منَ الدمارِ الذي أصابَ أسرتي؟

    راودَنِي هذا الخاطرُ كثيرًا، خصوصًا بعدَ أنْ كبِرْتُ قليلًا، وعرَفتُ أنَّ السببَ في انهيارِ عِمارتِنا، وكثيرٍ غيرِها منَ البيوتِ والأحلامِ، كانَ -بِخلافِ وقوعِ الزلزالِ- عدمُ الأمانةِ في التصميمِ الهندسيِّ منَ المهندسِ الفاسدِ، والتنفيذُ السيئُ منَ المقاولِ الجشِعِ، فلوْ تعاملَ كلٌّ منهُما

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1