الكثير من الحب
By أيمن الجندي
()
About this ebook
Related to الكثير من الحب
Related ebooks
حكايات أميرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأم الظل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجريمة النجاة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب: عباس حافظ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحواديت بنت النظرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمشاعر حياة: لحن المشاعر... اعزف لحن مشاعرك بنغماتك الخاصة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظلمات وأشعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدمعة وابتسامة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمشاعر تبحث عن مرسى: نصوص أدبية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيوم قتل الزعيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأخذوني بعيدًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقرية الأمل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحكايات حارتنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلوبسيدا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة حب في المدينة العتيقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأوراق على شجر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعربي الهوى: و اختصار كل شيئ هو أنا نحب Rating: 4 out of 5 stars4/5مملكة العذارى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمناجاة أرواح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقالوا - الجزء الثانى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوقت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحقيبة Rating: 5 out of 5 stars5/5مياسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذكرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقلبك يوجعنى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوادي الذئاب الأخير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلامات الاستفهام لا تقبل القسمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمناجاة أرواح: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظلمات وأشعة: مي زيادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الكثير من الحب
0 ratings0 reviews
Book preview
الكثير من الحب - أيمن الجندي
الكثير من الحـب
تأليف: د. أيمن الجندي
إشراف عام: داليا محمد إبراهيم
جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر
يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن
أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية
أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.
الترقيم الدولي: 977144283x
رقم الإيداع: 10319/2010
الطبعة الأولى: يناير 2011
Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established.eps21 شارع أحمد عرابي- المهندسين - الجيزة
تليفـــون : 33466434 - 33472864 02
فاكـــــس : 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
شكر خاص لأسرة تحرير المصري اليوم على نشر هذه المقالات
إهــداء ....
إلى الرجل الذي لولاه ما كتبت حرفًا واحدًا من هذا الكتاب
إلى القلب الرحيم « صلاح دياب»
أهدي « الكثير من الحب» إلى « الكثير من الحب»
فهو منه وإليه.
نظرية في نشأة الكون
(يفسر بعض العلماء نشأة الكون بانفجار ذرة واحدة لامتناهية الكثافة، فيما يفسر الصوفية نشأته بالحب!).
في البدء كان الله، ولا شيء إلا الله، ولا أحد مع الله، متفردًا بجلاله، منفردًا بعظمته، مستعليًا في كبريائه، مستغنيًا بذاته عمن سواه. قبل أن يُوجد كون، أو يُخلق زمان، أو يُعرف مكان، كان الله، ولا شيء إلا الله، ولا أحد مع الله.
كل الحكاية أنه أراد الخلق، وانصرفت مشيئته إلى الإحسان. كان كنزًا مخفيًّا فأراد أن يُعرف. البداية كانت ذرة متناهية في الصغر، وحيدة منفردة. عرفت أن الله تعالى سيتجلى عليها، فأصابتها رهبة وتهيب، وتملكها دوار الحب الأول، ودارت حول نفسها مرات.
كل الحكاية أنه تجلى عليها بجمال نوره ولألاء بهائه وفيض سطوعه، وعظمة وجوده، وعزة كينونته، وتفرد ربوبيته، فانغمرت الذرة في العشق الإلهي وراحت تذوب.
كل الحكاية أن العشق أدركها، شفافًا كالبلَّور، ثقيلًا كالرصاص، كثافة لا يتصورها عقل، هي كثافة الحب الأول. ومن قلب الحب بدأ الانفجار ببلايين الانقسامات، وتولدت طاقة مهولة. بدأت تتمدد وتنقسم، تتكاثر وتحتشد، تتركب وتنفك، تلتهب وتتجمد، تنشطر وتنفجر، ومن رحم الذرة العاشقة بدأ ميلاد الكون: مائة مليار مجرة، في كل مجرة بلايين النجوم، وكواكب سيارة، ومذنبات عاشقة، وشهب ساطعة.
ووسط أعضاء الأسرة الكونية، مجرة معتدلة الحجم تدعى طريق التبانة، على مسافة الثلثين من مركزها، هناك حيث تقل كثافة النجوم، يوجد نجم لطيف، يتأجج على بعد، اسمه الشمس، وحوله أفراد أسرته، تدور بأمانة، الثالث بعدًا عنها، كوكب لطيف اسمه: الأرض، يلاحقه القمر، كفصيل يتبع أمه.
منذ بلايين السنين، عند النشأة الأولى، كانت الشمس ضخمة وباردة، وغير متوهجة، والأرض أكبر مائتي مرة مما نعرفها الآن، تغلفها الغازات، ثم بدأت التفاعلات النووية في قلب الشمس.
الأرض: كوكبنا المخلوق بعناية إلهية، قوامها الحب واللطف، والرغبة في العطاء، من الفضاء يبدو بديعًا، مكتمل الألوان دائم التفرد، يميل للزرقة. القارات لونها بني، وكالماس تنعكس أشعة الشمس على الأسطح المائية.
القمر يدور حول الأرض، والأرض تسبح حول الشمس، والشمس تجري عبر المجرة، يتعاقب الليل والنهار، وتولد الفصول الأربعة. كوننا مخلوق بالحب، يعرف خالقه، يتوجه إليه بالعبادة، في حالة تسبيح دائم، باللون والظل والرائحة، زهور الحدائق ورقصات العصافير، نقيق الضفادع ونداء الكروان.التناسق العجيب في عالم الجماد والأحياء، رقصات الذكور وقت التزاوج، سقوط الأوراق في الغابات الاستوائية، دبيب الحشرات الزاحفة في باطن الأرض، رحلة الضوء عبر المجرات.
لمن تغني العصافير كل صباح؟ وماذا يقول خرير الماء الجاري بالزهور؟ وبم يبوح الياسمين في الأمسيات السعيدة؟ ولمن ترقص النحلة تحت الشمس؟ ويتزين الطاووس ويرقص البجع؟
الكون مأنوس ساجد، متوجه بالحب لإله عظيم، بديهية الكون ينطقها بألف لسان، يكتبها بكل طريقة ممكنة، ونحن وحدنا الغافلون.
❉ ❉ ❉
رحلة في ذاكرة أجدادي
(الخبر: العثور في إثيوبيا على جمجمة كائن بشري كان يعيش منذ مليون عام)
لا أذكر كم من السنين مرت منذ أن قرأت هذا الخبر، لكني أذكر جيدًا الذي عراني وقتها. يا إلهي! منذ مليون عام كان جدي يرقد على الأرض يتأمل القبة السماوية المرصعة بالنجوم! يشرد ويحلم ويفكر، ويتابع منازل القمر المتغيرة، ويمتلئ بالطموح والمشاريع المستقبلية، ويقع في الحب. ترى ماذا كان اسم حبيبتك، وبماذا كنت تدللها يا جدي العاشق منذ مليون عام؟.
وأحيانًا أشرد وأنا أفكر في سلسلة أجدادي. أبي اسمه محمد، جدي عبد الفتاح، أبوه مصطفى، ثم محمد، بعدها لا أعرف شيئا عن سلسلة أجدادي. ترى ماذا كان اسم جدي في القرن السابع عشر؟ هل كان يعيش في المغرب أم في الشام أم في سهول آسيا أم في مصر؟ المؤكد أنه كان إنسانًا مثلي، يحب الحياة مثلي، ويخاف الموت مثلي، وحين رأى عيني حبيبته- التي صارت جدتي- من خلف اليشمك وقع في غرامها. المؤكد أنه عزف عن الطعام وشرد في الأحلام وحكى قصة حبه لصديقه الحميم، والنسيم يهب، ذات ليلة مقمرة.
وبدأت أفطن إلى حقيقة مدهشة: ما دمت جئت إلى الحياة، فهذا معناه أنني متصل النسب إلى جدي آدم عليه السلام. أحمل كل صفات أجدادي، كل أحلام أجدادي، كل مخاوف أجدادي، موروثات لا حيلة لي في حملها. يقولون إن نظراتي تشبه نظرات أخي، وطريقتي في المشي هي مشية أبي، وضحكتي لها رنين ضحكة أمي. هذا معناه أني مخلوق طويل العمر، عمره أكثر من مليون عام.
أنا البشرية جمعاء، بل أنا الكون ذاته. أنا أبي وجدي وجد جدي وكل أجدادي. أنا الكتاب المغلق على أسراره المدهشة، والصدفة المكنونة على لؤلؤة المعرفة. كل المطلوب مني أن أفتح الكتاب وأكسر الصدفة لتخرج إلى العالم ذكرياتي ومكنون صفاتي.
أنا الذي استطاع النجاة من المهالك، سليل الناجين على ظهر الكوكب. نجوت من الأوبئة المتعاقبة، والحروب والمذابح والمجاعات المتتالية. هربت من جحافل التتار، انتصرت مع قطز، صليت خلف الأنبياء، استمعت لدروس أفلاطون، رحلت هربًا من الأصقاع الباردة، روضت النيل المتمرد، اكتشفت أحراش الدلتا، نمت في الغابات فوق جذوع الشجر، طاردني الأسد كي يأكلني وطاردت الغزال كي آكله، وطفت أطراف الأرض الأربعة، وتزوجت كل نساء العالم، واختصرت البشرية في شخصي، متسلسلًا في الخلق حتى سجود الملائكة لأبي آدم عليه السلام.
وفي عمق أعماقي، في خبيئة نفسي، يوجد ذلك الحنين إلى أيامي الحلوة في جنة عدن، الذرة التي تجلى الله عليها لحظة أخذ العهد:}وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا{ [الأعراف: 172].
بعظمتك وعزتك وربوبيتك، بكرمك ورحمتك وفيض عطائك، شهدنا يا رب العالمين.
❉ ❉ ❉
في مديح النساء
هن أمهاتنا مهما قدم العهد. العذراء تحتضن طفلها الثمين وعلى شفتيها ابتسامة نور. خديجة الكبرى تفيض أمومتها وتهدئ من روع النبي الملهوف. السر الدفين بين الأم وابنها الذي تساءل عنه الشاعر الهندي الصوفي «طاغور» واقترح الأجوبة:
«السؤال: يُولد كل طفل ولديه إمكانات خارقة يجهلها الكبار: مثلًا الطفل يستطيع الطيران بمجرد الإرادة، فلماذا يبقى في الأرض؟
الإجابة: لأنه يحب أمه ولا يقوى على بعادها».
«السؤال: ولماذا يعرف الأسماء كلها وبرغم ذلك يرفض الكلام؟
الإجابة: ليستمع إلى مناجاة أمه».
«السؤال: ولماذا يصطنع العوز وهو الذي يملك أكوامًا من ذهب وفضة؟
الإجابة: لتغمره أمه بكنز حبها».