Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
Ebook646 pages5 hours

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني» للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، رتب فيه مسند الإمام أحمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، فبدأ بقسم التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم الترهيب ثم التاريخ ثم القيامة وأحوال الآخرة وقال في مقدمة الكتاب: لا أعلم أحدًا سبقني إليه. وقد رتبه من أوله إلى آخره مع حذف السند، وقد وضع التبويبات المناسبة لكل حديث، وفي مقدمة كتابة تكلم عن طريقته في ترتيب المسند. وهذا الترتيب أطلق عليه اسم <الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، وهو اختصار للمسند مع ترتيبه ترتيبًا فقهيًا على الكتب والأبواب وبعبارة أخرى: تهذيب المسند وترتيبه واختصاره. ثم قام البنا فشرح كتابه حتى وصل إلى باب ما جاء في جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ثم وافته المنية.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateOct 9, 1903
ISBN9786426639383
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Related to الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Related ebooks

Related categories

Reviews for الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - الساعاتي

    الغلاف

    الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

    الجزء 16

    الساعاتي

    1378

    كتاب «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني» للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، رتب فيه مسند الإمام أحمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، فبدأ بقسم التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم الترهيب ثم التاريخ ثم القيامة وأحوال الآخرة وقال في مقدمة الكتاب: لا أعلم أحدًا سبقني إليه. وقد رتبه من أوله إلى آخره مع حذف السند، وقد وضع التبويبات المناسبة لكل حديث، وفي مقدمة كتابة تكلم عن طريقته في ترتيب المسند. وهذا الترتيب أطلق عليه اسم <الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، وهو اختصار للمسند مع ترتيبه ترتيبًا فقهيًا على الكتب والأبواب وبعبارة أخرى: تهذيب المسند وترتيبه واختصاره. ثم قام البنا فشرح كتابه حتى وصل إلى باب ما جاء في جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ثم وافته المنية.

    كتاب الأذكار والدعوات

    عن عبيد الله عن ابن عباس أن سعد بن عبادة الخ (قلت) ولم يعين في الحديث النذر المذكور فقيل كان صياما، وقيل كان عتقا وقيل صدقة، وقيل نذرا مطلقا أو معينا عند سعد والله أعلم (تخريجه) (ق لك د نس) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا سليمان بن كثير أبو داود عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن سعد بن عبادة الخ (غريبة) الظاهر أن نذر أم سعد كان عتقا لقوله أفيجزيء عنها أن أعتق عنها فيكون هذا الحديث مبينا لما أبهم في الحديث مبينا لما أبهم في الحديث الذي قبله (قال الحافظ) ويستحمل أن تكون نذرت نذرا مطلقا غير معين فيكون في الحديث حجة لمن أفتى في النذر المطلق بكفارة يمين، والعتق أعلى كفارات الأيمان فلذلك أمره أن يعتق عنها اهـ والله أعلم (تخريجه) (نس لك) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي بشر قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس الخ (غريبة) لم تسم هذه المرأة في رواية البخاري (فأتى رجل) قال القسطلاني هو عقبة بن عامر الجهني اهـ، فعلم من ذلك أن المرأة المذكورة هي أخت عقبة بن عامر استدل به على أن حق الله عز وجل مقدم على دين الآدمي وهو أحد أقوال الشافعية، وقيل بالعكس وقيل هما سواء، والجمهور على أنه إذا اجتمع حق الله عز وجل وحق العباد يقدم حق العباد، وأجابوا عن هذا الحديث بأن إذا كنت تراعي حق الناس فلأن تراعي حق الله كان أولى، ولا دخل فيه للتقديم والتأخير إذ ليس معناه أحق بالتقديم والله أعلم (تخريجه) (خ وغيره) (كتاب الأذكار والدعوات والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) المراد بالذكر هنا الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها مثل الباقيات الصالحات، وهي سبحان الله، والحمد لله ولا اله إلا الله، والله أكبر وما يتلحق بها من الحوقلة والبسملة والحسبلة والاستغفار ونحو ذلك والدعاء بخيري الدنيا والآخرة، ويطلق ذكر الله أيضا ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه أو ندب إليه: كتلاوة القرآن وقراءة الحديث ومدارسة العلم والتنقل بالصلاة، ثم الذكر يقع تارة باللسان ويؤجر عليه الناطق، ولا يشترط استحضاره لمعناه، ولكن يشترط أن لا يقصد به غير معناه، وإن إنضاف إلى النطق الذكر بالقلب فهو أكمل، فإن إنضاف إلى ذلك استحضار معنى الذكر وما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى ونفي النقائض عنه ازداد كمالا، فإن وقع ذلك في عمل صالح مهما فرض من صلاة أو جهاد أو غيرهما ازداد كمالا، فإن صحح التوبة وأخلص لله تعالى في ذلك فهو أبلغ الكمال قاله الحافظ (وقال -197 -

    ما جاء في فضل الذكر مطلقا - وشرح حديث كل أمر ذي بال الخ

    -----

    (باب ما جاء في فضل الذكر مطلقا والاجتماع عليه)

    (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر أو قال أقطع (عن معاذ بن جبل) رضي النووي في الأذكار أعلم أن فضيلة الذكر منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحوها بل كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله تعالى، كذا قال سعيد بن جبير وغيره من العلماء، وقال عطاء رحمه الله مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج وأشباه هذا اهـ (تنبيه) اعلم هداني الله وإياك لطاعته أن ما جاء في هذا الكتاب (أعني كتاب الأذكار والدعوات) ليس كل ما جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى من الأذكار، فقد جاء فيه أذكار كثيرة وضعتها في كتب أخرى لتعلقها بها كأذكار الوضوء والصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك ليسهل تناولها على الطالب، وما ليس له تعلق بكتب مخصوصة جعلته مستقلا في هذا الكتاب مرتبا على الأبواب لتسييره على الطلاب فتنبه لذلك والله الموفق (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى ابن آدم ثنا ابن المبارك عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبة) أو للشك من الراوي يشك هل قال كل كلام أو كل أمر والمشهور في الرواية الأخيرة، وهو أعم من الكلام لأنه قد يكون فعلا، ولذا جاء بلفظ (كل أمر) في أكثر الروايات، قال ابن البنكي رجمه الله والحق أن بينهما عموم وخصوص من وجه، فالكلام قد يكون أمرا وقد يكون نهيا وقد يكون خبرا: والأمر قد يكون فعلا وقد يكون قولا اهـ (وقوله ذي بال) أي حال شريف محترم ومهتم به شرعا كما يفيده التوين المشعر بالتعظيم (والبال أيضا القلب كأن الأمر ملك قلب صاحبه لاشتغاله به جاء في أكثر الروايات (لا يبدأ) ولم أقف على رواية (لا يفتتح) لغير الإمام أحمد (وقوله بذكر الله) هكذا في المسند، وعند أبي داود وابن ماجة البيهقي (بالحمد لله) ولأبي داود والرهاوي في الأربعين (بسم الله الرحمن الرحيم) وعنه البغوي (بحمد الله) وأعم الجميع رواية الإمام أحمد (بذر الله) فهي شاملة لكل ما ورد في هذا الباب لأنه لا يخرج عن ذكر الله عز وجل أو للشك من الراوي، وأبتر، وأقطع بمعنى واحد (وفي رواية فهو أجذم) ومعنى الجميع أي ناقص غير معتد به شرعا وقليل البركة (تخريجه) (د هق قط حب) بألفاظ مختلفة وكلهم رووه عن أبي هريرة: وفي إسناد الجميع قره بن عبد الرحمن فيه كلام، وأخرج له مسلم مقرونا بغيره: وصححه بعض الحفاظ وحسنه بعضهم، وبعضهم ضعفه، وألف فيه السخاوي جزءا وقال النجم رواه عبد القادر الرهاوي بلفظ (كل أمر ذي بال لا يبتدأ به بحمد الله والصلاة على فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجين بن المثنى ثنا عبد العزيز يعني ابن أبلي سلمة عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة أنه بلغه عن -198 -

    هل الذكر أفضل أم الجهاد؟ وكلام العلماء في ذلك

    -----

    الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله، وقال معاذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم غدا فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا بلى يا رسول الله، قال ذكر الله عز وجل (عن أبي الدرداء) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا |أنبئكم بخير أعمالكم فذكر مثله (حدثنا عبد الله)

    حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد هو يشك يعني الأعمش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله وملائكة سياحين في الأرض فضلا عن كتاب الناس، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى معاذ بن جبل أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) أي أكثرها ثوابا عند الله عز وجل يستفاد من هذا الحديث أن الذكر أفضل الأعمال وخيرها على العموم، وقد استشكل بعض أهل العلم تفضيل الذكر على الجهاد مع ورود الأدلة الصحيصة أنه أفضل الأعمال، وقد أجاب العلماء بأجوبة كثيرة، أظهرها أن ما ورد من الأحاديث المشتملة على تفضيل بعض الأعمال على بعض آخر، وما ورد منها مما يدل على تفضيل البعض المفضل عليه باختلاف الأشخاص والأحوال، فمن كان مطيقا للجهاد وقوي الأثر فيه لأفضل أعماله الجهاد، ومن كان كثير المال فأفضل أعماله الجهاد، ومن كان كثير المال فأفضل أعماله الصدقة، ومن كان غير متصف بأحد الصفحتين المذكورتين فأفضل أعماله الذكر والصلاة ونحو ذلك، وتقدم مثل هذا الجمع في غير موضع فتدبر (تخريجه) (ك) أخرج الحاكم الجزء الأول منه موقوفا على معاذ، والجزء الثاني مرفوعا عن أبي الدرداء بسند واحد عن زياد بن أبي زياد وأبي بحرية عن أبي الدرداء، وأبو بحرية اسمه عبد الله بن قيس سمع من أبي الدرداء، وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي، وقال المنذري رواه أحمد من حديث معاذ بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعا وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش لم يدرك معاذا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحي بن سعيد عن عبد الله بن سعيد عن زياد بن أبي زياد عن أبي بحرية عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بخير أعمالكم قال مكى وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا وذاك ما هو يا رسول الله؟ قال ذكر الله عز وجل (تخريجه) (مذ جه ك طب) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وحسنه المنذري والهيثمي وهو يؤيد حديث معاذ المتقدم (حدثنا عبد الله الخ) (غريبة) معناه أن الأعمش يشك هل قال أبو صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد، ورواية الشيخين عن أبي صالح عن أبي هريرة بغير الشك أي يسيرون في الأرض ويطوفون بها فقد جاء عند مسلم بلفظ (ملائكة سيارة) وعند البخاري -199 -

    فضل الاجتماع على الذكر والتفاف الملائكة حول المجتمعين وما أعد الله لهم من الثواب العظيم

    -----

    بغيتكم فيجيئون فيحفون بهم إلى السماء الدنيا فيقول الله أي شيء تركتم عبادي يصنعون؟ فيقولون تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويذكرونك، فيقول هل رأوني؟ فيقولون لا، فيقول فكيف لو رأوني؟ فيقولون لو رأوك لكانوا أشد تحميدا وتمجيدا وذكرا، فيقول فأي شيء يطلبون؟ فيقولون الجنة، فيقول وهل رأوها؟ فيقولون لا، فيقول فكيف لو رأوها؟ فيقولون لو رأوها كانوا اشد عليها حرصا وأشد لها طلبا، قال فيقول ومن أي شيء يتعوذون؟ فيقولون من النار فيقول وهل رأوها؟ فيقولون لا فيقول فكيف لو رأوها؟ فيقولون لو رأوها كانوا اِد منها هربا وأشد منها خوفا، قال فيقول إني أشهدكم أني قد غفرت لهم، قال فيقولون فإن فيهم فلانا الخطاء لم يردهم إنما جاء لحاجة، فيقول هم القوم لا يشقى بهم جليسهم (عن أنس بنم مالك) رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملاء ذكرته (ملائكة يطوفون في الطريق) (وقوله فضلا عن كتاب الناس) قال القاضي عياض بفتح الفاء وإسكان الضاد هكذا الرواية عند جمهور شيوخنا في البخاري ومسلم، قال العلماء معناه أنهم ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم، وإنما مقصود حلق الذكر اهـ (وقوله عن كتاب الناس) بضم الكاف وتشديد التاء الفوقية يعني كتبة أعمال الناس من الملائكة، وهذا التصريح يفيد أن السياحيين غير الكتبة ويؤيد ما قاله العلماء (وقوله هلموا) أي أقبلوا وتعالوا إلى حاجتكم بفتح الياء التحتية وضم الحاء المهملة أي يطوفون بهم ويدورون حولهم بعضهم فوق بعض من مجلس الذكر إلى السماء الدنيا، ويؤيد هذا ما في رواية مسلم (وحف بعضهم بعضا فوق بعض من مجلس الذكر إلى السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء، قال فيسألهم الله تعالى الخ) إن قيل كيف يسأل الله عز وجل ملائكته عن حال الذاكرين وهو أعلم بهم منهم (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) (فالجواب) أن المراد بهذا السؤال وما بعده من الأسئلة إظهار شرف الذاكرين في عالم الملائكة زاد مسلم فأعيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا يعني كثير الخطأ والذنوب (وقوله لم يردهم) أي لم يأت إليهم لأجل الذكر معهم إنما جاء لحاجة فجلس معهم تعريف الخبر يدل على الكمال أي هم القوم كل القوم الكاملون فيما هم فيه من السعادة فيكون قوله (لا يشقى بهم جليسهم) استئنافا فالبيان الموجب، وفي هذه العبارة مبالغة في نفي الشقاء عن جليس الذاكرين، فلو قيل يسعد بهم جليسهم لكان ذلك في غاية الفضل، لكن التصريح بنفي الشقاء أبلغ في الحصول المراد (تخريجه) (ق مذ حب طب بز) بألفاظ متقاربة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن أنس بن ما تلك الخ (غريبة) تطلق النفس في اللغة على معان، منها الدم ومنها نفس الحيوان وهذان مستحيلان على الله عز وجل، وقد ورد في كتابه جل شأنه إطلاق النفس عليه التي -200 -

    قول الله تعالى في الحديث القدسي يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي الخ

    -----

    في ملاء من الملائكة أو في ملاء خير منهم وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا، وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول، قال قتادة فالله تعالى؟ أسرع بالمغفرة (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل أنا مع عبدي حين يذكرني (وفي لفظ أنا عند حسن ظنه عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني) فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي الحديث (عن عائشة رضي الله عنها) قالت كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يذكر الله عز وجل من معانيها الذات والله تعالى له ذات حقيقية، وهو المراد بقوله في الحديث (في نفسي) ومنها الغيب، وهو أحد الأقوال في قوله عز وجل (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) قال ابن عباس تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك، والمراد بذكر الله تعالى لعبده في نفسه إثباته بما لا يطلع عليه أحد من خلقه وعبر عن ذلك بالذكر مشاكلة، فهو كقوله تعالى (فاذكروني أذكركم) الآية والمراد بذكر العبد ربه في نفسه الذكر الشفاهي على جهة السر دون الجهر والله أعلم بفتح الميم واللام مهموز أي في جماعة جهرا هم الملأ الأعلى لا يلزم من ذلك تفضيل الملائكة على بني آدم لاحتمال أن يكون المراد بالملأ الذين هم خير من ملأ الذاكرين الأنبياء والشهداء فلم ينحصر ذلك في الملائكة بكسر الشين المعجمة أي مقدار شبر (وقوله دنوت منك ذراعا) بكسر الذال المعجمة أي بقدر ذراع أي بقدر باع وهو طول ذراعي الإنسان وعضديه وعرض صدره قال النووي وهذا الحديث من أحاديث الصفات ويستحيل إرادة ظاهره، قال ومعناه من تقرب إلى بطاعتي تقربت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة، وإن زاد زادت، فإن أتاني يمشي أتيته هرولة، أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود، والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه والله أعلم (تخريجه) (خ. والطيالسي) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية وابن نمير قالا حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبة) قال العلماء هي معنية خصوصية أي معه بالرحمة والتوفيق والهداية والرعاية والإعانة فهي غير المعية المعلومة من قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) فإن معناها المعية بالعلم والإحاطة هذا اللفظ لابن نمير (بضم النون وفتح الميم مصغرا) اسمه عبد الله: وهو أحد الراويين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث، يعني أنه زاد في روايته (أنا عند ظن عبدي بي) وقد جاءت هذه الزيادة عند الشيخين أيضا، ومعناه إرجاء وتأميل العفو، وتقدم الكلام على ذلك مستوفى في باب حسن الظن بالله في الجزء السابع صحيفة 39 من كتاب الجنائز فارجع إليه الحديث بقيته= وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملاء هم خير منهم، وإن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا، وإن اقترب إلى ذراعا اقتربت إليه باعا فإن أتاني يمشي أتيته هرولة، وتقدم شرحه في الحديث السابق (تخريجه) (ق مذ) (سنده) حدثنا -201 -

    فضل الذكر في المساجد وثواب الذاكرين

    -----

    على كل أحيانه (عن الأغر أبي مسلم) قال أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما

    شهدا لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال وأنا أشهد عليهما ما قعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفت بهم الملائكة وتنزلت عليهم السكينة وتغشتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده (عن أبي هريرة) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله عز وجل فيمن عنده، ومن أبطأ بع عمله لم يسرع به نسبه (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي العباد أفضل؟ قال الذاكرون الله كثيرا، قال قلت يا رسول الله ومن الغازي؟ قال لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله أفضل منه درجة عبد الله حدثني أبي ثنا خلف بن الوليد ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة المخزومي عن البهي عن عروة عن عائشة اله (غريبة) معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله تعالى بقلبه ولسانه بالذكر الثابت عنه تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك (على كل أحيانه) أي في كل أوقاته متطهرا ومحدثا وجنبا وقائما وقاعدا ومضطجعا وراكبا وماشيا ومسافر ومقيما، فكأن ذكر الله عز وجل يجري مع أنفاسه إلا في حالة الجماع وقضاء الحاجة فيكره الذكر حينئذ باللسان كما ذهب إليه الجمهور، ويستثني من ذلك أيضا تلاوة القرآن للجنب، لحديث علي رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بجعبته عن القرآن شيء ليس الجنابة) رواه الأربعة والإمام أحمد وتقدم في باب حجة من قال الجنب لا يقرأ القرآن رقم 435 صحيفة 120 من كتاب الطهارة في الجزء الثاني وتقدم الكلام عليه هناك (تخريجه) (م د مذ جه) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع قال إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم الخ (غريبة) جملة (وأنا أشهد عليهما) معترضة بين القول ومقولة، ولم تأت هذه الجملة في رواية مسلم أي بأي ذكر كان من تسبيح أو تهليل أو تكبير أو تلاوة قرآن أو مدارسة علم أو نحو ذلك (وقوله إلا حفت بهم الملائكة) أي أحاطت بهم أي الطمأنينة والوقار (وتخشتهم الرحمة) أي عمتهم (وذكرهم الله) مباهاة وافتخارا (فيمن عنده) من الملائكة (تخريجه) (م مذ جه) (عن أبي هريرة) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بسنده وطوله في باب الترغيب في إعانة المسلم وتفريج كربه الخ في قسم الترغيب إن شاء الله تعالى معناه أن من قصر في الأعمال الصالحة اتكالا على أنه ابن الحسين مثلا لا يلحقه نسبة إلى الحسين بدرجة العاملين، فقد وعد الله عز وجل الطائع بالجنة وغن كان عبدا حبشيا: وأوعد العاصي بالنار وإن كان شريفا قرشيا (إن أكرمكم عند الله أتقاكم (تخريجه) (م. وغيره) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخ (غريبة) تقدم الكلام على معنى هذا -202 -

    فضل الاجتماع على الذكر وتبديل سيئات الذاكرين حسنات

    -----

    (عن معاذ بن جبل) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يبيت على ذكر الله طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله عز وجل خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات (عن سهل بن معاذ) بن أني الجهني عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل الذكر على النفقة في سبيل الله تعالى بسبعمائة ألف ضعف (وفي لفظ بسبعمائة ضعف) (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جلس قوم مجلسا فلم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة، وما من التفضيل في شرح حديث معاذ الثاني من أحاديث الباب (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث دراج اهـ (قلت) يعني دراج السهمي فيه كلام وضعفه الدارقطني (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح وحسن بن موسى قالا ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ ابن جبل الخ (غريبة) ظاهر قوله يبيت إن ذا خاص بنوم الليل (وقوله على ذكر الله) يعني أي ذكر كان من قراءة وتسبيح ونحوه (وقوله طاهرا) يفيد اشتراط الطهر من الحديثين والخبث، أي متوضئا، فقد روى البيهقي أن الأرواح يعرج بها في منامها فتؤمر بالسجود عند العرش، فمن بات طاهرا سجد عند العرش: ومن كان ليس بطاهر سجد بعيدا عنه وفيه ندب الوضوء للنوم بفتح التاء المثناة بعدها عين مهملة مفتوحة وبعد الألف راء مشددة مفتوحة: ومعناه يستيقظ من النوم، وأصل التعار السهر والتقلب على الفراش ليلا مع كلام، كذا في القاموس (وقوله من الليل) يفيد أي وقت كان جاء في الأصل بعد هذه الجملة - قال حسن في حديثه قال ثابت البناني فقدم علينا هاهنا فحدث بهذا الحديث عن معاذ قال أبو سلمة أظنه أعنى أبا ظبية اهـ وعند أبي داود قال ثابت البناني قدم علينا أبو ظبية فحدثنا بهذا الحديث عن معاذ بن جبل (تخريجه) (د نس جه) وسكت عنه أبو داود والمنذري وحسنه الحافظ السيوطي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن بكر أنا ميمون المرئي (بفتح الميم والراء وكسر الهمزة) ثنا ميمون بن سياه (بكسر المهملة بعدها باء تحتية) عن أنس بن مالك الخ (تخريجه) (عل بز طس) وفي إسناده ميمون المرئي: قال الهيثمي وثقه جماعة وفيه ضعف وبقية رجال أحمد ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى ثنا لهيعة عن خير بن نعيم الحضرمي عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني الخ (تخريجه) (طب) وفي إسناده ابن لهيعة فيه كلام (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن ابن أبي ذئب قال ثنا سعيد عن إسحاق عن أبي هريرة الخ (غريبة) بكسر التاء الفوقية وفتح الراء مخففة هي النقص، وقيل التبعة، والتاء عوض عن الواو كعدة -203 -

    فضل الإكثار من الذكر وقوله صلى الله عليه وسلم أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون

    -----

    رجل يمشي طريقا فلم يذكر الله عز وجل إلا كان عليه ترة، وما من رجل أوى إلى فراشه فلم يذكر الله إلا كان عليه ترة (عن عبد الله بن بسر) رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيان فقال أحدهما من خير الرجال يا محمد؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم من طال عمره وحسن عمله، وقال الآخر إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع، قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل (عن سهل بن معاذ) بن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا سأله فقال أي الجهاد أفضل أجرا؟ قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا، قال فأي الصائمين أعظم أجرا؟ قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا، ثم ذكر لنا الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا فقال أبو بكر رضي الله عنه يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل (عن أب سعيد الخدري) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون جاء في الأصل بعد هذه الجملة قال أبي ثنا روح قال ثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن إسحاق مولى عبد الله بن الحارث ولم يقل إذا أوى إلى فراشه (تخريجه) (د نس حب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي عياش ثنا حسان بن نوح عن عمرو بن قيس عن عبد الله بن بسر (بضم الموحدة وسكون المهملة) الخ (غريبة) يريد أن شعب الإسلام وخصاله الفاضلة الدالة على صدق إسلام فاعلها تعددت وبلغت حد الكثرة التي عجزنا عن العمل بجميعها وتحيرنا في اختيار الأفضل منها لجهلنا بذلك: فدلنا على باب جامع من الشرائع يكون عمله قليلا وأجره كثيرا نتمسك بع ونواظب عليه معناه داوم على الذكر باللسان والجنان في سائر الأحوال حتى أنه لا يزال لسانك رطبا الخ، وهذا يختلف بإختلاف الناس وأحوالهم وقوة إيمانهم وطاقتهم، وهو يفيد الحث على كثرة الذكر وعدم الغفلة عنه قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) الآية (تخريجه) (مذ جه ك حب ش) وحسنه الترمذي وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا زبان عن سهل بن معاذ الخ (غريبة) معناه أي المجاهدين أفضل كما يدل على ذلك سياق الحديث أي نعم، وقد استدل بهذا على أن أفضل عباد الله أكثرهم له ذكرا وأن كل عمل يصحبه الذكر يكون أفضل من غيره العاري عن الذكر (تخريجه) (د طب) وفيه ابن لهيعة وزبان (بفتح الزاي وتشديد الموحدة) ابن فايد كلام (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سريج ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخ (غريبة) أي حتى يقول الغافلون عن الذكر: أو حتى يقول الذين لا رغبة لهم في الذكر، أو المنافقون، ويدخل المنافقون في هذا دخولا أوليا، وقد استدل بهذا الحديث على جواز الجهر -204 -

    بيان أن حلق الذكر رياض الجنة

    -----

    (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال:/ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق المفردون، قالوا ومن المفردون؟ قال الذين يهترون في ذكر الله

    (باب ما جاء في فضل حلق الذكر ومجالسه في المساجد)

    (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر بالذكر، ويؤيده حديث (من ذكرني في ملأ) وتقدم في الباب السابق، ويمكن أن يكون سبب نسبتهم الجنون إليه ما يرونه من إدامة واشتغاله بطاعة الله عز وجل، وكثيرا ما يرى من لا شغل له بالطاعات أو من هو مشتغل بمعاصي الله يظهر السخرية بأهل الطاعات والاستهزاء بهم، لأنه قد طبع على قلبه وصار في عداد المخذولين، وقد حصل مثل ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستهزأ به الكفار ونسبوه إلى الجنون: فأبره الله مما قالوا ونصره عليهم أذاهم وكف أذاهم عنه قال تعالى (إن كفيناك المستهزئين) الآية (تخريجه) حب عل طب ك هب) وصححه الحاكم وسكت عنه الذهبي، وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى وفي إسناده دراج ضعفه جمع وبقية رجال أحمد ثقات اهـ (قلت) صححه الحافظ في أماليه، وصححه السيوطي في الجامع الصغير، وذلك لأنه دراجا غير متفق على ضعفه فقد وثقه جماعة من الحفاظ (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عامر ثنا علي يعني ابن المبارك عن يحيى يعني ابن أبي كثير عن ابن يعقوب قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) بتشديد الراء وتخفيفها مكسورة، قال النووي والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد اهـ وعناه المنفردون المعتزلون عن الناس بذكر الله وعبادته بضم أوله وسكون ثانية وفتح التاء المثناة فوق ومعناه الذين يولعون بذكر الله ولا يتحدثون بغير، قاله جمع من العلماء، وجاء في رواية لمسلم قالوا وما المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات (تخريجه) (مذ ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي ورواه مسلم من حديث أبي هريرة أيضا (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا محمد حدثني أبي عن أنس بن مالك الخ (غريبة) جمع روضة وهو الموضع المشتمل على النبات المعجب (بضم الميم وكسر الجيم) بالزهور الرتع هو الأكل والشرب في خصب وسعة، وأراد برياض الجنة ذكر الله عز وجل وشبه الخوض فيه بالرتع بكسر الحاء المهملة وفتح اللام جمع حلقه كقصعة وقصع، وهي الجماعة من الناس مستعدون كحلقة الباب وغيره (ومعنى الحديث) إذا مررتم بحلق الذكر فادخلوا فيها لتنالوا الأجر العظيم والفوز بجنات النعيم، ففيه الحث على الذكر ومشاركة أهله فيه، وإطلاق الذكر هنا يشمل ما يذكر بالله عز وجل من قراءة قرآن ومدارسة علم وتسبيح وتهليل ونحو ذلك، ولا سيما وقد فسرت رياض الجنة في حديث ابن عباس بمجالس العلم رواه الطبراني، وفسرت في حديث أبي هريرة بالمساجد رواه الترمذي، وفسرت في حديث -205 -

    فضل حلق الذكر في المساجد ومباهات الله عز وجل بهم الملائكة

    -----

    (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه قال خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال ما أجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله عز وجل، قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا آلله ما أجلسنا إلا ذاك، قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال ما أجلسكم؟ قالوا نذكر الله عز وجل ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن علينا بك، قال آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا آلله ما أجلسنا إلا ذلك، قال أما إني أستحلفكم تهمة لكم، وإنه أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة (وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الرب عز وجل يوم القيامة سيعلم أهل الجمع من أهمل الكرم، فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال مجالس الذكر في المساجد الباب بحلق الذكر، ولا مانع من إرادة الكل وأنه إنما ذكر في كل حديث بعضا، لأنه خرج جوابا عن سؤال معين، فرأى أن الأولى بحال السائل هنا حلق الذكر، وثم مجالس العلم والله أعلم (تخريجه) (مذ) البيهقي في شعب الإيمان، وقال الترمذي حسن غريب، وقال المناوي شواهده ترتقي إلى الصحة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن بحر قال حدثني مرحوم بن عبد العزيز قال حدثني أبو نعامة السعدي عن أبي عثمان النهدي عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبة) بالمد والجر وما هذه نافية، قال السيد جمال الدين قيل الصواب بالجر لقول المحقق الشريف في حاشيته همزة الاستفهام وقعت بدلا عن حرف القسم ويجب الجر معها اهـ قال النووي هي بفتح الهاء وإسكانها (يعني مع ضم التاء الفوقية) من الوهم والتاء بدل من الواو، واتهمته به إذا ظننت به ذلك (وقوله وما كان لأحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ) يريد أنه كان له منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه كان محرما لأم حبيبة أخته إحدى أمهات المؤمنين، ولكونه كان من كتبة الوحي، وما كان أحد بهذه المنزلة أقل حديثا منه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل البهاء الحسن والجمال وفلان يباهي بماله أي يفخر، والمعنى أن الله عز وجل يظهر فضل الذاكرين لملائكته ويريهم حسن عملهم ويثني عليهم عندهم (تخريجه) (م نس مذ) (سنده) حدثنا عبد اله حدثني أبي ثنا سريج ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الرب عز وجل الخ (غريبة) جاء في رواية سيعلم أهل الجمع اليوم الخ، والمراد بأهل الخلائق المجتمعون يوم القيامة (وقوله من أهل الكرم) يعني أهل الكرامة الذين يكرمهم الله عز وجل في ذلك اليوم على رؤوس الملأ ويخصهم بمزيد نعمه وإحسانه يعني أصحاب مجالس الذكر في المساجد وخص المساجد بالذكر لكونها محل العبادة: والذكر من أفضل العبادات فهو فيها أفضل منه في غيرها (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد بإسنا دين وأحدهما حسن وأبو يعلى كذلك اهـ (قلت) -206 -

    استحباب الذكر في الخفاء إذا خاف على نفسه الرياء أو التشويش على مصل

    -----

    (باب ما جاء في الذكر الخفي) (عن سعد بن مالك) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي (عن أبي موسى الأشعري) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1