Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

جامع المسانيد لابن الجوزي
جامع المسانيد لابن الجوزي
جامع المسانيد لابن الجوزي
Ebook660 pages5 hours

جامع المسانيد لابن الجوزي

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب جامع المسانيد تأليف عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي أبو الفرج، وقد استوعب فيه غالب مافي مسند أحمد رحمه الله وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي، وهو من أتم المسانيد وأقربها إلى الاستعياب، وقد جمع مؤلفه ابن الجوزي بين أربعة من كتب الحدث، رأى أنها تحتوي على معظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن لها العلو في الإسناد فأحب أن يجعلها في كتاب واحد، وهي: مسند الإمام أحمد، وصحيحا الإمامين البخاري ومسلم، وجامع الإمام الترمذي. والكتاب يتكون من 8 أجزاء في 8 مجلدات
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateAug 19, 1901
ISBN9786435130635
جامع المسانيد لابن الجوزي

Read more from ابن الجوزي

Related to جامع المسانيد لابن الجوزي

Related ebooks

Related categories

Reviews for جامع المسانيد لابن الجوزي

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    جامع المسانيد لابن الجوزي - ابن الجوزي

    الغلاف

    جامع المسانيد لابن الجوزي

    الجزء 2

    ابن الجوزي

    597

    كتاب جامع المسانيد تأليف عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي أبو الفرج، وقد استوعب فيه غالب مافي مسند أحمد رحمه الله وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي، وهو من أتم المسانيد وأقربها إلى الاستعياب، وقد جمع مؤلفه ابن الجوزي بين أربعة من كتب الحدث، رأى أنها تحتوي على معظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن لها العلو في الإسناد فأحب أن يجعلها في كتاب واحد، وهي: مسند الإمام أحمد، وصحيحا الإمامين البخاري ومسلم، وجامع الإمام الترمذي. والكتاب يتكون من 8 أجزاء في 8 مجلدات

    (25) مسند أوس بن حُذيفة بن ربيعة الثَّقَفيّ

    (1)

    (617) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطّائفي عن عثمان بن عبد اللَّه بن أوس الثّقفي عن جدّه أوس بن حذيفة قال:

    كُنتُ في الوفد الذين أتَوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - أسلموا من ثقيف من بني مالك، وأنزلَنا في قُبّة له، وكان يختلف إلينا بين بيوته وبين المسجد، فإذا صلّى العشاء الآخرة انصرف إلينا ولا يَبْرَحُ يُحَدّثُنا (2)، ويشتكي قريشًا ويشتكي أهلَ مكّة، ثم يقول: لا سواءَ، كُنّا بمكّة مُسْتَذِّلين -أو مُسْتَضْعَفِين - فلمّا خرجنا إلى المدينة كانت سِجالُ الحرب علينا ولنا. فمكث عنّا ليلةّ لم يأتنا حتى طال ذلك علينا بعد العشاء. قال: قُلْنا: ما أمكثَك عنّا يا رسول اللَّه؟ قال: طرأَ عنّي (3) حِزْبٌ من القرآن، فأردْتُ إلّا أخرجَ حتى أقضيَه. قال: فسألْنا أصحابَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - حين أصبحنا. قال: قلنا: كيف تُحَزّبون القرآن؟ قالوا نُحَزبُه ستَّ سُوَر، وخمس سُوَر، وسبع سُوَر، وتسع سُوَر، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصّل من (ق) حتى نختم (4).

    * * * * (1) ينظر الطبقات 6/ 49 ومعرفة الصحابة 1/ 305، والاستيعاب 1/ 52، والتهذيب 1/ 297، والإصابة 1/ 94. ويقع الخلط بينه وبين أوس السابق. وينظر جامع المسانيد 1/ 427، والإتحاف 1/ 419، 423. وقد جعل الإمام أحمد أوسًا هذا مع أوس بن أبي أوس.

    (2) في المسند ولا نبرح حتى يحدّثنا.

    (3) كذا في الأصلين. وفي المسند عليّ وهي الرواية المشهورة.

    (4) المسند 4/ 9 في مسند أوس بن أبي أوس. وفي إسناد الحديث عبد اللَّه بن عبد الرحمن، قال عنه ابن حجر في التقريب 1/ 298: صدوق، يهم ويخطىء. وعثمان بن عبد اللَّه، قال عنه 1/ 393: مقبول. والحديث رواه أبو داود 2/ 54 (1393)، وابن ماجة 1/ 427 (1345). وجعله الشيخ ناصر في ضعفيهما.

    (26) مسند أُهْبان بن صَيفي

    (1)

    (618) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عُبيد الدِّيلي عن عُديسة ابنة أهبان بن صيفي:

    أنّها كانت مع أبيها في منزله، فمرِضَ فأفاق من مرضه ذلك، فقام عليُّ بن أبي طالب بالبصرة، فأتاه في منزله حتى قام على باب حجرته، فسلَّم وردَّ عليه الشيخُ السلام، فقال له عليّ: كيف أنت يا أبا مسلم؟ قال: بخير. قال: ألا تخرجُ معي إلى هؤلاء القوم فتعينَني؟ قال: بلى إن رضيتَ بما أُعطيك. فقال عليٌّ: وما هو؟ فقال الشيخ: يا جاريةُ، هات سيفي. فأخرَجَتْ إليه غَمدًا فوضَعَتْه في حِجره، فاستلّ منه طائفة ثم رفع رأسه إلى عليّ فقال: إنّ خليلي -صلى اللَّه عليه وسلم - وابنَ عمِّك عَهِدَ إليّ: إذا كانت فتنةٌ بين المسلمين أن أتّخِذَ سيفًا من خشب، فهذا سيفي، فإن شئتَ خرجتُ به معك. فقال عليٌّ: لا حاجةَ لنا فيك ولا في سيفك. فرجع من باب الحجرة ولم يدخل (2).

    * طريق آخر:

    حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مؤمَّل قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا شيخ يقال له أبو عمرو عن ابنة أُهبان بن صيفي عن أبيها - وكانت له صحبة:

    أنّ عليًّا لمّا قَدِمَ البصرةَ بعثَ إليه فقال: ما يمنعُك أن تتّبِعَني؟ فقال: أوصاني خليلي (1) ينظر معرفة الصحابة 1/ 288، والاستيعاب 1/ 39، والتهذيب 1/ 296، والإصابة 1/ 91.

    وذكره في التلقيح 374 من أصحاب ثلاثة الأحاديث.

    (2) المسند 5/ 69. وابن ماجة 9/ 1302 (3960)، والترمذي 4/ 425 (2203) كلاهما من طريق عبد اللَّه ابن عُبيد. قال الترمذي: وفي الباب عن محمّد بن سلمة، وهذا حديث حسن غريب، لا نعرفه الّا من حديث عبد اللَّه بن عبيد.

    وابنُ عمِّك فقال: إنّه سيكونُ فُرقةٌ واختلاف، فاكْسِرْ سيفَك واتّخِذْ سيفًا من خشب، واقعدْ في بيتك حتى تأتيَكَ يدّ خاطئة أو مِيتةٌ قاضية. ففعلتُ ما أمرَني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. فإنِ استطعْتَ يا عليُّ ألّا تكون اليدَ الخاطئة فافْعَلْ (1).

    * * * * (1) المسند 6/ 393. والحديث من طرق في المعجم الكبير 6/ 270 - 273 (863 - 868)، وقد مال الشيخ ناصر إلى تصحيح الحديث. ينظر الصحيحة 3/ 367 (1380).

    (27) مسند إياس بن ثعلبة أبي أُمامة الحارثي

    (1)

    (619) الحديث الاول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا محمّد ابن إسحق عن مَعْبَد بن كعب بن مالك عن أخيه عبد اللَّه بن كعب عن أبي أمامة أحد بني حارثة قال:

    سمعْتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: لا يَقْتَطعُ رجلٌ حقَّ رجلٍ مُسلم بيمينه إلا حَرَّمَ اللَّهُ عليه الجنّة، وأُوجِبَتْ له النّار فقال رجل: يا رسول اللَّه، وإن كان شيئًا يسيرًا؟ قال: وإن كان سِواكًا من أراك.

    انفرد بإخراجه مسلم (2).

    (620) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ عن زُهير ابن محمّد عن صالح بن كيسان أن عبد اللَّه بن أبي أُمامة أخبره: أن أبا أمامة أخبره:

    أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - قال: البَذاذة من الإيمان، البَذاذة من الإيمان، البَذاذة من الإيمان (3).

    * * * * (1) ينظر معرفة الصحابة 1/ 292، والاستيعاب 1/ 93، 4/ 3، والتهذيب 8/ 235، والإصابة 4/ 9. وهو من الصحابة الذي أخرج له مسلم حديثًا واحدًا. الجمع 3/ 527.

    (2) المسند 5/ 260 في مسند أبي أُمامة الباهلي. وقال عبد اللَّه بن أحمد: هذا أبو أمامة الحارثي، وليس هو أبا أمامة الباهليّ. ومسلم 1/ 122 (137) من طريق مَعْبَد بن كعب السِّلَمي، ومن طريق محمّد ابن كعب عن أخيه عبد اللَّه. ويزيد من رجال الشيخين. أما ابن اسحق ففيه مقالة في تدليسه وعنعنته، ولكنه مُتابع في هذا لحديث. ينظر تحفة الأشراف 2/ 26 (1744).

    (3) لم أقف على الحديث في المسند. وهو في الأطراف 6/ 11 رواه الحاكم في المستدرك 1/ 9 عن أحمد بن جعفر القطيعيّ عن عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه به (وفيه: صالح بن أبي صالح، بدل: ابن كيسان) وفي ابن ماجة 2/ 1379 (4118) من طريق عبد اللَّه بن أبي أمامة عن أبيه. وفي أبي داود 4/ 75 (4161) من طريق عبد اللَّه بن أبي أمامة عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك عن أبي أمامة. ومال الألباني في الصحيحة 1/ 666 (341) إلى تصحيحه بعد الحديث عن طرقه ورواياته.

    والبذاذة: التقشّف.

    (28) مسند إياس بن عبد أبي عوف المُزَنيّ

    (1)

    (621) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا ابن جُريج قال: أخبرني عمرو بن دينار أن أبا المِنهال أخبره أن إياس بن عَبْد وكان من أصحاب النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - قال:

    لا تبيعوا فضلَ الماء؛ فإِنّ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - نهى عن بيع فضل الماء. قال: والنّاسُ يبيعون فضل ماء الفُرات، فنهاهم.

    قال الترمذي: هذا حديث صحيح (2).

    * * * * (1) ينظر معرفة الصحابة 1/ 290، والتهذيب 1/ 301، والإصابة 1/ 101. واختُلف في صحبته.

    (2) المسند 24/ 178 (15444). ورجاله رجال الشيخين. وهو في الترمذي 3/ 571 (1271) وفيه: حسن صحيح. وأبي داود 3/ 278 (3478)، وابن ماجة 2/ 828 (2476)، والنسائي 7/ 307، وصحّحه الشيخ ناصر فيها، والحاكم 2/ 44.

    (29) مسند أيمن بن خُريم

    (1)

    (622) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مروان بن معاوية الفَزاري قال: أخبرنا سفيان بن زياد عن فاتك بن فَضالة عن أيمن بن خُريم قال:

    قام فينا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - خطيبًا فقال: يا أيّها النّاس، عُدِلت شَهادةُ الزُّور إشراكًا باللَّه عزّ وجلّ. ثلاثًا، ثم قرأ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (2) [الحجّ: 30].

    * * * *

    آخر حرف الألف (1) معرفة الصحابة 1/ 319، والاستيعاب 1/ 67، والتهذيب 1/ 310، والإصابة 1/ 103.

    (2) المسند 4/ 178. ومن طريق مروان بن معاوية في الترمذي 4/ 474 (2299). قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وإنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد، واختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد، ولا نعرف لأيمن بن خُريم سماعًا من النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. وأخرجه ابن ماجة على نحو منه 2/ 794 (2372) من طريق سفيان عن أبيه عن حبيب بن النعمان الأسدي عن خُريم بن فاتك. وضعّفه الألباني.

    حرف الباء

    (30) مسند بُدَيْل بن وَرقاء

    (1)

    (623) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا سعيد بن سَلَمة بن أبي الحسام قال: حدّثني مولى لآل عمر قال: حدّثنا صالح بن كَيسان عن عيسى ابن مسعود بن الحكم الزُّرَقي عن جدّته حبيبة بنت شَريق:

    أنّها كانت مع أبيها، فإذا بُدَيل بن وَرقاء على العَضباء، راحلةِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ينادي: إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - قال: مَنْ كان صائمًا فليُفْطِر؛ فإنّها أيّام أكلٍ وشُرب (2).

    * * * * (1) ينظر الطبقات 4/ 220، والاستيعاب 1/ 172، والإصابة 1/ 145.

    وبُديل عند ابن الجوزي في التّلقيح 374 ممن روى ثلاثة أحاديث.

    (2) لم يرد الحديث في المسند. وهو عن المسند في جامع ابن كثير 2/ 115، والإتحاف 2/ 449، والأطراف 1/ 572. وقال الهيثمي في المجمع 3/ 206: عن حبيبة بنت شريق أنها كانت مع أبيها فإذا بُديل: قال رواه أحمد والطبراني في الأوسط. وفي إسناد أحمد رجل لم يُسَمّ. والحديث في المعجم الأوسط 4/ 315 (3550): حدّثنا حفص عمر قال حدّثنا عبد اللَّه بن رجاء، أخبرنا سعيد ابن مسلمة بن أبي الحسام قال: حدّثنا صالح بن كيسان (فأسقط المجهول).. . وفيه: أنها كانت مع أمّها بنت العجماء في أيّام الحجّ بمِنًى.. . قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن بُديل بن ورقاء إلا بهذا الإسناد، تفرّد به عبد اللَّه بن رجاء. وفي الطبقات 4/ 221: أخبرنا عبد اللَّه بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن جابر عن محمّد بن عليّ عن بديل بن ورقاء قال: أمرني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - أيّام التشريق أن أُنادي: إنّ هذه أيّام أكل وشرب، فلا تصوموا. وفي المستدرك 2/ 250 من طريق صالح ابن كيسان، وفيه: أنها كانت مع ابنتها ابنة العجماء. قال: هذا الحديث ليس من جملة هذا الكتاب. ولم يتعرّض له الذّهبي. وروى الحديث أيضًا ابن حجر في الإصابة 1/ 146 من طرق.

    (31) مسند البَراء بن عازِب

    (1)

    (624) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعي عن الزّهري عن حرام بن مُحَيِّصة عن البراء بن عازب:

    أنّه كانت له ناقةٌ ضاريةٌ، فدَخَلَتْ حائطًا فأفسَدَتْ فيه، فقضى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنّ حِفْظَ الحوائط بالنّهار على أهلها، وأنّ حفْظَ الماشية بالليل على أهلها، وأنّ ما أصابت الماشيةُ بالليل فهو على أهله (2).

    (625) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمّد بن أبي شيبة قال عبد اللَّه بن أحمد: وسمعته أنا من عبد اللَّه، قال: حدّثنا أبو خالد الأحمر عن الحسن ابن عمرو عن طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء قال:

    قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أقيموا صفوفَكم، لا يتخَلَّلُكم كأولاد الحَذَف. قيل: يا رسول اللَّه، وما أولادُ الحَذَف؟ قال: سُودٌ جُرْدٌ تكون بأرضِ اليمن (3).

    هكذا روي تفسيره. وقال أهل اللغة: أولاد حَذَف: هي الغنم الصِّغار الحجازيّة، واحدُها حذَفة: وهي النّقَد أيضًا، وفي لفظ: لا يتخلّلُكم الشياطين، فإنّها بناتُ حَذَف (4).

    (626) الحديث الثالث: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمّد (1) الطبقات 4/ 269، والاستيعاب 1/ 143، والتهذيب 1/ 232، والسير 3/ 194، والإصابة 1/ 146.

    ومسنده (68) في المقدّمين بعد العشرة في الجمع، وله اثنان وعشرون حديثًا للشيخين، وانفرد البخاريّ بخمسة عشر، ومسلم بستّة. ومجموع أحاديثه خمس وثلاثمائة - التلقيح 364.

    (2) المسند 4/ 295. وقد صحّح العلماء الحديث من طريق حرام عن البراء: الحاكم والذهبي 2/ 48، وابن حبّان - الموارد 248 (1168)، وهو في أبي داود 3/ 298 (3569، 3570)، وابن ماجة 2/ 781 (2332) وصحّحه الألباني فيهما وفي الأحاديث الصحيحة 1/ 477 (238). وينظر التحفة 2/ 13، 14.

    (3) المسند 4/ 296. رجاله رجال الصحيح، غير عبد الرحمن بن عوسجة، ثقة، روى له أصحاب السنن، والبخاريّ في الأدب وأفعال العباد. وأخرجه الحاكم 1/ 217 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ. وقال الذهبيّ: على شرطهما.

    (4) النصّ والحديث في تهذيب اللغة 4/ 268. وينظر النهاية 1/ 356. وفي القاموس: النّقد: جنس من الغنم قبيح الشكل.

    قال (1): حدّثنا شريك عن الحسن بن الحكم عن عديّ بن ثابت عن البراء قال:

    قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: مَن بدا جفا (2).

    (627) الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حُجَين قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن البراء قال:

    اعتمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - في ذي القعدة، فأبى أهلُ مكّةَ أن يدَعوه يدخل مكّةَ، حتى قاضاهم على أن يُقيمَ بها ثلاثةَ أيّام، فلمّا كتبوا الكتابَ كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمّد رسولُ اللَّه. فقالوا: لا نُقِرُّ بها، لو نعلم أنّك رسول اللَّه ما مَنَعْناك شيئًا، ولكن أنت مُحَمّد بن عبد اللَّه. قال: أنا رسول اللَّه، وأنا محمّد بن عبد اللَّه قال لعليّ: امْحُ: رسول اللَّه قال: واللَّه، لا أمحوك أبدًا. فأخذ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - الكتابَ - وليس يُحْسِنُ أن يكتبَ (3)، فكتب مكان: رسول اللَّه محمّد: هذا ما قاضى عليه محمّدُ بن عبد اللَّه: أن لا يدخلَ مكّةَ السلاحُ إلا السّيفَ في القِراب، ولا يَخرجَ من أهلها أحد إلا من أراد أن يَتَّبِعَه، ولا يُمنعَ أحدٌ من أصحابه أن يُقيمَ بها. فلمّا دخلَها ومضى الأجلُ أتَوا عَليًّا فقالوا: قُلْ لصاحبِك يخرجْ عنّا، فقد مضى الأجلُ. فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

    أخرجاه في الصحيحين، وزادا (4): فتَبِعَتْهم بنتُ حمزة تُنادي: يا عمّ، يا عمّ، فتناولَها عليّ فأخذ بيدها، وقال لفاطمة: دونَك ابنةَ عَمّك، فاحْتَمَلَتْها، فاختصمَ فيها عليٌّ وزيدٌ وجعفرٌ، فقال عليٌّ: أنا أحقٌّ بها، هي ابنةُ عمّي. وقال جعفر: بنتُ عمي، وخالتُها (1) في المسند: قال عبد اللَّه: حدّثني أبي عن عبد اللَّه بن محمّد. قال أبو عبد الرحمن: وسمعته أنا من عبد اللَّه ابن محمّد.. . .

    (2) المسند 4/ 297، وأبو يعلى 3/ 215 (1654). قال الهيثمي 8/ 107 بعد أن نسبه لأحمد: رجاله رجال الصحيح غير الحسن بن الحكم النخعي، وهو ثقة. وقال 5/ 257 بعد أن نسبه لأبي يعلى: رجاله ثقات. وساق الألباني الحديث في الصحيحة 3/ 267 (1272) من طريق الحسن النخعي عن عديّ عن أبي حازم عن أبي هريرة بأطول من هذا، وحسَّن إسناده. ثم قال: وخالفه شريك فقال:. .. وذكر حديث المسند وقال: وشريك سيء الحفظ، لا يحتجّ به إذا تفرّد، فكيف إذا خالف! وينظر تعليق محقّق المسند على حديث أبي هريرة 14/ 430.

    وبدا: سكن البادية. وجفا: صار جافيًا غليظًا.

    (3) ينظر ما نقله الإمام ابن حجر في الفتح 7/ 503 حول هذه العبارة.

    (4) الزيادة التالية للبخاريّ وحده.

    تحتي. وقال زيد: ابنةُ أخي. فقضى النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - لخالتِها، وقال: الخالةُ بمنزلة الأُمّ. وقال لعليّ: أنت منّي وأنا منك وقال لجعفر: أشبَهْتَ خَلقي وخُلُقي وقال لزيد: أنت أخونا ومولانا (1).

    (628) الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا مسعر عن عديّ بن ثابت عن البراء بن عازب قال:

    قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - في العشاء {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فلم أسمع أحسن صوتًا ولا أحسن صلاةً منه.

    أخرجاه في الصحيحين (2).

    (629) الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة عن الحكم قال: حدّثني ابن أبي ليلى أن البراء قال:

    كانت صلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - إذا صلّى فركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود بين السجدتين، قريبًا من السواء.

    أخرجاه في الصحيحين (3).

    (630) الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن شُعبة وسفيانَ عن عمرو بن مرّة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب:

    أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - قَنَتَ في الفجر (4).

    * طريق آخر:

    حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة عن عمرو بن مرّة قال: سمعت ابن أبي ليلى قال: حدّثنا البراء: (1) المسند 4/ 298، والبخاريّ 5/ 303 (2699)، 7/ 499 (4251) من طريق إسرائيل عن جدّه أبي إسحق السبيعي، ومسلم 3/ 1409، 1410 (1783) من طريق شُعبة عن أبي إسحق. وحُجَين بن المثنى شيخ أحمد ثقة، من رجال الشيخين.

    (2) المسند 4/ 298. ومن طريق مسعر أخرجه البخاريّ 2/ 251 (769)، ومسلم 1/ 339 (464).

    (3) المسند 4/ 280، ومسلم 1/ 343، 344 (471) بهذا الإسناد وبغيره، ومن طريق شُعبة أخرجه البخاريّ 2/ 276 (792).

    (4) المسند 4/ 300. ورجاله رجال الصحيح، وبهذا الاسناد صحّحه ابن خزيمة 2/ 154 (1098).

    أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - كان يَقْنُتُ في صلاة الصبح والمغرب (1).

    قال أحمد: ليس يُروى عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - أنّه قنت في المغرب إلّا في هذا الحديث. وعن عليّ قوله (2).

    (631) الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد اللَّه بن يزيد الأنصاري عن البراء:

    أن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - كان إذا نام وضع يده اليمنى تحت خدّه وقال: اللهمّ قِنِي عذابك يوم تبعثُ عبادك (3).

    (632) الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة قال: سمعْتُ أبا إسحق قال: سمعْتُ البراء قال:

    كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - رجلًا مربوعًا، بعيدَ ما بين المَنْكِبَين، عظيمَ الجُمّة (4) إلى شحمة أذُنيه، عليه حُلّةٌ حمراءُ، ما رأيْتُ شيئًا قطّ أحسنَ منه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

    * طريق آخر:

    حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سُفيان عن أبي إسحق عن البراء قال:

    ما رأيْتُ من ذي لِمّةٍ أحسنَ في حلّة حمراءَ من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. له شَعرٌ يضربُ مَنْكِبَيه، بعيد ما بين المَنْكِبَيْن، ليس بالقصير ولا الطّويل.

    الطريقان في الصحيحين (5):

    (633) الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة عن أبي إسحق قال: سمعْتُ البراء يقول: (1) المسند 4/ 280. والحديث بهذا الاسناد في مسلم 1/ 470 (678).

    (2) المسند - السابق.

    (3) المسند 4/ 300 ومن طريق إسرائيل في شرح السنة 5/ 97 (1310) وقال البغوي: حديث حسن.

    وللحديث طريق آخر: ينظر مسند أبي يعلى 3/ 243 (1682، 1683) وينظر تعليق المحققين والفتح 11/ 115.

    (4) المَربوع: بين الطويل والقصير. والجُمّة: الشعر الذي ينزل على المنكبين. واللّمة أكثر منها.

    (5) المسند 4/ 281، 290. وينظر 4/ 295، 300، 303. والبخاريّ 6/ 564 (351) وفيه الأطراف، ومسلم 4/ 1818 (2337).

    قرأ رجلٌ الكهف وفي الدّار دابّةٌ، فجعلَت تَنْفِرُ، فنظر فإذا ضبابةٌ أو سحابةٌ - قد غَشِيَتْهُ، فذكر ذلك للنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: اقرأ فلانُ، فإنّها السكينةُ تنزّلَت عند القرآن - أو: تنزّلت للقرآن".

    أخرجاه في الصحيحين (1).

    (634) الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة عن أبي إسحق (2) قال: سمعْتُ البراء وسألَه رجل من قيس فقال:

    أفَرَرْتُم عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يوم حُنين؟ فقال البراء: ولكنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - لم يَفِرَّ، كانَتْ هوازنُ ناسًا رماة، وإنّا لمّا حَمَلْنا عليهم انكشفوا، فأكْبَبْنا على الغنائم، فاستقبَلونا بالسّهام، فلقد رأيتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - على بغلته البيضاءِ، وإنّ أبا سفيان بن الحارث آخذٌ بلجامها، وهو يقول: أنا النّبيّ لا كذب. أنا ابنُ عبد المطلب.

    أخرجاه في الصحيحين (3).

    (635) الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر ويحيى قالا: حدّثنا شُعبة عن أبي إسحق قال: سمعْتُ الربيع بن البراء يُحَدّث عن البراء:

    أنّ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - كان إذا أقبلَ من سَفر قال: آيِبون تائبون عابدون، لربِّنا حامدون (4).

    (636) الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عليّ بن زيد عن عديّ بن ثابت عن البراء بن عازب قال: (1) المسند 4/ 281. والحديث بالسند نفسه وبغيره في البخاري 6/ 622 (3614) وينظر أطرافه، ومسلم 1/ 547، 548 (795).

    والرجل الذي كان يقرأ هو أُسيد ابن حضير رضي اللَّه عنه.

    (2) يلحظ هنا أن السند نفسه قد تكرر في أحاديث، ولم يقل المؤلّف: وبه.

    (3) المسند 4/ 281، وبالسند نفسه وبغيره في البخاريّ 6/ 69 (2864)، 8/ 28 (4317)، ومسلم 3/ 1400، 1401 (1776).

    (4) المسند 4/ 281، 289. ورجاله رجال الصحيح خلا الربيع بن البراء، روى له النسائي والترمذي، وهو ثقة. والحديث في الترمذي 5/ 464 (3440) من طريق شُعبة، وقال: حسن صحيح. قال: وروى الثوريّ هذا الحديث عن أبي إسحق عن البراء، ولم يذكر فيه الربغ بن البراء، ورواية شُعبة أصحّ. قال: وفي الباب عن ابن عمر وأنس وجابر بن عبد اللَّه. وصحّح ابن حبّان الحديث من طريق شُعبة به - الموارد 242 (790)، والإحسان 6/ 427 (2711).

    كنّا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - في سفر، فنزلنا بغدير خُمٍّ، فنودي فينا: الصلاة جامعة. وكُسحَ لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - تحت شجرتين، فصلَّى الظُّهر، وأخذ بيد عليٍّ فقال: أَلَسْتُم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى (1). قال: فأخذ بيد عليّ فقال: اللهمَّ مَنْ كُنْتُ مولاه فعليُّ مولاه. اللَّهمَّ والِ من والاه، وعاد من عاداه. قال: فلَقِيَه عمرُ بعد ذلك فقال: هنيئًا لك يا ابن أبي طالب، أصبحْتَ وأمسيْتَ مولى كلّ مؤمن ومؤمنة (2).

    (637) الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا أبو إسحق قال:

    قيل للبراء: أكان وجهُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - مثلَ السّيْف؟ قال: لا، بل مثل القمر.

    انفرد بإخراجه البخاريّ (3).

    (638) الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا شُعبة قال: زُبيد أخبرني ومنصور وداود وابن عون ومجالد عن الشَّعبي عن البراء قال:

    خطَبنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - فقال: إنّ أوّل ما نبدأ به في يومنا هذا أن نُصَلِّيَ، ثم نرجعَ فننحرَ، فمن فعلَ ذلك فقد أصاب سُنّتَنا، ومَن ذبحَ قبلَ ذلك فإنّما هو لحم قدّمه لأهله، ليس من النُّسك في شيء.

    قال: وذبحَ خالي أبو بُردة بن دينار، قال: يا رسول اللَّه، ذبحْتُ وعندي جَذَعةً خيرٌ من مُسِنّة. قال: اجْعَلْها مكانَها، ولن تُجْزِىءَ أو تُوفي - عن أحدٍ بعدك.

    أخرجاه في الصحيحين (4). (1) في المسند عبارة أسقطها المؤلف، وهي: قال: ألستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى.

    (2) المسند 4/ 281. وفيه عليّ بن زيد بن جُدْعان، وهو ضعيف. ينظر تهذيب الكمال 5/ 248، والميزان 3/ 127. وقد روى الحديث ابن ماجة 1/ 43 (116) من طريق حمّاد بمعناه. وعن الزوائد: إسناده ضعيف، لضعف عليّ بن زيد. وفي إتحاف الخيرة 9/ 281 (8980) قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى بسند ضعيف مداره إما على أبي هارون العبديّ أو عليّ بن زيد. وجمع الألباني طرق الحديث ورواياته، وفصّل الكلام فيها: الصحيحة 1/ 330 - 344 (1750).

    (3) المسند 4/ 281، وهو في البخاريّ 6/ 565 (3552) من طريق زهير. وأحمد بن عبد الملك ثقة، من رجال البخاريّ.

    (4) المسند 4/ 281. وهو من طرق عن الشعبي في البخاريّ 2/ 453 (965)، وينظر أطرافه 2/ 445 (951)، ومسلم 3/ 1552 - 1554 (1961). وينظر التحفة 2/ 20 (1769).

    * طريق آخر:

    حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا أبو جَناب الكلبيّ قال: حدّثني يزيد بن البراء بن عازب عن البراء بن عازب قال:

    كُنّا جلوسًا في المُصَلّى يومَ أضحى، فأتى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - فسلَّمَ على النّاس ثم قال: وإنّ أوّل نُسُكِ يومِكم هذا الصلاةُ. قال: فتقدَّم فصلّى ركعتين، ثم سلَّم، ثم استقبلَ النّاس بوجههَ، وأُعْطِيَ قوسًا أو عصًا - فاتّكَأَ عليها، فحَمِدَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - وأثنى عليه، فأمرَهم ونهاهُم، وقال: من كان منكم عَجَّل ذِبْحًا فإنّما هي جَزَرةٌ أطعَمَها أهلَه، إنّما الذّبحُ بعد الصّلاة. فقام إليه خالي أبو بردة (1) بن نِيار فقال: أنا عَجَلْتُ ذبحَ شاتي يا رسول اللَّه ليُصْنَعَ لنا طعامٌ نجتمعُ عليه إذا رجعْنا، وعندي جَذَعَةٌ من مِعْزَى، هي أوفى من الذي ذَبَحْتُ، أفتفي عنّي يا رسول اللَّه؟ قال: نعم، ولن تَفِيَ عن أحدٍ بعدك.

    قال: ثم قال: يا بلال قال: فمشى واتّبَعَه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - حتى أتى النساء فقال: يا معشرَ النِّسوان، تصدّقْنَ، الصدقةُ خيرٌ لكنّ قال: فما رأيتُ يومًا قطُّ أكثرَ خَدَمةً مقطوعة، ولا قِلادة، ولا قُرْطًا من ذلك اليوم (2).

    الخَدَمة: الخَلخال.

    (639) الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم وحُسين قالا: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن البراء قال:

    قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنّ اللَّه وملائكتَه يُصَلُّون على الصّفِّ المُقَدَّم.

    * طريق آخر:

    حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا عمّار بن زُريق عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب: (1) في المخطوطتين خال أبي بردة. والحديث السابق والمصادر ترجّح مثبت.

    (2) المسند 4/ 282. وفيه أبو جناب الكلبي، يحيى بن أبي حيّة، رُميَ بالضعف والتدليس، ينظر التهذيب 8/ 28. وللحديث شواهد عن البراء وغيره تصحّحه.

    وقد أخرج أبو داود من طريق أبي جناب: أن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - نوول يوم العيد قوسًا فخطب عليه. 1/ 298 (1145). وقال عنه الشيخ ناصر في صحيح أبي داود: حسن.

    يشهد به على النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - قال: إنّ اللَّه وملائكتَهُ يُصَلُّون على الصُّفُوف الأُوَل (1).

    (640) الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى وحُسين قالا: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن البراء:

    أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - اعتمرَ في ذي القعدة (2).

    (641) الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم (3) قال: حدّثنا عيسى بن عبد الرحمن البَجْليّ من بني بَجْلة (4) عن طلحة بن مُصَرِّف عن عبد الرحمن بن عَوسجة عن البراء بن عازب قال:

    جاءَ أعرابيٌّ إلى النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - فقال: يا رسول اللَّه، عَلِّمْنِي عملًا يُدْخلُني الجنّة. قال: لئن كنت أقْصَرْتَ الخُطبةَ لقد أعرَضْتَ المسألةَ. أعْتِق النَّسَمةَ، وفُكّ الرَّقَبةَ. قال: يا رسول اللَّه، أوَليستا واحدة؟ قال: لا، إنّ عِتْقَ النّسَمة أن تَفَرَّدَ بعتقها، وفكّ الرّقبة أن تُعينَ في عِتقها. والمنْحَة الوَكوف، والفيء على ذي الرَّحِم الظالم، فإن لم تُطِق ذلك فأطْعِمِ الجائعَ، واسْقِ الظّمآنَ، وامُرْ بالمَعروف، وانْهَ عنِ المُنْكر، فإنْ لم تُطقْ ذلك فكُفَّ لسانَك إلّا من خير (5).

    المِنْحة: العَطِيّة. والمراد بها هاهنا: الشّاة. وتارة يُوهب أصلُها، وتارة لبنُها. والوَكوف: الغزيرة اللبن. (1) كلاهما في المسند 4/ 298. وإسناده الحديثين صحيح، ورجالهما روي عنهما في الصحيح، سوى ابن عوسجة روى له أصحاب السنن، ووُثّق. وقد روي الحديث من طريق عبد الرحمن بن عوسجة في سنن أبي داود 1/ 178 (664)، والنسائي 2/ 90، وابن ماجة 1/ 318 (997). وصحّحه الألباني فيها. وصحّح الحديث ابن خزيمة 3/ 24 (1551)، وابن حبّان 5/ 530 (2157).

    (2) المسند 4/ 298، وإسناده صحيح. والحديث أخرجه البخاريّ ولم ينبّه على ذلك ابن الجوزي -3/ 600 (1781) من طريق يوسف بن أبي إسحق عن أبيه، 4/ 58 (1844) من طريق إسرائيل عن أبي إسحق به. فصحّ متنًا وإسنادًا.

    (3) في المسند 4/ 299: وأبو أحمد. وهي ممّا يسلكله المؤلّف في الاقتصار على إحدى الرّوايات.

    (4) قال في تهذيب الكمال 5/ 551: وبَجْله من سُليم.

    (5) المسند 4/ 299 وإسناده صحيح، وقال الهيثمي 4/ 243: رجاله ثقات. وصحّحه ابن حبّان 2/ 97 (374) من طريق عيسى بن عبد الرحمن، والحاكم 2/ 217 عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن عيسى، وقال: صحيح الإسناد ولم يُخرجاه. قال الذهبي: صحيح، سمعه أبو نعيم من عيسى. وينظر الأدب المفرد 1/ 39 (69)، وتهذيب الكمال 5/ 552 وإتحاف الخيرة 7/ 259 (6806، 6807).

    (642) الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط قال: حدّثنا يزيد ابن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال:

    كان رسول اللَّه إذا افتتَحَ الصلاة رفعَ يدَيه حتى تكونَ إبهاماه حِذاء أُذُنَيه (1).

    (643) الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن البراء قال:

    مرَّ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - على مجلس من الأنصار فقال: إنْ أَبَيْتُم إلّا أن تَجْلسوا، فاهْدوا السّبيل، ورُدُّوا السّلام، وأعينوا المظلوم (2).

    (644) الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن البراء قال:

    لمّا قَدِمَ رسولُ اللَّه المدينة صلَّى نَحْوَ بيت المقدس ستّةَ عشرَ شهرًا، أو سبعةَ عشرَ شهرًا، وكان يُحِبُّ أن يُوَجَّهَ إلى الكعبة، فأنزل اللَّه عزّ وجلّ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144] فوُجِّه نحو الكعبة. وصلَّى معه رجلٌ العصرَ ثم خرجَ، فمرَّ على قوم من الأنصار فقال: إنّه يشهد أنّه صلّى مع النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأنه قَد وُجِّهَ إلى الكعبة. فانحرَفوا وهم ركوع في صلاة العصر.

    أخرجاه (3). (1) المسند 4/ 301، ورجاله رجال الصحيحين غير يزيد، ففيه كلام، روى له مسلم مقرونًا وروى له أصحاب السنن. والحديث في سنن أبي داود 1/ 200 (749، 750) من طريق يزيد برواية: رفع يدَيه إلى قريب من أذنَيه، ثم لا يعود ويروى دون: ثم لا يعود وجعله الألباني في ضعيف سنن أبي داود. ورواه أبو داود (751) من طريق يزيد، وفيه فرفع يديه في أوّل مرة. وقال بعضهم: مرّة واحدة وجعله الألباني صحيحًا.

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1