Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني
الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني
الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني
Ebook700 pages6 hours

الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

لفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني كتاب من تأليف محمد الشوكاني. الكتاب هو موسوعة من المسائل والأجوبة التي جاوب عنها الشوكاني في فترة حياته، وشملت مناحي علوم الدين من الحديث النبوي والتفسير القرآني والفقه والأصول واللغة العربية.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJun 3, 1903
ISBN9786436865949
الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

Read more from الشوكاني

Related to الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

Related ebooks

Related categories

Reviews for الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني - الشوكاني

    الغلاف

    الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

    الجزء 3

    الشوكاني

    1250

    لفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني كتاب من تأليف محمد الشوكاني. الكتاب هو موسوعة من المسائل والأجوبة التي جاوب عنها الشوكاني في فترة حياته، وشملت مناحي علوم الدين من الحديث النبوي والتفسير القرآني والفقه والأصول واللغة العربية.

    بحث في حديث أنا مدينة العلم وعلى بابها

    تأليف محمد بن علي الشوكاني

    حققته وعلقت عليه وخرجت أحاديثه

    محفوظة بنت شرف الدين

    أم الحسن وصف المخطوط:

    1/ عنوان الرسالة: بحث في حديث أنا مدينة العلم وعلى بابها.

    2/ موضوع الرسالة: جواب على معني حديث: أنا مدينة العلم وعلى بابها .

    3/ الرسالة ضمن مجموعة من الرسائل للإمام محمد بن علي الشوكاني.

    4/ أول الرسالة: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم المرسلين وعلى آله المطهرين ... هذا لفظ السؤال الوارد

    5/ آخر الرسالة: ... فلنقتصر على الجواب على محل السؤال والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. كتبه محمد الشوكاني غفر الله له.

    6/ نوع الخط: خط نسخط معتاد، دقيق في الصفحتين الأوليتين والباقي غليظ.

    7/ عدد الأوراق: سبعة.

    8/ المسطرة: الورقة الأولى: 22 سطرا.

    الورقة الثانية: 22 سطرا.

    الورقة الثالثة: 19 سطرا.

    الورقة الرابعة: 17 سطرا.

    الورقة الخامسة: 18 سطرا.

    الورقة السادسة: 17 سطرا.

    الورقة السابعة: 16 سطرا.

    9/ عدد الكلمات في السطر: بالنسبة للصفحتين الأولى والثانية (17 - 18) كدمة وبالنسبة لباقي الصفحات (11 - 12) كلمة.

    10/ الناسخ: المؤلف: محمد بن علي الشوكاني.

    [السؤال]

    الحمد له رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله المطهرين.

    هذا لفظ السؤال الوارد: قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: أنا مدينة العلم وعلى بابها، فمن أراد العلم فليأت من بابها (1) ظاهر الحديث أن من أراد أخذ شيء (1): وهو حديث موضوع.

    روي من حديث على، وابن عباس، وجابر. .

    أما حديث علي - رضي الله عنه - فله خمسة طرق:

    - (الطريق الأول) من طريق محمد بن عمر بن الرومي، قال: حدثنا شريك عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنما دار الحكمة وعلي بابها .أخرجه الترمذي في السنن (10/ 225 - 227 مع التحفة). وقال: هذا حديث غريب منكر، روى بعضهم هذا الحديث عن شريك، ولم يذكروا فيه عن الصنابحي ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك .. .

    وأخرجه أبو جعفر الطبري في تذهيب الآثار مسند على بن أبي طالب (ص 104 رقم 8)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 308 رقم 346)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 349)، والسيوطي في اللآلئ

    (1/ 329). قلت: وفيه محمد بن عمر بن الرومي: لين الحديث. قآله ابن حجر في التقريب

    (2/ 193). وقال الدارقطني في العلل (3/ 247 - 248 س 386): رقد رواه سويد بن غفلة عن الصنابحي ويسنده والحديث مضطرب غير ثابت وسلمة يسمع من الصنابحي " اهـ.

    وقال عبد الرحمن بن يحي المعلمي اليماني في تحقيق الفوائد المجموعة (ص 350 - 351):

    .. .. والحق أن الخبر غير ثابت عن شريك اهـ.

    - (الطريق الثاني): من طريق: الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عبد الحميد بن بحر، قال حدثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي، عن على بن أبي طالب! ه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا دار الحكمة وعلي بابها.

    أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 64) وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 349)، والسيوطي في اللآلئ (1/ 329).

    قلت: وفيه عبد الحميد بن بحر، قال عنه ابن حبان في المجروحين (2/ 142): كان يسرق الحديث، ويحدث عن الثقات. مما ليس من حديثهم لا يجوز الاحتجاج به بحال وكذا قال ابن عدي كما في الميزان (2/ 538 رقم 4765).

    (الطريق الثالث): من طريق أبي منصور شجاع بن شجاع، قال: حدثنا عبد الحميد بن بحر البصري، قال حدثنا شريك، قال حدثنا سلمة بن كهيل عن أبي عبد الرحمن عن على رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا مدينة الفقه وعلى بابها.

    أخرج ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 350) والسيوطي في اللآلئ (1/ 329).

    قلت: وفيه عبد الحميد بن بحر هالك كما تقدم ي الطريق الثاني.

    - (الطريق الرابع): من طريق محمد بن قيس، عن الشعبي، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا دار الحكمة وعلي بابها .

    أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 350) والسيوطى في اللآلئ (1/ 329) وفيه محمد بن قيس مجهول قآله ابن الجوزي (1/ 353). - (الطريق الخامس): رواه ابن مردريه من طريق الحسن بن علي عن أبيه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب .

    أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 350) وقال: وفيه مجاهيل .

    وأما حديث ابن عباس فله عشرة طرق:

    - (الطريق الأول): من طريق جعفر بن محمد البغدادي الفقيه، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: أنا مدينه العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فلبت الباب .

    أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 350) والسيوطى في اللآلئ (1/ 329) وفيه: جعفر بن محمد البغدادي وهو متهم بسرقة هذا الحديث قآله ابن الجوزي

    (1/ 354). (الطريق الثاني): من طريق رجاء بن سلمة، حدثنا أبو معاوية - الضرير - عن الأعمش عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب . أخرجه ابن الجوزي (1/ 350 - 351) والخطب في تاريخ بغداد

    (4/ 348). وفيه جابر بن سلمة. وقد اتهموه بسرقة هذا الحديث قآله ابن الجوزي (1/ 354).

    - (الطريق الثالث): من طريق أحمد بن عبد الله لن شابور، قال حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد، قال حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنما مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد العلم فليأت الباب .

    أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 1722) وابن الجوزي (1/ 351).

    وفيه عمر بن إسماعيل. قال يحي بن معين: ليس بشيء كذاب خبيث رجل سوء.

    وقال الدارقطني: متروك. انظر الضعفاء للعقيلي (3/ 149 - 150) و المجروحين (2/ 92) و الميزان (3/ 182) و الجرح والتعديل

    (3/ 99). - (الطريق الرابع): من طريق: أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله!: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد بابها فليأت عليا . أخرجه ابن الجوزي (1/ 351) والسيوطي في اللآلئ (1/ 329).

    وفيه عمر بن إسماعيل هالك وقد تقدم في الطريق الثالث.

    - (الطريق الخامس): من طريق أبي الصلت، عبد السلام بن صالح بن سليمان بن ميسرة آلهروي قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا مدينة العلم وعلما بابها .

    أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 351) والحاكم في المستدرك (3/ 126 - 127) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأبو الصلت ثقة مأمود .. .

    وتعقبه الذهي فقال: بل موضوع .. وأبو الصلت: لا والله لا ثقة ولا مأمون .

    قلت: لا يخفى تساهل الحاكم رحمه آله في تصحيح الأحاديث الضعيفة بل الموضوعة ولذلك لا يعتمد على تصحيحه. انظر مدخل إرشاد الأمة إلي فقه الكتاب والسنة ، الفائدة الثالثة: شذرات من علوم الحديث. المسألة: الخامسة عشرة. تأليف: محمد صبحي بن حسن حلاق.

    وقال العلامة محمد بن إسماعيل الأمير في كتابه: إرشاد النقاد إلي تيسير الاجتهاد (ص 18): "

    ولهم في مستدركه ثلاثة أقوال: إفراط وتفريط وتوسط. فأفرط أبو سعيد الماليني، وقال: ليس فيه حديث على شرط الصحيح، وفرط الحافظ السيوطي فجعله مثل الصحيح وضمه إليهما في كتابه الجامع الكبير، وجعل العزو إليه معلما بالصحة.

    وتوسط الحافظ الذهبي فقال: فيه نحو الثلث صحيح ونحو الربع حسن وبقية ما فيه مناكير وعجائب " اهـ.

    وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 65 رقم 11061)، وأورده آلهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 114) وقال: رواه الطبراني وفيه عبد السلام بن صالح آلهروي وهو ضعيف. وانظر الميزان (2/ 616 رقم 51 0 5) و الكامل لابن عدي (5/ 1968). وأخرج ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 351) والخطب في تاريخ بغداد (11/ 49) والسيوطى في اللآلئ (1/ 329).

    - (الطريق السادس): من طريق أحمد بن سلمة أبو عمرو الجرجاني، قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد مدينة العلم فليأت من بابها ".

    أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 193): وابن الجوزى في الموضوعات (1/ 351 - 352) والسيوطى في اللآلئ (1/ 330): وفيه احمد بن سلمة: يحدث عن الثقات بالبواطيل، ويسرق الحديث. وليس هو ممن يحتج بروايته. قآله ابن عدي. -

    (الطريق السابع): من طريق سعيد بن عقبة أبي الفتح الكوفي، قال: حدثنا، الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت من قبل بابها .

    أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1247 - 1248) وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 352) وفيه سعيد بن عقبة مجهول غر ثقة قآله ابن عدي.

    - (الطريق الثامن): من طريق أبي سعيد العدوى، حدثنا: الحسن بن علي بن راشد، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد مدينة العلم فليأت من بابها .

    أخرجه ابن عدى في الكامل (2/ 752 - 753) وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 352) والسيوطي في اللآلئ (1/ 330) وفيه أبو سعيد العدوى الكذاب صراحا الوضاع. قآله ابن الجوزي.

    (الطريق التاسع): من طريق إسماعيل بن محمد بن يوسف. قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا مدينة العلم وعلي بابها, فمن أراد الدار فليأتها من قبل بابها

    أخرجه ابن الجوزي (1/ 352) والسيوطي في اللآلئ (1/ 330). وابن حبان في المجروحين (1/ 130) وقال: إسماعيل بن محمد بن يوسف ممن يقلب الأسانيد ويسرق الحديث، لا يجوز الاحتجاج به.

    - (الطريق العاشر): رواه أبو بكر بن مردويه من حديث الحسن بن عثمان عن محمود ابن خداش عن أبي معاوية ...

    وقال ابن الجوزى في الموضوعات (1/ 354): فيه الحسن بن عثمان. قال ابن عدي كان يضع الحديث.

    قلت: وحكم المحدث الألباني على حديث ابن عباس بالوضع في ضعيف الجامع (2/ 13رقم1416). والضعيفة رقم (2955). وأما حديث جابر فله طريقان:

    - (الطريق الأول): من طريق أحمد بن عبد الله أبو جعفر المكتب قال أنبانا عبد الرزاق قال أنبأنا سفيان، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن عبد الرحمن بن بهمان قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي - وقال ابن عدى أخذ بضبع على - هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله - يمد صوته - أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن - أراد العلم - وقال ابن عدي - فمن أراد الدار فليأت الباب .

    أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 353)، والحاكم في المستدرك (3/ 127) وقال إسناد. صحيح، وتعقبه الذهبي فقال: العجب من الحاكم وجرأته في تصحيحه هذا وأمثآله من البواطيل. وأحمد بن عبد الله ابر جعفر المكتب - هذا دجال كذاب.

    وأخرجه ابن عدى في الكامل (1/ 195) وقال: هذا حديث منكر موضوع لا أعلم رواه عن عبد الرزاق إلا أحمد بن عبد الله بن يزيد المردب أبو جعفر المكتب وأخرجه الخطب في تاريخ بغداد (2/ 377). والسيوطي في اللآلئ

    (1/ 330).

    - (الطريق الثاني): من طريق أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحي المصري عن عبد الرزاق مثله سواء، إلا أنه قال: فمن أراد الحكم فليأت الباب .

    أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 353) والسيوطي في اللآلئ

    (1/ 330). وفيه أحمد بن طاهر بن حرملة، قال ابن عدي في الكامل (1/ 199): ضعيف جدا، يكذب في حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا روى، ويكذب في حديث الناس إذا حدث عنهم.

    قلت: وحكم المحدث الألباني على حديث جابر بالوضع في ضعيف الجامع (2/ 13 رقم 1416) والضعيفة رقم (2955). قلت: وحديث أنا مدينة العلم وعلى بابها:

    أورده البخاري في المقاصد الحسنة (ص 169 رقم 189).

    وقال بعدما تكلم على طرقه .. وبالجملة فكلها ضعيفة، وألفاظ أكثرها ركيكة، وأحسنها حديث ابن عباس، بل هو حسن اهـ.

    - وأورده الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 348 رقم 52). وتكلم عليه.

    ثم نقل كلام ابن حجر بأن الحديث من قسم الحسن، لا يرتقي إلي الصحة ولا ينحط إلي الكذب، وأيده قائلا هذا هو الصواب.

    قلت: تعقب العلامة عبد الرحمن بن يحي المعلمي اليماني في تحقيقه لكتاب الفوائد المجموعة (ص 349 - 353)، ابن حجر والشوكاني وبين أنه لا يصح طريق. ولولا الطول لنقلته لك فانظره لزاما. - وأورده ابن الديبع في تمييز الطب من الخبيث رقم (229)، ونقل عن ابن دقيق العيد قوله: هذا الحديث لم يثبتوه وقيل إنه باطل .

    وأورده الشيخ محمد درويش الحوت في أسني المطالب (ص 93 رقم 390) وعاب على من ذكره في كتب العلم من الفقهاء كابن حجر آلهيثمي في الصواعق و الزواجر .

    وأورده الديلمى في الفردوس بمأثور الخطاب (4411 رقم 106).

    وعلي القاري في الأسرار المرفوعة (رقم: 71). وابن تيمية في أحاديث القصاص (رقم: 15) وقال: هذا ضعيف، بل موضوع عند أهل المعرفة بالحديث، لكن قد رواه الترمذي وغيره ومع هذا فهو كذب اهـ.

    وأورده العجلوني في كشف الخفاء (1/ 235 رقم 618).

    والشيخ مقبل بن هادي الوادعي في كتابه: الطليعة وهو مع رياض الجنة في الرد على أعداء السنة (ص 176 رقم 18 و19) تحت عنوان الأحاديث الموضوعة في فضائل أمير المؤمنين على بن أبي طالب .

    وقد ذهب إلي القول بوضع هذا الحديث: ا - الإمام يحي بن معين، فإنه قال كما في سؤالات ابن الجنيد له ص 285 رقم 51: هذا حديث كذب ليس له أصل .

    2 - الإمام البخاري كما في العلل الكبير للترمذي (رقم: 699) بعد أن ذكره من حديث على، قال: سألت محمدا - يعني البخاري - عنه، فلم يعرفه، وأنكر هذا الحديث .

    3 - الإمام أبو زرعة الرازي، فإنه قال كما في سؤالات البرذعي له (2/ 519 - 520): كم من خلق قد افتضحوا فيه .

    4 - الإمام الترمذي في سننه (5/ 637 رقم 3723) فإنه قال عن الحديث: هذا حديث غريب منكر . 5 - الإمام ابن حبان، فإنه قال في كتابه المجروحين (2/ 94): هذا خبر لا أصل له عن النبي عليه الصلاة والسلام .

    6 - الإمام ابن عدي، فإنه قال: هذا الحديث موضوع يعرف بأبي الصلت كما في الموضوعات لابن الجوزي (35411).

    7 - الإمام الدارقطني، فإنه قال في كتابه العلل (3/ 248): الحديث مضطرب غير ثابت .

    8 - الإمام ابن الجوزي فإنه قال في كتابه: الموضوعات (1/ 353): هذا حديث لا يصح من جميع الوجوه .

    9 - الإمام ابن دقيق العيد، فإنه قال كما في المقاصد الحسنة ص 170: هذا الحديث لم يثبتوه. وقيل: إنه باطل .

    10 - الإمام ابن تيمية، فإنه يقول ي كتابه أحاديث القصاص ص 62: هذا ضعيف، بل موضوع عند أهل المعرفة بالحديث. لكن قد رواه الترمذي وغيره، ومع هذا فهو كذب ، وانظر مجموع الفتاوى له (4/ 410 - 413) و (18/ 123 - 124).

    11 - الإمام الذهبي، فإنه صرح بوضعه في الميزان (1/ 415) و (3/ 668).

    12 - الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني - رحمه الله - في تحقيقه لـ الفوائد المجموعة (ص349 - 353) حيث ذهب إلي القول بوضعه في تحقيق مطول.

    13 - المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في ضعيف الجامع الصغير وزياداته رقم (1313) حيث يقول: موضوع .

    من الشرائع فليتوصل في أخذ ذلك من النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بأمير المؤمنين، مع أن الواقع في زمن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بخلافه؛ فإنهم كانوا يأخذون عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - من دون أن يتوصلوا بأمير المؤمنين، ولم ينكر عليهم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -، ولا أرجعهم إلي أمير المؤمنين ... اهـ.

    وقد أجاب أحد أولاد آلهادي أن المراد به بعد موته، وهو خلاف ظاهر الحديث (1) (1) قال ابن تيمية في منهاج السنة (7/ 515 - 516): وحديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها أضعف وأوهى

    فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ كان مدينة العلم، ولم يكن لها إلا باب واحد، ولم يبلغ عنه العلم إلا واحد، فسد أمير الإسلام ولهذا اتفق المسلمون على أنه لا يجوز أن يكون المبلغ عنه العلم واحدا بل يجب أن يكون المبلغون أهل التواتر، الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب.

    وخبر الواحد لا يفيد العلم إلا بالقرائن، وتلك قد تكون منتفية أو خفية عن كثر الناس، فلا يحصل لهم العلم بالقرآن والسنن المتواترة. وإذا قالوا: ذلك الواحد المعصوم يحصل العلم بخبره.

    قيل لهم: فلا بد من العلم بعصمته أولا. وعصمته لا تثبت. بمجرد خبره قبل أن يعلم عصمته، فإنه دور، ولا تثبت بالإجماع، فإنه لا إجماع فيها.

    وعند الإمامية إنما يكون الإجماع حجة، لأن فيهم الإمام المعصوم، فيعود الأمير إلي إثبات عصمته. بمجرد دعواه، فعلم أن عصمته لو كانت حقا لا بد أن تعلم بطريق آخر غير خبره.

    فلم لم يكن لمدينة العلم باب إلا هو، لم يثبت لا عصمته ولا غير ذلك من أمور الدين، فعلم أن هذا الحديث إنما افتراه زنديق جاهل ظنه مدحا، وهو مطرق الزنادقة إلي القدح في دين الإسلام، إذا يبلغه إلا واحد.

    ثم إن هذا خلاف المعلوم بالتواتر، فمان جميع مدائن الإسلام بلغهم العلم عن الرسول من يخر علي.

    أما أهل المدينة ومكة فالأمير فيهما ظاهر، وكذلك الشام والبصرة، فإن هؤلاء لم يكونوا يروون عن على إلا شيئا قليلا.

    وبكما كان غالب علمه في الكوفة، ومع هذا فأهل الكوفة كانوا يعلمون القرآن والسنة قبل أن يتولى عثمان، فضلا عن علي.

    وفقهاء أهل المدينة تعلموا الدين في خلافة عمر، وتعليم معاذ لأهل اليمن ومقامه فيهم كثر من على، ولهذا روى أهل اليمن عن معاذ بن جبل كثر مما رووا عن علي. وشريح وغيره من أكابر التابعين إنما تفقهوا على معاذ بن جبل، ولما قدم علي الكوفة كان شريح فيها قاضيا ... فانتشر علم الإسلام في المدائن قبل أن يقدم على الكوفة.

    وأجاب فخر الإسلام عبد الله بن الإمام (1) شرف الدين أن المراد به علم الباطن، وهو غير صحيح. وأجوبة كثيرة لم تفد شيئا في ظاهر الحديث ... اهـ. أ جواب العلامة لأشرف الدين بن إسماعيل بن إسحاق

    والجواب: - والله أعلم بالصواب - أن هذا الحديث الشريف قد وردت فيه روايات، فمنها: أنا مدينة العلم وعلى بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (2) كما ذكر في السؤال، ومنها أنه ورد من دون زيادة: فمن أراد العلم فليأت الباب ، ومنها: أنا دار الحكمة وعلي بابها (3) من دون الزيادة. ومنها: علي باب علمي (4).

    ومبنى السؤال على الزيادة الواردة، أعني قوله: فمن أراد العلم فليأت الباب (1) عبد الله ابن الإمام شرف الدين بن شمس الدين ابن الإمام المهدي أحمد بن يحي وهو من العلماء المحققين في عدة فنون، وله مصنفات منها: شرح قصيدة والده المسماة (القصص الحق) ذكر فيه فوائد جليلة.

    ومنها كتاب اعتراض على القاموس وسماه (كسر الناموس) واعترض عليه في هذه التسمية بأنها ليست لغوية بل عرفية وبعض شرح معيار النحوي وكتب تراجم لفضلاء الزيدية.

    انظر: البدر الطالع (1/ 383).

    (2) انظر: (الطريق الخامس) من طرق تخريج الرواية وقد تقدم.

    (3) انظر: (الطريق الأول) من طرق تخريج الرواية وقد تقدم.

    (4) أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية رقم (355)، وأورده الديلمى في الفردوس. بمأثور الخطاب من حديث أبي زر رضي الله عنه (3/ 65 رقم 4181).

    وذكره الذهبي في ترجمة ضرار بن صرد بلفظ علي عيبة علمي وقال فيه البخاري: متروك، وقال يحي بن معين كذابان بالكوفة هذا وأبو نعيم النخعى.

    الميزان (2/ 327 رقم 3951) والكامل (4/ 101).

    قلت: وهو حديث مرفوع.

    وقد علم قطعا من غير تردد أن الصحابة شاركوا (1) أمير المؤمنين - عليه السلام - في تحمل العلم عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ولم يأميرهم بالرجوع إلي أمير المؤمنين - عليه السلام -.

    كما ذكره السائل - أبقاه الله - فلو كان الأمير هاهنا للوجوب لما أقدموا على مخالفة الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وهم. بمرأى ومسمع منه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -، ولنهاهم عن تحمل العلم من دون واسطة أمير المؤمنين - عليه السلام-. ولم (1) قال ابن حزم في الفصل (4/ 212 - 314): واحتج من احتج من الرافضة بأن عليا كان أكثرهم علما . قال: "وهذا كذب، وإنما يعرف علم الصحابي بأحد وجهين لا ثالث لهما: أحدهما: كثرة روايته وفتاويه.

    والثاني: كثرة استعمال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له. فمن المحال الباطل أن يستعمل النبي! من لا علم له. وهذا أكبر شهادة على العلم وسعته، فنظرنا في ذلك فوجدنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد ولى أبا بكر الصلاة بحضرته طول علته، وجميع أكابر الصلاة حضور، كعمر وعلي وابن مسعود وأبي.. . .

    وهذا بخلاف استخلافه عليا إذا عزا، لأن ذلك على النساء وذوي الأعذار فقط فوجب ضرورة أن يكون أبو بكر أعلم الناس بالصلاة وشرائعها، وأعلم المذكورين ها وهي عمود الدين. ووجدناه استعمله على الصدقات.. .. واستعمل أبا بكر على الحج.. .. ثم وجدناه قد استعمله على البعوث ... وذلك يشير إلي صحة تقدم أبي بكر على علي وغيره في العلم، الصلاة، الزكاة، الحج وساواه في الجهاد.

    وأما الرواية والفتيا. قال ابن حزم في الفصل (4/ 213): ولم يرو عن علي إلا خمسمائه، وستة وثمانون حديثا مسندة، يصح منها نحو خمسين حديثا وقد عاش بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أزيد من ثلاثين سنة.

    ونقل إلينا عن الصحابة رضي الله عنهم أضعاف ما رواه على رضي الله عنه. قال ابن حزم في الفصل (4/ 214): ووجدنا مسند عائشة ألفي مسند ومائتي مسند وعشرة مسانيد وحديث أبي هريرة خمسة ألاف مسند وثلاثمائه مسند وأربعة وستون مسندا "، ولكل من - أبي هريرة وأنس وعمر - من الفتاوى أكثر من فتاوى على أو نحوها فبطل قول هذا الجاهل.

    وانظر تفصيل ذلك في منهاج السنة (7/ 516 - 524) لابن تيمية. و الفصل لابن حزم (4/ 210 - 218). وانظر كتاب الطليعة وهو مع رياض الجنة ص 178 للشيخ مقبل بن هادي الوادعي.

    يرد شيء بل قد ورد ما يعارض هذا الأمير بالأمير للصحابة بالتحمل عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كما جاء عنه: بلغوا عني (1)،

    ونحو قوله: فيبلغ الشاهد الغائب (2) وتكرر عنه ذلك. وورد الدعاء منه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لمن بلغ عنه.

    أخرج أحمد في مسنده (3)، وابن ماجه (4) عن أنسى عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها عني، فرب حامل فقه غرر ففيه، ورب حامل فقه إلي من هو أفقه منه .

    وأخرج أحمد في مسنده (5)، وابن ماجه (6)، والحاكم في مستدركه (7) عن جبير بن مطعم، وأبو داود (8)، وابن ماجه (9) عن زيد بن ثابت، والترمذي (10) وابن ماجه (11) (1) أخرجه البخاري (6/ 496رقم 3461) والترمذي (5/ 40رقم 2669) وقال حديث حسن صحيح. من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.

    (2) أخرجه البخاري (1/ 157 رقم 67) ومسلم (3/ 1305 رقم 29/ 1679) وابن ماجه في السمن (1/ 85 رقم 233) وأحمد في المسند (5/ 40 - 41) والبيهقي في دلائل النبوة (1/ 23) كلهم من حديث أبي بكرة.

    (3) (3/ 225).

    (4) في السنن رقم (236) وهو حديث صحيح.

    (5) (4/ 80 و82).

    (6) في السنن رقم (231).

    (7) (1/ 871) وهو حديث صحيح

    (8) في السنن (10/ 94 - مع العون).

    (9) في السنن رقم (330) وهو حديث صحيح.

    (10) في السنن (7/ 417 - مع التحفة) وقال: حديث حسن صحيح.

    (11) في السنن رقم (232).

    قلت: مدار حديث ابن مسعود في كل طرقه على ابنه: عبد الرحمن وهو مدلس من المرتبة الثالثة، ولم يصرح بالسماع، ولكن يشهد له حديث زيد بن ثابت المتقدم وحديث جبير بن مطعم المتقدم وحديث أنس المتقدم.

    والخلاصة أن حديث ابن مسعود صحيح بشواهده.

    عن ابن مسعود عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أن قال: نضر (1) الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، وحفظها، ثم أذاها إلي من لم يسمعها، فرب حامل فقه يخر ففيه، ورب حامل فقه إلي من هو أفقه منه . والحديث في هذا المعنى متسع، وكتاب عمرو ابن حزم في دية الأصابع مشهور (2) متداول بين أئمة العلم. وقد روى هذا الحديث جماعة من الحفاظ، وأئمة الأثر كالنسائي، وأبي زرعة الدمشقي، والحافظ الطبراني، وابن حبان في صحيحه. وكان الصحابة والتابعون يرجعون إليه [1] آراءهم فجرى مجرى الإجماع على الأخذ منه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - من غير طريق باب مدينة العلم - عليه السلام -.

    وثبت بالتواتر المعنوي (3) إرسآله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -.. .. .. .. .. .. .. . . (1) نضره ونضره وأنضره: أي نعمه. ويروى بالتخفيف والتشديد من النضارة، وهي في الأصل: حسن الوجه والبريق، وإنما أراد حسن خلقه وقدره.

    النهاية (5/ 71).

    (2) أخرجه أبو داود في المراسيل رقم (92) ورجآله ثقات. رجال الشيخين. غر محمد بن عمارة - وهو ابن عمرو بن حزم الأنصاري الحزمي المدني - فإنه ا يخرجا له ولا أحدهما. وهو صدوق. وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 380) وقال أبو حاتم: صالح. ابن إدريس: هو عبد الله ابن إدريس بن يزيد الأودي الكوفي.

    والنساني في السنن (8/ 75 - 58 رقم 4853) مختصرا. وابن خزيمة رقم (2269) مختصرا وابن الجارود في المنتقى رقم (784) وابن حبان في صحيحه رقم (793 - موارد) والحاكم (39511 - 397) والبيهقي (8/ 73) ولمعظم فقراته شواهد انظر نصب الراية (1/ 196 - 197) و (2/ 340 - 341) و تلخيص الحبيرر

    (4/ 17 - 18). والخلاصة أن الحديث صحيح.

    (3) المتواتر: هو ما رواه جمع كثر، تحيل العادة تواطؤهم على الكذب، أو وقوعه منهم من غير قصد التواطؤ، عن جمع مثلهم، حتى يصل المنقول إلي منتهى السند، ويكون مستند علمهم بالأمير المنقول عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المشاهدة أو السماع.

    المتواتر نوعان: لفظي: وهو ما اتفق رواته في لفظه - ولو حكما - وفي معناه، وذلك كحديث: "

    من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".

    انظره في نظم المتناثر من الحديث المتواتر ص 20 للكتاني.

    والمتواتر المعنوي: هو ما اختلفوا في لفظه ومعناه مع رجوعه لمعني كلي، وذلك بان يخبروا عن وقائع مختلفة تشترك كلها في أمير واحد فالأمير المشترك المتفق عليه بين الكل هو المتواتر فمنه أحاديث رفع اليدين في الدعاء، فقد روى عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو مائه حديث فيه رفع يديه في الدعاء. لكنها في قضايا مختلفة، فكل قضية منها لم تتواتر، والقدر المشترك فيها، وهو الرفع عند الدعاء تواتر باعتبار المجموع.

    انظر: المسودة ص 233 - 237، إرشاد الفحول ص 46 - 48.

    الآحاد (1)

    لتبليغ الحكام، وكذلك جرى الأمير بعد موته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - على ما كان في حياته، ولم ينكر أمير المؤمنين - عليه السلام - على أحد ذلك، بل اشتهر عنه تحليف الرواة (2)، وقبل حديث أبي بكر من دون تحليف، فيتوجه حينئذ حمل الأمير في قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: فمن أراد العلم فليأت الباب على (1) كالحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه رقم (2448) ومسلم في صحيحه رقم (29/ 19) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعاذ بن جبل حين بعثه إلي اليمن: إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلي أن يشهدوا أن لا آله الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطوعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموآلهم. واتق دعوة المظلوم فائه ليس بينها وبين الله حجاب .

    (2) يشير المؤلف رحمه الله إلي الحديث الذي أخرجه الترمذي (5/ 228رقم 3006) وأبو داود رقم (1521) وابن ماجة رقم (1395) عن أسماء بن الحكم الفزاري قال: سمعت عليا يقول: إني كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا نفعني الله منه. مما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني رجل من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته، وإنه حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر، ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر له، ثم قراهذه الآية: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} [آل عمران: 135]

    وهو حديث حسن.

    الإرشاد، لا على الوجوب، فإن صيغة الأمير وإن كانت ظاهرها في الأصل للوجوب لكنها قد وردت في موارد شرعية (1) لمعان كثيرة، منها الإرشاد فتصرفها عن ظاهرها إلي غيره، كما ذكره أهل الأصول (2)، فيحمل الأمير هنا على ذلك. ولا شك في أرجحية طريق المؤمنين - عليه السلام - على غيره لتبحره في العلم، وكمالي ضبطه، واختصاصه بكمال المعرفة في استنباط الأحكام الشرعية، وزيادة علمه على غيره، كما ورد في الحديث عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: على أعلم الناس بالله، وأشد حبا لله، وتعظيما لأهل لا آله إلا الله أخرجه أبو نعيم في المعرفة (3).

    قال ابن حجر في المنح المكية في شرح آلهمزية في قوله (4): [وعلى صنو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) الأول: الوجوب نحو قوله تعالي: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} [الإسراء: 78].

    الثاني: للندب نحو قوله تعالي: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} [النور: 33].

    الثالث: كونها بمعنى الإباحه نحو قوله تعالي: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} [المائدة: 2].

    وقوله تعالي: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10].

    الرابع: كونها بمعنى الإرشاد نحو قوله تعالي: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} [البقرة: 282].

    والضابط في الإرشاد: أنه يرجع إلي مصالح الدنيا، بخلاف الندب، فإنه يرجع إلي مصالح الآخرة، وأيضا: الإرشاد لا ثواب فيه - والندب فيه الثواب.

    وقد ذكر صاحب الكوكب المنير ما يقارب خمسا وثلاثين م! ت لصيغ الأمير.

    انظر الكوكب المنير (3/ 11 - 38) المستصفى (1/ 419)، نهاية السول (2/ 17).

    (2) انظر: جمع الجوامع (1/ 372) وأصول السرخسي (1/ 14) والإحكام للآمدي (2/ 142).

    (3) لم أجده في المعرفة لأبي نعيم بل عزاه صاحب الكنز (11/ 615) لأبي نعيم بلفظ علي بن أبي طالب أعلم الناس بالله وأشد الناس، حبا وتعظيما لأهل لا آله إلا الله والذي وجدته في الحلية (1/ 74): عن على قال: أنصح الناس وأعلمهم بالله أشد الماس حبا وتعظيما لحرمة لا آله إلا الله بسند ضعيف جدا.

    (4) في المخطوط هنا بياض، ثم بيت شعر تام من الخفيف مدور .

    والتصويب من كتاب المنح المكية ي شرح آلهمزية وهو مخطوط.

    أي مثله من حيث اجتماعهما في أصل واحد وهو عبد المطلب، فهما كنحلتين أصلهما واحد، وفي حديث الترمذي (1): فإنما عم الرجل صنو أبيه وهو من هذا القبيل. ومن أي الذي دين أي اعتقاد فؤادي أي قلبي وداده أي حبه. والولاء أي مناصرته والذب عنه.. .]

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1