Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عيون الأخبار
عيون الأخبار
عيون الأخبار
Ebook677 pages3 hours

عيون الأخبار

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

قسم المؤلف الكتاب الى عشرة كتب صغيرة الأول: كتاب السلطان، ويتناول: السلطان وسيرته وسياسته، واختيار العمال، وصحبة السلطان وآدابها، والمشاورة والرأي، والسر وكتمانه واعلانه، والكتابة والكتاب والأحكام والتلطف. وهذا الكتاب الجامع لشتى العلوم، أملته طبيعتان: طبيعة العصر وطبيعة المؤلف، فلقد كان العصر جامعا لعلوم مختلفة وثقافات متعددة، فاذا بذلك معترك يشارك فيه الكثير من مختلف الطب قسم المؤلف الكتاب الى عشرة كتب صغيرة الأول: كتاب السلطان، ويتناول: السلطان وسيرته وسياسته، واختيار العمال، وصحبة السلطان وآدابها، والمشاورة والرأي، والسر وكتمانه واعلانه، والكتابة والكتاب والأحكام والتلطف.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateOct 2, 1900
ISBN9786359138892
عيون الأخبار

Read more from ابن قتيبة

Related to عيون الأخبار

Related ebooks

Related categories

Reviews for عيون الأخبار

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عيون الأخبار - ابن قتيبة

    الغلاف

    عيون الأخبار

    الجزء 2

    الدِّينَوري، ابن قتيبة

    276

    قسم المؤلف الكتاب الى عشرة كتب صغيرة الأول: كتاب السلطان، ويتناول: السلطان وسيرته وسياسته، واختيار العمال، وصحبة السلطان وآدابها، والمشاورة والرأي، والسر وكتمانه واعلانه، والكتابة والكتاب والأحكام والتلطف. وهذا الكتاب الجامع لشتى العلوم، أملته طبيعتان: طبيعة العصر وطبيعة المؤلف، فلقد كان العصر جامعا لعلوم مختلفة وثقافات متعددة، فاذا بذلك معترك يشارك فيه الكثير من مختلف الطب قسم المؤلف الكتاب الى عشرة كتب صغيرة الأول: كتاب السلطان، ويتناول: السلطان وسيرته وسياسته، واختيار العمال، وصحبة السلطان وآدابها، والمشاورة والرأي، والسر وكتمانه واعلانه، والكتابة والكتاب والأحكام والتلطف.

    شعر لبشامة

    وقال بشامة :

    إنا بني نهشلٍ لا ندّعي لأب ........ عنه ولا هو بالابناء يشرينا

    إن تبتدر غايةٌ يوماً لمكرمة ........ تلق السوابق منا والمصلّينا

    وإنا لمن معشر أفنى أوائلهم ........ قيل الكماة ألا أين المحامونا

    لو كان في الألف منا واحد فدعوا ........ من فارس ؟ خالهم إيّاه يعنونا

    وقال زهير:

    يطعنهم ما آرتموا حتى إذا آطّعنوا ........ ضارب حتى إذا ما ضاربوا آعتنقا

    ولامرأة من كندة

    وقالت امرأة من كندة :

    أبوا أن يفرّوا وآلقنا في نحورهم ........ ولم يرتقوا من خشية الموت سلّما

    ولو أنهم فرّوا لكانوا أعزّة ........ ولكن رأوا صبرا على الموت أكرما

    وقال آخر:

    بني عمّنا ردّوا فضول دمائنا ........ ينم ليلكم ، أو لا تلمنا اللّوائم

    فإنا وإياكم وإن طال ترككم ........ كذي الدّين ينأى ما نأى وهو غارم

    ولأبي سعيد المخزومي

    وقال أبو سعيد المخزومي وكان شجاعاً :

    وما يريد بنو الأعيار من رجل ........ بالجمر مكتحلٍ بالنّبل مشتمل

    لا يشرب الماء إلا من قليب دم ........ ولا يبيت له جارٌ على وجل

    وقال عبد القدّوس بن عبد الواحد من ولد النعمان بن بشير:

    ندًى تحكم الآمال فيه ونجدةٌ ........ تحكّم في الأعداء بالأسر والقتل

    وقال آخر:

    ضربناكم حتى إذا قام ميلكم ........ ضربنا العدا عنكم بأبيض صارم

    شعر تمثل به زيد بن عليّ يوم قتل

    تمثّل زيد بن عليّ يوم قتل بقول القائل :

    أذلّ الحياة وعزّ الممات ........ وكلاًّ أراه طعاماً وبيلا

    فإن كان لا بدّ من واحد ........ فسيروا إلى الموت سيراً جميلا

    شعر لقيس بن الخطيم، وآخر

    وقال قيس بن الخطيم :

    أبلج لا يهمّ بالفرار ........ قد طاب نفساً بدخول النار

    وقال آخر:

    ومن تكن الحضارة أعجبته ........ فأيّ رجال باديةٍ ترانا

    ومن ربط الجحاش فإن فينا ........ قناً سلبا وأفراساً حسانا

    وكن إذا أغرن على قبيل ........ فأعوزهن كونٌ حيث كانا

    أغرن من الضّباب على حلالٍ ........ وضبّة إنه من حان حانا

    وأحيانا نكرّ على أخينا ........ إذا ما لم نجد إلا أخانا

    شعر للخنساء

    وقالت الخنساء :

    تعرّقني الدهر نهساً وحزّا ........ وأوجعني الدهر قرعا وغمزا

    وأفنى رجالي فبادوا معا ........ فأصبح قلبي بهم مستفزّا

    ومن ظن ممن يلاقي الحروب ........ بأن لا يصاب فقد ظنّ عجزا

    وفيهم تقول:

    ونلبس للحرب أثوابهم ........ ونلبس في الأمن خزّا وقزّا

    وهذا كقولهم: البس لكل حالة لبوسهم.

    لعبد اللّه بن سبرة الحرشي حيث قطعت يده

    وقال عبد اللّه بن سبرة الحرشي حين فطعت يده :

    ويلمّ جارٍ غداة الجسر فارقني ........ أعزز عليّ به إذ بان فانصدعا

    يمنى يديّ غدت منّي مفارقة ........ لم أستطع يوم خلطاس لهم تبعا

    وما ضننت عليهم أنو أصاحبهم ........ لقد حرصت على أن نستريح معاً

    وقائل غاب عن شأني وقائلة ........ ألا اجتنبت عدوّ اللّه إذ صرعا

    وكيف أتركه يمشي بمنصله ........ نحوي وأجبن عنه بعد ما وقعا

    ما كان ذلك يوم الرّوع من خلقي ........ وإن تقارب مني الموت واكتنعا

    ويلمّه فارساً ولّت كتيبته ........ حامى وقد ضيّعوا الأحساب فآرتجعا

    يمشي إلى مستميتٍ مثله بطلٍ ........ حتى إذا مكّنا سيفيهما آمتصعا

    كلٌّ ينوء بماضي الحدّ ذي شطبٍ ........ جلّى الصّياقل عن درّيّه الطّبعا

    حاشيته الموت حتى آشتفّ آخره ........ فما استكنان لما لاقى وما جزعا

    كأنّ لمّته هدّاب مخملةٍ ........ أحمر أزرق لم يشمط وقد صلعا

    فإن يكن أطربون الروم قطّعهم ........ فقد تركت بهم أوصاله قطعا

    وإن يكن أطربون الروم قطّعهم ........ فإن فيهم بحمد اللّه منتفعا

    بنانتان وجذمور أقيم بهم ........ صدر القناة إذا ما آنسوا فزعا

    وقال بعض الشعراء:

    إن لنا من قومنا ناصرةً ........ بيض الظّباء سمر القنا شهب اللّمم

    يستنفرون الموت من مجثمه ........ ويبعثون الحرب من عقد السّلم

    أولاك قيسٌ قومنا أكرم بهم ........ قيس النّدى قيس العلا قيس الكرم

    لجعفر بن علبة الحارثي

    وقال جعفر بن علبة الحارثي :

    ليهن عقيلا أنّني قد تركتهم ........ ينوء بقتلاهم الذئاب الهوامل

    لهم صدر سيفي يوم برقة سحبلٍ ........ ولي منه ما ضمّت عليه الأنامل

    إذا القوم سدّوا مأزقا فرّجت لنا ........ بأيماننا بيضٌ جلتهم الصّياقل

    لعمرو بن معد يكرب

    وقال عمرو بن معد يكرب :

    أعاذل شكّتي بزّي ورمحي ........ وكل مقلّص سلس القياد

    أعاذل إنما أفنى شبابي ........ ركوبٌ في الصّريخ إلى المنادى

    ولأبي دلف

    قال أبو دلف :

    لقد علمت وائل أننا ........ نخوض الحتوف غداة الحتوف

    ولا نتقيهم بزحف الفرار ........ إذا ما الصفوف آنبرت للصفوف

    ويوم أفاءت لنا خيلنا ........ لدى جبل الدّيلميّ المنيف

    طوال الفتى بطوال القنا ........ وبيض الوجوه ببيض السيوف

    وكلّ حصان بكل حصان ........ أمينٍ شظاه سليم الوظيف

    ألا نعّماني فما نعمتي ........ برادعتي عن ركوب المخوف

    لي الصبر عند حلول البلا ........ إذا نزلت بي إحدى الصّروف

    وإن تسألي تخبري أنني ........ أقي حسبي بألوف الألوف

    وأحلم حتى يقولوا ضعيف ........ وما أنا - قد علموا - بالضعيف

    خفيف على فرسي ما ركبت ........ ولست على ظالمي بالخفيف

    للنبي حين خرج إلى بدر

    قال ابن إسحاق : لما خرج رسول اللّه إلى بدر ، مرّ حتى وقف على شيخ من العرب فسألهعن محمد وقريش وما بلغه من خبر الفريقين . فقال الشيخ : لا أخبركم حتى تخبروني ممن أنتم . فقال رسول اللّه : 'إذا أخبرتنا أخبرناكفقال الشيخ : خبّرت أن قريشاً خرجت منمكة وقت كذا ، فإن كان الذي خبّرني صدق فهي اليوم بمكان كذا ، للموضع الذي به قريش . وخبرت أن محمداً خرج من المدينة وقت كذا ، فإن كان الذي خبّرني صدق فهو اليوم بمكان كذا ، للموضع الذي به رسول الله . ثم قال : من أنتم ؟ فقال رسول اللّه : 'نحن من ماء' ،ثم انصرف . فجعل الشيخ يقول : نحن من ماء ! من ماء العراق أو ماء كذا أو ماء كذا !

    في احتيال رجل من بني العنبر في نجاة أهله

    حدّثني سهل بن محمد قال : حدّثني الأصمعيّ قال : حدّثني شيخ من بني العنبر قال : أسرت بنو شيبان رجلاً من بني العنبر فقال لهم : أرسل إلى أهلي ليفتدوني . قالوا : ولا تكنلّم الرسول إلا بين أيدينا . فجاءوه برسول فقال له : آئت قومي فقل لهم : إن الشجر قد أورق وإن النساء قد آشتكنت . ثم قال له : أتعقل ما أقول لك ؟ قال : نعم أعقل . قال : فما هذا ؟ وأشار بيده . قال : هذا الليل . قال : أراك تعقل . انطلق لأهلي فقل لهم : عرّوا جملي الأصهب وآركبوا ناقتي الحمراء وسلوا حارثاً عن أمري . فأتاهم الرسول فأخبرهم ، فأرسلوا إلى حارث فقصّ عليه القصة ، فلما خلامعهم قال لهم : أما قوله : 'إن الشجر قد أورق' فإنه يريد أن القوم قد تسلّحوا . وقوله 'إن النساء قد اشتكت' فإنه يريد أنهم قد اتخذت الشّكاء للغزو ، وهي أسقية ، ويقال للسقاء الصغير شكوة . وقوله : 'هذا الليل ' يريد أنهم يأتونكم مثل الليل أو في الليل . وقوله : ' عرّوا جملي الأصهب ' يريد ارتحلوا عن الصّمّان . وقوله : ' اركبوا ناقتي الحمراء ' يريد اركبوا الدّهناء . قال : فلما قال لهم ذلك تحوّلوا من مكانهم ، فأتاهم القوم فلم يجدوا منهم أحدا .

    بين عليّ بن أبي طالب و الزبير

    أرسل عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه عبد اللّه بن عباس لما قدم البصرة فقال : ائت الزبير ولا تأت طلحة فإن الزبير ألأين وأنت تجد طلحة كالثور عاقصاً قرنه ، يركب الصعوبة ويقول هي أسهل ، فأقرئه السلام وقل له يقول لك ابن خالك : عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق ، فما عدا ممّا بدا ؟ قال ابن عباس : فأتيته فأبلغته . فقال قل له : بيننا وبينك عهد خليفة ودم خليفة ، واجتماع ثلاثة وانفراد واحد ، وأمٌّ مبرورة ، ومشاورة العشرة ، ونشر المصاحف ، نحلّ ما أحللت ونحرّم ما حرمت .

    بين شبيب الخارجي وغلام

    الهيثم بن عدي قال : مرّ شبيب الخارجي على غلام في الفرات يستنقع في الماء ، فقال له شبيب : أخرج إليّ أسائلك . قال : فأنا آمن حتى ألبس ثوبي ؟ قال : نعم . قال : فواللّه لا ألبسه .

    بين عمر بن الخطاب والهرمزان

    قال الهيثم : أراد عمر رحمه اللّه قتل الهرمزان . فاستسقى فأتي بماء فأمسكه بيده واضطرب ، فقال له عمر : لا بأس عليك ، إني غير قاتلك حتى تشريه . فألقى القدح من يده وأمر عمر بقتله ، فقال : أو لم تؤمنّي ؟ قال : كيف آمنتك ؟ قال : قلت : لا بأس عليك حتى تشربه ، ولا بأس أمان ، وأنا لم أشربه . فقال عمر : قاتله اللّه ! أخذ أماناً ولن نشعر به . قال أصحاب رسول اللّه : صدق .

    بين عبيد اللّه بن عضاه وابن الزبير في بيعة يزيد بن معاوية

    العتبي : بعث يزيد بن معاوية عبيد اللّه بن عضاه الأشعريّ إلى ابن الزبير فقال له : إن أوّل أمرك كان حسناً فلا تفسده بآخره . فقال له ابن الزبير : إنه ليست في عنقي بيعة ليزيد . فقال عبيد اللّه : يا معشر قريش ، قد سمعتم ما قال وقد بايعتم وهو يأمركم بالرجوع عن البيعة .

    بين واصل بن عطاء وفرقة من الخوارج

    المدائني قال : أقبل واصل بن عطاء في رفقة فلقيهم ناس من الخوارج ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ قال لهم واصل : مستجيرون حتّى نسمع كلام اللّه ، فاعرضوا عليّنا . فعرضوا عليهم فقال واصل : قد قبلنا . قالوا : فآمضوا راشدين . قال واصل : ما ذلك لكم حتى تبلغونا مأمننا . قال اللّه تعالى : ' وإن أحدٌ من المشركين آستجارك فأجره حتى يسمع كلام اللّه ثم أبلغه مأمنه ' فأبلغونا مأمننا . فجاءوا معهم حتى بلغوا مأمنهم .

    قول لمعاوية وردّ الحسن بن عليّ

    وقال معاوية : لا ينبغي أن يكون الهم شمي غير جواد ولا الأموي غير حليم ولا الزّبيري غير شجاع ولا المخزومي غير تيّاه . فبلغ ذلك الحسن بن عليّ فقال : قاتله اللّه ! أراد أن يجود بنو هم شم فينفد ما بأيديهم ، ويحلم بنو أمية فيتحبّبوا إلى الناس ، ويتشجّع آل الزبير فيفنوا ، ويتيه بنو مخزوم فيبغضهم الناس .

    بين ابن عرباض اليهودي والخوارج

    حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن عيسى بن عمر قال : استقبل الخوارج ابن عرباض اليهودي وهم بحرورى فقال : هل خرج اليكم في اليهود شيء ؟ قالوا : لا . قال : فآمضوا راشدين .

    عندما عزم على عزله عن خراسان

    المدائني قال : لما بلغ قتيبة بن مسلم أن سليمان يريد عزله عن خراسان واستعمال يزيد بن المهلّب كتب إليه ثلاث صحائف ، وقال للرسول : ادفع إليه هذه ، فإن دفعهم لإلى يزيد فادفع إليه هذه ، فإن شتمني عند قراءتهم فادفع إليه الثالثة . فلما صار إليه الرسول دفع إليه الكتاب الأوّل وفيه : يا أمير المؤمنين ، إن من بلائي في طاعة أبيك وطاعتكن وطاعة أخيك كيت وكيت . فدفع كتابه إلى يزيد فأعطاه الرسول الكتاب الثاني وفيه : يا أمير المؤمنين ، تأمن ابن دحمة على أسرارك ولم يكن أبوه يأمنه على أمهم ت أولاده ! فشتم قتيبة ، فدفع إليه الرسول الكتاب الثالث وفيه : من قتيبة بن مسلم إلى سليمان بن عبد الملك ، سلام على من اتبع الهدى أما بعد فواللّه لأوثقنّ لك آخيّة لا ينزعهم المهر الأرن . قال سليمان : عجّلنا على قتيبة . يا غلام ، جدّد له عهده على خراسان .

    تهديد أبو الهندام لأهل مزة

    لما صرف أهل مزّة الماء عن أهل دمشق ووجهوه إلى الصحارى كتب إليهم أبو الهندام : إلى بني آستهم أهل مزة ، ليمسّيني الماء أو لتصبّحنكم الخيل . فوافاهم الماء قبل أن يعتموا فقال أبو الهندام : ' الصدق ينبي عنك لا الوعيد ' .

    رسالة يزيد بن الوليد إلى مروان بشأن البيعة

    ولما بايع الناس يزيد بن الوليد أتاه الخبر عن مروان ببعض التلكؤ والتربص ، فكتب إليه يزيد : أما بعد فإني ' أراك تقدّم رجلاً وتؤخر أخرى ' فإذا أتاك كتابي هذا فاعتمد على أيتهما شئت ، والسلام .

    أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد بعد هزيمته

    ولما هزم أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد لم يدر الناس كيف يعزّونه ، فدخل عليه عبد اللّه بن الأهتم فقال : ' مرحبا بالصابر المخذول ' الحمد اللّه الذي نظر لنا عليك ولم ينظر لك عليّنا ، فقد تعرّضت للشهم دة بجهدك إلا أن اللّه علم حاجة الإسلام إليك فأبقاك له بخذلان من كان معك لك . فصدر الناس عن كلامه .

    مسلابن عقبة المري والرد عليهم

    وكتب الحارث بن خالد المخزومي - وكان عامل يزيد بن معاوية على مكة - إلى مسلابن عقبة المرّيّ ، فأتاه الكتاب وهو بآخر رمق ، وفي الكتاب : أصلح اللّه الأمير ، إن ابن الزبير أتاني بما لا قبل لي به فآنحزت . فقال : يا غلام اكتب إليه : أمّا بعد فقد أتاني كتابك تذكر أن ابن الزبير أتاك بما لا قبل لك به فانحزت . وآيم اللّه ما أبالي على أيّ جنبيك سقطت إلا أن شرهما لك أحبّهما إليّ ، وباللّه لئن بقيت لك لأنزلنّك حيث أنزلت نفسك والسلام .

    بين معاوية وملك الروم

    أبو حاتم قال : حدّثنا العتبي قال : حدّثنا إبراهيم قال : لما أسنّ معاوية اعتراه أرق فكان إذا هوّم أيقظته نواقيس الروم ، فلما أصبح يوماً ودخل عليه الناس قال : يا معشر العرب ، هل فيكم فتى يفعل ما آمره وأعطيه ثلاث ديات أعجّلهم وديتين إذا رجع ؟ فقام فتى من غسّان فقال : أنا يا أمير المؤمنين . قال : تذهب بكتبي إلى ملك الروم ، فإذا صرت على بساطه أذّنت . قال : ثم ماذا ؟ قال : فقط . فقال : لقد كلّفت صغيراً وآتيت كبيراً . فكتب له وخرج ، فلما صار على بساط قيصر أذّن ، فتناجزت البطارقة وآخترطوا سيوفهم فسبق إليه ملك الروم فجثا عليه وجعل يسألهم بحق عيسى وبحقهم عليه لمّا كفّوا ، ثم ذهب به حتى صعد على سريره ثم جعله بين رجليه ، ثم قال : يا معشر البطارقة ، إن معاوية رجل قد أسنّ وقد أرق وقد آذته النواقيس ، فأراد أن نقتل هذا على الأذان فيقتل من قبله منّا ببلاده على النواقيس ، و اللّه ليرجعنّ إليه بخلاف ما ظنّ . فكساه وحمله فلما رجع إلى معاوية قال : أو قد جئتني سالماً ؟ قال : نعم ، أمّا من قبلك فلا . وكان يقال : ما ولي المسلمين أحد إلا ملك الروم مثله إن حازماً وإن عاجزاً . وكان الذي ملكهم على عهد عمر هو الذي دوّن لهم الدواوين ودوّخ لهم العدوّ ، وكان ملكهم على عهد معاوية يشبه معاوية في حزمه وحلمه . وبهذا الإسناد قال : كانت القراطيس تدخل بلاد الروم من أرض العرب وتأتي من قبلهم الدنانير ، وكان عبد الملك أوّل من كتب 'قل هو اللّه أحدٌ' وذكر النبي في الطّوامير ، فكتب إليه ملك الروم : إنكم قد أحدّثتم في طواميركم شيئاً من ذكرنبيكم نكرهه فانه عنه وإلا أتاكم في دنانيرنا من ذكره ما تكنرهون . فكئر ذلك في صدر عبد الملك وكره أن يدع شيئاّ من ذكر اللّه قد كان أمر به أو يأتيه في الدنانير من ذكرالرسول ما يكره ، فأرسل إلى خالد بن يزيد بن معاوية فقال : يا أبا هم شم إحدى بنات طبق ، وأخبره الخبر . فقال : : ليفرخ روعك ، حرّم دنانيرهم وآضرب للناس سككا ولا تعفهم مما يكرهون . فقال عبد الملك : فرّجتهم عنّي فرّج اللّه عنك . حدّثنا الرياشيّ قال : لما هدم الوليد بن عبد الملك كنيسة دمشق كتب إليه ملك الروم : إنكقد هدمت الكنيسة التي رأى أبوك تركهم فإن كان حقاً فقد أخطا أبوك ، وإن كان باطلاّ فقد خالفته . فكتب إليه الوليد : 'وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث ' إلى آخر القصة .

    وبين قيصر ومعاوية

    وقد أرسل يسأله فاستعان لجوابه بابن عباس

    حدّثنا الزياديّ محمد بن زياد قال: حدّثنا عبد الوارث بن سعيد قال: حدّثنا عليّ بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: كتب قيصر إلى معاوية: سلام عليك، أمّا بعد فأنبئني بأحبّ كلمة إلى اللّه وثانية وثالثة ورابعة وخامسة، ومن أكرم عباده إليه وأكرم إمائه، وعن أربعة أشياء فيهنّ الروح لم يرتكنضن في رحم، وعن قبر يسير بصاحبه ومكان في الأرض لم تصبه الشمس إلا مرة واحدة، والمجرّة ما موضعهم من السماء، وقوس قزح وما بدء أمره ؟فلما قرأ كتابه قال: اللّهم ألعنه! ما أدري ما هذا !. فأرسل إليّ يسألني فقلت: أمّا أحب كلمة إلى اللّه فلا إله إلا اللّه لا يقبل عملاّإلا وهي المنجية بهم، والثانية سبحان اللّه وهي صلاة الخلق، والثالثة الحمد اللّه كلمة الشكر، والرابعة اللّه أكبر فواتح الصلوات والركوع والسجود، والخامسة لا حول ولا قوّة إلا باللّه. وأمّا أكرم عباد اللّه إليه فآدم خلقه بيده وعلّمه الأسماء كلهم، وأكرم إمائه عليه مريم التي أحصنت فرجهم. والأربعة التي فيهنّ روح ولم يتركضن في رحم فآدم وحوّاء وعصا موسى والكبش .والموضعالذي لا تصبهالشمس إلا مرة واحدة فالبحر حين انفلق لموسى وبني إسرائيل. والقبر الذي سار بصاحبه فبطن الحوت الذي كان فيه يونس .بين عمرو بن العاص ومعاوية في مجلس عمر بن الخطابأبو حاتم عن العتبيّ عن أبيه قال: قدم معاوية من الشام وعمرو بن العاص من مصر علىعمر فأقعدهما بين يديه وجعل يسألهما عن أعمالهما إلى أن اعترض عمرو في حديث معاوية، فقال له معاوية: أعليّ! تعيب وإليّ تقصد ؟هلمّ حتى أخبر أمير المؤمنين عن عملك وتخبره عن عملي. قال عمرو: فعلمت أنه بعملي أبصر مني بعمله وأنّ عمر لا يدع أول هذا الحديث حتى يأتي على آخره، فأردت أن أفعل شيئاّ أقطع به ذلك فرفعت يدي فلطمت معاوية، فقال عمر: تاللّه ما رأيت رجلًا أسفه منك، يا معاوية ألطمه. فقال معاوية: إن لي أميراً لا أقضي الأمور دونه. فأرسل عمر إلى أبي سفيان فلما رآه ألقى له وسادة ثم قال معتذراً: قال رسول اللّه 'إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ' ثم قص عليه ما جرى بين عمرو ومعاوية فقال: ألهذا بعث إقي ؟أخوه وابن عمه وقد أتى غير كبير، قد وهبت له ذلك.

    حكم معاوية بين بشر بن أرطأة وزيد بن عمر

    أبو حاتم عن الأصمعيّ عن نافع قال : ذكر بشر بن أرطاة عليّاً فنال منه فضرب زيد بن عمر - وأمه ابنة عليّ بن أبي طالب - على رأسه بعصا فشجّه فبلغ ذلك معاوية فبعث إلى زيد بن عمر : أ تدري ما صنعت ؟ وثبت على بشر بن أرطأة وهو شيخ أهل الشام فضربت رأسه بعصا ، لقد أتيت عظماء . ثم بعث إلى بشر فقال : أتدري ما صنعت ؟ وثبت على ابن الفاروق وابن عليّ بن أبي طالب تسبّه وسط الناس وتزدريه ، ولقد أتيت عظيماً . ثم بعث إلى هذا بشيء و إلى هذا بشيء .المدائني قال : كان ابن المقفع محبوساً قي خراج كان عليه وكان يعذًب ، فلما طال ذلكوخشى على نفسه تعيّن من صاحب العذاب مائة ألف درهم فكان بعد ذلك يرفق به إبقاء علىماله .حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال : قال المختار : ادعو إلى المهديّ محمد بن الحنفية ،فلما خشي أن يجيء قال : أما إنّ فيه علامة لا تخفى ، يضربه رجل بالسيف ضربة لا تعمل فيه . قال الأصمعيّ : عرّضه لأن تجرّب به .حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن عوانة بن الحكم الكلي قال : ولىّ عليّ رضي اللّه عنه الأشترمصر فلما بلغ العريش أتى بطرا مصر فقال له مولى لعثمان وكان يقول : أنا مولى لآل عمر : هل لك في شربة من سويق أجدحهم لك ؟ قال : نعم . فجدح له بعسل وجعل فيهم سمّاً قاضيًا فلما شربهم يبس ، فقال معاوية لما بلغه الخبر : يا بردهم على الكبد ! 'إنّ اللّه جنوداّ منهم العسل وقال عليّ : 'لليدين وللفم

    بين عليّ بن أي طالب وأولاد عثمان

    حدّثنا أبو حاتم عن الأصمعيّ عن ابن أبي الزّناد قال : نظر عليّ إلى ولد عثمان كأنهم مستوحشون فسألهم فقالوا : نرمى بالليل . فقال : من أين يأتيكم الرمي ؟ قالوا : من ههنا . فصعد عليّ ولفّ رأسه ثم جعل يرمي وقال : إذا عاد فافعلوا مثل هذا . فانقطع الرمي .

    سليمان النبي عليه السلام في كشف سارق الإوزة

    قال محمد بن كعب القرظيّ : جاء رجل إلى سليمان النبي عليه السلام فقال : يا نبيّ اللّه : إنّلي جيراناً سرقوا إوزّتي . فنادى : الصلاة جامعةّ . ثم خطبهم فقال في خطبته : وأحدكم يسرق إوزة جاره ثم يدخل المسجد والريش على رأسه ! فمسح رجل على رأسه ، فقال سليمان . خذوه فهو صاحبكم .

    بين الحكم بن أيوب الثقفي وإياس بن معاوية

    أخذ الحكم بن أيوب الثّقفي عامل الحجاج إياس بن معاوية في ظنّة الخوارج ، فقال له الحكم : إنك خارجي منافق وشتمه ، ثم قال : آئتني بمن يكفل بك . قال : ما

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1