Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

نور الطرف ونور الظرف
نور الطرف ونور الظرف
نور الطرف ونور الظرف
Ebook267 pages1 hour

نور الطرف ونور الظرف

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

إبراهيم بن علي بن تميم الأنصاري، أبو إسحاق الحصري توفى 453
إبراهيم بن علي بن تميم الأنصاري، أبو إسحاق الحصري توفى 453
إبراهيم بن علي بن تميم الأنصاري، أبو إسحاق الحصري توفى 453
إبراهيم بن علي بن تميم الأنصاري، أبو إسحاق الحصري توفى 453
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2019
ISBN9786852790597
نور الطرف ونور الظرف

Related to نور الطرف ونور الظرف

Related ebooks

Reviews for نور الطرف ونور الظرف

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    نور الطرف ونور الظرف - إبراهيم بن علي بن تميم الحصري

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه الثقة الحمد لله الذي لا فضل إلا منه، ولا طول إلا من لدنه، وصلى الله على كاشف الغمة عن الأمة، نبي الرحمة، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.

    وصل الله بسيدي (الجليل) جناح الصنع الجميل، وواصل لديه السول، وأوصل إليه المأمول، وعمر بحبه ربوع أنسي، وأمطر بقربه ربيع نفسي، وأراه بناظر فهمه في مرآة علمه الصقيلة الساحة والأرجاء، الصافية من دنس الأقذاء، أن ما أبديه وأظهره، غير ما أطويه وأضمره، من ناطق الود، عن صادق العهد، وخالص الحب، عن مخلص القلب، كالنقطة في البحر، والذرة في القفر. (شعر) :

    يا من عقدتُ بحبِّهِ ... دونَ الورى حبلَ اعتلاقي

    فأخذتُ منه بموثقِ الأك? ... ?راب مشدود العراقي

    لم يرقْ جارُ أبي دؤا ... دٍ معقلاً، أنا منكَ راقِ

    أجني بهِ ثمرَ المنى ... غضَّ الجنى عذب المذاقِ

    في حين أمَّنني الرَّدى ... ووقى من الحدثانِ واقِ

    قيَّدتَ مطلقَ همَّتي ... وملكتَ لي رقَّ اشتياقي

    فالقلبُ موقوفٌ عليكَ ... الدَّهرَ وهو إليكَ تاقِ

    وافى كتابكَ مشرقاً ... بحلى معانيهِ الدِّقاقِ

    وأنا في الجّوابِ مقصرٌ ... عن رومِ أسباب اللِّحاقِ

    ولو أنَّ مطبوعَ الحجازِ ... يمدُّ مصنوع العراق

    وملكت ذاكَ فسقتُهُ بقريحتي خيرَ المساقِ

    لسعيتُ مرخى الذيلِ بالتقص? ... ?ير محلولَ النطاقِ

    لا أستقلُّ مشمراً ... أجري إلى قصبِ السباقِ

    ليس الرقيقُ من الرَّكيك ... ولا الزُّلالُ من الزُّعاقِ

    أنا لا أزال أطال الله بقاءك، وأدام نعماءك أطأ بساط كرمك، وأطالع من بسيط نعمك، ما أقابل به كريم عهدك، وأقبل عليه من صميم ودك، وأقابل معه من عظيم مجدك، وأجتلي فيه من زهر أنعامك واقتفائك، وأجتني له من ثمر إكرامك واحتفائك، ما أقول إذا غمر صدري، وبهر فكري: اللهم نصراً، على ما لا أطيق له شكراً، من فضل ينتظم بأخيه، ويلتئم مع ما يليه، مما يكثر أعداد تواليه، ويقل اعتداد مواليه، وهو بخنصر الفخر محسوب (و) في صفحة الدهر مكتوب، يقرأ في أعلام الإنعام، طرازاً على الأيام، يحني بصفائح الصحائف وأسنة الأقلام، قبل أن تمحى آثاره، وتنطفئ أنواره، فلا زلت راتعاً في زهرة رياضك، شارعاً في غمرة حياظك، فإنها رياض لا تغض جفون غضارتها، ولا تغيض عيون نضارتها، وحياض تصدر القلوب الصادية عن مواردها الصافية، وقد رويت غللها، وشفيت عللها، إذا جرعها الفراق من مر مذاقه، وسقاها الدهاق من زعاقه:

    قرأتُ على قلبي كتابكَ إذ أتى ... وقلتُ له: هذا أمانكَ في الدَّهرِ

    به يرجع نافرك، إذا طار طئرك، ولا يسكن لاعجك، إذا هاج هائجك، فهو العوذة للهاجس، من خطر الوساوس، والراحة للنفس، من فقد الأنس، والشفاء للقلب، من طول الكرب، إذا كان معلم الجمال، وعلم الكمال، وباعث الجذل، ودافع الوجل، وحضور السرور، وذهاب الأوصاب، والمحذور، فياله من طرس، أحيا حشاشة نفس، وكتاب أماط مضاضة اكتئاب، فقلت لما رأيت ما يكاد يبيض الحبر من نوره، ويعبق المسك من كافوره: (شعر)

    نقشتَ بحالِكِ الأنقاس نوراً ... جلا لعيوننا نوراً وزهرا

    فدبِّج من بسيطِ الفكر روضاً ... أنيقاً مشرقَ الجنبات نضرا

    لو استسقى الغليلُ به لأروى ... أو استشفى العليلُ به لأبرا

    هفا عطرُ الجنوبِ له نسيمٌ ... أقول إذا أناسمُ منه نشرا

    نثرتَ لنا على الكافورِ مسكاً ... ولم تنثُرْ على القرطاسِ حبرا

    أمرت فيه أعلى الله أمرك، وأسنى قدرك قلباً لا يتقلب إلاّ في طاعتك وصباً لا يتصرف إلا في مرضاتك، أن يمد يد الاختيار والاستجادة، لما يقع منك بحسب الإشارة والإرادة، من تصنيف كتاب لطيف، ينظم نظم العقود، ويرقم رقم البرود، في مقطعات أدب كقراضة الذهب، من شذور منثور، وعيون موزون، ترتاح الأرواح إلى خفة أرواحها، وكثرة غررها وأوضاحها، ولطف متونها وحواشيها، وحسن عيونها ومعانيها، المشرقة التذهيب، المونقة التهذيب، التي إذا جلبت للطبع الذكي، وجليت على السمع الكفي، هزته أريحية الكريم إذا انتشى بماء الكروم: (شعر) :

    بسماعٍ أرقَّ من دمعة الصبِّ ... وشكوى المتيَّم المهجور

    تجتني الأذن منه أحسن مما ... تجتني العينُ من وجوهِ البدور

    يشغلُ الفهمَ منظرٌ ثمَّ نطقٌ ... فهو يصغي بظاهرٍ وضمير

    صافح الأذنَ بالذي تشتهيهِ ... فأذاقَ النفوسَ طعم السُّرورِ

    وقلت: اجعله كالمختصر في الكتاب الموسوم بزهر الآداب وثمر الألباب، الذي ضمنته كل لطيفة، ونظمته بكل طريفة، فجاء بديع الغرر، رفيع الدرر، صحيح الحوك، مليح الحبك. (شعر) :

    ألذُّ من النجوى وأطيبُ نفحةً ... من المسكِ مفتوقاً وأيسر محملا

    أخفُّ على روحٍ وأثقلُ قيمةً ... وأقصر في سمعِ الجليس وأطولا

    ليكون لما استعاره من حليه، ولبس من حلله، وأخذ من صفاته، وسلك من سبله، كالأنموذج له والمدخل إليه، والمعرف به، والمنبه عليه، فيكون المطلع على أغراضه ومقاصده، والمتصفح لمصادره وموارده، كالعارف بما في ذاك والواقف على ما هناك، فقديماً دلت الأوائل على الأواخر، وعرفت البواطن من الظواهر.

    فأجبتك إلى ما إليه أشرت، على ما أحببت وآثرت، من غرائب العجائب، وظرائف اللطائف، وجواهر النوادر، وقرنت الفصول بالأصول، وضممت الأشعار إلى الأخبار، ووشحتها بالمستندر والمختار من كلام ملوك النظم والنثر، من أفراد أهل العصر، الذين قهروا السابقين، وبهروا اللاحقين، بكريم عنصر البلاغة وصميم جوهر البراعة، والتهاب الإبريز في إغراب التطريز، (شعر) :

    من كلِّ معنىً يكادُ الميتُ يفهمهُ ... حسناً ويعبدهُ القرطاسُ والقلمُ

    والنفوس قد طبعت على استطراف ما سمعت، مما لم يتكرر فيتكدر، ويتوالى على الأسماع، فتمجه الطباع، وتكثر روايته، فتمل حكايته، ولو كنت أعلم غيب ما لديك، لما أوردت شيئاً مما وقع إليك، من حديث ولا قديم، وفي نثير ولا نظيم، ولكنني أجهد جهدي، وأبذل ما عندي. (شعر) :

    فإن وقفتْ بي قدرتي دونَ همَّتي ... (فمبلغُ نفسٍ عذرها مثل منجحِ)

    ومع علمي أنك أغرق في الفهم نصولاً، وأعرق في العلم أصولاً، فلعله يمر بك في تضاعيف هذا التأليف شيء تستندره، مما تؤثره، فيكون عيي سعيداً، ويقع سهمي سديداً، ببلوغ الزلفى من حبك، والقربى من قلبك، وتلك أمنيتي حتى ألقي منيتي التي لا أتعداها ولا أتمنى سواها.

    وفيما ألقي إليك في هذا الكتاب، الذي هو نور الطرف ونور الظرف، المختار الكثير مما ليس في الكتاب الكبير، وإنما كان كالمخ من سبيكته، والمح من تريكته، لأنه يحذو حذوه، وينحو نحوه، في ملاحة النثر. ورجاحة الشعر، دون الاستلاب لنفيس مطارفه، والاجتلاب لنفوس طرائفه، وإنما يدل عليه، ويهدي إليه، بدليل الاقتدار على جميل الاختيار، [إذا الاختيار] ميسم العقل، ومعلم الفضل، وهو باب يتصافى ولا يتنافى، ويتشاكل ولا يتنافر، ويتعارف ولا يتناكر، فإذا عرض هذا المختصر على نيران الفكر، وعجم بإنسان النظر، (شعر) :

    فكان كالذَّهبِ المعروف مخبرهُ ... يزيدُ في السبكِ للدينارِ ديناراً

    وكذلك جميع ما صنفته، وكل ما ألفته، وإن أجريت إلى غير لك، في جميع المسالك، (شعر) :

    فلستُ بأوّلِ ذي همَّةٍ ... دعتهُ لما ليسَ بالنائلِ

    وأنا أقسم بالله يميناً ما كنت أوليها، لو خفت حنثاً فيها، ما حركني الأشر، ولا أدركني البطر، ولا ملكني الإعجاب، فأقول في مثل هذا الكتاب، (شعر) :

    والمرء يُفتنُ بابنهِ وبشعرهِ ... لكنَّ هذا فتنةُ العقلاءِ

    وإني لأرضى من الوبل بالذهاب، بل من الغنم بالإياب، وحسب العاقل أن يسلم دون أن يغنم، لما يعلم من تحكك المعارضين أو تحرك المناقضين، (شعر) :

    وإنّ امرأً أمسى وأصبحَ سالماً ... من الناسِ إلاّ ما جنى لسعيدُ

    لا سيما فيما ليس بمعجزٍ ولا معوزٍ، وإنما هي فروع تنتزع وتنقل، لا أصول تخترع وتوصل. وليس للناقل من الفضل أكثر من تجويد النقل، وقد قالوا: اختيار المرء وافد عقله، ورائد فضله، وقالوا: اختيار الكلام أشد من نحت السلام، وقال حكيم اليونانيين: لكل شيءٍ صناعة وصناعة الاختيار صناعة العقل وأنشدوا (شعر) :

    قد رضيناكَ باختيارك إذا كا ... ن دليلاً على اللبيبِ اختيارهُ

    وقال بعض المحدثين:

    قالوا: خذ العينَ من كلٍّ فقلتُ: همُ ... في العينِ فضلٌ ولكن ناظر العينِ

    حرفانِ في ألفِ طومارٍ مسوِّدة=وربَّما لم تجد في الألف حرفينِ

    ولم أوغل في هذا الكتاب كما أوغلت في زهر الآداب وثمر الألباب من تعليق المعاني بما تعلق بأفنانها، وتشبث بأغصانها، وتسرب في شجونها، وتشرب من عيونها، إذ لو توفرت في التصريف على ما يوجبه التصنيف في تلك التصاريف، لأخللت بالإحسان في الافتنان، فنثرت ما سطرت على غير تبويب، وجمعت ما صنفت على غير ترتيب، وذلك أقرب لنشاطك، وأوجب لانبساطك.

    ولعل ما تركت أولى مما أدركت، إذ كان قليلاً من كثير، وثماداً من بحور، ولكن إذا لم يخص المؤلف وجهاً يقصده، ولا فناً يعتمده، فكل الكلام تمتد إليه حباله وتنثال عليه رماله، فإنما حقه انتقاء ما اتصل بناظره، واقتفاء ما وصل إلى خاطره، إذ لا معنى يقتضيه دينه، إلا وغيره يقتضيه عينه.

    وقد خفت أن أخرج بصدر الكتاب إلى معيب الإسهاب. والداعي إلى الإطالة وإن صارت إلى الملالة، والاستمتاع في مكتبتك بلذة مخاطبتك التي هي أجمل من وصل المهجور، وأفضل من أمن المذعور، (شعر) :

    وأحسنُ موقعاً منّي وعندي ... من البشرى أتتْ بعد النَّعيِّ

    وهذا حين أبتدي وبالله أهتدي.

    حدثني أبو محمد الحسن بن القاسم قال: حدثنا أبو الخير رواحة بن عبد الله الهاشمي بالري قراءةً عليه، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا يموت بن المزرع عن خاله أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ قال: يحب للرجل أن يكون سخياً لا يبلغ التبذير، حافظاً لا يبلغ البخل، شجاعاًُ لا يبلغ الهوج، محترساً لا يبلغ الجبن، حيياً لا يبلغ العجز، ماضياً لا يبلغ القحة، قوالاً لا يبلغ الهذر، صموتاً لا يبلغ العي، حليماً لا يبلغ الذل، منتصراً لا يبلغ الظلم، وقوراً لا يبلغ البلادة، نافذاً لا يبلغ الطيش.

    ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع ذلك في كلمة واحدة، وهي قوله عليه السلام: خير الأمور أوساطها. فعلمت أنه عليه السلام أوتي جوامع الكلم.، (وعلم) فصل الخطاب.

    قلت أنا: وليس بعض كلامه صلى الله عليه وسلم بأولى من بعض بالتقديم، ولا أحق بالإجلال والتعظيم، وإنما بدأت بكلمته تيمناً ببركته.

    وأنا أحذف أسانيد ما رويته، وآتي بمتون ما رأيته، إذ هي الغرض المطلوب من استمالة القلوب، بما تحويه من سحر البيان، وسر البرهان.

    وقد قال الجاحظ يصف كلام النبي صلى الله عليه وسلم: استعمل التوسط وهجر الغريب ورغب عن الهجين، فلم ينطق إلا عن حكمة، ولم يأت إلا بكلام حف بالعصمة، وسدد بالتأييد، وهو الكلام الذي ألقى الله عز وجل عليه المحبة، وغشاه بالقبول، وجمع له بين المهابة والجلالة والإفهام، وقلة عدد الحروف، مع قلة حاجة السامع إلى معاودته، فلم تسقط له كلمة، ولا بارت

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1