Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم
Ebook714 pages5 hours

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هو كتاب تاريخي من تأليف الشيخ: أبو الفرج بن الجوزي واشتمل على ترجمة أزيد من 3370 ترجمة ويعد أول تاريخ جمع بين الحوادث والتراجم على النحو الذي أصبح متبعاً من بعدهِ، وتناول ابن الجوزي في كتابهِ التاريخ العام من بدء الخليقة إلى سنة 574 هجرية/1179م، ويقع الكتاب في ثمانية عشر جزءاً.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateAug 19, 1901
ISBN9786475549039
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم

Read more from ابن الجوزي

Related to المنتظم في تاريخ الملوك والأمم

Related ebooks

Reviews for المنتظم في تاريخ الملوك والأمم

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    المنتظم في تاريخ الملوك والأمم - ابن الجوزي

    الغلاف

    المنتظم في تاريخ الملوك والأمم

    الجزء 12

    ابن الجوزي

    597

    هو كتاب تاريخي من تأليف الشيخ: أبو الفرج بن الجوزي واشتمل على ترجمة أزيد من 3370 ترجمة ويعد أول تاريخ جمع بين الحوادث والتراجم على النحو الذي أصبح متبعاً من بعدهِ، وتناول ابن الجوزي في كتابهِ التاريخ العام من بدء الخليقة إلى سنة 574 هجرية/1179م، ويقع الكتاب في ثمانية عشر جزءاً.

    ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

    إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد

    أبو القاسم المعدل

    من أهل الجانب الشرقي، حدث عن ابن دريد، وابن الأنباري، والكوكبي وغيرهم، قال حمزة بن محمد بن طاهر: كان ثقة وقال الخطيب: كان يلحق سماعه. وقال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل في الحديث والدين. توفي في محرم هذه السنة، ودفن بالخيزرانية.

    عثمان بن جني

    أبو الفتح الموصلي النحوي اللغوي

    أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر أحمد بن ثابت قال: عثمان بن جني له كتب مصنفة في علم النحو أبدع فيها، وأحسن منها التلقين واللمع، والتعاقب في العربية، وشرح القوافي، والمذكر والمؤنث، وسر الصناعة. والخصائص، وغير ذلك، وكان يقول الشعر ويجيد نظمه، وأبوه جني كان عبداً رومياً مملوكاً لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي الموصلي .وأنشدني يحيى بن علي التبريزي لعثمان بن جني:

    فان أصبح بلا نسب ........ فعلمي في الورى نسبي

    على أني أؤول إلى ........ قروم سادة نجب

    قياصرة إذا نطقوا ........ ارم الدهر في الخطب

    أولاك دعا النبي لهم ........ كفى شرفا دعاء نبي

    سكن ابن جني بغداد ودرس بهاالعلم إلى أن مات، وكانت وفاته ببغداد على ما ذكر أحمد بن علي التوزي في يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة.

    علي بن عبد العزيز

    أبو الحسن الجرجاني

    القاضي بالري. سمع الحديث الكثير، وترقى في العلوم فأقر له الناس بالتفرد، وله أشعار حسان .أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، البزاز، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا عبد الله بن علي بن حمويه، أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، قال: أنشدني القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني لنفسه:

    يقولون لي فيك انقباض وإنما ........ رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما

    أرى الناس من داناهم هان عندهم ........ ومن أكرمته عزة النفس أكرما

    ولم اقض حق العلم إن كان كلما ........ بدا طمع صيرته لي سلما

    إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى ........ ولكن نفس الحر تحتمل الظما

    ولم ابتذل في خدمة العلم مهجتي ........ لأخدم من لاقيت لكن لأخدما

    أأشقى به غرساً وأجنيه ذلة ........ إذن فاتباع الجهل قد كان احزما

    ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ........ ولو عظموه في النفوس لعظما

    ولكن أهانوه فهان ودنسوا ........ محياه بالأطماع حتى تجهما

    أنشدنا أبو نصر أحمد بن محمد الطوسي، قال: أنشدني أبو يوسف القزويني، قال: أنشدني والدي، قال أنشدنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني لنفسه:

    إذا شئت أن تستقرض المال منفقاً ........ على شهوات النفس في زمن العسر

    فسل نفسك الإقراض من كنز صبرها ........ عليك وإنظاراً إلى زمن اليسر

    فان فعلت كنت الغني وإن أبت ........ فكل منوع بعدها واسع العذر

    أنبأنا إسماعيل بن أحمد، أنبأنا سعد بن علي الزنجاني كتابة من مكة، قال: أنشدني عبد الله بن محمد بن أحمد الواعظ، قال أنشدني قاضي القضاة أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني لنفسه:

    ما تطعمت لذة العيش حتى ........ صرت للبيت والكتاب جليسا

    ليس شيء أعز عندي من العل _ م فلم أبتغي سواه أنيسا

    إنما الذل في مخالطة النا _ س فدعهم وعش عزيزاً رئيسا

    توفي علي بن عبد العزيز الجرجاني في هذه السنة بالري، وحمل تابوته إلى جرجان، فدفن بها.

    محمد بن محمد بن جعفر

    أبو بكر الدقاق الشافعي

    وكان ينوب في القضاء عن أبي عبد الله الحسين بن هارون الضبي، وكانت فيه دعابة، فحكي أنه دخل الحمام بغير مئزر، فبلغ ذلك الضبي فظن أنه فعله لفقره، فبعث إليه ميازر كثيرة، فرئي بعد ذلك في الحمام بغير مئزر، فسأله الضبي عن سبب فعله، فقال: يا سيدي يأخذني به ضيق النفس .توفي الدقاق في هذه السنة.

    ثم دخلت

    سنة خمس وعشرين وثلثمائة

    فمن الحوادث فيها :أنه خرج الراضي إلى واسط في المحرم ، وجرت حرب بين الأتراك استظهر فيها عليهم بجكم ، وعاد الراضي في صفر ، وخلع على بجكم في ربيع الأول ، وولي امارة بغداد ، وعقد له لواء الولاية للمشرق إلى خراسان .ومن الحوادث : أنه صارت فارس في يد علي بن بويه ، والري وأصبهان والجبل في يد الحسن بن بويه ، والموصل وديار بكر وديار ربيعة وديار مضر والجزيرة في أيدي بني حمدان ، ومصر والشام في يد محمد بن طغج ، والأندلس في يد عبد الرحمن بن محمد الأموي من ولد هشام بن عبد الملك ، وخراسان في يد نصر بن أحمد ، واليمامة وهجر وأعمال البحرين في يد أبي طاهر سليمان بن الحسن الجنابي القرمطي ، وطبرستان وجرجان في يد الديلم ولم يبق في يد الخليفة غير مدينة السلام وبعض السواد ، فبطلت دواوين المملكة ، وضعفت الخلافة ، ثم استوزر الراضي أبا الفتح ابن الفضل بن جعفر بن الفرات .

    ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

    الحسن بن محمد بن إسماعيل ، أبو علي الاسكافي

    الموفق

    كان متقدماً عند بهاء الدولة أبي نصر، فولاه بغداد فقبض على اليهود وأخذ منهم دنانير وهرب إلى البطيحة، فأقام بها سنتين ثم خرج منها فوزر لبهاء الدولة، وكان شهماً في الحروب منصوراً فيها، فأخذ بلاد فارس ممن استولى عليها وارتفع أمره حتى قال قائل لبهاء الدولة: زينك الله يا مولانا في عين الموفق، فبالغ في عقوبته ثم قتله في هذه السنة وله تسع وأربعون سنة.

    عبد السلام بن علي بن محمد بن عمر

    أبو أحمد المؤدب

    حدث عن أبي بكر النيسابوري، وابن مجاهد روى عنه الأزهري والعتيقي، وقال: هو ثقة مأمون .توفي في رجب هذه السنة، ودفن في مقبرة معروف، وكان ينزل درب الآجر من نهر طابق.

    ثم دخلت

    سنة ست وعشرين وثلثمائة

    فمن الحوادث فيها :أنه خرج الراضي متنزهاً إلى أن حاذى بزوغي ، فاقام يومين ، ثم رجع ، وفي هذه السنة : ورد كتاب من ملك الروم إلى الراضي ، وكانت الكتابة بالرومية بالذهب ، والترجمة بالعربية بالفضة ، يطلب منه الهدنة ، وفيه : ولما بلغنا ما رزقته أيها الأخ الشريف الجليل من وفور العقل وتمام الأدب واجتماع الفضائل أكثر ممن تقدمك من الخلفاء ، حمدنا الله تعالى إذ جعل في كل أمة من يمتثل أمره ، وقد وجهنا شيئاً من الألطاف وهي اقداح ، وجرار من فضة وذهب ، وجوهر وقضبان فضة ، وسقور وثياب سقلاطون ، ونسيج ومناديل وأشياء كثيرة فاخرة فكتب إليهم الجواب بقبول الهدية ، والاذن في الفداء ، وهدنة سنة .وتحدث الناس في شوال هذه السنة : أن رقعة جاءت من ابن مقلة إلى الراضي يضمن فيها ابن رائق وابني مقاتل بألفي ألف دينار ، وأنه يقبض عليهم بحيلة لطيفة ، فقال الراضي : صر إلي حتى تعرفني وجه هذا ، فجاء فعلم ابن رائق فركب في جيشه إلى الدار وقال : لا أبرح إلا بتسليم ابن مقلة ، فأخرج فأمر بقطع يده اليمنى ، وقيل : هذا سعى في الأرض بالفساد .ووجد يهودي مع مسلمة ، وكان اليهودي غلاماً لجهبذ يهودي لابن خلف ، فضربه صاحب الشرطة ، فلم يرض ابن خلف حتى ضرب صاحب الشرطة بحضرة اليهود في يوم جمعة ، فافتتن الناس لذلك وكان أمراً قبيحاً .وفي هذه السنة : وقع الوباء في البقر ، وظهر في الناس جرب وبثور .

    ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

    إسحاق بن محمد بن حمدان بن محمد بن نوح ، أبو إبراهيم المهلبي الخطيب

    الجبني

    من أهل بخارى، روى عنه الأزهري، وكان أحد الفقهاء على مذهب أبي حنيفة، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة.

    الحسين بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن أبي عائذ

    أبو القاسم الكوفي

    ولدسنة سبع وعشرين وثلثمائة، وسمع من جماعة، وروى عنه أبو القاسم التنوخي، فقال: كان ثقة كثير الحديث جيد المعرفة، وولي القضاء بالكوفة من قبل أبي، وكان فقيه على مذهب أبي حنيفة، وكان يحفظ القرآن ويحسن قطعة من الفرائض وعلم القضاء قيماً بذلك، وكان زاهداً عفيفاً، توفي في صفر هذه السنة.

    عبد الله بن محمد بن جعفر بن قيس

    أبو الحسين البزاز

    سمع محمد بن مخلد، وأبا الحسين بن المنادي، وأبا العباس بن عقدة. روى عنه العتيقي، وقال: توفي في شوال هذه السنة، وكان ثقة.

    محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر ، أبو نصر البخاري المعروف .

    الملاحمي

    ولد سنة اثنتي عشرة وثلثمائة، وقدم بغداد وحدث بها عن محمود بن إسحاق، عن البخاري وروى عن الهيثم بن كليب وغيره، وسمع منه الدار قطني، وكان من أعيان أصحاب الحديث وحفاظهم، وتوفي ببخارى يوم السبت السابع من شعبان هذه السنة.

    محمد بن أبي إسماعيل ، واسمه علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم

    أبو الحسن العلوي

    ولد بهمذان ونشأ ببغداد وكتب الحديث عن جعفر الخلدي وغيره، وسمع بنيسابور من الأصم وغيره ودرس ببغداد، وكتب الحديث عن جعفر الخلدي. ودرس فقه الشافعي عن أبي علي بن أبي هريرة، وسافر إلى الشام، وصحب الصوفية وصار كبيراً فيهم، وحج مرات على الوحدة، وتوفي ببلخ في محرم هذه السنة.

    ثم دخلت

    سنة سبع وعشرين وثلثمائة

    فمن الحوادث فيها :انه خرج الراضي إلى الموصل لمحاربة الحسن بن عبد الله بن حمدان ، وخرج بجكم فكان ينزل بين يديه بقليل ، فاستولى ابن رائق على بغداد فدخلها في ألف من القرامطة .أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، أخبرنا التنوخي ، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر ، قال : لما كان في المحرم سنة سبع وعشرين وثلثمائة خرج الراضي إلى الموصل ، وأخرج معه قاضي القضاة أبا الحسين عمر بن محمد بن يوسف ، وأمره أن يستخلف على مدينة السلام بأسرها أبا نصر يوسف بن عمر ، لما علم أنه لا أحد بعد أبيه يجاريه ولا إنسان يساويه ، فجلس يوم الثلاثاء لخمس بقين من المحرم سنة سبع وعشرين في جامع الرصافة وقرأ عهده بذلك ، وحكم فتبين للناس من أمره ما بهر عقولهم ، ومضى في الحكم على سبيل معروفة له ولسلفه ، وما زال أبو نصر يخلف أباه على القضاء بالحضرة من الوقت الذي ذكرنا إلى أن توفي قاضي القضاة .قال أبو بكر الصولي : ومضى الراضي عاجلاً إلى الموصل ، وقد تقدم بجكم فواقع الحسن بن عبد الله فهزمه ، ثم خرج ابن رائق من بغداد وعاد الراضي إليها .وجاء في جمادى الأولى وهو أول يوم من آذار بعد المغرب مطر عظيم وبرد كبار ، في كل بردة نحو الأوقيتين ، ودام وسقط بذلك حيطان كثيرة من دور بغداد ، وظهر جراد كثير .وكان الحج قد بطل من سنة سبع عشرة وثلثمائة فلم يحج أحد من العراق ، فلما جاءت سنة سبع وعشرين كاتب أبو علي عمر بن يحيى العلوي القرامطة ، وكانوا يحبونه لشجاعته وكرمه ، وسألهم أن يأذنوا للحجيج ليسير بهم ويعطيهم من كل جمل خمس دنانير ، ومن المحمل سبعة دنانير ، فأذنوا لهم ، فحج الناس وهي أول سنة مكس فيها الحاج ، وخرج في تلك السنة القاضي أبو علي بن أبي هريرة الشافعي ، فلما طولب بالخفارة لوى راحلته ورجع ، وقال : لم أرجع شحاً على الدارهم ، ولكن قد سقط الحج لهذا المكس .

    ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

    إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل ، أبو سعد الجرجاني

    الإسماعيلي

    ورد بغداد غير مرة، كان آخر وروده والدار قطني حي، وحدث عن أبيه أبي بكر الإسماعيلي، والأصم وعبد الله بن عدي. روى عنه الخلال والتنوخي، وكان ثقة فاضلاً فقيهاً على مذهب الشافعي، عارفاً بالعربية، سخياً جواداً يفضل على أهل العلم، وكان له ورع، والرياسة بجرجان إلى اليوم في ولده وأهل بيته .أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر بن ثابت، قال: سمعت أبا الطيب الطبري يقول: ورد أبو سعد الإسماعيلي بغداد وعقد له الفقهاء مجلسين تولى أحدهما أبو حامد الاسفرائني، وتولى الآخر أبو محمد البافي فبعث البافي إلى القاضي أبي الفرج المعافى بن زكريا بابنه أبي الفضل يسأله حضور المجلس، فكتب على يده هذين البيتين:

    إذا أكرم القاضي الجليل وليه ........ وصاحبه ألفاه للشكر موضعا

    ولي حاجة يأتي بني بذكرها ........ ويسأله فيها التطول أجمعا

    فأجابه أبو الفرج:

    دعا الشيخ مطواعاً سميعاً لأمره ........ يؤاتيه باعاً حيث يرسم إصبعا

    وها أنا غاد في غد نحو داره ........ أبادر ما قد حده لي مسرعاً

    توفي الإسماعيلي بجرجان في ربيع الآخر من هذه السنة وكان في صلاة المغرب فقرأ ' إياك نعبد وإياك نستعين'. وفاضت نفسه.

    علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب ، أبو الحسن المقرئ

    ابن العلاف

    سمع علي بن محمد المصري، وقرأ علي أبي طاهر بن أبي هاشم، وكان أحد شهود القاضي أبي محمد بن الأكفاني. روى عنه عبد العزيز الأزجي. وتوفي في شوال هذه السنة.

    محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير

    أبو عمرو المزكي

    من أهل نيسابور يعرف بالبحيري. رحل في طلب العلم إلى العراق والحجاز، وورد بغداد، فحدث بها سنة ثمانين وثلثمائة، وكان ثقة حافظاً مبرزاً في المذاكرة، وتوفي بنيسابور في شعبان هذه السنة وهو ابن ثلاث وستين.

    محمد بن أحمد بن موسى بن جعفر بن قيس

    بو الحسين البزاز

    سمع محمد بن مخلد، وأبا الحسين.

    محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون

    أبو الفضل الهاشمي

    سمع أبا بكر بن الأنباري، والنيسابوري. روى عنه البرقاني وغيره، وقال العتيقي: هو ثقة. توفي يوم السبت سلخ ربيع الآخر من هذه السنة وله ست وثمانون سنة.

    محمد بن الحسن بن عمر بن الحسن ، أبو الحسين المؤدب

    ابن أبي حسان

    حدث عن أبي العباس بن عقدة وغيره، روى عنه العتيقي.

    محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى

    ابن مندة ، أبو عبد الله الحافظ الأصبهاني

    من بيت الحديث والحفظ، سمع من أصحاب أبي مسعود، ويونس بن حبيب، وأبي العباس المحبوبي وسافر البلاد، وكتب الكثير، وصنف التاريخ والشيوخ، وتوفي بأصبهان في صفر هذه السنة .أخبرنا عبد الله بن علي المقرئ، أخبرنا عبد الله بن عطاء الهروي، قال: سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي، يقول: سمعت أبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز الحافظ، يقول: ما رأيت أحفظ من أبي عبد الله بن مندة، وسألته يوماً، فقلت: كم يكون سماع الشيخ ؟فقال: يكون خمسة آلاف منا.

    ثم دخلت

    سنة ثمان وعشرين وثلثمائة

    فمن الحوادث فيها :أنه في غرة المحرم ظهرت في الجو حمرة شديدة من ناحية الشمال والمغرب ، وظهرت فيها أعمدة بيض عظيمة كثيرة العدد .وفيها أن الخبر ورد بأن أبا علي الحسن بن بويه الديلمي صار إلى واسط ، فانحدر الراضي وبجكم فانصرف أبو علي من واسط ، ورجع الراضي إلى بغداد .وفيها : أن بجكم تزوج سارة بنت أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب البريدي على صداق مبلغه مائتا ألف درهم .وفيها في شعبان : بلغت زيادة الماء في دجلة تسعة عشر ذراعاً ، وبلغت زيادة الفرات إحدى عشرة ذراعاً .وانبثق بثق من نواحي الأنبار فاجتاح القرى وغرق الناس والبهائم والسباع ، وصب الماء في الصراة إلى بغداد ودخل الشوارع في الجانب الغربي من بغداد ، وغرق شارع الأنبار ، فلم يبق فيه منزل ، وتساقطت الدور والأبنية على الصراة ، وانقطع بعض القنطرة العتيقة والجديدة .وفي هذا الشهر توفي قاضي القضاة أبو الحسين عمر بن محمد ، وولي ابنه أبو نصر يوسف .أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال : حدثنا التنوخي ، قال : حدثنا طلحة بن محمد بن جعفر ، قال : لما كان يوم الخميس لخمس بقين من شعبان خلع الراضي على أبي نصر يوسف بن عمر بن محمد بن يوسف وقلده قضاء الحضرة بأسرها الجانب الشرقي والغربي والمدينة والكرخ وقطعة من أعمال السواد ، وخلع على أخيه أبي محمد الحسين بن عمر لقضاء أكثر السواد ، ثم صرف الراضي أبا نصر عن مدينة المنصور بأخيه الحسين في سنة تسع وعشرين ، وأقره على الجانب الشرقي .وفي يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة : أشهد أبو علي بن أبي موسى الهاشمي عن نفسه ثلاثين شاهداً من العدول بأنه لا يشهد عند القاضي أبي نصر يوسف بن عمر ببغداد ، وأخذ خطوط الشهود أنه عدل مقبول الشهادة .وفي يوم الإثنين لثمان بقين من ذي الحجة : أسجل القاضي أبو نصر يوسف بن عمر بأن أبا عبد الله بن أبي موسى الهاشمي ساقط الشهادة بشهادة عشرين عدلاً عليه بذلك .وفي مستهل ذي القعدة : وافى رسول أبي طاهر الجنابي القرمطي ، فأطلق له من مال السلطان خمسة وعشرين ألف دينار من جملة خمسين ألف دينار ، ووفق عليها على أن يبذرق بالحاج ، فبذرقهم في هذه السنة .وفي هذا الشهر : صرف أبو عبد الله البريدي عن الوزارة واستوزر سليمان بن الحسن ، وكان البريدي قد ضمن واسطاً وأعمالها بستمائة ألف دينار .

    ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

    عبد الرحمن بن عمر بن أحمد ، أبو الحسين المعدل

    ابن حمة الخلال

    سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي، روى عنه البرقاني، والأزهري. وكان ثقة، وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة، وصلى عليه أبو حامد الاسفراييني ودفن بالشونيزي.

    عبد الصمد بن عمر بن محمد بن إسحاق

    أبو القاسم الدينوري الواعظ الزاهد

    قرأ القرآن ودرس فقه الشافعي على أبي سعيد الإصطخري، وسمع الحديث من أبي بكر النجاد، وروى عنه الأزجي، والصيمري. وكان ثقة، ولزم طريقة يضرب بها المثل من المجاهدة للنفس واستعمال الجد المحض والتعفف والتقشف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا علي بن المحسن التنوخي، قال: كان عبد الصمد يدق السعد في العطارين ويذهب مذهب التدين والتصون والتعفف والتقشف، فسمع عطاراً يهودياً يقول لابنه: يا بني قد جربت هؤلاء المسلمين فما وجدت فيهم ثقة، فتركه عبد الصمد أياماً ثم جاءه، فقال: أيها الرجل تستأجرني لحفظ دكانك. قال: نعم، وكم تأخذ مني ؟قال: ثلاثة أرطال خبز ودانقين فضة كل يوم، قال: قد رضيت، قال: فاعطني الخبز أدراراً واجمع لي الفضة عندك فإني أريدها لكسوتي. فعمل معه سنة، فلما انقضت جاءه فحاسبه فقال: انظر إلى دكانك، قال: قد نظرت، قال: فهل وجدت خيانة أو خللاً، قال: لا والله، قال: فإني لم أرد العمل معك وإنما سمعتك تقول لولدك في الوقت الفلاني أنك لم تر في المسلمين أميناً، فأردت أن أنقض عليك قولك وأعلمك أنه إذا كان مثلي وأنا أحد الفقراء على هذه الصورة فغيري من المسلمين على مثلها وما هو أكثر منها. ثم فارقه وأقام على دق السعد مدة وعرفه الناس واشتهر بفعله ودينه عندهم وانقطع إلى الوعظ، وحضور الجوامع وكثر أصحابه وشاع ذكره، وكان ينكر على من يسمع القضيب .أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا أحمد بن علي، قال: حدثني علي بن محمد بن الحسن المالكي، قال: جاء رجل إلى عبد الصمد بمائة دينار ليدفعها إليه، فقال: أنا غني عنها، فقال: ففرقها على أصحاب كهؤلاء، فقال: ضعها على الأرض. ففعل، فقال عبد الصمد للجماعة: من احتاج منكم إلى شيء، فليأخذ على قدر حاجته. فتوزعتها الجماعة على صفات مختلفة من القلة والكثرة ولم يمسها هو بيده. ثم جاءه ابنه بعد ساعة فطلب منه شيئاً، فقال له: اذهب إلى البقال فخذ منه على ربع رطل تمر .وبلغنا عن عبد الصمد أنه اشترى يوماً دجاجة وفاكهة وحلوى فرآه بعض أصحابه فتعجب فمشى وراءه فطرق باب أرامل وأيتام فأعطاهم ذلك ثم التفت فرآه فقال له: المتقي يزاحم أرباب الشهوات ويؤثر بها في الخلوات حتى لا يتعب بها جسمه ولا يظهر بتركها اسمه .توفي عبد الصمد بدرب شماس من نهر القلائين بالجانب الغربي يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذي الحجة من هذه السنة .وقيل: توفي ليلاً وكان يقول في حالة نزعه: سيدي لهذه الساعة خبأتك. صلي عليه بجامع المنصور، ودفن في مقبرة الإمام أحمد.

    أبو العباس بن واصل

    كان يخدم الكرج، وكان يخرج له في الحسان أنه يملك، فكانوا يهزأون به ويقول له بعضهم: إذا صرت ملكاً فاستخدمني، ويقول الآخر اخلع علي، والآخر يقول: عاقبني فصار ملكاً وملك سيراف، ثم البصرة، وقصد الأهواز، وهزم بهاء الدولة وملك البطيحة، وأخرج عنها مهذب الدولة علي بن نصر إلى بغداد بعد أن كان قد لجأ إليه في بعض الأحوال، فخرج إليه مهذب الدولة بما أمكنه من أمواله، وأخذت أمواله في الطريق، واضطر إلى أن ركب بقرة ودخل ابن واصل، فأخذ أموال مهذب الدولة، ثم إن فخر الملك أبا غالب قصد ابن واصل، فاستجار ابن واصل بحسان بن ثمال الخفاجي فصيره إلى مشهد علي عليه السلام، فتصدق هناك بصدقات كثيرة وسار من المشهد قاصداً بدر بن حسنويه لصداقة كانت بينهما فكبسه أبو الفتح بن عناز فسلمه إلى أصحاب بهاء الدولة بعد أن حلف له على الحراسة، فحمل إليه فقتله بواسط في صفر هذه السنة.

    ثم دخلت

    سنة تسع وعشرين وثلثمائة

    فمن الحوادث فيها :أن الفرات زادت أحد عشر ذراعاً وانبثق بثق من نواحي الأنبار ، فاجتاح القرى وغرقها وغرق الناس والبهائم والوحش والسباع وصب الماء في الصراة إلى بغداد وغرق شارع الجانب الغربي وغرق شارع باب الأنبار ، فلم يبق منه منزل إلا وسقط ، وتساقطت الأبنية على الصراة ، وسقطت قنطرة الصراة الجديدة ، وانقطع بعض العتيقة ، وزادت دجلة ثمانية عشر ذراعاً في أيار وحزيران .ومرض الراضي ، فقام في يومين أربعة عشر رطلاً من الدم ، كذلك قال الصولي ولما اشتدت علته أرسل إلى بجكم وهو بواسط يعرفه شدة علته ، ويسأله أن يعقد ولاية العهد لابنه الأصغر ، وهو أبو الفضل وتوفي الراضي ، وتولى الخلافة المتقي لله أخوه .

    باب ذكر خلافة المتقي بالله

    واسمه إبراهيم بن المقتدر ويكنى أبا إسحاق، وأمه أم ولد تسمى حلوب، أدركت خلافته، وولد في شعبان سنة سبع وتسعين ومائتين، وكان قد اجتمع الأشراف والقضاة في دار بجكم وشاوروه فيمن يولون، فاتفقوا عليه، فحمل من داره - وكانت بأعلى الحريم الظاهري - إلى دار الخلافة، فصعد إلى رواق التاج فصلى ركعتين على الأرض وجلس على السرير، وبايعه الناس. وكان استخلافه يوم الأربعاء لعشر بقين من ربيع الأول من هذه السنة .ولم يغدر بأحد قط، ولا تغير على جاريته التي كانت له قبل الخلافة، ولا تسرى عليها، وكان حسن الوجه، مقبول الخلق، قصير الأنف، أبيض مشرباً بحمرة، في شعره شقرة وجمودة، كث اللحية، أشهل العينين، أبي النفس، لم يشرب النبيذ قط .وكان يتعبد ويصوم جداً، وكان يقول: المصحف نديمي، ولا أريد جليساً غيره، فغضب الجلساء من هذا، حتى قال أبو بكر الصولي - وأودع هذا الكلام في كتابه المسمى بالأوراق، فقال: ما سمع بخليفة قط قال أنا لا أريد جليساً، أنا أجالس المصحف، سواه، أفتراه ظن أن مجالسة المصحف خص بها دون آبائه وأعمامه الخلفاء، وأن هذا الرأي غمض عنهم وفطن له .قال المصنف: فاعجبوا لهذا المنكر للصواب، وهو يعلم أنه كان هو والجلساء لا يكادون يشرعون فيما ينفع، وأقله المدح، فليته إذ قال هذا لم يثبته في تصنيف .وفي يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى: فرغ من مسجد براث وجمع فيه الجمعة .أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: كان في الموضع المعروف ببراثا مسجد يجتمع فيه قوم ممن ينسب إلى ثابت قال: كان في الموضع المعروف ببراثا مسجد يجتمع فيه قوم ممن ينسب إلى التشيع، يقصدونه لا للصلاة والجلوس، فرفع إلى المقتدر بالله أن الرافضة يجتمعون في ذلك المسجد لسب الصحابة، والخروج عن الطاعة، فأمر بكبسه يوم الجمعة وقت الصلاة فكبس، وأخذ من وجد فيه فعوقبوا وحبسوا حبساً طويلاً، وهدم المسجد حتى سوي بالأرض، وعفى رسمه، ووصل بالمقبرة التي تليه، ومكث خراباً إلى سنة ثمان وعشرين وثلثمائة، فأمر الأمير بجكم بإعادته وإحكامه وتوسعة بنائه، فبني بالآجر والجص، وسقف بالساج المنقوش، ووسع فيه ببعض ما يليه مما ابتيع له من الأملاك التي للناس، وكتب في صدره اسم الراضي بالله، وكان الناس ينتابونه للصلاة فيه والتبرك، ثم أمر المتقي بالله، بعد، بنصب منبر فيه، وكان في مدينة المنصور معطلاً مخبوءاً في خزانة المسجد، عليه اسم هارون الرشيد، فنصب في قبلة المسجد، وتقدم إلى أحمد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي، وكان الإمام في مسجد الرصافة بالخروج إليه، والصلاة بالناس فيه الجمعة، فخرج وخرج الناس من جانبي مدينة السلام، حتى حضروا هذا المسجد، وكثر الجمع، وحضر صاحب الشرطة، فأقيمت صلاة الجمعة فيه يوم الجمعة لاثننتي عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وثلثمائة، وتوالت صلاة الجمع فيه، ثم تعطلت الصلاة فيه بعد الخمسين وأربعمائة .وفي يوم الخميس لسبع خلون من جمادى الآخرة: سقطت رأس القبة الخضراء بالمدينة .أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا إبراهيم بن مخلد إسماعيل بن علي الخطبي قال: سقطت رأس القبة الخضراء التي في قصر أبي جعفر المنصور لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين، وكان تلك الليلة مطر عظيم، ورعد هائل، وبرق شديد، وكانت هذه القبة تاج بغداد، وعلم البلد، ومأثرة من مآثر بني العباس عظيمة، بنيت أول ملكهم، وكان بين بنائها وسقوطها مائة وسبع وثمانون سنة .أخبرنا القزاز، قال: قال لي أبو الحسين بن عياش: اجتمعت أيام المتقي بالله إسحاقات كثيرة، فانسحقت خلافة بني العباس في أيامه، وانهدمت قبة المنصور الخضراء التي كان بها فخرهم فقلت له: ما كانت الإسحاقات ؟قال: كان يكنى أبا إسحاق، وكان وزيره القراريطي، يكنى: أبا إسحاق، وكان قاضيه ابن إسحاق الخرافي، وكان محتسبه أبو إسحاق بن بطحاء، وكان صاحب شرطته أبو إسحاق بن أحمد، وكانت داره القديمة في دار إسحاق بن إبراهيم المصبي وكانت الدار نفسها دار إسحاق بن كنداح .واشتد الغلاء في جمادى الأول وزاد، وبلغ الكر الدقيق مائة وثلاثين ديناراً، وأكل الناس النخالة و الحشيش، وكثر الموت حتى دفن جماعة في قبر واحد بلا صلاة، ولا غسل، ورخص العقار و القماش حتى بيع ما ثمنه دنانير بعددها دارهم .وفي هذه السنة خرج التشرينان والكانونان وشباط بلا مطر إلا مطرة واحدة خفيفة لم يسل منها ميزاب وقطع الأكراد على قافلة خرجت إلى خراسان فأخذوا منها ما مبلغه ثلاثة آلاف دينار وكان أكثر المال لبجكم وزادت الفرات زيادة لم يعهد مثلها، وغرقت العباسية، ودخل الماء شوارع بغداد فسقطت القنطرة العتيقة والجديدة .وفي شوال: اجتمعت العامة في جامع دار السلطان، وتظلمت من الديلم ونزولهم في دورهم بغير أجرة، وتعديهم عليهم في معاملاتهم، فلم يقع إنكار لذلك فمنعت العامة الإمام من الصلاةوكسرت المنبرين، وشعثت المسجد، ومنعهم الديلم من ذلك فقتلوا من الديلم جماعة .و في هذا الشهر: تقلد أبو إسحاق محمد بن أحمد الإسكافي وزارة المتقي، وخلع عليه .ووقع الموت في المواشي والعلل في الناس، وكثرت الحمى ووجع المفاصل، ودام الغلاء حتى تكشف المتجملون، وهلك الفقراء، واحتاج الناس إلى الاستسقاء فرئي منام عجيب .أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزاز، أنبأنا علي بن عبد المحسن، عن أبيه قال: حدثني أبو الحسن أحمد بن يوسف الازرق، حدثنا أبو محمد الصلحي الكاتب قال: نادى منادي المتقي بالله في الأسواق أن أمير المؤمنين يقول لكم معشر رعيته أن امرأة صالحة رأت النبي صلى الله عليه وسلم في منامها فشكت احتباس القطر، فقال لها: قولي للناس يخرجون في يوم الثلاثاء الأدنى ويستسقون، ويدعون الله، فإنه يسقيهم في يومهم، وأن أمير المؤمنين يأمركم معاشر المسلمين بالخروج في يوم الثلاثاء كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تدعوا وتستسقوا بإصلاح من نياتكم، وإقلاع من ذنوبكم. قال: فأخبرني الجم الغفير أنهم لما سمعوا النداء ضجت الأسواق بالبكاء والدعاء، فشق ذلك علي، قلت: في منام امرأة لا يدرى كيف تأويله، وهل يصح أم لا، ينادي به خليفة في أسواق مدينة السلام، فإن لم يسقوا كيف يكون حالنا مع الكفار، فليته أمر الناس بالخروج ولم يذكر هذا، وما زلت قلقاً حتى أتى يوم الثلاثاء، فقيل لي أن الناس قد خرجوا إلى المصلى مع أبي الحسن أحمد بن الفضل بن عبد الملك إمام الجوامع، وخرج أكثر أصحاب السلطان والفقهاء والأشراف، فلما كان قبل الظهر ارتفعت سحابة، ثم طبقت الآفاق، ثم أسبلت عزاليها بمطر جود، فرجع الناس حفاة من الوحل .وفي هذه السنة: لم يمض الحاج إلى المدينة لأجل طالبى خرج في ذلك الصقع .

    أحمد بن إبراهيم

    بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد ، أبو عثمان

    ولي قضاء مصر وقدم إليها، ثم عزل فأقام بها إلى أن توفي في رمضان هذه السنة، حدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، وخلق كثير، وكان ثقة كريماً حيياً.

    أحمد بن إبراهيم بن تومرد الفقيه :

    تفقه على أبي العباس بن سريج، خرج من الحمام فوقع عليه حائط فمات في هذه السنة.

    إسحاق بن إبراهيم بن موسى

    أبو القاسم الغزال الفقيه

    ولد في سنة أربعين ومائتين، وحدث عن الحسن بن عرفة، ومحمد بن سعد العوفي، روى عنه يوسف الوقاس وتوفي بمصر في هذه السنة.

    بجكم التركي :

    كان أمير الجيش، وكان يلقب أمير الأمراء قبل ملك بني بويه، وكان عاقلاً يفهم بالعربية ولا يتكلم بها، ويقول: أخاف أن أخطئ، و الخطأ من الرئيس قبيح وكان يقول: إن كنت لا أحسن العلم و الأدب فأحب أن لا يكون في الأرض أديب ولا عالم ولا رائس صناعة إلا في جنبتي، وتحت اصطناعي، وكان قد استوطن واسطاً، وقرر مع الراضي بالله أن يحمل إلى خزانته من مالها في كل سنة ثماني مائة ألف دينار بعد أن يخرج الغلة في مؤونة خمسة آلاف فارس يقيمون بها، وكان قد أظهر العدل، وكان يقول: قد نبئت أن العدل أربح للسلطان في الدنيا والآخرة، وبنى دار ضيافة للضعفاء والمساكين بواسط، وابتدأ بعمل المارستان ببغداد وهو الذي جدده عضد الدولة، وكانت أمواله كبيرة فكان يدفنها في داره وفي الصحارى، وكان يأخذ رجالاً في صناديق فيقفلها عليهم، ويأخذ صناديق فيها مال ويقود هو بهم إلى الصحراء، ثم يفتح عليهم فيعاونونه في دفن المال، ثم يعيدهم إلى الصناديق، فلا يدرون أي موضع حملهم، ويقول: إنما أفعل هذا لأني أخاف أن يحال بيني وبين داري، فضاعت بموته الدفائن .وبعث بجكم إلى سنان بن ثابت الطيب بعد موت الراضي، وسأله أن ينحدر إليه إلى واسط، فانحدر إليه فأكرمه، وقال له: إني أريد أن أعتمد عليك في تدبير بدني، وفي أمر آخر هو أحب إلي من أمر بدني، وهو أمر أخلاقي لثقتي بعقلك ودينك فقد غمتني غلبة الغضب والغيظ، وإفراطهما في حتى أخرج إلى ما أندم عليه عند سكونهما من ضرب وقتل، وأنا أسألك أن تتفقد لي ما أعمله فإذا وفقت لي على عيب

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1