على جدار الذاكرة2
By محمد جميل
()
About this ebook
مع بداية موسم الحكي، تتقاطع الأفكار، تحارب الأحرف ذاكرة النسيان، فتدمى وتدمي على شكل جراحات في هيئة جمل وفقرات، منها ما يلامس عمق المشاعر الإنسانية، ومنها ما يحاور الواقع وآفاقه المبهمة، ومنها ما يستمتع بالسخرية من هامش الثقافة المعلبة، ومنها ما هو جدي وما هو عبثي، ما هو واقعي وما هو متخيل، ما هو محزن وما هو ساخر، كلها خواطر ذرفتها ذاكرة ترفض النسيان، فتبحر في التذكر والبوح، علّها بذلك تشفي ندوباً متوارية خلف جدار الذاكرة. فكان ما كان... خواطر من الذاكرة
Related to على جدار الذاكرة2
Related ebooks
ملخص كتاب طوق الحمامة Rating: 4 out of 5 stars4/5أهيم في مدن هزمها سواد عينيك Rating: 5 out of 5 stars5/5عربي الهوى: و اختصار كل شيئ هو أنا نحب Rating: 4 out of 5 stars4/5وأخَذَتكَ الأعرَافُ مِنِّي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحالة حب موسمية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأجنحة المتكسرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقيراط الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسرمد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسَوَانِحُ عَابِرَة إلى نُفُوسٍ حَائِرَة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدمعة وابتسامة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزوج التنتين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسمراء ولكن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقتل السيدة ثُريَّا: للحب خناجرُ ثائرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكان لي وطن Rating: 0 out of 5 stars0 ratings7 أعوام من الخريف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالباريسية الحسناء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقيد الفقد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأجنحة المتكسرة: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأرواح المتمردة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسالة إلى خاتمة الملكات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقرصانة الحب Rating: 5 out of 5 stars5/5الوابل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعاصير مغرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابتسامات ودموع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن أجل الحبيب Rating: 4 out of 5 stars4/5ديوان عابر سبيل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأمنيات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص مصرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزخارف بايدي جزائرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsضاميك ولا ارتويتك Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for على جدار الذاكرة2
0 ratings0 reviews
Book preview
على جدار الذاكرة2 - محمد جميل
على جدار الذاكرة 2
إهداء إلى روح أخي العزيز وإلى أمي الغالية هدى.
مقدمة:
مع بداية موسم الحكي، تتقاطع الأفكار، تحارب الأحرف ذاكرة النسيان، فتدمى وتدمي على شكل جراحات في هيئة جمل وفقرات، منها ما يلامس عمق المشاعر الإنسانية، ومنها ما يحاور الواقع وآفاقه المبهمة، ومنها ما يستمتع بالسخرية من هامش الثقافة المعلبة، ومنها ما هو جدي وما هو عبثي، ما هو واقعي وما هو متخيل، ما هو محزن وما هو ساخر، كلها خواطر ذرفتها ذاكرة ترفض النسيان، فتبحر في التذكر والبوح، علّها بذلك تشفي ندوباً متوارية خلف جدار الذاكرة. فكان ما كان... خواطر من الذاكرة
أ. لعنة العراف
قبل الزواج وفرحة اللقاء والتقاء الساق بالساق ذهبت متأثرة بحدس أمها الآمية إلى العراف لتقرأ الطالع، وتسأل ملوك الإنس والجان عن ملاءمة نجمها بالعريس وتوافق برجها مع برجه، وليتصفح المستقبل بعيشته الهنيئة أو التعيسة، ويحفر تفاصيل أرق الوصال، ويمدها بتعويذة أو تعويذتين اتقاء عين الحسود وأخرى تجعل زوجها لا يرى سواها، تمت المهمة، ونجح العراف في طمأنة الزوجة على مستقبلها، متفنناً في أساليب الإقناع والمراوغة التي أرادت نفسيتها سماعها، وأخذ المقسوم بعدما تحسس بشهوانية لبضع دقائق جسدها تحت ذريعة التحصين الواجب من أسياد الجان.
وبعد أيام، من التجهيز واختيار الفساتين والهدايا والعطور، جاء موعد الزفاف، ولأننا في بلد يمنع الاختلاط خوفاً على عذرية العينين والرجلين والشفتين، واتقاءً لشر فتنة صنعتها التقاليد والقيم كما يقال، كان هناك قاعتان، واحدة للرجال وواحدة للنساء، طبع على الأولى الوقوف والسلام، واتسمت الثانية بالرقص والزف، واختيار مبالغ فيه لتسريحات الشعر والمكياج والأزياء، وتصريح عام بالممتلكات من ذهب ولؤلؤ ومختلف صنوف العطور والطيب، حتى يظن الواحد أن الداخلة للقاعة ليست مدعوة، بل محل مجوهرات وأزياء متنقل، واختلفت التعابير ما بين الوجوه، فبرزت الضحكات الصفراء وأساليب المجاملة المصطنعة، والضحك على الذقون وتحت الذقون وفوقها، وتاهت الأعين ما بين بنت فلان وفلان، ونشطت النميمة، والانتقادات انطلاقاً من الإضاءة إلى اختيار القاعة، إلى أنواع المقبلات والعصائر، وأطقم القهوة والشاي، وجودة المملحات والسكريات، مروراً بصنوف المأكولات، وانتهاءً بالعروس وفستانها وتسريحة شعرها وتعابير وجهها، فكانت كمية الانتقادات الموجهة أكثر بمراحل مما نالته حكومتنا الموقرة على مدى سنوات من المعارضة، وانتهى الفرح والعرس كما بدأ بعبارات ظاهرها المجاملة والتوفيق للعريسين وباطنها لا يعلمه إلا مُقلب القلوب سبحانه.
انتهى العرس تاركاً وراءه عدداً لا حصر له من الانتقادات والعبارات والضحكات والدموع وكذلك الديون، انتهى بعد ليلة عصيبة حضر فيها الحبيب والقريب والجار والزميل، وكذلك العراف، ليسدل الستار عن ليلة أخرى ضمن مسرحيات زمننا الجميل، ولينتقل فرح اللقاء إلى روتين يومي، ما بين مشاغل العمل وزحمة الطرقات والتزامات الأهل والعائلة، وعتب رواد الديوانية، لتفشل كل تنبؤات العراف وتصدر ورقة الطلاق ككرت حاسم بعدما تعاظمت المشاكل وانسد الأفق، وفشل المحكمون في التوفيق.
هو يقول: تزوجت حصناً من المشاكل، لكل يوم لها طلبات، مع قدرة عالية على تعكير صفاء الحياة بأساليب لا حصر لها.
وهي تقول: تزوجت خطأ من رجل لا يفهم شعور النساء ولا يدلل زوجته ودائم الخروج ولم يستطع بعد تحمل المسؤولية.
وما بين هي وهو أقول: أما أنا فقد رفعت شعار العزوبة للأبد، فهل من مزيد؟
ب. احترامي لبائعة المشاعر
سيدتي العزيزة
تحية طيبة وبعد..
مازلت رغم مضي أشهر من ارتباطك المفاجئ وزواجك ممن اختاره قلبك، على حسب قولكِ في آخر رسالة لك، حيث لا تزال هذه الرسالة اللعينة تستقر في أحشاء هاتفي، الذي أهديتني إياه في عيد ميلادي العشرين، وبالرغم من مرور أشهر لم أُشفَ بعد منكِ، مازالت سيدتي تلك الصدمة عالقة في أحشائي، وعذراً فمن اليوم قررتُ أن أناديكِ بسيدتي، بدل حبيبتي، احتراماً لمن له العصمة عليكِ، واحتراماً لقدسية كلمة حبيبتي.
نعم أعترف بأني ربما لم أكن الفارس الوسيم الذي رسمتهُ مخيلتك الساذجة ذات الغرور، ربما لم أكن أكثر شاعرية من أبطال مسلسلاتك الوهميين، ربما خانني التعبير أكثر من مرة وأنا أحاول قراءة تفاصيل عيونك التائهة، ربما كنت غبياً أكثر من اللازم، وربما عجز جيبي البسيط عن حل ألغاز الماركات التي لم أستسِغها يوماً، ربما هي الأقدار أو حكم الآلهة عشتار أو لأي شيء في خاطركِ أخفيتِه بإتقان.
سيدتي..
ربما نسيتِ تفاصيل لقائنا الأول، أنا مازلتُ أذكره، كنت جالساً في زاوية قصيرة من المقهى المطل على البحر وأنتِ كنتِ زهرة نضرة من عبق جبال الأناضول، تعتمرين بدلة عصرية أنيقة، وتنظرين إليّ باستحياء، اضطررت مع تكرار نظراتك أن أفتش من ورائي عن جالس آخر، فربما خانني التخمين، لكنك كنتِ ترسلين رسائلك القاتلة لي، وأنا الفارس المهزوم في مملكتكِ، كنت ملاكاً بين صديقاتك وأنا كنتُ جالساً مع كتاب الكوميديا الإلهية لدانتي ألغيري، وحيداً ممتطياً هودج السرد ومسافراً في تفاصيل الجمال الروماني، ولم أستيقظ إلا بسهام عينيكِ، فصرتُ المصروع قبل الكلام، فعلاً حينها أدركت أن الحب شعور يتجاوز بلاغة الشعر وسحر القوافي والكلام.
ومازلت أتذكر تفاصيل لقاءاتنا في المقاهي، السينما وخلف الجمعية، في المجمعات الأسمنتية المكيفية، التي بناها بإتقان أصحاب رؤوس الأموال ليحمونا من حرارة الجو ويسرقونا بطيب خاطر عن طريق إعلاناتهم وماركاتهم المزعومة، مازالت كل تلك الأماكن عندي محرمة كشواهد ممنوعة، لأنها تذكرني بآلام غير مفهومة، وحب زعمتِ يوماً أنه لي، فنسجت بناءً عليه أحلاماً وأحلاماً، سرعان ما حكم أسسها إعلانك الدستوري بالزواج بدون تصويت أو انتخاب أو حتى عراك مصطنع.
أتفهم سيدتي جيداً زواجك لأني مدرك إلى حد الثمالة طموحاتك، ومرادك بشكل أكبر لحجم التزامتك الشكلية التي يفرضها مجتمعنا الاستهلاكي، أنا لا ألومك، بل ألوم نفسي وسذاجتي وغبائي المطلق في الحب، ألوم الحسرة المتشظية في جبيني، وألوم الواقع المؤلم الذي شاءت الصدف أن أولد فيه، ألوم الوالد والوالدة اللذين لم يخططا للزواج والإنجاب في زمن آخر، وألوم وفائي وقذارة اشتياقي، وألوم هذه الدمعة التي خانتني وانطلقت بدون إذن من مقلتي لترسم وادياً على خدي، ألوم أفكاري الوردية، ورواياتي التي قرأتها عن حب صنعته الفرصه وحبكته الأقدار وحطمته إرادة جامحة في الارتقاء، ألوم القلم والورق ومدونات الكواكبي وأحمد شوقي وإيليا أبو ماضي، ألوم ذوقي المتخلف الذي اختار بقلبه من حطم فؤاده.
سيدتي..
وأنا أكتب لكِ هذه الرسالة العاشرة، التي لن تقرئيها، أتمنى لكِ التوفيق وإنجاب الأولاد والسفر المتكرر لبلاد الألزاس ولبس الحُلي والمجوهرات من لؤلؤ وألماس ومرجان.
كما أتمنى لكِ الانغماس أكثر في شكلية اللباس والذوق والمكياج، وأتمنى رغم معرفتي المسبقة بقصر