Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

سلسلة ( فلسفة الشيفرة الكونية ) مفاتيح البيان في الوجود و الأكوان
سلسلة ( فلسفة الشيفرة الكونية ) مفاتيح البيان في الوجود و الأكوان
سلسلة ( فلسفة الشيفرة الكونية ) مفاتيح البيان في الوجود و الأكوان
Ebook585 pages10 hours

سلسلة ( فلسفة الشيفرة الكونية ) مفاتيح البيان في الوجود و الأكوان

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

ترتكز الفلسفة الحديثة المعاصرة (الشيفرة الكونية) في هذا الكتاب على ستة قواعد تصطف كــ التالي :  

( المنطق الفلسفي -  نواميس الكون -  الفيزياء  -  الكيمياء -  الرياضيات -  علوم الطبيعة ).

هذه القواعد  والأركان الستة : تشكل أساس نظريتنا العلمية الفلسفية المثبتة كــ قواعد بالمراقبة الحسية المباشرة

ومن خلال خلاصات هذه العلوم المختصة الستة، تشكلت نظريتنا الحديثة الفلسفية عن الكون  والوجود من أصوله ذاتها , أي من حيز الأكوان والزمان والوجود , وتحتوي النظرية على ( 74 ) ناموسًا كونيًا شموليًا.

وهذا غير مسبوق في تاريخ الفلسفة

ترتكز الفلسفة الحديثة المعاصرة (الشيفرة الكونية) في هذا الكتاب على ستة قواعد تصطف كــ التالي :  

( المنطق الفلسفي -  نواميس الكون -  الفيزياء  -  الكيمياء -  الرياضيات -  علوم الطبيعة ).

هذه القواعد  والأركان الستة : تشكل أساس نظريتنا العلمية الفلسفية المثبتة كــ قواعد بالمراقبة الحسية المباشرة

ومن خلال خلاصات هذه العلوم المختصة الستة، تشكلت نظريتنا الحديثة الفلسفية عن الكون  والوجود من أصوله ذاتها , أي من حيز الأكوان والزمان والوجود , وتحتوي النظرية على ( 74 ) ناموسًا كونيًا شموليًا.

وهذا غير مسبوق في تاريخ الفلسفة.

LanguageEnglish
PublisherGreen Wave
Release dateJun 16, 2022
ISBN9798201076634
سلسلة ( فلسفة الشيفرة الكونية ) مفاتيح البيان في الوجود و الأكوان

Read more from Green Wave

Related to سلسلة ( فلسفة الشيفرة الكونية ) مفاتيح البيان في الوجود و الأكوان

Related ebooks

Philosophy For You

View More

Related articles

Reviews for سلسلة ( فلسفة الشيفرة الكونية ) مفاتيح البيان في الوجود و الأكوان

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    سلسلة ( فلسفة الشيفرة الكونية ) مفاتيح البيان في الوجود و الأكوان - Green Wave

    الفهرس

    الحلول والبدائل المقترحة

    نظام جماهيري مؤسساتي مدني محلي منتخب مكلف** نجم ** 

    1 : المصالحة بين الفرد والجماعة, العلاقة بينهم

    2 : توضيح من هو الآخر بالنسبة للذات

    3 : الآليات والهيكلية المقترحة للنظام الاجتماعي

    4 :  قوانين و إجراءات ضرورية عامة

    الفصل الثاني: قوانين داخلية أساسية لا بد منها كقواعد عامة

    1 : إعادة النظر في حقوق الإنسان , وإعادة تعريفه

    1 : وثيقة إصلاحات أور كاجينا

    2 : شريعة أور نمو

    3 : شريعة لبت عشتار

    4 : قانون اشنونا

    5 : شريعة حمورابي

    2 : إعادة النظر في حقوق المواطنة وطبيعتها

    3 : إعادة النظر في قضية تركيب (نجم) الداخلي

    4 : مراعاة وجود و حقوق المكونات الثقافية للمجتمع

    الفصل الثالث: قوانين و نظام بنيوي اقتصادي جديد

    1 : تقليل ساعات العمل كحل لمشكلة البطالة وتحسين وضع المأجورين

    2 : تقليص ساعات العمل ما بين 4 إلى 6 ساعات,

    3 : رفع مستوى الأجور بما يتلاءم مع مستوى ارتفاع الأسعار,

    4 : ربط معدل الأجور مع ارتفاع الربح,

    5 : إشراك المأجورين في الرأي

    6: إعادة تأهيل المستخدمين و توجيههم إلى الاكتفاء الذاتي

    . 7 : تسهيل الإقراض الرمزي و الفوائد لمن يرغب في إقامة مشروع إنتاجي ,

    8 : مراعاة العمل المستدام

    9: العمل في ما يحب الإنسان ويرغب

    10 : تخفيض سن التقاعد ويقدم مرحلة انتقالية بين  التقاعد وما قبله

    11 : تشغيل المتقاعدين في مجالات تتناسب مع حاجاتهم وإمكانياتهم

    12 : إعادة  توزيع أماكن العمل حسب المهنة و العمر والإمكانيات

    الفصل الرابع: القاعدة المادية الأساسية  للبنية الاقتصادية الاجتماعية

    أ : قانون فائض القيمة (الربح)

    ب : الملكية الخاصة :

    فائض الإنتاج ..

    فائض القيمة ..

    1 : الملكية الخاصة

    2 : الربح القانوني

    3 : الربح المقارن

    4 : الربح المفتوح

    5 : الربح المبطن والمقنع

    6 : الربح الأسود

    7 : الربح الصناعي أو الإنتاجي

    8 : الربح والإنتاج الزراعي

    9 : الريع أو الربح العقاري

    10 : الربح التجاري

    11 : الربح الأمني والعسكري

    12 : الربح ألمعلوماتي

    13 : الربح الخدماتي

    14 : التصنيع و الربح الغذائي

    15: الربح العلاجي والدوائي

    16 : الربح المالي الربوي

    17: أنواع مستجدة من الربح

    18 : الربح المستحق :

    مراجع الكتاب الثالث

    تَوْطِئة

    ترتكز الفلسفة الحديثة المعاصرة (الشيفرة الكونية) في هذا الكتاب على ستة قواعد تصطف كــ التالي : 

    ( المنطق الفلسفي -  نواميس الكون -  الفيزياء  -  الكيمياء -  الرياضيات -  علوم الطبيعة ).

    هذه القواعد  والأركان الستة : تشكل أساس نظريتنا العلمية الفلسفية المثبتة كــ قواعد بالمراقبة الحسية المباشرة

    ومن خلال خلاصات هذه العلوم المختصة الستة، تشكلت نظريتنا الحديثة الفلسفية عن الكون  والوجود من أصوله ذاتها , أي من حيز الأكوان والزمان والوجود , وتحتوي النظرية على ( 74 ) ناموسًا كونيًا شموليًا.

    وهذا غير مسبوق في تاريخ الفلسفة

    المقدمة

    حين ننظر حولنا في هذا الكون الفسيح المترامي الأبعاد , ونرى الكم الهائل من الأشياء المتاحة لنا ولرصدنا , سنعتقد للوهلة الأولى أننا من المستحيل أن نتمكن من فهم هذا الكون الشاسع ونصاب بالدهشة أكثر حين نتعمق في فهم هذه الأشياء المتنوعة وكمها الهائل , ولكن حين ننظر إلى شيء ما محدد وبسيط سيختلف الأمر فورا ونبدأ القدرة على التفكير , وهذا يعطينا مؤشر سريع أولي أن كل شيء موجود لا بد من اتباع نظام معين له , ولا بد من فهم نظام عمل هذا الشيء أو ذاك قبل أن نباشر النشاط والقيام بأي نشاط .

    ولكل شيء موجود أو وحدة معينة من الأشياء التي يمكن أن نراها نظامه الخاص به وقوانينه ونواميسه وظروف تشكله والكثير غيرها من المعلومات الضرورية عن أي شيء قبل البدء بالعمل , أي لا بد من مرحلة معرفة وبحث عن الشيء أولا وفهم نواميسه الداخلية وعلاقاته الخارجية وغيرها , وبعد ذلك تأتي مرحلة التطبيق والممارسة , أننا نقوم بهذه العملية حتى في ابسط النشاطات , ولكنا لا نرصد ذلك بل نستعمله وكأنه شكل لا إرادي من عمل الدماغ والوعي .

    و هنا يبدأ مكمن الخلل في فهمنا لذاتنا ولقدرات دماغنا , وقدرتنا على السيطرة عليه وتشغيله واستعماله بشكل إرادي قدر الإمكان , أي تحويل ما امكن من طاقته إلى طاقة إرادية يمكن توجيهها والاستفادة من هذا التشغيل والاستعمال الإرادي , وهنا تصبح لدينا مساحة إضافية غير متخيلة من الإرادة , و الإرادة تعني حرفيا , (حشد جميع الطاقات

    و القدرات الإنسانية المادية والفكرية الذهنية والروحية معا وتسخيرها كطاقة محركة لتحقيق هدف معين).

    هذا هو تعريف الشيفرة الكونية لمفهوم الإرادة .

    وبهذا يتضح لنا تماما أن لكل شيء نواميسه وعلينا فهمها لكي نتمكن من التعامل مع أي شيء موجود , وهنا تبرز لدينا قضية ضرورية , طالما هي ظاهرة لنا يمكننا رصدها فبالضرورة أن لدينا القدرة على فهمها وتحليلها والبحث عن مصادرها لكي نتمكن من فهم أصولها ومنشأها , وهذا يعتبر من أساسيات نواميس المعرفة ذاتها كنشاط أنساني يخضع لنواميس معينة  أيضا وهو فاعل متفاعل مفعول .

    وحين البحث عن هذه النواميس في مصدرها تكتشف على الفور أن مصدرها شيء عام شمولي اشمل من كل النواميس ويشملها جميعها أيضا , بل ويشكل الأساس الثابت لها بينما تتحرك هي في نطاق معين يسمح لها بتشكيل تفاصيل متنوعة مذهلة منظمة مقنونة بشكل يثير الدهشة من هذا النظام المتقن الإبداعي العميق , أنه الوجود المطلق والعام والشمولي والأزلي و ألا نهائي , أنها المطلقيات الكونية التي تشكل أساس الوجود , وتأتي هذه المطلقات لتشكل المدخل الأول لفهم التفاصيل ألاحقة .

    وهذا المطلق الكوني الموزع على ستة فروع نسميها ( المطلقات الستة) دماغ الإنسان  عاجز عن فهمها العميق ودوما يخضعها لوعيه المسطح عن الحقيقة فيسطحها , وهنا لا نبحث في المطلقيات ذاتها بل نبحث في النواميس التي نشأة عن هذه المطلقات , فهذه لدينا القدرة على رصدها وفهمها وتفكيك رموزها , وبالمراقبة و الرصد تمكنا من فهم نواميس معينة تضبط الظواهر الكبيرة مثل المجموعة الشمسية و المجرات البعيدة وحركتها وانتظامها , ادركناها كعقل ووعي جمعي .

    وفي جميع الفلسفات القديمة ما قبل النظام السياسي , بحث موضوع المطلق والشمولي والعام والأزل وألا نهائي , ويقر بها الجميع وبحقيقة أنها غير مفهومة للوعي البشري حتى الآن , و أنها أساس ووعاء الوجود و الأكوان , و أنها المطلق الذي عجزنا عن فهمه وسيبقى كذلك إلا ما لا نهاية , وفي الأديان والفلسفة القديمة تتنوع التسمية لهذا المطلق.

    ولكن في النهاية المضمون متفق عليه من حيث المبدأ , أي قوة غير مفهومة تنظم هذا الكون وتضبطه , قوة ذكية وضعت الكون و النواميس كلها , وجهة أخرى  ترفض تسمية ذكية وتقول طبيعية , و أخرى تجزئها لعدة قوى متناقضة كما في الفلسفة والديانة الكنعانية القديمة , و الأخلاط الأربع المعروفة لدى الكنعانيين القدماء , هي ذاتها التي اقتبسها اليونان وشكلوا أساس آلهتهم عليها , بل نظرية الأخلاط الأربعة المنسوبة لليونان هي أيضا من منتجات الحضارة الكنعانية حرفيا .

    لنعود إلى موضوعنا الأساسي  !

    أن لكل شيء أي كان نوعه وحجمه نواميس , ولكن هذه النواميس جميعها متشابهة ومصدرها نظام اشمل و أوسع , وبدا الإنسان  في اكتشاف قوانين كونية مباشرة مرصودة مثل قانون  الجاذبية العام وغيره من النواميس الكونية الفيزيائية والمنطقية وغيرها , وبهذا توصلنا إلى تأكيد قاطع أن هناك قوانين شمولية كونية تشمل كل شيء في الكون , وأن هذه النواميس هي في النهاية موحدة ويمكننا فهمها , بل ورصدها ووضعها في نظام معين لنتمكن من استعمالها ذهنيا

    و افضل طريقة لتحقيق ذلك هي أن نضعها في نظام مشابه لوجودها وفعلها في الواقع قدر الإمكان , وبذلك نصبح قريبين من الواقع اكثر وقادرين على فهمه وتسخير نواميسه لصالحنا قدر المستطاع لإرادتنا وعقلنا وطاقاتنا الذهنية الجبارة

    وبعد فهم الخاص و العام الشمولي اصبح لدنا واضح أن الكون ذاته له نواميس بل أن الوجود بحد ذاته ليس سوى معادلة ما , وهذا أوصلنا إلى نتيجة حتمية وهي أن الوجود عبارة عن معادلات رياضية ونظام معين يحكم حركة ووجود الأشياء , وهو السهل الممتنع والبسيط والمعقد والظاهر أمامنا والخفي , والثابت والمتحرك والمنسجم والمتناقض , وأي كان هذا الوجود نوعه فهو غارق في النهاية في جملة من الظروف والشروط والضرورات والحتميات المحتملة والجبرية أحيانا

    و المحيطة التي تتحكم بالحدث  .

    لكي نفهم أي شيء بسيط علينا أولا فهم نظام عمله وإلا بقينا في حيرة من كيفية التعامل معه قبل فهم هذا النظام, ولكي نفهم النظام الشامل الخاص بنا , علينا أن نفهم النظام العام للوسط المحيط أيضا , ولكي ندرك اصل هذا النظام وهذه النواميس يجب العودة إلى جذورها ومنشأها , وبذلك نحن مضطرين إلى متابعة هذه الجذور إلى ابعد حد ممكن , وهذا يعني أننا بإمكاننا تتبع تمظهر هذه النواميس منذ بداية المواد الغازية الأولية للكون , أي من الكون الجنيني المبكر

    و بدايات التشكل الأولي للمادة الغازية الأولية , هذا رصديً ولكن نظريا بإمكاننا القول أن النواميس موجودة بوجود الحيز الكوني وأن هذا النظام شمولي هو تكامل متوازن , والحيز الكوني الأول يحمل هذه النواميس في داخله أزليا

    وهي ليس خارجية عنه بل من جوهره ذاته ومن خواصه .

    كيف نبدأ ومن أين ...؟

    جرت العادة دوما أن نبدأ في المعرفة من ذاتنا , من أين نحن الآن , ننطلق من حيث نحن إحداثيات ومعرفيا و زمنيا ووجوديا , هذا يبدو طبيعي حتى الآن ,, ولكن دعنا ننظر زاوية ثانية للأمر , نحن ننطلق دوما من معارفنا وتفكيرنا دوما من كوكب الأرض أي من مستوى تطور الحياة على هذا الكوكب , ونعتبر هذا الكوكب هو منطلقنا للمعرفة

    و البحث لكشف الحقائق عن الأشياء الموجودة على الأرض ومن حولنا في الفضاء و حقيقة الكون .

    ولكن لو نظرنا إلى الأمر ابعد قليلا من ذلك أين كانت الأرض مثلا قبل هذا الموقع الإحداثي الحالي , وماذا كانت والمجموعة الشمسية كذلك , بل والمجرة بكاملها , أننا نظريا قادرين على فهم ذلك كله بل اصبح متوفر لدينا معرفيا كمعلومات نظرية رصدية للواقع مباشرة ومعادلات نظرية ورياضية تعطينا النتائج القريبة جدا للحقيقة والمسار العام لذلك فيما لو غضينا البصر عن جملة من التفاصيل الغير ممكنة بحكم صعوبة تتبع تفاصيل رصدية عن حركة التشكل والتحلل للمواد والعناصر أثناء مسيرتها وتطورها حتى وصلت إلى الشكل الحالي الذي هي عليه .

    معرفيا لدينا القدرة والمعلومات ولكنا لا نريد القيام بذلك إراديا أما لكوننا اعتدنا على ذلك وحسب , أو لأسباب أخرى قد تكون كثر ولكن في النهاية هذا يعني أن هناك خطاء ما زال شائع في طريقة تفكيرنا , بحيث اتسعت معارفنا كثيرا ولكنا ما زلنا نعتمد نفس المنهجية السابقة القديمة التي قد تصل إلى ألاف السين في قدمها لبعض القضايا .

    نرى بكل وضوح أننا نبدأ دوما من الوسط , أي من المكان والمستوى  الذي نحن به , بل ونعتبر أننا ذاتنا مصدر جميع هذه المعارف و النواميس في بعض الروية الفلسفية الشرقية والغربية , و اذا اردنا أن نحقق المعرفة عن الكون والوجود للكرة الأرضية و الحياة عليها علينا أن نتعرف على  أصولها ومن أين جاءت أولا وكيف وصلت إلى هنا إلى هذا المكان الذي نحن به اليوم , أي علينا قلب طريقة معارفنا والبداية من الأصل , أي من البعيد جدا في الزمان والمكان الزحكان علينا العودة إلى  13,8  مليار عام مضت تقريبا , حيث بدايات التشكل الأول للعناصر, هنا كانت البداية.

    ومن هنا جاءت الأرض في الأصل , وتركبت المواد والعناصر وتعقدت متصاعدة حتى وصلت بنا إلى ما نحن به اليوم على كوكب الأرض .

    أن هذا الانقلاب في التفكير ومن أين نبدأ وكيف يشكل الخطوة الأولى  و الأساس في عملية إعادة منهجية التفكير الإنسان ي وتطويره مع مستوى تطور العصر والمعارف العلمية.

    من هي أصعب العلوم

    جرت العادة واعتدنا دوما أن نعتقد ونفكر بشكل تلقائي أن الفيزياء والكيمياء هي اصعب العلوم والمعارف الإنسانية

    و أكثرها تعقيد وعصيان على الفهم , هذا ما هو شائع في العادة , ولذلك تجد أن الطلبة الضعاف في المواد العلمية يتجهون إلى دراسة العلوم الإنسانية والمجتمعية , بدل تطوير قدراتهم العلمية  اذا كأن لديهم الرغبة في الدراسة في هذا المجال أو ذاك , فالرغبة تشكل العامل المحرك للإرادة وحشد الطاقات لتحقيق الهدف المنشود .

    هذا ما يحصل في الواقع , ولكن في الحقيقة أن العكس هو الصحيح , أي أن الفيزياء والكيمياء هي اسهل العلوم واقلها تعقيد من حيث المبدأ , وذلك بحكم ثبات قوانينها النسبي الذي يصل في بعض الأحيان إلى شبه الثبات المستدام مثل سرعة الضوء مثلا والكثير من قوانين الفيزياء , وجدول مندليف  للعناصر الذرية اكبر مثال على ذلك , بل استطعنا من خلال حساب ومعادلات هذه النواميس أن نصل إلى حساب عمر الكون والمسافة بيننا وبين مركز مجرتنا , بل ومكننا حساب المسافة من موقعنا حتى اطراف الكون الذي نعرفه حتى الآن , هذا كله بسبب ثبات نواميس الفيزياء والكيمياء ورغم مساحة التنوع الممكنة والمحتملة فيها تبقى من الممكن التنبؤ بحركتها ومسارها وفهمها نظريا لملاين السنين الخالية وحسابها بدقة نظرية مذهلة تمكننا من معرفة عمر الكون ذاته تقريبا.

    ولكن ما أن ننتقل إلى عالم البيولوجيا والتفاعل الحيوي و البروتيني والتركيب العضوي للأشياء والظواهر حتى ينفتح أمامنا كم هائل من التعقيدات والاحتمالات والتنوع الممكن والمحتمل , أنها خصائص عالم جديد وشكل حركة جديد مركب من التفاعل السالف الذكر للعناصر , أي أنها نتاج للفيزياء و الكيمياء وتفاعلها ومسار تطورها ووجودها , وفي ظروف ما تشكل التركيب الأول للوجود الحي , ومنها أنطلق كل شيء حي , ويبدأ تفرع التنوع و التعقيد و التداخل الذي يصبح ليس من السهل رصده كما كأن في الفيزياء والكيمياء , فتلك الأشكال للوجود الكوني والحركي ليس سوى الأشكال البدائية الأولية للحركة والوجود الكوني الذي سار نحو التعقيد بشكل مضطرد و متسارع وواصل تعقيده حتى وصل إلى ما نحن به اليوم .

    ومع ظهور التنوع و التعقيد ظهر المجتمع البشري وظواهر الفكر والوعي والإنسان  المثقف العاقل , وهذا من اعقد أشكال الوجود الكوني وليس ابسطه.

    نرى الآن بكل وضوح أين و بأي موقع تأتي العلوم الاجتماعية و الإنسانية في العلوم, لذلك بات من الملح اليوم في هذا العصر أن نطور مستوى  وطريقة تفكيرنا وفهم الحقيقة  كما هي , وتفهم أن اعقد المعارف والعلوم هي تلك العلوم المتعلقة بالمجتمع و الفكر و الإنسان  العاقل بالتحديد , بحكم نسبيتها وكثرة تنوعها واحتمالاتها الغير محدودة أحيانا

    .

    ماذا تقدم هذه المادة من جديد

    الفلسفة كمادة معرفية اعتدنا عليها هي مجموعة من أراء  الفلاسفة المفكرين ورؤيتهم للكون والوجود وتفسيراتهم , و هناك بعض القوانين والنواميس الكونية التي استعملها القدماء منذ اكثر من 7000 عام وهذا مذكور في الفلسفة الهرمسية المعروفة بقدمها , وقد عرفت الحضارات القديمة الكثير من النواميس وفهمتها , وتعاملت معها على أساس كونها أحيانا إلاهية و أحيان أخرى قوة خفية غير مفهومة وقدستها , وهناك الكثير من هذه لنواميس ادركها الإنسان  منذ نشؤه الأول , بل أن الحيوانات أيضا تتعاطى مع هذه النواميس بشكل جبري  فلا يمكنها تجاوز هذه النواميس أصلا ولها فعلها ادركنا ذلك أم لم نتركه .

    ونحن أيضا نخضع لنفس المعيار ولكن ميزة التجريد و الوعي والعقل جعلت لدى الإنسان  قدرات اكثر تطور بقدر معين من الكائنات الأخرى , وهذا يمكنا من القدرة على تفسير النواميس والظواهر وعلاقاتها بشكل اشمل كثيرا من الحيوان وغيره من الكائنات الحية , ولهذا ظهرت الفلسفة كنسق فكري يبحث في الكون والوجود , وما زال حتى اليوم هذا هو دور الفكر الفلسفي , أي من المفروض أن تكون الفلسفة منهج معرفي لتفسير الكون والوجود , ولكي تصبح الفلسفة علم لا بد من رؤية ونظريات علمية ومعادلات وثوابت لأي نظرية علمية .

    هذا ما زالت الفلسفة تفتقر إليه وما زالت حتى اليوم منقسمة بين مثالي ومادي , وكلا منها منقسم إلى مجموعة من التيارات  وهي خليط من الغث و السمين بعد أن اصبح للخباز فلسفة  وللنجار فلسفة ولحفار القبور فلسفة

    و أصبحت الفلسفة مصطلح يركبه الجميع بكل أريحية وبلا حرج ويسوقه حيث يشاء , وهذا حول مفهوم الفلسفة كعلم إلى مهزلة حقيقية .

    هذا من ضمن الدوافع لتغير اسم الفلسفة واستبداله بالشيفرة الكونية أساسا , من قبلنا منذ بداية أبحاثنا الفلسفية , وابرز ما تقدمه المادة وتضيفه للفلسفة جمع النواميس الفلسفية المكتشفة جميعها منذ فجر التاريخ الإنسان ي في نسق واحد منظم واضح , بعد أن كانت موزعة بين الأديان المتضاربة والمتصارعة , وبين الفلسفات المثالية و المادية , والنظريات الأيديولوجية , وكلا متمسك ببعض القوانين التي لم تتجاوز في احسن الأحوال ال 10 نواميس بما فيها الأساسي  والثانوي , وكلا كأن ويدعي أن ما يعرفه من نواميس هو وحده الصحيح وكلا يدعي امتلاك الحقيقة بكاملها  بحكم معرفته لهذه النواميس واعتماده عليها في تفسير الكون وكل شيء.

    بينما في الحقيقة أنهم جميعا وكل فلسفاتهم وكل ما اجتهدوا به لا يشكل 5% من الحقيقة , فكيف بطرف منهم لوحده

    أن يمتلك الحقيقة جلها ببضعة نواميس جزئية لا تشكل سوى القليل من نواميس الكون و الوجود , ناهيك عن التفسير المطبوع المسبق لفعل هذه القوانين مما يجعل فعلها يبدوا سطحي وحرفي بينما هي في الواقع اكثر بكثير

    مما تفسرها المنهجية الأحادية المتعصبة العمياء .

    لقد جمعة الشيفرة الكونية هذه النواميس من الواقع ذاته مباشرة وتأكدت من دقتها وثباتها , والبعض معروف ولكنه لم يستعمل قطعا كناموس كوني شمولي ولم ينظر إليه من قبل بهذا المنظار الحقيقي المشتق من الواقع , وحين جمعنا حصيلة البحث بكامله و احصينا المادة التي بحوزتنا كجنى  دراستنا تبين أن لدينا عدد كبير من النواميس الكونية  الأساسية والثانوية  , والمعادلات المنطقية  أيضا , والتي صغناها في مقولات منطقية  معينة , وقد وصل عددها إلى 74 ناموس ومفهوم منطقي كوني شمولي , وهذا عدد غير مسبوق في تاريخ الفلسفة أن تحتوي فلسفة أو رؤية فلسفية ما على هذا الكم المثبت من النواميس الكونية التي كانت  منثورة  في الفلسفات الإنسانية و الفكر البشري المتصارع , وكلا يعد ما له وما هو لصلحه أو ما يحتاجه طبقيا , ويترك الباقي , ولا يعنيه أمره أو يتصارع معه كمفهوم معاكس لمفاهيمه الفلسفية أو الفكرية .

    وتبين لنا بكل وضوح أن هذه الحصيلة من النواميس كفيلة بأن تشكل نظرية كونية فلسفية , مبنية  على أساس  قواعد ونواميس كونية معروفة ومثبته وتشكل أساس الوجود ونظامه , و بها تصبح الفلسفة شيء أخر , بحيث لم تعد مجموعة من التحاليل والتفسيرات لزرافات من المفكرين المشتغلين في هذا الميدان من الفكر الإنسان ي , بل هنا يصبح لدينا أساس قاعدي منطقي , ويوجه الدراسة والبحث بحيث يضع ثوابت معينه تشكل قواعد ونظام مشتق من الفعل الكوني ذاته , ونواميس أزلية  معروفة ويمكن رصدها بكل سهولة والتأكد منها كما سنرى , وبسيطة لدرجة  مذهلة ولكنها

    في الوقت ذاته باللغة التعقيد حين ننظر إليها وفق وجودها الواقعي الفعلي ونتابع تطورها وحركتها .

    نقلت الشيفرة الكونية الفلسفة إلى مكان أخر ووضعتها في مصاف العلوم الأخرى  , بل و منهجتها ووضعت لها قواعد ونظرية علمية معينة , وهذه القواعد و المعادلات ليس الإجابة  بحد ذاتها كما تفعل أو تحاول فعله الفلسفة  سابقا , بل هنا تعطي الفلسفة المفاتيح التي من خلالها يمكن أن  نفكك رموز الظواهر ونفهمها ونشكل عنها صورة مسبقة ممكنة افتراضية , فحين نمتلك  74  ناموس أساسي  ومعلومة ثابتة  عن الشيء حتمية وجوهرية وأساسي ة وشمولية , ماذا بقي علينا أن نعرف , اصبح علينا التأكد من ما لدينا من معلومات من خلال تتبع وجودها في الواقع , وحين لا نرى

    مثلا التناقض في الشيء ما سنعلم حتما أن هناك تناقض مخفي عنا ولم نكتشفه في هذا الشيء بعد , والتناقض حتما موجود وعلينا البحث عنه حتى  نجده , وغيره من الاحتمالات , هذا ما تعطينا أياه هذه المعادلات من خلال فهمنا لها.

    لم يعد المطلوب منا بعد اليوم الضياع 10 أعوام في تراث فلسفي متشابك من أقوال الفلاسفة عبر التاريخ

    أن هذا يشكل كارثة فعلية على من يرغب بدراسة  الفلسفة , بل ويقتل الاستفادة العملية من دراستها في أي شيء محتمل , سوى  إعادة  ما تعلمه الإنسان  وحصيلة معارفه وتكراره مع غيره من الطلبة الجدد , وهذا في النهاية يقودنا إلى  أننا فقط نجتر ا أنتاج العصور السالفة , بينما نحن لا ننتج شيء , ومن النادر أن تجد من لديه الاهتمام أو الإرادة للكتابة و البحث في الفلسفة بشكل علمي مستقل , بل دوما لا بد من اتباع فيلسوف أو لون معين أو نظرية  ما مسبقة  وينسى الجميع في الغالب أن هناك واقع من المفروض أن يكون هو المرجع الأساس لكل ما لدينا من معارف وعلوم , بدل أن نصبح غارقين في البحث عن الحقيقة في صفحات الكتب , بينما كأن من الأجدى أن نبحث في الواقع ذاته مباشرة  بلا وسائط  فكرية معينة مسبقا , بل علينا مقارنة كل معارفنا دوما مع الواقع للتأكد من صحتها بل ومقاربة جميع

    ما في الكتب بالواقع قبل اعتماده دوما وخاصة التراث الفلسفي والعلمي القديم.

    الشفرة الكونية كفلسفة حديثة

    اصبح اليوم من الملح وجود نظرية ونظام منهجي يشكل أساس للفلسفة  , ومنها أساس لكل المعارف الإنسانية

    و الضرورية  لكل اختصاص أي كأن نوعه , ما دام واضح لنا بالبيان القاطع أن للكون نظام ما يمكننا فهمه , وأن هناك ضوابط ونواميس كونية شمولية , كثر وهذه تشكل المسار الحقيقي الممكن المحتمل والحتمي للواقع والحياة والتاريخ و الزمن أيضا , بما في ذلك حياة  المجتمع البشري , لهذا أصبحت هذه النواميس بعد صياغتها واكتشاف معادلاتها الواقعية ووضعها في نظام مقارب للواقع قدر الإمكان , تشكل مقدمة أساسي ة لكل أنسأن يطلب المعرفة أو التعلم لأي اختصاص كأن , فهذه النواميس سوف تواجهه حتما وسوف يخضع لها مرغما , وتجاوز بعضها قد يؤدي إلى الموت

    في الكثير من الأحيان , فنحن نعيش بناء على توازنات هذه النواميس كما سنرى قريبا والإخلال بها يشكل خطر حقيقي على  الحياة بكاملها أحيانا كما هو حاصل مع قضية المناخ و التلوث البيئي.

    لذلك من الضروري أن تراقب و تصاغ هذه النواميس على اكثر من مستوى  معرفي , وتقدم للتعليم على اكثر

    من مرحلة , وهذا ما سنقوم به قريبا في مؤلفات لاحقة.

    ما قدمته الشيفرة الكونية

    أصبحت الفلسفة فكر وشيء متاح فهمه للجميع , والكل سيصبح لديه فهم ماذا يعني فلسفة , وسيصبح لدى  الغالبية  العظمى من المجتمع رؤية منطقية  وطريقة منطقية  في التفكير , بغض النظر عن معتقداته الدينية  أو ثقافته , فقد درس الفلسفة كعلم , كنواميس كون وليس كأقوال مفكرين ورؤيتهم المتنوعة المتناقضة و المتصارعة تناحريً والمنقسمة بين الدين و الأيديولوجيا والسياسة , وخلط وصراع المثالي والمادي مما يجعل من الموضوع بحر معقد لا نهاية له , في الوقت الذي هو ابسط من ذلك بكثير واجدى  بألف مرة حين يوجه الجهد إلى الواقع مباشرة  ونواميسه المتاحة لنا مباشرة أمامنا

    وما علينا سوى  فهمها وتفسيرها ومراقبة فعلها المنظم وفهمه وتعميمه وهو الذي سيقودنا حتما من البسيط إلى المعقد حتى فهم جوهر الأشياء كما هي علية في الواقع بأكبر قدر ممكن .

    وهذا سيعني أن طريقة تفكيرنا سوف تنتقل من الخيالي إلى  الواقعي , من السائل الدائم الغموض إلى البحث المتواصل عن الإجابة و التخطيط والتفكير في كيفية  فهم الواقع في حركته والسيطرة عليها بل و استغلالها لصالحنا قدر المستطاع , وبذلك تصبح هذه الرؤية حقا هامة  للجميع وتوحد فهمنا للواقع من خلال نواميسه , وهكذا تعود الفلسفة إلى أصولها علما خالصا واضح المعالم و تعيد الاعتبار لنفسها وتأخذ مكانتها التي تستحق بين بقية العلوم , فهي ليس علم العلوم

    كما سمية في القديم , بل هي اليوم العلم الذي يقدم الأساس لفهم الكون والأساس القاعدي النظري الضروري لجميع العلوم و المعارف و المهن ولكل ما يخطر على بالنا من اختصاص ومعارف إنسانية بعد أن أصبحت تشمل معادلات كونية رياضية منطقية تعطينا القدرة على البحث واستخلاص النتائج النظرية الأكيدة والحتمية دوما .

    وتجدر الإشارة أن الفلسفة كانت في الماضي شيء مقتصر على المفكرين وقلة من الباحثين المختصين , وعلى البقية  فقط أن يتلقوا هذه الأفكار في الغالب وما زال هذا قائم حتى اليوم , أما هذه الطريقة الجديدة فقد قلبت المعادلة وحولت الفلسفة إلى ممارسة ونشاط فكري وتطبيقي وضروري أن يمارسه جميع الأفراد في المجتمع , سواء بشكل فردي أو جماعي , من خلال دراسة هذه النواميس الكونية وتعلمها كمنهج تعليمي على اكثر من مرحلة ومستوى , وهذا ليس بهدف أن يصبحوا جميعهم فلاسفة بل لكي يفكروا جميعا بطريقة تقارب الواقع وحركته ولفهم ثوابته , والبقية متحرك ,  وكلا منهم له لونه الفكري و الثقافي والمعتقد والديني وغيره , ولكن بما يخص الواقع المعاش مباشرة يدرك الجميع نواميس هذا الوجود ويتعاطى معها بوعي , وهذا هو الفارق الجوهري بين أنسأن المجتمع المعاصر والمجتمع المستقبل المنشود .

    أي صناعة الوعي البشري لذاته من خلال وعي وجود الحقائق وفهم نواميس الكون  والحياة التي نعيشها جميعا

    مما سيمكننا من التفهم أننا شركاء في هذا الوجود وليس أعداء أو خصوم محتملين كما هي عليه ثقافة  المجتمع الحديث والمعاصر , وفي النهاية الحياة شراكة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1