Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

ذكريات ( مرعبة)
ذكريات ( مرعبة)
ذكريات ( مرعبة)
Ebook137 pages1 hour

ذكريات ( مرعبة)

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

أعترف بأني قضيت ليلتي تلك نُهبةً للفضول والقلق والرعب الذي تمكن مني بعد عودتي من تلك الشقة، وذلك لما راءيته من مشاهد مؤلمة، ولما رائيته من هؤلاء الشباب من تضحية وإصرار على إكمال قضايا خاضوا فيها غمار الحرب وضحوا من أجلها بأنفسهم، وتعجبت من الشاب الأسمر الذي لا زال يمارس حياته اليومية طبيعياً وكأنه لم يصب بشيء!، لكني لمحتٌ الحسرة تكاد أن تتطاير من عينيه التي توحيان لمن تمعن فيهما بذلك الحزن الدفين. فلا أدري أي لعنةً قد أصابته وأي ذنب اقترفته يداه؟ ليُعاقب بتلك العقوبة القاسية.

Languageالعربية
Release dateJun 8, 2022
ISBN9798201638115
ذكريات ( مرعبة)

Related to ذكريات ( مرعبة)

Related ebooks

Related categories

Reviews for ذكريات ( مرعبة)

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    ذكريات ( مرعبة) - Akram Abdelihah Adahiri

    الفصل الأول

    بداية الجحيم

    أعترف بأني قضيت ليلتي تلك نُهبةً للفضول والقلق والرعب الذي تمكن مني بعد عودتي من تلك الشقة، وذلك لما راءيته من مشاهد مؤلمة، ولما رائيته من هؤلاء الشباب من تضحية وإصرار على إكمال قضايا خاضوا فيها غمار الحرب وضحوا من أجلها بأنفسهم، وتعجبت من الشاب الأسمر الذي لا زال يمارس حياته اليومية طبيعياً وكأنه لم يصب بشيء!، لكني لمحتٌ الحسرة تكاد أن تتطاير من عينيه التي توحيان لمن تمعن فيهما بذلك الحزن الدفين. فلا أدري أي لعنةً قد أصابته وأي ذنب اقترفته يداه؟ ليُعاقب بتلك العقوبة القاسية.

    البداية: استقليت سيارتي متوجهاً لأداء صلاة الجمعة في أحد المساجد البعيدة عن منطقتنا، وهو المسجد الكبير في صنعاء القديمة، فهذا المسجد روحاني و له أثر على النفس ومن أقدم المساجد في الجمهورية اليمنية، حيث قام ببنائه الصحابي الجليل مصعب بن عمير عندما أرسله رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) للدعوة لدين الإسلام باليمن وتعليم أمور الدين وتوضيحه لسكان اليمن صنعاء، وبعد أن فرغنا من أداء صلاة الجمعة، قابلت صديق عمري ومن تربطني به علاقة حميمية وذكريات الطفولة التي عشناها معاً (خليل أبو غانم) فسلمنا على بعض وتصافحنا  بشوق، ثم عرض عليا أن أوصله إلى أحد الأحياء المجاورة، ليحضر ضيافة عند أحد أصدقائه الواصلين من ماليزيا، حيث كان هناك لتلقي العلاج، والذي لم يسبق لصديقي (خليل) أن حدثني عنه، وقد دعاني أيضاً لمشاركتهم الضيافة ووجبة الغداء الدسمة التي سيجتمع فيها عدد من الشباب من أصدقاء خليل، والذي لم يسبق لي أن تعرفت عليهم، فوافقت على إيصاله وفي الطريق قابلنا احد رفاقه، فأصر عليا بالتوقف ليصعد معنا كي نذهب سوياً، ولطالما حذرت صديقي من مخالطة هذا الشخص الذي هو أحد الشباب العائدين من أفغانستان، والذي لن نجني من مجالسته إلا المشاكل مع الحكومة والأمن اليمني، كونه قد أعتُقل مرةً تلو الأخرى من قبل الأمن السياسي، وبغض النظر عن كل ما ذكرت فلم أكن أشعر يوماً بالارتياح تجاهه، فهو يعتبر أحد أفراد هذا التنظيم الذي يسمى:(القاعدة)، ويسكن في الحي المجاور لنا، لطالما عرفناه بفكره المتشدد وتكفيره للحكومات اليمنية وغيرها والتحريض عليهم وتشجيع الشباب في عدم الانصياع لقوانينهم الوضعية، ويلقب هذا الشخص بالـ (الشرقاوي) أو أبو الهيثم، لم يكن صديقي العزيز (خليل) يصغي لنصحي، فقد كان مهووسا بحمل السلاح والمغامرة، ولما هوا معروف عن بلادي (اليمن) الذي يسمح فيها بحمل السلاح في تلك الأيام وتتواجد أسواق للسلاح في معظم المحافظات، حيث تتوارثها القبيلة أباً عن جد، وتوحي لمن يرتدي السلاح بالقوة والرجولة والتفاخر، فلا تجد بيت من البيوت اليمنية إلا و به قطعة سلاح.. لقد تبين لي أن صديقي خليل قد أقتنع بفكرة الرحيل إلى أفغانستان كون أخاه الأكبر أحد العائدين من البوسنة والهرسك ومن المتطوعين للقتال هناك في تلك المرحلة عندما استنجد مسلمين البوسنة بالعالم لوقف المجازر التي قام بارتكابها الصرب آن ذاك في مدينة سربرنيتشا عام1995، كان نزاع مسلح على أراضي البلقان تدخلت خلاله الأمم المتحدة وتوصلت إلى حل ينهي النزاع فيما بينهم، وعاد المقاتلين العرب إلى أوطانهم، ومن ضمن العائدين هوا الأخ الأكبر لصديقي خليل والذي زرع فكرة القتال في روحه وحب الأسلحة ونصرة المستضعفين في شتاء بقاع الأرض، لتترعرع الفكرة الوليدة في رأسه يوماً عن يوم، وبالفعل بداء في البحث عن كل ما له صله بذلك، حيث كان يدعمه أيضاً شباب من الأحياء المجاورة والذي كانت لهم نفس الاهتمامات والتوجهات، ليتبادلو حينها الأفلام والمعارك التي صورتها عدسات الإعلام التابع للمقاتلين العرب في تلك المرحلة سواء في البوسنة والهرسك أو في أفغانستان أيام استعمار الاتحاد السوفيتي للأفغان، أما أنا برغم صداقتنا القوية وحبي لصديقي خليل إلا أنني كنت عكسه تماماً في طموحي وتصرفاتي وتوجهاتي، فقد كنت هادى الطباع محباً للسلم ولسلام والدراسة والرسم والفنون بجميع أشكالها، متفوق في تعليمي  حاصلاً على معدلات جيدة ومن ضمن العشرة الأوائل في كل مراحلي الدراسية التي كنت أتدرج في الارتقاء إليها، كان هناك تضاد فيما بيننا كأصدقاء، لكن الأرواح جنود مجنده، وروحي قد ألفت روح صديقي (خليل) فقد كان قلبي رحيم به كونه قد فقد والدته في طفولته فقد توفاها الله إثر مرضاً عضال ألم بها (رحمها الله)، وتزوج بعدها والده با أمراءه أذاقته الويلات. ومن حبي له حاولت نصحه كثيراً لكن رفضه لنصحي لم يؤثر على صداقتنا، وكلنا يعلم القاعدة المعروفة التي تقول:(الاختلاف في الرأي، لا يفسد للود قضية)، فقد كنت أراه في منزلة أخي.

    وافقت حينها على إيصالهم وقبلت العرض وحضور تلك الضيافة وانطلقنا، وعندما وصلنا إلى حيث يسكن هذا المضيف أوقفت سيارتي أمام المبنى، وترجلنا لنصعد إلى الطابق الثاني، وعند صعودنا أمسك بيدي (خليل)، وقال لي: سأعرفك اليوم بأحد الشباب الأبطال العائدين من أفغانستان عبر ماليزيا، فلا تخف لم ستراه أو تستغرب مما ستسمعه، وأياك أن تخبر أحداً عن مقابلة الغداء هذه، أصبت بالدهشة وفي نفس الوقت انتابني الفضول والتوتر، وقلت له: لا تقلق أعاهدك أنني لن أخبر أحداً بذلك، وصلنا إلى الطابق الثاني  فطرق باب الشقة ضرباً إيقاعياً بيده وكأنها شفرة متفق عليها فيما بينهم، ليفتح لنا الباب شاب أسمر البشرة، حاد الملامح، واسع العينين معقد الحاجبين، يتعكز على عكاكيز وما أن راءنا إذ بداء بالترحيب بنا والفرحة تغمر وجهه العابس وتهللت تقاطيع وجهه بالسرور وكأنه كان ينتظر قدوم الشخص الثالث (الشرقاوي) الذي اصطحبناه معنا، هذا ما استنتجتُه فيما بعد، فقد كان (الشرقاوي) وصلة الهمز والتواصل ما بين تجار السعودية والبحرين وشباب التنظيم في اليمن والمنسق ما بين استخبارات بن لادن والشباب المسافرين إلى قندهار والمسئول الأول عن التجهيزات المالية، وأيضاً المكلف بتجهيز الشباب للقيام بالعمليات النوعية على الحكومة اليمنية وأيضاً المنشآت الأمريكية، وبعد مصافحتنا والترحيب بحرارة، دعانا للدخول بابتسامه عريضة تملى وجهه المنهك والمفعم بالجراح، فدخلنا وهو يتقدمنا بعكازه إلى غرفة الضيوف حيث كان يتواجد ثلاثة من الشباب أحدهم من محافظة عدن والثاني: يدعى (خلاد) وهو سعودي الجنسية وأحد مرافقين أسامة بن لادن، والثالث إبراهيم الثور (أبو النبراس) أحد منفذين الهجوم على المدمرة الأمريكية (كول)

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1