إيلينا: المزارعة المناضلة
By اليد السحرية
5/5
()
About this ebook
اليد السحرية
ولد الكاتب علي إبراهيم في محافظة بغداد، وترعرع ونشأ في إحدى مدنها الفقيرة والصاخبة. بدأ كتابة الشعر والخواطر في سن السادسة عشر وسرعان ما دخل عالم الكتابة الذي استهواه وهواه ووجدَ نفسه يغوص داخل أعماقه. أكمل أولى مخطوطاته (إيلينا) في الثامنة عشر من عمره، طالب في الثانوية وكاتب روائي مهتم بالأدب والفلسفة والتاريخ.
Related to إيلينا
Related ebooks
Novel of Hesitation Arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأمل الحسدة حقيقة نيك: سلسلة أمل الحسدة, #2 Rating: 1 out of 5 stars1/5طائفة أصحاب اليمين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص حقيقية مرعبة من الواقع الكويتي الجزء الخامس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsما آلت إليه الأمور: سلسلة الليبيدو, #1 Rating: 5 out of 5 stars5/5رواية المضطرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبعد الاثيري Rating: 5 out of 5 stars5/5إنتقام Rating: 5 out of 5 stars5/5نواميس الملائكة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقطوعة الشتاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاحزان ملونة Rating: 5 out of 5 stars5/5الأكوان المتعددة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsانتهاء عصر الذل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي انتظار صاحب اللعنة Rating: 2 out of 5 stars2/5ابن الخليج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن سينقذ أختي Rating: 5 out of 5 stars5/5شمس غاربة Rating: 4 out of 5 stars4/5الخلاص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذاكرة النيل Rating: 5 out of 5 stars5/5متكسرتش Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسفينة الهالكة : تاريخ من المغامرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحُرُوفُ مِنْ نَبْضِ وَطَنٍ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحرملك 3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغريزة المرأة: إبراهيم عبد القادر المازني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsساحرة الرافدين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتُهمه عربي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعد إلي روحي التائهة Rating: 5 out of 5 stars5/5عين - قصص قصيرة Rating: 5 out of 5 stars5/5شجرة الخلود Rating: 4 out of 5 stars4/5سوف أنساك قليلا: قصص قصيرة Rating: 3 out of 5 stars3/5
Related categories
Reviews for إيلينا
2 ratings0 reviews
Book preview
إيلينا - اليد السحرية
إيلينا
المزارعة المناضلة
اليد السحرية
Austin Macauley Publishers
إيلينا
اليد السحرية
الإهــداء
حقوق النشر©
شكر وتقدير
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر (الأخير)
اليد السحرية
ولد الكاتب علي إبراهيم في محافظة بغداد، وترعرع ونشأ في إحدى مدنها الفقيرة والصاخبة. بدأ كتابة الشعر والخواطر في سن السادسة عشر وسرعان ما دخل عالم الكتابة الذي استهواه وهواه ووجدَ نفسه يغوص داخل أعماقه. أكمل أولى مخطوطاته (إيلينا) في الثامنة عشر من عمره، طالب في الثانوية وكاتب روائي مهتم بالأدب والفلسفة والتاريخ.
الإهــداء
إلى والديَّ وخالتي.
حقوق النشر©
اليد السحرية 2022
يمتلك اليد السحرية الحق كمؤلف لهذا العمل، وفقاً للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
جميع الحقوق محفوظة
لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأية وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.
أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.
الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948825135 (غلاف ورقي)
الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948825128 (كتاب إلكتروني)
رقم الطلب: MC-10-01-6637043
التصنيف العمري: 21+
تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقا لنظام التصنيف العمري الصادر عن المجلس الوطني للإعلام.
الطبعة الأولى 2022
أوستن ماكولي للنشر م. م. ح
مدينة الشارقة للنشر
صندوق بريد [519201]
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
www.austinmacauley.ae
202 95 655 971+
شكر وتقدير
الشكر موصول لجميع الأصدقاء لدعمهم المتواصل.
(القرن العشرون، بعد نهاية الحرب العالمية الأولى بعشر سنوات)
1928
شمال إيطاليا ميلانو (إقليم أنبردية)
الفصل الأول
كان يذهب راكباً دراجتهُ الهوائيةَ مع مبلغٍ بسيطٍ من المال يشتري بهِ الكتبُ من المكتبات وسط مدينة ميلانو؛ فهو يحب الكتب كثيراً حدَّ الهوس! يجني رزقه نتيجة بيع محصولهم من أشجارِ الزيتون في مزرعتِهم الصغيرة لسُكانِ قريتِهم النائية...
(آرثر سانتينو) ابن الثلاثين ربيعاً، صاحب الوجه الحسن الممتلئ بالحياة والشَّعْرِ الأسودِ الذي يبدو لونه كلونِ الخمار العربي الأصيل، والعينينِ الواسعتين السوداوتين الَّلتين تحيطهما الهالاتُ السود وتغطيهما النظارات الطبية ذات الإطار الذهبي العتيق، ولديه لحية خفيفة وشارب كثيف وأنف عريض الأرنبة وشفاه مبتسمةٌ تجعل وجنَتيه مرتفعتين على الدوام.
ذات يوم عصراً أثناء وجبةِ الغداء كان آرثر في منزلهِ الصغير مع زوجتهِ المزارعة وابنهِ الصبي ابن الاثني عشر ربيعاً، مجتَمعين حول مائدة الطعام الدائرية الخشبية التي يتوسطَها ديك رومي مشوي جاءهم مقابل خمسْة كيلو من الزيتون الأسود الطازج. كانت المزارعة ترمق زوجها بنظرات ملؤها الغضب والامتعاض.
- آرثر.. سئمت هذا الوضع! قالت مع تنهيدة.
شرِب الماء وابتسم ابتسامة خفيفة بوجهها وقد بللت بعض قطرات الماء المتساقطة من القدح المعدني أثناء الشرب قميصهُ:
- لا تقلقي.. لن أشتري الكتب مرةً أخرى.
رمقتهُ بنظرةٍ شديدة الغضب:
- دائماً ما تقول هذا الكلام وتعود لتكرار فعلتك، بربك آرثر! نحن نحتاج تلك الأموال لقضاء أمورٍ عديدة في المزرعة والمنزل... أتهمُّك تلك الكتب البلهاء أكثر من مستقبل عائلتك؟! قالت ونهضت عن المائدة غاضبة.
حزِن الصبي ونظر إلى ملامحِ والدهِ الشاحبة، مُدركاً معاناته خاصةً وهو يحاول أن يوازن المصروف بينَ شغفهِ بالكُتبِ ومصاريف عائلتهُ:
- لا بأس أبي سأبحثُ عن عملٍ، لكنكَ الآن حاول أن ترضي والدتي فهي غاضبة فقط وهي تحُبك صدقني. قال مع ضحكةٍ هادئة نابعة من البؤس والفقر.
ابتسم الأب وقبّلَ رأس ابنه:
- لا تقلق بُني سأوفِّر لكَم كل ما تحتاجونه أريدك أن تبقى مُجِدّاً في دراستك فقط ولا تفكر في غير ذلك.
قال وهو ينظر إلى عيني ابنه الوحيد بحب، بعدَها نهض عن المائدة. أخذ سترته الصوفيّة من الشماعة المعدنية قرب الباب وخرج من منزلهِ، واتجه إلى المنزلِ الذي ورثهُ عن أبيه المتوفى (سانتينو). كان منزلاً ذا سقف بنّي مُثلث وجُدرانٍ خشبيةٍ بيضاء مُتصدِّعة يقع وسط مزرعة الزيتون. جلس في عتَبةِ بابِ المنزل على الكُرسيِّ الخشبي القديم المُهتز يتأمل أرجاء المزرعة والسماء بسكينةٍ وهدوء، لكنهُ وفجأةً غطَ بنوم عميق؛ فقد حظي بيومٍ مُتعبٍ لأن تلقيح أشجار الزيتون وتقليمها عمل يتطلب جهداً وإلمَاماً وطاقةً جسدية وفيرة.
في حلم مشؤوم عابر شاهد عملاقاً مشتعلاً جسده مصنوعاً من حجرِ بركان ثائر غارق بالحمم لديه سِتَة قرون في جَبهتهِ، وملامح وجهه مخيفة تُشبه ملامح الخفَّاش! كان يجوبُ منزله ويدمِّر كل شيء فيه دونَ رحمة.. لكنه استيقظ بعدئذ مُتعرِّقاً وقلبه يخفق بسرعة. التقَط أنفاسهُ وهدَّأ من روعه حتى لاحظَ أن الساعة في تمام الحادية عشرة مساءً ووجد بعض براز العصافير على سترته الصوفية الوحيدة التي استَخدمها كغطاءً له من البرد؛ فبرد شهر تشرين الثاني كان قارصاً في ميلانو.
- ويلي! يا لحظي اللعين! تباً.. تباً...!
قال غاضباً وأخذ يحاول إزالة براز العصافير. ثم خرجَ من المزرعة وتوجه إلى منزلهِ. كان يتمشى ببطء في شوارع القرية مترنحَ الخطوات يحملُ هموم حياته الثقيلة على كتفيهِ كأنه ثملٌ قضى يومه برفقةِ قناني الجعة.
كانت ليلة هادئة والسماء صافية بلا غيوم لأول مرة منذ بداية الشتاء بل وكانت مرصعةً بالنجوم البراقة.. وأخيراً وصلَ المنزلُ وفتح الباب باستخدام المفتاح، وذهبَ إلى غرفتهِ ووجد زوجتهُ نائمةً وحدها على السرير تضع الوسائد بجانبِها تعبيّراً عن زَعلِها منه:
- لا تقلقي لن أنام بجانبكِ.
اكتفت بتحريك يدها مؤشرةً له بالخروج من الغرفة دونِ أن تنظر إليهِ، وكانت تضعُ البطانية على كاملِ جسدِها.
خرج ببساطة وذهبَ إلى غرفة ابنه يتفقده، وجده غارقاً في النوم لكنه نائمٌ فوق البطانيّة وجسده ملتوٍ كقوقعة الحلزون بسبب البردِ القارص.. غطاهُ وخرج من الغرفة. ثم اتجه إلى غرفةِ المطالعة الصغيرة العتيقة رثة الأخشاب التي تقعُ في الوسط بين غرفة نومه وزوجته وغرفة ابنه...
دائماً يقرأ ويجمع كتُبهُ هنا في هذه الغرفة لم يكن قادراً حتى على فتح بابها على مصراعيه بسبب زحمة الكتب المتناثرة في كل مكان! جلَسَ أمام الطاولة الخشبية وأخذ يقرأ روايتَهُ المفضلة غارقاً بها داخلاً بعالمِها الزاهي سابحاً في قاعِ محيطِها الخيالي بينَ دلافينِ المفرداتِ على موسيقى (لودفيغ بيتهوفن)، راقصاً مع الكلمات مبتهجاً كشاب تزوج من حبيبته أخيراً متحمساً مثلَ فتاة اشترت فُستانَ زفافِها الأبيض السحري سعيداً كعازفٍ عزفَ مقطوعتَهُ الأولى بعد عناءِ التمارينِ الموسيقية... نعم كلُ هذا! القراءة كانت الطريقة الوحيدة لتسليته في حياتهِ الصعبة البائسة وهي شغفهُ أيضاً منذُ الصغر.
سهرَ لوقت طويل يقرأ حتى بدأت عصافيرُ بزوغ الفجرِ تغرد فوق أغصانِ الأشجار، بدأ النعاسُ يُهاجمهُ في الفصل الأخير من الرواية، حاول المقاومة كي يكمله لكن الأمور حالت دون ذلكَ وغرق بالنومِ ووضع رأسه على كتابه المفتوح فوق الطاولةِ. كان فمه مفتوحاً واللعاب يسيل على الأوراقِ، ونسيَ إطفاء الشمعتين المُشتعلتين اللتين يستخِدمهُما لإضاءة الغرفة ومساعدته في القراءةِ.. لكنهُ لم يكُن يعلم بأنَ الشمعتين ستخلقانِ عملاقَ النارِ شبيهِ الخفاش الذي شاهده في حلمه المشؤوم!
وبالفعلِ قد حدثَ ذلك! أثناء نومهِ حرّكَ جسدهُ واهتزت الطاولة وسقطت إحدى الشمعتيّن (حيث كانت على طرف الطاولة الخشبية). في تلكَ الغرفة سقوط شيء كهذا على الأرض بمثابة الإبادة الجماعية للكُتب.
التهمت النار بعد مدة قصيرة من سقوط الشمعة الكُتب شيئاً فشيئاً، لقد قضى عملاقُ النار على نصفِ الغرفةِ بل ونصفِ عالمِ الكتب المصغر! بينما كان آرثر يحلمُ بأنه يعملُ في المزرعة يقطفُ ثمارَ الزيتونِ تحت أشعة شمسِ صيف حزيران الحارقةِ وجسده يتصبب عرقاً. بعد مدةٍ قصيرة أحس بحرارة شديدة وسخونة فوق رأسه، استيقظ متفاجئاً وأطفأ بيديهِ مسرعاً شعره الذي زارتهُ شعلةً من النار وصرخَ بأعلى ما لديهِ قائلاً بعدما شاهد عالمهُ الجميل وثنايا منزلهُ يحترقان:
- إيلينا