الموجز في سيرة أبو ذر الغفاري رضي الله عنه
By Imdad Pro
()
About this ebook
أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري (المتوفي سنة 32 هـ) صحابي من السابقين إلى الإسلام، قيل رابع أو خامس من دخل في الإسلام، وأحد الذين جهروا بالإسلام في مكة قبل الهجرة النبوية. قال عنه الذهبي في ترجمته له في كتابه «سير أعلام النبلاء»: «كان رأسًا في الزُهد، والصدق، والعلم والعمل، قوّالاً بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، على حِدّةٍ فيه».
Imdad Pro
Imdad Digital Publisher
Read more from Imdad Pro
الخطر اليهودي ، بروتوكولات حكماء صهيون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسيرة عمر بن الخطاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأم سليم الأنصارية ، حكاية من تاريخ الاسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشهداء ام الملاحم ، موقعة بدر الكبرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالموجز في سيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to الموجز في سيرة أبو ذر الغفاري رضي الله عنه
Related ebooks
الرياض النضرة في مناقب العشرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفلاكة والمفلوكون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية (مطبوع ضمن الرسائل والمسائل النجدية، الجزء الرابع، القسم الأول) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله من الحرف والصنائع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمستطرف في كل فن مستطرف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأصول الإيمان لمحمد بن عبد الوهاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإمامة والسياسة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعقلاء المجانين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصفة الصفوة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالجامع الكبير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصحيح وضعيف تاريخ الطبري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح نهج البلاغة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعزلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتحريم النظر في كتب الكلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأخبار الزجاجي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكنز العمال: في سنن الأقوال والأفعال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتحفة الأحباب وبغية الطلاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمجتنى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ دمشق لابن عساكر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا] Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفسير القرطبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبلاغات النساء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح صحيح البخاري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتعازي والمراثي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعقد الفريد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمنتظم في تاريخ الملوك والأمم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح سنن أبي داود لابن رسلان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الموجز في سيرة أبو ذر الغفاري رضي الله عنه
0 ratings0 reviews
Book preview
الموجز في سيرة أبو ذر الغفاري رضي الله عنه - Imdad Pro
مقدمة
يحار المرء عندما يعاود النظر في سير الصحابة الكرام دارسًا ومحلِّلًا.
ويكاد المرء في بعض الأحيان يتردد فيما يقرأ أو يسمع عن هؤلاء من مواقف أو مناقب، إلا أن الأمر لا مجال فيه للشك أو التردد، فالوقائع محفوظة في بطون كتب الجهابذة من العلماء، والبطولات منقولة إلينا بالتواتر جيلًا بعد جيل، والمناقب مسندة إليهم بالأسانيد الصحيحة التي تضاهي الشمس روعة وجمالًا.
والسبب الرئيسي في هذه الحيرة هي تلك القدرات الفائقة التي تمتع بها هؤلاء الصحب الكرام، والتي نعجز نحن عن بعضها فضلًا عن الإحاطة بها جميعًا، مما يقود البعض منا إلى الاستغراب أو عدم التصديق.
وأحسب أن أعظم ما أُوتيه هذا الجيل الفريد هي القدرة النفسية العظيمة التي وقفت سدًّا منيعًا أمام تحديات الحياة ومشكلاتها، والتي سحقت تحت أقدامها كلَّ ما ناوأها من خطوب الدهر ونكباته، والتي قادت أولئك الكرام البررة إلى ساحات رحبة من البطولات والنصر.
نعم إنهم قلة وضعفة وفقراء ومضطهدون؛ ولكنهم ما كانوا ليجعلوا لهذه الأمور سلطانًا على نفوسهم، وما كانوا ليسمحوا لليأس بأن يدب إلى قلوبهم، فالله - عز وجل - وعد عباده - إن هم أطاعوه - بالنصر والتمكين والخلافة في الأرض، وهو - سبحانه - لا يخلف وعده، ولا يهزم جنده، ولا يخذل أولياءه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55].
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51].
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات، الآيات: 171 - 173].
{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40].
وأبو ذر الغفاري رضي الله عنه من تلكم الشخصيات التي كانت تتمتع بهذه القدرات النفسية العظيمة، فقد كان رضي الله عنه زاهدًا في زهرة الدنيا ومفاتنها، صبورًا على شظف العيش وقلة الشيء، مجاهدًا بنفسه وماله في سبيل الله، قوَّالًا للحق مجاهرًا به، وإن غضب عليه من غضب، فما كان لأبي ذر أن يضيِّع ما حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أن يكتم شيئًا من وصايا الحبيب عليه الصلاة والسلام.
«تخلَّى من الدنيا، وتشمَّر للعقبى، وعانق البلوى إلى أن لحق بالمولى» .
وقد التزم رضي الله عنه بالأمر الشديد، والعزيمة دون الرخصة، مع حدَّة في بعض مواقفه، ولكن هذا كله لم يكن ليقدح في مسيرة الرجل وجهاده، ولا ليجعله خصيمًا لغيره من الصحابة كما زعم الزاعمون، ولا معارضًا لخلافة عثمان ذي النورين كما افترى آخرون.
وما نريد أن نقرره هنا أن هذا العلم الغزير الذي كان يحمله أبو ذر رضي الله عنه عن طريق سؤالاته للنبي صلى الله عليه وسلم أو عن طريق وصايا النبي صلى الله عليه وسلم له ، هو الذي أدى به إلى تلك الاجتهادات والمواقف التي خالف فيها الجمَّ الغفير من الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين -، وهو الذي دفعه إلى التعلق بعزائم الأمور دون رخصها. وهو مأجور بلا شك على هذه الاجتهادات وتلك المواقف أجرًا واحدًا إن أخطأ، وأجرين اثنين إن