الكافي في اللغة
()
About this ebook
يعدُّ الكتاب واحدًا من المصنفات التي اهتمت باللغة العربية في أوائل القرن العشرين، فُقِد معظمه وما وصلَنا منه هو خطبة الكافي وشرحها الذي يتناول أصول اللغة ونشأتها وقواعد صرفها من اشتقاق وأبنية وأوزان وما يتصل بها من دلالات ومعانٍ، ويعقد مقارنات بين طرق ترتيب المعاجم المختلفة على نحو تفصيلي وافر يجعل من الكتاب مدخلًا تمهيديًّا لأمهات الكتب اللغوية. استعان الكاتب في شروحاته بالآيات القرآنية وكتب الحديث والأثر، وحرص على التمثيل بأمثلة ترسِّخ القواعد في ذهن المتلقي، متجنبًا غريب اللغة، ومفرِّقًا بين الفصيح والأفصح، وقام بإجمال قواعد الصرف في آخر الكتاب في ثلاث قواعد رئيسية يسهُل استظهارها وتطبيقها.
Related to الكافي في اللغة
Related ebooks
تفسير الزمخشري: تفسير الكشاف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتاب المعارف Rating: 4 out of 5 stars4/5سر الفصاحة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزاد المسير في علم التفسير Rating: 5 out of 5 stars5/5إيجاز البيان في معاني القرآن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفسير عرائس البيان في حقائق القرآن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمحاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالخصائص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتذكرة الأريب في تفسير الغريب Rating: 1 out of 5 stars1/5عمل اليوم والليلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل سورة الهمزة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذرة رمل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغرر الحكم ودرر الكلم: حكم الامام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفسير آيات الأحكام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذكرات هراسيوس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبرهان في علوم القرآن Rating: 3 out of 5 stars3/5بحوث في نهج البلاغة: الخلافة والخلفاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتاب الحركات الكبير المجلد الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل الأمين للقرآن العظيم Rating: 4 out of 5 stars4/5ما عُدنا كما نريد Rating: 4 out of 5 stars4/5المصباح Rating: 1 out of 5 stars1/5الإعجاز اللساني في الوسوسة والوسواس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسرار البلاغة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفسير القرآن العظيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل سورة قريش Rating: 5 out of 5 stars5/5المقامات الزينية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالصلاة وأحكام تاركها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل القرآن العظيم: المجلد السادس Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for الكافي في اللغة
0 ratings0 reviews
Book preview
الكافي في اللغة - طاهر الجزائري
خطبة الكافي
الحمد لله الذي خلق الإنسان، علمه البيان، وميَّزه على سائر أجناس الحيوان. والصلاة والسلام على أفصح الأنبياء بيانًا، وأوضحهم حجة وبرهانًا، أحمد من أرسله لإرشاد الخلائق إلى أسنى الحقائق، وعلى آله الكرام البررة الذين اقتفوا أثره، وصحبه أعلام العلم والهداية، الذين كان لهم في نشر آثاره أسمى عناية، وعلى التابعين لهم بإحسان، ما أعرب عمَّا في النفس لسان.
أما بعد، فلما كان للغة العربية الشأن الذي لا يُجهل أقبلت وجوه العلماء الأعلام عليها؛ وجعلوا وجهتهم تمهيد السبيل إليها كي لا يُحلَّأَ عن مواردها العذبة وارد، ولا يُدرأ عن معاهدها الرحبة قاصد، فبينوا قواعدها وأحكامها، ورفعوا أعلامها. وأفردوا كلًّا من حالي الأفراد والتأليف بالبيان، حتى كاد بيانهم يكون بمنزلة العيان، ونقبوا في البلاد عن شواردها، وجعلوا أسفارهم قيد أوابدها، وأبرزوا في ذلك مصنفات مختلفة الأصناف، مشحونة بصحاح الجواهر ممتازة عن الأصداف، ودعوا الناس إليها دعوة تامة؛ لتكون مأدُبة الأَدَبِ لهم عامة.
ثم اجتهدوا في فقه اللغة؛ فأوضحوا أصوله المُحكمة، وشرحوا فصوله المبهمة حتى ظهر ما بهر من سرها الخفي ومن خصائصها المونقة لمن هو بها حفي، ولم يزل التأليف فيها متواترًا بقدر الإمكان مرعيًّا فيه حال الزمان والمكان، والناس لهم بما ألف فيها أعظم إلف، حتى بلغ ذلك زهاء ألف. ثم عرضت عوارض قضت بضعف العلم، وخفض أعلامه الشُّمِّ؛ ففترت في تحصيلها الهِمم، وتُرِك رعاية ما لها من الذمم. حتى نجم عن ذلك ما نجم، وكاد أهلها في إهمال لغتهم يكونون كالعجم، بل جعل بعض الأغمار أمرها غير أَمَم، وعدَّ الاشتغال بها ضربًا من اللَّمم، وحال ما لا يحصى من الأحوال على هذا البلبال. ثم حالت تلك الحال، وأتى ما لا يخطر بالبال، فقيَّض الله لها نفوسًا ساميةً أشرفت عليها فعرفت قدرها السامي، وسمت إليها فرأت لها من المحاسن ما به تحكي العُرْبُ التي تجِلُّ عن المُسامي، فشرعوا في تجديد معاهدها، وتشييد قواعدها، إماطة الأذى عن شوارعها، وإزالة القذى عن مشارعها؛ ليكون الناس شرعًا في وردها السائغ، وظلها السابغ وإن اختلفت مشاربهم، وتباينت أسرابهم ومساربهم، وقرروا درسها في المدارس، وأحيوا من كتبها ما كان كالرسم الدارس؛ فهبَّت ريحها، وأضاءت مصابيحها. وكاد يعود لها رونقها الأول، وخَفَتَ من كان يقول: وهل عند رسم دارس من معول؟
ولمَّا كنت خليلًا لها أحببت أن أُبدي أمارة من أمارات الخُلَّة؛ شفاءً لما في النفس الغُلَّة، فألَّفتُ هذا الكتاب على وجه يروق أولي الألباب. فذكرت فيه ألفاظ الكتاب العزيز، وما يتلوه من كتب الحديث والأثر، وضممت إلى ذلك ما لا بد للأديب من معرفته، وقد أوردت فيه كثيرًا من الشواهد والأمثال؛ لتبقى الكلمات مُمَثَّلة في النفس وهي سالمة المبنى واضحة المعنى، وليقف على منهاج البُلَغَاء في تأليف الكلام من أراد أن ينحو نحوهم.
وقد اجتنبتُ فيه غريب اللغة ووحشيها إلا أن يدعو إلى ذلك داعٍ، ولم آلُ جهدًا في توخِّي أقرب العبارات إلى الفهم، وأبعدها عن الوهم، مع رعاية حسن النسق بإيراد كل شيء في أحسن مواضعه بقدر الإمكان. غير أني لم أتعدَّ أقوال الأئمة الذين يُعوَّل في اللغة عليهم، وقد فرَّقتُ فيه بين الفصيح والأفصح؛ ليأخذ الناظر في نفسه بما هو الأرجح ويدع غيره في دعة، حيث كان في الأمر سعة، وأرجو أن يكون هذا الكتاب على ما فيه من الإجمال كافيًا فيما قصدت إليه من غير إخلال؛ فإني غُصْتُ لأجله في قاموس لسان العرب؛ لإسعاف من لهم في التحلي به أرب، فأجَلْتُ النظر في جواهره المختلفة الأوضاح، ثم استخرجت لهم من مختار صحاح مفرداتها ما هو مزهر كالمصباح، ليبني على أساس البلاغة، وهو في نهاية الأحكام من يريد منهم إصلاح المنطق وتهذيب الكلام.
وليس لي فيه مع الجمع غير الوضع، على وجه يلائم الطبع، فإن راقك ما فيه فاشكر لمن تقدم وقل سلام على من لم يغادر فيها من متردم، وإن رأيت فيه ما راعك من خلل لا يمكن حمله على غير الخطل، فنَبِّه بلطف عليه، وأشر من غير أشر إليه؛ صيانة للَّسان من الزلل فإن أمره جلل. ورتَّبتُهُ على حروف المعجم، معتبِرًا فيه أوائل الكلام. وأسأل الله التوفيق لما يرضى من قول وعمل.
الطريقة الأولى: طريقة الإمام الأوحد الخليل بن أحمد في كتاب «العين»
وهو أول كتاب أُلِّف في اللغة، وسُمِّيَ بذلك لابتدائه بحرف العين؛ فإنه رتب كتابه على الحروف، وهي مسوقة على هذا الترتيب:
ع ح ﻫ خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط
د ت ظ ذ ث ر