سيرة أحمد بن حنبل
By فريق مستقل
()
About this ebook
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي (164-241هـ / 780-855م) فقيه ومحدِّث مسلم، ورابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي. اشتُهر بعلمه الغزير وحفظه القوي، وكان معروفاً بالأخلاق الحسنة كالصبر والتواضع والتسامح، وقد أثنى عليه كثير من العلماء منهم الإمام الشافعي بقوله: «خرجتُ من بغداد وما خلَّفتُ بها أحداً أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل»، ويُعدُّ كتابه "المسند" من أشهر كتب الحديث وأوسعها.
وُلد أحمد بن حنبل سنة 164هـ في بغداد ونشأ فيها يتيماً، وقد كانت بغداد في ذلك العصر حاضرة العالم الإسلامي، تزخر بأنواع المعارف والفنون المختلفة، وكانت أسرة أحمد بن حنبل توجهه إلى طلب العلم، وفي سنة 179هـ بدأ ابن حنبل يتَّجه إلى الحديث النبوي، فبدأ يطلبه في بغداد عند شيخه هُشَيم بن بشير الواسطي حتى توفي سنة 183هـ، فظل في بغداد يطلب الحديث حتى سنة 186هـ، ثم بدأ برحلاته في طلب الحديث، فرحل إلى العراق والحجاز وتهامة واليمن، وأخذ عن كثير من العلماء والمحدثين، وعندما بلغ أربعين عاماً في سنة 204هـ جلس للتحديث والإفتاء في بغداد، وكان الناس يجتمعون على درسه حتى يبلغ عددهم قرابة خمسة آلاف.
اشتُهر ابن حنبل بصبره على المحنة التي وقعت به والتي عُرفت باسم "فتنة خلق القرآن"، وهي فتنة وقعت في العصر العباسي في عهد الخليفة المأمون، ثم المعتصم والواثق من بعده، إذ اعتقد هؤلاء الخلفاء أن القرآن مخلوق محدَث، وهو رأي المعتزلة، ولكن ابن حنبل وغيره من العلماء خالفوا ذلك، فحُبس ابن حنبل وعُذب، ثم أُخرج من السجن وعاد إلى التحديث والتدريس، وفي عهد الواثق مُنع من الاجتماع بالناس، فلما تولى المتوكل الحكمَ أنهى تلك الفتنة إنهاءً كاملاً. وفي شهر ربيع الأول سنة 241هـ، مرض أحمد بن حنبل ثم مات، وكان عمره سبعاً وسبعين سنة.
Read more from فريق مستقل
سر وصفة النجاح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحكاية النبي يونس عليه السلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة حادثة الأفك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوماذا بعد الظلم؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to سيرة أحمد بن حنبل
Related ebooks
البداية والنهاية ط إحياء التراث Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطبقات الأولياء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعقد الفريد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمجالس ثعلب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسير أعلام النبلاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنشوار المحاضرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمستجاد من فعلات الأجواد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمختصر تاريخ دمشق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمنتظم في تاريخ الملوك والأمم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصفة الصفوة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفوات الوفيات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبداية والنهاية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعجم الأدباء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنباهة البلد الخامل بمن ورده من الأماثل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح نهج البلاغة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفلاكة والمفلوكون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطبقات النحويين واللغويين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرياض النضرة في مناقب العشرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمجالس العلماء للزجاجي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsثمرات الأوراق Rating: 1 out of 5 stars1/5رفع الإصر عن قضاة مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطبقات الحنابلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأخبار الزجاجي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتطفيل وحكايات الطفيليين وأخبارهم ونوادر كلامهم وأشعارهم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالصبح المنبي عن حيثية المتنبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوافي بالوفيات Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for سيرة أحمد بن حنبل
0 ratings0 reviews
Book preview
سيرة أحمد بن حنبل - فريق مستقل
قال أبو الفضل صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ولدت سنة أربع وستين ومائة (164هـ) في أولها في ربيع الأول، وجيء به حملاً من مرو.
وتوفي أبوه محمد بن حنبل وله ثلاثون سنة، فوليته أمُّه.
علمه وثناء العلماء عليه
- قال أبو الفضل: قال أبي: طلبت الحديث وأنا ابن ست عشرة سنة.
- عن ابن زنجويه قال: رأيت يزيد بن هارون يصلي، فجاء إليه أبو عبد الله أحمد بن حنبل، فلما سلم يزيد من الصلاة، التفت إلى أحمد بن حنبل، فقال: يا أبا عبد الله! ما تقول في العارية؟ قال: العاريةُ مؤدَّاة.
فقال له يزيد: أخبرنا حجاج، عن الحكم قال: ليست بمضمونة.
فقال له أحمد: قد استعار النبي من صفوان بن أمية أدرعًا، فقال له: عاريةٌ مؤدّاة. فقال النبي : العارية مؤداة. فسكت يزيد، وصار إلى قول أحمد بن حنبل .
- وعن نوح بن حبيب النرسيّ قال: رأيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل في مسجد الخيف، في سنة ثمان وتسعين ومائة (198هـ) مستندًا إلى المنارة، وجاءه أصحاب الحديث وهو مستند، فجعل يعلمهم الفقه والحديث، ويفتي لنا في المناسك.
- وقال عنه عبد الرحمن بن مهدي: هذا أعلم الناس بحديث سفيان الثوري.
- وقال عنه أبو زرعة: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العلم، وما قام أحدٌ مثل ما قام أحمد به.
وقال علي بن المديني: ليس من أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله أحمد بن حنبل؛ إنه لا يحدّث إلا من كتابه، ولنا فيه أسوةٌ حسنة.
وروى الخلال أن أحمد بن حنبل كان يجيء إلى أبي عبيد يسأله في الغريب.
وقال مهنا بن يحيى الشامي: ما رأيت أحدًا أجمع لكل خير من أحمد بن حنبل، ورأيت سفيان بن عيينة، ووكيعًا، وعبد الرزاق، وبقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، وكثيرًا من العلماء، فما رأيت مثل أحمد بن حنبل في علمه وفقهه، وزهده، وورعه.
- وعن أبي زرعة قال: كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث. فقيل له: وما يدريك؟
قال: ذاكرته، فأخذت عليه الأبواب.
- وعن إبراهيم الحربي قال: رأيت أحمد بن حنبل، كأن الله قد جمع له علم