Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة
الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة
الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة
Ebook192 pages32 minutes

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

تعود أهمية كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام الشنتريني إلى ثلاثة أمور، فهو كتاب يؤرخ فيه لأدباء الأندلس وشعرائها، ثم إنه كتاب من كتب المختارات التي تكشف عن ذائقة مؤلفه، وهو كتاب يجتمع فيه مؤرخ الأدب والناقد الأدبي. إن كتاب الذخيرة من الكتب القيمة، فهي تشكل موسوعة أدبية بالغة القيمة تعرف بأدب الأندلس في مرحلة إثبات الوجود، والرغبة في عدم الذوبان في آداب أهل المشرق.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643455
الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Related to الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Related ebooks

Reviews for الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة - أبو الحسن علي ابن بسام الشنتريني

    مُقدِّمة

    تعود أهميَّة كتاب ابن بسام الشنتريني( ⁵⁴² هـ) «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» إلى ثلاثة أمور، فهو كتاب يُؤرِّخ فيه لأدباء الأندلس وشعرائها، ثمَّ إنَّه كتاب من كُتب المختارات التي تكشف عن ذائقة مؤلِّفه، وهو كتاب يجتمع فيه مؤرِّخ الأدب والناقد الأدبي.

    ينتمي ابن بسام إلى مدينة شنترين، وقد عَجِبَ ابن سعيد المغربي في كتابه «المُغرب في حُلى المَغرب» أنْ يتولَّى الدفاع عن الأندلس رجل من غير أهلها فقال:

    «والعجب أنَّه لم يكن في حساب الآداب الأندلسيَّة أنَّه سَيُبعَثُ من شنترين، قاصيةِ الغرب، ومحل الطعن والضَّرب، مَن يَنْظِمُها قلائد في جِيْد الدهر، ويُطلعها ضرائر للأنجم الزُّهر، ولم ينشأ بحضرة قرطبة ولا بحضرة إشبيلية ولا غيرهما من الحواضر العظام مَن يمتعض امتعاضه لأعلام عصره، ويجهد في جمع حسنات نَظْمه ونثره، وسل الذخيرة، فإنَّها تُعنوِنُ عن محاسنه الغزيرة».

    إنَّ أبرز دوافع ابن بسام لكتابة هذا السِّفر الضخم تتمثّل في الرغبة في رَدِّ الاعتبار للأدب الأندلسي، فقد رأى الناس يغمطونه حقَّه، مثلما بيَّن أنَّ أهل الأندلس يستشعرون لونًا من عُقْدة النقص تجاه أدب أهل المشرق:

    «وما زال في أُفقنا هذا الأنْدَلسي القَصِي إلى وقتنا هذا من فُرسان الفنّين، وأئمة النوعَيْن، قومٌ هم ما هُمْ صفاء جواهر، وعُذُوبة مواردَ ومصادِر؛ لَعبوا بأطراف الكلام المشقّق لَعِبَ الدُّجَى بجفون المؤرَّق، وَحَدَوْا بفنون السَّحَر المنَمّق حُداء الأعْشَى بِبناتِ المحلّق؛ فصبّوا على قوالب النجوم، غرائب المنثور والمنظوم؛ وباهَوْا غُرَرَ الضُّحى والأصائل، بعجائب الأشعارِ والرسائل:نَثْرٌ لو رآه البديعُ لنسي اسْمَه، أو اجتلاه ابن هلال لولَّاهُ حُكْمَه؛ ونَظْمٌ لو سمعه كُثَيّرٌ ما نسبَ ولا مدح، أو تَتَبّعه جَرْوَلٌ ما عوى ولا نبح. إلَّا أنَّ أهل هذا الأفقِ، أبَوْا إلَّا متابعةَ أهل المشرق، يرجعون إلى أخبارهم المُعادة، رجوعَ الحديث إلى قَتادة؛ حتى لو نَعَق بتلك الآفاق غُراب، أو طَنَّ بأقصى الشام والعراق ذُباب، لَجَثَوْا على هذا صنمًا، وتَلَوْا ذلك كتابًا مُحْكَمًا؛ وأخبارُهم الباهرة، وأشعارُهم السائرة، مَرْمَى القَصِيّة، ومُناخ الرذيَّة، لا يعمر بها جَنانٌ ولا خَلَد، ولا يُصرَّف فيها لِسانٌ ولا يد. فغاظني منهم ذلك، وأنفْتُ ممّا هنالك، وأخذتُ نفسي بجمع ما وجدتُ من حسنات دهري، وتَتَبُّع محاسن أهل بَلَدي وعَصْري، غَيْرَةً لهذا الأفق الغريب أنْ تعود بُدُوره أهِلّة، وتُصْبحَ بحارُه ثِمادًا مُضْمحِلّة؛ مع كثرة أدبائه، ووُفُور علمائه؛ وقديمًا ضيّعُوا العلمَ وأهلَه، ويا رُبُّ مُحسنٍ مات إحْسَانُهُ قبله؛ وليت شِعري مَن قصر العلمَ على بعض الزمان، وخَصَّ أهلَ المشرق بالإحسان».

    يحذو ابن بسام، كما يُصرِّح، حَذْوَ أبي منصور الثعالبي (⁴²⁹ هـ) في كتابه «يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر»، لكنَّه يزيد عليه في الحديث عن الخلفيَّة التاريخيَّة لمَن يتحدَّث عنهم، كما أنَّه يقتصر على أعلام القرن الخامس الهجري، لأنّ ابن فرج الجياني، تناول في كتاب «الحدائق» أعلام الدولتين المروانيَّة والعامريَّة.

    وقد ذكر ابن بسام معاناته في جمع مادته فقد نزح عن بلده، وكان قد تقدَّم في

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1