مميز بأخلاقي: مواقف الأنبياء والصالحين
()
About this ebook
يدور الكتاب حول مواقف واقعية مر بها الأنبياء والصالحون؛ مثلت أخلاقًا إنسانية تجاوزت الزمان والمكان، وانتمت للإنسانية كلها .
Related to مميز بأخلاقي
Related ebooks
سيدة القصور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ الطبري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمختصر تاريخ دمشق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعقد الفريد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوافي بالوفيات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح مقامات الحريري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح نهج البلاغة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمختار من شعر شعراء الأندلس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالديارات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإحاطة في أخبار غرناطة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمجمع البحرين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمسالك الأبصار في ممالك الأمصار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسنا البرق الشامي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبداية والنهاية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsثمرات الأوراق في المحاضرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالممتع في صنعة الشعر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعيان العصر وأعوان النصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقامات الورغي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمقامات النظرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأشعار الشعراء الستة الجاهليين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفضل العرب والتنبيه على علومها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهاتف من الأندلس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوسيط في تراجم أدباء شنقيط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبدوية: إبراهيم رمزي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنشوار المحاضرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخلاصة السير الجامعة لعجائب أخبار الملوك التبابعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for مميز بأخلاقي
0 ratings0 reviews
Book preview
مميز بأخلاقي - أيمن عبدالحميد
مميز بأخلاقي
مواقف الأنبيـاء والصالحـين
تأليف
أيمن عبد الحميد
رسوم
منة الله طارق
Section__1.xhtmlمميز بأخلاقي
مواقف الأنبيـاء والصالحـين
تأليف: أيمن عبد الحميد
رســوم: منة الله طارق
إشراف عام: داليا محمد إبراهيم
جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر
يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.
الترقيم الدولي: 978-977-14-6191-3
رقـــم الإيــداع: 2022/28610
طبعـة: يناير 2023
Section__2.xhtml21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفـــــــون: 33466434 - 33472864 02
فاكـــــــــس: 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
Motiva01التاجر الغني الشاكر العفيف الزاهد..
نحن الآن في العام الثامن عشر من الهجرة، وقد انقطع المطر عن بلاد الحجاز.. وهو المصدر الوحيد هنا للماء.. فعم الجدب أرضها وتغير لونها من شدة القحط حتى صارت رمادية.. فسمي هذا العام عام الرمادة.
وفيه جاع الناس جوعًا شديدًا.. ولم يبق لديهم زاد أو طعام.. فانطلقوا بدوابهم الهزيلة.. وارتحلوا على أقدامهم النحيلة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يطلبون الغوث.. فبكى عمر لرؤية حالهم.. وشعر بمسئولية كبيرة نحوهم.. فواساهم.. وأحسن إليهم.. ودخل إلى بيت مال المسلمين وجمع ما فيه من طعام ومال.. ووزعه عليهم فلم يبق شيء في بيت المال.
Section__3.xhtmlفاعتذر إليهم.. وأقسم أمامهم ألا يشبع من طعام قط حتى يشبعوا.. وظل شهورًا لا يأكل إلا كسرات من الخبز اليابس مغموسة في الخل حتى اسود لونه وتغير جسمه وأصبح يُخشى عليه من الضعف.
وكان (رضي الله عنه) يتألم لأحوال الناس حتى كاد يهلك من شدة تأثره وحزنه عليهم.. ففي إحدى الليالي خرج كعادته يتكئ على عصاه ويتفقد أحوال المدينة.. فلم يجد أحدًا من الناس يضحك.. و عرف أنهم لا يتحدثون في منازلهم كما كانوا كعادتهم، فعلم أنهم في همٍّ وضيق شديد.
فكتب عمر إلى ولاته على الأمصار أن أغيثوا أهل مدينة رسول الله وما حولها.. فإنه قد بلغ بهم الجُهد.. ففزع ولاة الأمصار إلى إغاثة المدينة وأرسلوا بعض القوافل محملة بالقمح والزيت والتمر والكساء.. فتقاسم الناس الطعام فرحين.. لكن الوضع لم يتحسن إلا بعض الوقت.
وذات يوم.. وبينما الناس في هم وجوع.. والمدينة هادئة من الحركة.. إذا بالناس يرون على مشارفها غبارًا كثيفًا.. يرتفع في السماء شيئًا فشيئًا حتى كاد يغطي الأفق.. وهبت الريح نحو المدينة.. تحمل ذرات رمال الصحراء الناعمة نحو بيوتها.
فظن الناس أنها عاصفة قادمة تكنس الصحراء وتنثر الرمال.. وإذا بضجة كبيرة وأصوات خلف الغبار الكثيف.. فانتبهت أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) في دارها على أصوات الناس.. ونظرت من شرفتها نحو السماء فوجدتها حمراء.. وإذا بالناس ينطلقون في الطرقات على غير عادتهم.
فأرسلت أم المؤمنين جارية كانت عندها لتعرف ماذا يجري.. وتستطلع الأخبار لتطمئنها على أحوال المسلمين.. خاصة في تلك الأيام العصيبة.
ولم يمض إلا وقت وجيز وقد جاءت الجارية بالخبر.
إنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف جاءت من الشام محملة بالبضائع.
فتعجبت السيدة عائشة: قافلة تُحدث كل تلك الضجة؟!
نعم يا أم المؤمنين، إنها سبعمائة راحلة محملة بالسمن والقمح والشعير والزيت والزبيب والخل والكساء وكثير من شتى صنوف البضائع.. ولقد استبشر الناس بها خيرًا لما تحمله من خير ورزق وفير.. وتنادوا فيما بينهم ليروا مشهدها الحافل.. ولقد علمتُ يا سيدتي أن التجار اجتمعوا يفاوضون عبد الرحمن بن عوف ويعرضون شراءها بأضعاف ثمنها لكنه يرفض البيع ويقول لهم: هناك من زادني!
تعجبت أم المؤمنين في نفسها وتساءلت:
كيف يفعل عبدالرحمن هذا والناس في تلك المحنة؟! ثم هزت رأسها وشردت تفكر في الأمر.
وتمنت لو أن عبد الرحمن يُقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرة ويطلق قدميه للجنة.. فهذا ليس بجديد على ابن عوف؛ فهو الذي شهد غزوتي بدر وأحد والمشاهد كلها.. وهو الذي باع أرضًا بأربعين ألف دينار فوزعها على أهله من بني زُهرة.. وأمهات المؤمنين وفقرائهم.. وقدم لجيوش المسلمين ألفًا وخمسمائة فرس بنفس راضية مطمئنة.
وبينما هي في شرودها إذا ببابها يطرق.. فنادت الجارية: من بالباب؟
فإذا بصوت عبد الرحمن بن عوف يستأذن في الدخول على أم المؤمنين.
فقالت في نفسها: لقد ساقه الله إليَّ.. لَأعاتبنَّه وأدعوه إلى الرفق بالمسلمين وحالهم.. وقامت بنفسها لمواجهته.. وفتحت الباب قائلة:
نعم يا بن عوف.. وهمت أن تعاتبه إلا أنه قال لها قبل أن تنطق بكلمة:
- السلام عليكم يا أمِّ...
لقد جئت إليكِ اليوم لأشهدك أن تجار المدينة عرضوا عليَّ أن يدفعوا لي في قافلتي خمسة أضعاف ثمنها.. وأنا لا أبيع، وأقول لهم: هناك من زادني.
فقالوا: من زادك وليس في المدينة تجار غيرنا؟ فقلت لهم: الله زادني..لقد جعل لي الحسنة بعشر أمثالها!
ولقد أخبرت أبا حفص عمر (رضي الله عنه) «أمير المؤمنين» أن يوزعها على أهل المدينة: مَن