Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
Ebook659 pages5 hours

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني» للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، رتب فيه مسند الإمام أحمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، فبدأ بقسم التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم الترهيب ثم التاريخ ثم القيامة وأحوال الآخرة وقال في مقدمة الكتاب: لا أعلم أحدًا سبقني إليه.
وقد رتبه من أوله إلى آخره مع حذف السند، وقد وضع التبويبات المناسبة لكل حديث، وفي مقدمة كتابة تكلم عن طريقته في ترتيب المسند. وهذا الترتيب أطلق عليه اسم <الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، وهو اختصار للمسند مع ترتيبه ترتيبًا فقهيًا على الكتب والأبواب وبعبارة أخرى: تهذيب المسند وترتيبه واختصاره. ثم قام البنا فشرح كتابه حتى وصل إلى باب ما جاء في جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ثم وافته المنية.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateOct 9, 1903
ISBN9786428576242
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Related to الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Related ebooks

Related categories

Reviews for الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - الساعاتي

    الغلاف

    الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

    الجزء 28

    الساعاتي

    1378

    كتاب «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني» للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، رتب فيه مسند الإمام أحمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، فبدأ بقسم التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم الترهيب ثم التاريخ ثم القيامة وأحوال الآخرة وقال في مقدمة الكتاب: لا أعلم أحدًا سبقني إليه. وقد رتبه من أوله إلى آخره مع حذف السند، وقد وضع التبويبات المناسبة لكل حديث، وفي مقدمة كتابة تكلم عن طريقته في ترتيب المسند. وهذا الترتيب أطلق عليه اسم <الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، وهو اختصار للمسند مع ترتيبه ترتيبًا فقهيًا على الكتب والأبواب وبعبارة أخرى: تهذيب المسند وترتيبه واختصاره. ثم قام البنا فشرح كتابه حتى وصل إلى باب ما جاء في جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ثم وافته المنية.

    -مجيء فاطمة رضي الله عنها إلى أبي بكر لأخذ ميراثها قبل علمها بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث-

    مما أفاء الله عليه (1) بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر (2) فقال أبو بكر رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة: إنما يأكل آل محمد في هذا المال (3) وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر (4) في ذلك، فقال أبو بكر والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي، وأما الذي شجر (5) بيني وبينكم من هذه الأموال فإني لم آل فيها عن الحق ولم اترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته (وعنه من طريق ثان) (6) عن عائشة أيضًا بنحوه وفيه قالت عائشة فغضبت فاطمة عليها السلام فهجرت عن عائشة الخ (غريبه) (1) هو ما أخذ من الكفار على سبيل الغلبة بلا قتال ولا إيجاف أي إسراع خيل أو ركاب ونحوهما من جزية أو ما هربوا عنه لخوف أو غيره، أو صولحوا عليه بلا قتال، وسمى فينا لرجوعه من الكفار إلى المسلمين (2) أما ما كان بالمدينة فهو نخل بني النضير التي في أيدي بنى فاطمة وكانت قريبة من المدينة، ووصية مخيريق اليهودي الذي أسلم يوم أحد وأوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت سبع حوائط في بني النضير، وما أعضاه الانصار من أرضهم، وحقه من الفيء من أموال بني النضير وثلث أرض وادي القرى أخذه في الصلح حين صالح اليهود، وحصنان من حصون خيبر الوطيح والسلالم حين صالح اليهود، (وأما فدك) محركة وبالصرف وعدمه بلد بينها وبين المدينة ثلاث مراحل، وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة (وأما ما بقى من خمس خيير) فهو نصيبه مما افتتح فيها عنوة (3) يريد أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذا المال لآل محمد صلى الله عليه وسلم يأكلون منه ولم يخصص لأحد منهم شيئا معلوما وأنا لا أفعل غير ذلك (4) أي غضبت (قال الحافظ ابن كثير) في تاريخه وأما تغضب فاطمة رضي الله عنها وأرضاها على أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه فما أدرى ما وجهه؟ فإن كان لمنعه إياها ما سألته من الميراث فقد اعتذر إليها بعذر يجب قبوله، وهو ما رواه عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا نورث ما تركنا صدقة، وهي ممن تنقاد لنص الشارع الذي خفى عليها قبل سؤالها الميراث كما خفى على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخبرتهن عائشة بذلك ووافقنها عليه، وليس يظن بفاطمة رضي الله عنها أنها اتهمت الصديق رضي الله عنه فيما أخبرها به، حاشاها وحاشاه من ذلك، كيف وقد وافقه على رواية هذا الحديث عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وأبو هريرة، وعائشة رضي الله عنهم أجمعين، ولو تفرد بروايته الصديق رضي الله عنه لوجب على جميع أهل الأرض قبول روايته والانقياد له في ذلك: وإن كان غضبها لأجل ما سألت الصديق إذا كانت هذه الأراضي صدقة لا ميراثا أن يكون زوجها ينظر فيها فقد اعتذر بما حاصله أنه لما كان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يرى أن فرضا عليه أن يعمل بما كان يعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال وإني والله لا أدع أمرًا كان يصنعه رسول الله إلا صنعه (5) أي ما وقع بيني وبينكم من الاختلاف، شجر الأمر يشجر شجورا إذا اختلط واشتجر القوم وتشاجروا إذا تنازعوا واختلفوا (6) (سنده) حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب

    -امتناع أبي بكر من إعطاء فاطمة شيئا مما خلفه النبي صلى الله عليه وسلم وغضبها وإقامته الحجة على ذلك-

    أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت (1) قال وعاشت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر؛ قال وكانت فاطمة رضي الله عنها تسأل أبا بكر نضيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر رضي الله عنه عليها ذلك، وقال لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به، إني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ (2)، فأما صدقته بالمدينة (3) فدفعها عمر إلى علي وعباس فغلبه عليها علي (4) وأما خيبر وفدك فامسكهما عمر وقال هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه التي تعروه (5) ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر (6) قال فهما على ذلك اليوم (عن أبي الطفيل) (7) قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت فاطمة إلى 569 أبي بكر أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أهله؟ قال فقال لابل أهله؛ قالت فأين سهم رسول الله أخبرني عروة بن الزبير إن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها مما ترك صلى الله عليه وسلم، مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة فهجرت أبا بكر الخ (غريبه) (1) قال الحافظ ابن كثير في تاريخه هذا الهجران والحالة كذلك فتح على فرقة الرافضة شرا عريضا وجهلا طويلا، وأدخلوا أنفسهم بسببه فيما لا ينعينهم، ولو تفهموا الأمور على ما هي عليه لعرفوا للصديق فضله وقبلوا منه عذره الذي يجب على كل أسعد قبوله، ولكنهم طائفة مخذولة وفرقة مرذولة يتمسكون بالمتشابه ويتركون الأمور المحكمة المقدرة عند أئمة الإسلام من الصاحبة والتابعين فمن بعدهم من العلماء المعتبرين في سائر الأعصار والأمصار رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين أهـ (قال الكرماني) وأما غضب فاطمة رضي الله عنها فهو أمر حصل على مقتضى البشرية وسكن بعد ذلك أو الحديث كان متا ولا عندها بما فضل من معاش الورثة وضروراتهم نحوها: وأما هجرانها فمعناه أنقباضها عن لقائه لا الهجران المحرم من ترك السلام ونحوه، ولفظ مهاجرته بصيغة اسم الفاعل لا المصدر أهـ (قال القسطلاني) ولعل فاطمة رضي الله عنها لما خرجت غضبي من عند أبي بكر تمادت في اشتغالها بشأنها ثم مرضها، والهجران المحرم إنما هو أن يلتقيا فيعرض هذا وهذا (2) بفتح الهمزة وكسر الزاي وبعد التحتية الساكنة غين معجمة أي أن أميل عن الحق إلى غيره (3) القائل فأما صدقته بالمدينة هي عائشة رضي الله عنها تخير بما فعله عمر في خلافته بعد أبي بكر رضي الله عنهما (4) أي اختص بها علي رضي الله عنه ولذلك جاأ يختصمان إلى عمر رضي الله عنه كما سيأتي في الحديث التالي (5) أي تغشاه وتنتابه (ونوائبه) أي الحوادث التي تصيبه (6) أي بعده صلى الله عليه وسلم فكان أبو بكر رضي الله عنه يقدم نفقة أمهات المؤمنين وغيرها مما كان يصرفه النبي صلى الله عليه وسلم من مال خيبر وفدك وما فضل من ذلك جعله في المصالح، وعمل عمر بعده بذلك فلما كان عثمان تصرف في فدك يحسب ما رأى فأقطعها لمروان لأنه تأول أن الذي يختص به صلى الله عليه وسلم يكون للخليفة بعده فاستغني عثمان عنها بأمواله فوصل بها بعض أقاربه (قال الزهري) حين حدث بهذا الحديث فهما أي الذي كان يخصه صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك على ذلك إلى اليوم يتصرف فيهما من ولي الأمر والله أعلم (تخريجه) (خ وغيره) (7) (سنده) حدثنا

    -اقتناع فاطمة رضي الله عنها بما فعله أبو بكر رضي الله عنه بعد أن ظهرت لها الحجة-

    صلى الله عليه وسلم؟ قال فقال أبو بكر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعله للذي يقوم من بعده، فرأيت أن أرده إلى المسلمين؛ فقالت فأنت وما سمعت 570 من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم (حدثنا سفيان) (1) حدثنا عبد العزيز بن رفيع قال دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس فقال ابن عباس ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما بين هذين اللوحين (2) ودخلنا على محمد بن على فقال مثال ذلك: قال وكان المختار يقول الوحي عبد الله بن محمد بن أبي شيبه قال عبد الله (يعني ابن الإمام أحمد) وسمعته من عبد الله بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه لإمام أحمد رحمه الله تبارك وتعالى ثم قال وهكذا رواه أبو داود عن عثمان ابن أبي شيبه عن محمد بن فضيل به، ففي لفظ هذا الحديث غرابة ونكارة، ولعله روى بمعنى ما فهمه بعض الرواة وفيهم من فيه تشيع فليعلم ذلك، وأحسن ما فيه قولها أنت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو الصواب والمظنون بها واللائق بأمرها وسيادتها وعلمها دينها رضي الله عنها وكأنها سأله بعد هذا أن يجعل زوجها ناظرًا على هذه الصدقة فلم يجيبها إلى ذلك لما قدمناه فتعتبت عليه بسبب ذلك وهي امرأة من بنات آدم تأسف كما يأسفون وليست بواجبة العصمة مع وجود نص رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخالفة أبي بكر الصديق، وقد روينا عن أبي بكر رضي الله عنه أنه ترضى فاطمة وتلاينها قبل موتها فرضيت رضي الله عنها. وقال وقد روينا أن فاطمة رضي الله عنها احتجت أولا بالقياس وبالعموم في الآية الكريمة فأجابها الصديق بالنص على الخصوص بالمنع في حق النبي صلى الله عليه وسلم وأنها سلمت له ما قال. وهذا هو المظنون بها رضي الله عنها أهـ (قلت) وروى الأمام أحمد أيضا قال حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة أن فاطمة قالت لأبي بكر من يرثك إذا مت؟ قال ولدي وأهلي قالت فما لنا لا نرث النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن النبي لا يورث: ولكني أعول من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعول وأنفق على من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق، أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاء للإمام أحمد ثم قال وقد رواه الترمذي في جامعه عن محمد بن المثنى عن أبي الوليد الطيالسي عن محمد بن عمرو بن أبي سلمة عن أبي هريرة فذكره بوصل الحديث، وقال الترمذي حسن صحيح غريب (1) (حدثنا سفيان الخ) (غريبه) (2) قال في المصباح اللوح بالفتح كل صفيحة من خشب وكتف إذا كتب عليه سميي لوحا أهـ والظاهر والله أعلم أنه يريد ما ترك شيئا مكتوبًا من الأحكام إلا ما بين هذين اللوحين، وقد سئل علي رضي الله عنه في مثل ذلك ولكنه أوضح مما هنا والأحاديث يفسر بعضها بعضا، فقد روى الإمام أحمد بسنده عن أبي جحيفة وتقدم في باب لا يقتل مسلم بكافر من كتاب القتل والجنايات في الجزء السادس عشر صفحة 33 رقم 100 قال فسألنا عليا رضي الله عنه هل عندكم من رسول صلى الله عليه وسلم شيء بعد القرآن قال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة الأفهم يؤتيه الله عز وجل رجلا في القرآن أو ما في الصحيفة، قلت وما في الصحيفة؟ قال القتل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر. (قال الحافظ) وإنما سأله أو جحيفة عن ذلك لأن جماعة من الشيمة كانوا يزعمون أن لأهل البيت لاسيما علي اختصاصا بشيء من الوحي لم يطلع عليه غيرهم أهـ وهذا بوضح معنى قوله وكان المختار يقول الوحي يعني أنهم اختصموا بشيء من الوحي دون غيرهم

    -خطبة في فضل نسبة الشريف وطيب عنصره المنيف-

    (أبواب ما جاء في خطبه صلى الله عليه وسلم غير ما تقدم في الكتاب)

    (باب خطبة في فضل نسبه الشريف وطيب عنصره المنيف)

    (عن العباس بن عبد المطلب) (1) قال بلغ النبي صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس (2) قال فصعد 571 المنبر فقال من أنا؟ قالوا أنت رسول الله، فقال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم لأنه كان شيعيا وكان يظهر التشيع ويبطن الكهانة، وأسر إلى اخصائه أنه يوحي إليه وأن جبريل عليه السلام كان يأتيه بالوحي، وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي خرج بالكرفة طالبا بدم الحسين سنة ست وستين فاستولى عليها وبايعوه بها، وتجرد لقتل قتلة الحسين فظفر بشعر بن ذي الجوشن. قاتل الحسين فقتله، ثم أحاط بدار خولى الأصبحي صاحب راس الحسين وقتله وأحرقه، وكذلك قتل عمر ابن سعد بن أبي وقاص صاحب الجيش الذي قتل الحسين، وهو الذي أمر أن يداس جسد الحسين وظهره بالخيل وقتل ابنه حفصا أيضا وأرسل برأسيهما إلى محمد بن الحنفية بالحجاز، وذلك في ذي الحجة سنة 66 (وفيها) اتخذ المختار كرسيا وادعى أن فيه سرا وأنه لهم مثل التابوت لبني إسرائيل، ولما خرج المختار لقتال عبيد الله بن زياد الذي أرسل الجيش لقتل الحسين خرج بالكرسي يحف به الرجال ويستر بالحرير ويحمل على البغال فاستولى على الموصل في سنة سبع وستين وقدم على الجيش إبراهيم بن الأشتر النخفي فقتل ابن الأشتر عبيد الله بن زياد وانهزم أصحابه (وفي هذه السنة) ولي ابن الزبير أخاه مصعبا البصرة فسار إلى الكوفة وحارب المختار وضيق عليه الحصار، ثم دخل المدينة وقتل المختار في رمضان سنة 67، وإنما أمر ابن الزبير بقتله لفجوره وفسقه وخروجه عليه، ولا شك أنه كان ضالا مضلا أراح الله المسلمين منه بعد ما انتقم به، من قوم آخرين من الظالمين كما قال الله تعالى (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) وتقدم للمختار هذا ذكر في باب ما جاء في الترهيب من الغدر في الجزء التاسع عشر ص 234 رقم 94 و 95 فارجع إليه والله أعلم (تخريجه) رواه البخاري عن قتيبة عن سفيان به (باب) (1) (سنده) حدثنا أبو نعيم عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله ابن الحارث بن نوفل عن المطلب بن أبي وداعة قال قال العباس بلغ النبي صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس الخ (غريبه) (2) تقدم التصريح بقول الناس في باب ذكر نسبه الشريف في الجزء العشرين ص 176 في حديث رقم 2 عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال أتى ناس من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أنا لنسمع من قومك حتى يقول القائل منهم إنما مثل محمد مثل نخلة نبتت في كياء (بكسر الكاف) قال حسين الكباء الكناسة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس من أنا فذكر الحديث كما هنا وتقدم شرحه هناك فارجع إليه (تخريجه) (مذ) من طريق الثوري باسناده عن المطلب بن أبي وداعة قال جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه سمع شيئا فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر الخ وكذلك رواه البغوي فيما نقل الحافظ في الإصابة فأوهم هذا أنه من مسند المطلب ولكنه من روايته عن العباس

    -خطبة في الحث على العمل بكتاب الله وسنة رسوله وذكر الساعة-

    بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا (باب خطبة في الحث على العمل بكتاب الله وسنة 572 رسوله صلى الله عليه وسلم وذكر الساعة) (عن جابر) (1) قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل ثم قال أما بعد (2) فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أصدق الهدى (3) هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها (4) وكل بدعة ضلالة (5) ثم يرفع صوته وتحمر وجنتاه ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة كأنه منذر جيش، قال ثم يقول أتتكم الساعة: بعثت أنا والساعة (6) هكذا وأشار بإصبعية السبابة والوسطى (7) صبحتكم الساعة ومستكم (8) من ترك مالا فلاهله ومن ترك دينا أو ضياعا فالي وعلي والضباع يعني ولده المساكين (باب خطبة الحاجة) 573 (عن عبد الله) (9) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال علمنا خطبة الحاجة: الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم يقرأ ثلاث آيات، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما، ثم تذكر حاجتك فهو من مسند العباس كما جاء عند الإمام أحمد وقال الترمذي هذا حديث حسن (باب (1) (سنده) حدثنا مصعب بن سلام ثنا جعفر عن أبيه عن جابر (يعني ابن عبد الله) الخ (غريبه) (2) قال الطيبي اثنا وضع للتفصيل فلابد من التعدد، ونقل عن أبي حاتم أنه لا يكاد يوجد في التنزيل أما وما بعدها إلا وتثنى وتثلث كقوله تعالى (أما السفينة: وأما الجدار) وعامله مقدر أي مهما يكن بعد تلك القضية (3) بفتح الهاء وسكون الدال فيهما أي أحسن الطرق طريقته وسمته وسيره من هدى هديه سار بسيرته وجرى على طريقته، ويجوز ضم الهاء وفتح المهملة فيهما، وهو بمعنى الدعاء والرشاد ومنه (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) (4) جمع محدثه بالفتح أي الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة ولا في الكتاب (5) أي كل فعلة أحدثت على خلاف الشرع ضلالة لن الحق فيما جاء به الشارع فما لا يرجع إليه يكون ضلالة إذ ليس بعد الحق إلا الضلال: زاد في بعض الروايات (وكل ضلالة في النار) (6) بنصب الساعة ورفعها فالنصب على المعية، والرفع على العطف (7) قال القاضي عياض يحتمل أنه لتقريب ما بينهما من المدة وأن التفاوت بين الإصبعين تقريبا لا تحديدا، ويحتمل أنه تمثيل لمقارنتها وأنه ليس بينهما إصبع أخرى كما أنه لا نبي بينه وبين الساعة (8) جاء عن مسلم بعد هذه الجملة (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه) من ترك مالا الخ (تخريجه) (م نس جه) وتقدم هذا الحديث بنصه وقد بسطنا الكلام على شرحه في الجزء السادس في باب ما جاء في الخطبتين يوم الجمعة ص 86 رقم 858 فارجع إليه تجد ما يسرك والله الموفق (باب) (9) (عن عبد الله) يعني أن مسعدة الخ هذا الحديث تقدم بطريقة وسنده وشرحه وتخريجه في باب

    -خطبة في الأدب والمواعظ والأخلاق والتعزير من الدنيا والنساء-

    (ومن طريق ثان) حدثنا عفان ثنا شعبة أنبأنا أبو إسحاق عن أبي عبيدة وأبي الأحوص قال وهذا حديث أبي عبيدة عن أبيه قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبتين خطبة الحاجة وخطبة الصلاة الحمد لله أو إن الحمد لله نستعينه فذكر معناه (عن ابن عباس) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم كلم رجلا في 574 شيء فقال الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهدى الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (باب خطبة في الأدب والمواعظ والأخلاق والتحذير من الدنيا والنساء) (حدثنا يزيد بن هارون) (2) وعفان 575 قالا ثنا حماد بن سلمة قال أنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قا لخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة بعد العصر إلى مغيربان الشمس (3) حفظها منا من حفظها ونسيها منا من نسي فحمد الله، قال عفان وقال حماد وأكثر حفظي أنه قال بما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم قال أما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة (4) إن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء (5) ألا أن بني آدم خلقوا على طبقات شتى (6) منهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا (7)، ومنهم من يولد كافر ويحيا كافر ويموت كافرا (8) ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافرا (9) ومنهم من يولد كافر ويحيا كافرا ويموت مؤمنا (10)، ألا إن الغضب حمرة توقد (11) في جوف ابن آدم، ألا ترون إلى حمرة عينيه (12) وانتفاخ أوداجه؟ فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك (13) فالأرض الأرض، ألا إن خير الرجال (14) من كان بطئ الغضب سريع الرضا، وشر الرجال من كان سريع الغضب بطيء الرضا، فإذا كان الرجل بطيء استحباب الخطبة للنكاح من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر ص 165 رقم 73 فارجع إليه (1) (عن ابن عباس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه عقب حديث ابن مسعود في الجزء السادس عشر في الباب المشار إليه ص 165 رقم 74 وهو بعض خطبة النكاح كما في حديث ابن مسعود السابق وسنده صحيح (باب) (2) (حدثنا يزيد بن هارون الخ) (غريبه) (3) أي إلى قرب غروبها (4) أي خضرة في المنظر حلوة في المذاق وكل منهما يرغب فيه منفردا فكيف إذا اجتمعا؟ وأراد أن صورة الدنيا ومتاعها حسن المنظر يعجب الناظر (5) حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفتنة بهما وخصص بعد ما عمم إيذانا بأن الفتنة بالسماء أعظم الفتن الدنيوية (6) أي متفرقة (7) هذا الفريق هم سعداء الدنيا والآخرة (8) وهذا الفريق هم أهل الشقاوة (9) أي يسبق عليه الكتاب فيختم له بالكفر تعوذ بالله من ذلك (10) أي يختم له بالايمان فيصير من أهل السعادة (11) أي تتوقد حذفت إحدى التاءين تخفيفا (12) أي عند الغضب (وانتفاخ أوداجه) جمع ودج بفتح المهملة وتكسر وهو عرق الأخدع الذي يقطعه الذابح فلا يبقى معه حياة، ويسمى الوريد أيضا (13) يعني من بوادر الغضب (فالأرض الأرض) أي فليضطجع بالأرض ويلصق نفسه فيها لتنكسر حدته وتذهب حدة غضبه (وفي رواية) فليلزق بالأرض وفي أخرى فليجلس (14) ذكر الرجال وصف طردي والمراد الآدميين

    -بقية خطبة الأدب والمواعظ والأخلاق والتحزير من الدنيا والنساء-

    الغضب بطيء الفيء (1) وسريع الغضب وسريع الفيء فإنها بها (2) إلا أن خير التجار من كان حسن القضاء (3) حسن الطلب، وشر التجار من كان سيء الفضاء (4) سي الطلب، فإذا كان الرجل حسن القضاء سيء الطلب أو كان سيء القضاء حسن الطلب فإنها بها (5) إلا أن لكل غادر لواءا يوم القيامة بقدر غدرته، ألا وأكثر الغدر غدر أمير عامة (1) ألا لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه (7) ألا إن أفضل الجهاد كلمة حق (8) عند سلطان جائر (9)، فلما كان عند مغير بان الشمس قال ألا إن مثل ما بقى من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقى من يومكن هذا فيما مضى منه (10) (ومن طريق ثان) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ذات يوم بنهار ثم قام يخطبنا إلى أن غابت الشمس فلم يدع شيئا مما يكون على يوم القيامة إلا حدثناه حفظ ذلك من حفظ ونسي من نسي (ثم ذكر نحو الحديث المتقدم وفيه إلا أن لكل غادر لواءًا يوم القيامة بقدر غدرته فليجلس أو قال فليلصق بالأرض، وفيه وما شيء أفضل من كلمة عدل تقال عند سلطان جائر فلا يمنعن أحدكم اتقاء الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه أو شهده، ثم بكي أبو سعيد فقال قدو الله منعنا ذلك (12) قال وأنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله (13) قال ثم دنت ذكورا وإناثا (1) أي الرجوع (2) أي فإن إحدى الخصلتين تقابل الأخرى فلا يستحق مدحا ولا ذما (3) أي الوفاء لما عليه من ديون التجارة ونحوها (حسن الطلب) أي سهل التقاضي يرحم المعسر وينظره ولا يضايق الموسر في الأشياء التافهة، ولا يلجئه إلى الوفاء في وقت معين ولا من مال معين (4) أي لا يوفى لغريمة دينه إلا بكلفة ومشقة وتماطل مع يساره (سيء الطلب) أي ملح على مديونه بالطلب من غير رحمة ولا شفقة بل بصعوبة مع علمه باعساره إذ ذاك (5) أي فإحدى الخصلتين تقابل بالأخرى نظير ما تقدم، ويجري ذلك كله في كل من له حق أو عليه حق، وإنما خص التجار لأكثرية القضاء والتقاضي فيما بينهم (6) جاءت هذه الجملة في حديث مستقل عن عبد الله بن عمر تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الوفاء بالعهد وعدم الغدر من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر ص 119 رقم 332 (7) أي فإن ذلك يجب عليه وليست مهابة الناس عذرا في التخلف بشرط سلامة العاقبة (8) معناه أفضل أنواع الجهاد كلمة حق يتكلم بها كأمر بمعروف أو نهي عن منكر (9) أي ظالم فإن ذلك أفضل من جهاد العدو لأنه أعظم خطرا (10) يعني أن ما بقى من الدنيا أقصر وأقل مما سلف منها، وإذا كانت بقية الشيء وإن كثرت في نفسها قليلة بالإضافة إلى معظمه كانت خليقة بأن توصف بالقلة، ذكره الزمخشري (11) الأست همزته وصل ولامه محذوفة والأصل سته فحذفت الهاء وعوض عنها الهمزة وهو العجز ويراد به حلقة الدبر ويجمع على إسناد كسبب وأسباب، والمراد هنا العجز أي خلفه ليكون علامة يعرف بها، أنظر شرح حديث ابن عمر في باب الوفاء بالعهد المشار إليه آنفا (12) معناه أنهم كانوا يقولون بالحق ولكن وجد في عصرهم من لم يسمع لقولهم ولذلك بكى أبو سعيد (13) يفيد أن الأمة

    -خطبة في التحذير من المال - وخطبة في ذكر الساعة والجنة والنار-

    الشمس أن تغرب فقال وإن ما بقى من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقى من يومكن هذا فيما مضى منه (باب خطبة في التحذير من المال والدنيا) (عن أبي سعيد الخدري) (1) قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم 576 ذات يوم وصعد المنبر وجلسنا حوله فقال إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح الله عليكم من زهرة الدنيا وزينتها، فقال رجل يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر؟ فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأينا أنه ينزل عليه جبريل، فقيل له ما شأنك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك؟ فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح عنه الرحضاء فقال أين السائل؟ وكأنه حمده فقال أن الخير لا يأتي بالشر، وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم حبطا، ألم تر إلى آكلة الخضرة أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها واستقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت، وإن المال حلوة خضرة ونعم صاحب المرء المسلم، هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل أو كما قال صلى الله عليه وسلم وإن الذي أخذه بغير حقه كمثل الذي يأكل ولا يشبع فيكون عليه شهيدا يوم القيامة (باب خطبة في ذكر الساعة والجنة والنار) (عن أنس بن مالك) (2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فلما 577 سلم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أن بين يديها أمورا عظاما، ثم قال من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه فوالله لا تسألوني عن شيء غلا أخبرتكم به مادمت في مقامي هذا، قال أنس فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول سلوني: قال أنس فقام رجل فقال أين مدخلي يا رسول الله؟ فقال النار (3) قال فقام عبد الله بن حذافة فقال من أبي يا رسول الله قال أبوك حذافة (4) قال ثم أكثر أن المحمدية أكرم على الله عز وجل من سائر الأمم قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس الآية) (تخريجه) (مذك هق) وفي إسناده على بن زيد بن جدعان (قال في الخلاصة) قال أحمد وأبو زرعه ليس بالقوى، وقال ابن خزيمة سيء الحفظ، وقال شعبة حدثنا علي بن زيد قبل أن يختلط قال مطين مات سنة تسع وعشرين ومائة: قرنه مسلم بآخر أهـ وفي التهذيب قال يعقوب بن شيبة ثقة، وقال الترمذي صدوق إلا أنه بما رفع الشيء الذي يوقفه غيره والله أعلم (باب) (1) (سنده) حدثنا يزيد أنا هشام بن عبد الله الدستوائي عن يحيي بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمون عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري الخ (هذا الحديث) تقدم من طريق ثان عن أبي سعيد أيضا في باب ما جاء في ذم الدنيا من كتاب المدح والذم في الجزء التاسع عشر ص 311 رقم 39 بسنده وشرحه وتخريجه وهو حديث صحيح رواه (ق نس جه) وزاد هنا في هذا الطريق قوله ونعم صاحب المرء المسلم هو من أعطى منه المسكين واليتيم الخ هكذا بالأصل بهذا اللفظ (ونعم صاحب المرء المسلم هو لمن أعطى الخ) وهذا التركيب غير ظاهر المعنى فالظاهر أنه وقع فيه تحريف من الناسخ أو الطابع ومعناه (ونعم المال المرء المسلم الذي يعطي منه المسكين واليتيم الخ) كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن العاص (نعم المال الصالح للمرء الصالح) وهو حديث صحيح والله أعلم (باب) (2) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهوى قال أخبرني أنس بن مالك الخ (غريبه) (3) لعل هذا الرجل كان من المنافقين وكان يسئل تعنتا (4) جاء في

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1