Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام
الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام
الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام
Ebook707 pages5 hours

الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب أو موسوعة « الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام »، هو من أهم وأشهر كتب ومؤلفات الشيخ الفقيه القاضي « عباس بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد السملالي المراكشي المالكي وموضوعه كما يفهم بديهة من عنوانه: تراجم من حل مراكش وأغمات من الرجال النابهين، سواء كانوا من أهلهما أومن غيرهما، مع التمهيد لهذه التراجم بوصف المدينتين وبيان فضلهما وما خُصّتا به من المزايا. * لقد عكف القاضي عباس بن إبراهيم السملالي على جمع مواد الأعلام، واستمر يجمعها ويدوّنها ويرتبها ويضيف إليها خمسين سنة، مطلعا على كل ما يقع بين يديه من الكتب، ومتنقلا في البحث عنها داخل المغرب وخارجه، لدى من الإنصاف للرجل والاقرار بالحقيقة، نقول أن مثل هذا العمل لا يطيق الاضطلاع به، والاقتدار عليه إلا الصابرون المخلصون الذين يحتسبون المشقة أجرا وإجهاد النفس عبادة، فرحم الله الشيخ وجزاه عنا خير الجزاء. * يشتمل كتاب « الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام »، على مقدمة وأربعة فصول عدى التراجم، أما قسم التراجم فيصدق فيه ما قاله الاقدمون في كل عظيم مثل عظمة هذا الكتاب الموسوعة: "حدّث بما شئت عن بحر ولا حرج"، فقد زيّنه المؤلف بجميع الأعلام الذين حلّوا بمراكش وأغمات من عظماء الرجال في جميع الميادن، معتمدا في ذلك على جميع المراجع القديمة والحديثة التي وقف عليها. وقد بلغ عدد الأعلام المترجم لهم: (1649علما)
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateOct 10, 1903
ISBN9786343859840
الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام

Related to الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام

Related ebooks

Reviews for الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام - ابن إبراهيم السملالي

    الغلاف

    الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام

    الجزء 2

    ابن إبراهيم السملالي

    1379

    كتاب أوموسوعة « الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام »، هو من أهم وأشهر كتب ومؤلفات الشيخ الفقيه القاضي « عباس بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد السملالي المراكشي المالكي وموضوعه كما يفهم بديهة من عنوانه: تراجم من حل مراكش وأغمات من الرجال النابهين، سواء كانوا من أهلهما أومن غيرهما، مع التمهيد لهذه التراجم بوصف المدينتين وبيان فضلهما وما خُصّتا به من المزايا. * لقد عكف القاضي عباس بن إبراهيم السملالي على جمع مواد الأعلام، واستمر يجمعها ويدوّنها ويرتبها ويضيف إليها خمسين سنة، مطلعا على كل ما يقع بين يديه من الكتب، ومتنقلا في البحث عنها داخل المغرب وخارجه، لدى من الإنصاف للرجل والاقرار بالحقيقة، نقول أن مثل هذا العمل لا يطيق الاضطلاع به، والاقتدار عليه إلا الصابرون المخلصون الذين يحتسبون المشقة أجرا وإجهاد النفس عبادة، فرحم الله الشيخ وجزاه عنا خير الجزاء. * يشتمل كتاب « الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام »، على مقدمة وأربعة فصول عدى التراجم، أما قسم التراجم فيصدق فيه ما قاله الاقدمون في كل عظيم مثل عظمة هذا الكتاب الموسوعة: حدّث بما شئت عن بحر ولا حرج، فقد زيّنه المؤلف بجميع الأعلام الذين حلّوا بمراكش وأغمات من عظماء الرجال في جميع الميادن، معتمدا في ذلك على جميع المراجع القديمة والحديثة التي وقف عليها. وقد بلغ عدد الأعلام المترجم لهم: (1649علما)

    أحمد ابن العريف الصنهاجي

    أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي من أهل المرية يعرف بابن العريف .روى عن يزيد مولى المعتصم، وعمر بن أحمد ابن رزق، وعبد الله القادر بن محمد القروي، وخلف بن محمد العربي، وسمع من جماعة من شيوخ ابن بشكوال، وكانت عنده مشاركة في أشياء من العلم وعناية بالقراءات وجمع الروايات واهتمام بطرقها وحملتها، وقد استجاز من ابن بشكوال تأليفه (الصلة) وكتبه عنه، وكتب إليه بإجازاته مع سائر ما عنده، وكتب ابن بشكوال أيضاً فيما عنده، فكتب له بخطه ولم يلقه وخاطبه مرات، وكان متناهياً في الفضل والدين، منقطعاً إلى الخير، وكان العباد وأهل الزهد في الدنيا يقصدونه ويألفونه فيحمدون صحبته، وسُعي به إلى السلطان فأمر بإشخاصه إلى حضرته مراكش فوصلها، وتوفي ليلة الجمعة صدر الليل، ودفن يوم الجمعة 23 من صفر سنة 536 هـ، واحتفل الناس لجنازته، وندم السلطان على ما كان منه في جانبه، وظهرت له كرامات .ذكره ابن بشكوال في صلته .وقال في (بغية الملتمس) في ترجمته :فقيه زاهد إمام في الزهد، عارف محقق، صحبه ابن عم أبي الزهد أبو جعفر، قال لي عنه القاضي أبو القاسم بلديه إنه كان يكتب سبعة خطوط لا يشبه بعضها بعضاً. توفي سنة 536، وشعره في طريقة الزهد كثير، ومما أنشدت فيه :

    شدّوا الركاب وقد نالوا المنى بمنى ........ وكلهم بأليم الشوق قد باحا

    راحت ركابهم تندى روائحها ........ طيباً بما طاب ذاك الوفد أشباحا

    يا واصلين إلى المختار من مضر ........ زرتم جسوماً ونحن زرنا أرواحا

    إنا أقمنا على عذر وعن قدر ........ ومن أقام على عذر كمن راحا

    وقال ابن الأبار في (معجم أصحاب الإمام الصدفي) لدى ترجمة ابن العريف ما نصه :أصل أبيه من طنجة، وكان بقصبة المرية في رجال ابن صمادح، ونشأ ابنه هذا وقد مسته الحاجة فرفعه في صغره إلى حائك يعلمه، وأبى هو إلا تعلم القرآن وتعلق الكتب، فكان ينهاه ويخوفه، ودار له معه ما كاد يتلفه إلى أن تركه لقصده، فجاء نسيج وحده، اقتضبت هذا مما حكى أبو عمر بن عياد عن أبي بكر بن نمارة في أوليته، وأخبره عنه أن أباه كان يقول في زيارتهم إياه رُأي ابني كان أرشد من رأيي، إني لأعلم أني به أكرم أو ما هذا معناه، قال وقرأ القرآن على أبي الحسن البرجني بالمرية، وعلى أبي القاسم النخاس، وأبي جعفر الخزرجي بقرطبة، وسمع الحديث عن أبي علي الصدفي، وله رواية ببلده عن يزيد مولى المعتصم، وعمرو بن رزق المعروف بابن الفصيح، وعبد القادر بن الحناط القروي وغيرهم، وروى كتاب (الفصوص) لصاعد عن أبي محمد الركلي عن أبي مروان بن حيان عنه، ويرويه أيضاً عن أبي القاسم ابن النخاس عن أبي مروان بن سراج عن ابن حيان سمعه عليه مع ابنه عمر بن حيان بقراءة مهاجر بن محمد بن حزم في شعبان سنة 444 عن صاعد، وتصدر بالمرية للإقراء وقد أقرأ بسرقسطة وولي الحسبة ببلنسية، وكان ينوع خطه فيجيده، وبعد صيته في الزهادة والعبادة وكثر أتباعه على طريقته الصوفية حتى نمي ذلك إلى أمير الملثمين علي بن يوسف بن تاشفين، ويقال أن فقهاء بلده اتفقوا على إنكار مذاهبه فسعوا به إلى السلطان وحذروه من جانبه فأمر بإشخاصه إليه من المرية مع أبي بكر محمد بن الحسين الميورقي من غرناطة وأبي الحكم بن برجان من إشبيلية وكانوا نمطاً واحداً في الانتحال والاتصاف بصلاحية الحال، ولأبي الحكم الشفوف عليهم حتى قيل فيه غزالي الأندلس، فسيرّوا جميعاً إلى مراكش ولم يقم بها ابن العريف إلا قليلاً وتوفي في صفر سنة 536 هـ واحتفل الناس بجنازته، هذا ما أورد ابن بشكوال في تاريخه من خبر وفاته، قال وندم السلطان على ما كان منه في جانبه، وظهرت له كرامات. وحكى ابن عياد عن أبي عبد الله الغزال وكان مختصاً بابن العريف أن ابن تاشفين أنكر عليه تسرعه إليه وقرر فضله وصلاحه لديه، فورد أمره بتخلية سبيله وقد بلغ الموكلون به سبتة فمرض بعقب ذلك وتوفي هناك، وقيل إنه سم في طريقه بعد ما أجاز البحر، والأول أصح. وقبره وقبر ابن برجان بمراكش متلاصقان .حدثنا محمد بن أحمد الأندرشي الحاكم، قال حدثنا أبو بكر بن خليفة المقري الإشبيلي، حدثنا أحمد بن محمد بن موسى الزاهد يعني المترجم، قال قرأ علي أبي علي حسين بن محمد الإمام الحافظ يعني الصدفي وأنا أسمع. أخبرنا الشيخ الصالح عبد الواحد بن علي بن فهد العلاف قراءة مني عليه ببغداد، حدثنا الشيخ محمد بن أحمد بن أبي الفوارس إملاء بجامع الرصافة، أخبرنا محمد بن أحمد بن الصواف، حدثنا عبد الله بن الحسن هو أبو شعيب الحراث، حدثني يحيى يعني ابن عبد الله، حدثنا الأوزاعي قال، حدثني هارون بن رباب قال: دخل الأحنف بن قيس مسجد دمشق فإذا برجل يكثر الركوع والسجود، فقال والله لا أبرح حتى أنظر على شفع يدري ينصرف أو على وتر، قال فلما انصرف قال له الأحنف: يا عبد الله هل تدري على شفع انصرفت أم على وتر ؟قال إلا أكن أدري فإن الله يدري. سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ثم بكى ثم قال: سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد سجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة، قلت من أنت يا عبد الله ؟قال: أنا أبو ذر، قال: فتقاصرت إلي نفسي مما وقع في نفسي عليه .وبه إلى أبي الفوارس قال: حدثنا عمر بن أحمد الوراق، حدثنا يحيى بن محمد المدني، حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، أخبرنا نوح بن الهيثم، حدثنا خلف بن خليفة عن سلمة بن نبيط قال: كنا بخراسان جلوساً عند الضحاك ابن مزاحم، فأتاه رجل فسأله عن قول الله عز وجل {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} ما كان إحسان يوسف عليه السلام ؟قال: كان إذا ضاق على رجل مكانه وسع له، وإن احتاج جمع له أو سأل له، وإن مرض قام عليه .ومن شعر ابن العريف الذي يستجلى به الخطب البهيم ويستجفى له رطب النسيم، ما يرويه أيوب (أبو الصبر) بن عبد الله الفهري، وحدثتني غير واحد عنه قال: أنشدني سليمان بن عمر بن يوسف الكناني المالقي بمنزله في منازل المعز بمصر، قال: أنشدني الفقيه الزاهد أحمد بن العريف لنفسه:

    سلوا عن الشوق من أهوى فإنهم ........ أدنا إل النفس من وهمي ومن نفسي

    مازلت مذ سكنوا قلبي أصون لهم ........ لحظي وسمعي ونطقي إذ هم أنسى

    فمن رسولي إلى قلبي ليسألهم ........ عن مشكل من سؤال الصب ملتبس

    حلوا فؤادي فما يندى ولو وطئوا ........ صخراً لجاد بماء منه منبجس

    وفي الحشا نزلوا والوهم يحرقهم ........ فكيف قروا على أذكى من القبس

    لأنهضن إلى حشري بحبهم ........ لا بارك الله فيمن خانهم ونسي

    وهذه الأبيات أنشد أبو بكر ابن خير في برنامجه أربعة منها وقال: سألته أن يجيز لي جميع ما رواه وألفه وأجاب فيه وجميع منثوره ومنظومه فأجاز لي ذلك كله في ذي العقدة سنة 534 هـ وحدثنا عن ابن خير جماعة من شيوخنا قد ذكرت بعضهم وأنشدناها بجملتها صاحبنا الكاتب عبد الواحد بن عمر الربعي بحضرة تونس كلأها الله أنشدني أبو سهل يونس بن يوسف الجذامي بها، قال: أنشدنا عبد الله بن محمد بن مليح الحضرمي قال أنشدنا الأستاذ النحوي أبو عبد الله ابن المدرة قال: أنشدنا ابن العريف لنفسه فذكرها، وقال أدنا إلى الوهم في البيت الأول، وقال: فمن رسولي إليهم كي يسألهم في البيت الثالث، وقد حدثنا من أصحابنا أحمد بن يوسف السلمى ابن فرتون مكاتبة من سبتة، وأبو عمرو عيشون بن محمد اللخمي لفظاً بتونس وغيرهما قالوا أخبرنا أحمد بن عمر بن أحمد الخزرجي القرطبي نزيل مدينة فاس عن ابن العريف .وكتب الإمام ابن رشيد على هذا المحل من (المعجم) ما نصه: أنشدنا الشيخ الإمام المحدث الصوفي خطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن علي القسطلاني أبقاه الله غرة شعبان المكرم عام 684 بالقاهرة، قال: أنشدني أبي كمال الدين أحمد، قال: أنشدنا سليمان بن عمر المالقي، قال أنشدنا ابن العريف، وكتب محمد بن رشيد. انتهى من خطه بواسطة .وذكر ابن الأبار في ترجمة محمد بن يونس الطرطوشي وفي ترجمة محمد بن عبد الله بن عيسى الكتامي الأديب من قصر عبد الكريم المعروف بابن المدرة وفي ترجمة أبي بكر محمد بن أبي بكر المعروف بابن ولم من (التكملة) أنهم صحبوا ابن العريف. وذكر في ترجمة القاسم بن علي المقرئ أنه أخذ القراءات عن ابن العريف.

    تنبيه

    قلت قول الإمام ابن الأبار وقبره وقبر ابن برجان بمراكش متلاصقان غير صحيح، بل بين ضريحيهما مسافة وكلا ضريحيهما مشهور .كان المترجم أحد رجال الأولياء الأفراد المتسمين من سمتي العلم والعمل بأعلا درجات الزهاد، كان رحمه الله من الفقهاء والمحدثين والقراء المجيدين، ثم غلب عليه الزهد والورع والإيثار مع الإقلال، فأصبح علماًُ من أعلام المتصوفة وأحد رجال الكمال، وكان بينه وبين القاضي عياض مخاطبات معلومة ومكاتبات مستحسنة مرسومة، وله الكرامات المستطابة، والدعوات المستجابة، حدثونا عنه أنه كان ببلده المرية، على أحواله الحسنة المرضية، في الجد والاجتهاد، وملازمة الأذكار والأوراد، وصحبة العباد والزهاد، فغار منه قاضي المرية المعروف بابن الأسود، وحمله مقت الحسد على أن كتب للخليفة بمراكش أمير المؤمنين علي بن يوسف بن تاشفين، وكان أمر الأندلس إليه، وخوفّه في الكتاب من حال ابن العريف، فكتب الخليفة لعامله بالمرية أن ابعث إلينا ابن العريف، فأمر به العامل فأدخل في القارب ليخرج به في البحر إلى سبتة، فأشار القاضي على العامل بتكبيله، فبعث إليه من يقيده فأدركه رسول العامل وهو في البحر لم يخرج منه بعد فكبله، وذهب راجعاً في البحر إلى المرية، فقال ابن العريف روعنا روعه الله تعالى، فلقيه العدو في البحر فحمله أسيراً، فلما وصل ابن العريف إلى سبتة وافاه رسول السلطان بالأمان وأن تحل قيوده ويسرح، فقال ابن العريف كنت أريد أن لا يعرفني السلطان وقد عرفني الآن فلا بد من رؤيته، فوصل إلى مراكش وأقبل عليه السلطان وعظمه وأبان حقه وأكرمه وسأله عن حاجاته، فقال ليس لي حاجة إلا أن أخلى أذهب حيث شئت، فأذن له في ذلك، فلما خاب سعي القاضي ابن الأسود فيما أراده من فساد ابن العريف تحيل عليه في أن جعل له سماً في طعام الباذنجان فأكله ابن العريف فمات رحمه الله بمراكش سنة ستة وثلاثين وخمسمائة، واحتفل الناس لحضور جنازته، وندم السلطان على ما كان منه إليه، وصار يبحث عن أصل ذلك وسببه، فأنهي إلى السلطان خبر القاضي ابن الأسود وقتله، فقال السلطان والله لأفعلن به ما فعله بذلك الولي، ولأغربنه ولأقتلنه بالسم، فبعثه مقيداً إلى سوس الأقصى يسقى هنالك سماً، فكان ما أمر به السلطان ومات القاضي مغربا عن وطنه مسموماً .قال في (النجم الثاقب) :ومن فوائد شيخنا محمد التنسي فيما حدثني به ونقله من خطه قال: جاء بعض أصحاب الشيخ ابن العريف إليه وسأله أن يجمع له كلمات يدعو بها في مهمات أمره، فكتب له هذا الدعاء المجرب الإجابة: اللهم إني أسالك بأنك أنت الله في حقائق محضر التحصيل، وبأنك أنت الله بكل وجه من وجوه الجملة والتفصيل، وبأنك أنت الله على كل حال من أحوال الجد والتعويل، وبأنك أنت الله المقدس بخصائص الأحدية والصمدية عن الضد والنقيض والنظير، وبأنك أنت الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وعلى كل من يحب محمداً، وأن تقضي حاجاتي كلها قضاء يكون لي فيه خير الدنيا موصولا بخير الآخرة محفوفا بالنهايات، محفوظاً من الآفات، ملحوظاً بخصائص العنايات، يا عواداً بالخيرات، يا من هو في حق الحقيقة أهل التقوى وأهل الحسنات، اللهم إنها مسألة خادم لغز ربوبيتك بإظهار مسألتك، فإنك علام الغيوب، ومشاهد حقائق المطالب قبل مباشرتها للقلوب، فتممها بخير الخاتمة يا خير مطلوب، وصلى الله على سيدنا محمد حبيب القلوب .وأنشد ابن الزيات لابن العريف قوله:

    شدّوا الرحال وقد نالوا المنى بمنى ........ وكلهم بأليم الشوق قد باحا

    راحت ركائبهم تندى روائحها ........ طيباً بما طاب ذاك الوفد أشباحا

    نسيم قبر النبي المصطفى لهم ........ روح إذا سكروا من ذكره فاحا

    يا واصلين إلى المختار من مضر ........ زرتم جسوماً وزرنا نحن أرواحا

    إنا أقمنا على شوق وعن قدر ........ ومن أقام على عذر كمن راحا

    وما أحسن قول الذهبي في (مشتبه النسبة) ابن العريف عارف معروف .وقال في (النجم الثاقب) في ترجمة سيدي إبراهيم النازي ما نصه :حدثني شيخنا محمد التنسي قال كان شيخنا أبو إسحاق مجبولا على الكرم والإيثار لا يدخر شيئاً ولا يلوي على سبب، قال ومما أنشدناه في الجملة قول الزاهد العارف ابن العريف نفع الله به:

    تعاتبني في الجود والجود شيمتى ........ وما لي بتبديل الطباع زعيم

    ولم أر مثلَ الجود ، أما حديثه ........ فحلو ، وأما حبّه فقديم

    ولا خير فيمن لا يعاش بعيشه ........ ولو أنه فوق السماك مقيم

    ذرينى فإن البخل عار بأهله ........ وما ضرّ مثلي أن يقال عديم

    أرى كلّ طلق كل خلق حميمه ........ وليس لمقبوض اليدين حميم

    وكيف يخاف الفقر أو يُحرم الغني ........ كريم وربّ العالمين كريم

    وقد عارض بها كما في (الرحلة العبدرية) أبيات إسحاق الموصلي التي أولها:

    وإمرةً بالبخل قلت لها اقصري ........ فذاك شيْ ما إليه سبيل

    أرى الناسَ خلان الجواد ولا أرى ........ بخيلا له في العالمين خليل

    أمن خير حالات الفتى لو علمته ........ إذا نال شيئاً أن يكون يسيل

    فعالي فعال المكثرين تجملا ........ ومالي كما قد تعلمين قليل

    وكيف أخاف الفقر أو أدع الغنى ........ ورأي أمير المؤمنين جميل

    وفي (فتح الالتجا، في بيان نسب وطريقة القطب سيدي سالم أبي النجا) نزيل فوه المتوفى سنة 537 هـ ما نصه :أجل شيوخه وأشهرهم الإمام أحمد بن موسى بن عطاء الصنهاجي الشهير بابن العريف نزيل المرية والمتوفى بمراكش سنة 536 هـ وأحال على الحافظ ابن حجر في (التبصير)، ثم ترجم لرجال السلسلة وهي مذكورة أيضاً في ترجمة أبي سعيد ابن الأعرابي في (التحفة القادرية) .وممن أخذ عن المترجم أخوه المترجم في (التكملة) قال فيها :إسماعيل بن محمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي من أهل المرية يكنى أبا الوليد ويعرف بابن العريف، روى عن أخيه أحمد الزاهد، وكتب عنه كثيراً من شعره، وعن عباد بن سرحان، حكى ذلك بعض أصحابنا عن ابن مؤمن .فتبين لك منه أن صاحب (النجم) و (النيل) أسقطا في نسبة بين محمد وعطاء موسى، كما أسقط في (فتح الالتجاء) محمد بين أحمد وموسى .وقد كنت قلت في المترجم هذه الأبيات التي أثبتها في مقدمة (إظهار الكمال) مع تغيير يسير:

    أبا العباس قد حازت كمالا ........ مئاثركم كرمت بها فعالا

    تناهيت اكتساباً للمعالي ........ وأهل الفضل فقتهم كمالا

    وأهل الخير قد حمدوا انحياشاً ........ إليك وكنت بينهم هلالا

    وصلت ابنَ العريف إلى مقام ........ به حازت مئاثركم جلالا

    وقاتلك البغيض جبت يداه ........ إليه بسقيه سماً وبالا

    ومن قبل استُجيب لكم دعاء ........ بترويع لمن نال اعتقالا

    أبا العباس زرتكم التماساً ........ لأن يوفي لنا الله النوالا

    وقد جدد مقامه بمراكش القائدُ عبد الله بن بيهِ الحيحي سنة 86i2 وصرف عليه مالا له بال، وبعده بسنة مات القائد المذكور ودفن خلفه .وبجنب ابن العريف أبو العباس العطار الزاهد المتوفي سنة 05ii الآتية ترجمته إن شاء الله، والمترجم من أول الأولياء المشاهير صنهاجة المدفونين بمراكش .( فائدة) الصنهاجي نسبة إلى صنهاجة، وجعل ابن حزم في جمهرته حين عد بيوتات البربر الذين كانوا بالأندلس صنهاجة منهم، وهذا على رأيه فيهم أنهم من البربر، وهو خلاف ما عند غير واحد من المؤرخين المعتمدين من أنهم من عرب اليمن، ثم من حمير منهم، وأنهم لا نسب بينهم وبين البربر، وإنما تبربرت ألسنتهم وتغيرت لغتهم بالمخالطة التي لهم مع البرابر بالجوار والصهر، كالحسن بن أحمد بن يعقوب الهمذاني صاحب كتاب (الإكليل)، وابن الكلبي الذي ذكره ابن خلدون في خطبة تاريخه في المؤرخين الذين ذهبوا بفضل الشهرة والإمامة المعتبرة في فن التاريخ، وأبي عبيد القاسم بن سلام الذي في غزارة علمه ومتانة دينه وجلالة منصبه أشهر من نار على علم نقل ذلك عنهم عبد الله بن علي اللخمي الأندلسي الشهير بالرشاطي المتولد سنة 466 هـ المتوفى سنة 540 هـ (في اقتباس الأنوار، التماس الأزهار، في أنساب الصحابة ورواة الآثار) في لفظ الصنهاجي، وكالزبير بن بكار علامة قريش في علم الأنساب نقله عنه صاحب (الحلل الموشية، في الأخبار المراكشية)، وكابن خلكان في تاريخه (وفيات الأعيان)، فانظر ذلك في ترجمة باديس بن المنصور الحميري الصنهاجي أمير أفريقية للحاكم العبيدي صاحب مصر، وكصاحب (القاموس) فانظر ذلك فيه في فصل الصاد من باب الجيم .وقد قال الرشاطي بعد نقله عن الأئمة الثلاثة المذكورين نسب صنهاجة إلى حمير وقصة خروجهم إلى المغرب وما كان لهم من الرياسة والملك قبل ذلك وبعده ما نصه :فشرف صنهاجة أصيل، ومجدهم أثيل، ورياستهم قديمة، ونسبتهم إلى حمير معلومة .وقال أيضاً في لفظ الحميري بعد كلام :وحمير الأكبر شعب عظيم وفيه قبائل وعمائر وبطون وأفخاذ كثر الانتساب إليها فقلّ من ينتسب إلى حمير لذلك ه أي لاكتفائهم بالانتساب إلى ما اندرج فيه من الفروع، ودخل تحته من تلك الأفراد والجموع، لأن ثبوت الأخص يستلزم ثبوت الأعم كما هو معلوم ه من خط الإمام المسناوي بواسطة مع زيادة إيضاح، وقد اختصره في (النشر) في ترجمة أبي بكر الدلائي ولم ينسبه له، ونحوه في (البدور الضاوية، في مناقب الزاوية الدلائية) في الباب الأول، وزادت نسبة ذلك لابن خلدون في تاريخه الكبير، وعبد الغني الإشبيلي في (اختصار اقتباس الأنوار)، وعبد الحق الإمام المالكي في اختصاره وأبي القاسم بن جزي في (القوانين) وأبي السعد السمعاني في كتابه (المنسوبات)، وأبي الحسن ابن الأثير في اختصاره له في جماعة من غيرهم سلفاً وخلفاً. وقول ابن حزم في جمهرته بخلاف هذا في نسب صنهاجة كأنه خرق للإجماع والله أعلم بما حمله عليه .ونصُّ كلام ابن خلدون في 89 من ج6 وأما شعوب البرانس فعند النسابين أنهم يجمعون سبعة أجذام، وهي أزادجة، ومصمودة، وأوربة، وعجيسة، وكتامة، وصنهاجة، ووريغة، وزاد سابق بن سليم وأصحابه لمطة، وهسكورة، وكزولة. وقال: ابن حزم يقال إن صنهاج ولمط إنما هما ابنا امرأة لهل بصكي ولا يعرف لهما أب تزوجها أوريغ فولدت له هوار فلا يعرف لهما أكثر من أنهما أخوان لهوار من أمه، قال وزعم قوم من أوريغ أنه ابن المثنى ابن السكاك من كندة وذلك باطل، وقال الكلبي إن كتامة وصنهاجة ليستا من قبائل البربر وإنما هما من شعوب اليمانية تركهما أفريقش ابن صيفي بإفريقية مع مَن نزل بها من الحامية، هذه جماع مذاهب أهل التحقيق في شأنهم .ثم قال في97 منه :ولا خلاف بين نسابة العرب أن شعوب البربر الذين قدمنا ذكرهم كلهم من البربر إلا صنهاجة وكتامة، فإن بين نسابة العرب خلافاً والمشهور أنهم من اليمنية، ثم قال والحق الذي شهد به المواطن والعجمة أنهم يعني البربر بمعزل عن العرب إلا ما تزعمه نسابة العرب في صنهاجة وكتامة وعندي أنهم من إخوانهم، والله أعلم .وممن قال بأن صنهاجة وكتامة من العرب الطبري والجرجاني والمسعودي والسهيلي وجميع النسابين من العرب، وراجع 370 من ج1من (صبح الأعشى) .وقال في (ابتهاج القلوب) :وصنهاجة من ولد صنهاج بن عامل بن زعزاع بن تيمنل بن سدور بن مزلان، بن مسبرا، بن بنوا، بن مكسليت، بن ديقوس، بن جلجال، بن سبا الأصغر، ابن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس معاوية بن جشم بن الملك ميدان، ابن الملك قطن، بن الملك عريب، بن الملك زهير، بن الملك ايمى، بن الملك الهميسع، بن الملك عبد شمس، بن الملك وائل، بن الملك الغوث، ابن الملك حمير، بن الملك سبأ، بن الملك يشجب، بن يعرب، بن قحطان .قال ابن خلكان :الصنهاجي بضم الصاد المهملة وكسرها نسبة إلى صُنهاجة قبيلة مشهورة من حمير وهي بالمغرب .وفي (القاموس) :صنهاجة قوم بالمغرب من ولد صنهاجة الحميري .وقال في شرحه (تاج العروس) :وصنهاجة قال ابن دريد بضم الصاد ولا يجوز غيره، وأجاز جماعة الكسر، قال شيخنا والمعروف عندنا الفتح خاصة في القبيلة بحيث لا يكادون يعرفون غيره قوم بالمغرب كثيرون متفرعون، وهم من ولد صنهاجة الحميري، وقد نسبت إليه جماعة من المحدثين .وقال في (الروض الأنُف) عند ذكر ملوك حمير وأفريقش بن قيس الذي بنى أفريقية وبه سميت وساق إليها البربر من أرض كنعان.

    فائدة أخرى

    قال الشيخ الأكبر في الباب الثالث من (الفتوحات المكية) في معرفة تنزيه الحق تعالى عما في طيّ الكلمات التي أطلقت عليه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من التشبيه والتجسيم تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ما نصه :لا مناسبة بين الله تعالى وبين خلقه البتة وإن أطلقت المناسبة يوماً ما عليه كما أطلقها الإمام الأوحد أبو حامد الغزالي رضي الله عنه في كتبه وغيره فبضرب من التكلف وبمرمى بعيد عن الحقائق، وإلا فأيّ نسبة بين المحدث والقديم ؟وكيف يشبه من لا يقبل المثل من يقبل المثل ؟هذا محال كما قال أحمد ابن العريف الصنهاجي في (محاسن المجالس) التي تعزى إليه ليس بينه وبين العباد نسب إلا العناية ولا سبب إلا الحكم ولا وقت غير الأزل، وما بقي فعمى وتلبيس، وفي رواية فعلم بعد قوله فعمى، فأنظر ما أحسن هذا الكلام وما أتم هذه المعرفة بالله وما أقدس هذه المشاهدة نفعه الله بما قال .وقد جزم في (كشف الظنون) بنسبة كتاب (محاسن المجالس) للمترجم، وذكره في موضعين، مرة في مجالس، ومرة في محاسن المجالس، وقد نقل منه صاحب (سعادة الدارين) فيها .وقال في (نفح الطيب) عند ذكر ترجمة ابن ليون: وأنشد لسيدي أحمد بن العريف في (محاسن المجالس) وهي أحسن ما قيل في طول الليل:

    لست أدري أطال ليليّ أم لا ........ كيف يدري بذاك مَن يتقلى

    لو تفرغت لاستطالة ليلي ........ و لرعي النجوم كنت مخلا

    إن للعاشقين عن قصر اللي _ ل وعن طوله عن الفكر شغلا

    فائدة أخرى

    قال في (نفح الطيب)، وقال الأستاذ ولي الله سيدي أبو عبد الله بن العريف:

    مَن لم يشافه عالماً بأصوله ........ فيقينه في المشكلات ظنون

    مَن أنكر الأشياء دون تيقن ........ وتثبت فمعاند مفتون

    الكتب تذكرة لمن هو عالم ........ وصوابها بمحالها معجون

    والفكر غواص عليها مخرج ........ والحق فيها لؤلؤ مكنون

    وقال في محل آخر ترجمة ابن ليون :فمما أنشده رحمه الله تعالى لأحمد ابن العريف صاحب (محاسن المجالس) من لم يشاور عالما بأصوله الخ. .. .. الأبيات المتقدمة .وفي معناه قال أبو حيان:

    يظن الغمر أن الكتب تهدى ........ أخا فهم لإدراك العلوم

    وما يدري الجهول بأن فيها ........ غوامض حيّرت عقل الفهيم

    إذا رمت العلوم بغير شيخ ........ ضللت عن الصراط المستقيم

    وتلتبس الأمور عليك حتى ........ تصير أضلّ من تومى الحكيم

    وقال أيضاً:

    أمدعياً علما ولست بقارئ ........ كتابا على شيخ به يسهل الحزن

    أتحسب أن الذهن يوضح مشكلا ........ بلا موضح كلا لقد كذب الذهن

    وأن الذي تبغيه دون معلم ........ كموقد مصباح وليس له دهن

    وقال الإمام ابن عساكر:

    وإنك لن ترى للعلم شيئاً ........ يحققه كأفواه الرجال

    فكن يا صاح ذا حرص عليه ........ وخذه عن الرجال بلا ملال

    ولا تأخذه من صحف فترمى ........ من التصحيف بالداء العضال

    وأبو عبد الله الشمنى المغربي:

    مَن يأخذ العلم عن شيخ مشافهة ........ يأمَن من الزيغ والتصحيف في حرم

    ومَن يكن أخذاً للعلم عن صحف ........ فعلمه عند أهل العلم كالعدم

    وقال آخر:

    كل من يدعي العلوم فريداً ........ دون شيخ فإنه في ضلال

    ليس في الكتب والقراطيس علم ........ إنما العلم في صدور الرجال

    وما أحسن قول الإمام ابن عرفة:

    إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة ........ لتقرير إيضاح لمشكل صورة

    وعزو غريب النقل أو حل مقفل ........ أو إشكال أبدته نتيجة فكرة

    فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد ........ و لا تتركن فالترك أقبح خلة

    فأجابه عنها تلميذه الإمام الأبي بقوله:

    يميناً بمن أولاك أرفع رتبة ........ وزان بك الدنيا بأحسن زينة

    لمجلسك الأحظى الكفيل بكلها ........ على حين ما عنه المجالس ولت

    تنبيه

    ممن أخذ عن المترجم ابن العريف الشيخ العارف علي بن خلف ابن غالب الأنصاري من أهل شلب المتوفىَّ بالقصر الكبير دفينه عام 568 هـ ويقال سنة 573 هـ والمترجم هو شيخه على التحقيق، وعليه اعتماده في الطريق وإن أخذ أيضاً عن الإمام العارف المحقق أبي الحكم بن برجان، وقد صحب ابن العريف جماعة من الأئمة من علماء الأمة، منهم الإمام أبو بكر عبد الباقي بن محمد برال الحجاري ولبس منه وروى عنه، وصحب أبو بكر هذا جماعة من الجلة أقدمهم في الطريق قدماً وأوضحهم في الزهد والعبادة أمماً الإمام عمر أحمد بن محمد بن عبد الله الطلمنكي فخر بصحبته أقرانه، وباهى برؤيته وروايته زمانه، وكان أبو عمر هذا قد رحل وجال، ولقي أعلام الرجال، واعتمد منهم في الطريق والتحقيق على أبي عمر أحمد بن عون الله فلازمه مدة حياته وصحب بمكة الحسن بن عبد الله الجرجاني خادم أبي سعيد بن الأعرابي، وهو صحب أبا محمد سلم بن عبد الله الخراساني، وهو صحب الفضيل بن عياض، وهو صحب هشام بن حسان، وهو صحب الحسن البصري، وهو صحب جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وراجع (المنح الصفية) .وقال في (روض الرياحين) :الحكاية التسعون بعد الأربعمائة عن الشيخ أحمد ابن العريف رضي الله عنه قال كنت يوماً قاعداً وإذا برجل غريب قد دخل على المسجد وقال: يا سيدي أنت أحمد ابن العريف ؟قلت نعم، قال رأى راء البارحة رؤياً، قلت له قل، فقال كأنه يرى فساطيط صغاراً حول العرش، وعليهن فسطاط عظيم قد اكتنف الجميع، فقال لمن هذا الفسطاط ؟فقيل له للفقيه أحمد ابن العريف، فقال وهذه الصغار ؟فقيل لأصحابه، قال ابن العريف رضي الله تعالى عنه: فتغيرت عليه وقلت له ما حملك على إتيانك بمثل هذه الرؤيا لرجل مذنب مثلي ؟فلما رأى تغيري قال هون على نفسك أيها الشيخ، فلعلك قنعت بيسير الرزق من الله تعالى فقنع منك بيسير من العمل، قال ثم التفتُّ إليه فلم أره، فقلت لأصحابي هذا أتاكم يعرفكم فقركم رضي الله تعالى عنهما ونفعنا بهما أمين .وراجع الحكاية الثالثة والستين بعد الأربعمائة والتي تليهما فقد نقل فيهما عنه .وذكر في (نفح الطيب) في الجزء الأول في ترجمة أبي العباس ابن الأقليشي صاحب كتاب (النجم، من كلام سيد العرب والعجم) أنه لقي بالمرية ولي الله سيدي أحمد بن العريف وفيه أيضاً بعد أن ذكره أيضاً في الجزء الثاني قلت وقد زرت قبره المعظم بمراكش سنة عشر وألف وهو ممن يتبرك به في تلك الديار، ويستسقى به الغيث إلخ .وقد قال في محل آخر منه :وقال الأستاذ العارف بالله سيدي أحمد ابن العريف الأندلسي دفين مراكش وقد زرت قبره عام1010:

    إذا نزلت بساحتك الرزايا ........ فلا تجزع لها جزع الصبيِّ

    فإن لكل نازلة عزاء ........ بما قد كان من فقد النبي

    وقال في (النفح) في الجزء الخامس في خاتمته ما نصه :ولا بأس أن نورد هنا من كلام أهل الأندلس بعض الأمداح النبوية زيادة على ما ذكر هنا، فنقول: قال العارف بالله تعالى ابن العريف في كتاب (مطالع الأنوار ومنابع الأسرار):

    وحقك يا محمد إن قلبي ........ يحبك قربة نحو الإله

    جرت أمواه حبك في فؤادي ........ فهام القلب في طيب المياه

    فصرت أرى الأمور بعين حق ........ و كنت أرى الأمور بعين ساه

    إذا شغف الفؤادُ به وداداً ........ فهل ينهاه عن ذكراه ناه

    يهيم بذكره ويحنُّ شوقاً ........ حنين المستهام إلى الملاهي

    يخامره ارتياح منه حتى ........ يقول أولو الجهالة ذاك لاهي

    وما هو حق فضل قد رآه ........ فصار يجدُّ في طلب الملاهي

    فسوف ينال في الدنيا سروراً ........ و في الدار الأخيرة كلًّ جاه

    ويعطي ما تمناه من أمان ........ كما قد حب محبوب الإله

    وقال أيضاً رحمه الله تعالى:

    يا عاذلي في طلابي ........ دعني من العذل دعني

    سأعمل العيس شوقاً ........ بالعزم دون التأني

    إلى ضريح رسول ........ مصدق حسن ظني

    أشدوا على كل فج ........ حين الحمام يغني

    يا أطهر الخلق إني ........ بذلتي عبد قن

    فأعتق اليوم رقّي ........ وانظر بعطفك مني

    فأنت أنت ملاذي ........ إياك إياك أعني

    إن غبت عن عين جسمي ........ ما غبتّ عن عين ذهني

    لولاك كنا أناسا ........ أشر من كل جن

    فإذا بعثت رسولا ........ فخير فضل ومن

    لله خالص شكري ........ عساه يصفح عني

    فإنني عبد سوء ........ قلبتُ ظهرَ المجن

    وقال في خاتمة ذلك الكتاب:

    صلى الإله على النبيٌّ الهادي ........ ما لاذت الأرواح بالأجساد

    صلى عليه الله ما اسودَّ الدجا ........ فكسا محيا الأفق برد حداد

    صلى عليه الله ما انبلج السنا ........ فابيضَّ وجه الأرض بعد سواد

    صلى عليه الله ما همع الحيا ........ فسقى البلاد برائح أو غاد

    صلى عليه الله ما هفت الصَّبا ........ وشدا على فنن الأراكة شادي

    صلى عليه الله ما ألف الكرى ........ جفن فخامره لذيذ رقاد

    صلى على المختار أحمد ربُّه ........ ما استمسكت نار بطي زناد

    صلى على خير الأنام محمد ........ من خصه بالنور والإرشاد

    صلى الإله على رسول حاشر ........ حشر الأنام لديه في الميعاد

    صلى الإله على رسول عاقب ........ في الدهر وهو بفضله كالهادي

    صلى الإله على رسول خاتم ........ ختم النبوة بالكتاب الهادي

    صلى الإله على المقفى ما اقتفى ........ بشرٌ نبوته بغير عناد

    صلى على ماحي الضلال إلهه ........ ما غردت طير على الأعواد

    صلى الإله على رسول فاتح ........ فتح الظلام بنوره الوقاد

    صلى الإله على نبي مصلح ........ بالملَّة الغراء بعد فساد

    صلى الإله على نبي راحم ........ رحم الإله به من الإبعاد

    صلى الإله على نبي طالع ........ بملاحم قصمت فؤاد العادي

    صلى عليه الله فهو نبيه ........ ناداه بالإرشاد خير منادي

    صلى عليه الله فهو رسوله ........ أعطاه راية عزمة ورشاد

    صلى عليه الله فهو خليله ........ أسدى إليه منه كل سداد

    صلى عليه الله فهو صفيه ........ صفَّى سريرته من الأحقاد

    صلى عليه الله فهو وليه ........ والاه في الإصدار والإيراد

    صلى عليه الله فهو المصطفى ........ من كل حضَّار العباد وبادي

    صلى عليه الله فهو المجتبي ........ يجبى إليه الخير دون نفاد

    صلى عليه الله فهو المنتقى ........ نور الزمان وواحد الآحاد

    صلى عليه مَن براه مطهراً ........ و اختاره طوداً من الأطواد

    صلى عليه مَن براه بفضله ........ وأعاده حياً لخير معاد

    صلى عليه مَن أراه جلاله ........ وأناله من ذاك كلَّ مراد

    صلى عليه مَن أحل فؤاده ........ في ظل عرش ثابت الأوتاد

    صلى عليه مَن غذاه بنعمة ........ فتضاعفت كتضاعف الأعداد

    صلى عليه من كساه عوارفاً ........ واختصَّه منه بخير أياد

    انتهى. نقل نفح

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1