Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر
صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر
صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر
Ebook704 pages5 hours

صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر يعتبر من أهم كتب التراجم المغربية التي صنفها المغاربة قديما وحديثا صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر يعتبر من أهم كتب التراجم المغربية التي صنفها المغاربة قديما وحديثا
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2023
ISBN9786646296243
صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر

Related to صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر

Related ebooks

Related categories

Reviews for صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر - محمد الصغير

    عبد الله بن عليّ بن طاهر الشريف الحسني

    أبو محمّد سيدي عبد الله بن عليّ بن طاهر الشريف الحسني السجلماسي وإنما بدأت به مع كونه مات في وسط القرن تَبَرُّكاً به ، لأنّه جمعَ بين الشرف والعلم والولاية ، كان رحمه الله رُجلاً ناسكاً خاشِعاً مُعرضا عن الدّنيا ، مُقبلاً على الآخرة ، شديد الشكيمة على أهل البدع ، حريصاً على فضيحهتم وإخماد بدعتهم ، حتى نال بسبب ذلك من بعض سفهاء المُبتدعة إذاية عظيمة ، وضربوه ضرباً مُبرِحاً ، ولم يكن الانتصاف منهم لأنهم كانت لهم صولة من وُلاة الأمر ، وصَحَّ عنه رحمه الله أنه كان يرى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في اليقظة ، وحُكَي عنه أنّه دخل عليه يوماً بعض الطلبة ممكن كان يتعاهدُهُ للقراءة عليه ، وكان هذا الطالب يشرب الدُّخَّان ، ويُخفيه عن الناس ، فكاشفه الشيخ بذلك وقال له : أتشرب الدُّخَّان ، فقال له : نعم يا سيدي ، فقال له الشيخ : الآن قام النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من ذلك الموضع ، وأشار لمكان في بيته كنت جالساً معه عليه السلام فسألته عن عُشبةِ الدُّخَّان فقال لي : ( هي حرام ، في حرام ، هي حرام ) فتاب الطالب إلى الله من ذلك . وحدَّثوا عنه أنَّه كان ذات يوم يُجوَّدُ القرآن العظيم مع بعض الطلبة ، فاعتراه حال عظيم احمرَّت منه عيناه وانتفخت أودَاجُهُ وقال : والله لو أطلقت لسان عناني لأشرقت الأرض من نوره ، فلمّا أفاق من حاله قال للطالب : لا تخبر أحداً بما شاهدت مني مدة حياتي . وحدَّثَ عنه تلميذه الفقيه العلاّمة أبو بكر النظافي رحمه الله ، قال : دخلت على شيخنا العلاّمة الزّاهد أبي محمَّد عبد الله بن عليّ بن طاهر يوماً ، وهو إذ ذاك بقرية أولاد الحاج من بلاد مضغرة ، فقال لي : إنَّ بني يَفُّوس وهم قرية من الخنق وقع بينهم قتال ، قال : فقلت يا سيدي : أجاء أحد من هناك ؟ قال : لا ، ولكن أخبرني بذلك قلبي ، وقلبي لا يكذب عليَّ قد جرَّبتُهُ ، وكان بينه وبين هؤلاء مرحلة . قال : فجاء الخبر بوقوع الأمر كما أخبر به . وفي كتاب بذل المناصحة للشيخ الصالح أبي العبّاس أحمد وعليّ السوسي قال : استجزت صاحب الترجمة فأجازني . وكتب في التحلية : أجزت سيدي الفقيه العالم الصالح سيدي أحمد بن عليّ الصنهاجي . قال سيدي أحمد : فتأملتُ قوله في نسبي الصنهاجي فوجدته نسبة لم تعرف لي ولا لآبائي الأقربين ، فبحث في أصول الأجداد الأقدمين فوجدت النَّسَب كذلك ، فعلمت أنّه اطلع على ذلك من طريق المُكاشفة . وكان صاحب الترجمة آية الله في حفظ السيّرة النبويّة والتنقيب على أخبار الصحابة وأحوال السلف الصالح يوشح مجالسه ؟ بذلك ، فكان لمجلسهِ بذلك حلاوة عند الخاص والعام ، وله اعتناء بتفسير القرآن ، فكان يقرأُهُ بجامع الحرة من حاضرة مراكش حين وفد عليها سنة أربع وألف ، ويعتني بمناسبات السور والآيات ، يقطع جُلَّ أوقاته في ذلك ، وألف في علوم القرآن كتاباً سَمَّاه : ( الدرر الأزهر ، المُستخرج من بحر الاسم الأطهر ) . جمع فيه اثنين وسبعين فناً وحذى به حذوى الإتقان للسيوطي ، ولكنه زاد عليه ، وله ديوان شعر في الأمداح النبويّة ، وحاشية على المرادي ، ونظمٌ في اصطلاح الحديث ، وله عقيدتان بديعتان صغرى وكبرى اقتصر فيهما على الحروف التي اشتملت عليه سورة الإخلاص وهي : ثلاثة عشر حرفاً ، ولم يدخل فيها غير ذلك من حروف المعجم ، فصعبتا بذلك ، إذ صار يرتكب الغريب من اللّغة فيهما وغير ذلك . أخذ عن المنجور ، وأبي القاسم ابن عبد الجبّار الفجيجي وغيرهما . وأخذ عنه جماعة كابن سعيد المرغيثي ، وسيدي أحمد بن عليّ المتقدم ، وأبي بكر النظافي وغيرهم . وكان يُوصي أصحابه بالصلاة التازية ويقول : إنها تِرياقٌ مُجَرَّبٌ في جميع الحاجات دنيويّة وأخرويّة ، وهذا نصها : ( اللَّهم صلّ صلاة كاملة ، وسَلِّم سلاما تاماً على نبيّ تنحَلُّ به العُقَدُ ، وتَنفرِجُ به الكُرَبُ ، وتُقضَى به الحوائجُ ، وتنال به الرغائب وحسن الخواتم ويُستسقى الغمام بوجهه وعلى آله وصحبه ) .قال الشيخ أبو عليّ اليوسي في فهرسته : ( وصفة استعمالها ، أن تركع ركعتين ثم تقولها : أربع آلافَ وكانت عادة الإخوان إذا استصعبها الإنسان وحده يقتسمونها ) انتهى . تُوفي رحمه الله سنة خمس وأربعين وألف وكانت ولادته بعد الستين وتسعمائة .

    أحمد بن عليّ المنجور الفاسي

    ومنهم الشيخ الإمام شيخ الإسلام حامل راية العلوم : أبو العبّاس أحمد بن عليّ المنجور الفاسيأحدُ الرَّاسخين في العلم ، والمُكبين على المُطالعة والتقييد ، كان رحمه الله مُتبحِّراً في العلوم كلها من معقول ومنقول ، وفروع وأصول ، شديد العناية بالتحصيل . ويقول : إنَّ العُلُوم كلها نافعةٌ حتّى أنّه تَعلَّمَ لعبة الشطرنج فأتقنها ، وحتى عود الغناء تعلَّم تلاَحينَه فكان يُحرِّكُهُ ، وبلغ الدرجة العليا في علم العقائد ، وأما الأصول فذلك عُشه فيه يدرُجُ ، ويعرف كيف يدخل فيه ويخرج ، وانفرد عن أهل زمانه بمعرفة تاريخ الملوك والسير والعلماء على طبقاتهم ومعرفة أيامهم ، وكانت معه حدَّة في بعض الأوقات تمنع المتعلم من مراجعته والإكثار من مُباحثته ، وكان مُولعاً بأمثلة العامة خصوصاً عامة الأندلس يستحسن لغتهم ولُكنَتَهُمْ ويُثني عليهم وعلى بلادهم الجزيرة ويستحسنها ويتشوق لها ، وكان يُقال عنه : أن فهمه لا يقبلُ الخطأ ، وله صناعة في التدريس يُجيد ترتيب النقول ، ويتأنق في كيفية الإلقاء ، إلى غير ذلك من محاسنه .وبالجملة فهو كما قال سيدي أحمد بابا : آخر الناس وخاتمة علماء المغرب . وما يوجد في بعض نسخ كفاية المُحتاج من أنّه كان يُنبزُ بالهنات ، لعله مدخل وملحق من وضع الحَسَدة ، وإلاّ فإمامة المنجور مشهورة ، وتلك الزيادة لا توجد في النسخ العتيقة ، وثناء سيدي أحمد بابا عليه شهير في غير ما كثير ، من تأليف وكان رحمه الله رقيق الحاشية ، دَمِثَ الأخلاق ، متقشفاً في الدنيا ، قانعاً بما تيسر من المأكول والملبوس ، لا يحسن تدبير الدّنيا . قال الشيخ أبو القاسم ابن أبي النعيم في فهرسته : ( إلاّ أنّه في آخر عمره ، كثرت عليه الأولاد وحمله ذلك على طلب شيء من الدّنيا ، فكان يطلبها وهي تهرب منه ، وتُقبِلُ على أقرانه من أهل الزمان ، حتّى فارقها في حال تقشفه على عادة العلماء أمثاله ، صبوراً على لؤَوَائِهَا وظهور من هو دونه علماً ) انتهى . وما ذكره من قلة ذات يده يدل على زهده وورعه . وإلاَّ فإنّ السلطان المنصور كان يُجلُّهُ كثيراً ويَصِلُه بالجوائز والعطايا الجزيلة ، وهو لا يلقي لها بالاً ، ويفرقها على الضَّعَفَةِ والأرامل . وكان صاحب الترجمة يفد عليه كل سنّة بحاضرة مراكش . وأخذ عنه المنصور وأجازه في الحديث وغيره حسبما هو في أول فهرسته . ومما يدل عل جلاله صاحب الترجمة وعلو طبقاته في اتباع السُّنَّة ما يحكي شائعاً أن تلميذهُ الولي الزّاهد أبا محمّد عبد الله بن طاهر المذكور قبله ، سُئل عن الصحيح من الروايات في لبس النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للسراويل وعدمه فقال للسائل : ولو كان الشيخ يعني صاحب الترجمة حياً لسألته ، ولكن أنظرني حتى أسأل زوجته هل كان الشيخ يلبسها أم لا ، فسألها ، فأخبرته بأنّه عليه السلام لبسه ولو لم يلبسه الشيخ ، وناهيك بها شهادة على علو شأن الرجل ، وهذه الحكاية مُستفيضة على الألسنة ولا تبعد من حالِ ابن طاهر ، فإنّه كان حسن الظن بأشياخه ، مطبوعاً على تعظيمهم وإجلالهم . وبعضُهُم يَنْسِبُ الحكاية للقصّار مع المنصور ولا يصحّ ، فإنَّ القصَّار لم يأخذ عن المنجور ، وفي الرّحلة لأبي العبّاس أحمد أفقاي الأندلسي قال : إنَّ صاحب الترجمة كان بمجلس درسه ورجلٌ قُبالتهُ ينظر إليه ، فلمّا قام الشيخ من المجلس ، تقدم إليه الرجل فقال له : يا سيدي إني تائب إلى الله تعالى . فقال له الشيخ : أخبرني عن حالك ومم توبتك ؟ فقال له : إنّ رجلاً رغب مني أن أراقبك له ، قال لي : إنّه واعدته زوجتك أن يأتيها إذا جلست في المجلس ، فطلب منّي أن أعلمه بك إن قمت من المجلس وأكون له عليك عيناً ، ولمّا جلست في مجلسك تبت إلى الله تعالى وها أنا أعلمتك بالخبر ، فقال له الشيخ : أمَّا أنا والله لا أخشى على زوجتي ، ولا أخاف منها أن تأتي بتهمة لأني والله ما زنيت بزوجة أحد ، ولا خلوت بأجنبية قط ، وأمّا أنت فاذهب إلى دارك ، فلعل الرجل إنما ذهب لزوجتك واحتال عليك ، فذهب الرجل لداره مُسرعاً فوجد الأمر كما قال له الشيخ . ومآثر صاحب الترجمة وأخباره كثيرة ، أخذ رحمه الله عن اليسيتني ، وسقين وابن هارون ، وعبد الواحد الونشريسي والزقاق وغيرهم ممن اشتملت عليه فهرسته . وأخذ عنه خلائق كابن القاضي ، وسيدي أحمد بابا ، قال في نيل الابتهاج في تكميل الديباج : أفادنا فوائد جمَّة وفتح بصائرنا ، وسمعنا منه علماً غزيراً في التاريخ والأدب والعروض ، ولازمتُه بفاس ومراكش . وممن أخذ عنه ابن أبي النعيم ، وابن سودة ، وأبو القاسم الشاطبي وغيرهم ممن سُيجلى عليك . وله تآليف منها حواشي الكبرى ، ومراقي المجد في آيات السَّعد ، وشرحان على نظم ابن زكري ، وشرح قواعد الزقاق ، وشرح على الخلاصة طلبه منه المنصور ، ذكره الفشتالي وغير ذلك ، وله شعر حسن ، وبقية فوائده تطلب من كتابنا نزهة الحادي عشر . تُوفي قبل الألف بخمس سنين ، وذكرناه تبركاً وتكثيراً للفائدة .

    رضوان بن عبد الله الجنوي

    ومنهم الشيخ الكبير الشأن سراج العابدين وشمس المُرِيدين ، العالم العامل أبو النعيم سيدي رضوان بن عبد الله الجنوينِسبةً إلى جنَّوةَ بلدة من بلاد الروم ، أسلم أبوه فقدم إلى بلد الإسلام وسبب إسلامه حسبما حكاه أبو العبّاس أحمد الأندلسي في رحلته ؛ أنّه كان له فرس ، فانطلق من مربطه ليلاً وخرج يدور في أزقة جنوة وهو يعدُو خلفه إلى أن دخل الفرسُ الكنيسة العُظمى ، وجدها مفتوحة فدخل بأثره متخوفاً أن يشعر به سدنةُ الكنيسة فتلحقه منهم إذاية ، فأخرجه وردَّهُ إلى مَرْبطهِ كما كان وهو في ذلك لم يتلاق بأحد ولا أبصره أحد ، فلمّا أصبح النهار ، خرج من منزله ، فوجد المدينة تقوم وتقعد بأهلها والناس في فرح عظيم فسأل عن ذلك فقيل له : إنّ المسيح جاء البارحة على فرسه إلى الكنيسة العُظمى ، فراثَ فرسه فيها وأنّ الناس يزدحمون على ذلك الروث حتى بيع قدر الذرة منه بمالٍ جزيل فعلم أنّ النصارى على ضلالٍ ، وهنالك قذفَ اللهُ الإسلام في قلبه فقدم مُسرعاً إلى بلاد الإسلام ، فخرج برباط الفتح ووجد هنالك امرأة يهوديّة وقع لها مثل ما وقع له ، فأسلمت فتزوجها فولدت له صاحب الترجمة ولذلك كان صاحب الترجمة يقول عن نفسه : خرجتُ من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين . ويُقال : أنّ أباه رأى في نومه أنّه بال ياقوتة ، فعبرت رؤياه بأنّه يلد ولداً صالحاً فكان ذلك . كان رحمه الله إماماً خاشعاً قَانِتاً زاهداً وَرِعاً لم يكن مثله في زمنه ولذلك قال الشيخ القصّار : سيدي رضوان الرّجل الصالح لو أدركه أبو نُعيمٍ لجعلهُ في صدر حليته ، أو قال مع أُويس القرني ، وكان شديد الخوف من الله قريب الدمعة ، كثير البكاء ، حتى كان شيخه الإمام سُقين يُسميه رضوان البكاي ، وربما صدرت منه صيحة لغلبة الوجد عليه فتكاد القلوب أن تنفطر لها ، وكان شديد الاتباع للسنّة ، معمور الأوقات بالعبادة ، وكان يقول : 'أوقاتنا والحمّد لله كلها معمورة ولو قيل لي غداً تموت ، لم أزد مستزادا' . وكان حافظاً للسانهِ ساقط الدعوى يقول لأصحابه : 'إنما نتعاون على الدّين ، ولست لكم بشيخ' . ومن ورَعهِ أنّ السلطان المنصور بعث له يوماً زرعاً لداره فأفرغه حَمَلتُهُ بها ، ولم يجدوا الشيخ في الدار ، فلمّا جاء أمرهم بنقله ، وقال : لاحاجة لي به ، فرفعوه ونكسَ موضعه ، حتى كان يتتبع النقب في الحائط بعود في يده يُخرِجُ ما فيها من الحبوب ، وكان السلطان المذكور أخذ عنه صحيح البخاري وأجازه فيه ، وكان رحمه الله لا يخاف في الله لومة لائم ، شديد الشكيمة على الظَّلَمَة غير مكترث بهم ، وحُكيَ عنه أنّه مرَّ يوماً بحاكم فاس وهو يفصل بين النّاس فتقدم إليه الشيخ فقال له : أيّها الحاكم أتعرف ابن الحاجب ؟ فقال له : لا . فقال له : أتعرف خليل ، فقال : لا ، فقال له : أتعرف الرسالة ؟ فقال له : لا إنما أنا حاكم . فقال له : وبأيّ شيء تحكم بين النّاس ؟ لا والله لا يحل السكوت على هذا ، فطلع السلطان وأخبره بما رأى فعزل الحاكم . وله رحمه الله كرامات يطول تتبعها ، وله شعرٌ حسن في الأمداح النبويّة وغيرها ، وله خَطٌّ حسَنٌ جدّاً . وقد أفرد أخباره بالتأليف تلميذه أبو العبّاس المرابي وسمّّاهُ : 'تحفة الإخوان ، ومواهب الامتنان في مناقب سيدي رضوان' . أخذ عن الشيخ العارف بالله أبي محمّد عبد الله الغزواني ، وفد عليه وهو صغير السن فوجده يتوضأ ، فَرَشَّهُ بغرفة ماء فزرعت فيه الخير وأنبتت فيه خصال البِرَّ ، وله أمداح في هذه الرشيشة ، ولمَّا رحلَ الشيخُ الغزواني لمراكش ، انتقل صاحب الترجمة لمراكش بقصد الإنتفاعِ به ، فبقي في صحبته نحو أربعة أشهر ، ثم تُوفي الشيخ فبقي بعده بمراكش نحو السَّنَةِ ، ثم عاد إلى فاس فصحب أخاه في الشيخ أبا عبد الله محمّد الطالب ، وفي ملازمته له كانت شدة مجاهدته وخدمته واشتغل بالعلم على شيخه سُقَين وغيره ، وأخذ عن الشيخ الحاج الشطيبي وغيره ، وتُوفي رحمه الله قبل الألف سنة إحدى وتسعين وذَكرنَاهُ تَبرُّكاً به ، ولكثرة جريان ذكره في هذا التقييد ودُفن بمطرح الجنّة خارج باب الفتوح .

    عليّ بن محمّد الهُداجي الدراوي

    ومنهم الشيخ الصالح العالم أبو الحسن عليّ بن محمّد الهُداجي الدراوي بألف بعدراء كما بخطه .نسبة لدر القطر المعروف ، كان رحمه الله عالماً عاملاً بعلمه ، متضلعاً بعلم المعقول والعربية ، عارفاً بفن القراءات ، دؤوباً على تعليم الناس ، مشهور النفع ، موصوفاً بالصلاح ، قال في ابتهاج القلوب : حدّثني شيخنا الفقيه ، أبو العبّاس بن جلال عن شيخه أبي العبّاس ابن عمران عن الفقيه أبي عبد الله الوجدي قال : قال لي سيدي الحسن الدراوي : وجدتُ يوماً رجلاً على باب داري فقلت : ما الذي أتى بك إلى بابي وأنت هكذا زين ؟ يعني حسن الصورة فقال : أنا الخضر جئتُ أبشرك بأنكَ رجل صالح انتهى . وفي مرءاة المحاسن أنّ صاحب الترجمة قال يوماً لسيدي يوسف الفاسي : 'يا سيدي أقبلني لله ، فقال له : أو استحسنت ما نحن فيه من طريقة الفقراء ؟ فقال له : ومن لم يستحسن ما أنتم فيه فما الذي يستحسن ؟ فقال له الشيخ أبو المحاسن : تعال إلى أمرٍ لي ولك فيه قصدٌ ؟ ولا تفوتك فيه ثمرة قصدك وهو أن نعقد الأخوة في الله تعالى ، ونتشاطر أعمالنا ، فقال له الشيخ أبو محمّد : يا سيدي لكَ الفضل فيما تفعله ، فتعاقداً على ذلك ، فكان الشيخ أبو المحاسن يُبَاسِطُهُ إذا أقبل عليه ويقول له : مرحباً بشريكي' .ومن كراماته رحمه الله ما يُحكى عنه شائعاً أنّه كان يقرأ بجامع القرويين يوماً ، وعرض له في المجلس ذكر كرامات الأولياء ، فأنكرها بعض الحاضرين وصمم على الإنكار ، فقام الشيخ من المجلس وقال للحاضرين : انطلقوا بنا إلى صحن المسجد ، فأخذ الشيخ إحدى رجليه ، وجعلها على جامور المنار ، والرِّجلُ الأخرى باقية بالأرض كما هي ، فعجب من ذلك الحاضرون ، وتاب إلى الله ذلك المُنكِرُ .ومن فوائد صاحب الترجمة ما نقله عن تلميذه القاضي أبو مهدي عيسى ابن عبد الرحمن السجتاني أنّه كان يقول في الفديّة بالهيللة أنّه لا بد أن يقول : 'لا إله إلا الله محمّد رسول الله' ، في كل واحدة من السبعين ألفاً ، واستدل على ذلك بكلام لابن الفاكهاني في شرح الرسالة والمسألة ، مما تعارضت فيه فتاوى المتأخرين . وأخذ صاحب الترجمة عن شيوخ الرّاشدية كابن خدَّة صاحب حاشية الصغرى ، وأبي الحسن بن أبهلول ، وعن المنجور ، وسيدي رضوان ، وأخذ عنه محمّد بن يوسف التاملي ، وابن جلال ، وأبو الحسن البطيوي ، والبسكتاني المتقدم وغيرهم . وله على الصغرى شرح حسن جداً ، وشرح على الجُمَل للمجراد ، ونظم وشرح في القراءات ، وتُوفي رحمه الله بفاس شهيداً بالطاعون سنة سِتٍّ وألف ودُفن خارج باب الفتوح . وبنيت عليه قبة وقبره هنالك مشهور إلى الآن .

    محمّد بن مبارك الزعري

    ومنهم : الشيخ الرّباني أبو عبد الله محمّد بن مبارك الزعري دفين تستاوت من مشاهير الأولياء .وأكابر أهل الخصوصيّة ، قال صاحب الإصليت : إنَّ الشيخ بن مبارك صاحب فائدة وفائدة للصَّادرةِ والواردةِ مع أنّه أُمِّي ، وقد كان في شبابه يحاول القراءة بمكناسة الزيتون فجاءه النبيّ صلّى الله فيه وسلّم في رؤياه ، فقال له : إنك لن تقرأ ولكنك شيخ ، فاخرُج ، فخرج لبادية ولا يعلم تأويل رؤياه ظاناً شُيُوخيَة القبيلة ، فكان يُزاحم رؤساءها ليتقدمهم عند السلطان إلى أن سارت إليه نفحة رحموتية من حضرة جبروتية من قبل مراكش ، فبايع شيخ الحقيقة أبا عمرو بعد مشاهدات خارقية ، ومنازلات ذوقية فائقة . ويُقال أنَّ سبب ذلك : أنَّ عرب زعير لمّا ذهبوا إلى سيدي أبي عمرو وصاحبوه ، قال لهم : 'من أتى بها كلها ذهب بها كلها' . فظنوا أنّه يعني بها المَحبَّةَ ، وكان صاحب الترجمة إلى الآن ما صحبه ، فلمّا رجعوا من عنده وتحدّثوا بقوله ذلك ، سمعهم صاحب الترجمة فجمع جميع ما لهُ من ماشية وزرع وغيرهما ، حتى القِدْرَ التي كان يَطبخُ بها ، وذهب بذلك كله هو وزوجته إلى الشيخ سيدي أبي عمرو فقال له : يا سيدي قد سمعت عنك أنك قلت وقلت ، وقد أتيت بها كلها . فقال له : وأنت قد ذهبت بها كلها . فامتلأ منه مدَدَاً فرجع وقد نزل به حال عظيم حتى كان يحمل على أربعة أجمال إذا أعيا به جمل ، حمل على آخر لثقل ما نزل به ، وكان رحمه الله أعجوبة في دقائق التصوف وإبداء أسرار كلام القوم ، مع كونه أُمِّيّاً وشاع له في المغرب صيتٌ عظيم ، وقصده الناس من الآفاق البعيدة ، ولمّا رجع من عند شيخه ، شرع في بناء مسجد بالموضع الذي عيَّنَهُ لهُ الشيخُ لسُكنَاهُ فيُقال : إنّه لمّا صنع محرابه قيل له : هذا محراب مُنحرف عن القبلة فأشار بيده للكُدَى أن نتحني حتى يرى النّاس مكة عَيَاناً ، فَتَزَحزحتِ الجبالُ وانخفضت الأكم يميناً وشمالاً حتى شاهد الحاضرون مكة جميعاً . وذكر في المُحاضرات أنَّ جماعة من أصحابه دخلوا على قطب عصريه سيدي محمّد الشرقي فقال لهم : ما يقول شيخكم ؟ فقالوا له انّه قال : 'أهل زماني محسوبون عليّ أو بذمتي' . فقال سيدي محمّد الشرقي : 'اشهدوا علينا إنَّا من أهل زمان ابن المبارك' . وأخباره رحمه الله كثيرة . تُوفي رحمه الله ثاني عيد الفطر في الوباء سنة ستّ وألف وقيل سنة تسع وقبره شهير بتستاوت إلى الآن .

    عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم

    الشيخ الزّاهد الناصح لعباد الله تعالى العالم العامل أبو محمّد سيدي عبد الله بن الولي الشهير سيدي سعيد بن عبد المنعم المناني الحاحي .كان رحمه الله عالماً عاملاً خاشعا ، صحَّ عنه أنّه قال : والله ما عقلت على مُخالفة الله عزّ وجلّ ارتكبتُها ولا آذيت حيواناً ، ولا نملةً ، وكان يقول : 'من أقبل على الدّنيا فاتته الآخرة ، ومن أقبل على الآخرة فاتته الدنيا ، ومن أقبل على مالكها كانتا في طوعه' . وكان يقول : 'ينبغي للرجل أن يُربي ولده قبل أن يصير سبُعاً ، إذا أمره ونهاه هَمهَمَ بكلامٍ لا يُفهم ، ودخل عليه مرة رجلٌ فقال له : كيف أنت يا سيدي ؟ فقال له : 'على ما عليه الأنبياءُ والمرسلون' . وكان شديد المحبّة لأهل البيت ، ويهجُرُ من يتَقوَّلُ فيهم ، وإن كانوا فاسقين ، ويتوسل بجاههم إلى الله ، وهو يعلم فُجُورهُم ، وكان عارفاً بزمانه ، شديد الحجاب ، لا يصل إليه أحدٌ إلاّ في اللّيل ، وما برز قطّ في النهار لأحد ؟ إلاّ مرة واحدة . وذكر أنّ شيخه سيدي أحمد بن موسى السملالي أوصاهُ بذلك ، وكان قد جال في المغرب جولةً لقي فيها عدة من أعلام المشايخ . ثم عاد فسكن بزداعة من جبل درن بموافقة السلطان الغالب ، ولما كان في خلافة المنصور أوغروا عليه صدره ، وخوفوه منه لكثرة الزائرين له ، فبعث قائده منصور بن عبد الرحمن العلج يتحيل على قبضه ، فرحلَ الشيخ من داره إلى موضع آخر فوقها ، فحكى الشيخ الفقيه أبو زيد عبد الرحمن بن محمّد التمنارتي في كتابه : 'الفوائد الجمّة بإسناد علوم الأمة' . قال : حدّثني ولده أبو زكرياء قال : جئتُ إليه فقلتُ له : ألا ترى ما نزل بنا من هذه المحالِّ بلا ذنب فادع عليه ، فقال لي : 'نسأل الله السلامة والعافية' . فرجعتُ عنه مهموماً فنمتُ في مُصلاَّيَ ، فرأيتُ الشيخ طلع في ذروة الجبل ورمى تلك المحال بثلاثة أنقاض ، تقع كل كورة منها في وسط المحلة ، ثم تطير حتى تقع في بلاد السودان ، فلم يمض إلاّ يسيراً فبعث إليهم السلطان ووجههم للسودان ، فهلكوا كلهم . قال أبو زيد : وَنَظيرُ هذا ما أخبرني به أبو زكرياء ولده أيضاً أنّ عبد الرحمان بن المريد الشياظمي قائد المنصور لما نزل بأسفل سوس بقصبة حجر مغاغ أضَرَّ ببعض أصحاب الشيخ ممن له ضيعة هنالك ، فأتي للشيخ شاكياً فاستدعى الشيخ أحد أصحابه الحاضرين فقال له : أي شيء عليك لعبد الرحمن المريد ؟ ألا تنهاه فقال له : يا سيدي لا حكم لي عليه ، فقال الشيخ لمن حضر : أضجعوا ، هذا عبد الرحمن المريد واذبحوه وأخرجوه للقبر وشقوا بطنه ، ففعلوا به ما أشار الشيخ به تمثيلاً فلم يمض إلاّ يسيراً فهجمت قبائل مسجينة على قصبة القائد المذكور ليلاً ، فأخذوه وذبحوه ثم أخرجوه للقبر وشقوا بطنه ومزقوا جُمُوعَه انتهى . قال الشيخ سيدي أحمد بن عليّ في كتابه : بذل المُناصحة لم أر أحداً من المُنتسبين ولا سمعت بمن يهتم بدّين أصحابه كما يهتم هو بذلك ، حضرت طائفة المنتسبين له من بعض القبائل ، قدمُوا عليه متطوعين بخدمة الحصاد ، ولم يكن قدُومهم لأجل التعليم فقال لهم : لا تنتفع بشيء من خدمتكم إلاّ إنْ تَعلَّمتُم ما فرض اللهُ عليكُم وتأخذوا فيه ، وتكون نياتكم على الإقامة عليه ، وإلاَّ فلا حاجة لنا فيكم ولا في خدمتكم ، ومن نصيحته لأصحابه : أنّه كان يُعين للحَرّاثينَ من يقوم لهم بوظيف الماء ، إذا حان وقت الصَّلاة ، يأتي بماء وسطل نحاس ونار إلى محل الأزواج فيسخن لهم الماء ويتوضؤون واحداً بعد واحد ويصلون جماعة . ويُحكى أنّه أخذ الذئبُ شاةً لراعيه يوماً فاستحضروه وأغلظ عليه القول ، وقال له : ما صنع الذئب ما صنع إلاّ من خيانة فيك بينك وبين الله عزّ وجلّ ، فأعلمني بذنبك فإن لي عهداً من الله فيما أتصرف فيه ، فقال له الراعي : والله ما أحدثت في هذا اليوم عن سائر الأيام شيئاً أعلمه ، إلاّ أني أقرأ القرآن وأرسل الريح ، فقال له : من هنا أوتيت ولا تعد . ومن نصيحته للمسلمين أنّه رحمه الله جمع نُقُولاً من التفسير والأحاديث والأخبار من نزول الموت بالمُحتَضَر ، ثم حيث يكون في قبره ، ثم البعث والنشر والحشر والميزان والصراط والجنة والنار ، فكان قدر هذه النقول مقدار عشرة أحزاب ، فإذا صلّى الناسُ المغرب ، وفرغوا من الأوراد المرتبة ، بعدها جمع القيِّمُ على الزاوية النَّاس من الواردين وغيرهم لسماع ذلك ، فيسرد عليهم تلك النُّقُّّول بعض الطلبة من حفظه إلى وقت العشاء ، فيصلونها ثم يرجعون لسماع ما بقي ، فإذا فرغ من النقول حضر الطعام وكل من جاءه زائراً لا يأذن له في الانصراف حتى يحفظ تلك النقول ، وفقيهه يوصل ذلك للعجمي بالعجمية ، والعربي بالعربية ، ولايقبل لأحد عقد الشياخة إلاَّ على ذلك ، وليس لأحد من الواردين أن يتكلم مع أحد أو يسائله إلاّ في التعليم ، وكم قرأت وكم بقي لك ، وربما فَرَّ من ضاقَ صدْرُه ، وصعُبَ عليه فهم ما يُتلى عليه وكان يقول : إنَّ ردّ الطلبة لطريق الاستقامة يسير وهو كالبناء على الأساس ، وهم أقرب للحق وأحفظ للحرمة والأدب مع الشيخ ، وحسن التأويل فيما وهم أقرب للحق ، وأحفظ للحرمة والأدب مع الشيخ وحسن التأويل فيما أشكل من كلامه بخلاف غيرهم ، فإنّه يحتاج في إستقامته إلى كُلفةٍ عظيمة في طول زمان ، وإذا سمع من الشيخ شيئاً فيأخذه على خلاف المقصود ، وربما زاد أو نقص ، وربما اختلف شيئاً فأضافه إلى الشيخ وإن كان بريئاً لجهله بحرمة الشيخ ، وبعد فطرته على الاستقامة وكان الغالب عليه رحمه الله القبض والبسط فيه عزيزٌ . وكان رحمه الله يرى في العامي الذي لا يعرف العقائد ، ولا يُفرق بين الرسول والمرسل ، أنّه إذا تعلم عقائده يجب عليه الاغتسال كما يجب على الكافر إذا أسلم ، لكنَّهُ لحُسنِ أدبه مع علماء العصر ولاستيلاء قلوب العامة ، سُمِّيَ ذلك الغسل غسل البلوغ ، ومعناه أنّه بقي عليه أول غسلٍ لزمه من جنابة أصابته لأنّ صحة العبادات متوقفة على صحة الاعتقاد ، ولذلك كان يأمر من تعلم بالإعادة للصلاة من يوم البلوغ ، بل كان يأمُرُ به جميع الواردين عليه ، حتى من كان عارفاً بعقائده وديانته ، ويراه في حقه مُستحباً وكأنّه عنده غسل التوبة ، وكان إذا ورد عليه من يسأل عن أصل ذلك الغسل أو من نص عليه يقول : دعوه فإنما أراد الخصوصيّة ، وفي الفهرسة للشيخ أبي عليّ اليوسي قال : 'حدثنا الإمام أبو فارس الرسموكي أنّ الرجل الصالح أبا محمّد عبد الله بن عبد المنعم المناني ، كان إذا أتاه من يتوب من المريدين ، يأُمرُهُ بالاغتسال قال : وسُمي هذا الغسل غسل البلوغ ، فلمّا شاع عنه ذلك في بلاد سوس ، انتهضَ إليه نفر من فقهاء المصامدة بقصد نُصحه والإنكار عليه فيما ابْتَدعهُ من هذا الغُسل ، فلمّا جلسوا بين يديه قالوا له : أين وجدت هذا الغُسل الذي تأمر به الناس في الشريعة ، فقال لهم : هل اطلعتم على الشريعة كلها ؟ فقالوا له : إن لم نطلع على كلها ، فقد اطلعنا على جُلَّهَا ، فقال : 'فاجعلوا هذا من البعض الذي لم تطلعوا عليه' . ثم قال لبعض من حَولهُ من الفقراء : قوموا فسخِّنُوا الماء لفلان يعني أحدُ أولئك الفقهاء فإنّه جُنُبٌ ليغتَسلَ فتأمل ذلك الفقيه في نفسه ، فإذا هو على جنابة قد نسيها ، فقام خجلاً ليغتسل ، فلما رأى أولئك الفقهاء ذلك ، انقطعوا وسلَّمُوا ورجعوا إلى بلادهم' . أخذ رحمه الله عن عدة مشايخ منهم : والده عثمان وهو الذي أحيا السنة بسوس ، وانتعش به الإسلام فيه ، وقال فيه سيدي أحمد بن موسى : 'ما ولد النساء قبله ولا بعده مثله ، وإني لأتمنى أن أكون بجواره فأخدمه بكُلِّ جوارحي حتى بأجفاني' . ومن كراماته : أنّهُ اختصم رجلان لأبيه عبد المنعم في بقرة ، وكانت له خصومة أهل بلده فأنكر المُدعي عليه أخذ البقرة ، فحكم عليه باليمين فخرجا على أبي عثمان فأخبراه وشكى له المُدعي أنَّ خصمه يأكله باليمين ، فبسط أبو عثمان كفه

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1