Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس
تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس
تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس
Ebook913 pages7 hours

تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب في السير والتاريخ وهو كتاب مشهور تضمن الحوادث التي كانت قبل ابتداء ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، والحوادث التي كانت من ابتداء مولده الى زمان هجرته، وتضمن ايضا الحوادث من الهجرة الى الوفاة والخلفاء الاربعة وبني أمية وبني .العباس حتى جلوس السلطان مراد الثالث
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateAug 23, 1902
ISBN9786619382522
تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس

Related to تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس

Related ebooks

Reviews for تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس - الديار بكري

    الغلاف

    تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس

    الجزء 5

    الديار بكري

    966

    كتاب في السير والتاريخ وهو كتاب مشهور تضمن الحوادث التي كانت قبل ابتداء ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، والحوادث التي كانت من ابتداء مولده الى زمان هجرته، وتضمن ايضا الحوادث من الهجرة الى الوفاة والخلفاء الاربعة وبني أمية وبني .العباس حتى جلوس السلطان مراد الثالث

    ذكر بيعة أبي بكر

    قال ابن إسحاق لماه قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم انحاز هذا الحي من الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة واعتزل علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة وانحاز بقية المهاجرين إلى أبي بكر وانحاز معهم أسيد بن حضير في بني عبد الأشهل فأتى آت إلى أبي بكر وعمر فقال أن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة قد انحازوا إليه فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا الناس قبل أن يتفاقم أمرهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته لم يفرغ من أمره قد أغلق دونه الباب أهل قال عمر لأبي بكر انطلق بنا إلى أخواننا هؤلاء من الأنصار حتى ننظر ما هم عليه فانطلقا يؤمانهم فلقيهما رجلان صالحان منهم عويمر بن ساعدة ومعن بن عدي فذكرا لهما ما تمالأ عليه القوم وقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين قالوا نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار فقالا فلا عليكم أن لا تقربوهم يا معشر المهاجرين اقضوا أمركم قال عمر والله لنأتينهم فانطلقا حتى أتياهم في سقيفة بني ساعدة فإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل فقال عمر من هذا فقالوا سعد بن عبادة فقال ما له فقالوا وجع فلما جلسا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا وقد دفت دافة من قومكم قال عمر يريدون أن يتجازونا من أصلنا وغضبونا الأمر فلما سكت خطيبهم قال أبو بكر أما ما ذكرتم من خير فيكم فأنتم له أهل ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسباً وداراً وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم أخذ بيد عمر وأبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بينهما فقال قائل من الأنصار وهو الخباب بن المنذر أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير يا معشر قريش في الصحاح الجذل أصل الحطب العظام والجذل المحكك الذي ينصب في العطن لتحتك به الإبل الجربى ومنه قول الخباب بن المنذر الأنصاري أنا جذيلها المحكك ، وفي نهاية ابن الأثير في حديث السقيفة قول الخباب أنا جذيلها المحكك هو تصغير جذل وهو العود الذي ينصب للإبل الجربى لتحتك به وهو تصغير تعظيم أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفى الإبل الجربى بالاحتكاك بهذا العود المحكك وهو الذي كثر الاحتكاك به وقيل أراد به شديد البأس صلب المكسر كالجذل المحكك ، وفي النهاية وهو الذي كثر الاحتكاك به وقيل أراد به شديد البأس صلب المكسر كالجذل المحكك ، وف النهاية أيضاً العذق بالفتح النخلة وبالكسر العرجون بما فيه من الشماريخ وفي حديث السقيفة أنا عذيقها المرجب تصغير العذق النخلة وهو تصغير تعظيم ، وفي الصحاح الترجيب التعظيم والترجيب أيضاً أن يدعم الشجرة إذا كثر حملها لئلا تنكسر أغصانها انتهى ، قال عمر فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى تخوفت الاختلاف فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسطها فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت قتل الله سعد بن عبادة ، وذكر موسى بن عقبة أنهم لما توجهوا إلى سقيفة بني ساعدة أراد عمر أن يتكلم فزجره أبو بكر فقال على رسلك فستكفى الكلام إن شاء الله ثم تقول بعدي ما بدا لك فتشهد أبو بكر وأنصت القوم ثم قال هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق فدعا صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأخذ الله بنواصينا وقلوبنا إلى ما دعانا إليه فكنا معشر المهاجرين أول الناس إسلاماً ونحن عشيرته وأقاربه وذوو رحمة فنحن أهل النبوة أهل الخلافة وأوسط الناس أنساباً في العرب ولدتنا العرب كلها فليست منها قبيلة إلا لقريش فيها ولادة ولن تعرف العرب ولا تصلح إلا على رجل من قريش هم أصبح الناس وجوهاً وأبسط ألسناً وأفضل قولاً فالناس لقريش تبع فنحن الأمراء وأنتم الوزراء وهذا الأمر بيننا وبينكم قسمة الإبلمة وأنتم معشر الأنصار إخواننا في كتاب الله وشركاؤنا في الدين وأحب الناس إلينا وأنتم الذين آووا ونصروا وأنتم أحق بالرضا بقضاء الله والتسليم لفضيلة ما أعطى الله إخوانكم من المهاجرين وأحق الناس أن لا تحسدوا على خير آتاهم الله إياه فأنا أدعوكم إلى أحد هذين الرجلين عمر بن الخطاب وأبى عبيدة عامر بن الجراح ووضع يديه عليهما وكان قائماً بينهما فكلاهما قد رضيته للقيام بهذا الأمر ورأيته أهلاً لذلك فقال عمر وأبو عبيدة لا ينبغي لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون فوقك يا أبا بكر أنت صاحب الغار مع رسول الله وثاني اثنين وأمرك رسول الله حين اشتكى فصليت بالناس فأنت أحق الناس بهذا الأمر قالت الأنصار والله لا نحسد كم على خير ساقه الله إليكم وما خلق الله قوماً أحب إلينا ولا أعز علينا منكم ولا أرضى عندنا هدياً ولكنا نشفق بعد اليوم فلو جعلتم اليوم رجلاً منكم فإذا مات أخذنا رجلاً من الأنصار فجعلناه فإذا مات أخذنا رجلاً من المهاجرين فجعلناه فكنا كذلك أبداً ما بقيت هذه الأمة بايعناكم ورضينا بذلك من أمركم وكان أجدر أن يشفق القرشي أن زاغ أن ينقض عليه الأنصاري وأن يشفق الأنصاري إن زاغ أن ينقض عليه القرشي فقال عمر لا ينبغي هذا الأمر ولا يصلح إلا لرجل من قريش ولن ترضى العرب إلا به ولن تعرف العرب الإمارة إلا له ولن تصلح عليه والله لا يخالفنا أحد إلا قتلناه فقام الخباب بن المنذر من بني سلمة فقال منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب دفت علينا منكم دافة أرادوا أن يخرجونا من أصلنا ويختصوا من هذا الأمر وإن شئتم كررناها جذعة فكثر القول حتى كادت الحرب تقع بينهم وأوعد بعضهم بعضاً ثم تراد المسلمون وعصم دينهم فجرعوا بقول حسن وسلموا الأمر وعصوا الشيطان . وفي أسد الغابة عن رزين بن حبيش عن عبد الله قال كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام قاله عمر قال أنشدكم بالله أمر أبو بكر أن يصلي بالناس قالوا اللهم نعم قال فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقامه الذي أقامه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا كلنا لا تطيب أنفسنا نستغفر الله وكان عمر بن الخطاب أول من بايعه فوثب عمر فأخذ بيد أبي بكر وقام أسيد بن حير الأشهلي وبشر بن سعد أبو النعمان بن بشير يستبقان ليبايعا أبا بكر فسبقهما عمر فبايع ثم بايعا معاً ووثب أهل السقيفة يبتدرون البيعة وسعد بن عبادة مضطجع يوعك فازدحم الناس على أبي بكر فقال رجل من الأنصار اتقوا سعد لا تطئوه فتقتلوه فقال عمر وهو مغضب قتل الله سعداً فأنا صاحب فتنة ، فلما فرغ أبو بكر من البيعة رجع إلى المسجد فقعد على المنبر فبايعه الناس حتى أمسى وشغلوا عن دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى آخر الليل من ليلة الثلاثاء مع الصبح ، وفي أسد الغابة كانت بيعة أبي بكر في السقيفة يوم وفاة رسول الله ثم كانت بيعة العامة من الغدر وتخلف عن بيعته علي وبنو هاشم والزبير بن العوام وخالد بن سعيد بن العاص وسعد بن عبادة الأنصاري ثم أن الجميع بايعوا بعد موت فاطمة بنت رسول الله إلا سعد بن عبادة فإنه لم يبايع أحد إلى أن مات وبيعتهم بعد ستة أشهر من موت فاطمة على القول الصحيح وقيل غير ذلك ، وذكر موسى بن عقبة أن رجالاً من المهاجرين غضبوا في بيعة أبي بكر منهم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام فدخلا بيت فاطمة بنت رسول الله فجاءهما عمر بن الخطاب في عصابة من المهاجرين والأنصار فيهم أسيد بن حضير وسلمة ابن سلامة ابن وقش الأشهليان وثابت بن قيس بن شماس الخزرجي فكلموهما حتى أخذ أحد القوم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسر ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم وقال والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً قط ولا ليلة ولا سألتها الله قط سراً ولا علانية ولكني أشفقت من الفتنة ومالي في الإمارة من راحة ولقد قلدت أمراً عظيماً ما لي به طاقة ولا يد إلا بتقوية الله ولوددت أن أوقى الناس عليها مكاني اليوم فقبل المهاجرون منه وقال علي والزبير ما غضبنا إلا أنا أخرنا عن المشورة وإنا لنرى أن أبا بكر أحق الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لصاحب الغار وثاني اثنين وإنا لنعرف له شرفه وسنه ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساب وهو حي ، وعن أنس بن مالك قال لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر فقام عمر وتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه وتكلم بكلمات ثم قال في آخره أن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله ثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوه فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة ثم تلكم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم ألا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ، وذكر غير ابن عقبة أن أبا بكر قام في الناس بعد مبايعتهم إياه يقيلهم في بيعتهم ويستقيلهم فيما يتحمله من أمرهم ويعيد ذلك عليهم كل ذلك يقولون له والله لا نقيلك ولا نستقيلك قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن ذا يؤخرك .

    ذكر غسله عليه السلام

    في الاكتفاء ولما فرغ الناس من بيعة أبي بكر الصديق وجمعهم الله عليه وصرف عنهم كيد الشيطان أقبلوا على تجيز نبيهم صلى الله عليه وسلم والاشتغال به ، سئل ابن عباس كيف فكان غسل النبي عليه السلام قال ضرب العباس كلة له من ثياب يمانية صفاق فصارت سنة فينا وفي كثير من صالحي الناس ثم أذن لرجال بني هاشم فقعدوا بين الحيطان والكلة ثم دخل العباس الكلة ودعا عليا والفضل وأبا سفيان بن الحارث وأسامة بن زيد فلما اجتمعوا في الكلة ألقى عليهم النعاس وعلى من وراء الكلة في البيت فناداهم مناد انتبهوا به وهو يقول ألا لا تغسلوا النبي فإنه كان طاهراً فقال العباس ألا بلي وقال أهل البيت صدق فلا تغسلوه فقال العباس لا ندع سنة بصوت لا ندري ما هو وغشيهم النعاس ثانية فناداهم مناد فانتبها به وهو يقول ألا لا تغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان طاهراً فقال العباس ألا بلى وقال أهل البيت فلا تغسلوه فقال العباس لا ندع سنة بصوت لا ندير ما هو وغشيهم النعاس ثالثة فناداهم مناد وتنبهوا به وهو يقول اغسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثيابه فقال أهل البيت ألا لا فقال العباس ألا نعم وقد كان العباس حين دخل الكلة للغسل قعد متربعاً وأقعد علياً متربعاً متواجهين وأقعدا النبي صلى الله عليه وسلم على حجورهما فنودوا أن أضجعوا رسول الله على ظهره ثم غسلوا واستروا فثاروا عن الصفيح وأضجعاه فغربا رجل الصفيح وشرقا رأسه ثم أخذوا في غسله وعليه قميصه ومجوله مفتوح الشق ولم يغسلوه إلا بالماء القراح وطيبوه بالكافور ثم اعتصر قميصه ومجوله وحنطوا مساجده ومفاصله ووضؤا منه وجهه وذراعيه وكفيه ثم أدرجوا أكفانه على قميصه ومجوله وجمره عودا وندا ثم احتملوه حتى وضعوه على سرير وسجوه . وروى عن ابن عباس أنه كان يقال لهم استروا نبيكم يستركم الله ، وفي الاكتفاء قالت عائشة لما أرادوا غسل رسول الله اختلفوا فيه فقالوا والله ما ندري أنجرد رسول الله من ثيابه كما نجرد موتانا أو نغسله وعليه ثيابه فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره وكلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن غسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه فقاموا إلى رسول الله فغسلوه وعليه قميصه ، وفي المشكاة يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص رواه البيهقي في دلائل النبوة وكانت عائشة تقول لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نساؤه ، ويروى عن غير واحد أن الذين ولوا غسله عليه السلام ابن عمه علي بن أبي طالب وعمه العباس ابن عبد المطلب وأبناء الفضل وقثم وحبسه أسامة بن زيد ومولاه شقران ولما اجتمع القوم لغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى من وراء الباب أوس بن خولى الأنصاري أحد بني عوف بن الخزرج وكان بدرياً علي بن أبي طالب فقال يا علي نشدتك بالله حظنا من رسول الله فقال له علي ادخل فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يل من غسله شيئاً وقيل بل كان يحمل الماء قال فأسنده على صدره وعليه قميصه وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي وكان أسامة وشقران يصبان الماء عليه وأعينهم معصوبة من وراء الستر الحديث علي لا يغسلني أحد إلا أنت ، وفي رواية أوصاني رسول الله لا يغسله غيري فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه كذا في سيرة مغلطاي والشفاء وعلي يغسله بالماء والسدر ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء مما يرى من الميت وهو يقول بأبي أنت وأمي ما أطيبك حياً وميتاً ، وعن محمد قال غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي والفضل والعباس وأسامة بن زيد وغسل ثلاث غسلات بماء وسدر من بئر غرس كانت لسعد بن خيثمة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب منها ذكره ابن الأثير في جامعه وجعل علي على يده خرقة وأدخلها تحت القميص كذا في سيرة مغلطاي ، روى أن الغسلة الأولى كانت بالماء القراح والثانية بالماء والسدر والثالثة بالماء والكافور غسله علي والفضل بن عباس كان الفضل رجلاً قوياً وكان يقلبه شقران مولى رسول الله وقال علي كأنا نعاون على غسله ، وروى جعفر بن محمد قال كان الماء يجتمع في جفون النبي صلى الله عليه وسلم وكان علي يشربه ، وفي شواهد النبوة سئل علي رضي الله عنه عن سبب زيادة فهمه وحفظه قال لما غسلت النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع ماء في جفونه فرفعته لساني وازدردته فأرى قوة حفظي منه ويقال أن علياً رأى في عين النبي صلى الله عليه وسلم قذاة فأدخل لسانه فأخرجها منها يقال أن علياً والفضل كانا يغسلان رسول الله فنودي علي أن ارفع طرفك إلى السماء أورده في الشفاء .

    ذكر تكفينه عليه السلام

    وفي الاكتفاء زاد الترمذي قال فذكروا لعائشة قولهم في ثوبين وبرد حبرة فقالت قد أتى بالبرد ولكنهم ردوه ولم يكفنوه فيه ، وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ريطتين وبرد نجراني ، وعن عائشة قال كفن رسول الله في ثلاثة أثواب بيض سحولية بلد باليمن من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة قالت نظر إلى ثوب عليه كان يمرض فيه به ردع من زعفران قال اغسلوا قميصي هذا وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيهما قلت هذا خلق قال أن الحي أحق بالجديد من الميت إنما هو للمهلة رواه البخاري ، وفي موطأ الإمام أبي عبد الله مالك بن أنس كفن صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب حبرة وسحاريين ولأبي داود في ثلاثة أثواب نجرانية وفي الإكليل كفن في سبعة أثواب وجمع بأنه ليس فيها قميص ولا عمامة محسوب . وفي حديث تفرد به يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف وحنط بكافور وقيل بمسك كذا في يسرة مغلطاي .

    ذكر الصلاة عليه

    روى عن محمد أنه صلى على رسول الله بغير إمام ، وفي رواية أفذاذاً لا يؤمهم أحد يدخل المسلمون زمراً فيصلون عليه فيخرجون فلما صلى عليه نادى عمر خلوا الجنازة وأهلها ، وفي رواية صلى عليه علي والعباس وبنو هاشم ثم دخل المهاجرون ثم الأنصار ثم الناس يصلون عليه أفذاذاً لا يؤمهم أحد ثم النساء ثم الغلمان قيل لأنه أوصى بذلك لقوله أول من يصلي علي ربي ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنوده ثم الملائكة ثم ادخلوا فوجاً بعد فوج الحديث وفيه ضعف وقيل بل كانوا يدعون وينصرفون ، قال ابن الماجشون لما سئل كم صلى عليه صلاة قال اثنان وسبعون صلاة كحمزة فقيل من أين لك هذا قال من الصندوق الذي تركه مالك بخطه عن نافع عن ابن عمر كذا في سيرة مغلطاي وكان في المدينة حفاران أحدهما يلحد والآخر لا يلحد دعا العباس رجلين فقال ليذهب أحدكما إلى أبي عبيدة بن الجراح وهو كان يحفر لأهل مكة وليذهب الآخر إلى أبي طلحة وهو كان يلحد لأهل المدينة ثم قال العباس اللهم خير لرسولك فذهبا فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم

    ذكر قبره عليه السلام

    روى أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في موضع دفنه أبمكة أو المدينة أو القدس حتى قال أبو بكر سمعت رسول الله يقول لم يقبر نبي إلا حيث يموت فأخروا فراشه وحفروا له تحت فراشه ونزل في قبره علي بن أبي طالب والفضل بن العباس وقثم بن العباس وشقران مولى رسول الله وقد قال أوس بن خولى لعلي بن أبي طالب يا علي أنشدك بالله حظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له انزل فنزل مع القوم وكانوا خمسة ، وفي رواية عن علي أنه نزل في حفرة النبي صلى الله عليه وسلم هو والعباس وعقيل ابن أبي طالب وأسامة بن زيد وابن عوف وأوس بن خولي وهم الذين ولوا كفنه وقد كان شقران حين وضع رسول الله في حفرته وأخذ قطيفة نجرانية حمراء أصابها يوم خيبر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها ويفرشها فطرحها تحته فدفنها معه في قبره فقال والله لا يلبسها أحد بعدك وبنى في قبره اللبن يقال تسع لبنات وقيل طرح في قبره شمل قطيفة كان يلبسها فلما فرغوا عن وضع اللبنات التسع أخرجوا القطيفة قاله أبو عمرو والحاكم وكان آخرهم عهداً به قثم وقيل علي وأما حديث المغيرة أنه طرح خاتمه فنزل ليخرجه فضعيف كذا في سيرة ملغطاي وهالوا التراب على لحده وجعل قبره مسطوحاً ، وفي المشكاة عن جابر رش قبر النبي صلى الله عليه وسلم وكان الذي رش الماء على قبره بلال بن رباح بقربة بدأ من قبل رأسه حتى انتهى إلى رجليه رواه البيهقي في دلائل النبوة ، وعن سفيان بن التمارانه رآه مسنماً ولأبي داود كشفت عائشة للقاسم بن محمد عن قبره عليه السلام وعن قبر صاحبيه ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطية مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدم وأبو بكر عند رأس رسول الله وعمر عند رجليه هكذاقبر النبي عليه السلام - قبر عمر رضي الله عنهقبر أبي بكر رضي الله عنهوذكر رزين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدم وابو بكر خلفه رأسه عند منكبي رسول الله وطالت رجلاه أسفل وعمر خلف أبي بكر على تلك الرتبة هكذاقبر رسول الله عليه السلامقبر أبي بكر رضي الله عنهقبر عمر رضي الله عنهوفي خلاصة الوفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدم وأبو بكر رأسه بين كتفي رسول الله وعمر رأسه عند رجلي رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذاقبر النبي عليه السلام - قبر عمر رضي الله عنهقبر أبي بكر رضي الله عنهولا خلاف في أن قثم بن العباس آخر الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه آخر من صعد من قبره وأما قصة المغيرة وطرح خاتمه فغير صحيح كما مر .

    ذكر وقت دفنه عليه السلام

    اختلف في وقت دفنه ، روى عن عائشة أنها قالت ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر ، وفي الموطأ بلغ مالكاً أنه صلى الله عليه وسلم توفي في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء وللترمذي في ليلتها في مكانه الذي توفي فيه ، وروى عن محمد بن إسحاق أنه قال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكنه عرج بروحه كما عرج بروح موسى حتى قام العباس فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات وقيل دفن يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس ، وفي كفاية الشعبي صلوا عليه يوم الأربعاء ثم دفن وفي تفسير الزاهدي توفي يوم الاثنين ودفن يوم الخميس كذا في كنز العباد .

    ذكر الندب عليه عليه السلام

    ندب فاطمة عن أنس قال لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب فقالت فاطمة وا كرب أبتاه فقال ليس على أبيك كرب بعد اليوم فلما مات قالت يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل أنعاه فلما دفن قالت يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب انفرد بإخراجه البخاري كذا في الصفوة، وفي رواية أخرى لما فرغوا من دفنه خرجت فاطمة فقالت يا أبا الحسن دفنتم رسول الله قال نعم قالت كيف طابت قلوبكم أن تحثوا التراب عليه أليس كان نبي الرحمة قال نعم ولكن لا مرد لأمر الله فقعدت تندب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول وا أبتاه وا رسول الله وا نبي الرحمتاه الآن لا يأتي الوحي الآن ينقطع عنا جبريل اللهم ألحق روحي بروحه واشفعني بالنظر إلى وجهه ولا تحرمني أجره وشفاعته يوم القيامة، وفي رواية أخذت تربة من تراب رسول الله فشمته ثم أنشأت تقول :

    ماذا على من شم تربة أحمد ........ أن لا يشم مدى الزمان غواليا

    صبت على مصائب لو أنها ........ صبت على الأيام صرنا لياليا

    وفي الاكتفاء مما ينسب إلى علي أو فاطمة، ماذا على من شم تربة أحمد إلى آخره.

    ندب أبي بكر

    روي عن عائشة أنها قالت لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء أبو بكر فدخل عليه فرفعت الحجاب فكشف الثوب عن وجهه فاسترجع فقال مات والله رسول الله ثم تحول من قبل رأسه فقال وا نبياه ثم حدد فمه فقبل جبهته ثم رفع رأسه فقال وا خليلاه ثم حدد فمه فقبل جبهته ثم رفع رأسه فقال وا صفياه ثم حدد فمه فقبل جبهته ثم سجاه بالثوب ثم خرج.

    ندب عائشة

    روى عن أنس قال مررت على باب عائشة وكانت تندب النبي صلى الله عليه وسلم وتقول يا من لم يشبع من خبز الشعير يا من اختار الحصير على السرير يا من لم ينم الليل كله من خوف السعير.

    ذكر مرثية صفية بنت عبد المطلب ترثي رسول الله صلى الله عليه وسلم

    تقول:

    ألا يا رسول الله كنت رجاءنا ........ وكنت بنا براً ولم تك جافيا

    وكنت رحيماً هادياً ومعلما ........ ليبك عليك اليوم من كان باكيا

    لعمرك ما أبكي النبي لفقده ........ ولكن لما أخشى من الهرج آتيا

    كان على قلبي بذكر محمد ........ على جدث أمسى بيثرب ثاويا

    أفاطم صلى الله رب محمد ........ على جدث أمسى بيثرب ثاويا

    فدى لرسول الله أمي وخالتي ........ وعمي وآبائي ونفسي ومالي

    صدقت وبلغت الرسالة صادقا ........ ومت صليب العود أبلج صافيا

    فلو أن رب الناس أبقى نبينا ........ سعدنا ولكن أمره كان ماضيا

    عليك من الله السلام تحية ........ وأدخلت جنات من العدن راضيا

    ذكر ميراثه وتركته وحكمه فيها

    ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهماً ولا ديناراً ولا عبداً ولا شيئاً إلاَّ بغلته البيضاء وسلاحه وأرضاً جعلها صدقة ، وفي خلاصة السير ترك صلى الله عليه وسلم يوم مات ثوبي حبرة وازار عمانيا وثوبين صحاريين وقميصا صحارياً وقميصاً سحولياً وجبة يمنية وقميصاً وكساء أبيض وقلانس صغار لاطية ثلاثاً أو أربعاً وإزار طوله خمسة أشبار وملحفة مورسة . وقال صلى الله عليه وسلم ما نورث ما تركناه صدقة ، وقال صلى الله عليه وسلم لا يقتسم ورثتي ديناراً ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عيالي فهو صدقة ، وعن أبي هريرة قال جاءت فاطمة إلى أبي بكر فقالت من يرثك فقال أهلي وولدي فقالت فمالي لا أرث أبي فقال أبو بكر سمعت رسول الله يقول لا نورث ولكني أعول من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوله وأنفق على من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق عليه ، وعن عائشة أن فاطمة سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله ميراثها من تركة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقة بالمدينة فقال أبو بكر إن رسول الله قال لا نورث ما تركناه صدقة فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئاً فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تزل مهاجرته حتى توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علي وكان لعلي من الناس جهة حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن بايع تلك الأشهر فبايعه بعدها كذا في الصحيحين ، وروى البيهقي عن الشعبي أن أبا بكر عاد فاطمة في مرضها فقال لها عليّ هذا أبو بكر يستأذن عليك قالت أتحب أن آذن له قال نعم فأذنت له فدخل عليها فرضاها حتى رضيت كذا في الوفاء ، وفي الرياض النضرة للمحب الطبري دخل أبو بكر على فاطمة واعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه ، وعن الأوزاعي قال بلغني أن فاطمة بنت رسول الله غضبت على أبي بكر حتى قام على بابها في يوم حار ثم قال لا أبرح عن مكاني حتى ترضى عني بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها فأقسم عليها لترضى فرضيت خرجه السماني في الموافقة ، وعن أبي البحتري أن العباس وعلياً جاءا إلى عمر يختصمان يقول كل واحد منهما لصاحبه أنت كذا وكذا فقال عمر لطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد نشدتكم بالله أسمعتم رسول الله يقول كل مال نبي صدقة إلا ما أطعمه إنا لا نورث قالوا اللهم نعم .

    ذكر رؤية رسول الله في المنام

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني إن الشيطان لا يتخيل بي أولا يتكونني أو أنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي أو يتشبه بي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني فقد رأى الحق .

    ذكر زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وسائر المشاهد والمزارات بالمدينة

    أما زيارة النبي القرشي المدني أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين فإنها مستحبة مندوبة من أعظم القربات وأنجح المساعي قريبة من الواجب في حق من كان له سعة وقدرة لقوله صلى الله عليه وسلم من وجد سعة ولم يعد إلي فقد جفاني، وفي رواية أما ما من أحد من أمتي له سعة ولم يزرني فليس له عذر عند الله وعنه صلى الله عليه وسلم من جاءني زائراً لا يهمه إلا زيارتي كان حقاً على الله أن أكون له شفيعاً يوم القيامة رواه الحافظ أبو علي بن لاسكن وقد قال صلى الله عليه وسلم من زار قبري وجبت له شفاعتي صححه عبد الحق، وعنه صلى الله عليه وسلم من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي وفي الباب أحاديث كثيرة يكفي هذا القدر فإذا خرج الزائر وتوجه إلى المدينة يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الطريق فإذا وقع بصره على شجر المدينة وحرمها فليزدد في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وليسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته ويسعده بها في الدنيا والآخرة واستحب بعض العلماء أن يقول اللهم هذا حرم رسولك فاجعله لي وقاية من النار وأماناً من العذاب وسوء الحساب، ويستحب أن يغتسل لدخول المدينة من أجل السلام ويلبس أفخر ثيابه وأنظفها ويتطيب ويتصدق بشيء وإن قل ثم يدخلها قائلاً بسم الله وعلى ملة رسول الله رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً فإذا وصل إلى باب المسجد أي باب كان فليقدم رجله اليمنى في دخوله قائلاً اللهم صل على محمد وعلى آل محمد اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وفضلك وليقصد الروضة الشريفة المقدسة وهي بين منبره وقبره فيصلي تحية المسجد في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في غيره من الروضة أو من المسجد ثم يسجد سجدة شكراً لله تعالى على الوصول إلى تلك البقعة الشريفة ويسأله إتمام النعمة عليه بقبول زيارته، ثم يأتي القبر الشريف ويقف عند رأسه ويكون وقوفه مستقبلاً للقبلة ولا يضع يده على جدار الحظيرة ولا يقبلها فإن ذلك ليس من سيرة الصحابة بل يدنو على قدر ثلاثة أذرع أو أربعة ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويسلم عليه وعلى الصديق والفاروق على ما يأتي ثم يبعد عنها قدر رمح أو أقل كذا عن الفقيه أبي الليث وغيره من أصحاب أبي حنيفة، وفي مناسك أصحاب الشافعي وغيره أنه يقف قبالة وجهه الشريف بحيث يستدير القبلة ويستقبل جدار الحجرة الشريفة والحظيرة المنيفة والمسمار الفضة الذي في الجدار على نحو أربعة أذرع من السارية التي هي غربية رأس القبر الشريف ويجعل القنديل الكبير على رأسه واستدبار القبلة ههنا عند السلام عليه وعند الدعاء هو المستحب عند الشافعية والذي صححه الحنفية أنه يستقبل القبلة عند السلام عليه والدعاء كما مر وليقف عند السلام عليه ناظراً إلى الأرض غاض الطرف في مقام الهيبة والتعظيم والإجلال فارغ القلب من علائق الدنيا مستحضراً في قلبه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته وعلمه صلى الله عليه وسلم بحضوره وقيامه وسلامه ليقول بحضور قلب وغض صوت وسكون جوارح السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا سيد المرسلين السلام عليك يا خاتم النبيين السلام عليك يا قائد الغر المحجلين السلام عليك وعلى أهل بيتك وأزواجك وأصحابك أجمعين السلام عليك وعلى أهل بيتك وأزواجك وأصحابك أجمعين السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك عبده ورسوله وأمينه وخيرته من خلقه وأشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت في الله حق جهاده وعبدت ربك حتى أتاك اليقين فجزاك الله عنا يا رسول الله أفضل ما جزى نبيا عن قومه ورسولاً عن أمته اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم إنك قلت وقولك الحق ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً اللهم إنا قد سمعنا قولك وأطعنا أمرك وقصدنا نبيك هذا مستغيثين به إليك من ذنوبنا اللهم فتب علينا وأسعدنا بزيارته وأدخلنا في شفاعته وقد جئناك يا رسول الله ظالمين لأنفسنا مستغفرين لذنوبنا وقد سماك الله بالرؤوف الرحيم فاشفع لمن جاءك ظالماً لنفسه معترفاً بذنبه تائباً إلى ربه وقد قيل

    يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ........ فطاب من طيبهن القاع والأكم

    نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ........ فيه العفاف وفيه الجود والكرم

    أنت الشفيع الذي ترجى شفاعته ........ عند الصراط إذا ما زلت القدم

    ويدعو لنفسه ولوالديه ولمن أحب بما أحب وإن كان قد أوصاه أحد بتبليغ السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقول السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان يستشفع بك إلى ربك بالرحمة والمغفرة فاشفع له ولجميع المؤمنين فأنت الشافع المشفع الرؤوف الرحيم، ويكفي في زيارته أن يقول السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ثم يتحول عن ذلك المكان ويدور إلى أن يقف بحذاء وجه النبي عليه السلام مستدبر القبلة ويقف لحظة ويصلي ويسلم عليه مرة أو ثلاث مرات ثم يتحول عن يمينه قدر ذراع إلى أن يحاذي رأس قبر الصديق فإن رأسه بحيال منكب النبي صلى الله عليه وسلم عند الأكثر فيقول السلام عليك يا خليفة رسول الله السلام عليك يا صاحب رسول الله في الغار السلام عليك يا صاحب رسول الله في الأسفار السلام عليك يا أبا بكر الصديق جزاك الله أفضل ما جزى إماماً عن أمة نبيه فلقد خلفته أحسن الخلف وسلكت طريقه بأحسن الطرق وقاتلت أهل الردة والبدعة ونصرت الإسلام وكفلت الأيتام ووصلت الأرحام ولم تزل قائلاً للحق ناصراً لأهله حتى أتاك اليقين رضوان الله عليك وبركاته وسلامه وتحياته أسأل الله تعالى أن يميتنا على محبتك كما وفقنا لزيارتك إنه هو الغفور الرحيم، ثم يتحول عن يمينه قدر ذراع إلى أن يحاذي رأس قبر الفاروق أمير المؤمنين عمر لأن رأسه عند منكب أبي بكر عند الأكثر فيقول السلام عليك يا أمير المؤمنين عمر الفاروق والسلام عليك يا كاسر الأصنام السلام عليك يا من أعز الله به الإسلام جزاك الله أفضل ما جزى إماماً عن أمة نبيه ثم يرجع قدر نصف ذراع ويقف بين رأس الصديق ورأس الفاروق ويقول السلام عليكما يا صاحبي رسول الله السلام عليكما يا وزيري رسول الله المعاونين له على القيام في دين الله القائمين في أمته في أمور الإسلام جئنا يا صاحبي رسول الله زائرين لنبينا وصديقنا وفاروقنا ونحن نتوسل بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع لنا ويسأل الله تعالى أن يتقبل سعينا وان يحيينا على ملتكم ويميتنا على سنتكم ويحشرنا في زمرتكم ثم يدعو لنفسه ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات ويسأل الله تعالى حاجته ويصلي في آخره على البني صلى الله عليه وسلم وآله ثم يرجع ويقف عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم بين القبر والمنبر كما وقف في الابتداء وليستقبل القبلة ويحمد الله تعالى ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو لنفسه ولمن أحب من المسلمين بما أحب. ويستحب أن يخرج بعد زيارته صلى الله عليه وسلم كل يوم خصوصاً يوم الجمعة إلى البقيع ويأتي المشاهد والمزارات والقبور المشهورة فيه كقبر أمير المؤمنين عثمان بن عفان وهو منفرد في قبة وقبر عم رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس في قبته المعروفة به وفيها ضريحان فالغربي منهما قبر العباس والشرقي منهما قبر الحسن بن علي وزين العابدين وابنه محمد الباقر وابن الباقر جعفر الصادق كلهم في قبر واحد وكقبر صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله أم الزبير فإنه خارج باب البقيع عن يسار الخارج ويزور قبر فاطمة بنت أسد أم علي وقيل أن قبر فاطمة بنت رسول الله بالمسجد المنسوب إليها بالبقيع وهو المعروف ببيت الأحزان ويستحب أن يأتيه ويصلي فيه وقيل أن قبرها في بيتها وهو في مكان المحراب الخشب الذي خلف الحجرة المقدسة داخل الدرابزين قيل وهذا أظهر الأقوال وقبر إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع وهو مدفون إلى جنب عثمان بن مظعون ودفدن أيضاً إلى جنب عثمان بن مظعون عبد الرحمن بن عوف وبه قبر يقال أن فيه عقيل بن أبي طالب وابن أخيه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والمنقول أن قبر عقيل في داره وفي قبلة قبر عقيل حظيرة مستهدمة مبنية بالحجارة يقال أن فيها قبور من دفن بالبقيع من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وفي مناسك الكرماني أن فيها قبور أربع من أزاج النبي عليه السلام وفيه قبر مالك بن أنس صاحب المذهب وغيرهم من الصحابة والتابعين كلهم بالبقيع ويستحب أن يزور شهداء أحد يوم الخميس ويبدأ بحمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ومعه في القبر ابن أخته المجذع في الله عبد الله بن جحش ثم يزور باقي الشهداء ولا يعرف قبر أحد منهم ويسمي من علم اسمه منهم في السلام عليهم السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون رحم الله غربتكم وآنس الله وحشتكم تقبل الله من محسنكم وتجاوز الله عن مسيئكم ثم يقرأ سورة الإخلاص وآية الكرسي لورود الأحاديث فيهمها، روى أبو نعيم وقال أشهد أنكم أحياء عند الله ترزقون فزوروهم وسلموا عليهم فو الذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه السلام إلى يوم القيامة، وعن ابن إسحاق بن سعيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيهم كل عام فيرفع صوته عندهم ويقول سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبور الشهداء بين اليومين والثلاثة كذا في تشويق الساجد، ويستحب أن يأتي مسجد قباء في كل يوم سبت إن أمكن ويصلي ركعتين ثم يأتي بئر اريس التي تفل فيها النبي صلى الله عليه وسلم وسقط فيها خاتمه وهي بئر قريب من المسجد في داخل البستان ويتوضأ منها ويشرب من مائها ثم يأتي مسجد الفتح وهو على الخندق ويأتي جميع المساجد والمشاهد بالمدينة وهي ثلاثون موضعاً يعرفها أهل المدينة يقصد الآبار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ منها ويغتسل ويشرب منها إتباعاً لفعله عليه السلام وطلباً للشفاء والبركة وهي سبعة آبار يعرفها أهل المدينة، وفي الأحياء الآبار التي كان رسول الله يتوضأ منها ويغتسل ويشرب سبعة وهي المنظومة في هذا النظم:

    إذا رمت آبار النبي بطيبة ........ فعدتها سبع مقالا بلا وهن

    اريس وغرس رومة وبضاعة ........ كذا بضة قل بئر حاء مع العهن

    ^

    الخاتمة

    كذا في الوفاء، الخاتمة، وفيها فصلان

    الفصل الأول

    في المتفرقات

    من رفقائه صلى الله عليه وسلم وحرسه وخدمه ومن كان يضرب الأعناق بين يديه وذكر مواليه وكتابه ورسله وقضاته ومؤذنيه وخطبائه وشعرائه وحداته وذكر خيله ولقاحه ودوابه وآلات حروبه ولباسه وذكر من وفد عليه ، أما رفقاؤه النجباء الذين لهم مزيد اختصاص بملازمته صلى الله عليه وسلم فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وجعفر وأبو ذر المقداد وسلمان وحذيفة وابن مسعود وعمار بن ياسر وبلال بن رباح المؤذن ، وأما حراسه في غزواته فسعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس سيد الأوس أسلم بين العقبتين على يد مصعب بن عمير وشهد بدراً وأحداً والخندق فرمى فيه بسهم عاش شهراً ثم انتفض جرحه فمات حرسه يوم بدر حين كان في العريش وذكوان بن عبد قيس ومحمد بن مسلمة الأنصاري حرساه بأحد والزبير بن العوّام حرسه يوم الخندق وعباد بن بشر وكان يلي حرسه وسعد بن أبي وقاص وأبو أيوب الأنصاري حرسه بخيبر ليلة بنى بصفية وبلال حرسه بوادي القرى وكان أبو بكر الصديق يوم بدر في العريش شاهراً سيفه على رأسه لئلا يصل إليه أحد من المشركين رواه ابن السمان في الموافقة ووقف المغيرة بن شعبة على رأسه بالسيف يوم الحديبية ولما نزل والله يعصمك من الناس ترك الحرس .

    خدمه عليه السلام

    فأنس بن مالك بن النضير بن ضمضم بن زيد الأنصاري الخزرجي يكنى أبا حمزة خدمه تسع سنين أو عشر سنين ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة ، وقال أبو هريرة ما رأيت أحداً أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم منه توفي سنة ثلاث وتسعين وقيل سنة اثنتين وتسعين وقيل سنة إحدى وتسعين وقد جاوز المائة وسيجيء وفاته وهند وأسماء ابنا حارثة الأسلميان وربيعة بن كعب الأسلمي صاحب وضوئه وتوفي سنة ثلاث وستين وأيمن بن أم أيمن صاحب مطهرته واستشهد يوم حنين وعده مغلطاي في سيرته من الموالي كما سيجيء وعبد الله بن مسعود بن غافل بالمعجمة والفاء ابن حبيب الهذلي أحد السابقين الأولين شهد بدراً والمشاهد وكان صاحب الوسادة والسواك والنعلين والطهور وكان يلي ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام صلى الله عليه وسلم ألبسه نعليه وإذا جلس جعلهما في ذراعيه حتى يقوم وتوفي بالمدينة وقيل بالكوفة سنة اثنتين وثلاثين وقيل ثلاث وعقبة بن عامر بن عبس بن عمر والجهني وكان صاحب بغلته يقود به في الأسفار وكان عالماً بكتاب الله وبالفرائض فصيحا شاعر أولى مصر لمعاوية سنة أربع وأربعين ثم صرفه بمسلمة ابن محمد وتوفي بها سنة ثمان وخمسين وبلال بن رباح المؤذن وسعد مولى أبي بكر الصديق وقيل سعيد ولم يثبت وروى عنه ابن ماجة كذا في المواهب اللدنية وذو مخمرة ويقال ذو مخمرة بن أخي النجاشي وقيل ابن أخته وبكر بن شداخ الليثي والأشدخ بن شريك بن عوف الأعوجي صاحب راحلته وأبو السمح خادمه عليه السلام واسمه إياد وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري أسلم قديماً وتوفي بالربدة سنة إحدى وثلاثين وصلى عليه عبد الله بن مسعود ثم مات بعده في ذلك اليوم قاله ابن الأثير في معرفة الصحابة وفي التقريب لابن حجر سنة اثنتين وثلاثين ومهاجر مولى أم سلمة وحنين والد عبد الله مولى العباس كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وهبه لعمه العباس ونعيم بن ربيعة الأسلمي وأبو الخمراء مولاه صلى الله عليه وسلم وخادمه واسمه هلال بن الحارث أو ابن ظفر نزل حمص وتوفي بها وزاد في سيرة مغلطاي فقال وأزيد والأسود وثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري وجوز بن الحل وسالم وزعم بعضهم أنه ابن سلمى الداعي وسابق أبو عبيدة وغلام من الأنصار نحو أنس ، ومن النساء بركة أم أيمن الحبشية أم أسامة بن زيد ماتت في خلافة عثمان وخولة جدة حفص وسلمى أم رافع زوج أبي رافع وميمونة بنت سعد وأم عياش مولاة رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، وزاد في سيرة مغلطاي فقال وأمة الله بنت رزينة وخضرة ورزينة أم علية ومارية أم الرباب ومارية جدة المثنى بن صالح وصفية ، وكان يضرب الأعناق بين يديه عليه السلام علي بن أبي طالب والزبير بن العوام والمقداد بن عمرو ومحمد بن سلمة وعاصم بن ثابت بن أبي الأفلح والضحاك بن سفيان ، وكان قيس بن سعد بن عبادة بين يديه عليه السلام بمنزلة صاحب الشرطة أبو رافع واسمه أسلم وقيل غير ذلك قبطي كان على ثقله وكان بلال على نفقاته ومعيقب ابن أبي فاطمة الدوسي على خاتمه وابن مسعود على سواكه ونعله كما تقدم .

    مواليه عليه السلام

    فزيد بن حارثة بن شرحبيل استشهد بمؤتة سنة ثمان وابنه أسامة بن زيد وكان يقال له حب رسول الله وابن حب رسول الله مات بالمدينة أو بوادي القرى سنة أربع وخمسين وثوبان بن محمد ويكنى أبا عبد الله اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه فلم يزل معه حتى قبض عليه السلام وسكن حمص بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم أصله من السراة وقيل سكن الرملة ولا عقب له ثم نزل حمص فمات بها سنة أربع وخمسين كذا في الصفوة ، وقيل كان له نسب باليمن وأبو كبشة أوس ويقال سليم من مولدي مكة وقيل أرض دوس اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم وأعتقه شهد بدراً وتوفي في أول يوم استخلف فيه عمر ، وأنيسة ويكنى أبا سرح من مولدي السراة اشتراه وأعتقه وسعيد بن تلزيد وشقران بضم الشين المعجمة وسكون القاف واسمه صالح الحبشي ويقال فارس قيل ورثه من أبيه وقيل اشتراه من عبد الرحمن بن عوف وقيل وهبه له صلى الله عليه وسلم وأعتقه شهد بدراً وهو مملوك ثم أعتق قال الحافظ ابن حجر وقال أظنه مات في خلافة عثمان كذا في المواهب اللدنية ورباح بفتح الراء وباء موحدة وبالحاء المهملة أسود نوبي اشتراه من وفد عبد القيس فأعتقه وكان يأذن عليه أحياناً إذا انفرد وهو الذي أذن لعمر بن الخطاب في المسربة ويسار الراعي نوبي أصابه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته وأعتقه وهو الذي قتله العرنيون وقطعوا يده ورجله وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه واستاقوا لقاح رسول الله وأدخل المدينة ميتاً وقد مر ذكره في الموطن السادس وأبو رافع واسمه أسلم القبطي وقيل إبراهيم وقيل ثابت وقيل هرمز وقيل صالح كان على ثقله عليه السلام وكان عبداً للعباس فوهبه للنبي عليه السلام فأعتقه حين بشره بإسلام عمه العباس وزوجه سلمى مولاة له فولدت له عبيد الله وكان كاتباً لعلي في خلافته كلها وتوفي قبل قتل علي بيسير وأبو رافع أخوه وقيل رافع والد البهي كذا في الصفوة ، وأبو مويهبة من مولدي مزينة اشتراه وأعتقه وزيد هو وابن يسار وليس زيد بن حارثة والد أسامة ذكره ابن الأثير كذا في المواهب اللدنية وفي غيره وزيد جد هلال بن يسار بن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1