Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

التفسير البسيط
التفسير البسيط
التفسير البسيط
Ebook731 pages5 hours

التفسير البسيط

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعتبر كتاب التفسير البسيط – الواحدي من المؤلفات القيمة لدى الباحثين في مجال علوم القرآن والتفسير على نحو خاص، وعلوم الدعوة والعلوم الإسلامية بوجه عام حيث يدخل كتاب التفسير البسيط – الواحدي في نطاق تخصص العلوم القرآنية وعلوم التفسير ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل أصول الفقه، والدعوة، والعقيدة
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateApr 12, 1901
ISBN9786397324523
التفسير البسيط

Read more from الواحدي

Related to التفسير البسيط

Related ebooks

Related categories

Reviews for التفسير البسيط

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    التفسير البسيط - الواحدي

    الغلاف

    التفسير البسيط

    الجزء 1

    الواحدي

    468

    يعتبر كتاب التفسير البسيط – الواحدي من المؤلفات القيمة لدى الباحثين في مجال علوم القرآن والتفسير على نحو خاص، وعلوم الدعوة والعلوم الإسلامية بوجه عام حيث يدخل كتاب التفسير البسيط – الواحدي في نطاق تخصص العلوم القرآنية وعلوم التفسير ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل أصول الفقه، والدعوة، والعقيدة

    الملكة العربية السعودية

    وزارة التعليم العالي

    جامعة الإمام محمد بن سعود الإِسلامية

    عمادة البحث العلمي

    التَّفْسِيرُ البَسِيْط

    لأبي الحَسن عَلي بن أحمَد بن محمَّد الواحدي

    (ت 468 هـ)

    الدراسة - التحقيق

    مقدمة المصنف - سورة الفاتحة

    تحقيق

    د. محمَّد بن صالح بن عبد الله الفوزان

    أشرف على طباعته وإخراجه

    د. عبد العزيز بن سطام آل سعود ... أ. د. تركي بن سهو العتيبي

    الجزء الأول قال معد الكتاب للشاملة:

    تنبيه:

    وقع في ترقيم حواشي هذه الطبعة تغيير وتبديل كثير جدا، ولعله من الطباعة، وقد قمنا بتعديله قدر الإمكان، وذلك بمراجعة المصادر المعزو إليها.

    جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية 1430هـ

    فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر

    الواحدي، علي بن أحمد

    التفسير البسيط لأبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي

    (ت 468هـ)./ علي بن أحمد الواحدي، محمد بن صالح بن

    عبد الله الفوزان، الرياض 1430 هـ.

    25 مج. (سلسلة الرسائل الجامعية)

    ردمك: 4 - 857 - 04 - 9960 - 978 (مجموعة)

    1 - 858 - 04 - 9960 - 978 (ج 1)

    1 - القرآن تفسير ... 2 - الواحدي، علي بن أحمد

    أ - العنوان ... ب - السلسلة

    ديوي 22703 ... 868/ 1430

    رقم الإيداع: 868/ 1430هـ

    ردمك 4 - 857 - 04 - 9960 - 978 (مجموعة)

    1 - 858 - 04 - 9960 - 978 (ج 1) بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمة معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور/ سليمان بن عبد الله أبا الخيل

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين أما بعد: فقد دأبت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله - على دعم الجامعات السعودية، لتقوم بدورها الرائد في خدمة هذا البلد على أفضل صورة وأرقاها، ولتنافس الجامعات العالمية بجهودها وأعمالها المتميزة، ودعمه -رعاه الله - لجامعة الإِمام محمد بن سعود يذكر بأسطر من نور، ويسجل بمداد من ذهب. والجامعة تسعى بكل طاقاتها وإمكاناتها لتحقق هذه الأهداف السامية ومنها خدمة البحث العلمي، ونشر العلم والمعرفة على أوسع مجال، وأكثره نفعاً، في مختلف مناحي الحياة.

    وقد زخرت الجامعة بأعمال علمية كبيرة في مجالات كثيرة من تخصصاتها العلمية المختلفة، ومن هذه الأعمال تحقيق كتاب (البسيط في التفسير للإمام الواحدي) وقد حقِّق في الجامعة في خمس عشرة رسالة، وهو من الأعمال الكبيرة، فبعد الطباعة وصلت أجزاؤه إلى خمسة وعشرين جزءاً مع الفهارس، وتجاوزت صفحاته أربعة عشر ألفاً، مما دل على ضخامة العمل وصعوبة نشره.

    وقد كوَّنت لجنة لمتابعة ما بدئ به من هذا العمل برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عبد العزيز بن سطَّام بن عبد العزيز آل سعود لما أعرفه عن سموَّه من جدٍّ ونشاط وعلميَّةٍ متميَّزةٍ، وحرصٍ على العلمِ، مع اهتمامه البالغ بنشر هذا الكتاب، وقد قام بهذه المسؤولية خير قيام، وبذل من جهده ووقته وفكره وخبرته، بل وماله ما سدَّد العمل، وأنجزه بوقتٍ قياسيٍّ، وجعل هذا الكتاب يخرج بهذه الصورة الرائعة والثوب

    - أ - القشيب، والحلة الجميلة، شكلاً ومضموناً، فجزاه الله خيراً على جهوده المتواصلة، وأعماله الخيرة، فمثله في علمه وخلقه أهل لكل خير.

    كما أنَّني كلّفت الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي صاحب الخبرة الطويلة والعمق العلمي والمعرفي والإتقان المعروف -عميد البحث العلمي السابق - بأن يكون نائباً للرئيس، لمعرفتي أنه هو الذي قد بدأ هذا المشروع قبل ثلاث سنوات من نهاية مدَّته الأخيرة التي انتهت في نهاية شهر ربيع الآخر من عام 1427 هـ، ولأنه من أعرف الناس بالكتاب ومراحل طباعته، وبالشروط التي اشترطت لإخراجه ولخبرته في هذا المجال، وقد قبل مشكوراً بالأمر وأسهم إسهاماً كبيراً في متابعته ليرى النور.

    أما هذا الكتاب فهو التفسير البسيط للإمام أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي المتوفى سنة 464هـ، فهو من علماء القرن الخامس، وكتابه هذا من أشهر كتب التفسير بالمأثور، وهو واحد من كتبه الثلاثة في التفسير؛ البسيط وهو هذا الكتاب الذي أقدِّم له وهو أكبر تفاسيره وأقدمها تأليفاً، واسمه دليل على مراد مصنفه منه، وكتابه الثاني الوسيط، واسمه دل على أنه بين البسيط والمختصر، والثالث كتاب الوجيز.

    هذا العمل العلمي الكبير يعدُّ بحقٍّ مفخرة من مفاخر الجامعة التي سعت إلى تحقيقه أولاً، ثم وفّق الله سبحانه وتعالى إلى إخراجه، فهو عملٌ علميٌّ ضخم أفنى فيه الباحثون سنين مهمة من أعمارهم لو قيست برأس المال المعرفي لوجدت أن متوسط سنوات إعداد كل رسالة ثلاث سنوات علماً بأن إعداد بعض هذه الرسائل قد تجاوز ثلاث سنوات من تاريخ التسجيل حتى المناقشة، ومنها ما أنجز في حدود السنتين، وليست هناك رسالة تتم في أقل من هذا، فهذا الكتاب بذل فيه ما يزيد على ثلاثين سنة عملٍ، واستغرقت الطباعة والإخراج ما زاد على خمس سنوات، إن الجهود الكبيرة التىِ بذلت وتبذل لهي عنوان كبير على قيمة هذا العمل، وهذا فضل الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء.

    - ب - وفي الختام أشكر رئيس اللجنة التي قامت على إخراج هذا العمل العلمي الكبير صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور/ عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز، وسعادة نائبه الأستاذ الدكتور/ تركي بن سهو العتيبي والعاملين معهم في اللجنة على ما قدموه من خدمة عظيمة لكتاب الله، ولهذا الكتاب الأصيل، ولطلاب العلم والباحثين في كل مكان.

    وأخيراً أسجَّل شكري وتقديري للأخوة الباحثين أصحاب الرسائل الجامعية الذين قاموا بالتحقيق، ونالوا به درجاتهم العلمية، وأشكر المراجعين والمصححين الذين قاموا على أعمال الطباعة والإخراج، ولكلِّ من قدَّم جهداً في نشر هذا العمل الموسوعي.

    وفي الختام أحمد الله أن قيَّض لهذا البلد الطاهر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي، الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذين يحرصون على العلم النافع والعمل الصالح، فلم يدخروا وسعاً في دعم البحث العلمي وتشجيعه ونشره، وخدمة الإِسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

    وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

    أ. د. سليمان بن عبد الله أبا الخيل

    مدير جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية

    - جـ - بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز آل سعود

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، أما بعد:

    فمن نعم الله الكثيرة أن هيَّأ سبل السعي إلى طلب العلم وتحصيله، وذلَّلَ طرقه، وفتح آفاقاً من المعرفة كثيرة، ينهل منها أهل العلم وطلابه في مجال من مجالاته المختلفة.

    ومن خير الأعمال التي تبذل فيها الأوقات نشر الكتب ولا سيما كتب العلوم الشرعية في مختلف تخصصاتها، وجميع ما يتصل بنشرها وتوزيعها، ودون شكٍّ أن من أشرف العلوم ما كان متَّصلاً بكتاب الله سبحانه وتعالى، تفسيراً وقراءات وإعراباً وتوجيهاً، ومنها هذا المشروع الكبير المتصل بتفسير كتاب الله وإعرابه، فقد سجَّل خمسة عشر طالباً من قسم القرآن وعلومه رسائلهم لنيل درجة الدكتوراه في كتاب التفسير البسيط للواحدي، وهو يستحقُّ كل هذا العدد الكبير من الرسائل لكونه من كتب التفسير والإعراب الواسعة، وكما نصَّ على هذا مؤلفه فوافقت حقيقته واقع الكتاب، وجاءت هذه الرسائل لتلبي الحاجة الملحة للعمل في هذا السفر الكبير، وقد بذل المحققون جهوداً كبيرة في إخراج رسائلهم التي أمضوا في إعدادها سنوات مهمة من أعمارهم لينالوا الدرجات العلمية التي سجلوا الكتاب من أجل الحصول عليها، وقد حصلوا عليها بفضل الله سبحانه وتعالى، وبقي هذا العمل حبيس الأدراج حتى قيَّضَ له الأخ الزميل الدكتور تركي بن سهو العتيبي عميد البحث العلمي السابق ليبذل جهده لإخراج الكتاب مع إدراكه أن هناك عقبات كثيرة تحول دون نشره، ومن أصعبها تعدد الرسائل في هذا الكتاب، وتباعد الباحثين، وضخامة العمل، ولزوم إخراجه كاملاً في وقت واحدٍ.

    - هـ - وبدأ العمل في الكتاب منذ ست سنوات، وكان عملاً متواصلاً لا ينفك البتة، مما جعل اللجنة المشكلة تبذل جهوداً متواصلة لإخراجه وطباعته، ومحاولة توحيد عمل المحققين، والسعي لتوحيد الإخراج، ليكون الكتاب كله على نسق متقارب.

    وقد أخذت اللجنة العلمية على عاتقها تطبيق ملحوظات الفاحصين على جميع الرسائل، من خلال المراجعين الذين كلفوا بالمراجعة والتصحيح والتدقيق، كما قررت اللجنة أن تدوِّن أسماء الباحثين على الأجزاء التي حقّقوها، وبذلت خطوات علمية وعملية حيث قامت اللجان بمقابلة النص كاملاً على إحدى النسخ الخطية للتأكد من خلوه من الأسقاط، والالتزام برسم المصحف، والضبط بالشكل للمشكل من الكلمات، أو ما يستدعي السياق ضبطه، ورفع الإبهام عن النصِّ، والتخلص من تراجم المشهورين، ومحاولة عدم تكرار التخريج للنصوص، وعدم تكرار توثيق الشواهد ما أمكن، إلا ما دعت الحاجة إلى تكراره، وبعد هذا كلِّه الإشراف على الفهرسة العلمية الكاملة لهذا الكتاب.

    هذا جهد استمر من منتصف عام 1425 هـ، حتى الآن، وبعد جهود متواصلة، ومتابعة متلاحقة خرج هذا العمل الذي أسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون عملاً صالحاً مقبولاً، وأن يجزي الباحثين أصحاب الرسائل كل خير.

    وأخيراً أشكر الله سبحانه وتعالى على ما أعان ويسر وتمَّم، وأثني بالشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على ما أولوه للعلم والمعرفة من عناية ورعاية واهتمام، وما قدموه وما يقدمونه للجامعات السعودية من جهود مباركة.

    - و - وأشكر معالي مدير الجامعة الأخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل اهتمامه بهذا الكتاب، ومباركته هذا التوجه وتأييده له، وحرصه الشديد على الإسراع بنشره، وتأكيده الدائم بأن الجامعة ستدعم هذا المشروع بكلِّ ما تستطيع.

    وأسجِّل عرفاني وتقديري لأعضاء اللجنة جميعاً على صبرهم وتحملهم هذا العمل، مع مشاغلهم الكثيرة، وبذلهم جهوداً متواصلة من غير كللٍ ولا مللٍ، كان العمل متواصلاً طيلة هذه السنوات، وقد ظنَّ الكثيرون بأن العمل توقَّف، لكنه لم يتوقف بحمد الله، لكن رغبة في الإنجاز حرص أعضاء اللجنة على العمل الدائم بصمتٍ تامٍّ حتى يتحقَّق إنجازه وقد تمَّ بفضل الله سبحانه وتعالى.

    وأشكر كذلك لجان المتابعة والمراجعين، وجميع من ضرب مع اللجنة بسهم في العمل.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز آل سعود

    - ز -

    مقدمة التحقيق

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إنَّ الحمدَ لله، نَحْمده، ونَستعينه، ونستغفره، ونعوذُ بالله مِنْ شرورِ أنفسنا، وسيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليمًا.

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].

    أما بعد:

    فإن أجل ما صرفت فيه الأعمار، وقضيت فيه الأيام، الاشتغال بكتاب الله جل وعلا، قراءة وتعلُّماً وتعليماً وتفسيراً، فهو الحجة البالغة والصراط المستقيم، وه وكتابه الدالُّ عليه لمن أراد معرفته، وطريقه الموصلة لسالكها إليه، ونوره المبين الذي أشرقت له الظلمات، ورحمته المهداة التي بها صلاح جميع المخلوقات، والسبب الواصل بينه وبين عباده إذا انقطعت الأسباب، وبابه الأعظم الذي منه الدخول، فلا يغلق إذا أغلقت الأبواب، وهو الصراط المستقيم الذي لا تميل به الآراء، والذكر الحكيم الذي لا تزيغ به الأهواء، والنُزُل الكريم الذي لا يشبع منه العلماء، ولا تفنى عجائبه، ولا تُقْلِع سحائبه، ولا تنقضي آياته، ولا تختلف دلالاته، كلما ازدادت البصائر فيه تأملاً وتفكيرًا زادتْ هداية وتبصيرًا، وكلما بَجَسَتْ (1) مَعينه فجّر لها ينابيع الحكمة تفجيرًا، فهو نور البصائر من عماها، وشفاء الصدور من أدوائها وجواها (2)، وحياة القلوب.، ولذة النفوس (3).

    ولذلك عكف العلماء على مائدة القرآن منذ نزوله، تلاوةً وحفظاً، وتدبراً واستنباطاً، وتفسيراً وبياناً، وتأليفاً وبحثًا عن أسراره وعجائبه التي لا تنفد ولا تنقضي، لذلك تعددت الدراسات حول القرآن؛ فمنهم من عُني بقراءاته وعللها، ومنهم من عُني بغريبه ومعانيه، ومنهم من عني بإعرابه وبلاغته، ومنهم من عني بأحكامه وتشريعاته، ومنهم من عني بمشكله ومتشابهه، ومنهم من عُني بأسباب نزوله وناسخه ومنسوخه، وقد استأثر التفسير بالنصيب الأوفى من هذِه الدراسات، حيث أُلفت في هذا الباب كتبٌ عديدة ومصنفاتٌ عجيبة، ما بين مطيل متوسع، ومختصر موجز، ومتوسط مقتصد.

    وممن وفقهم الله لذلك العلامة المفسّر اللغوي: أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، حيث ألف في التفسير فأكثر ولوّن، وبسط وأوجز، وجمع وحقق، وزيَّن ونمَّق، واشتهر بين الناس بمصنفاته في التفسير، وسارت بها الركبان، وتداولها شُداة العلم، وأفادوا منها، وأثنوا عليها غاية الثناء، وذلك أنه كما قال عن نفسه: وأظنني لم آلُ جهداً في إحكام أصول هذا العلم، على حسب ما يليق بزماننا هذا، ويسعه سنو عمري، على قلة (1) بجست: فجرت. ينظر: اللسان" 1/ 212.

    (2) جواها: الجوى: الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن، والجوى السل وتطاول المرض. انظر: اللسان 2/ 7304.

    (3) مدارج السالكين 1/ 3.

    أعدادها، فقد وفق الله تعالى، وله الحمد، حتى اقتبست كل ما احتجت إليه في هذا الباب من مظانه، وأخذته من معادنه. فجاءت مؤلفاته مليئة بالفوائد، جامعة للعلوم والمعاني، حسنة في الألفاظ والمباني. ومع قناعة أبي الحسن الواحدي بأن الأول لم يترك للآخر شيئاً، إلا أنه اعتذر لنفسه بقوله: إن المتأخر بلطيف حيلته، ودقيق فطنته، يلتقط الدرر، ويجمع الغرر، فينظمها كالعقد على صدر الكعاب (1)، يروق (2) المتأملين، ويؤنق (3) الناظرين، فيستحق به في الأولى حمد الحامدين، وفي العقبي ثواب رب العالمين".

    وكان -رحمه الله - تحدثه نفسه أن يعلق في تفسير القرآن فِقَراً (4) في الكشف عن غوامض معانيه، ونكتاً في الإشارة إلى علل القراءات فيه، في ورقات يصغر حجمها، ويكثر غُنْمها، والأيام تَمْطله بصروفها، على اختلاف صنوفها، إلى أن شدد عليه خناق التقاضي قوم لهم في العلم سابقة، وفي التحقيق همم صادقة، فسمحت قَرُوْنَتُه بعد الإباء، وذلت صعوبته بعد النفرة والالتواء.

    قال: وقد استخرت الله العظيم في جمع كتاب أرجو أن يمدني الله فيه بتوفيقه وحسن تيسيره، حتى أبرزه كالقمر انجاب سحابه، والزلال صفا متنه واطرد حُبابه، يؤدي إلى المتأمل نُضرة الكلم العِذاب، ورونق الذهب (1) الكعاب: الجارية التي نهد ثديها. ينظر اللسان" 7/ 3888.

    (2) يروق: يعجب. ينظر: اللسان 3/ 1779.

    (3) يؤنق: يعجب. ينظر: اللسان 1/ 153.

    (4) الفِقَر: خرزات الظهر، الواحدة: فِقْرة. والفِقْرة: جملة من كلام، أو جزء من موضوع. ينظر: تهذيب اللغة 9/ 117، والمعجم الوسيط 2/ 697.

    المذاب، سألكٌ نهج الإعجاز في الإيجاز، مشتمل على ما نقمت على غيري إهماله، ونعيت عليه إغفاله، خالٍ عما يكسب المستفيد مَلالة، ويتصور عند المتصفح إطالة، لا يدع لمن تأمله حازة في صدره، حتى يخرجه من ظلمة الريب والتخمين إلى نور العلم وثَلَج اليقين".

    ولما كان الكتاب بهذه المثابة، ومؤلفه بهذه المنزلة، فقد ظل الكتاب مغموراً محبوساً بين المخطوطات في خزائن كتب التراث في الخافقين، حتى قيض الله له من ينفض عنه الغبار، وهم مجموعة من الأساتذة الافاضل، نالوا بها درجة الدكتوراه وهم:

    1 - الدكتور/ محمد بن صالح بن عبد الله الفوزان.

    من أول الكتاب إلى آخر الآية رقم 74 من سورة البقرة.

    2 - الدكتور/ محمد بن عبد العزيز الخضيري.

    من آية 75 حتى آية من سورة البقرة إلى آخر السورغ

    3 - الدكتور/ أحمد بن محمد بن صالح الحمادي.

    سورة آل عمران كلها.

    4 - الدكتور/ محمد بن حمد بن عبد الله المحيميد.

    من أول سورة النساء إلى آخر سورة المائدة.

    5 - الدكتور/ محمد بن منصور الفايز.

    من أول سورة الأنعام إلى آخر سورة الأعراف.

    6 - الدكتور/ إبراهيم بن علي الحسن.

    من أول سورة الأنفال إلى آخر سورة يونس.

    7 - الدكتور/ عبيد الله بن إبراهيم الريس.

    من أول سورة هود إلى آخر سورة الرعد.

    8 - الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الجبار بن صالح هوساوي.

    من أول سورة إبراهيم إلى آخر سورة الإسراء.

    9 - الدكتور/ عبد العزيز بن محمد اليحيى.

    من أول سورة الكهف إلى آخر سورة طه.

    10 - الدكتور/ عبد الله بن عبد العزيز بن محمد المديميغ.

    من أول سورة الأنبياء إلى آخر سورة النور.

    11 - الدكتور/ سليمان بن إبراهيم بن محمد الحصين.

    من أول سورة الفرقان إلى آخر سورة الروم.

    12 - الدكتور/ محمد بن عبد الله بن سايح الطيار.

    من أول سورة لقمان إلى آخر سورة (ص).

    13 - الدكتور/ علي بن عمر السحيباني.

    من أرل سورة الزمر إلى آخر سورة الحجرات.

    15 - الدكتور/ فاضل بن صالح بن عبد الله الشهري.

    من أول سورة (ق) إلى آخر سورة القلم.

    15 - الدكتورة/ نورة بنت عبد الله بن عبد العزيز الورثان.

    من أول سورة الحاقة إلى آخر الكتاب.

    فجزاهم الله خير الجزاء

    أهمية هذا الكتاب وسبب اختياره

    يُبَيِّن أهمية هذا الكتاب ما للمؤلف من مكانة علمية عالية وما لكتابه البسيط من قيمة علمية كبيرة، فقد برز الواحدي في علوم كثيرة كالتفسير والعربية وتصدر للتدريس في زمانه، يقول الحافظ الذهبي عنه: الإِمام، العلامة، الأستاذ ... صاحب التفسير، وإمام علماء التأويل ... كان طويل الباع في العربية .. تصدر للتدريس مدة وعظم شأنه (1). وقد أثنا عليه وأشاد بمؤلفاته كثيرٌ من العلماء (2).

    فالواحدي قد بلغ مرتبة الإمامة في كثير من العلوم الشرعية. أما كتابه البسيط فإن له قيمة علمية كبيرة في مجال التفسير التحليلي للآيات بذكر معاني المفردات وما يتعلق بها من حيث اللغة والنحو، والعناية بالقراءات وبيان أوجهها وعللها، وسياق الأقوال والأوجه في التفسير مع الموازنة بينها أو الترجيح في كثير من الأحيان، وذكر أسباب النزول واستنباط ما تدل عليه الآيات من أحكام، فهذا الكتاب يعتبر من التفاسير الجامعة.

    من جهة أخري فإن البسيط قد امتاز بمراجعه الأصيلة في التفسير والعربية، كما أنه يعتبر مصدراً مهماً لنصوص كثيرة من كتب مفقودة كـالمصادر للفراء ونظم القرآن للجرجاني وبعض كتب ابن الأنباري، (1) سير أعلام النبلاء 18/ 339 - 341.

    (2) انظر: المنتخب من السياق ص 387، وإنباه الرواة 2/ 223، ومعجم الأدباء 12/ 258، ووفيات الأعيان 3/ 303، وإشارة التعيين ص 209، وطبقات الشافعية الكبرى 3/ 289، هـ 29، والبداية والنهاية 12/ 121، وطبقات المفسرين للداودي 1/ 394.

    وغيرها، حيث اعتمد الواحدي كثيراً على هؤلاء في تفسيره، وكان حسن الانتقاء للنقول، وإجادة الربط بين الكلام ولو كان من مصادر متعددة. ومن أهمية هذا التفسير أن الواحدي تصدى فيه للرد على الفرق الضالة -خاصة القدرية - كلما سنحت له فرصة، فيبين بُعد منهجهم عن الصواب، ومجانبتهم لما دلت عليه الآيات القرآنية والسنة المطهرة.

    كما يعتبر البسيط مصدراً أصيلاً قديماً من تفاسير القرن الخامس الهجري نقل منه كثير ممن جاء بعده من المفسرين، وكذلك غزارة مادة البسيط العلمية وتنوعها، ففيه مادة لغوية ونحوية، وفيه كثير من الأقوال والآثار التي لم يعثر عليها في كتب التفسير الأخري.

    كما أن الواحدي يتصف بدقة البحث للمسائل وتحريرها وحسن ترجيحها مما جعل كثيراً من المفسرين يتبنى آراءه ويستشهد بها في مواطن الخلاف.

    كما يعتبر البسيط من كتب التفسير الكبيرة الجامعة لمختلف العلوم، وكذلك المكانة العلمية البارزة لمؤلف هذا الكتاب وهو الإِمام الواحدي فهو من كبار العلماء بالتفسير والعربية.

    صحيح أن المؤلف -رحمه الله - وقع فيما أُخذ عليه، وانتُقِد بسببه، لكن تلك المآخذ لا تقلل كثيراً من شأن الكتاب، ولا تطمس محاسنه ومزاياه؛ ولهذا فإن المكتبة القرآنية بحاجة إلى نشر هذا الكتاب محققًا، لتعم به الفائدة، ويكثر به النفع، وأسأل الله أن يوفقنا إلى إبراز هذا وإخراجه بالصورة التي تليق به.

    خطة العمل

    يتكون هذا الكتاب من: مقدمة، وقسمين، وفهارس.

    المقدمة: أشرنا فيها إلى أهمية الكتاب المحقق، وسبب اختياره.

    القسم الأول: الدراسة:

    وتنقسم إلى فصلين:

    الفصل الأول: التعريف بالمؤلف.

    وفيه مبحثان:

    المبحث الأول: التعريف بالمؤلف.

    وفيه تسعة مطالب:

    المطلب الأول: اسمه، ونسبه، وكنيته، وأسرته.

    المطلب الثاني: ولادته ووفاته.

    المطلب الثالث: موطنه.

    المطلب الرابع: طلبه للعلم، ورحلاته في طلب العلم، والعلوم التي برز فيها.

    المطلب الخامس: عقيدته ومذهبه.

    المطلب السادس: شيوخه وتلاميذه مع تعريف لكل واحد منهم.

    المطلب السابع: مؤلفاته.

    المطلب الثامن: مكانته.

    المطلب التاسع: أقوال العلماء فيه، وما كتبه العلماء عن الواحدي ثناءً أو نقداً له، والصواب من ذلك.

    المبحث الثاني: الأوضاع السياسية في عصر الواحدي، وأثرها على الناحية العلمية.

    الفصل الثاني: دراسة عن كتاب البسيط.

    وفيه عشرة مباحث:

    المبحث الأول: اسم الكتاب.

    المبحث الثاني: ثبوت نسبة الكتاب للوحدي.

    المبحث الثالث: الباعث على إنشائه.

    المبحث الرابع: تاريخ البدء فيه والانتهاء منه.

    المبحث الخامس: مصادر الواحدي في البسيط، ثم التعريف بهذِه المصادر وطريقته في الأخذ منها، وما هي المادة التي أخذها.

    المبحث السادس: منهج الواحدي في البسيط.

    وفيه ثلاثة مطالب:

    المطلب الأول: منهجه إجمالاً كما وصفه في مقدمة كتابه.

    المطلب الثاني: منهجه تفصيلاً.

    وفيه تسع مسائل:

    المسألة الأولى: منهجه في تفسير القرآن بالقرآن.

    المسألة الثانية: منهجه في تفسير القرآن بالسنة.

    المسألة الثالثة: منهجه في تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين.

    المسألة الرابعة: منهجه في ذكر الإسرائيليات.

    المسألة الخامسة: منهجه في القراءات.

    المسألة السادسة: منهجه في علوم القرآن.

    1 - أسباب النزول.

    2 - الوقف والابتداء.

    3 - الناسخ والمنسوخ.

    4 - الربط بين الآيات.

    المسألة السابعة: منهجه في مسائل العقيدة، والرد على الفرق.

    المسألة الثامنة: منهجه في المسائل الفقهية والأصولية.

    المسألة التاسعة: منهجه في اللغة وفنونها.

    المطلب الثالث: مقارنة بين تفاسير الواحدي الثلاثة.

    المبحث السابع: قيمة البسيط العلمية.

    المبحث الثامن: أثر الواحدي فيمن بعده من خلال كتابه البسيط وفيه ذكرت أهم الذين تأثروا بتفسير البسيط وأفادوا منه، فمن المفسرين:

    1 - الفخر الرازي في تفسيره: مفاتيح الغيب.

    2 - أبو حيان في تفسيره: البحر المحيط.

    3 - السمين الحلبي في تفسيره: الدر المصون.

    4 - الجمل في تفسيره: الفتوحات الإلهية.

    5 - الألوسي في تفسيره: روح المعاني.

    ومن المؤلفين في علوم القرآن:

    1 - الزركشي في البرهان.

    2 - السيوطي في الإتقان.

    ومن الفقهاء:

    الطحطاوي في حاشية على المراقي، والنووي في المجموع شرح المهذب، والخطيب في مغني المحتاج، والشوكاني في نيل الأوطار، والصنعاني في سبل السلام.

    ومن شرح الحديث: النووي في شرح مسلم، والحافظ في الفتح، وبدر العيني في عمدة القاري، والسيوطي في تنوير الحوالك، وشرح سنن النسائي، والمناوي في فيض القدير.

    المبحث التاسع: منهج تحقيق الكتاب

    المبحث العاشر: النسخ الخطية لتفسير البسيط.

    القسم الثاني: تحقيق نص الكتاب.

    الفهارس: تم عمل فهارس متنوعة، تذليلاً للبحث في الكتاب، وتيسيراً على الباحثين وهي كالتالي:

    1 - فهرس الآيات التي ورد بها أسباب نزول.

    2 - فهرس الأحاديث.

    3 - فهرس الآثار.

    4 - فهرس الأعلام المترجم لهم.

    5 - فهرس الأبيات الشعرية.

    6 - فهرس الكلمات اللغوية.

    7 - فهرس الكلمات النحوية.

    8 - فهرس البلدان والمواضع.

    9 - فهرس الطوائف والفرق والقبائل.

    10 - فهرس المصادر والمراجع.

    11 - فهرس المحتويات.

    المبحث الأول التعريف بالواحدي حياته وآثاره

    وفيه تسعة مطالب:

    المطلب الأول: اسمه، ونسبه، وكنيته، وأسرته.

    المطلب الثاني: ولادته ووفاته.

    المطلب الثالث: طلبه للعلم، ورحلاته في طلب العلم، والعلوم التي برز فيها.

    المطلب الرابع: موطنه.

    المطلب الخامس: عقيدته ومذهبه.

    المطلب السادس: شيوخه وتلاميذه مع تعريف لكل واحد منهم.

    المطلب السابع: مؤلفاته.

    المطلب الثامن: مكانته.

    المطلب التاسع: أقوال أهل العلم فيه، وما كتبه العلماء عن الواحدي ثناءً أو نقداً له، والصواب من ذلك.

    المطلب الأول اسمه ونسبه، وكنيته، وأسرته

    أولاً: اسمه ونسبه:

    هو علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي النيسابوري الشافعي. هذا نسبه في أكثر المصادر التي وردت فيها ترجمته (1).

    وزاد بعضهم في نسبه فذكر متويه أحد أجداده ونسبه له، فقال ابن خلكان (2): المتُّوي وقال ابن الأثير (3): المتويي.

    أما ابن كثير فقال في نسبه: علي بن حسن بن أحمد بن بويه الواحدي (4).

    ولم يذكر أحد غيره أن اسم أبيه حسن بل أجمعت المصادر على أنه أحمد فلعله تصحيف. وقعت كنيته أبو الحسن مكان اسم أبيه.

    أما قوله: ابن بويه فلعلها كذلك تصحيف متويه (5).

    والواحدي بفتح الواو، وبعد الألف حاء مهملة مكسورة، وهذه (1) انظم: دمية القصر وعصرة أهل العصر للباخرزي 2/ 1017، ومعجم الأدباء 12/ 257، وإنباه الروة 2/ 223، وسير أعلام النبلاء 18/ 339، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 289، والإسنوي 2/ 538، وغاية النهاية في طبقات القراء 1/ 523، والنجوم الزاهرة 5/ 104، وبغية الوعاة 12/ 145، وطبقات المفسرين للسيوطي ص 66، وطبقات المفسرين للداودي 1/ 394، وإشارة التعيين ص 209.

    (2) انظر: وفيات الأعيان 3/ 303، 304

    (3) انظر: اللباب 3/ 163.

    (4) البداية والنهاية 12/ 114.

    (5) انظر: الواحدي ومنهجه في التفسير، د/ جودة محمد، ص 56.

    النسبة إلى الواحد بن الدين (1) بن مهرة، ذكره ابن خلكان عن أبي أحمد العسكري.

    وقال أبو الفداء: الواحدي، نسبة إلى الواحد بن ميسرة (2).

    وبنو مهرة قبيلة عربية مشهورة ترجع إلى قضاعة (3).

    وشهرته بالواحدي هي المعروفة المذكورة في المصادر.

    أما المتوي فنسبة إلى مَتُّويه بفتح الميم والتاء المشددة المضمومة، أحد أجداده المنسوب له، قاله ابن خلكان (4)، وذكر هذا النسب السمعاني (5) فقال: المتويي، ولم يذكر الواحدي ضمن من ذكر فيمن نسب لهذا الجد، وتعقبه ابن الأثير (6) فذكر الواحدي ونسبه إلى هذا الجد، فقال: المتوبي. والنيسابوري نسبة إلى موطنه نيسابور كما سبق.

    ثانيًا: كنيته:

    يكنى أبا الحسن على هذا أكثر المصادر، سوى القفطي في إنباه الرواة فإنه قال: الحسين (7). ولعله تصحيف عن الحسن وهذا يحصل كثيراً في كتب التراجم بين اسم الحسن والحسين. (1) كذا في وفيات الأعيان بتحقيق د/ إحسان عباس حيث قال في الحاشة: كذا في المسودة، وفي التصحيف ص 506 الدثن، وفيات الأعيان 3/ 304. وفي الأعلام الديل 4/ 255، واختاره مؤلف الواحدي وبمنهجه في التفسير ص 58.

    (2) المختصر في أخبار البشر 2/ 219.

    (3) انظر: جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 440، 485.

    (4) انظر: وفيات الأعيان 3/ 304

    (5) انظر: الأنساب 12/ 82.

    (6) انظر: اللباب 3/ 163.

    (7) انظر. إنباه الرواة 2/ 223.

    ثالثًا: أسرته:

    لم تذكر المصادر شيئاً كثيراً عن أسرة الواحدي، وكل ما قيل عنها:

    أن أباه يعد من التجار (1)، فالواحدي نشأ في أسرة ذات يسار، وهذا يهيئ لطالب العلم التفرغ له، فلا ينشغل بطلب قوته غالباً.

    ومما ذكر عن أسرته أن له أخوين:

    أحدهما: عبد الرحمن، ذكره في المنتخب من السياق فقال: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن علي بن متُّويه الواحدي، أبو القاسم، مستور صالح، أخو الإِمام علي الواحدي، الأكبر منه، وأصلهم من ساوة من أولاد التجار سمع من الزيادي وابن يوسف ومن بعدهم من أصحاب الأصم، وعقد له مجلس الإملاء في الجامع المنيعي .. وتوفي يوم الأربعاء غرة شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وأربعمائة، روى عنه أبو الحسن (2).

    والثاني: سعيد، قال في المنتخب: سعيد بن أحمد بن محمد السمسار، أبو بكر الواحدي، أخو الإِمام المفسر علي الواحدي، شيخ ثقة مستور عفيف كان يحترف السمسرة سمع من أصحاب الأصم (3). (1) انظر: معجم الأدباء 12/ 257، وطبقات الشافعية للسبكي 3/ 289، وطبقات الشافعية للأسنوي 2/ 539، والنجوم الزاهرة 5/ 104، وغيرها من الكتب التي ترجمت له.

    (2) المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ل 91 ب، وترجم له في سير أعلام النبلاء 18/ 342، وانظر معجم الأدباء 12/ 258، وطبقات الشافعية للسبكي 3/ 189، والنجوم الزاهرة 5/ 104.

    (3) المنتخب من السياق ل 68 أ، وأسباب النزول للواحدي، مقدمة السيد أحمد صقر ص 5 وذكر اسمه سعد.

    المطلب الثاني

    ولادته

    لم يذكر أحد ممن ترجم للواحدي تاريخ ميلاده، وهذا واقع في تراجم أغلب العلماء، ذلك أن العالم حين ولادته لم يظهر له نبوغ يذكر، ولا أثر يستحق التسجيل، وربما كان لبعض الأسر دور في تسجيل تاريخ ميلاد أبنائهم.

    والواحدي لم ينص أحد على تاريخ ميلاده، وإنما ذكر تاريخ

    وفاته

    .

    وفاته:

    توفي أبو الحسن الواحدي سنة 468 في جمادى الآخرة بنيسابور (1)، بعد مرض ألم به طويل (2)، خلافاً لما ذكره بعضهم (3) من أن مرضه لم يدم طويلاً.

    وذكر بعضهم (4) قولاً: إنه توفي سنة 469 ثم رجح الأول وقد ذكروا أنه شاخ (5) وكان عند وفاته من أبناء السبعين (6). (1) ينظر مثلاً: المنتخب من السياق ص 387، ومعجم الأدباء 11/ 258 وإنباه الرواة 2/ 224، ووفيات الأعيان 3/ 304.

    (2) ينظر: المراجع السابقة، والمختصر في أخبار البشر 2/ 192، وتاريخ ابن الوردي 1/ 387، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 539.

    (3) وهو القفطي في إنباه الرواة 2/ 224 وقد تكون كلمة (غير) مقحمة في قوله: ومرض مرضة غير طويلة، واكتفى ابن كثير في البداية والنهاية 12/ 114 بقوله: وقد مرض مدة.

    (4) هو ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة 5/ 104

    (5) ينظر: سير أعلام النبلاء 18/ 342.

    (6) تقدم ذكر ذلك.

    المطلب الثالث موطنه

    أصل الواحدي من ساوة كما قال ذلك ياقوت وغيره (1)، ولكن أسرته انتقلت منها واستقرت في نيسابور حيث ولد الواحدي وتوفي فيها (2)، ونيسابور إحدى مدن خراسان الهامة. فهو خراساني نيسابوري. أما ساوة فقد قال عنها ياقوت: مدينة حسنة بين الري وهمذان في وسط .. وبقربها مدينة يقال لها آوة فـساوة سنية شافعية، وآوة أهلها شيعة إمامية وبينهما نحو فرسخين، ولا يزال يقع بينهما عصبية .. (3) ولا نقف عندها كثيراً حيث تركتها أسرة الواحدي قبل ولادته (4)، فأثرها على حياته قليل.

    أما خراسان وهو الإقليم الذي عاش الواحدي في إحدى مدنه، فهو منطقة واسعة قال ياقوت في بيان حدودها: خراسان: بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق أزاذوار قصبة جوين وبيهق، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة وسجستان وكرمان، وليس ذلك منها، إنما هو أطراف حدودها (5). وفي خراسان أمهات البلاد منها: بلخ (1) انظر: معجم البلدان 12/ 257، وطبقات الشافعية للسبكي 3/ 289، وشذرات الذهب 3/ 330.

    (2) انظر المراجع السابقة.

    (3) معجم البلدان 3/ 179.

    (4) انظر: شذرات الذهب 3/

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1