Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام
الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام
الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام
Ebook631 pages4 hours

الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب أوموسوعة « الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام »، هو من أهم وأشهر كتب ومؤلفات الشيخ الفقيه القاضي « عباس بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد السملالي المراكشي المالكي وموضوعه كما يفهم بديهة من عنوانه: تراجم من حل مراكش وأغمات من الرجال النابهين، سواء كانوا من أهلهما أومن غيرهما، مع التمهيد لهذه التراجم بوصف المدينتين وبيان فضلهما وما خُصّتا به من المزايا. * لقد عكف القاضي عباس بن إبراهيم السملالي على جمع مواد الأعلام، واستمر يجمعها ويدوّنها ويرتبها ويضيف إليها خمسين سنة، مطلعا على كل ما يقع بين يديه من الكتب، ومتنقلا في البحث عنها داخل المغرب وخارجه، لدى من الإنصاف للرجل والاقرار بالحقيقة، نقول أن مثل هذا العمل لا يطيق الاضطلاع به، والاقتدار عليه إلا الصابرون المخلصون الذين يحتسبون المشقة أجرا وإجهاد النفس عبادة، فرحم الله الشيخ وجزاه عنا خير الجزاء. * يشتمل كتاب « الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام »، على مقدمة وأربعة فصول عدى التراجم، أما قسم التراجم فيصدق فيه ما قاله الاقدمون في كل عظيم مثل عظمة هذا الكتاب الموسوعة: "حدّث بما شئت عن بحر ولا حرج"، فقد زيّنه المؤلف بجميع الأعلام الذين حلّوا بمراكش وأغمات من عظماء الرجال في جميع الميادن، معتمدا في ذلك على جميع المراجع القديمة والحديثة التي وقف عليها. وقد بلغ عدد الأعلام المترجم لهم: (1649علما)
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateOct 10, 1903
ISBN9786422278272
الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام

Related to الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام

Related ebooks

Reviews for الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام - ابن إبراهيم السملالي

    الغلاف

    الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام

    الجزء 12

    ابن إبراهيم السملالي

    1379

    كتاب أوموسوعة « الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام »، هو من أهم وأشهر كتب ومؤلفات الشيخ الفقيه القاضي « عباس بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد السملالي المراكشي المالكي وموضوعه كما يفهم بديهة من عنوانه: تراجم من حل مراكش وأغمات من الرجال النابهين، سواء كانوا من أهلهما أومن غيرهما، مع التمهيد لهذه التراجم بوصف المدينتين وبيان فضلهما وما خُصّتا به من المزايا. * لقد عكف القاضي عباس بن إبراهيم السملالي على جمع مواد الأعلام، واستمر يجمعها ويدوّنها ويرتبها ويضيف إليها خمسين سنة، مطلعا على كل ما يقع بين يديه من الكتب، ومتنقلا في البحث عنها داخل المغرب وخارجه، لدى من الإنصاف للرجل والاقرار بالحقيقة، نقول أن مثل هذا العمل لا يطيق الاضطلاع به، والاقتدار عليه إلا الصابرون المخلصون الذين يحتسبون المشقة أجرا وإجهاد النفس عبادة، فرحم الله الشيخ وجزاه عنا خير الجزاء. * يشتمل كتاب « الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام »، على مقدمة وأربعة فصول عدى التراجم، أما قسم التراجم فيصدق فيه ما قاله الاقدمون في كل عظيم مثل عظمة هذا الكتاب الموسوعة: حدّث بما شئت عن بحر ولا حرج، فقد زيّنه المؤلف بجميع الأعلام الذين حلّوا بمراكش وأغمات من عظماء الرجال في جميع الميادن، معتمدا في ذلك على جميع المراجع القديمة والحديثة التي وقف عليها. وقد بلغ عدد الأعلام المترجم لهم: (1649علما)

    سعيد بن محمد بن أحمد جيمي

    السوسي التيوتي المراكشي ، كان رحمه الله فقيهاً علامة مشاركاً متبحراً نظاراً محصلاً مفتياً بارعاً ناظماً ناثراً ، أخذ رحمه الله عن العلامة شيخ مصر الشيخ أحمد منة الله ، وعن والده العلامة الزاهد الورع سيدي محمد بن أحمد الروداني ، وعن عالم فاس سيدي بدر الدين الحمومي ، وغيرهم ، حج رحمه الله قديماً ، ولقي في حجته أعلاماً ، ثم رجع لمراكش فأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة وانتفعوا به ، منهم الفقيه المفتي السيد صالح بن المدني السرغيني ، والفقيه السيد عبد السلام بن المعطي السرغيني ، والفقيه الحاج محمد أزنيط ، والفقيه الحاج العربي الرحماني ، والفقيه السيد إبراهيم الضرير ، والفقيه السيد محمد بن المهدي بن شقرون ، والفقيه السيد أحمد الحيحي ، والفقيه السيد محمد بن علي الزعراوي ، وغيرهم من نجباء طلبة مراكش ونواحيها ، كقطر سوس وغيره ، تصدر للفتوى بمراكش رحمه الله ، وكانت تقع بينه وبين عصريه شيخنا العلامة السباعي انتقادات يرد كل منها على الآخر ، ويقول كل منهما ما يقوله المتعاصران جعجعة ولا أرى طحناً ، ويجيبه الآخر بأنه لم يأت إلا بالهز بلا جز ، ووقعت بينهما رسائل في ذلك وقفت على الجميع ضمن الفتاوي وغيرها ، وصنيعه في فتواه أنه يلخص الفقه ويقول كما قرر في محله على وجه الإبهام والتعمية على معاصريه ولا يبين لهم المحل الذي نقل منه ، وكان يقول لا أعلمهم ، وقد سلك هذا الصنيع عصريه السيد المطيع رحمه الله ، وقد درج بيدي كثير من فتاويها على النهج المذكور حين كنت أتعاطى الفتوى بمراكش وتظهر الرسوم القديمة ، وكان قلمه أفصح من لسانه ، إذ كانتْ فيه عقدة ، ووقفت له على رسالة وكل تسميتها إلى أهل العلم ، صنفها في الرد على عصريه العلامة الأمين الصحراوي ، مصنف رسالة ( المبدئ المعيد ، في حكم ناسي تكبير العيد ) ، إذ غلط فيها الصحراوي فحكم بصحة من نسي ثلاث تكبيرات من تكبيرات العيد وفاته التدارك بالسجود لها محتجاً في ذلك بأنقال وضعها في غير موضعها والكمال لله تبارك وتعالى .درس المترجم بجامع الشرفاء بمراكش وبجامع الزاوية العباسية وغيرهما ، وكان يتبجح بكبر سنه وعلو سنده ، وكان خطيباً بجامع سيدي أبي إسحاق بعد وفاة خطيبه الفقيه المدرس السيد عبد الله الدراوي العثماني المتوفى في خلافة مولانا عبد الرحمن قدس الله روحه ، وخطب بجامع الشرفاء أيضاً لما عزل عنه السيد أحمد بوضربة لقراءته للكتاب الذي كتبه مولاي أحمد ابن الكبير بأمر رؤساء مراكش في الثورة على ابن داوود ، ثم رجع بوضربة إلى محلة بعد ذلك ، وتولى العدالة على الربيعة العباسية ، وجرت له في ذلك قضية شهيرة بلغت السلطان مولانا الحسن رحمه الله ، وكان له خط رائق ، وترسيل حسن ، وله أمداح في الأمراء وغيرهم ، وأجاز الفقيه العلامة سيدي الحاج العربي بن داوود الشرقي نزيل مراكش إجازة حافلة كتبها له بتاريخ 1287 في الحضرة المراكشية ، وتقدمت في ترجمة سيدي العربي المذكور وذكر بعض فتاويه وتصحيح الفقيه السيد عبد الوهاب ابن البهلول وشيخنا الفقيه سيدي الحاج محمد أزنيط وصاحبنا الفقيه العلامة سيدي المهدي الوزاني في حاشيته على التحفة لدى مسائل الرهن فراجعها .توفي المترجم رحمه الله في ليلة 28 رمضان سنة 1313 في النصف الأخير منها .أجازه جماعة من أهل العلم منهم الشيخ سيدي بدر الدين الحمومي ، قال في إجازته له : وإن ممن جال في ميدانه ، يعني العلم ، وحاز قصب السبق فيه بين أقرانه ، صاحبنا الفقيه النبيه السيد سعيد بن محمد جمي السوسي ، فلازم كاتب هذا الرقيم ، لما اقشعرت البلاد ورعي الهشيم ، مدة ، وسمع منه مسائل عدة ، وقد طلب مني الإجازة فأسعفته ، وقلت قد أجزت الأخ المذكور ، في كل منظوم ومنثور ، على الشرط المسنون ، عند أرباب الفنون ، وهو الصدق والتحري ، وإن يقول فيما لا يدريه لا أدري ، انتهى . وهي مؤرخة في رمضان عام 1259 ، ومنهم العلامة سيدي محمد بن عبد الرحمن الحجرتي قال فيها : فإن الفقيه السيد سعيد المجاز قرأ علينا وكان يحضر مجلسيْ درسنا وإقرائنا ، وطلب منا الإجازة فأجبته في مرامه ، فأقول قد أجزت الفقيه المذكور في جميع مسموعاتي ومقروآتي ومروياتي ، وجميع ما تجوز عني روايته ، وتنسب إلي درايته ، إجازة بالعموم متصفة ، وبالشمول معترفة بشرطها المعتبر عند أهل الحديث والأثر . انتهى . ومنهم العلامة سيدي محمد عبد الله المجاوي التلمساني ، قال فيها : وإن ممن تعاطاه ، يعني العلم وفارق في طلبه مقره ومأواه ، طالباً بذلك من الله رضاه ، الفقيه النجيب ، الآخذ من الأصول والفروع أوفر نصيب ، السيد سعيد بن محمد السوسي الجمي ، فطلب مني أن أجيزه فيما سمع مني من معقول ومنقول ، فأقول إسعافاً له : قد أجزته إجازة تامة ، وافية عامة ، كافية بشرطها المعتبر ، وقيدها المحرر ، انتهى .ومنهم العلامة سيدي أحمد المرنيسي قال فيها : هذا وممن ارتقى منبر ذلك مراقي . . . . . . . . . وتخرج من مشاقة الشدى وخاض بحار العلوم ، وافتتح قلاع الحديث وحصونها ، وتسنم منبر المعالي ودانت له شواردها ، وترك في تحصيلها نومه ، فساد قومه ، النبيه الأرضى ، الخير المرتضى ، الفقيه النجيب ، الحيي الحسيب ، سيدي سعيد بن محمد أعلى الله في درجة الرفعة مقامه ، وأولاه من كل خير وزاده ، ولقد طلب أن أجيزه فيما أخذ عني من العلوم المتعلقة بالسنة والكتاب ، فما وسعني إلا الجواب ، فقلت والله الموفق للصواب ، قد أجزتك أيها الأخ بشرط الاتفاق إجازة شاملة مطلقة عامة . انتهى . وتاريخها 22 جمادى الأخيرة من عام 1259 ، ومنهم الفقيه الأديب نقيب الأشراف العلويين بالحضرة الإدريسية ، مولاي العربي بن أحمد بن علي البلغيثي وأطال في الثناء على المجاز بالتحصيل والنجابة وملازمته له ملازمة الجوهر للعرض والظفر بفنون التوقيت والفرائض والحساب ، ثم قال : قلت قد أجزت الفقيه المذكور في كل ما سمعه مني أو نقله عني إن صحت الرواية عن مثلي ، وعد من النقل نقلي ، بالشرط المعتبر . انتهى . وأرخها بتاريخ مهل جمادى الأولى عام 1261 .ولما حج عام 1277 تلاقى بمكة المكرمة برئيس المدرسين ببلد الله الحرام ، جمال بن عبد الله شيخ عمر الحنفي المسفر المحدث بالمسجد الحرام ، وأجازهُ إجازة عامة في جميع ما تجوز له روايته بعد أن سمع منه أوائل الكتب التي صنفها تاج الدين محمد بن القاضي عبد المحسن القلعي وحلاه في إجازته بحضرة فخر العلماء العاملين ، وقدوة أهل الورع واليقين ، الأخ في الله رب العالمين ، السيد سعيد جيمي بن محمد المراكشي داراً واستقراراً ، وتاريخ هذه الإجازة 14 محرم عام 1278 ، وأجازه أيضاً إجازة عامة العلامة سيدي محمد بن محمد العزب ، خادم العلم بالمسجد النبوي ، وحلاه بالشيخ الفاضل ، والعالم العامل ، المتحلي بحلا الفضائل والفواضل ، سلالة الأماجد الأفاضل ، أخانا العارف بالله تعالى ، الحاج سعيد جيمي بن محمد المراكشي داراً واستقراراً ، قال فيها : وأجزته بكل ما تلقيتُه من معقول ومنقول ، لاسيما ما حواه ثبت شيخ مشايخنا العلم المنير ، محمد بن محمد الأمير الكبير ، انتهى ، ومنهم شيخ العلماء والمدرسين ، بحرم سيد المرسلين ، سيدي يوسف الغزي ، أجازه إجازة عامة ، وذكر فيها من أشياخه المحقق الشيخ محمد الأمير عن أستاذه والده الشيخ محمد الأمير الكبير صاحب الثبت ، والشيخ القوسيني ، وأجازه أيضاً إجازة عامة العلامة الشيخ محمد قطة العدوي الأزهري المالكي وبالغ في الثناء عليه ، وأرخها بتاسع صفر عام 1278 ، ومنهم العلامة الشيخ أحمد منة الله المالكي مدرس العلم بالأزهر أجازه بثبت شيخه الأمير الكبير وبكل ما تصحُّ له روايته ، إجازة عامة .وتقدم ذكر المترجم في ترجمة تلميذه سيدي محمد بن عبد العزيز بن سليمان ، وفي ترجمة سيدي بن داوود الشرقي .

    سعيدة بنت محمد بن فيره الأموري التطيلي

    ولها أخت أصغر منها سنذكرها بعد بحول الله ، سكنتا مراكش ، وكانتا من بيت خير وصيانة ، قال أحمد بن عبد الرحمن ابن الصقر : جاورتاني فتعرفت منهما خيراً وفضلاً ، وذكاء ونبلا ، وكانت سعيدة تنسخ الكتب نافذة فيها تكتبه أو تخاطب به ، وتزوجت .

    سفيان الأندلسي المعمر

    اشتهر بتأليفه كتاب التجربتين على أدوية ابن وافد الذي اشترك معه فيه ابن باجة كما تقدم صفحة 383 من الجزء 3 كان طبيباً ماهراً خاصاً بعلي بن يوسف بن تاشفين .توفي سنة 537 بمراكش .

    سهل بن محمد ابن مالك الأزدي

    سهل بن محمد بن سهل بن مالك بن أحمد بن إبراهيم بن مالك الأزدي، صدر هذا البيت، وياقوته هذا العقد، قال أحمد ابن مسعدة: كان رأسَ الفقهاء، وخطيبَ الخطباء البلغاء، وخاتمة رجال الأندلس، تفنن في ضروب من العلم، وبالجملة فحاله ووصفه في أقطار الدنيا لا يجهله أحد، فحدثْ عن البحر ولا حرج، ولا أظن أن الزمان يسمح برجل حاز الكمال مثله .

    حاله

    قال ابن عبد الملك: كان من أعيان مصره، وأفضل أهل عصره، تفنناً في العلوم، وبراعة في المنثور والمنظوم، محدثاً ضابطاً، عدلا ثقة ثبتاً حافظاً للقرآن العظيم، مجوداً له، متفنناً في العربية، وافر النصيب من الفقه وأصوله، كاتباً مجيداً للنظم جده وهزله، ظريف الدعابة، مليح التندير، له في ذلك أخبار مستظرفة متناقلة، ذا جدة ويسار، متين الدين، تام الفضل، واسع المعروف، عميم الإحسان تصدق على القرب من وفاته بجملة كثيرة من ماله ورباعه، وله وفادة على مراكش.

    مشيخته

    مَن روى عنه .

    ثناء الناس عليه المجال في هذا فسيح، ويكفي قول عبد الرحمان الفازازي:

    عجباً للناس تاهوا ........ بثنيات المسالك

    وصفوا بالفضل قوماً ........ وهمُ ليسوا هنالك

    كثُر النقل ولكن ........ صح عن سهل ابن مالك

    شعره

    وشعره كثيرٌ شهير، ومن نمط النسيب قوله وهو بسبتة بعد وصوله مراكش لما اجتمع مع جماعة من الأدباء فيهم المهر بن الفرس وغيره بمدينة سبتة سنة 581 فتذكَّروا محبوباً لهم يسكن الجزيرة الخضراء إمامهم، فقالوا ليقل كل واحد منكم شيئاً فيه، فقال المترجم:

    لما حططت بسبته قتب النوى ........ والقلب يرجو أن تحول حاله

    والجو مثقول الأديم كأنما ........ يبدي الخفيَّ من الأمور صقاله

    عاينتُ من بلد الجزيرة مكنساً ........ والبحر يمنع أن يصادُ غزالهُ

    كالشكل في المرآة تبصره وقد ........ قربت مسافته وعزَّ مناله

    فقال الجماعة والله لا يقول أحدٌ منا بعد هذا شيئاً .ومن شعره:

    تبسم واستأثرت منه بقبلة ........ فشمت أقاحاً وارتشفت عقارا

    ومرَّ فأيدي الريح ترسل شعره ........ كما ستر الليل البهيم نهارا

    فيا لك ليلاً بالكثيب قطعته ........ كما رعتُ بالزجر الغريب فطارا

    تغصُّ بنا زهر الكواكب غيرة ........ فتقدح في فحم الظلام شرارا

    ومن ذلك قوله:

    ولما رأيت الصبح هبَّ نسيمه ........ داعني داعية إلى البين والشت

    وقلت أخاف الشمس تفضح سرنا ........ فقالت معاذ الله تفضحني أختي

    ومن وقوله في الحكم والأمثال:

    منغص العيش لا يأوي إلى دعة ........ مَن كان في بلد أو كان ذا ولد

    والساكن النفس مَن لم ترض همته ........ سكنى مكان ولم يسكن إلى أحد

    محنته

    وامتحن رحمه الله بالتغريب عن وطنه لبغي بعض حسدته عليه، فأسكن بمرسية زماناً طويلاً إلى أن هلك بالمدينة الأمير محمد بن يوسف ابن هود آخر جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وستمائة، فسرح سهر إلى بلده في رمضان من هذه السنة .قال علي الرعيني دخلت عليه بمرسية وبين يديه شمامة زهر فأنشدني لنفسه:

    وحامل طيب لم يطيبْ بطيبه ........ ولكنه عند الحقيقة طيب

    تألف من أغصان آس وزهرة ........ فمن صفتيه زاهر ورطيب

    تعانقت الأغصان فيه كما التقى ........ حبيب على طول النوى وحبيب

    وإن الذي أدناه بعد فراقه ........ إلي لسرٌّ في الوجود عجيب

    مناسبة للبين كان انتسابُها ........ وكل غريب للغريب نسيب

    فبالأمس في أشجاره وبداره ........ وباليوم في دار الغريب غريب

    تواليفه

    صنف في العربية كتاباً مفيداً رتب الكلام فيه على أبواب سيبويه، وله تعاليق جليلة على كتاب المستصفى في أصول الفقه وديوان شعر كبير، وكلامه الهزلي ظريف شهير.

    مولده

    في تسعة وخمسين وخمسمائة.

    وفاته

    توفي بغرناطة منتصف ذي قعدة سنة تسع وثلاثين وستمائة، وزعم ابن الأبار أن وفاته كانت سنة أربعين وستمائة، وليس بصحيح، ودفن بمقبرة شقستر، قال ابن عبد الملك: وكان كريم النفس فاضل الطبع نزيه الهمة، حصيف الرأي، شريف الطباع، وجيهاً مبروراً معظماً عند الخاصة والعامة وتقدمت ترجمة عبد الرحمان الفازازي.

    سيدي بن المختار بن الهيبة الأبييري

    ثم الانتشائي، قال في الوسيط: ونسبه الأصلي يرجع إلى تندغ، ثم إن فخده أولاد انتشاييت كذلك، وإنما سكنوا في أولاد أبيير وتواشجت بينهم الأرحام، ثم أن الله أعلا به أولاد أبيير وغيرهم، هو العلم الذي رفع على أهل قطره، واستظل به أهل دهره، وماذا أقول في رجل اتفق على أنه لم يظهر مثله في تلك البلاد، وقد رأينا من أحفاده ما يرفع العناد، إذ من المعلوم أنهم قاصرون عن مداه أو لم يجاوزوه إلى ما وراه .اشتغل في شبابه بالعلوم وبرع فيها بملازمته لحرمة بن عبد الجليل العلوي، وكان يخدمه خدمة العبد لمولاه فجازاه الله تعالى بذلك، حتى أن تلاميذه كانوا لا يدخلون عليه إلا حبواً على ركبهم إجلالاً له .وحدث من رآه في زمن اشتغاله عليه قال: أرسل حرمة المذكور إلى التلاميذ أن يذهب أحدهم إلى المنهل ليسقي البقر فإن العبد القايم بأمره غير موجود فلم ينتدب لذلك إلا الشيخ سيدي فلما أتى بالبقر جعل يقرأ مع التلاميذ على ضوء النار فأرسل إليهم أيضاً أن يحلب أحدهم البقر، فلم ينتدب لذلك غير الشيخ سيدي، ثم أنه رجع بعد حلب البقر وجعل يقرأ أيضاً فوافى رسول من حرمة أيضاً بأن يحضر أحدهم قرى الأضياف النازلين عنده، فلم ينتدب لذلك غير الشيخ سيدي .ولما تضلع من علمه شد الرحل إلى الشيخ المختار الكنتي بآزواد من مسيرة شهر، وأكثرها غامر، ثم وصل إليه ولازمه ستة أشهر، ثم مات الشيخ المختار، فبقي عنده ابنه سيدي محمد المعروف بالخليفة لقيامه مقام أبيه، فلازمه عشرين سنة يخدمه فيها حتى برع في معرفة الطريق وعلم الأسرار، ثم رجع إلى بلاده فنزل أولاً في تندغة أصله القديم، فلم يكترثوا به ثم رجع إلى قبيلته أولاد أبيير فتلقوه بما هو أهله وأكرموه واعترفوا بفضله، فلم تزل فضائله تبدو حتى أذعنت له الزوايا وحسان، وصار مثل الملك بينهم فلا يعقب أمره، وكان أهلاً لذلك، كرماً وحلماً وعلماً، ولم تزل الدنيا تنثال عليه ويفرقها في الناس، وقدم مراكش في أيام المولى عبد الرحمان، وأظنه كان متوجهاً للحج، فرجع بسبب المرض في الحجاز ونال حظوة عظيمة من السلطان .وحدثني الفاضل عبد الرحمن الجزولي المعروف في مراكش بابن التلمود وكان أبوه كاتباً للمولى عبد الرحمن أنه لما قدم مراكش وجد المولى سيدي محمد بن المولى عبد الرحمان ألكنَ لا يبين الكلام، فتفل في فمه فانطلق بالكلام، وكان يبحث عن الكتب في مراكش ليشتريها، فإذا أراد أن يقضي الثمن يسلم إلى البائع ما بقي عن المحاسبة بالغاً ما بلغ .وكانت العرب في أرض شنكيط تجعله حرماً آمناً، فيجتمع عنده أحدهم بمَن قتل أباه أو أخاه فيجلسُهما على مائدة واحدة، وإذا بلغ الجاني نواحي البلد الذي يقيمُ به أمِن على نفسه، ولم يمض عليه يوم إلا وعنده آلافٌ من الناس يطعمهم ويكسوهم ويقضي جميع مآربهم حتى لقي الله، ولا يسأله أحد حاجة إلا أعطاه إياها بالغة ما بغلت .وكان تلامذته يريدون أن يقللوا من ذلك فما أمكنهم، وسألهم يوماً شخص حماراً فقال أعطوه الحمار الفلاني، فقالوا إنه غائب، فقال أعطوه الجمل الفلاني: فقالوا: إن الحمار قد حضر، فقال: أعطوه إياهما معاً .وجاءه أحد أبناء شيخه فأعطاه جميع ما يملك من الدنيا ثم عاد إليه بعد فعل ذلك ثلاث مرات .وشكى إليه إنسان سوء معاملة امرأته إياه، فقال له وما مالكم ؟فأخبره بأن عنده شيئاً من الغنم وحماراً وأمة، وقال أن هذا لامرأته، فدعي بأحد تلامذته وأمره أن يعطيه غنماً وحماراً وأمة، وقال له أنه سيسهل أمرها .وشكى إليه تلامذته المكلفون بالأضياف كثرتَهم، فقال انحروا من الإبل ما يكفي، فقالوا إنها مهازيل وليس فيها من السمان إلا ناقة روى من لبنها اثنان لكثرته، فقال انحروها فإنها ستشبع مائة .وكان يبغله أن الطريق منقطع في الجهة الفلانية لعدم عمارتها فيفجر فيها الآبار ويبعث المؤن الطائلة لقري المارين، وفضائله أكثر من أن تذكر رحمه الله .وكان مجيداً وما رويت له إلا القليل، قال يحض على حسن المعاشرة :

    أيا معشر الإخوان دعوة نادب ........ إلى الحق والمعروف ليس بكاذب

    أعيروني الأسماع أهد إليكم ........ وصية مصفي النصح غير مخالب

    فمن كان منكم ذا وداد وخلة ........ لمرتفع الأخلاق جمَّ المناقب

    ليسحب على عيب الخليل ذيوله ........ ويستر فشأن الخل ستر المعايب

    خليلي لا أبدي إلى من يذمه ........ طلاقة وجهي بل عبوسة حاجبي

    أحب الذي يهوى وأبغض ما قلا ........ ولست عليه أن يزل بعاتب

    وأما دعا يوماً لصدمة حادث ........ ألمَّ عليه كنت أول واثب

    فمنزلة الإخوان فيها تفاضل ........ فمنهم لذيذ الطعم عند المصاحب

    ومنهم زعاق لا تطاق طباعه ........ معاشره يرتاح إذا لم يقارب

    ومن كان ذا لوح وهم وطاعة ........ فلا يدن للمستصبيات اللواعب

    وما أفسد الألواح والهم والتقى ........ كبيض التراقي مشرفات الحقائب

    عراض العيون النجل حوُّ شفافها ........ رقاق الثنايا حالكات الذوائب

    وله قصيدة بديعة يمدح بها ولي الله، الشيخ المختار الكنتي، وتستخرج منها ثلاث قصائد لكل منها بحر، أعني أنها كلها في البحر الكامل، ثم تقرأ أشطارها الأول فتكون قافية من بحر المديد، ثم تستخرج من أوائل أشطارها الثواني قافية من بحر البسيط، وليس في حفظي إلا مطلعها وهو:

    طلعت ببرجك للبرية أسعد ........ أيام جاد بك الزمان الأجود

    وله قصيدة أخرى مطلعها:

    أمعالم الميمونة السعدى ذه ........ أم أنت ناظرها بمقلة أمره ؟

    وسيمر بك في هذا الكتاب من أمداحه ما يشهد لما قلت .ورأيت من تآليفه شرحاً على لامية الأفعال لابن مالك وبلغني أنه شرح مقصورة ابن دريد. وأخبرني بعض الثقات أنه مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف أو نحو ذلك، رحمه الله رحمة واسعة .وقال في ترجمة الهادي بن محمد العلوي ما نصه: ومن جيد شعره قوله يرثي الشيخ سيدي:

    الأرضُ بعد الشيخ ثكلى يا لها ........ قد زلزلت من فقده زلزالها

    أنَّى لها تجد السلو وراءه ........ عزَّ السلو وراءه أنّى لها

    يا للجوائح والخطوب إذا دهت ........ ذهب المعد لهن كان فيا لها

    زرءٌ أصاب العالمين جميعها ........ أطفالها ونسائها ورجالها

    كهف البرية حامل أعبائها ........ دون الورى ومصدق آمالها

    غوث الأنام إذا السنون تتايعت ........ والأرض أصبح ماؤها صلصالها

    كم كاعب أو فارض أو يافع ........ أو عائل قدمت إليه فعالها

    كم عصبة ضربت إليه جيادها ........ وعصابة ضربت إليه جمالها

    تبغي حوائج من يديه كثيرة ........ حطت لهن سروجها ورحالها

    الواهب الجرد العتاق وقد حمدت ........ قصبَ الرهان إذا تجولُ مجالها

    إنًّ العطية لا يتم نفادها ........ إلا وأردف بعدها أمثالها

    دارُ رأى إقبالها إدبارها ........ ورأى الورى إدبارها إقبالها

    ومنها:

    مأوى الورى قطب الرحى من جاءه ........ يجد الرحى أبداً تحك ثفالها

    ويجد كريمة سؤاله معقولة ........ بالباب قد خضب النجيع عقالها

    تخشى المساء أو الصباح سوامه ........ فكلاهما انتطرت به آجالها

    فالناس ينتجعون سيب يمينه ........ لا سيفها ولا سنانها وبلالها

    كم ليلة أو بلدة أحياهما ........ بالذكر والحفر المفيض زلالها

    لما رأى سبل الرفاق مضلة ........ عمر البلاد وهادها ورمالها

    منع البلاد من أن تصاب بسيء ........ حتى أجار من الرعاة سيالها

    وإذا العداة مع العداة تقابلت ........ وضع العداة عن العداة نبالها

    وحمى جميع العالمين حماية ........ لم تحمها أسد الشرى أشبالها

    لكنما المولى رحيم بالورى ........ فلتحمد المولى الذي أبقى لها

    من كان وارث سره ومقامه ........ حذو الرجال على النعال نعالها

    أتت الخلافة مربعاً قد طالما ........ سحبت به من قبل ذا أذيالها

    وتسنمت آرامها أرامها ........ وتكنست أطلاؤها أطلالها

    وهذا ما بقي في خاطري منها وهي طويلة .وقال في الكلام على أمثال شنقيط ما نصه :( فهم أولاد أبييري)، أولاد أبييري قبيلة من قبائل الزوايا في شنقيط ترميهم الناس بسقم الفهم، وينسبون لهم حكايات عجيبة، فمنها أن رجلاً من غيرهم حكى أنه مرَّ على أناس منهم يدفنون ميتهم فحضر لينال الثواب فلما وضعوه في القبر صبوا عليه شكوة من اللبن، فقال لهم الغريب ما هذا ؟فقال له عالمهم قال ابن أبي زيد: ويصب عليه اللبن الأصل ينصبُّ عليه اللبِن بكسر الباء فحرف هذا فقال الغريب تكفيه الشكوة الواحدة .ومن ذلك أيضاً أن أحدهم ولدت له ناقة قبل أوان ولادتها فجاءت بحوار ميت فسأل عن إباحة أكله، فأجابه أحدهم فوراً: أعليه زغب أم لا ؟قال نعم: قال يؤكل، وسرد قول ابن عاشر:

    أو بمني أو بإنبات الشعر ........ أو بثمان عشرة حولا ظهر

    وقال ذلك أدبيزن عند آتنيات، أدبيزن بمعنى تعليمنا، إذ نكثر مما نكتب، وأتنيتات بصيغة الجمع اسم موضع، وبيت ابن عاشر إنما هو في إمارات بلوغ الشخص سنَّ التكليف .والناس يحكون عنهم كثيراً من هذا النوع، وعلى تقدير صحته فإنه زال من ظهور الشيخ سيديَّ فيهم، فإنهم صاروا من أرقى تلك القبائل في العِلم والفهم.

    سير بن أبي بكر ابن تاشفين

    الأمير الكبير من أمراء المرابطين قال فيه الوزير الكاتب أبو محمد (عبد الغفور بن أبي القاسم محمد) ابن عبد الغفور الإشبيلي، وكتب بها إليه في غزاة غزاها :

    سرْ حيث شئتَ يحلُّه النوار ........ وأراك فيه مرادك الأقدار

    وإذا ارتحلت فشيعتك سلامة ........ وغمامة لا ديمةٌ مدرار

    تنفي الهجيرَ بظلها وتنيمُ بالرش ........ القتامَ وكيف شئتَ تدار

    وقضى الإلهُ بأن تعودَ مظفراً ........ وقضت بسيفك نحبها الكفار

    هذا غير ما تمناه الجعفي حيث قال: حيث ارتحلت وديمة، وما تكاد تنفذ معها عزيمة، وإذا سفحت على ذي سفر، فما أحراها بأن تعوق عن الظفر، ونعتها بمدرار، فكان ذلك أبلغ في الأضرار .ذكره في النفح .ويعجبني قول صاحبنا محمد بوعشرين.

    ألا فارقتَنا عمر بن عدي ........ ففارقنا التعاظم والتعدي

    إلى مراكش لا عدت منها ........ وأنا سوف ننظر من يعدي

    وفي سنة أربع وخمسمائة فتح المترجم مدينة شريش وبطليوس وبرتقال ويابرة والأشبونة وجميع بلاد غرب الأندلس، وفي سنة سبع وخمسمائة توفي بإشبيلية ودفن بها، وهو الذي دخل على المعتمد على الله إشبيلية، ولما فتح مدينة شنترين كتب بذلك كتاباً لأمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين من إنشاء كاتبه الوزير عبد المجيد ابن عبدون، راجعه في 105 من المعجب .^

    الشريف بن عبد الهادي العلوي

    الشريف بن مولاي عبد الهادي ابن ولي الله مولاي أحمد بن محرز بن علي السجلماسي العلوي ، كان كثير النسك والسلوك ، لسانُه لا يفتر عن ذكر الله ، استوطن مراكش داره بزاوية القطب الرباني سيدي أبي العباس السبتي نفعنا الله به آمين ذكره في الشجرة الزكية .قلت كان المترجم المذكور يعتريه حال ، ولا يراقب أحداً فيه حتى السلطان المولى عبد الرحمن ، وكان مصاهراً المولى المأمون بن هشام خليفة مراكش ، وكانت له نوادر ، كثير الذكر للأسماء ، تلاقى مع بعض الأولياء . . . . . في حوز مراكش ، فقال له قل ما شئت وألف مثقال لا يشد عن صندوقك ولا تدعي السلطنة ، وتلاقي مع سيدي العربي بن المعطى الشرقاوي وأولياء عصره ، ولما وقعت ثورة أهل مراكش على عاملها القائد العربي الهداجي الرحماني بسبب رجل أصبنيولي من أصبانيا . . . . . . يقطر الحشيش واشتكى منه أهل مراكش إليه فلم يزل شكواهم فعزلوه وولوا مكانه القائد قاسم الرحماني ، وكان السلطان مولاي عبد الرحمان بالغرب وخليفته سيدي محمد في أول خلافته بها بعد عزل مولاي المأمون في حدود الخمسين بمراكش فاشتكى له القائد العربي فخرج وركب فرسه وجاء لزيارة الشيخ أبي العباس السبتي ولمشاهدة الواقعة فأغلقوا دونه الباب بإشارة المترجم ورجع وحلف على هدمها وبر قسمه بهدم بعضها وبنى فيها سوق المجادلية عام أربعة وستين ومائتين وألف ، ولما ورد مولاي عبد الرحمان لمراكش عزل قاسماً المذكور وسجنه وغرب كثيراً من أهل مراكش لفاس .

    الشريف بن محمد العلمي

    الشريف بن سيدي محمد بن المهدي الإدريسي العلمي ، كان هيناً ليناً خاشعاً باراً بوالديْه على هدي حسن جداً مواظباً على الصلوات النبوية بجامع بن يوسف .توفي . . . . . . بالسل عن نحو الأربعين سنة في يوم الخميس الثالث عشر من شعبان عام 1318 ثمانية عشر وثلاثمائة وألف رئي بعد موته عام 1323 فقال له الرائي ألست قد مت ودفناك ؟ فقال بلى ، ولا كنا أناس يحبهم الله ، لا يحجبهم قبر ولا غيره .

    شعيب بن الحسين الأنصاري

    أبو مدين، رضي الله عنه، أصله من حصن قطنيانة من عمل إشيبيلية، ثم نزل بجاية وأقام بها إلى أن أمر بأشخاصه إلى حضرة مراكش فمات وهو متوجهٌ إليها بموضع يسر عام أربعة وتسعين وخمسمائة، وقيل عام ثمانية وثمانين وخمسمائة، ودفن بالعُبَّاد خارج تلمسان .ذكره الشيخ أيوب بن عبد الله الفهري فقال: كان زاهداً فاضلاً عارفاً بالله تعالى، قد خاض من الأحوال بحاراً، ونال من المعارف أسراراً، وخصوصاً مقام التوكل، لا يشقُّ فيه غباره، ولا تجهل آثاره، وكان مبسوطاً بالعلم، مقبوضاً بالمراقبة، كثير الالتفاف

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1