Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Ebook614 pages5 hours

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

سفر جليل حوى ما تفرق في غيره من التراجم النادرة التي قد يصعب العثور عليها في مكان آخر . والمصنف لم يقتصر على فئة معينة بل شمل كل من عثر على ترجمة له ، سواء كان عالما جليلا أو سلطانا مطاعا أو أميرا من امراء الامصار أو متصوفا ذاع صيته أو اديب شهير ،
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 15, 1903
ISBN9786441555729
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Read more from المحبي

Related to خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Related ebooks

Reviews for خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - المحبي

    الغلاف

    خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

    الجزء 6

    المحبي

    1111

    سفر جليل حوى ما تفرق في غيره من التراجم النادرة التي قد يصعب العثور عليها في مكان آخر . والمصنف لم يقتصر على فئة معينة بل شمل كل من عثر على ترجمة له ، سواء كان عالما جليلا أو سلطانا مطاعا أو أميرا من امراء الامصار أو متصوفا ذاع صيته أو اديب شهير ،

    جاورت في سمكه السماك مع ........ الجوز أولم ينته له طرف

    بدر الدجا من سناه ممتحق ........ شمس الضحى من سناه تنكسف

    بنيت مجداً وسؤدداً وعلاً ........ ظهرت فيها والحاسدون خفوا

    بناء من لا يمل من كلف ........ متيم بالعطا به كلف

    يضيق للوفد مع توسعه ........ فبعضهم تحت ظله يقف

    قد جاوز الواصفون حدهم ........ في وصفه وهو فوق ما وصفوا

    فحسن ذات العمادا خلفه ........ عماد هذا وحبذا الخلف

    إن سأل الواردون عن شرف ........ أعلى ومروا به وما عرفوا

    فاصدقهم الأمر وأهدهم كرما ........ وقل وأرخه قصري الشرف

    وقال أبو بكر بن منصور العمري

    وقصر تود قصور ........ الجنان لو أنها بابه تخدم

    وكوثرها دائر حوله ........ وأشجارها تربه تلثم

    بناه الأمير فتى منجك ........ محمد الفارس المعلم

    وشرفه فغد اقدره ........ عظيماً وتاريخه أعظم

    قلت وكان الأمير منجك ابن المترجم الآتي ذكره وهب القصر المذكور لأحمد باشاالمعروف بالكوجك لما كان كافل دمشق فأدرجه الكوجك في وقفه وهو الآن من جملة وقفه غير أنه لعبت به أيدي الجادثات فذهبت برونقه ولصاحب الترجمة أحوال ووقائع وماجريات وفظائع تجاوزت الحد وكا عنها العد وبالجملة فهو كما تلقيناه وأخذناه من الأفواه رجل إساءته أكثر من إحسانه فإنه قل من سلم من يده ولسانه ولعمري لقد أنصف ابنه المرحوم الأمير منجك سقى الله ثراه صيب الرحمة فيما قال مشيراً لما فعله أبوه من الظلامات المدلهمة.

    أساء كبارنا في الناس حتى ........ جرى هذا الإساء على الصغار

    لقد شرب الأوائل كأس خمر ........ غدت منها الأواخر في خمار

    وكانت وفاته في رابع وعشري شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وألف ودفن بجامع جده بالميدان وجده الأعلى صاحب الأوقاف مذكور في كتب التواريخ منها المنهل الصافي لابن ثغري بردي وذكرانه تنقل في نيابات الشام كحلب وطرابلس ودمشق وصفد وطرسوس وولي قبل ذلك الوزارة في زمن الناصر محمد ابن قلاون وجرى عليه أمور وقبض عليه مراتمحمد بن منصور بن إبراهيم بن سلامة محب الدين الملقب شمس الدين الشهير بالمحبي الدمشقي الحنفي الفقيه المحدث المقري المعمر البركة ملحق الأحفاد بالأجداد حفظ القرآن وجوّده وأخذ القراآت عن الشهاب الطيبي والشيخ حسن الصلتي وغيرهما والفقه عن النجم البهنسي الخطيب بجامع دمشق وغيره والحديث عن والده المسند الكبير عن القاضي زكريا والبرهان القلقشندي والحافظ عبد الحق السنباطي المصريين والتقوى بن قاضي عجلون والسيد كمال الدين بن حمزة الدمشقيين وأتقن وضبط وانتفع به ولده إبراهيم ومات في حياته في سنة ست وثمانين وتسعمائة عن ثلاث وثلاثين سنة وكان نبل جداً ولم أقف على وفاته وانتفع به شيخ الإسلام عبد الرحمن العمادي وتزوج بوالده العمادي آخر عمره وكان منقطعا في بيته يتلو كلام الله تعالى وألف ومن تأليفه شرح على الهداية على ما سمعت وما رأيته ورأيت له من شعره هذين البيتين منسوبين إليه فأثبتهما له وهما

    يا قارئاً خطا لمن يجد ........ حظاً مدى الأيام من دهره

    عساك أن تدعو بغفران ما ........ جنى من الآثام في عمره

    وكان يغلب عليه التغفل والصلاح قال النجم الغزي ميلاد في سنة إحدى وثلاثين وتسعائة كما نقلته من خط المحيوي الشيخ عبد القادر النعيمي وتوفي سنة ثلاثين بعد الألف قلت فيكون بلغ من العمر مائة سنة وقال الشهاب العمادي في تاريخ وفاته

    مات المحبي شيخي ........ وكان نعم المحب

    بدر الفضائل لما ........ هوى تخلف شهب

    وأشرف شمس علم ........ منه لها القبر غرب

    سلطان فضل حمته ........ كتائب هن كتب

    قطب الوجود تسامى ........ فيه صلاح وجذب

    فقلت ياصاح أرخ ........ بالشام قد مات قطب

    قلت وبيت محب الدين هؤلاء غير بيتنا بدمشق وهم أقدم منا فيها ويقال لهم بيت ناظر الجيش لأن جدهم الأعلى القاضي محب الدين كان ناظر الجيش أيام السلطان الغوري وأما صاحب الترجمة إبراهيم الذكور فكان بسبب موته الفتنة المشهورة بدشق وأخذ العلماء منها إلى مصر تحت الترسيم وذلك أنه مات وله ثلاث وثلاثون سنة وكان أبوه بمصر عند الأشرف الغوري فلما دفن بنيت عليه قبة في ملاصقة قبة القطب الولي العارف بالله تعالى سيدنا الشيخ أرسلان قدس الله سره العزيز فأفتى السيد كمال الدين مفتي دار العدل بهدم القبة المذكورة لكونها في مقبرة مسبلة وأفتى التقوى ابن قاضي عجلون بعدم هدمها وقال هذه القبة كانت موجودة ولها أساس ومابنيت الثانية الأعلى أساس الأولى والأولى كانت عامرة مدة طويلة من غير تعرض لها والأصل وضع الشيء بحق وكان القاضي الحاكم بهدمها قاضي القضاة خير الدين المالكي وكان الأمير سيباس أمير الأمراء بدمشق حاضرا على هدمها فلما صدر ذلك ذهب الخبرالي والد الميت القاضي محب الدين فقدم إلى دمشق وأستمر من الطريق عازماً صدر ذلك ذهب الخبرالي والد الميت القاضي محب الدين فقدم إلى دمشق وأستمر من الطريق عازماً إلى قبر ولده وعزاه الناس فيه هناك ثم إنه أخذ عظاماً من التربة ووضعها في وعاء وذهب إلى مصر وألقى العظام بين يدي الملك الأشرف قانصوه الغوري فقال له ما هذه قال هذه عظام ولدي التي أخرجتها أكابر دمشق من قبره وما فعلوا ذلك إلا لأنتسابي إليك وقال للسلطان عندي كنز يحتاج إلى النجور فقال عندي بخوره بكتب له عند ذلك أسماء الجماعة الذين كانوا داخلين في القصة منهم التقوى ابن قاضي عجلون مع أنه أفتى بعدم هدم القبة ولكن كأنه أخذ ليستشهده على من أفتى بهدمها ومنم السيد كمال الدين مفتي دار العدل والشهاب أحمد الرملي إمام الجامع الأموي والقاضي خير الدين المالكي وجماعة وكتب حكم سلطاني بأسماء هؤلاء وأرسل خاصكي إلى دمشق بطلب هؤلاء الجماعة فذهبوا متفرقين ودخلوا إلى السلطان بمصر فرسم عليهم إلا التقوى فإنه أبقاه في بعض المدارس غير مرسم عليه ولما حضروا في الجمع إلى السلطان زجر الجماعة ولم يزل الأمر يزيد وينقص إلى أن وقعت الدعوى على القاضي المالكي الذي حكم بهدم القبة وحكم قاضي حنبلي بصر بأن الحكم الصادر بهدمها لم يقع موقعه وخسر القوم بسبب هذه القصة ما يزيد على عشرين ألف دينار ورجعوا بمناصب زالت بعد قليل والله أعلم.

    القابوني

    محمد بن موسى بن عفيف الدين المنعوت شمس الدين بن شرف الدين القابوني الدمشقي الشافعي ذكره الغزي وقال هو سبط الشهاب أحمد بن أحمد بن أحمد بن بدر الدين الطبيي عرف بجدي لأنه كان يلازم جده الطيبي فيقول له جدي جدي فغلب عليه ذلك كان خطيب جامع منجك المعروف بمسجد الأقصاب خارج دمشق كأبيه ثم ولي إمامة المقصورة من الجامع الأموي شركة شيخنا يعني به العيثاوي بعد موت خاله الشهاب أحمد بن أحمد بن أحمد في منتصف شهر رمضان سنة أربع وتسعين وتسعمائة بمعرفة قريبهم الشيخ أحمد بن النعمي خطيب ايا صوفيه وكان ورد دمشق حاجاً في صحبة المولى عبد الغني قاضي قضاة الشام وقدو لها ثانيا ثم قال وكان يحفظ القرآن وختمه في المحراب مرات وكان يلازم في جمعة شيخنا أيضاً وكان له مشاركة في القرآن ويقرأ مجودا وولي نصف وظيفة الوعظ في يوم الأربعاء من الثلاثة الأشهر عن ابن قنديل شركة التاج القرعوني فباشره وكان يعسر عليه التأدية من الورق لضعف بصره وعبارته فكان يتصحف عليه ألفاظ ويتكرر منه تصحيفها وتحريفها حتى سمعته يورد هذا الحديث غيره مرة لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة فيقرؤه في سن بالتشديد يريد واحد الأسنان وكانت وفاته يوم الأحد خامس عشر صفر سنة تسع عشرة وألف ودفن من الغد بقبرة الفراديس عند قبر جده وخاله الطيبيين قلت والشيخ أحمد النعيمي الدمشقي تقلبت به الأحوال بدشق فسافر إلى الروم فصار خطيب السليمانية وأمام ايا صوفية بقسطنطينية وكانت وفاته في سنة ثمان وتسعين وتسعمائة.

    العسيلي القدسي

    محمد بن موسى بن علاء الدين المعروف بالعسيلي القدسي ولد الشيخ كمال الدين القدم ذكره كان من كبار الفضلاء أصحاب التصانيف أخذ الفرائض عن الولي البركة الشيخ محمد الدجاني وأجازه وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ يحيى ابن قاضي الصلت القدسي والتصوف والعقائد عن الشيخ محمد العلمي وكان مغرماً به وقارئ درسه وأخذ المعاني والبيان عن الإسلام رضى الدين اللطفي والشيخ محمود البيلوني وقرأ البيضاوي بتمامه على المنلا علي الكردي وأجاوز شيخ الإسلام التمرتاشي الغزي صاحب التنوير رحمه الله تعالى بماله من مروياته نظماً ووقفت على الإجازة وأرسل له النور الزيادي إجازة من مصر لما سأله عن أسئلة عديدة وطلب منه الإجازة فأجازه ولم يره ومن مؤلفاته حاشية على الفاكهي وقطعة كبيرة على الجلالين احترمته المنية قبل إكمالها ونظم القطر وشرحه ونظم خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وشرح النظم شرحاً لطيفاً لم يسبق إليه مع زيادات على أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب وسماه النظم القريب في خصائص الحبيب وكانت وفاته في سنة إحدى وثلاثين وألف ودفن بما من الله.

    الجمازي

    محمد بن موسى بن محمد الجمازي نسبة إلى الأمير عز الدين جماز بن شيخة بن هاشم بن قاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داود قاسم بن عبد الله بن طاهر بن يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن على زين علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنهم الحسين المالكي أحد الفضلاء الأعيان وأحد أئمة البيان أخرز من الأدب طرفا وحوى منه جانبا مستظرفاً وكان له بمصر منزلة ومكانه وقدر شرف به زمانه ومكانه وولي القضاء بمحكمة ابن طولون ومن شيوخه محمد بن محمد الغزي الحنفي لازمه سنين عديدة وأختص بصحبته وأخذ عن عبد الواحد الرشيدي أمام برج مغزل ومن مشايخه مرعي الحنبلي وخاتمة المحدثين النور الأجهوري وله مؤلفات منها شرح الأندلسية في العروض ونظم أم البراهين للسنوسي وغير ذلك من الرسائل وله شعر منه قوله في النعل الشريف:

    من شاهدت عيناي شكل نعاله ........ خطرت على خواطر بمثاله

    فغدوت مشغول الفؤاد مفكراً ........ متمنياً أني شراك نعاله

    حتى ألامس اخصميه ملاطفاً ........ قدماً لمن كشف الدجى بجماله

    يا عين إن شط الحبيب ولم أجد ........ سبباً إلى تقريبه ووصاله

    فلقد قنعت برؤيتي آثاره ........ فأمرغ الخدين في أطلاله

    واصل هذا قول علاء الدين بن سلام حيث قال:

    يا عين إن بعد الحبيب وداره ........ ونأت مرا تعه وشط مزاره

    فلقد ظفرت من الزمان بطائل ........ إن لم تريه فهذه آثاره

    ومثله قول لسان الدين بن الخطيب الأندلسي حيث قال فيه:

    إن بان منزله وشط مزاره ........ قامت مقام عيانه أخباره

    قسم زمانك عبرة أو عسرة ........ هذا ثراه وهذه آثاره

    ومن شعر الجمازي أيضاً قوله يمدح السيد ذكريا المقدسي نقيب السادة الأشراف بمصر من قصيدة مطلعها قوله:

    إن بعدي وغربتي واشتياقي ........ وافتراقي كفرقة الاعتزال

    واصطباري على المقام هوانا ........ بين قوم كعصبة الدجال

    لم يفيد وأعلما ولم يستفيدوا ........ أن فيهم تهاتها مع جدال

    وتقضي الزمان في ترهات ........ آفة العلم قلة الاشتغال

    لا حياة هنيئة في عيال ........ وارتكاب لا خبث الأعمال

    وكانت وفاته بمصر في سنة خمسين وستين وألف رحمه الله تعالى.

    البليني المصري

    محمد بن ناصر الدين بن علي البليني المصري الأديب الشاعر ذكره الخفاجي فقال في وصفه فاضل شافعين المذهب ولبيب طراز فضله بالآداب مذهب من القوم الآلي في طريق الخيرات ساعون والذين هم لا ماناتهم وعهدهم راعون النسيب إلى التجنيس والغريب ثم أنشد قوله من قصيدة:

    أهلاً به ملكاً في زي إنسان ........ أهلاً به قادماً في شهر نيسان

    منها قوله في المدح:

    أبكي على حين مرغوس على جني ........ ومن تلافي فيه قد تلافاني

    الحين الهلاك والرغس النعمة:

    وأنتا شني باليد البيضاء سودده ........ من أسود الخطب لما أن تخاطاني

    قد كنت غصان بالماء الزلال وهل ........ يجري سوى الماء في حلقوم غصان

    صديان أشكو فلا أشكي كأن خرس ........ الصدا وصم فلا يجري بميدان

    يا جامعاً شمل أشتات الفضائل في ........ جثمانه عز عن جمع وجثمان

    ومن تفرد في هضبات عزمته ........ أليه ما لفرد منك من ثان

    حجلت غيرك عما ظلمت تملكه ........ أرثا من الفضل حجباً حجب حرمان

    قوله قد كنت غصان معنى مطروق كقوله:

    من غص داوي بشرب الماء غصته ........ فكيف يصنع من قد غص بالماء

    وقوله:

    لو بغير الماء حلقي شرق ........ كنت كالغصان بالماء اعتصاري

    وهو في معنى قوله:

    كنت من محنتي أفر إليهم ........ وهم محنتي فأين الفرار

    ولأبي فراس:

    قد كنت عدتي التي أسطو بها ........ ويدي إذا أشتد الزمان وساعدي

    فرميت منك بضد ما أملته ........ والمرء يشرق بالزلال البارد

    ومن كلام ابن المعتز ربما شرق شارب الماء قبل ريه وللشاب:

    فديتك مأكل مطل له ........ يصبر من ذاقه وأحتمل

    إذا مطل الماء ذا غصته ........ فقد رام إنجاز وعد الأجل

    وعدت بنصري على حالة ........ لها الصبر عادي وفر الأمل

    وللبليني من قصيدة طويلة مطلعها هذا:

    لو علمت الجمال يا جمل بعدي ........ لو صلت الوصال بعد أيعبد

    زعمت أنني شغفت بد عد ........ جمل فاستأثرت بلى وصد

    ما لها أعرضت ولم آت ذنباً ........ غير أني علقت منها بود

    كل حال يجل ما شئت فيها ........ غير رفض الهوى وصد ورصد

    حادي العيس سر بسربي لسرب ........ بالمصلى لهم جوامع عهدي

    حبهم في جوانحي مستجن ........ في ضمير بدا وما كدت أبدي

    نم دمعي به فنم شجوني ........ ظاهر مخبر بباطن وجدي

    ليت شعري وما شعرت أغيري ........ مغرم في الغرام أم أنا وحدي

    لم أجد حيلة فحيلة وجدي ........ وجدد مع خد أخدود خدي

    وقوله من أخرى مستهلهاً:

    ظل ظل الهوى بنعم مقيماً ........ فأقمنا به فكان النعيما

    ورأينا ولا نرى الصد يسمو ........ في معالي الكمال وجهاً وسيما

    يا خليلي أن تر وما فر وما ........ غصن بان إذا تثنى وريما

    يصحب الصحب بالتكرم فيهم ........ بابنة الكرم مكرماً ونديما

    وأكسبا المجد ما احتسى الراح روح ........ وأكتسى الروض عن نسيج نسيما

    وإذا الغانيات غنتك فاغنم ........ من بنات العريب صوتاً رخيما

    غادة غادرت دموعي غديراً ........ دائراً حائراً وصبري عديما

    جمعت في القوام ضدين فأعجب ........ عجزاً رابياً وكحشاً هضيما

    أوهنت قوتي فأقوت هيولاي ........ وبادت فصرت هشاً هشيما

    لزمت قولها ففارقت قومي ........ قائماً اقتضى القوام القويما

    ورنت باللحاظ في كسر جفن ........ ظل يهدي إلى حشاي الجحيما

    ففؤادي بها السليم بلدغ ........ لا تظنن ذا السليم السليما

    ومشت في الربى فاربت على ما ........ ماس من غصنها فأمسى خديما

    وأمالت مثل الرديني قداً ........ منه بثت في الروض عرفاً شميما

    بعثت طيفها لطيفاً وودت ........ لو يكون الرسول عنها النسيما

    علمت أنني سقيم فأهدت ........ لي من حسنها مثالاً سقيما

    فتنبهت لم أجد فلو جدى ........ في لطيف جعلت خدي لطيما

    وتخيلت في البروق ضياء ........ هو كالطيف فاغتديت مشيما

    فر مني من ليته قر حتى ........ أذكر العهد في سليمى القديما

    ما على من على الهوى من جناح ........ لزم السهد أم أتى التهويما

    حالتاه أجهدناه فاما ........ يرصد الطيف أو يناجي النجوما

    يحسب العاذلون أني إذا ما ........ لج بي الشجولا أكون الكتوما

    إنما الشعر حكمة يصطفيها ........ مصقع مدره يسمى الحكيما

    ومنها في المديح:

    ورأى البدر منه في الأرض بدراً ........ فأرتضى أن يكون عيداً خديما

    من يكن رائماً سواه فأني ........ عن حماه وحمده لن أريما

    وقلوب الورى تداخل وداً ........ فسليم الفؤاد يهوى السليما

    كحروف الإدغام تدغم في المث _ ل وقد يدغمون في الفاء ميما

    صاح من لوعتي توالت همومي ........ منهم والهموم تعزي الهموما

    طال مدحي لهم و ما نلت إلا ........ مدح مدحي فظل برئي سقيما

    فكأني أسلفتهم نقد لفظ ........ فرأوا رد جنسه تسليما

    منها:

    أيها المبتغى العباب ليروي ........ من صداه ويغبق الشغموما

    صد عن غيره وعرج وعود ........ عودك الوخد نحوه تسقيما

    وترحل عما سوى أرضه وأر _ ض بأرض يكون فيها مقيما

    وإذا لم يكن من السعي بد ........ فالرحيل الرحيل أبغى الرحيما

    وله غير ذلك وكانت وفاته بمصر يوم الخميس حادي وعشرين شوال سنة تسع عشرة وألف والبليني بضم أوله ثم لام ساكنة بعدها تحتية مفتوحة نسبة لبلينة بحري هو بلد من الصعيد.

    الدرعي العربي

    محمد بن ناصر الدرعي العربي النحوي اللغوي الناظم مجدد الطريقة الشاذلية مربي العلماء والفقهاء بركة المغرب صاحب الكشوفات وأوحد الدهر أجمع أهل المغرب على جلالته وعظم قدره وما أظن أحد أبلغ رتبته في الاشتهار عندهم فأني كثيراً ما أسل عنه آحاد المغاربه فيبادروني بذكر فضائله وولايته بأول وهلة ولا أراهم في وصف غيره كذلك وكانت وفاته في سنة خمس وثمانين وألف رحمه الله تعالى.

    الصالحي الهلالي

    محمد بن نجم الدين بن محمد الملقب شمس الدين المعروف بالصالحي الهلالي الدمشقي الأديب الكاتب المنشي الشاعر المشهور فرد الزمان وأوجد الأوان ولد بدمشق وقرأ بها القرآن ثم توجه إلى مكة المشرفة وقرأ بها الفقه على الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي وعلى الشيخ عبد الرحمن بن فهد وعلى القطب المكي الشهر وأني ثم قدم دمشق بعد وفاة والده في سنة أربع وستين وتسعمائة وقرأ بها النحو والمعاني والبيان على العماد الحنفي والشهاب أحمد المغربي وتفقه بالنور النسفي المصري نزيل دمشق وبرع في الفقه والتفسير والأدب مع الذكاء الفرط وحسن الفهم ولزم العزلة في حجرة بالمدرسة العزيزية وكان في الغالب يكتب تفسير البيضاوي وخطه في غاية الجودة ومشهور حق الشهرة خصوصاً في الروم فإنهم يتغالون فيه وكان جمع مالاً عظيماً ولم يتزوج مدة عمره وكانت له أخت متزوجة في طرابلس الشام فسافر لزيارتها في سنة ثمان بعد الألف فأجتمع هناك بالأمير علي بن سيفا فجعله في مدة إقامته بطرابلس معلماً لولده الأمير محمد السيفي فكان ذلك سبباُ لإقامته بطرابلس مدة ومدح الأمير علياً وأخاه الأمير يوسف بقصائد طنانة ثم رجع إلى دمشق والذي تخلص فيه من القول أنه أبلغ بلغاء عصره وأفصح فصحاء دهره لم تكتحل بمثله عين الزمان ولم يبتسم لنظيره ثغر العرفان وقد ذكره الخفاجي وأثنى عليه كثيراً وهو أخذ عنه الأدب ثم قال في ترجمته وكان رحمه الله تعالى من سنته الاعتزال عن الناس وتقديم الوحشة على الاستئناس عاملاً في أواخر عمره بقول علي رضي عنه بقية عمر المرء لا ثمن لها يدرك بها ما فات ويحيي ما مات وقد عقده البستي بقوله:

    بقية العمر عندي ما لها ثمن ........ وإن غداً خير محبوب بلا ثمن

    يستدرك المرء فيها ما أفات ويحي _ ي ما أمات ويحيى السوء بالحسن

    ومن شعر العلامة الزمخشري قوله في هذه البقية:

    خربت هذا العمر غير بقية ........ ولعلني لك بالبقية عامر

    وأشعاره ومنشآته كثيرة وله ديوان في مدح المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام سماه صدح الحمام في مدح خير الأنام ذكر فيه تسعة وعشرين قصيدة مرتبة على حروف المعجم وقد ذكر في ديباجته نبذاً من صفاته ومعاهد أنسه ولذاته ومسارح آرام أترابه ولداته قال في فضل صدره انني لما نشأت بمكة المشرفة والأماكن التي هي بالجوزاء ممنطقة وبالثريا مشفة وقد كساني الزمان قشيب بروده وطفت فيها ما بين عقيق الحمى وزروده وغصن الصبا بأيام السعادات مورق وبدر الشباب في سماء الكمالات مشرق خلي البال منفى البلبال لا دأب لي إلا موسم وفود العلوم في سوق عكاطها ولا شغل لي إلا أستكشاف وسائم وجوه المعاني المخبأة تحت براقع ألفاظها أستمري من أخلاف الأئمة المشايخ در الفهوم وأستخرج من بحر كل حبر راسخ در العلوم أفاضل أمتطوا من سائر العلوم غوارب الإنتاج وأماثل فاضت بحور علومهم كما يفيض البحر المتلاطم بالامواج أغترفوا من حياض المعارف نمير الحقائق وأقتطفوا من رياض الآداب ثمرات اللطائف والرقائق لو سمع قس فصيح لغاتهم لادركه العي بسوق عكاظ ولو شاهدهم سحبان لولي يسحب ذيله خجلاً من جزالة المعاني ورقة الألفاظ شموس فضائلهم لم تزل دائمة الطلوع ومزن أدبهم ما أنفك بقطر النظم والنثر هموع ثم لما قضى الله بحمل عصا الترحال وشد الأقتاب وحلول إنتاج الإجمال وبطلت حركة ذلك الدور وتنقل الزمان من طور إلى طور أعملنا حروف النجائب تنض بنا البيداء في سراها ولطمنا خد الأرض باخفافها إلى أ، براها السرى في براها فكم جاوزنا جبالاً شوامخ زاحمت بمناكبها أكتاف السحائب وذرعنا بأذرع الناجبات شقة فقر فلم تطو إلا بأيدي الركائب وكم جسرنا بالجاسرات على ملاقاة زنجي الظلام وكلما راعنا أشرعنا إليه من الكواكب أسنة وسللنا عليه من البرق حسام إلى أن بدت لا عيننا قباب المصلى كالفوانس وشاهدنا عروس الشام تنجلي في سندس الملابس وحق للمسافر أن ينشد البيت السائر

    فألقت عصاها واستقر بها النوى ........ كما قر عيناً بالإياب المسافر

    فنزلنا بأرض دمشق المحروسة وحللنا رحابها المأنوسة فعكفت على ما كنت بمكة عليه وفوقت سهام عزمي إلى غرض كان مرماي قديماً عليه من إقتناص الشوارد وتقييد الأوابد وصادفت بها سادة أئمة وقادة يهتدى بنورهم في ظلم الجهل المدلهمة أعيان مجد يشار إليهم بالأصابع وأقران فضل لا طاعن فيهم ولا مدافع وصدور علم تتجمل بهم صدور المجالس إذا ألتفت عليهم المجامع وآساد بحيث يتضاءل لصولتهم كل معاند منازع وفرسان كلام في ميدان نثر ونظام أشرقت شموس فضائلهم في أفلاك السعود ونظموا في سلك الفضائل كنظم الدر في أسلاك العقود رياض آداب كلها زاهر وبحار علوم كلها لآلئ وجواهر وقال

    قد انتظموا في سلك فضل قلادة ........ وكلهم وسطى وناهيك من عقد

    فصحبتهم برهة من الزمان ونظمت من منثور فضائلهم قلائد العقيان ثم أن غالب هؤلاء الذين أخيراً ذكرتهم وحلبت أشطرهم في حال الصحبة وخبرتهم راسلته وراسلني برائق شعره وسجعه وأدرت كؤس قوافي شعري على أفواه سمعه ومنهم من مدحته لا رغبة في نواله ولا طمعاً في الارتواء من سجله يوم سجاله بل تلوت عليه غرائب أسماري استقداحاً لزناده وزففت إليه عرائس أفكاري استجلاباً لوداده.

    فهن عذارى مهرها الود لا الندى ........ وما كل من يعزي إلى الشعر يستجدى

    ثم عن لي وارد رباني وخاطر إلهي رحماني سار بذكرى في مجاز الحقيقة وأشهدني عقبى الأمور السحيقة فرأيت كل قول لا ينفع صاحبه غداً فهو من زخرف القول الفاني وعلمت يقيناً أن هذه الشقاشق لا تعقب في الآخرة سروراً ولا تهاني وقوي العزم على أن أقدم بين يدي مقدمة من نتائج الفكر وحجة يقضي العقل بصحة ثبوتها لتضمنها مدح خير البشر عسى أنها إذا قبلت تكون وسيلة إلى الفوز بالنجاة وكفارة لذنوب اكتسبتها وجرائم اقترفتها أيام الحياة وظني إنها من القضايا المنتجة وان أبواب القبول مفتوحة لها غير مرتجه قلت وكل قصائده هذه جيدة لكن تعجبني هذه الرائية ومستهلها قوله:

    يا ثاني الغصن من قد له خطر ........ ومفرد الحسن ها قلبي على خطر

    ويا مديراً علينا من مراشفه ........ سلافة الراح في كأس من الثغر

    لا تحبس الراح عمن راح ذا علل ........ شوقاً لورد اللملي من ريقك الخصر

    يا صاحبي بنعمان الاراك خذاً ........ عن يمنة الحي أو كونا على حدر

    فمرصد الحب حيث الغصن منعطف ........ ومكمن الموت بين الورد والصدر

    وحيث مسرح آرام رعايتها ........ حب القلوب بسفح الأضلع الشعر

    من كل ريم يصعد الأسد ناظره ........ ويكسر الجفن يوم الروع من حور

    منها:

    يا ثبت الله قلب الصب حين دنا ........ من موقف يستطير العقل بسفح الأضلع الشعر

    منها:

    وقد تسر بل درع الصبر سابغة ........ وراح في السير بين الأمن والحذر

    منها:

    ما كنت أدري بأن الحب ذو محن ........ حتى ابتليت وليس الخبر كالخبر

    أمسي وداء الأماني لا يفارقني ........ إن الأماني تضني القلب بالذكر

    والجسم قد رق من ضعف ومن سقم ........ حتى تشكي مسيس القمص والأزر

    والجفن لم يعرف الإغماض مذ عقدت ........ بحاجب منه أهداب من الشعر

    كم قلت للقلب من خوف عليه وقد ........ أمسى بحب ظباء البدو في فكر

    أنهاك أنهاك لا آلوك معذرة ........ عن نومة بين ناب الليث والظفر

    فما أصاخ إلى قولي وموعظتي ........ حتى رمي من صروف الحب بالغبر

    أن تمس يا قلب من قتلي الهوى فلكم ........ ملوك عشق هووا من أرفع السر

    وغير بدع فلك الحب سطوته ........ تصير الأسد أشلاء الظباء العفر

    يا ظبي أنس له فتك الأسود ومن ........ لو لاه لم ألف ألف الهم والغير

    كف الإغارة عن قلب به فتكت ........ سيوف لحظ صحيح الجفن منكسر

    ما إن يمر به يوم بلا نصب ........ ولا يباح له صفو بلا كدر

    سليته يوم ملقانا بذي سلم ........ حيث الخزاما وبنت الضال والسمر

    وها أنا مستجير من هواك بمن ........ أجار ظبي الفلا المختار من مضر

    منها:

    سائل قريشاً غداة النفع حيث رموا ........ بعارض من زوام الموت منهمر

    وكيف أضحوا جفاء عند ما غرقوا ........ بسيل خيل جرى في الاخذ منحدر

    كأنما الخيل في الميدان أرجلها ........ صوالج ورؤس القوم كالاكر

    وقوله أيضاً من الطائية وأولها:

    سقى طللاً حيث الإرجاع والسقط ........ وحيث الظباء العفر ما بينها تعطو

    هزيم همول الودق مرتجس له ........ بإفنائه في كل ناحية سقط

    ولو أن لي دمعاً يروي رحابه ........ لما كنت أرضى عارضاً جوده نقط

    ولكن دمعي صار أكثر دماً ........ فأني يرجى أن يروي به قحط

    هذا كقول مهيار:

    بكيت على الوادي فحرمت ماءه ........ وكيف يحل الماء أكثره دم

    وكقول الأبيوردي أيضاً في المعنى:

    سقى الله ليل الخيف دمعي والحيا ........ أريد الحيا فالدمع أكثره دم

    رجع:

    ولما رماني البين سهماً مددا ........ فأقصني والحي ألوي به شحط

    نحوت بأصحابي وركبي أرجاعا ........ فلا دفل يلفي لديها ولا خمط

    وجئنا دياراً لو تصدت لقطعها ........ روامس أرياح لاعيت فلم تخط

    منها:

    سريت وصحبي قداد يرت لديهم ........ سلاف كروي العيس في سيرها تمطو

    وقد مالت الاكوار وانحلت البري ........ لطول السري حتى فري الالسع الغط

    كأنا ببحر الآل والركب منجد ........ ونحن ببطن الغور نعلو وننحط

    كمثل غريق ليس يدري سباحة ........ وقد صار وسط الماء يبدو وينغط

    وقفنا برسم الربع والربع خاشع ........ نسأله عن ساكنيه متى شطوا

    فلو أن رسماً قبله كان مخبراً ........ لقال لنا ساروا وبالمنحني حطوا

    كان قناء الربع طرس وركناً ........ صفوفاً به سطر ورسماً به كشط

    رعى الله طيفاً زار من نحو غادة ........ وحيا وفود الليل ما شابه وخط

    فحييت طيفاً زار من نحو أرضها ........ ومن دونها والدار شاسعة سقط

    فيا طيف هل ذات الوشاحين واللمى ........ على العهد أم ألوي بها بعدنا الشحط

    وهل غصن ذاك القد يحكي قوامه ........ إذا خطرت في الروض ما ينبت الخط

    وهل ذلك السبط المرجل لم يزل ........ يمسج فتيت المسك من بيئة المشط

    وهل عقرب الصدغين في روض خدها ........ لشوكتها تحمى وروداً به تغطو

    وهل خصرها باق على جور ردفها ........ فعهدي به قدما وما ذقته اسفنط

    وهل حجلها غصان من ماء ساقها ........ وهل جيدها باق به العقد والقرط

    وهل ريقها كالخمر يا صاح مسكر ........ فعهدي به قدما وما ذقته اسفنط

    وهل ردنها والذيل مهما تفاوحا ........ يضوعان عطراً دونه المسك والقسط

    وهل سرها ما ساء عشاق حسنها ........ وقد نزفوا للبسين دمعاً وقد أطوا

    وهل نسيت ليلاً وقد دار بيننا ........ حديث كمثل الدر سمعي له سفط

    وهل علمت أني نظمت قلائداً ........ فما عقدها في الجيد منها ولا السمط

    قلائد في وصف الذي طوق الورى ........ عوارف مثل البحر ليس له شط

    وقوله أيضاً من الفائية وأولها

    أجيراننا الغادين والليل مسدف ........ عساكم لمضني القلب أن تتخلفوا

    وركب طلاح صاحبوا النجم في السرى ........ ترامي بهم في السير بيد ونفنف

    نضوا منهم في السير عزما كمرهف ........ وأنضوا قلاصاً في المفاوز تعسف

    يخوضون بحر الآل يطغى عبابه ........ وطور أدياجي الليل والليل مسدف

    كان المطايا والاكلة فوقها ........ سفين بأيدي الأرجيات عيدف

    كأنهم قد عاقدوا العبس حلفة ........ على أنها في كل بيداء توجف

    إلى أن يروا تلك القباب التي بها ........ شفيع الورى ذاك النبي المشرف

    وقوله أيضاً من الكافية

    يا ربة الحسن لو تممت حسناك ........ لعدت مضني وما أضناه الاك

    لا بدع في الشرع عود الصب ذي دنف ........ وكيف والصب يا ضمياء مضناك

    لا تعجبين وقد أسقمت مهجته ........ والعاشقون وأهل الحي قتلاك

    ترمين أسهم الحاظ تفوقها ........ إذا نظرت إلى العشاق عيناك

    كفى لحاظك أن شئت البقاء على ........ هذا الأنام أطال الله بقياك

    لحظي ولحظك ما زالت فعالهما ........ تحكى فعائل سفاح وسفاك

    حذرت قلبي مما قد ألم به ........ كأن تحذير هذا القلب أغراك

    هل تلمين بأن القلب في قلق ........ شوقاً إليك وأن القلب يهواك

    لولاك ما بت أرعى النجم ساهرة ........ مني العيون حليف الوجد لولاك

    لما خطرت بقد كالقنا خطرت ........ ذكراك في قلب صب ليس ينساك

    وكيف ينساك صب ماله شغل ........ في كل صبح وليل غير ذكراك

    أبعدت صبك إذ قربت ذاهلة ........ من لا يزال مدى الأيام يشناك

    كأنما المبغضون الأصدقاء غدوا ........ والأصدقاء وأهل الحب أعداك

    نصبت حبة قلبي والضلوع غدت ........ مني كأشباه أفخاخ وأشراك

    ورمت صيدك يا أخت الغزال فقد ........ غدوت والقلب والإشراك أسراك

    فأضلعي المنحنى إذ تنزلين بها ........ وحبة القلب إذ ترعين مرعاك

    وها أنا اليوم عبد طائع فمري ........ يسمع وأرضاي فيما فيه أرضاك

    سلطان حسنك نادى في ممالكه ........ وهي القلوب بأنا من رعاياك

    ملكت قلبي فارعي حق صحبته ........ بعين عطف فعين الله ترعاك

    هل تسمحين بورد الثغر منك لنا ........ أو هل يجود بنفثات اللمى فاك

    قال الأراك وقد حاس الشفاه ولم ........ يجسر ليدنو منها غير مسواك

    سألتها ما الذي بين الرضاب أذا ........ حصباء در وإلا ذا ثناياك

    يا ربة الخدر جاد الغيث تبعاً ........ قد ضمنا فيه جنح الليل مغناك

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1