Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

تاريخ الشعراء الحضرميين
تاريخ الشعراء الحضرميين
تاريخ الشعراء الحضرميين
Ebook704 pages5 hours

تاريخ الشعراء الحضرميين

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هذا الكتاب هو موسوعة جامعة شاملة للشعر والشعراء الحضارم من اعلام الدين ورجال العلم وشيوخ الإسلام والتربية والفقهاء والأدب في حضرموت ولما كانت حضرموت تسودها الروح الصوفية والنزعة الفقهية لم يكتفي الكاتب بذكر الشاعر وشعره وانما وضع له ترجمة موجزة إتماما للفائدة وتخليدا لأولئك الشعراء في المخلدين وقد راعى الكاتب في ترتيب المترجمين تاريخ ميلادهم واذا اتفق ميلاد اثنين منهم في عام واحد قدم الأظهر منهما واكتفى الكاتب بذكر قصيدة او بعض الابيات للمترجمين للإكتفاء بشهرته أو ذيوع شعره .
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2023
ISBN9786339051517
تاريخ الشعراء الحضرميين

Related to تاريخ الشعراء الحضرميين

Related ebooks

Reviews for تاريخ الشعراء الحضرميين

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    تاريخ الشعراء الحضرميين - السقاف

    الغلاف

    تاريخ الشعراء الحضرميين

    الجزء 2

    السقاف

    هذا الكتاب هو موسوعة جامعة شاملة للشعر والشعراء الحضارم من اعلام الدين ورجال العلم وشيوخ الإسلام والتربية والفقهاء والأدب في حضرموت ولما كانت حضرموت تسودها الروح الصوفية والنزعة الفقهية لم يكتفي الكاتب بذكر الشاعر وشعره وانما وضع له ترجمة موجزة إتماما للفائدة وتخليدا لأولئك الشعراء في المخلدين وقد راعى الكاتب في ترتيب المترجمين تاريخ ميلادهم واذا اتفق ميلاد اثنين منهم في عام واحد قدم الأظهر منهما واكتفى الكاتب بذكر قصيدة او بعض الابيات للمترجمين للإكتفاء بشهرته أو ذيوع شعره .

    شعره

    تكثر على شعره المسحة الصوفية كرشوحات لمبادئه ومتدفقات من ينابيع مشاعره ومن شعره استغاثة نبوية مطولة نلخص منها قوله

    يا رسول الله يا غوث البشر ........ أنت نعم المرتجى نعم الوزر

    يا رسول الله يا من جاهه ........ عم كل الخلق في بحر وبر

    يا رسول الله يا من فضله ........ شرحته المنزلات والسور

    يا حبيب الله يا من قدره ........ قد علا فوق المعالي والقمر

    يا رفيع الذكر عند الله يا ........ من سما مرقى على كل البشر

    يا كريم الوجه عند الله يا ........ من له الجاه العريض المشتهر

    يا عظيم الخلق يا عالي الذرى ........ يا مزيلا للملمات الكبر

    بك نستنصر فانصرنا على ........ من تمادى في المآسي والضرر

    نحن قربى أهل بيت لك يا ........ أكرم الخلق على الله الأبر

    قد نزلنا بحماك المعتلي ........ وفررنا من ضرورات وشر

    داهيات هائلات قد دهت ........ ورمتنا بسهام وشرر

    وعلانا الضر والذل الذي ........ منه صرنا في هوان نحتقر

    ولقرباك حقوق جمة ........ نصها الذكر وصحت في الخبر

    قد أتت بابك تشكوا ضيمها ........ وأناخت عنده ترجو الظفر

    فاحضر احضر يا غيورا ناصرا ........ وانصر أنصر أنت أولى من نصر

    واكشف اكشف ما دهى يا سيدي ........ من هموم وغمم وكدر

    ما لها غيرك يا شمس الضحى ........ كاشف أنت الملاذ المدخر

    بك نستصرخ أدرك عاجلا ........ وأزح عنا مهولات القدر

    جاهك الجاه الذي عم الورى ........ كيف بالقربى إذا ظلم قهر

    إن تكن أعمالنا حاقت بنا ........ هذه الأسوار ساقت ذا الخطر

    فلقد تبنا جميعاً واعترفن _ نا وربي خير غفار غفر

    قد أسأنا وأتينا توبا ........ فاغفر اللهم واقبل من أقر

    ^

    نسبه

    سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبد الله بن محمد جمل الليل بن حسن بن محمد أسد الله بن حسن الترابي بن علي بن الفقيه المقدم محمد ابن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علمي بن عبيد الله بن المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين ابن فاطمة الزهراء ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام .إذا رغبت صورة عنه فتصور عالما صوفيا قد امتاز في النحو والصرف وعلوم البلاغة واللغة والأدب مولده بمدينة تريم في منطقة عام 1125 من الهجرة وبها قضى أيام الصبا مستقيا معلوماته العلمية على ممتازي علماء تريم العارفين حتى نبغ بمحصول وفير .ولكن الأقدار الإلهية لم تقدر له البقاء الأبدي بوطنه وتستحثه في عهد الشبيبة إلى التوجيه إلى الحجاز فكانت يثرب مستقره المستوطن .وكانت إقامته بها فرصة استكمل بها طلبه العلمي على غررها كما لازم بها العلامة السيد مشيخ بن جعفر باعبود وتلقى عن العلامة السيد عبد الله بن جعفر مدهر .على أنه كثير التردد إلى مكة المشرفة كحاج وزائر ويرينا صديقه العلامة السيد عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس في تنميق قبسا من نوره .ويحدثنا أنه أرسل إليه في إحدى مراته بطيبة أبياتا يستعير منه شرح الزنجاني في الصرف للسعد التفتازانى فما كان من صاحب الترجمة غير المبادرة بإرسال الكتاب إليه مع قصيدة قصيرة كجواب على أبياته كما تراها

    يا أيها السيد الجليل أخا العلا ........ يا من له قدر عظيم الشأن

    يا نجل سادات علوا بين الورى ........ وسموا على رغم العدو الشاني

    وافت إلينا بنت فكر نظمها ........ يزري نظام قلائد العقيان

    تختال في حلل البديع كأنها ........ خرعوبة مالت كغصن البان

    قد شرفت داري وحلت منطقي ........ بل ذكرتني عهدنا بغواني

    وتضمنت طلبا لشرح رسالة ........ في الصرف موضعها على الزنجاني

    فهو الجواب مع الجواب لكم كما ........ لازلت في حفظ من الرحمان

    واسلم على طول الزمان ممتعا ........ ما غنت الورقا على الأغصان

    ومن شعره إلى صديقه العلامة السيد عبد الرحمن المذكور كتقريظ لشعره

    يا بديعا في عصرنا لك نظم ........ يخجل العقد في نحور الخرائد

    أنت فرد الزمان تظهر فيه ........ كل آن مهفهفات القصائد

    ولم يزل مقيما بالمدينة المنورة إلى وفاته بها في أجواء عام 1190 من الهجرة ودفن بمقبرتها البقيع .^

    السيد عبد الله بن مصطفى العيدروس

    العلوي

    نسبه

    عبد الله بن مصطفى بن شيخ بن مصطفى بن علي زين العابدين بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس بن أبي بكر بن عبد الرحمن السقاف بن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين ابن فاطمة الزهراء ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام .ذو صبغة عالمية وحياة صوفية وصفة أدبية مولدة بمدينة تريم في أجواء عام 1130 من الهجرة وفي محيط أبيه وعشيرته شب مع الأيام متقدما في حياته .وكانت ثقافته الأولى على أبيه وجده وسواهما من علماء تريم غير أنه لم يكد يسير في هذه الحياة إلى مدى متسع حتى فاجأته الأقدار بالارتحال إلى الهند ملتحقا بمعية خال أبيه العلامة السيد علي زين العابدين ابن محمد بن عبد الله العيدروس .والواقع أن سفره المبكر إلى الهند وهو في مقتبل شبابه وقبل نضوجه العلمي كان السبب الأقوى في القضاء على مستقبله العلمي الباهر طاويا عنه ظهورا علمياً مضيئاً .على أنه بالهند لم يهمل الحياة العلمية والصوفية على العلامة الجليل السيد زين العابدين العيدروس والعلامة السيد عبد الله بن جعفر مدهر وغيرهما من علماء الهند .وفي تاريخ الجبرتي أن أباه وشقيقه العلامة السيد عبد الرحمن قصدا الهند من حضرموت عام 1151 وكم كان ابتهاج صاحب الترجمة بهما كما نرى في تنميق الأسفار لشقيقه العلامة السيد عبد الرحمن تحقيق ذلك .ويظهر أن السيد عبد الرحمن بن مصطفى كان يجل أخاه كثيرا كما يعطينا قصيدتين امتدحه بهما أيام مقامه بالمدينة المنورة عام 1158على أن صاحب الترجمة مضت حياته بالهند مستوطنا مدينة سورت حتى وافاه الحمام بها في أجواء عام 1185 من الهجرة .

    شعره

    نجد في تنميق الأسفار قصيدة له يمتدح بها جده العلامة السيد شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس صاحب أحمد أباد بالهند وها هي

    كلما هزت القوام دلالا ........ لم تجد لي عن فرط عشقي ملالا

    طفلة لحظها يفوق الغزالا ........ هكذا هكذا وإلا فلالا

    يا غرامي من ذات طرف كحيل ........ كم لأسياف لحظها من قتيل

    وكفى الله المؤمنين القتلالا ........ هكذا هكذا وإلا فلالا

    فلك الحسن يا غزال ومني ........ غزل فيك وامتداحي لحصني

    من بغاراته يفك العقالا ........ هكذا هكذا وإلا فلالا

    جدنا شيخ صاحب أحمد أباد ........ سعده كل ساعة في ازدياد

    كل من في مديحه يتغالى ........ هكذا هكذا وإلا فلالا

    من له في السماح أي مناقب ........ ذو أياد تغار منها السحائب

    قلت إذا أخجل السحاب الثقالا ........ هكذا هكذا وإلا فلالا

    سيد خلقه كلطف النسائم ........ عارف ذكره لحالي تمائم

    خصه الله بالكمال تعالى ........ هكذا هكذا وإلا فلالا

    وصلاة الإله تغشى رسوله ........ مصطفاه الذي هدانا سبيله

    وتعم الكرام صحبا وآلا ........ هكذا هكذا وإلا فلالا

    ^

    السيد حسن بن عمر بن عبد الرحمن البار

    العلوي

    نسبه

    حسن بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن حسين بن علي البار بن علي بن علوي ابن أحمد بن محمد بن عبد الله بن علوي بن أحمد بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله ابن المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين ابن فاطمة الزهراء ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام .من العلماء المتبحرين في عديد العلوم ومن كبار الصوفية القادة مولده بقرية القرين بدوعن في أجواء عام 1132 من الهجرة وترعرع بها في محيطه ولتأثير حياة أبيه العلمية والصوفية أثرها في انطباع حياته بالسمو إلى المعالي فكانت تربيته مهذبة رائعة .على أنه منذ فجر حياته انغمر في المحيط العلمي يشارك الطلاب في التلقي على هذا وعند ذاك مع ملازمته دروس والده إلى أن توارى في رمسه .والواقع أنه قد تلقى عليه ما تلقى عليه من فقه وحديث وتفسير وتصوف إلى غير ذلك كما له أخذ عن كثيرين كما يحدثنا العلامة الشيخ عبد الله بن أحمد باسودان في فيض الأسرار بطائفة منهم .وتمر عليه سنوات وهو دائب في مجهوده العلمي بهمة ونشاط وإذا بمواهبه تنحسر عن فيضان وغزارة مادة متدفقة .ويروي العلامة السيد محمد بن عبد الله بن محمد البار في معادن الأسرار أنه خلف أباه مقاما وظهروا وتدريسا ووعظا وإرشادا ومشيخة .والواقع أنه كان بدوعن ظاهرا كشمس مشرقة حتى عام 1181 وإذا بقضاء الله يقوض خيامه من حضرموت تقويضا أبديا ويستقر مستوطنا بمكة والطائف .غير أن الفرصة أتاحت له أن يقصد في إحدى السنين موطنه القرين وغيره بدوعن إلى عينات شرقا كطائف زائر .ويتحدث العلامة السيد أحمد بن عمر بن زين بن سميط رفيقه من الحجاز إلى حضرموت بشتى الأحاديث في الثناء عليه كخبير فاحص .وهل نكون في حاجة إلى أنه كان بالحجاز ذا مظهر عظيم وجاه عريض معتقدا عند الخاص والعام تكثر التردد عليه الجموع الوفيرة من كافة الطبقات حتى العلماء والصوفية وحاكم الحجاز السياسي على ما في معادن الأسرار .والحقيقة أن منزله كان يزدحم كل يوم بالواردين الزائرين والمتتلمذين فيجدون منه البشاشة والعطف والإيناس .وقد كان يستثمر أيامه بمكة في الأعمال الصالحة وتدريس العلوم بالمسجد الحرام وغيره ونشر الروح الصوفية والدعوة إلى الله ورسوله مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الإيماء إلى أن أكثر إقامته بمدينة الطايف .وهل يمكن وصف انتفاع الطائفيين به كصورة حقيقية أو أن ذلك متعذر لقصور التعبير عن تصوير الحقيقة .ونرى في فيض الأسرار أن العلامة السيد عبد الله الميرغني يشير إلى العلامة الشيخ حسين ابن علي عبد الشكور بملازمة صاحب الترجمة لندور مثله علما وعملا في العارفين المرشدين .وفي الإشارة إلى تلاميذه تبرز كثرة هائلة وفي عديدهم ابن أخيه العلامة السيد عمر بن عبد الرحمن البار الثاني مولى جلاجل .وإذا لم تكن له مؤلفات فله مكاتبات تطفح علوما وتصوفا وقد جمع منها الكثير تلميذه الشيخ سالم بن إبراهيم المتوفي في مجموعة خاصة .وكانت وفاته بالطائف عام 1201 من الهجرة وقبره بجوار قبة حبر الأمة الإمام عبد الله بن العباس رضي الله عنهما .ومن الأسى أن المراثي التي رثي بها على كثرتها اندرست في الأيام ضائعة .

    شعره

    إذا كان معظم شعره تبخر في المتلاشيات فقد أحسن العلامة الشيخ عبد الله باسودان في عرض لون منه في فيض الأسرار كمشجر يمدح به تلميذه الذي هو ابن أخيه العلامة السيد عمر بن عبد الرحمن البار الثاني مولى جلاجل .وأحسب أن امتداحه ابن أخيه منتهى التواضع والديمقراطية والاعتراف لأهل الفضل بفضلهم كما لا يخفى .

    على أي شيء تطيلون هجري ........ ولم تسمحوا ساعة بالوصال

    مضى في البطالات أغلب عمري ........ ولم يخفكم ما بنا من نكال

    رجوت اللقاء وفد كان فخري ........ ولي فيكم طلبات طوال

    بكم يغفر الله أوزارنا ........ ويمحو الذنوب العظام الثقال

    نأيتم وقد ضاق صبري وصدري ........ ومن بعدكم صرت مثل الخلال

    عسى نفحة ينجلي كل عسر ........ وينفك عنا اعتقال العقال

    بحق السميين فخري وذخري ........ غياثي إذا ضاق صدري وحال

    دعوت بعجزي وذلي وفقري ........ إلى الله ربي مولى الموال

    أناديه سرا وجهرا بأمري ........ كفى علمه ما لنا من سؤال

    لمولاي فوضعت أمري وسيري ........ تعالى إلهي عليه اتكال

    رضيت وقد عز شأني وقدري ........ فقد كان لي منعما خير كال

    حماة الورى هم حماتي ونصري ........ على كل عات وباغ وقال

    محضتهم الود ما دام عمري ........ ويا حبذا إن صفا لي المجال

    أعيش بذكراكم يا أهل بدر ........ فأنتم رجال الهدى والكمال

    نصلي على خير مرفوع قدر ........ نبي الهدى ثم صحب وآل

    وله في ضمن رسالة إلى تلميذه المذكور

    لازلت مشكور ........ يا حلو الثغور

    والسر مسرور ........ لا يبدو الحذر

    صباحك النور ........ يا وجه السرور

    يا مسك مذرور ........ يا باهي الغرر

    أهلا بمسطور ........ وافى بالبكور

    من عند مبرور ........ يا نعم الأبر

    فقلبك الطور ........ يا عبد الحضور

    اقنع بميسور ........ في دار الممر

    في سورت النور ........ تحظى بمسطور

    والكنز ممهور ........ والمهر استقر

    ^

    السيد عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس

    العلوي

    نسبه

    عبد الرحمن بن مصطفى بن شيخ بن مصطفى بن علي زين العابدين بن عبد الله ابن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس بن أبي بكر بن عبد الرحمن السقاف بن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين ابن فاطمة الزهراء ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام .العلامة الشهير ذو العلوم الزاخرة والفنون الوافرة والمؤلفات الباهرة إلى ما له من الرئاسة العلمية والمشيخة الصوفية مولده بمدينة تريم ليلة الثلاثاء 9 صفر عام 1136 وبها تقدم في الحياة محفوفا بحضانة أبيه وعواطف جده شيخ حتى إذا ما انقشعت عنه سحابة الطفولة وقد تفتحت عقليته وأصبحت مواهبه مستعدة للانتفاع والاستثمار العلمي صار في عداد متعلمي القرآن كاستنبات أولى في تعاليمه حتى إذا ما أجاد دراسته غدى يتردد على المعاهد العلمية التريمية متلقفا على طوائف العلماء والشيوخ أنواع العلوم الدينية والشرعية والعقلية والنقلية والصوفية .على أن لأبيه وجده العلامة السيد شيخ والعلامة السيد عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه مغارس النجاح والتفوق والتكوين الرائع .والمدهش أن معلوماته نضجت في متسع العلوم العديدة مبكرة قبل أن يحوم حول العشرين عاما من عمره وغدى في مصاف العلماء الكبار علما ومقاما وظهر شاذا في مواهبه ومحصولاته حتى تعتقد أنه خلق موهوبا طافح النبوغ فياض العبقرية والحقيقة أنه لو لم يجرفه التيار الصوفي إلى الأعماق ويتدافعه شتات الأسفار والتنقل في الأمصار حتى صار يعد من الرحالين أشباه ابن بطوطة وماركو بولو لكان إحدى العجائب الموهوبة .وإذا تحدثنا عن رحلاته فقد كانت إلى ما يبعد بنا حصره من المدن والقرى وخذ الأقاليم منها الهند والحجاز والديار المصرية وفلسطين وسوريا وبلاد الأتراك واليونان إذا استثنينا تردده على صعيد مصر ست مرات وإلى دمياط ثماني مرات وقد تعجب حيثما توجه تجد الجماهير الحاشدة تهرع إليه والعلماء والشعراء يتقدمون إليه بمدائحهم حتى في الشام واستامبول .على أن أولى رحلاته كانت في معية أبيه إلى الهند في سفينة من الشحر عام 1151 والأسف أنه لم يقدر له الرجوع إلى وطنه سوى مرة واحدة عند أوبته من الهند عام 1155وقد يدعو إلى الاستغراب أنه لم يكد يستقر به المقام بوطنه حتى كان في سبيله إلى الحجاز وكان آخر عهده بحضرموت أبديا ومما لا ريب فيه أنه إذا لم يكن في نفسه أثر لطول اغترابه عن وطنه فقد كان أثر الأسى فيها عميقا عند ما بلغه نعي جده شيخ عام 1157 وموت أبيه عام 1164 ولا يشد عن ذهنك أن حياته في خلال رحلاته كانت علمية وصوفية وأدبية .ولا ينبؤك خبير مثل عقد اليواقيت وتنميق الأسفار وتاريخ تلميذه العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن الجبرتي المصري .ولا شك أن حياته بالحجاز قد امتازت بمناظر مدهشة لها إنتاجها العلمي الموفور ومحصولها الأدبي المستكثر كما الأيام سكناه بداره النفيسة في السلامة بالطائف التغريد الشعري والشدو المشجي كمتأثر بالمناخ والمشاهدات الخلابة والحدائق النضيرة الفاتنة وربما خفف عن مضغوطات نفسية شديدة بالاستماع إلى رنين الأوتار كذكريات أبرار ومن المعلوم أن ليس لكل إنسان ما لعبد الرحمن وبكل صراحة إنني لا أعلم عالما دينيا ولا زعيما صوفيا على الإطلاق قد امتدحه العلماء والشعراء والأدباء بالقصائد البليغة مثل ما امتدح به صاحب الترجمة حتى من شيوخه منذ عمر العشرين أمثال العلامة السيد عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه والعلامة السيد مشيخ بن جعفر باعبود والعلامة السيد عبد الله بن جعفر مدهر وإن كنت في ريب مما نقول فدونك تنميق الأسفار ترى فيه العجائب والكثير المدهش ومن الغرابة محاولة استقصاء تلاميذه المنبثين في مشارق الأرض ومغاربها بكثرة هائلة وهل وقفت على إجازتيه الشعريتين لتلميذيه مفتي زبيد العلامة السيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل ووالده العلامة السيد سليمان بن يحيى الأهدل كما يعرضهما عقد اليواقيت .وإذا تتبعنا حياته إلى مدى بعيد تراءى لنا أن انتقاله من الحجاز بأسرته إلى استيطان مدينة القاهرة عام 1174 كان المرة الثالثة لدخوله الديار المصرية ويقول الجبرتي أنه غدى بمصر أوحد وقته حالا وقالا وقد تتلمذ له علماء القاهرة وأمراؤها وشيوخ الطريقة فضلا عن غيرهم وصارت له مكانة لا توازي حتى لا ترد به شفاعة ولا رسالة .ثم لما كثرت الوفود عليه من كل جهة متلقية الطريقة العلوية جمع تلميذه العلامة السيد محمد مرتضى الزبيدي أسانيده في مؤلف أسماه النفحات القدوسية .ويرشدنا التاريخ أنه كان مدى حياته يدعو إلى الله ورسوله كعالم ديني مرشد صوفي حتى انقضى من الحياة أجله بمنزله القريب من قلعة الجبل بالقاهرة ليلة الثلاثاء 12 محرم عام 1192 وصلى عليه بالجامع الأزهر في مشهد حاشد ودفن بجوار قبة السيدة زينب ابنة فاطمة الزهراء إلى جانب مسجدها وعلى ضريحه قبة صغيرة وأما المراثي التي رثى بها فقد أورد كثيرا منها ابنه العلامة السيد مصطفى في مناقب أبيه المسمى فتح القدوس .

    إنتاجاته العلمية

    أوحد العلويين بل والحضرميين في كثرة المؤلفات إذ تجاوزت الأربعة والخمسين مؤلفا منها مرآة الشموس والترقي إلى الغرف من كلام السلف والخلف وعقد الجواهر في فضل آل بيت النبي الطاهر وإتحاف الخليل في علم الخليل والعروض في علمي القافية والعروض والنفحة المدنية في الأذكار القلبية والروحية والسرية والنفحة الإنسية في بعض الأحاديث القدسية وقطف الزهر من روض المقولات العشر ونفائس الفصول المقتطفة من ثمرات الوصول وذيل الشرع الروي وحاشية على إتحاف الذائق وشرح الرحمن بشرح صلاة أبي الفتيان وإتحاف السادة الأشراف بنبذة من كلام سيدي عبد الله باحسين السقاف ومرقعة الصوفية والعرف العاطر في النفس والخاطر والإرشادات السنية في الطريقة النقشبندية ونفحة البشارة في معرفة الاستعارة ومتن لطيف في اسم الجنس والعلم والفتح المبين على قصيدة العيدروس فخر الدين وله عليها شرحان آخران أحدهما ترويح الهموس من فيض تشنيف الكؤوس والثاني تشنيف الكؤوس من حميا ابن العيدروس والرحلة والجواهر السبحية على المنظومة الخزرجية وذيل الرحلة والمنهل العذب في الكلام على الروح والقلب وتشنيف السمع ببعض لطائف الوضع ومرقعة الفقهاء وشرح العوامل النحوية وحديقة الصفا في مناقب جده عبد الله بن مصطفى وتنميق الطروس في مناقب جده شيخ بن عبد الله العيدروس وإرشاد العناية في الكتابة تحت بعض آية ونفحة الهداية ونثر اللآلئ الجوهرية على المنظومة الدهرية والتعريف بشق صدره الشريف وإتحاف الخليل بمشرب الجليل الجميل وإتحاف الذائق بشرح بيتي الصادق وتمشية القلم ببعض أنواع الحكم ورفع الأشكال في جواب السؤال وتشنيف الأسماع ببعض أسرار السماع وتنميق السفر ببعض ما جرى له بمصر ورفع الأستار عن جواب الرسالة وتحرير مسألة الكلام على ما ذهب إليه الأشعري الإمام والبيان والتفهيم لمتبع ملة إبراهيم وفتح العليم في الفرق بين الموجب وأسلوب الحكيم وإرشاد ذي اللوذعية على بيتي المعية وإتحاف ذوى الألمعية في تحقيق معنى المعية والنفحات الإلهية في تحقيق معنى المعية والنفحة العلية في الطريقة القادرية وشرح بيتي ابن العربي وهما

    إنما الكون خيال ........ وهو حق في الحقيقه

    كل من يفهم هذا ........ حاز أسرار الطريقه

    ورشحة سرية من نفحة فخرية وتعريف الثقات بمباشرة شهود وحدة الأفعال والصفات والذات ورشف السلاف من شراب الأسلاف والقول الأشبه في حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه وحاشية على إتحاف الذائق وشرح على قصيدة للشيخ عمر بامخرمة وسلسلة الذهب المتصلة بخير العجم والعرب وحزب الرغبة والرهبة والاستغاثة العيدروسية وترويج البال وتهييج البلبال (ديوان) إلى غير ذلك من المؤلفات والرسائل والوصايا والمكاتبات العلمية والصوفية النافعة.

    شعره

    ظاهرات شعره تقنعك بأنه أشعر العلويين وغير العلويين وأعلم الشعراء وأشعر العلماء والصوفية وأكثرهم ممدوحا ومادحا على أنه قد جمع شعره إلى زخرفته المتانة والانسجام والطلاوة والعذرية والرقة والجاذبية والاستهواء سواء في النوع القريضي أو الجنس الحميني عدى ضروبه في نواحي الشعر المتعددة .وفي ديوانه ترويح البال وتهييج البلبال الروح الفياضة وفي تنميق الأسفار المتجهات المتنوعة كما عليها طابعه الممتاز .ولما كان في المأخوذين بجمال الله المطلق كما يصرح في بعض غزلياته فقد كان يشيب به في أكثر قصائده على أن له أشعارا كثيرة غير مثبتة في ديوانه ولا في تنميق الأسفار أخفاها ذاهبة في الخافيات الدائرات .وفي اقتطاف بعض قصائده بصفة نماذج غنية في إعطاء صورة عن شعره إليك من شعره وفيه من النوع البديعي وسع الإطلاع قوله من مقطوعة

    ما أقبلت تختال للأدباء ........ إلا انثنوا والكل للهيفاء

    أسرتهم منها المحاسن نعم ما ........ أنشوا وانشأ الدل للإسراء

    هيفاء إن نادمتها أولئك كم ........ من نشأة تنسيك كل لقاء

    وله

    ومهفهف سامى البها وافيته ........ متبخترا في حلة سوداء

    فكأنه من حسنه ولباسه ........ بدر السماء في الليلة الليلاء

    ومن قصيرة

    طلع الصباح براية لم تغلب ........ فتفرقت منها جيوش الغيهب

    والروض قهقه زهره لما بكت ........ عين السحائب بالهتو . . . . .

    والورق غنت في الغصون فأسكرت ........ بغنائها رب البراعة والغبي

    والبلبل بتغريد نادانا إلى ........ هتك الستار وكل وصف معجب

    من خمره صوفية

    فم زوج ابن سحاب بابنة العنب ........ واستجل في الكأس ولدانا من الحبب

    وعر قلبي بكاس من شواغله ........ واغن فقري بورق فاض بالذهب

    فالعصر من راحه تحظى براحته ........ قم عاطنيها بها فيه بلا ريب

    قم عاطنيها على ضحك الأزاهر في ........ روض بكت في رباه أعين السحب

    وروح الروح من راح عناصرها ........ من عالم الروح لأمن عالم التعب

    ومن نتفة

    خاطب معسول الرضاب ........ من فاق زينب والرباب

    وسكرت من ألفاظه ........ سكرا حكى سكر الشراب

    قالوا السلافة ريفه ........ قلنا ثناياه الحباب

    ومن قصيدة

    سكنت خود هواها يجذب ........ باللمى الياقوت قلبا يطرب

    غادة رعبوبة في شعرها ........ والمحيا صبحنا والغيهب

    لست أهوى الكأس إلا أن تكن ........ شمسها في ثغر شمسي تغرب

    قل لمن يغرى بكتمان الهوى ........ إن كتمان الهوى يستصعب

    كلما أنكرت أني عاشق ........ قال دمعي من عيوني يكذب

    ومن قصيدة

    بدا كبدر الغيهب ........ يسطو بعيني ربرب

    مهفهف في ثغره ........ شهد وبنت العنب

    إذا رنا وإن بدا ........ يا ظبي يا شمس اختبئ

    ومن شاكية له

    شيبتني من بعد حسن شباب ........ أزمة أظهرت عجاب العجاب

    ورمتني في باحة الضعف حتى ........ كدت أعيا عن حمل بعض ثيابي

    من مغيثي من منقذي من معيني ........ ما تقولون يا أولي الألباب

    ويقول في قصيدة

    لي الله من صب غريق بلا ذنب ........ هوى بي هوى الغادات في لجة الكرب

    فما آن أن يرثي زماني لعاشق ........ قصاراه وصل الفائق القاعد الكعب

    فيا كبدي ذوبي ويا مهجتي ارحلي ........ فقد ضاقت الأحوال من شدة الخطب

    رعى الله أوقاتاً تقضت بقرب من ........ أذاب الحشا عشقا لدى البعد والقرب

    ومن قصيدة إلى شيخه العلامة السيد مشيخ بن جعفر باعبود

    وأغيد منه تخجل القضب ........ من قهوة الحسن هزه الطرب

    شفاهه كالعقيق ريقته ........ خمر لبنت الكروم تنتسب

    ما أرعد القلب برق مبسمه ........ إلا ووبل الدموع ينسكب

    يا بارقاً رام في تبسمه ........ يحكيه هيهات فاتك الشنب

    وله من قصيدة

    بروحي خرود لعوب ربيب ........ مليح التثني كغصن رطيب

    محياه والقد مع ردفه ........ كبدر على بانة في كثيب

    وحسن الثنايا وظلم اللمى ........ لآلئ البحار وخمر الزبيب

    يغني فندعوه يا بلبل ........ ولما تمايل قلنا قضيب

    برؤيته العين في جنة ........ ولبي بنار العنا في لهيب

    ومن مقطوعة

    ترفق به فالجسم منه معذب ........ وشرق إذا اللوام في القول غربوا

    وإلا فساعده إذا كنت ناصحا ........ على قرب حب دونه الروح يعطب

    مليح المحيا أزهر الخد أغيد ........ تقر له في الحسن هند وزبيب

    ومن قصيدة

    رعى الله ما قد مر في المربع الرحب ........ مع الفائق الفتان من حسنه يسبي

    رعى الله أيام الوصال التي مضت ........ فلله ما أحلى الذي كان في الشعب

    وقد أتحف المحبوب قلبي بريقه ال _ مصفى الزلال البارد الرائق العذب

    فقبلت منه الثغر ثم ارتشفت من ........ مراشفه ما غيب العقل عن لبي

    ومن مطولة يمدح بها الشيخ الصوفي عبد الله الغريب المقبور بمدينة السويس عند أول دخوله الديار المصرية عام 1158 من الهجرة مطلعها

    هذه دراهم وهذا الكثيب ........ فعلام البكا وهذا النحيب

    أمع الأنس للبكاء مجال ........ أم مع الصفو للخطوب خطيب

    لا تضيع وقت التهاني ففيه ........ حضرت علوة وغاب الرقيب

    ومن صوفية

    حجاب وحسبي أن أقول حجاب ........ ذهاب به يحلو لنا وإياب

    وراح وما كاساتها وحبابها ........ خطاء بها يعلوا الورى وصواب

    وخيرة قدس عمت الكل حبذا ........ أناس لديها بالمحاضر غابوا

    وذات جمال إن ضللنا بشعرها ........ هدتنا بوجه ما عليه نقاب

    وكشف وما كشف وكم هاهنا عنت ........ أسود لها فوق المجرة غاب

    وله من قصيدة

    أما الفؤاد فكله صب ........ مثل الدموع جميعها صب

    ويح الحشاشة حشوها حرق ........ وهي التي بالدمع ما تخبو

    من أبياتها

    في خده النعمان معتكف ........ وبثغره قطر الندى العذب

    وبنافع ضحاك مبسمه ........ ومبرد من يشتهي يحبو

    أبياته في الشرق ما ذكرت ........ إلا ويرقص عندها الغرب

    ويقول في قصيدة

    اسأل الدمع من عيني فصبا ........ نسيم من حمى الأحباب هبا

    وهيجني إلى أوقات قرب ........ بها عوضت أبعادا وكربا

    وله يمدح والده بقصيدة مطلعها

    تبدت لنا تزهو بأحسن حلة ........ لعوب خرود بالبهاء تحلت

    تميل بقد كالغصون رشاقة ........ وتبسم عن ثغر به الخمر حلت

    وتسفر عن وجه حكى البدر حسنه ........ وتلفظ عن در اللآلئ الرطيبة

    من العرب أما جفنها فهو ناعس ........ رقود وأما اللحظ فهو بيقظة

    تحير مني القلب في وصف حسنها ........ على أنه قد غاص في بحر فكرة

    ومن مديحة أخرى في والده

    كم أرشد القلب من إصباح وجنات ........ من بعد ما ضل في ليل الذؤابات

    وكم بسلسلة الأصداغ سلسله ........ إذ جن من حر نيران الصبابات

    مهفهف من بني الأعراب قد ظهرت ........ من سيف ناظره الهندي أناتي

    بحر من الحسن بالأعطاف مضطرب ........ أبدى لنا ردفه المرتج موجات

    سبى بقامته الهيفاء ومقلته ........ سمر الرماح وبيض المشرفيات

    ومن غزلية

    ألهيتني عن جهاتي ........ يا راحتي يا حياتي

    ما ضر يا من سباني ........ لو جدت لي بالتفات

    ارفق بصب غريب ........ ناس جميع الجهات

    بالله يا من سباني ........ بأعين ناعسات

    بالله يا من رماني ........ بأسهم صائبات

    عطفا على الصب عطفا ........ من قبل كاس الممات

    من قصيرة

    أي ذنب في ورد خد جنيت ........ يا عذولا لما نهى ما انتهيت

    يا بروحي حلو المراشف ألمى ........ كامل الحسن مثله ما رأيت

    حبة ثابت بقلبي وأني ........ لواء عن لوح قلبي محيت

    ضل قلبي في ليلتي طرتيه ........ وبدا صبح وجهه فاهتديت

    في القهوة من نتفة

    ما لي وللمنطيق والسكيت ........ وكلاهما يرتاح من تبكيت

    مهلا فسمعي لا يصيخ وناطري ........ لا يرعوي بإشارة التمقيت

    يا لائمي في قهوة علوية ........ في الجام تجلي وهي كالياقوت

    دعني فلي في شربها شرب صفا ........ لما اعتلى في الملك والملكوت

    ويقول في نتفة

    تحرش بالمضنى من الطرف عابثه ........ وما السحر إلا ما حوته نوافثه

    صدوق وعيد طال ما أتلف الحشا ........ وما هو إلا ماطل الوعد ناكثه

    يشاهد بدر التم ناظر حسنه ........ ويسكر من ألفاظه من يحادثه

    بدا حام نوح في ليالي شعوره ........ وفي الوجه منه سامه بل ويافثه

    ومن قصيدة

    أيها اللاحي الذي في الحب هاجا ........ شوق قلبي كلما هاجيت هاجا

    قولك الريح أثار النار من ........ مر شوق أكسب القلب نضاجا

    ورقيب دأبه يرقبني ........ كلما حاولت بالوصل انفراجا

    يا ترى ما خاف أن أغرقه ........ في دموع بعضها يملأ الفجاجا

    أو بنيران الحشا أحرقه ........ حيث شطر الكل يكفيني علاجا

    ومن صوفية

    أنعشتني خمرة للغير تمحو ........ فاعتلالي بالهوى القدمي شطح

    عاذلي كن عاذري أو عاذلي ........ أنا من خمر التجلي لست أصحو

    أنا فان والفنا عين البقا ........ في رشا من دونه سيف ورمح

    كيف لا تصفو أو بقائي ومن ........ وجهه والشعر لي ليل وصبح

    من أبياتها

    قد بسطت الروح من خمر الهوى ........ وانطوى مني عن الواشين كشح

    خضبت دمعي عيوني فرحا ........ ولها من فوق متن الخد شرح

    هام شخص القلب من خمر الفنا ........ فهو من تلك الحميا ليس يصحو

    أنا في محو وصحو دائما ........ حيث لي مجمع البحرين سبح

    ليس يدري حالتي غير امرئ ........ في ربى الجمع له

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1