Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

شعاع النور
شعاع النور
شعاع النور
Ebook356 pages2 hours

شعاع النور

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يتمُّ احتلال العالَم البشري مِن قِبَل كائنات شرِّيرة تتغذَّى على طاقة البشر ودمائهم، فتتصدَّى لتلك الكائنات ساحرات خيِّرات يُقسِمن على حماية البشر، وتطهير الأرض مِن طغيان الكيانات الشرِّيرة، حتَّى يسود العالَمَ نورُ السلام وشعاع العدالة.
Languageالعربية
Release dateNov 30, 2022
ISBN9789948810315
شعاع النور
Author

فاطمة المطيري

الآنسة فاطمة المطيري؛ في عقدها الثالث من العمر، حاصلة على دبلوم كمؤهل أكاديمي. ذات خيال جامح وشخصية هادئة وواقعية تتحمل المسؤولية وتبدع بالحلول في المواقف الصعبة بشكل سريع. ذات شخصية عفوية وجادة، تميل إلى الوعي الروحاني والفلسفة. روحها مغامرة وتعشق حيواناتها الأليفة.

Related to شعاع النور

Related ebooks

Reviews for شعاع النور

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    شعاع النور - فاطمة المطيري

    شعاع النور

    فاطمة المطيري

    Austin Macauley Publishers

    شعاع النور

    فاطمة المطيري

    حقوق النشر©

    خصلات الشعر الذهبية

    طميم

    اليتيمة

    أمانٍ وشكوك

    المقاومة

    الواحة

    إلى أين المصير؟

    نور المغارة وشعاع المنارة

    عبرة لمن لا يعتبر

    لمحات من الماضي

    دعوة الزعيم

    الساحل

    غدر الأصدقاء

    شاهين

    تحرير المغلولة

    الهلال المتناقص

    المواجهة

    وفاء وانتقام

    إما الموت أو الانتصار

    مرارة الفقد

    البقاء للأدهى

    اللقاء عن بعد

    المنارة

    الحظائر البشرية

    التنافس فيما بيننا

    الغرفة البيضاء

    المفقودة

    ومن يملك الحقائق الكاملة؟

    إنقاذ شعاع

    المجتمع السّاحلي

    الاجتماع

    اقتحام المنزل

    فاطمة المطيري

    الآنسة فاطمة المطيري؛ في عقدها الثالث من العمر، حاصلة على دبلوم كمؤهل أكاديمي.

    ذات خيال جامح وشخصية هادئة وواقعية تتحمل المسؤولية وتبدع بالحلول في المواقف الصعبة بشكل سريع.

    ذات شخصية عفوية وجادة، تميل إلى الوعي الروحاني والفلسفة.

    روحها مغامرة وتعشق حيواناتها الأليفة.

    حقوق النشر©

    فاطمة المطيري 2022

    تمتلك فاطمة المطيري الحق كمؤلفة لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948810308 (غلاف ورقي)

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948810315 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلب: MC-10-01-0639756

    التصنيف العمري17+ :

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقًا لنظام التصنيف العمري الصادر عن وزارة الثقافة والشباب.

    الطبعة الأولى 2022

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد [519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    202 95 655 971+

    في عالم استولى عليه مصاصو الطاقة وسيطروا فيه على البشر باختلاف أجناسهم، واستعبدوهم في حظائر بشرية يستنزفون طاقاتهم المنبعثة من مشاعرهم...

    - ادفعي... تحمّلي وادفعي...!.

    بصوت مشجّع ذي نبرة عالية ممسكة بيد رفيقتها التي تخوض مخاض الولادة وهي تجلس القرفصاء وقد غطى الدمع والعرق وجهها في كوخ معزول في إحدى الغابات.

    هيّا ادفعي أكثر... وبعد مرور برهة من الوقت، صرخت أجوان بنبرة فرح وهي تحمل رضيعًا حديث الولادة: إنّها بنت يا سهاد، إنّها بنت!، وهي ترمق رفيقتها بنظرات الفرح والسرور، ثم أردفت: لكن يبدو أنّه يوجد بداخلك آخر، هيّا ادفعي...!.

    - لكنّي متعبة يا أجوان...!. أجابت سهاد بتعب شديد وهي تعود لوضعية القرفصاء بعدما أهلكها التعب في دفع ابنتها الأولى: أشعر بتعب شديد. وهي تصرخ بينما تدفع بكامل قوتها.

    أجوان بنبرة تشجيعية: هيّا يا سهاد ادفعي أكثر، ها هو رأسه، ادفعي، ما لبثت إلا أن صرخت بسرور: إنّها بنت يا سهاد إنّهما توءمان...!.

    سهاد وهي ترمي بكامل ثقلها على الوسادة التي تسندها للاستلقاء ملتقطة أنفاسها: أشعر بوجع شديد يا أجوان، أشعر بالألم والتعب. إنّي في ألم شديد.

    أجوان بعد أن لاحظت تدهور حالة سهاد وهي لا تملك الأدوات المناسبة لإسعافها: ما الأسماء التي ستطلقينها عليهما يا سهاد؟.

    سهاد وهي تلتقط أنفاسها، وعرق التعب يتصبب من جبينها وبأنين الألم: شعاع ونور... وأكملت بعد أن ازدردت ريقها: أملًا في أن يسود شعاع الأمل ونور السلام، أرجو أن تعتني بهما يا أجوان، فإنّي أستشعر قرب الموت منّي، ولن يصبح عليّ صباح بعد هذه الليلة....

    أجوان بحزن وهي تربّت على كتف سهاد: أعدك يا سهاد، أتمنّى أن يكون خلاصنا على يد إحداهما، سأحاول أن أكون لهما سندًا، وسأحميهما كما لو كانتا بنتيّ فعلًا، اطمئنّي....

    سهاد: لا تنسي أن تبلغيهما أنّ والدهما كان بطلًا من أبطال المقاومة قبل أن يُقتلَ من قبل قوى الشر التي حلّت بنا وهو يحاول حمايتي وهما في أحشائي....

    أجوان: اطمئنّي، سأفعل ما بوسعي يا سهاد، حاولي أن ترتاحي الآن أرجوك فقد بذلت الكثير من الجهد، كفّي عن التفكير بالموت، فربما تكونين أنت من يعتني بهما، وتبلغهما عن قصص بطولات والدهما في المقاومة، أرجوك خذي قسطًا من الراحة.

    سهاد: أتمنى ذلك يا أجوان، لكنني أستشعر أنّ وقتي قد حان للوداع، أعطيني بنتيّ أريد أن أحتضنهما....

    ناولت أجوان الرضيعتين لأمّهما، واضعتهما على صدرها لتحتضنهما...

    سهاد مبتسمة: يبدو أنّهما في صحة جيدة....

    اكتفت أجوان في مبادلتها الابتسامة والإيماءة لها بموافقتها على كلامها... والحزن يعتصر قلبها لعجزها عن إسعاف صديقتها المتألمة.

    خصلات الشعر الذهبية

    في بلدة (الرمال) الصحراوية، وهي بلدة يحيط بها سور يحميها من عدوان الغرباء، تقع بقرب من واحة كبيرة غنّاء...

    ظفير... ظفير... يا ظفير.... صرخت نور منادية صديقها من أعلى السطح، فبيوت البلدة متجاورة والأسطح لا تكاد أن تكون بعيدة عن بعضها، استأنفت نداءها لصديقها: هيا بنا لنعلب يا ظفير.... ما لبثت أن أطلّ عليها صديقها بشعره الأسود الأشعث وهو يبتسم لها بابتسامة التحدّي صارخًا بحماس: سأهزمك يا هذه. اليوم أنا مستعد لهزيمتك يا نور، على عكس المرة الماضية، فقد كنت متساهلًا معك، ولم يكن بمزاجي هزيمتك.

    نور: سنرى من سيُهزم أيّها الأشعث هيّا استعد، أنا خارجة لك الآن....

    نزلت مسرعة من السلّم لتلحق بصديقها لتنافسه في لعبة المبارزة والسباق كالمعتاد، لكن استوقفها سماع حوار يدور بين أبيها وعمتها، اللذين تكفّلا بتربيتها وإيوائها:

    لقد تحوّل معظم خصل شعرها إلى اللون الذهبي، هل هذه علامة على نضوج قواها الداخلية؟

    لا أعلم، أتمنى أن تكون قد نضجت قواها، فقد عاهدت كبيرنا وزعيمنا على تسخير قواها للدفاع عن البلدة ضدّ أعدائنا، لقد اخترنا السلام والبعد عنهم، لكنّ أطماعهم لا حدّ لها كما تعملين، خاصة مع ازدياد أعدادهم.

    إنّها سليلة سحرة الليل والنهار أجابت رنين.

    اقتحمت نور مقاطعة الحوار الذي يدور بين عمتها وأبيها: ما الذي تتحدثان عنه؟ هل كنتما تتحدثان عنّي؟.

    رنين بتوتر: هل كنت تتجسسين علينا يا فتاة؟

    نور: لم أقصد استراق السمع يا عمّة، فقد كنت متوجهة لمبارزة ظفير وصوت حواركما استوقفني، فالباب مفتوح كما ترين، وقد سمعت ما سمعته.

    غمد بحزم: يبدو أنّ لصديقك ظفير تأثيرًا سيئًا على أخلاقك يا نور....

    رنين مقاطعة غِمْدًا: لكنّها سمعت ما سمعته....

    نور وهي تنظر إلى غمد بحدّة: ظفير صديقي الوحيد في هذه البلدة، وهو صديقي منذ الطفولة، فقد رفض الكثير مصاحبتي لاختلاف شكلي، فأنتم جميعًا تتشابهون بالصفات الشكلية، كالشعر الأشعث والعينين الخالية من البياض....

    رنين: لم نخفِ عنكِ أنّك متبنّاة؛ فقد وجدَتك زوجة أخي غمد عند الواحة رضيعة ووحيدة، فرقّت لحالك خصوصًا أنّها كانت عاقرًا لا تنجب، فاتخذاك ابنة لهما، ورحبنا بك كابنة لنا، لم نقصّر معك في شيء حتى بعد وفاتها بسبب المرض، أنا وأبوك غمد نبذل ما بوسعنا للاعتناء بك.

    نور بنبرة حزينة وهي تشيح بنظراتها الحزينة إلى أبيها غمد: أعلم ذلك يا عمتي، لكنّي سمعتكما تتكلمان عن خصلات شعري التي بدأت في التحول إلى اللون الذهبي مؤخرًا، أريد أن أعرف المزيد عن ماضيّ أرجوكما.

    غمد بحزم وهدوء: اذهبي الآن لمبارزة صديقك، وإن عدتِ في المساء سأحكي لك عن ماضيك.

    نور بحماس: لمَ ليس الآن؟ يمكن لظفير الانتظار، سأنافسه لاحقًا....

    غمد وهو يغادر: لأنّ لدي بعض المشاغل العالقة الآن، ويجب أن أنهيها....

    رنين: اذهبي يا نور لمبارزة ظفير، فقد سمعت أباك، سيحكي لك لاحقًا ما تريدين أن تعرفي عن ماضيك.

    نور متذمرة: أعتقد أن لا خيار لي، أنا ذاهبة لظفير....

    خرجت نور من البيت والأفكار تعصف بها، شاردة الذهن متوجهة لمكان لقاء ظفير لمبارزته...

    لوّح لها ظفير من بعيد بسيفه الخشبي مشيرًا لها للاستعداد لمبارزته، لكنّها كانت شاردة ولم تنتبه لتلويحه.

    - يا نور!. صرخ ظفير مناديًا إيّاها وهو يلحق بها...

    - أووه، ظفير. بانتباه.

    ظفير باستغراب: أرى ملامح الحزن تعلو وجهك، وتبدين كأنّك بعالم آخر، ما الذي يشغل بالك لدرجة الشرود؟.

    - لا أعلم يا ظفير فقد سمعت حوارًا يشغل بالي حاليًا، كان بين عمتي وأبي. أجابت نور بحيرة.

    ظفير بارتباك: هل كنت تسترقين السمع؟

    نور نافية بعبوس: بالطبع لا...!.

    ظفير ممازحًا: خلتك تحولت إلى جاسوسة من نوع ما.

    كررت نور على مسامع ظفير الذي تثق به ما سمعته بين عمتها وأبيها من حوار، حتى لاحظت سرحانه فسألته مستدركة: بماذا سرحت يا ظفير؟ أرى الشرود بعينك

    ظفير بتوجس: هل تعلمين من المقصودين بالأعداء؟

    نور ترمقه بنظرة حيرة: لا...! إن كنت تعلم أخبرني عنهم.

    ظفير: سأخبرك، لكن عديني أن تكتمي السرّ.

    نور: أعدك، لكن لماذا يعدّ ذلك سرًّا؟.

    ظفير مترددًا: لأنّهم حذروني من مشاركتك أيّ معلومات تاريخية تخصّ قومنا، فأنت بالنهاية لست منّا، ولو عشتِ معنا طوال عمرك كواحدة منّا....

    نور تتنهد بحزن: أعلم أنّي لست منكم، رغم لطفك أنت وعمتي وأبي معي وحبّي لكم وحبّكم لي، إلّا أنّ الغربة تأكل قلبي كلّ يوم، فأنا لا أعلم شيئًا عن نفسي أو أهلي.

    ظفير: وجب عليّ تنبيهك بكتمان السرّ، فأنا في غنى عن سخطهم وإنزال العقوبات فيّ.

    نور: وعدتك بكتمان السرّ، لا تقلق فأنت صديقي الوحيد، ولن أسمح أن يطالك العقاب.

    ظفير: أعداؤنا جنس من جنسنا، يمتصّون الطاقة الصادرة من الهالة، خصوصًا طاقة البشر، فقد سيطروا على العالم واستعبدوا البشر في حظائر لإنتاج الطاقة.

    نور: لكنّكم لا تتغذون على طاقات البشرية، ولا حتى تستعبدون البشر في حظائر! فكيف يكونون من نفس جنسكم؟. سألت باستغراب.

    ظفير: نعم صحيح، ذلك لأنّنا مهجّنون، فقد تزاوج أسلافنا والبشر في عصور سابقة، لكنّنا نحمل الجينات التي تخوّلنا أن نتحول إلى مصاصي طاقة بل أسوأ، إلى مصاصي دماء أيضًا في حال عدم توافر الطاقة، واقعًا منّا من التحق بأبناء عمومتنا....

    نور مقاطعة ظفير والتساؤل على محياها: كيف ذلك يا ظفير؟.

    ظفير مجيبًا: بكسر معنويات البشري وإجباره على تأدية طقوس معينة شبيهة بالرقص، نتحول إلى مصاصي طاقة، وأثناء تحولنا إن شربنا من دماء البشري نتحول إلى مصاصي دماء وطاقة بنفس الوقت.

    نور: كيف تحتاجون الدماء البشرية ولا تكتفون بامتصاص الطاقة كما يفعل أبناء عمومتكم؟.

    ظفير: لأنّنا مهجّنون، نتج عندنا خلل جيني سبّب هذا الاختلاف. عمومًا أبناء عمومتنا يعتبرون أنفسهم السلالة الأنقى، ونحن أدنى منهم، لكنّهم يتقبلوننا بصفوفهم بل يحتاجوننا وذلك لقدرتنا على السيطرة على البشر، فلدينا القدرة على التأثير على العقل البشري، وإجباره على طاعة رغباتنا، فإن احتاج أبناء عمومتنا تنويعًا بنكهات الطاقة فإنّ بمقدرتنا إجبار الأدمي منهم على توليد أيّ نوع من أنواع الطاقة فقط بإيهامه بعيش لحظات معينة ومن خلال الوهم يتولد الشعور ومن الشعور تتولد الطاقة بهالته....

    نور بحماس: اشرح لي أكثر أرجوك!.

    ظفير: على سبيل المثال... شخص من أبناء عمومتنا اشتهى أو احتاج أن يتغذى على طاقة الحزن، فما على الشخص المتحوّل منّا إلّا أن يضع يديه على الأدمي حتى يتغلغل إلى عقله ليولد وهمًا محزنًا أو ينشّط ذكرى حزينة في ذاكرته وإيهامه بأنّه يعشيها باللحظة. من خلال ذلك الوهم أو الهلوسة تتولّد عنده مشاعر الحزن التي تتجسد كطاقة في هالته، ثمّ يستطيع مصاص الطاقة شفط الطاقة بنكهة الحزن حسب رغبته أو احتياجه.

    نور بعبوس: ولكن ما دخلي أنا وزعيم العشيرة؟.

    سرحت وهي تفكر فيما سمعته من عمّتها فيما يخصّ قواها الداخلية، فالرغبة في معرفة المزيد كالسعير في وجدانها...

    قاطع ظفير سرحانها وحبل أفكارها بنبرة حماس: لا تقلقي يا نور سأحاول بكلّ طاقتي أن أستجمع لك المعلومات التي تحتاجين، فأنا قد أدليت لك بكلّ ما لديّ من معلومات، فكما تعلمين، كوني صديقك المقرّب جعل العموم متحفّظًا من التكلم أمامي فيما يخصّ أسرار العشيرة وتاريخها.

    نور: ما فهمته من الحوار أنّهم متأمّلون بي أن أكون سلاحًا من نوع ما، فكيف لهم ألّا يثقوا بي، ويحتفظوا بتلك الأسرار عنّي، أليس من الأجدر بهم أن يثقوا بي على الأقل حتى أتحفّز لحمايتهم؟ ياااااه، لقد احترت وأصابني الصداع من التفكير!.

    ظفير وهو يربّت على كتفها مطمئنًا إيّاها: اطمئنّي، سأبذل قصارى جهدي. ولو أنّ كلامك منطقيّ، إلّا أنّنا نجهل الأسباب التي تجعلهم متحفّظين.

    نور بتحدٍ: حتمًا لن أدافع عن أشخاص لا يثقون بي ما عداك أيّها الأشعث وعمتي وأبي طبعًا.

    ظفير ممازحًا: أنا أتساهل معك بالمبارزة فقط، فأنا لست ضعيفًا، ماذا لو أنت من احتاج إلى حمايتي لك بسيفي البتار هذا.

    نور بتهكّم: نعم نعم! أنت الفارس المغوار الذي سوف يحميني ويحمي جميع من في البلدة.

    ظفير ملوحًا بسيفه الخشبي: أعلم أنّ حمل هذا السيف الخشبي يفرق عن السيف الحقيقي، لكن لا أتوقّع أنّ أحدًا يستطيع أن يغلبنا، نحن ثنائي الأبطال، الفضل يرجع للعمّ غمد الذي درّبنا لساعات طويلة على المبارزة بالسيوف فقد عمل في مجال الدفاع والجيش قبل إصابته التي أدّت إلى تركه للمجال.

    نور: وأنا أيضًا ممتنة إلى أبي غمد على كثير من الأمور التي قدّمها لي....

    طميم

    على طاولة صغيرة جلس غمد باسترخاء ينظر من خلف الزجاج سارحًا بالمارة، يحتسي قهوته بكل هدوء يفكر مترددًا هل يخبر نور بكامل الحقائق ويكون بذلك قد كسر قوانين العشيرة أو بالأخص زعيم العشيرة بعدم تداول أيّ معلومات تخص العشيرة مع نور، أو أنّه سيكتفي بمشاركتها بعضًا من الحقائق ربّما.

    قطع سرحانه صوت طميم صديقه، حيث ألقى عليه التحية فور دخوله من باب المقهى، فسأله عن سبب شروده، فاضطر غمد إلى سرد ما حصل على مسامع طميم، فهو بالأخير يكون مستشار زعيم العشيرة، متأملًا الاستفادة من مشورته...

    طميم: هل تعتقد أنّ تحول بعضًا من خصل شعرها إلى اللون الذهبي دليل على نضوج قواها الداخلية؟.

    غمد: لا أعلم، لكن الواضح أنّها تزداد نشاطًا في فترة النهار، وتقضي فترات طويلة تحت أشعة الشمس مستمتعة بنورها، ولا تشتكي من حرارتها القاسية بل بالعكس، تكون بكامل حيويتها وبهجتها.

    طميم: ومع ذلك لا تستطيع أن تجزم أنّ قواها قد نضجت؟

    غمد: نعم لا أستطيع الجزم بشكل قاطع.

    طميم: يبدو أنّه علينا إيجاد طريقة للتأكّد والجزم من ذلك، حتى نصارحها بأنّ من واجبها حمايتنا بقواها من كيد الأعداء، ولا أعتقد أنّها ستمانع من تسخير قواها في حمايتنا والعشيرة، فنحن بالنهاية بمثابة أهل لها.

    غمد بحِيْرَة وهو يرتشف من فنجان قهوته: أتعتقد أنّه من الأفضل علينا أن نتأكد بطريقة ما ثمّ مصارحة كبيرنا إذًا؟.

    طميم موافقًا: نعم هذا بالضبط ما أعتقد أنّه الأنسب، لا أريد أن أشتت انتباه الزعيم عن قضايا ومشاكل مجتمعنا، خصوصًا أنّها مجرد تكهنات وشكوك، فربما لا تكون نور هي المنشودة، ولا حتى تتمتّع بقوًى روحانية كما بلغنا....

    غمد: نعم صحيح، علينا التريّث قليلًا.

    طميم: نعم يا صاحبي، لكن علينا أولًا إيجاد طريقة مناسبة للكشف عن قواها الداخلية.

    غمد: ألا تستطيع الاستعانة بمعارفك بالمدن الأخرى، ربما لديهم طريقة أو فكرة ما نستطيع من خلالها التأكد....

    طميم: سأحاول حتمًا، سأسألهم.. لكن حتى نحصل على الطريقة أرجو أن لا تتكلم مع أحد عن موضوع الخصلات حتى ذلك الحين.

    غمد: لك ذلك يا صاحبي.

    اليتيمة

    رجعت نور للمنزل متحمسة لسماع ما

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1