Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

أنا فتاة في السابعة من عمري
أنا فتاة في السابعة من عمري
أنا فتاة في السابعة من عمري
Ebook152 pages1 hour

أنا فتاة في السابعة من عمري

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

السابعة من عمري، نشأت على حب الإسلام وخاصة على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصبحت مغرمة بقصص الصحابة الكرام وسيرة غزواتهم مع الرسول في بدر وأحد، وعشت معهم في حروبهم كأني واحدة منهم، أقاتل معهم، إني أصبح كل يوم وأمسي وأنا أشعر بفخر عظيم لانتمائي لرسول الله وصحابته الكرام وبصفتي مسلمة، وأشعر بعزة عظيمة أننا الآن نسود العالم الذي يأتمر بأمرنا وينتهي بنهينا، حتى استفقت من حلمي الجميل بعد صدمة ألمت بي وأدركت من خلالها أننا لسنا كذلك، وكانت هي الصدمة التي جعلتني أكتب كتابي هذا، وأروي قصتي من أرض الواقع وليس من نسج الخيال.

Languageالعربية
Release dateDec 20, 2021
ISBN9798201589790
أنا فتاة في السابعة من عمري

Read more from Mohammed Saeed Saleh Alturki

Related to أنا فتاة في السابعة من عمري

Related ebooks

Related categories

Reviews for أنا فتاة في السابعة من عمري

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    أنا فتاة في السابعة من عمري - Mohammed saeed saleh alturki

    المقدمة

    أنهيت كتابة هذا الكتاب في ظروف صعبة في العام الخامس والتسعين بعد التسعمائة وألف الميلادية الموافق الخامس عشر بعد الأربعمائة والألف الهجرية، أي قبل ثمان وعشرين عاماً، وددت حينها أن أتناول عدة مسائل مصيرية في رسالة واحدة مرتبطة ببعضها البعض، فكيف يجمع أحدهم بين الفكر والتربية والعلم والوعي على طبق من الفن والأدب، في كتاب خفيف على سمع وبصر وقلب القارئ، فعمدت إلى كتابة هذا الكتاب محاولاً مقاربة تلك المسائل قدر المستطاع، وقد كنت أستشعر معاناة الشباب والفتيات وقضايا مجتمعية في هذا الزمان، وهم يخضعون لسنة الكون، فمجيئهم إلى الدنيا كان بدون إرادتهم، إنما بإرادة الله ورحمته، ونشأتهم على الفطرة هي برحمة من الله ولطفه وعنايته، وتطلعهم إلى الدنيا بقلب بريء، وأمل كبير، ورجاء بالحياة السعيدة جِبلّة جبلوا عليها، أما الوالدان للمولود فهما سنّة محاطة بعناية من الله، يقذف في قلوبهما رحمة ومحبة منه لمواليدهم ليكبروا ويشتد عودهم، فيصبحوا قادرين على مواجهة الحياة وتكاليفها بأنفسهم، وينطلقوا كغيرهم في الحياة يبحثون عن السعادة، فألهم الله نفوسهم إدراك الخير والشر، والتقوى والفجور، والهدى والضلال، وتأتي مرحلة من العمر يكتسب المولود من المعلومات ما يكفيه لأن يفكر ويتفكر ويربط ما يراه ويسمعه بواقعه، ويكون قادرا بالحكم على الأشياء فتتكون لديه قناعات يتمسك بها ويرى فيها مهجعا له وسكوناً، ليشعر بالطمأنينة والرضا.

    إلى تلك المرحلة من العمر تبدأ عند الإنسان مرحلة من التفاعل مع الواقع، كما يجده بخيره أو شره وظروفه وأحواله، في نعيم أو جحيم، في رخاء أو شدة، في سعادة أو شقاء، ومن تلك الزاوية التي وجدها ينطلق ينظر إلى الدنيا وكأن الدنيا كلها كما يراها، فهو لا يعرف زوايا أخرى في تلك المرحلة بعد، غير التي يراها في محيط والديه وقرنائه وأسرته.

    من هنا يكون إبداع الوالدين في التربية، حين يجعلون أبناءهم وبناتهم يندمجون في تلك المرحلة من الواقع الذي لا يعرفونه من الحياة، فإما أن يحسن الوالدان فيفتحان لأبنائهما أفاق النظر ليندمجوا مع الواقع بانسجام وانسيابية وعلم ووعي، وإما أن يسيء الوالدان فيجعلان أبناءهما وبناتهما يصطدمون بالواقع بدون علم ووعي، فما يعلمونه يكون بخلاف ما يمليه عليهم الواقع، وإما أن يهمل الوالدان التربية لظروفهما المعيشية القاسية مثلاً، فلا يحسنان التصرف كَرْهاً فيضيع الأبناء والبنات ويتيهون، ولا تدري بعد إلى أي مصير يصيرون.

    للتربية شجون وأحاديث كثيرة، ولكن إذا ما عُلمت قواعدُها وأصولها، وأنها في الحقيقة تتقرر من خلال المبدأ الذي يحمله الوالدان، ومدى علمهم بفساد أو صلاح ذلك المبدأ، وبمدى تمسكهم بذلك المبدأ إن كان خيراً، أو تخليهم عن ذلك المبدأ إن كان شراً، وعن مدى تمثل ذلك المبدأ في شخوصهم، فيكون الوالدان أنفسهما خير مثال للأبناء والبنات، أما إن لم تتأصل قواعد ثابتة للمبدأ الذي يحمله الوالدان، تصبح تربيتهم تشوبها كثير من الضبابية التي تكون سبباً في ضياع الأبناء والبنات.

    يتمحور حديثي في هذا الكتاب أنا فتاة في السابعة من عمري على عدة أمور، الفكر والمبدأ، التربية ونتائجها، الحديث عن الواقع بتاريخه وحاضره ومستقبله، وكيف نتعامل معه بصفتنا مسلمين، وكيف ينشأ الأبناء والبنات بأفكارهم ونظرتهم للحياة ونظرتهم إلى الواقع في عالم قد لا يكون مُدركا من الوالدين في أحوال التغيرات والمستجدات، التي ربما يشاهدها ويحتك بها الأبناء أكثر من الوالدين أحيانا، فينصرف الأبناء والبنات فيما بعد إلى وجهة من الخير أو الشر غير التي رجاها الآباء والأمهات في الأصل منهم، فهناك من يدير عجلة الفكر والعلم والوعي ويؤثر فيها، أعظم بكثير مما تؤثر فيه تربية الوالدِين لأبنائهم، وتنشأ أجيال لم نكن في الأصل نريدها ولم نكن نسعى لنشوئها بتلك الصفة. 

    أرجو أن يستظهر القارئ من هذا المؤلف بنفسه مسائل لم تكن في الحسبان في الفكر والتربية ومصير الأبناء والبنات، ومصير المجتمعات، ويدرك المشهد من خلال ما تصوره له فتاة في السابعة من عمرها، فما شأن تلك الفتاة من هذا كله، ولماذا كان الخطاب في هذا الكتاب على لسان فتاة وليس رجل أو فتى؟ الغرض من ذلك كان : لإعطاء الكتاب صبغة اجتماعية وتربوية لها شجون تختلف عن الخطابات الأخرى، وأنها كانت فتاة ولم يكن فتى، لما نألفه من رقة ودلال ومسالمة في الفتاة، وليس العند والخشونة والمقارعة المعلومة في الفتى.

    ولسبب أخر أن الفتاة لا ترى في حياتها قدوة وصورة مثالية سوى أباها وأمها غالبا، فلأن وجودها داخل المنزل أكثر من وجودها خارجه، واهتماماتها غالبا ما تكون كذلك، فترى في أبيها صورة الرجل الذي ليس دونه أحد، وترى في أمها الأم التي ليس دونها أحد، أما الفتى فذكوريته تدفعه  إلى  مسالك القوة وتربية العضلات والمغامرات، التي إن لم يجدها في أبيه، بحث عنها خارج المنزل فيمن تتوفر فيهم تلك الصفات من الأقوياء والمغامرين، إما مباشرة، أو من خلال ما تقدمه له وسائل الإعلام من رجال، فنرى الفتاة لا يتعدى انشغالها غالباً إلا بما يقوله لها أبواها و بما يأمرانها به، وبما يصورانه لها من الحياة، ثم إنها في السابعة من عمرها، فذلك ليُوحي خطابها بالبراءة والصراحة والتطلع  إلى المستقبل بالآمال العظيمة والكثيرة المطلقة، والأحلام التي تتجاوز الاحباطات الناتجة عن التفكير واحتمال حصول الفشل، ثم إن السنين السبع من عمرها لم أوردها بواقعها العددي بل المعنوي، حتى تعطي القارئ التصور أن خطابها لا يجري على لسان اليافعين وحسب، وعلى لسان الرجل والمرأة، شبابا كانوا أم شيوخا، وإنما يجري كذلك على لسان الطفل الصغير ويكشف كيفية نظرته إلى الواقع، بالرغم من أنه ليست لديه الملَكَة بعد للإفصاح عما يجول في خاطره.

    عسى أن أوَفّق فيما أقدمه هنا تسليط الضوء على حقيقة الفكر العقدي والاجتماعي والتربوي في عالمنا الإسلامي اليوم، وعلى كيفية تأثيره على عقول وألباب أبنائنا والأجيال المكلفين ببنائها، وعلاقته بالواقع الحالي والأحداث التي تمر بنا، حتى ننظر  إلى  المسألة أنها قضية عامة لجميع الأمة الاسلامية، وليست قضية خاصة لأحدهم. عسى أن أخرج بهذا الكتاب لما طمحت إليه من فائدة للإسلام والمسلمين وأستغفر الله العظيم، والحمد لله رب العالمين.

    جدّيَ العظيم

    أنا فتاة في السابعة من عمري، نشأت وترعرعت في عائلة متوسطة الحال، كثيرة العيال، ملتزمة بدين الاسلام وأخلاق المسلمين، وفي حيّ أنشأ كثيراً من النساء والرجال من مختلف الأجيال.

    لم أكن والفتيات أمثالي نتعلم الأدب والخُلقَ الحسن من والدينا وحسب، بل كانت المدرسة تؤدبنا، وكان المعلم يؤدبنا، وكان الشارع يؤدبنا، بل كنت أتعلم الأدب وكثيراً من الأخلاق الحسنة من زميلاتي، وكان المسجد يؤدبنا ونأخذ منه كثيراً من العلم، وكان الناس بالتالي عائلة واحدة، وأعرافهم واحدة، فمُنكرهم واحد ومستحبهم واحد، يعيشون معاً في انسجام وتراض وتآلف.

    لقد كانت كل تلك المشارب

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1