Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

Kawadi Thorns Arabic
Kawadi Thorns Arabic
Kawadi Thorns Arabic
Ebook226 pages1 hour

Kawadi Thorns Arabic

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook


كانت ريم فتاة عادية تعيش حياة هنيئة مع والديها. لكنّ الحياة أخفت عنها أسرارًا كبيرة. وفي يوم من الأيام، انقلبت الأحوال وفقدت والديها ثم أصبحت تحت سيطرة زوجة أبيها وبناتها.
Languageالعربية
Release dateApr 21, 2020
ISBN9789927118616
Kawadi Thorns Arabic

Related to Kawadi Thorns Arabic

Related ebooks

Related categories

Reviews for Kawadi Thorns Arabic

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    Kawadi Thorns Arabic - Eissa Abdullah

    إهداء

    إلى آمالنا...

    فحتَّى الأحلام...أصبحت لبعضنا حُلمًا.

    يحلُم بأن يحلُم.

    حينما تلتقي الأساطيرُ،

    فتجتمعُ في روايةٍ واحدةٍ.

    الرواية مُقتبسة من مجموعة من القصص العالمية

    نُغلق أعيننا عندما نبكي

    وعندما نحلُم

    وعندما نتمنَّى

    وعندما نتعانق...

    لأن الأشياء الجميلة في الحياة

    لا نراها بالعين، بل نشعر بها بالقلب

    جبران خليل جبران

    ١

    في ذلك المكان الهادئ، بمنازله المتقاربة، وأرصفته الخضراء، وأشجاره ذات الجذوع العالية التي يُداعب النسيم أوراقها، لم تكن الفتاة الصغيرة تتوقع قَطُّ أن القصص والروايات التي تقرؤها في الكتب، عن الحب والحنين والظلم واليأس والأمل، يمكن أن تُصبح يومًا ما حقيقة تعيش أحداثها.

    كانت «ريم» قد بلغت عامها الخامس عندما ألمَّ المرض بوالدتها، وأصبحت تعتمد على نفسها على الرَّغم من وجود العديد من الخدم في منزلهم، وقد جعلها هذا تبدو أكبر من عمرها في هيئتها وحديثها وتعاملها مع مَن حولها.

    تدهورت حالة والدتها الصحية أكثر فأكثر، مما كان له أكبر الأثر على حالة والدها «إسماعيل» النفسية، فقد كان حاضرًا بجسده فقط من دون عقله الذي كان مع زوجته. لم يتعمَّد ذلك، ولم يكن الأمر بيده، فوجود زوجته مُمددة على فراشها من دون حراك أمامه كان شيئًا لا يحتمله. مرَّت ثلاث سنوات، ولم يُجدِ أيُّ علاج نفعًا مع مرضها. كل الأصوات والضحكات التي كانت تملأ زوايا منزلهم فيما مضى قلَّت تدريجيًّا حتى اختفت.

    * * *

    وقفت ريم بجانب باب حجرة والدتها، تختلس النظر نحوها وهي مُستلقية على سريرها، قد تمكَّن المرض منها وساءت حالتها كثيرًا. كان والدها جالسًا على الأرض، مُتكئًا بجسده فوق السرير وهو يُحدِّق في وجهها، بينما والدتها تحاول جاهدة أن تُبقي عينيها مفتوحتين لتشاهد ملامح ابنتها الصغيرة وهي تبتسم لها، في حين تُلاعب أصابع يدها يد زوجها.

    وفي أثناء الدقائق التي فتحت والدة ريم فيها عينيها، بعد أن كانت كالجسد الهامد الذي لا حياة فيه، ابتسمت لمن حولها وكأنها تربت على قلوبهم وتشد على أيديهم، وقالت كلماتها الأخيرة لزوجها: «أحبك! أحبكم جميعًا!» وفجأة أحكمت قبضتها على يده، ثم بدأت تخفُّ شيئًا فشيئًا، إلى أن انسحبت يدها في صمت، وتهاوت حتى استقرت على فراشها من دون حركة.

    مال الزوج مرتميًا في أحضان زوجته ودموعه تُغرِقُ وجهه. جرت ريم نحو والدتها وقفزت على سريرها تهزُّها وتهزُّها. أرادتها أن تستيقظ فتعود ابتسامتها، ولكن الأوان قد فات وانتهى الأمر. لقد فارقت الحياة في تلك اللحظة. منذ ذلك اليوم لم يبقَ لريم سوى أبيها الذي تعيش معه أحلامها وأيامها.

    ٢

    «وداعًا زوجتي.»

    مر عامان على رحيل الأم، ولم يكن فقدانها بالأمر اليسير على زوجها أو صغيرتها. حتى العاملين في المنزل افتقدوها، فقد أحبها الجميع لطيبة قلبها. كان خيالها لا يزال حاضرًا في زوايا المنزل الكبير بابتسامتها وصوت ضحكتها.

    أصبحت ريم في العاشرة من عمرها. على الرغم من فقدها لحنان أمها، فإن أباها حاول جاهدًا أن يغمرها بحبه، وأن يشغل ذلك الفراغ الذي أحدثته وفاة والدتها. لم يكن من السهل عليه أن يكون أبًا وأمًّا لابنته أو لـ«أميرته الصغيرة» كما اعتاد مناداتها، لكن علاقتهما القوية ساعدته كثيرًا.

    كان قلقًا، لأن هذه الأميرة الصغيرة ستكبر وستحتاج حينها إلى رعاية مختلفة، رعاية أمٍّ تُشاركها أسرارها وتُوجهها، تضحك معها وتُوبِّخها، تعيش معها تلك اللحظات الخاصة بين الأم وابنتها. ستحتاج أميرته الصغيرة إلى اللحظات التي لا يمكن له أن يحلَّ فيها محل الأم حتى لو أراد.

    كان غيابه عن ابنته بسبب ظروف عمله التي تُحَتِّمُ عليه السفر لأسابيع، وأحيانًا لأشهر، سببًا في شعوره بالضيق الشديد.

    كانت ريم تقضي معظم وقتها في قراءة الكتب، وتنتظر عودة والدها بفارغ الصبر لتجالسه وتحكي له قصصًا من الكتب التي قرأتها خلال فترة غيابه. مع صغر سنها إلا أنها كانت تتمتع بمخيلة خصبة وذكاء حاد يفوق مَن هم أكبر منها. كان والدها عندما يجالسها يستمع إلى كل كلمة تقولها محاولًا استدراك كلِّ ما فاته، وبدوره يقصُّ عليها أحداث رحلات عمله وغرابة الأشخاص الذين قابلهم.

    بمرور الأيام سرعان ما يحلُّ موعد سفره المُقبل، وتحدث تلك الفجوة مرَّة أخرى في حياتها. في أثناء رحلات والدها كانت ريم تقضي معظم وقتها مع «خديجة» التي كانت تعتني بها منذ نعومة أظفارها وطيلة مرض والدتها، وقد توطدت العلاقة بينهما أكثر فأكثر بعد رحيل الأم. كانت خديجة تجالس ريم وتمازحها وتوفر لها كل شيء يمكن أن تحتاج إليه حتى يعود والدها.

    كانت خديجة إحدى عاملات المنزل وأقدمهن، حيث عملت فيه منذ زمن يسبق حتى زواج والد ريم من والدتها، وكانت تزيد على أم ريم في سنها ببضعة أعوام. اعتادت على الاهتمام بكل ما في المنزل ومَن فيه كذلك، ولم تشعر قَطُّ بأنها خادمة، وعُوملت وكأنها فرد منهم وجزء من العائلة الصغيرة. كثيرًا ما كانت ريم تنام في حضن خديجة، تستقي منها الدفء والحنان، ولمَ لا وقد لازمتها خديجة كل تلك السنوات.

    نشأت بين خديجة ووالدة ريم صداقة منذ أول يوم وطئت فيه قدماها هذا المنزل (ما زالت تتذكر خطواتها المتأنية وابتسامتها الخجولة عندما استقبلها كل عاملي المنزل)، وقد جمعتهما الصداقة مثلما جمعهما اليُتم، فقد فقدتا والديهما منذ الصِّغر، واستمرت صداقتهما حتى أعلن الموت نهايتها.

    لازمت خديجة سيدتها وصديقتها خلال مرضها وحاولت جاهدةً أن تخفف عنها الألم، وقضت الليالي بجانبها من دون أن يغمض لها جفن. في يوم من الأيام، وقبل أن تفارق أم ريم الحياة، أوصت خديجة بأن تعتني بريم، فهي الآن في منزلة والدتها. لم تنسَ خديجة قَطُّ تلك اللحظات التي لم تتمالك فيها نفسها وأجهشت بالبكاء، وقد شعرت بأن أم ريم تودعها، وأن ساعة الفراق قد حانت.

    كانت خديجة أيضًا قد عانت في طفولتها عندما فقدت والديها، كما أنها لم يسبق لها الزواج، فوجدت في ريم الابنة التي لم تُرزق بها، ووجدت في منزل العائلة الملاذ من الوحدة، وأصبح كل حياتها وعائلتها.

    * * *

    كان منزل عائلة ريم كبيرًا وشبيهًا بالقصور، تزين سقفه ثريات من الذهب والكريستال اللامع، به صالات استقبال كبيرة وغرف ضيوف واسعة، ويحتوي بين جدرانه على تحف ثمينة ومزهريات كبيرة كان والد ريم عادة ما يجلبها معه من رحلات عمله. توجد حديقة كبيرة في خارج المنزل تكثر فيها الورود والشجيرات والمساحات الخضراء الشاسعة. وأمام مدخل المنزل توجد نافورة كبيرة تتوسط المكان. كان البستاني «كريم» هو الذي يعتني بتلك الحديقة ويسقيها كلَّ يوم.

    كانت غرفة ريم كبيرة وواسعة، ذات ألوان زاهية تُشبه ألوان الربيع الهادئة. يغطي ورقُ الحائط الأبيض جميعَ جدرانها، وتنتشر فيها رسومات أوراق الأشجار والورود مخملية الملمس زهرية اللون. وقف سريرها ذو الأعمدة والستائر الجميلة في منتصف الغرفة، وعلى الحائط وُضع عدد من الرفوف امتلأت بالكتب والدُّمى.

    ٣

    كان إسماعيل رجلًا طويل القامة، حسن المظهر، يتمتع بملامح هادئة، له عينان صغيرتان، ولحية وشارب أسودان كلون شعره. وقد ورثت ريم ملامحها منه ومن والدتها بالتساوي: عينان واسعتان عسليتان كلون عيني والدتها، وشعر أسود داكن كلون شعر والدها يصل إلى أسفل كتفيها بقليل.

    في أحد الأيام دخل إسماعيل غرفة ابنته بعد عودته من السفر ليفاجئها. كانت ريم مستلقية على أريكة تقرأ أحد الكتب التي جلبها لها سابقًا ولم تنتبه لدخوله. سار بخطوات هادئة، جلس بجانبها ساحبًا الكتاب من بين يديها مقلبًا صفحاته وقال: «لقد قرأت هذا الكتاب وأنهيته قبلك، ولا زلت في منتصفه.»

    اعتدلت ريم في جلستها حتى تنظر إلى ملامح أبيها الذي كلما اقترب منها عاود الغياب عنها، لكنها لم تتفوه بكلمة، لأنه قبل رحيله وعدها بأنه لن يطيل غيابه هذه المرَّة، وقد مضى على ذلك أكثر من أسبوعين.

    كان والدها يعلم أنها حزينة بسبب تأخره في رحلته، وكعادته لم يضيِّع الوقت في عبارات الأسف التي لا فائدة منها، وخصوصًا أنه يُعامل ابنته ويُحادثها بأسلوب الكبار. قال: «ها يا أميرتي الصغيرة، كيف حالك؟»

    شبكت ريم ذراعيها وهي تردُّ عليه قائلة: «ما عُدت صغيرة، لقد كبرت يا والدي.»

    «كبرتِ! لا، لا زلتِ صغيرة لم تتجاوزي العاشرة! وحتى لو بلغتِ ألف عام ستظلين أميرتي الصغيرة.»

    اقتربت منه واحتضنته. كانت تستغل كل لحظة يقضيها معها، فهو بالنسبة إليها عالمها وحياتها، وهو الآن معها وقد يعاود السفر غدًا.

    بعدما تبادلا القبلات اعتدلت في جلستها، وقالت له: «وعدتني ألَّا تتأخر هذه المرَّة، لكنك تأخرت.»

    قبَّلها والدها فوق جبينها: «نعم، كلامك صحيح، ولكن لم يكن باليد حيلة، فقد طرأ أمر جديد على عملي هناك وأُجبرت على البقاء فترة أطول. كنت أعد الدقائق لأرى حبيبتي الصغيرة.»

    لاحظت ريم أن هناك شيئًا مع والدها يحاول أن يخفيه وراء ظهره، فأومأت برأسها في إشارة منها لما هو خلفه، وسألته: «ما الذي تخفيه؟»

    ضحك والدها مُجيبًا وهو يتحسس الحقيبة القماشية خلفه: «لقد لاحظتها!»

    «نعم، وكيف لا ألاحظ وما تخفيه خلفك يمكن رؤيته من مسافة ميل؟»

    «ميل! أنتِ تُبالغين.»

    «إذن، ماذا تخفي؟ مجموعة جديدة من الكتب؟»

    «كلَّا، هذه المرَّة الأمر مختلف، خمني مرَّة أخرى.»

    حاولت ريم أن تباغت والدها وتسحب الحقيبة القماشية من خلفه، لكنه كان أسرع، أبعدها عنها وهو يضحك قائلًا: «لن تحصلي عليها قبل أن تخمني ماذا يوجد بها.»

    عادت ريم إلى وضعها السابق؛ شبكت ذراعيها، ثم أشاحت بنظرها إلى الجهة المقابلة تدَّعي لامبالاتها. اقترب منها مُميلًا رأسه وهو ينظر إلى الاتجاه نفسه الذي تُحدِّق فيه، وسألها مازحًا: «ماذا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1