Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الوساطة بين المتنبي وخصومه
الوساطة بين المتنبي وخصومه
الوساطة بين المتنبي وخصومه
Ebook151 pages45 minutes

الوساطة بين المتنبي وخصومه

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعد كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (392 هـ) ثمرة لما أثاره شعر أبي الطيب المتنبي (354 هـ) من حركة نقدية واسعة في القرن الرابع الهجري، بعد أنْ هدأت آثار تلك المعركة التي دارت حول شعر أبي تمام والبحتري في القرن الثالث الهجري. إن كتاب الوساطة يمثل في مجمله دراسة موضوعية لشعر أبي الطيب، ولمواقف خصومه منه، وكان الجرجاني يصدر فيها عن رؤية القاضي الذي يجمع الأدلة والقرائن والمسوغات التي تسعفه في إصدار حكم عادل.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643530
الوساطة بين المتنبي وخصومه

Related to الوساطة بين المتنبي وخصومه

Related ebooks

Reviews for الوساطة بين المتنبي وخصومه

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الوساطة بين المتنبي وخصومه - أبو الحسن علي بن عبد العزير الجرجاني

    مُقدِّمة

    يُعدّ كتاب «الوساطة بين المتنبي وخصومه» للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (392 هـ) ثمرة لمَا أثاره شِعر أبي الطيب المتنبي (354 هـ) من حركة نقديَّة واسعة في القرن الرابع الهجري، بعد أنْ هدأت آثار تلك المعركة التي دارت حول شِعر أبي تمام والبحتري في القرن الثالث الهجري.

    شكل شِعر أبي الطيب، مثلما شَكَّلت شخصيتُه الإشكاليَّة التي «ملأت الدنيا وشغلت الناس»صدمة للأوساط النقديّة آنذاك، واتَّخذت الكتابات النقديّة عنه طابعًا هجوميًّا، فكتب عنه محمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي (388 هـ) رسالة سَمَّاها «الرسالة المُوضِحَة في ذِكر سرقات المتنبي»، وكتب الصاحب بن عبّاد (385 هـ) رسالة سَمَّاها «الكشف عن مساوئ المتنبي»، وقدّم ابن جِنّي (392 هـ) شرحه اللافت لديوان المتنبي وسَمَّاه «الفَسْر» وكان ابن جِنّي صديقًا لأبي الطيب، مُعجَبًا بشِعره. كما كتب ابن وكيع التنيسي كتابًا سَمَّاه «المنصف للسارق والمسروق منه» في سرقات أبي الطيب المتنبي.

    لهذا ليس من المبالغة أنْ يُقال: إنّ كتاب الوساطة للقاضي الجرجاني يُمثّل في مُجمله دراسة موضوعيّة لشِعر أبي الطيب، ولمواقف خصومه منه، وكان الجرجاني يَصْدُر فيها عن رؤية القاضي الذي يجمع الأدلَّة والقرائن والمسوّغات التي تسعفه في إصدار حُكم عادل.

    وقد أشار القاضي الجرجاني إلى ضرورة وجود ناقد محايد يدرس هذه الظاهرة الشعريّة الاستثنائيّة بموضوعيّة فقال: «وما زلتُ أرى أهل الأدب ـ منذ ألحقتني الرغبةُ بجملتهم، ووصلَتِ العنايةُ بيني وبينهم ـ في أبي الطيب أحمدَ بنِ الحسين المتنبي فئتين: من مُطنب في تقريظه، منقطع إليه بجُملته، منحطّ في هواه بلسانه وقلبهِ، يلتقي مناقِبَه إذا ذُكِرت بالتعظيم، ويُشيع محاسنه إذا حُكِيت بالتفخيم، ويُعجَب ويعيد ويكرّر، ويَميل على مَن عابه بالزِّرايَة والتقصير، ويتناول مَن يَنْقُصُه بالاستحقار والتجهيل؛ فإنْ عَثَر على بيت مختلّ النظام، أو نَبِه على لفظ ناقصٍ عن التمام التزم مِنْ نُصْرة خطئه، وتحسين زَلَـله ما يُزيله عن موقف المعتذر، ويتجاوز به مقام المنتصر، وعائبٍ يروم إزالتَه عن رُتبته، فلم يسلِّم له فضله، ويحاول حَطَّه عن منزلةٍ بوّأه إيّاها أدبُه؛ فهو يجتهدُ في إخفاء فضائله، وإظهار مَعايبه، وتتبع سقطاتِه، وإذاعة غَفلاته، وكلا الفريقين إمّا ظالمٌ له أو للأدب فيه».

    بيَّن إحسان عباس في كتابه المتميز «تاريخ النقد الأدبي عند العرب» أنَّه في حين لجأ الآمدي للموازنة، فإنّ الجرجاني لجأ للمقايسة، بمعنى أنّ الجرجاني قبل أنْ يستهجن خطأ المتنبي، كان يلجأ إلى استقراء أخطاء الأشعار التي قبله كأبي نواس وأبي تمام، كي لا يسقط شِعر المتنبي جرَّاء هذا الخطأ أو ذاك. لهذا كان من الطبيعي أنْ يبدأ الجرجاني حديثه عن أغاليط الشُّعراء منذ امرىء القيس، متوقّفًا عند جرير وأبي نواس، مُؤكِّدًا أنَّ هدفه هو الاعتذار عن الشاعر، وليس الغضّ من قَدْر هذين الشاعرين الكبيرين. ومن أجل أنْ يتوصَّل إلى مقياس مهمّ من مقاييس الشِّعر وهو يتحدّث عن اعتقاد أبي نواس: « فلو كانت الديّانة عارًا على الشِّعر، وكان سوء الاعتقاد سبباً لتأخّر الشاعر؛ لوجب أنْ يُمحى اسم أبي نواس من الدواوين، ويُحذف ذِكره إذا عدت الطبقات، ولكان أولاهم بذلك أهل الجاهليّة ومَن تشهد الأُمَّة عليه بالكفر... ولكنّ الأمرين متباينان، والدِّين بمعزل عن الشِّعر»

    بعد ذلك تحدَّث الجرجاني عن المقوّمات الأساسيّة للشِّعر مُتمثِّلة في: الطبع، والموهبة، والذكاء، والدُّرْبَة. كما تحدّث عن عدد من القضايا النقديّة المهمّة، مثل: اللفظ والمعنى، والطبع والصَّنعة، وعمود الشِّعر، والسرقات.

    ويَخلُص من ذلك إلى الحديث عن محاسن شِعر المتنبي، ذاكرًا الكثير من الأمثلة التي تؤكّد جودة شِعره، ثمّ ينتقل إلى ذِكر معايبه وسرد سرقاته التي وقف عندها خصومه، ويقرّر أنَّ السرقة أو الأَخْذ واحتذاء المعاني أمر قديم في الشِّعر، ويذهب إلى أنَّ هناك معاني مُشتركة لا يجوز القول فيها بالسَّرقة، ومنها: تشبيه الحُسن بالبدر والشمس، والجواد بالغَيث والبحر، والبليد البطيء بالحجر والحِمار، وإنّما التفاضل بين الشُّعراء يكون في المعاني الخاصَّة.

    أمَّا أهمّ القضايا النقديّة التي وردتْ في هذا الكتاب فهي: الحديث عن العوامل المؤثِّرة في صياغة الشِّعر؛ كاختلاف الطبائع، والحضارة والبداوة، وطبيعة الموضوع، والطبع والصَّنعة، حيث يدعو الجرجاني إلى ترك التكلّف ورفض التصنّع، وإلى الاسترسال مع الطبع المُهذَّب المصقول بالرويَّة والخبرة، والفطنة والذوق.

    أمَّا عن عمود الشِّعر فإنّ الجرجاني يقول: « وكانت العرب إنّما تُفاضل

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1