الهوية البصرية والصورة الذهنية للمؤسسة

By Boussouf Meriem

تمتد الهوية البصرية إلى الحضارات القديمة أين كان لكل حِقبة زمنية رموز خاصة بها، كالحضارة الرومانية والحضارة الفرعونية...من خلال الأختام والرموز والشعارات على الأعلام وغيرها، ومع ظهور الثورة الصناعية وزيادة الإنتاج أصبح ضروريا على المؤسسات تمييز منتجاتها عن الآخرين لمواجهة المنافسة من جهة وضمان الحماية القانونية من جهة أخرى.

يعد الاسم والشعار والألوان من أبرز مكونات الهوية البصرية للمؤسسة ولكل عنصر خصائص ومميزات واعتبارات لتصميمه واعتماده، لما لها من أهمية في تمييز منتجات وخدمات المؤسسة، التوسع في الأسواق، اكتساب جماهير جديدة كما يتم إدراجها في مختلف الدعائم الاتصالية للمؤسسة لما لها من أهمية في بناء تموقعها الذهني لدى جماهيرها، ولهذا تتّبع المؤسسة مجموعة من الآليات لتعريف الجمهور بها وترسيخها، كالظهور الدائم من خلال الإشهارات والأحداث ،خصوصا عندما يتم تغييرها لتحقيق أهداف إستراتيجية أو توسعية أو مواجهة المنافسة وغيرها.

وتشترك العلامة التجارية مع الهوية البصرية في عناصرها المكونة لها كالاسم، الإشارات المرئية، التصميم الغرافيكي... وتميزها باختلاف أنواعها من خلال قدرة الجمهور على استحضارها ووعيه ومعرفته بها وميولاته نحوها وأسواقها التي تنشط فيها. فالهوية البصرية تعبر عن الخصائص المرئية المميزة للعلامة التجارية والتي تميزها عن المنافسين وتساهم في ترسيخها لدى جماهيرها المختلفة.

كما تُعد طبيعة الصورة التي يحملها الجمهور عن المؤسسة سبيلا في استمرارها وتطورها، فكلما كانت ايجابية كانت في صالح المؤسسة والعكس، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، ولهذا يجب على المؤسسة التركيز في طبيعة الصورة التي ترغب في ايصالها لدى جماهيرها إذ تساهم في تكوينها مجموعة من العوامل ومن بينها اتصالات المؤسسة المباشرة أو من خلال الدعائم والوسائل الاتصالية المختلفة. وتعتبر الهوية البصرية مصدرا من مصادر تكوين الصورة الذهنية للمؤسسة من خلال ألوانها، رموزها، شعاراتها...والتي تؤثر في اتجاهات الجمهور نحو علامة تجارية محددة.

أولا/ الهوية البصرية ل

• Language: العربية
• Publisher: Green Wave Edition
• Release date: Feb 29, 2024
• ISBN: 9798224263424

Book preview

بوالصوف مريم

الهوية البصرية

والصورة الذهنية للمؤسسة

مدخل نظري

الطبعة الأولى

دار الموج الأخضر للنشر-الجزائر 2024

Une image contenant texte Description générée automatiquement

اسم الكاتبة: بوالصوف مريم

عنوان الكتاب : الهوية البصرية والصورة الذهنية للمؤسسة

-مدخل نظري-

ردمك:978-9931-246-82-4 

الايداع القانوني 2023 يناير 2024

تدقيق: فريق دار الموج الأخضر للنشر

إخراج: فريق دار الموج الأخضر للنشر

جميع الحقوق محفوظة ©

لا يسمح بنسخ أو استعمال أو إعادة إصدار أي جزء من هذا الكتاب سواء ورقيا، أو إلكترونيا، أو أية وسائط أخرى، أو تخزينه في نطاق استعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن خطي من الناشر. تستثنى منه الاقتباسات القصيرة المستخدمة في عرض الكتاب.

مقدمة

تمتد الهوية البصرية إلى الحضارات القديمة أين كان لكل حِقبة زمنية رموز خاصة بها، كالحضارة الرومانية والحضارة الفرعونية...من خلال الأختام والرموز والشعارات على الأعلام وغيرها، ومع ظهور الثورة الصناعية وزيادة الإنتاج أصبح ضروريا على المؤسسات تمييز منتجاتها عن الآخرين لمواجهة المنافسة من جهة وضمان الحماية القانونية من جهة أخرى.

يعد الاسم والشعار والألوان من أبرز مكونات الهوية البصرية للمؤسسة ولكل عنصر خصائص ومميزات واعتبارات لتصميمه واعتماده، لما لها من أهمية في تمييز منتجات وخدمات المؤسسة، التوسع في الأسواق، اكتساب جماهير جديدة كما يتم إدراجها في مختلف الدعائم الاتصالية للمؤسسة لما لها من أهمية في بناء تموقعها الذهني لدى جماهيرها، ولهذا تتّبع المؤسسة مجموعة من الآليات لتعريف الجمهور بها وترسيخها، كالظهور الدائم من خلال الإشهارات والأحداث ،خصوصا عندما يتم تغييرها لتحقيق أهداف إستراتيجية أو توسعية أو مواجهة المنافسة وغيرها.

وتشترك العلامة التجارية مع الهوية البصرية في عناصرها المكونة لها كالاسم، الإشارات المرئية، التصميم الغرافيكي... وتميزها باختلاف أنواعها من خلال قدرة الجمهور على استحضارها ووعيه ومعرفته بها وميولاته نحوها وأسواقها التي تنشط فيها. فالهوية البصرية تعبر عن الخصائص المرئية المميزة للعلامة التجارية والتي تميزها عن المنافسين وتساهم في ترسيخها لدى جماهيرها المختلفة.

كما تُعد طبيعة الصورة التي يحملها الجمهور عن المؤسسة سبيلا في استمرارها وتطورها، فكلما كانت ايجابية كانت في صالح المؤسسة والعكس، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، ولهذا يجب على المؤسسة التركيز في طبيعة الصورة التي ترغب في ايصالها لدى جماهيرها إذ تساهم في تكوينها مجموعة من العوامل ومن بينها اتصالات المؤسسة المباشرة أو من خلال الدعائم والوسائل الاتصالية المختلفة. وتعتبر الهوية البصرية مصدرا من مصادر تكوين الصورة الذهنية للمؤسسة من خلال ألوانها، رموزها، شعاراتها...والتي تؤثر في اتجاهات الجمهور نحو علامة تجارية محددة.

أولا/ الهوية البصرية للمؤسسة

1-  مفهوم الهوية البصرية للمؤسسة

لغة:

الهوية في اللغة مصطلح مشتق من الضمير هو، ومعناها صفات الإنسان وحقيقته، وأيضا تستخدم للإشارة إلى المعالم والخصائص التي تتميز بها الشخصية الفردية (العزب والطراونة، 2019، 544).

اصطلاحا:

تعريف (الصاعدي، 2020، 326):

الهوية البصرية للمؤسسة عبارة عن نظام بصري يتكون من مجموعة من العناصر البصرية منها الشعار، الرسوم، التايبوغرافي، الألوان، والتي تعرف من خلالها مؤسسة ما، وتميز شخصيتها وأهدافها عن غيرها وتثبت هذه العناصر في مختلف أنشطة المؤسسة الاتصالية.

تعريف (بوشموخة وسعدي، 2017، 190):

كما تعرف على أنها مجموعة من علامات رسومية (الألوان والأشكال والكلمات) التي ترمز إلى المؤسسة، يتم توزيعها من خلال وسائل الإعلام والاتصال المختلفة (مثل بطاقات تعريفية للموظفين والأعمال، صحيفة المؤسسة الخاصة، وموقعها الإلكتروني على شبكة الانترنت...) تعمل على تميز هذه المؤسسة عن منافسيها، مع الزيادة في وضوح عملها على شبكة الانترنت وأكثر عناصرها شيوعا هو الشعار، وهي تحتل المقام الأول في إعلان المؤسسة عن نفسها كون أنها تعمل على نقل صورتها وخدماتها والقيم المحتملة لها.

تعريف(عثماني، 146-147):

الهوية البصرية هي مجموعة العناصر التخطيطية الوصفية للمؤسسة، كتابة أو طباعة