الدرة اليتيمة
By شكيب أرسلان
()
About this ebook
Read more from شكيب أرسلان
النهضة العربية: في العصر الحاضر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ ابن خلدون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsديوان الأمير شكيب أرسلان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية: (الجزء الثاني) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية: (الجزء الثالث) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to الدرة اليتيمة
Related ebooks
البداية والنهاية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأدبيات اللغة العربية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرق في الإسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمحاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعالم السنن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابن رشد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكنايات العامية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابن رشد الفيلسوف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمسالك الأبصار في ممالك الأمصار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمغرب في حلى المغرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدر المنثور في طبقات ربات الخدور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبغال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسفر السعادة للفيروزابادي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلسان الميزان ت أبي غدة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعصر المأمون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالنور السافر عن أخبار القرن العاشر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإعتاب الكتاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح الشفا - الجزء الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص الأنبياء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعيان العصر وأعوان النصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعبرة التاريخ: أحمد زكي أبو شادي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمحاسن والأضداد Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الدرة اليتيمة
0 ratings0 reviews
Book preview
الدرة اليتيمة - شكيب أرسلان
مقدمة الكتاب
لحضرة الفاضل الأديب الأمير شكيب أرسلان الكاتب العربي المشهور
بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ بحمد الله، المنشئ البديع على مزيدِ نوالِه، وأشفع بالصلاة على رسول الله، السيد الشفيع، وعلى صحبه وآله. وبعد، فقد رأينا إخواننا طلابَ العربية أعظمَ ما كانوا عليها منذ أمدٍ إقبالًا، وأشدَّ ما عانوا في تحرِّي فوائدها إيجافًا وإيغالًا، وأحثَّ مما وجدناهم في سبيلها اجتهادًا، وأبصرَ ما عهدناه في مظانِّ تحصيلها ارتيادًا. رأينا الجمَّ الغفيرَ منهم — والحق يقال — دائبًا في إصلاح لغته وتثقيف مَلَكته، حريصًا على تقويم لسانه وإحكام بيانه، متوخِّيًا طرق الانطباع على بليغ الكلام، منتهجًا خطط الوصول إلى الطبقة العالية من القول، مما يجب أن يُلتمَس في كتب السلف، ويُنشَد في منشآت الأوَّلين من أهل هذا اللسان، السابقين في حلبة البيان، بالاستكثار من حفظ تراكيبهم، وتحدي أساليبهم، ومحاكاة نغمتهم، والاحتذاء على أمثلتهم، حتى تتحصَّل للمعاني منهم ملَّة راسخة، يصدر عنها في إنشائه، فلا يكون من شأنه أن يعلو ويسفل، ويغلو ويبذل، ولكنه يجري على نمط متناسب، ويفرغ في قالب واحد. وكانت هذه الغاية وتلك العناية بصناعة الإنشاء عمومًا، وبهذا النوع المرسل منه خصوصًا، أجدر ما تُصرَف نحوه الهمة، وأفضل ما تُثنى إليه الأزمَّة، لا سيَّما في هذا العصر الذي ازدحمَت فيه المعاني، وتعدَّدت المناجي، وتضاعفت المقاصد، واختلفت المواضيع، وتَوسَّع فيه مَن أمكَنَه القول ما كان من قبلُ حرجًا، وأوجد فيه ما لم يكن موجودًا، وأخرج ما لم يكن مخرجًا. وهو الذي اشتبكت فيه الوسائل وأثَّت العلائق، وتطالعت العقول، وتكاشفت الألباب، وتشارفت المعارف المتباينة، وتشاركت المدارك المتنابذة، حتى إن الأمم أمة واحدة، وكأن الأمة فرد واحد في تناول البعيد، وتقيُّد الشارد، والإحاطة بالمجهول. فتداعت من أجل ذلك المعاني من كلِّ جانبٍ بالسيل المتدفِّق، والعارض المُغْدق على رءوس الكتاب، لا تجد منصرفًا إلا من صنابير الأقلام وأنابيب اليراع.
وقد كان مكان الإنشاء كما كان على أدائه من العناية حقه، وتوفيره من المزاولة قسطه، والزمان على غير هذا الوضع، ونطاق العلوم أضيق، ومقاصد الكلام ولا ريب في كثير أقل، ومواطن التعبير تكاد تكون محصورة في جمٍّ من المواضيع، فكيف بالكاتبين والمعرِّبين من أهل هذه الأيام، وقد لزمهم من أدوات الكتابة بعض ما لم يلزم غيرهم، واعترضهم كثير من عقباتها التي لم تَعترِض مَن قبلهم، ومست بهم الحاجة إلى استغراق سيل هذه المعاني بمادة غزيرة، وعدة متينة من الألفاظ على نسَقٍ محمودٍ من التراكيب، فإن المعاني إذا كثرت على الألفاظ ضاق دونها ذرع الكتبة، فذهبوا في إبرازها إلى الخلق وعرضها على الأذهان مذاهب الضعف ومسالك السخف، فأقسَوا لغتهم وأعجموا منطقهم. وإذا كثرت الألفاظ على المعاني بين قوم سادت بينهم الصناعة اللفظية، وَلَها المشتغلون بنوع من الحفظ لم يُقصَد لذاته، فكان العِي والحصر أحسن منه، فكانت البُغية كل البغية في تناسُب القوتين، وتعادُل المتنين، وتضارُع المادتين، حتى يتوفَّر لكل معنًى نديده من اللفظ، ويتسنَّى بإزاء كلِّ مغزًى ضريبُه من السَّبك، ويُودِع كلُّ خاطر قالَبه الأليَق، ويلبس كلُّ فكر ثوبَه الألبق، وهي غاية من أبعد البعيد، وعقبة عنود لدى التصعيد، ولكنها رأس النصح في خدمة اللغة، وأول الواجب في حق اللسان، وإنما يُتذرَّع إلى تسهيلها وتمهيد طرُق تحصيلها، بإدمان النظر وإدامة السهر، في التطبُّع على بلاغة الأولين وتقليد مناهج السالفين. وكذلك كان أسنى ما تُخدم به هذه اللغة الشريفة لهذا العهد إثارة دفائن كنوزها، ونفض كنائن رموزها، واستخراج جواهرها التي أحرز منها النزر اليسير، وبقي الجم الكثير، وإنه لو لم يكن بين أيدينا — وايم الله — كلامه