Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

أعيان العصر وأعوان النصر
أعيان العصر وأعوان النصر
أعيان العصر وأعوان النصر
Ebook719 pages4 hours

أعيان العصر وأعوان النصر

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

موسوعة ادبية تاريخية تحتوي على 2019 ترجمة لاعلام من القرنين السابع والثامن الهجريين من الملوك والحكام والوزراء والامراء والقضاة والفقهاء والادباء والشعراء
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateNov 26, 1901
ISBN9786463777567
أعيان العصر وأعوان النصر

Read more from صلاح الدين الصفدي

Related to أعيان العصر وأعوان النصر

Related ebooks

Reviews for أعيان العصر وأعوان النصر

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    أعيان العصر وأعوان النصر - صلاح الدين الصفدي

    الغلاف

    أعيان العصر وأعوان النصر

    الجزء 4

    صلاح الدين الصفَدي

    696

    موسوعة ادبية تاريخية تحتوي على 2019 ترجمة لاعلام من القرنين السابع والثامن الهجريين من الملوك والحكام والوزراء والامراء والقضاة والفقهاء والادباء والشعراء

    عائشة أم محمد

    ابنة العدل زين الدين إبراهيم بن أحمد بن عثمان بن عبد الله بن غدير الطائي الدمشقي المعروف بابن القواس .حجت غير مرة وجاورت بمكة سنين ، وهي زوجة علاء الدين بن صدر الدين بن المنجا .أجازها ابن مسلمة ، ومكي بن علان ، والبهاء زهير القوصي ، وابن زيلاق ، وابن دفترخوان ، والسليماني ، والنور وعلي بن سعيد ، والتلعفري ، وهؤلاء السبعة أعيان الشعراء .توفيت رحمها الله تعالى سادس ذي القعدة سنة ثماني عشرة وسبع مئة .ومولدها سنة خمس وأربعين وست مئة تقريباً .

    عبادة بن عبد الغني

    الإمام المفتي زين الدين أبو سعد الحراني المؤذن الشروطي الحنبلي .كان قد طلب الحديث في وقت، ودار على الشيوخ قليلاً، ونسخ جملة من الأجزاء سنة بضع وتسعين وست مئة، ثم إنه تقدم في الفقه وناظر، وتميز في الفروع وفاكر بها وحاضر، فرأى أنه ارتفع عن هذه الدرجه، وأعدم بذاك الناس من حسن ضرجه، وكان عنده صحيح مسلم، عن القاسم الإربلي .ولم يزل على حاله إلى أن حكم الموت فساده في عباده، وأباده الله تعالى فيمن أباده .وتوفي رحمه الله تعالى في سنة تسع وثلاثين وسبع مئة .ومولده سنة إحدى وسبعين وست مئة .

    اللقب والنسب

    ابن عبادة الوكيل: شهاب الدين أحمد بن علي

    عبد الله بن أحمد بن تمام بن حسان

    الشيخ الإمام الفاضل الزاهد الورع تقي الدين بن تمام التلي الصالحي الحنبلي .سمع من يحيى بن قميرة، وخطيب مردا، والكفرطابي، وإبراهيم بن خليل، وجماعة، والمرسي، واليلداني، وقرأ النحو على ابن مالك، وعلى ولده بدر الدين .كان رجلاً صالحا، دائم البشر لا يرى كالحا، ديناً خيرا، صيناً يرى وجهه في الظلمات نيرا، نزهاً محبوباً إلى القلوب، صلفاً طول عمره في الزهد على أسلوب، فقيراً لا يملك شيئا، ولا يجد له في الأرض فيئا، حسن الشعرة والمنادمه، مليح الذاكرة برئيا في المصادقة من المصادمه، ظريف البزة مع الزهد والقناعه، نظيف الملبس في الجمعة والجماعه، وله النظم الذي هو أسرى من النسيم وأسنى من العقد النظيم، يكاد يرشفه السمع راحا، ويداوي من قلوب أهل الكآبة جراحا، قد انسجم لفظه فهو صوب غمامه، ولذ تركيبه فهو صوت حمامه، تمكنت القوى في قوافيه، وطاب تلاف النفوس في تلافيه .ولم يزل على حاله إلى أن كسف بدر ابن تمام في تمامه، وغرد الحمام بل ناح على كأس حمامه .وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثماني عشرة وسبع مئة ليلة السبت ثلاث شهر ربيع الآخر .ومولده سنة خمس وثلاثين وست مئة .وسيأتي ذكر أخيه الشيخ محمد إن شاء الله تعالى في المحمدين .أخبرني القاضي شرف الدين أبو بكر بن القاضي شمس الدين بن شيخنا أبي الثناء محمود، قال: كان جدي، يعني القاضي شهاب الدين محموداً، قد أذن لغلامه الذي نفقته معه أنه مهما طلب منه الشيخ تقي الدين من الدراهم يعطه بغير إذنه، قال: فما كان يأخذ منه إلا ما هو مضرور إليه انتهى .قلت: وكان قد صحبه أكثر من خمسين سنة، وكان قد حج وجاور واجتمع بالتقي الحوراني وبقطب الدين ابن سبعين، وسافر وطوف البلاد، وأقام بالديار المصرية مدة، وصحب الفقراء والفضلاء، وتفرد عن ابن قميرة بالجزء الرابع من حديث الصفا، وخرج له فخر الدين بن البعلبكي مشيخة، قال: شيخنا البرزالي: قرأتها عليه، وكان زاهداً متقللاً من الدنيا، لم يكن له أثاث ولا طاسة ولا فراش ولا سراج ولا زبدية، وبيته خال من جميع ذلك، أنشدني شيخنا العلامة شهاب الدين محمود إجازةً لنفسه ما كتبه من الديار المصرية إلى الشيخ تقي الدين ابن تمام :

    هل عند من عندهم برئي وأسقامي ........ علمٌ بأنّ نواههم أصل آلامي

    وأنّ جفني وقلبي بعد بعدهم ........ ذا دائمٌ وجدهم فيهم وذا دامي

    بانوا فبان رقادي يوم بينهم ........ فلست أطمع من طيفٍ بإلمام

    كتمت شأن الهوى يوم النّوى فنمى ........ بسرّه من دموعي أيّ نّمام

    كانت لياليّ بيضاً في دنوّهم ........ فلا تسل بعدهم ما حال أيامي

    ضنيت وجداً بهم والنّاس تحسب بي ........ سقماً فأُبهم حالي عند لوّامي

    وليس أصل ضنى جسمي النحيل سوى ........ فرط اشتياقي إلى لقيا ابن تّمام

    مولى متى أخل من برء برؤيته ........ خلوت فرداً بأشجاني وأسقامي

    نأى ورؤيته عندي أحبّ إلى ........ قلبي من الماء عند الحائم الظامي

    وصدّ عني فلن يسأل لجفوته ........ عن هائمٍ دمعه من بعده هام

    يا ليت شعري ألم يبلغه أنّ له ........ أخاً بمصر حليف الضّعف من عام

    ما كان ظنّي هذا في مودّته ........ ولا الحديث كذا عن ساكني الشام

    فكتب الجواب ابن تمام عن ذلك:

    يا ساكني مصر فيكم ساكن الشام ........ يكابد الشّوق من عامٍ إلى عام

    الله في رمقٍ أودى السّقام به ........ كم ذا يعلّل فيكم نضو أسقام

    ما ظنّكم ببعيد الدار منفردٍ ........ حليف همّ وأحزانٍ وآلام

    يا نازحين متى تدنوا النّوى بكم ........ حالت لبعدكم حالي وأيّامي

    كم أسأل الطّرف عن طيفٍ يعاوده ........ وما لجفني من عهدٍ بأحلام

    استودع الله قلباً في رحالكم ........ عهدته منذ أزمانٍ وأعوام

    وما قضى بكم في حبكم أرباً ........ ولو قضى فهو من وجدٍ بكم ظام

    من ذا يلوم أخا وجدٍ بحبّكم ........ فأبعد الله عذّالي ولوّامي

    في ذمّة الله قومٌ ما ذكرتهم ........ إلا ونمّ بوجدي مدمعي الدّامي

    قوم أذاب فؤادي فرط حبّهم ........ وقد ألمّ بقلبي أيّ إلمام

    وما اتخذت سواهم عنهم بدلاً ........ ولا نقضت لعهدي عقد إبرام

    ولا عرفت سوى حبي لهم أبدا ........ حباً يعبّ ر عنه جفني الهامي

    يا أوحداً أعربت عنه فضائله ........ وسار في الكون سير الكوكب السّامي

    في نعت فضلك حار الفكر من دهشٍ ........ وكلّ ظامٍ سقي من بحرك الطّامي

    لا يرتقي نحوك السّاري على فلكٍ ........ فكيف من رام أن يسعى بأقدام

    منك استفاد بنو الآداب ما نظموا ........ وعنك ما حفظوا من رقم أقلام

    أنت الشّهاب الذي سامى السّماك علاً ........ وفيض فضلك فينا فيض إلهام

    لمّا رأيت كتاباً أنت كاتبه ........ وأضرم الشّوق عندي أيّ إضرام

    أنشدت قلبي هذا منتهى أربي ........ أعاد عهد حياتي بعد أعوام

    يا ناظريّ خذا من خدّه قبلاً ........ مهو الحرير بتقبيلٍ وإكرام

    ثم اسرحا في رياضٍ من حدائقه ........ وقد زهي زهرها الزّاهي بأكمام

    من ذا يوفّيه في ردّ الجواب له ........ عذراً إليك ولو كنت ابن بسّام

    فكم جنحت ولي طرفٌ يخالسه ........ وأنثني خجلاً من بعد إحجام

    يا ساكناً بفؤادي وهو منزله ........ محلّ شخصك في سرّي وأوهامي

    حقاً أراك بلا شكّ مشاهدةً ........ ما حال دونك إنجادي وإتهامي

    ولذّ عتبك لي يا منتهى أربي ........ وفي العتاب حياةٌ بين أقوام

    حوشيت من عرضٍ يشكى ومن ألمٍ ........ لكنّ عبدك أضحى حلف آلام

    ولو شكا سمجت منه شكايته ........ إنّ الثمانين تستبطي يد الرّامي

    وحيد دارٍ فريدٌ في الأنام له ........ جيران عهدٍ قديم بين آكام

    طالت بهم شقّة الأسفار ويحهم ........ أخفوا وما نطقوا من تحت أرجام

    أبلى محاسنهم مرّ الجديد بهم ........ وأبعد العهد عنهم بعد أيام

    فلا عداهم من الرّحمن رحمته ........ فهي الرّجاء الذي قدّمت قدّامي

    وكم رجوت إلهي وهو أرحم لي ........ وقلّ عند رجائي قبح آثامي

    فطال عمرك يا مولاي في دعةً ........ ودام سعدك في عزٍّ وإنعام

    ولا خلت مصر يوماً من سناك بها ........ ولا نأى نورك الضّاحي عن الشّام

    وأنشدني العلامة أبو حيان قال: أنشدنا لنفسه ابن تمام:

    وقالوا : تقول الشّعر قلت أُجيده ........ وأنظمه كالدّرّ راقت عقوده

    وأبتكر المعنى البديع بصنعةٍ ........ يحلّى بها عطف الكلام وجيده

    ويحلو إذا كرّرت بيت قصيدةٍ ........ وفي كلّ بيتٍ منه يزها قصيده

    ولكنّني ما شمت بارق ديمةٍ ........ ولا عارضٍ فيه ندى أستفيده

    فحسبي إلهٌ لا عدمت نواله ........ وكلّ نوالٍ يبتديه يعيده

    وأنشدني أيضا قال: أنشدني لنفسه:

    وقالوا صبا بعد المشيب تعلّلاً ........ وفي الشّيب ما ينهى عن اللهو والصّبا

    نعم قه صبا لمّا رأى الظّبي آنساً ........ يميل كغصن البان يعطفه الصّبا

    أدار التفاتاً عاطل الجسيد حالياً ........ وفي لحظه معنىً به الصبّ قد صبا

    ومزّق أثواب الدّجا وهو طالعٌ ........ وأطلع بدراً بالجمال تحجّبا

    جرى حبّه في كلّ قلبٍ كأنّما ........ تصوّر من أرواحنا وتركّبا

    وأنشدني، قال: أنشدنا لنفسه:

    أُكاتبكم وأعلم أنّ قلبي ........ يذوب إذا ذكرتكم حريقا

    وأجفاني تسحّ الدّمع سيلاً ........ به أمسيت في دمعي غريقا

    أُشاهد من محاسنكم محيّاً ........ يكاد البدر يشبهه شقيقا

    وأصحب من جمالكم خيالاً ........ فأنّى سرت يرشدني الطريقا

    ومن سلك السّبيل إلى حماكم ........ بكم بلغ المنى وقضى الحقوقا

    ومن شعره:

    طرقتك من أعلى زرود ودونها ........ عنقا زرود ومن تهمامة نفنف

    تتعسّف المرمى البعيد لقصدها ........ يا حبّذا المرمى وما تتعسّف

    ومنه:

    معانٍ كنت أشهدها عياناً ........ وإن لم تشهد المعنى العيون

    وألفاظ متى فكّرت فيها ........ ففيها من محاسنها فنون

    ومنه:

    تبدّى فهو أحسن من رأينا ........ وألطف من تهيم به العقول

    وأسفر وهو في فلك المعاني ........ وعنه الطّرف ناظره كليل

    له قدٌّ يميل إذا تثنّى ........ كذاك الغصن من هيفٍ يميل

    وخدٌّ ورده الجوريّ غضٌّ ........ وطرفٌ لحظه سيفٌ صقيل

    وخالٌ قد طفا في ماءٍ حسنٍ ........ فراق بحسنه الخدّ الأسيل

    تخال الخدّ من ماءٍ وجمرٍ ........ وفيه الخال نشوانٌ يجول

    وكم لام العذول عليه جهلاً ........ وآخر ما جرى عشق العذول

    قلت: وهو مأخوذ من قول أبي الطيب:

    مالنا كلّنا جوٍ يا رسول ........ أنا أهوى وقلبك المتبول

    كلّما عاد من بعثت إليها ........ هام فيها وخان فيما يقول

    وإذا خامر الهوى قلب صبٍّ ........ فعليه لكلّ عينٍ دليل

    أفسدت بيننا الأمانات عينا ........ ها وخانت قلوبهنّ العقول

    وقال ابن سناء الملك:

    راح رسولاً وجاءني عاشق ........ وعاقه عن رسالتي عائق

    وعاد لا بالجواب بل بجوىً ........ أخرسه والهوى به ناطق

    وذكرت أنا بقول ابن تمام رحمه الله ما قلته أنا ومن مادته أخذت، وعلى منواله نسجت:

    ألحّ عذولي في هواه وزاد في ........ ملامي ، فقلت : احتل على غير مسمعي

    فلم يدر من فرط الولوع بذكره ........ مصيبته حتى تعشقه معي

    وقلت أنا أيضاً على هذه المادة:

    بي غزالٌ لمّا أطعت هواه ........ أخذ القلب والتّصبر غصبا

    ما أفاق العذول من سكرة العذ _ ل عليه حتى غدا فيه صبّا

    عبد الله بن أحمد بن عبد الله

    ابن أحمد بن محمد ، الشيخ الإمام الصالح المحدث أبو محمد بن الشيخ المحدث محب الدين السعدي المقدسي الجماعيلي الدمشقي الصالحي الحنبلي .سمعه والده ، وحفظه القرآن ، وطلب بنفسه في سنة سبع وتسعين ، ولحق ابن القواس ، وابن عساكر الشرف ، والغسولي ، والناس بعدهم ، وكان عنده عوال عن ابن البخاري وبنت مكي وعدة ، وانتقى له شيخنا الذهبي جزءاً ، وانتقى هو لبعض مشايخه ونسخ عدة أجزاء .وخلف عدة أولاد ، وكان من أهل الخير والصيانه ، وأولي الصلاح والديانه ، حسن الشكل واللحية السوداء ، والوجه كأنه بدر في الليلة الظلماء ، طيب الصوت لذيذ النغمه ، إذا تلا كأنما صب على الآذان صوب نعمه ، يقرأ سريعاً مع فصاحه ، ويخيط بإيراده ما في القلوب من جراحه .نفع الناس بمواعيده العامه ، وأفاض عليهم فيها ملابس التقوى التامه ، وكان له محبون وزبون يدفع بهم الحرب الزبون ، وكان يقرأ في الحائط الشمالي ومجلسه حافل غاص ، وسمعته غير مرة .ولم يزل على حاله إلى أن طالت منه الرقده ، وأذاق الله الناس فقده .وتوفي رحمه الله تعالى سنة سبع وثلاثين وسبع مئة .ومولده سنة اثنتين وثمانين وست مئة .

    عبد الله بن أحمد بن علي

    ابن أحمد الشيخ الإمام الفقيه النحوي جلال الدين بن الشيخ فخر الدين بن الفصيح العراقي الكوفي الحنفي ، قد تقدم ذكر والده في الأحمدين .وكان هذا جلال الدين همته مباركه ، وعنده في العلوم مشاركه ، وقدم إلى دمشق ، وسمع بها وسمع أولاده . إلا أنه عجل عليه حتفه ، ورغم بالتراب أنفه .وتوفي رحمه الله تعالى في سنة خمس وأربعين وسبع مئة .ومولده سنة اثنتين وسبع مئة .وكان قد سمع ببغداد من جماعة ، وسمع بدمشق من شيخنا الذهبي ، ومن الجزري .

    عبد الله بن أحمد بن يوسف

    ابن الحسن الفقيه الفاضل جلال الدين أبو اليمن الزرندي ، بالزاي والراء المفتوحة وبعدها نون ساكنة ، الشافعي .سمع بالحرمين ، وبحماة ، وحلب ، والساحل ، وغير ذلك ، وقرأ كثيراً ، وله عدة محافيظ ، وكتب المشتبه ، وسمع أبا العباس الجزري ، والمزي ، والذهبي ، وغيرهم من الموجودين .وكان شاباً فيه يقظه ، وطلب في كل لحظه ، لا يفتر ولا يني ، ولا يعدل عن الدأب ولا ينثني .ولم يزل على حاله إلى أن قصف ، ومحق بدره بعدما خسف .وتوفي رحمه الله تعالى في العشر الأخير من شعبان سنة تسع وأربعين وسبع مئة . بالطاعون .ومولده سنة عشرين وسبع مئة .

    عبد الله بن أحمد بن محمد بن سليمان

    القاضي تاج الدين بن القاضي الشيخ شهاب الدين بن غانم. تقدم ذكر والده رحمه الله تعالى .كان شاباً غضا، طري البشرة بضا، كتب في ديوان الإنشاء بدمشق فأخجل الحدائق، وتعثرت وراء أشرعته البوارق، يكاد قلمه يفوت الطرف تسرعا، ويظن من يراه أنه لم يعمل أقلامه تبرعا، وكان الناس يتعجبون من كتابته البديعه، وحركة يده السريعه .ولم يزل على حاله إلى أن عثرت قوائم جواده، وأصاب سهم المنية حبة فؤاده .وتوفي رحمه الله تعالى يوم الثلاثاء سادس المحرم ثمان وعشرين وسبع مئة .ومولده سنة ثلاث وتسعين وست مئة .ووجدت بخطه أبياتاً كتبها للقاضي علاء الدين بن الأثير :

    ومثلك إن أبدى الجميل أعاده ........ وإن جاد بالمعروف عاد كمّلا

    وما زلت تغني بالنّدى كلّ مقترٍ ........ مقلّ فتولي العالمين تطوّلا

    وما جاءك المسكين قطّ مؤمّلا ........ جميلك إلاّ نال ما كان أمّلا

    لك اشتهرت يا بن الأثير مآثرٌ ........ بآثارها الحسنى ملأت بها الملا

    وجودك قد عمّ الوجود وأهله ........ فما منزلٌ من فيض فضلك قد خلا

    وأنت فلم تبرح تغيث ولم تزل ........ تعين ذوي الحاجات منك تفضّلا

    فلا زلت محروس المقرّ مبلّغا ........ أمانيك مشكور الندى دائم العلا

    ورثاه والده بشعر كثير، ومنه ما كتبه تحت خطه بعد وفاته:

    آها لكاتبها وما ........ فعلت بأنملها الظراف

    نوب المنون العارضا _ ت لكلّ حيٍّ بالتّلاف

    أفرطت في تفريطهنّ ........ بما أفتن من التلاق

    تجتاح أرواح الورى ........ بظواهرٍ منها خواف

    لتعيدهم كمرامدٍ ........ بالريح تنسفها السّواف

    أجّجن نيران الجحيم ........ أسىً بقلبي والشّغاف

    وأطلن سقماّ ماله ........ إلاّ علاج الموت شاف

    عبد الله بن أحمد

    الوزير علم الدين بن القاضي تاج الدين بن زنبور .كان كاتباً سعيد البدايه، متصرفاً له في التدبير عنايه، جمع له من الوظائف الجليلة ما لم يجمع لغيره، ودانت له الأيام حتى ذل الأُسود لعيره، وجمع له من الأموال ما تقصر عنه أمواج الأمواه، وتكل عن وصفه أفواج الكلم من الأفواه، واقتنى من الأملاك ما يحار له الأملاك، وحاز من الإنعام ما يقف السابح في ذكره إن عام، وأما المراكيب والمراكب والملابس التي تفخر بها الكواكب، فشيء زاد على المعهود مقداره، وضاقت في البر والبحر أقطاره .وعاند أولاً وكاد يدركه العطب، ونهض من وهدة الخطب إلى ذروة المنبر من العز وخطب، ثم إنه استقل من يعانده، واستذل من يراوده، فوقع هو في هوة لا يصل من ينتاشه إلى قرارها، وتاه في موماة هلاك لا ينجيه الحذر من فرارها، فأخذ من مأمنه، وثار إليه الشر من مكمنه، فأصبح علمه منكسا، وقلمه مركسا، ونزلت به من الزمان بليه، وأمست حلية المنصب من ابن زنبور خليه، يطلب من ينصره فلا يجده، ويروم من يعضده فلا يعده ولا يعده، وتنوع له العذاب، وتفرع من الهوان ما أذله وأذاب، إلى أن تقطعت القلوب له رحمه، وجاءه الفرج فلم يخلص إليه من الزحمه، عادة من الزمان أجرى الناس عليها، وأجراهم بعد غاياتهم إليها .ثم إنه جهز إلى قوص، مع حظه المنقوص، ففارق أربعة رق له فيها الحسدة: مناصبه ووطنه وماله وولده، فبات وزيراً سعيدا، وأصبح فقيراً في البلاد طريدا، فلا رغبة لعاقل في العليا، ومرحباً بإقبال هذه الدنيا، فقد :

    تفانى الرجال على حبّها ........ وما يحصلون على طائل

    ولم يزل بقوص، والذل يغور به ويغوص، إلى أن اندفع إلى القبر واندفن، وخرج من دنياه وما معه غير الكفن .وتوفي بقوص رحمه الله تعالى في ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وسبع مئة .أول ما علمته من أمره أن القاضي شرف الدين النشو ناظر الخاص استخدمه كاتب الإصطبلات بعد أولاد الجيعان في أواخر أيام الملك الناصر محمد، وبقي القاضي علم الدين على هذه الوظيفة إلى أن خرج القاضي علم الدين بن القطب من مصر إلى دمشق، فخلت عنه وظيفة استيفاء الصحبة، وخرج إلى حلب وكشف القلاع، وحصل أموالاً. وبقي على ذلك إلى أن أمسك جمال الكفاة في واقعته الأخيرة، ومات تحت العقوبة، فنقل القاضي موفق الدين إلى نظر الخاص، فبقي قليلاً، وطلب الإعفاء فأعفوه، وتولى علم الدين بن زنبور الخاص، وأضيف إليه من الجيش بعد القاضي أمين الدين، ولم يزل على ذلك إلى أن أمسك الأمير سيف الدين منجك الوزير، فأضيفت الوزارة إلى ابن زنبور، وهذا أمر ما اتفق لغيره أبداً، ولا سمعنا به وإنما كان الجيش والخاص مع جمال الكفاة، وهذه الوظائف الثلاث، هي عبارة عن الدولة إلا كتابة السر، فعلم الدين بن زنبور، أول من جمع له هذه الوظائف .وبقي على ذلك إلى أن خرج السلطان الملك الصالح صالح إلى الشام في واقعة بيبغاروس، فحضر معه إلى دمشق وأظهر في دمشق عظمة زائدة، وروع الكتاب ومباشري الأوقاف ولكنه لم يضرب أحداً، ولا كشف رأسه، وتوجه مع السلطان عائداً إلى مصر، في أوائل ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وسبع مئة. ولما وصل عمل السلطان سماطا عظيماً، وخلع فيه على الأمراء كبارهم وصغارهم، وكان تشريف الأمير صرغتمش ناقصاً عن غيره، وكان في قلبه من الوزير، فدخل إلى الأمير سيف الدين طاز وأراه تشريفه، وقال: هكذا يكون تشريفي، واتفق معه على إمساك ابن زنبور. وخرج من عنده وطلبه وأهانه وضربه ورسم عليه وجد في ضربه، ومصادرته، فأخذ منه من الذهب والفضة والقماش والأصناف والكراع والأملاك ما يزيد على الحد، ويتوهم الناقل لذلك أنه ما يصدق في ذلك، ويستحيي العاقل من ذكره. وبقي ف العقوبة زماناً، وكان الأمير سيف الدين شيخو يعتني به في الباطن، فشفع فيه وخلصه وجهزه إلى قوص فأقام بها إلى أن مات في التاريخ المذكور، وقيل: إنه سم، وقيل: نهشه ثعبان، والله أعلم .وتولى الوزارة بعده القاضي موفق الدين وتولى الخاص القاضي بدر الدين كاتب يلبغا، وتولى القاضي تاج الدين أحمد بن أمين الملك نظر الجيش .وبلغنا أنه لما أعيد الملك الناصر حسن إلى الملك أعيدت المصادرة على من بقي من ذوي قرابة ابن زنبور، وأنه أخذ له، ومنهم جملة من المال، وأما ما أخذ منه في المصادرة في حياته فنقلت من خط الشيخ بدر الدين الحمصي من ورقة بخطه، على ما أملاه القاضي شمس الدين محمد البهنسي :أواني ذهب وفضة ستون قنطاراً. جوهر ستون رطلاً. لولو أردبان. ذهب مصكوك مئتا ألف وأربعة آلاف دينار، ضمن صندوق، ستة آلاف حياصة، ضمن صناديق زركش: ستة آلاف كلوته، وذخائر عدة، قماش بدنه: ألفان وست مئة فرجية. بسط: ستة آلاف. صنجة دراهم: خمسون ألف درهم. شاشات: ثلاث مئة شاش. دواب عاملة: ستة آلاف. حلابة: ستة آلاف. معاصر سكر: خمس وعشرون معصرة. وخيل وبغال: ألف، دراهم ثلاثة أرداب. إقطاعات سبع، كل إقطاع: خمسة وعشرون ألف درهم. عبيد: مئة. خدم: ستون. جواري: سبع مئة. أملاك القيمة عنها. ثلاث مئة ألف دينار. مراكب: سبع مئة. رخام القيمة عنه: مئتا ألف درهم. نحاس: قيمته أربعة آلاف دينار. سروج وبدلات خمس مئة. مخازن ومتاجر: أربع مئة ألف دينار. نطوع: سبعة آلاف. دواب: خمس مئة. بساتين: مئتان. سواقي: ألف وأربع مئة.

    عبد الله بن أحمد بن محمد

    ابن محمد بن نصر الله الشيخ فخر الدين بن الشيخ الإمام تاج الدين ابن المغيزل الحموي شيخ الشيوخ بحماة .كان رجلاً مباركاً ، ولي المشيخة بعد والده وأقام فيها أكثر من أربعين سنةً . ووليها بعده قاضي القضاة شرف الدين البارزي .سمع بقراءة شيخنا البرزالي بحماة على والده سنة خمس وثمانين وست مئة . وكان منقطعاً يصوم دائماً ويتعبد ، ولم يكن قد تأخر في بني المغيزل مثله .وتوفي رحمه الله تعالى في تاسع عشري شهر رمضان ثلاث وثلاثين وسبع مئة .

    عبد الله بن أحمد بن عبد الحميد

    ابن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي .قال شيخنا علم الدين البرزالي : روى لنا عن إبراهيم بن خليل وغيره ، وكان فقيهاً كتب الكثير وسمع وكتب الطباق : وصار نقيباً للقاضي الحنبلي قبل موته بشهر .وتوفي رحمه الله تعالى في شعبان سنة تسع وتسعين وست مئة .ومولده سنة إحدى وخمسين وست مئة .وله حضور على خطيب مردا ، وهو في ثاني سنة من عمره ، وسمع من جده وعم والده الفقيه محمد بن عبد الهادي وابن عبد الدائم وغيرهم .

    عبد الله بن أحمد بن علي

    ابن المظفر - وسيأتي تمام نسبه في ترجمة ولده القاضي فخر الدين محمد - القاضي الصدر الكبير الرئيس بهاء الدين ابن الحلي ناظر الجيوش بالديار المصرية .كان من أعيان المصريين وصدورهم ونجوم مباشريهم وبدورهم ، قال شيخنا البرزالي : روى لنا عن النجيب عبد اللطيف الحراني .وتوفي رحمه الله تعالى في ليلة الجمعة عاشر شوال سنة تسع وسبع مئة . ودفن بالقرافة . وتولى الوظيفة بعده القاضي فخر الدين كاتب المماليك .

    عبد الله بن أبي بكر بن عرام

    بفتح العين المهملة وتشديد الراء وبعدها ألف وميم : الأسواني المحتد ، الإسكندراني الدار والوفاة .سمع الحديث ، وصحب الشيخ أبا العباس المرسي ، وأمه بنت الشيخ الشاذلي .كان يقرئ النحو بإسكندريه ، ويألف به كل ذي نفس سنيه ، وأفعال سريه ، فأفات الجهل وأفاد العلم ، وساد الناس لما ساسهم بالحلم ، وكان يذكر عنه كرامات ، ويشاهد له في الصلاح مقامات .ولم يزل على حاله إلى أن عرى الموت ابن عرام حياته ، وقدر له بالسوء بياته .وتوفي رحمه الله تعالى سنة إحدى وعشرين وسبع مئة .ومولده بدمنهور سنة أربع وخمسين وست مئة .

    عبد الله بن تاج الرئاسة

    الصاحب الرئيس الوزير الكبير أمين الملك وزير الديار المصرية والشامية .لما استسلم الجاشنكير الأمير ركن الدين بيبرس النصارى اختبأ الصاحب أمين الدين هو والصاحب شمس الدين غبريال تقدير شهر، ولما طال الأمر عليهما ظهرا وأسلما. وهو ابن أخت السديد الأعز المذكور المشهور في الدولة الظاهرية المنصورية، وكان خاله مستوفياً، وبه تخرج، وعليه تدرب، ولما مات رتب هو مكانه ومال في الاستيفاء، السعادة الزائدة والدنيا العريضة، وزر بعد ذلك ثلاث مرات، وهو يتأسف على وظيفة الاستيفاء .وكان رئيساً كبيرا، كاتباً منفذاً وزيرا، قد درب الأمور وباشرها، ورأى المناصب الجليلة وعاش بها وعاشرها، ولم أر من يكتب أسرع منه ولا أقوى، ولا أعرف بالمصطلح في الدولة ولا أحوز لمعرفة عوائدها ولا أحوى، يكون مرتفقاً على مدوره، والورقة في يده اليسرى مهوره، فيأخذ القلم ويكتب ما يريده ويلقيه أسرع من البرق، وأعجل من الشمس التي يكون ضؤوها في الغرب وهي في الشرق، وكان إذا وضع القلم في أول السطر وكتبه لا يرفعه إلى آخره قدرةً على الكتابة، كأنما يمد بسبب .وكان مع جلالة منصبه كثير الأدب، زائد التواضع إذا أمر أو نهى أو طلب، وكتب بخطه المليح ربعة مليحه، واعتنى بأمرها فجاءت جيدة صحيحه، وكان يتغالى في أمداح النبي صلى الله عليه وسلم، ويكتبها بخطه ممن أنشدها أو تكلم .ولم يزل بدمشق على نظر الدواوين إلى أن طلب إلى مصر ليعاد إلى الوزاره، فتوجه إليها، ولم يصل إلا وأمره قد نقصه من حسن العباره، فأقام في بيته بطالا إلى أن قبض عليه، وأخذ روحه قبل ما لديه .وتوفي رحمه الله تحت المصادرة والعقاب، وطلب الأموال منه بلا حساب، وذلك في سنة أربعين وسبع مئة .وكان قد ولي الوزارة عوضاً عن الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب بالديار المصرية في شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وسبع مئة، ثم عزل منها وتولى الوزارة بعده الأمير بدر الدين بن التركماني في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وسبع مئة، وصودر وأفرج عنه، ثم إنه ولي الوزارة ثانياً، فعمل عليه القاضي كريم الدين الكبير وفخر الدين وأخرجاه إلى طرابلس ناظراً بمعلوم الوزارة في مصر، فوصل إليها في شهر ربيع الأول سنة ثماني عشرة وسبع مئة، وأقام بها إلى أن حج فيما أظن واستعفى من المباشرة، وسأل الإقامة في القدس يعبد الله تعالى هناك، فأجيب إلى ذلك، فتوجه إليها في المحرم سنة عشرين وسبع مئة، وله راتب يكفيه، في كل مرة يعزل شاماً ومصراً .ولم يزل بالقدس مقيماً، إلى أن أمسك القاضي كريم الدين الكبير في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة، فطلب إلى مصر على البريد، ولما وصل في خامس عشري ربيع الآخر ولاه السلطان الوزارة مرة ثالثة .أخبرني الصاحب أمين الدين رحمه الله تعالى قال: لو علمت أنه بقي في الدنيا وظيفة يقال لها نظر خاص ما خرجت من القدس، قلت: لم ذاك يا مولانا الصاحب ؟قال: لأن ناظر الخاص يدخل إلى السلطان بكرة النهار فيتحدث معه بكل ما يريد أن يطلقه وينعم به على خواصه وجواريه ومن يختاره، ويدخل بعده ناظر الجيش فيتحدث معه في إقطاعات الأمراء والجند بالديار المصرية والشامية من الزيادات والنقصان والإفراجات، ويدخل كاتب السر فيقرأ البريد عليه وفيه من الولايات والعزل جميع ما بالشام، وأدخل أنا بعد ذلك، فيقول: اخرج احمل لناظر الخاص كذا وكذا فأنا فلاح لذلك المولى، وليس لي مع السلطان حديث إلا في فندق الجبن، دار التفاح، صناعة التمر، جهات القاهرة ومصر، فعلمت صحة ما قاله .وأقام في الوزارة إلى أن كثر الطلب عليه، فدخل إلى السلطان وقال: يا خوند ما يصلح للوزارة إلا واحد من مماليك مولانا السلطان يكون أمير مئة مقدم ألف، واتفقا على الأمير علاء الدين مغلطاي الجمالي، فقال له السلطان. اخرج نفذ أشغالك إلى آخر النهار وانزل إلى بيتك واسترح، وأعلم الناس أن الوزير فلان. فخرج ونفذ الأشغال، وكتب على التواقيع، وأطلق ورتب إلى آخر النهار، ونزل آخر النهار إلى بيته بالمشاعل والفوانيس على عادة الوزير، والنظار والمستوفون والمنشدون قدامه، ولما نزل على باب بيته قال: يا جماعة مساكم الله بالخير، ووزيركم غداً علاء الدين مغلطاي الجمالي، وكان ذلك عزلاً لم يعزله وزير غيره في الدولة التركية، وذلك يوم الخميس ثامن شهر رمضان سنة أربع وعشرين وسبع مئة .ثم لازم بيته يأكل مرتبه إلى أن عمل الاستيمار في أيام الجمالي، ووفر فيه جماعة، فطلب هو من السلطان أن يتصدق عليه بوظيفة، فقال السلطان تكون ناظر الدولة كبيراً مع الوزير، فباشر النظر في شوال سنة ثمان وعشرين وسبع مئة هو والقاضي مجد الدين بن لفيتة أربعين يوماً فكان حمله على الجميع ثقيلاً. فاجتمع الكتاب بأجمعهم عليه، وقاموا كتفاً واحدة، فما كان إلا أن كان يوماً وهو قاعد في باب الوزير لخدمة العصر، وإذا خادم صغير خرج من القصر وجاء إلى باب الوزير وأغلق دواته وقال: يا مولانا بسم الله الزم بيتك، فلزم بيته .ولما أمسك الصاحب شمس الدين غبريال وجاء السلطان من الحجاز وطلب غبريال

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1